الموضوع: يا أيها المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني صلى الله عليك وسلم صدقناك واتبعنا دعوتك بالحق وإنا نشهدك أننا سوف ننافسك في حب الله وقربه ولن نذر الله لك وحدك،

النتائج 41 إلى 44 من 44
  1. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 3907 من موضوع بيانٌ من القرآن إلى كافّة الإنس والجانّ ..


    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    16 - ذو الحجة - 1430 هـ
    03 - 12 - 2009 مـ
    10:50 مساءً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ــــــــــــــــــــــــ



    بيانٌ من القرآن إلى كافّة الإنس والجانّ ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصّلاة والسّلام من ربّ العالمين على كافة رُسل الجنّ والإنس أجمعين وآلهم التّوابين المُتطهِّرين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدين..

    قال الله تعالى: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿٥٠﴾ وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿٥١﴾ كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴿٥٢﴾ أَتَوَاصَوْا بِهِ ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ﴿٥٣﴾ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُومٍ ﴿٥٤﴾ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٥٥﴾ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ ﴿٥٧﴾ إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴿٥٨﴾ فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ ﴿٥٩﴾ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].

    ويا معشر الجنّ والإنس إنّي الإمام المهديّ خليفة الله على مشارق الأرض ومغاربها وخليفة الله على أرض المشرقين من تحت الثّرى وإنّا لصادقون، أدعوكم إلى تحقيق الهدف من خلقكم وأذكِّركم بذكر الله إليكم القرآن العظيم رسالة الله إلى كافة الإنس والجنّ أجمعين فاتّبعوه إنّي لكم من الله نذيرٌ مبينٌ، أذكّركم باتّباع أحسن ما أُنزل إليكم من ربّكم في القرآن العظيم، وأدعوكم إلى تحقيق الهدف من خلقكم فأُذكِّركم بكتاب الله إليكم لعلكم تتّقون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٥٥﴾ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].

    ويا معشر الجنّ والإنس لقد أرسل الله إليكم رُسلاً منكم ليدعوكم إلى تحقيق الهدف من خلقكم وينذروكم لقاء ربّكم إن كنتم إيّاه تعبدون، فإذا جاء يوم التّلاق وأنتم لم تُحقِّقوا الهدف من خلقكم فلن تجدوا لكم من دون الله وليّاً ولا نصيراً ولن يغني عنكم شُفعاؤكم من الله شيئاً، وقال الله تعالى: {وَهَـٰذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا ۗ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ ﴿١٢٦﴾ لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِندَ رَبِّهِمْ ۖ وَهُوَ وَلِيُّهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٢٧﴾ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿١٢٨﴾ وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿١٢٩﴾ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ﴿١٣٠﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ويا معشر الإنس والجنّ أجيبوا داعي الله. تصديقاً لقوله الله تعالى: {وَهَـٰذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا ۗ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ ﴿١٢٦﴾ لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِندَ رَبِّهِمْ ۖ وَهُوَ وَلِيُّهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٢٧﴾} صدق الله العظيم.

    ويا معشر الإنس والجنّ أجيبوا داعي الله فاعبدوه وحده لا شريك له فإن لم تجيبوا داعي الله إلى تحقيق الهدف من خلقكم فلن تجدوا لكم من دون الله وليّاً ولا نصيراً، فإنّ جميع المؤمنين من الإنس والجنّ أجمعين في هذا العصر قد أشركوا بالله جميعاً إلا من استجاب إلى دعوة الداعي إلى الصراط المستقيم الإمام المهديّ الذي بعثه الله ليهدي الإنس والجنّ أجمعين بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد، ولو يوجّه المهديّ المنتظَر سؤالاً إلى كافة المؤمنين بربّ العالمين من الإنس والجنّ أجمعين فنقول لهم: فهل نافستُم عبادَ الله المرسَلين في حُبّ الله وقربه؟ لأجابوني بلسان واحدٍ: "ويحك يا ناصر محمد اليماني فكيف ننافس عباد الله المُكرّمين من الأنبياء والمُرسَلين في حُبّ الله وقربه؟ بل هم شُفعاؤنا بين يدي الرحمن! فلا ينبغي لأحدٍ من المؤمنين أن يكون أحبّ وأقرب من الأنبياء والمُرسَلين، فهل تريد يا ناصر محمد اليماني أن تنافس محمداً رسولَ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في حُبّ الله وقربه وهو رسول الله بالقرآن العظيم إلى الإنس والجنّ أجمعين؟". ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: إي وربّي إنّي سوف أنافسُ جدّي محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وكافة الأنبياء والمرسَلين في حُبّ الله وقربه فأبتغي إليه الوسيلة لتحقيق الغاية فأنفقها لجدّي محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - طمعاً في حُبّ الله وقربه ونعيم رضوان نفسه، وأقسمُ بربّي الرحمن الرحيم إنّ الذين يذرون التنافس في حبّ الله وقربه للأنبياء والمرسَلين من دون المؤمنين إنّهم بالله مشركون وإنّهم من الذين قال الله عنهم في محكم كتابه: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    ويا معشر الإنس والجنّ، إني لا أجدُ فرقاً بينكم وبين رُسلكم في كتاب الله القرآن العظيم وإنما هم عبادٌ أمثالكم. تصديقاً: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ۖ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿١٩٤﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فما بال العباد لا يُكرّم اللهُ أحداً منهم في الحياة الدُنيا إلا وبالغوا فيه بغير الحقّ من بعد موته وصنعوا له تمثالاً صنماً لصورته فيظلّون له عاكفين! وكلما بعث الله رسولاً جديداً ليدعوهم إلى عبادة الله وحده لا يؤمن له إلا قليلٌ، ومن ثم يبالغون فيه من بعد موته فيحرّمون على أنفسهم أن ينافسوه في حُبّ الله وقربه ويرون أنّه لا ينبغي لهم، فكيف يزعمون أنّهم اتّبعوا دعوته إلى عبادة الله وحده لا شريك له وهم لم يبتغوا إليه الوسيلة أيُّهم أقرب؟ فقد خالفوا أمر الله في محكم كتابه القرآن العظيم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    وإنّما تبلغونها بالعمل الصالح في الحياة الدنيا ولكنّها ليست الغاية؛ بل هي وسيلةٌ لأنّها ليست الهدف من خلقكم؛ بل الهدف الحقّ هو أن تعبدوا الله وحده لا شريك له فتتنافسوا على حُبّه وقربه أيُّكم أقرب إن كنتم إيّاه تعبدون، وإنّما الأنبياء والمرسَلون عبادٌ لله أمثالُكم يتنافسون في حُبّ الله وقربه أيُّهم أقرب.

    تصديقاً لقول الله تعالى: {وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ ۖ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ﴿٥٥﴾ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾ وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾ وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ويا معشر الجنّ والإنس مِمّن أظهرهم الله على أمرنا كونوا شُهداء على هذه الفتوى الصادرة في مركز الفتوى إسلام ويب وكذلك على السائل المُفتري علينا بغير الحقّ ((بأنّ الإمام المهدي يقول أن الله سوف يبعث الأنبياء والمُرسلين مع الأمم الكافرين ليعبدوا الله كما ينبغي أن يعبد))، ولم يقل ذلك المهديّ المنتظَر بل أفتاكم ببعث الكافرين الذين لم يتّبعوا رسل ربّهم حتى يجعلهم الإمام المهديّ بإذن الله أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ، ولم نُفْتِ ببعث الرسل والأنبياء وأتباعهم المؤمنين. فكيف يفتري علينا بغير الحقّ؟ فانظروا للفتوى في إسلام ويب عن الوسيلة كردٍّ على السائل بما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    http://bit.ly/29fiCHP

    إسلام ويب
    رقـم الفتوى:128725 - عنوان الفتوى:الوسيلة في القرآن والسنة - تاريخ الفتوى:19 ذو القعدة 1430 / 07-11-2009
    السؤال
    هناك ناس يقولون إن علينا منافسة الأنبياء والمرسلين في حب الله وقربه وإننا إن لم نفعل فقد أشركنا بالله إذ حصرنا الأنبياء لله فقط ويستشهدون بهذه الآية:أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً. [الإسراء:57].
    يَا أيّها الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون. [المائدة:35].

    يقولون إن جميع العباد يتنافسون على من يكون أحبّ عبد لله وهو الذي سيفوز بالوسيلة وهى الدرجة العالية، ومن ثم يقولون إن هناك نعيما أعظم منها وهو تحقيق رضوان الله في نفسه وهو أن الله يتحسر على عباده الذين في النّار حزينا عليهم ولذلك سيبعث الله النّاس جميعاً من أول رسول إلى آخر رسول سيدنا محمد ثم يجعلهم أمّة واحدة مؤمنة حتى لا يعذبهم ويستشهدون بهذه الآية:وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النّاسَ أمّة واحدة وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الجنّة وَالنّاسِ أَجْمَعِينَ [هود:119]

    وإلا من رحم ربك هو المهدي أي أن جميع العباد الذين من قبله أخطأوا الوسيلة اتخذوا النّعيم الأعظم وهو رضوان الله طريقاً لجنته ولم يحققوا رضوان الله في نفسه، ويقولون إنه لا أحد عبد الله حق عبادته إلا المهدي. أرجو أن تجيبونا على هذه الأقوال الغريبة؟

    وهذا هو النّص المزعوم:
    ألا والله لو يسأل الإمام المهدي أكبر فطحول من علماء النّصارى وأقول فهل ترى أنه يجوز لك أن تُنافس رسول الله المسيح عيسى ابن مُريم صلى الله عليه وعلى أمه وآل عمران وسلم في حُبّ الله وقربه لزأر في وجه المهدي المنتظر وقال كيف تُريدني أن أُنافس ولد الله في حُبّ الله وقربه بل ولد الله أولى بأبيه مني، بل أنا أعبد المسيح عيس ابن مريم قربة إلى الله لأنه ولد الله ليقربني إلى ربي، ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي ويقول:سُبحان الله العظيم عما يشركون وتعالى علوا كبيراً. وكذلك لو سأل أكبر فطحول من علماء أمّة الإسلام الأميين التّابعين لجدي النبيّ الأمي محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - هل ترون أنهُ ينبغي لكم أن تُنافسوا مٌحمدا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في حُبّ الله وقربه كذلك سوف يزأر علينا بصوت مُرتفع وكيف تُريدني أن أُنافس محمدا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - خاتم النّيين شفيعنا بين يدي الله يوم الدين، فاذهب أيّها المجنون. ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي فهل تعبد الله أم تعبد محمدا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ثمّ يردّ علينا بل أعبد الله وحده لا شريك له، ثم يسأله الإمام المهدي مرة أخرى ويقول وهل تُحب محمدا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أكثر أم الله؟ ثمّ يردّ علينا بل أحبّ الله أكثر من محمد عبده ورسوله، ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي ألا والله لو كنت تُحب الله أكثر من حُبك لمحمد عبده ورسوله لأخذتك الغيرة على ربك من شدة حُبك لربك ولنافست كافة الأنبياء والمُرسلين في حُبّ الله وقربه، ألا والله لو لم تزالوا على الهدًى لما ابتعث الله الإمام المهدي ليهديكم إلى صراط العزيز الحميد بالبيان الحقّ للقرآن المجيد. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين.

    الفتوى:
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

    فما ورد في السؤال إنما هو بسبب لبس وخلط بين معنى الوسيلة الواردة في الآيتين المذكورتين، وبين معناها في حديث الدعاء بعد الأذان، وفيه يقول عليه الصلاة والسلام:ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنّة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجوا أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة. رواه مسلم.

    فالوسيلة في الآيتين إنما هي بمعنى القربة الموصلة إلى رضا الله تعالى.
    وأما الوسيلة في الدعاء المذكور فإنما هي علم على منزلة عالية في الجنة.
    قال الشنقيطي في أضواء البيان:قوله تعالى:يَا أيّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ. {المائدة:35}. الآية.

    اعلم أن جمهور العلماء على أن المراد بالوسيلة هنا هو القربة إلى الله تعالى بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه على وفق ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم بإخلاص في ذلك لله تعالى، لأن هذا وحده هو الطريق الموصلة إلى رضا الله تعالى، ونيل ما عنده من خير الدنيا والآخرة.

    وأصل الوسيلة:الطريق التي تقرب إلى الشيء، وتوصل إليه وهي العمل الصالح بإجماع العلماء؛ لأنه لا وسيلة إلى الله تعالى إلا باتباع رسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا فالآيات المبينة للمراد من الوسيلة كثيرة جداً كقوله تعالى:وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا. {الحشر:7}، وكقوله:قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي. {آل عمران:31}، وقوله:قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ. إلى غير ذلك من الآيات...

    وقال:... وهذا الذي فسرنا به الوسيلة هنا هو معناها أيضاً في قوله تعالى:أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ. {الإسراء:57}، وليس المراد بالوسيلة أيضاً المنزلة التي في الجنّة التي أمرنا صلى الله عليه وسلم أن نسأل له الله أن يعطيه إياها، نرجو الله أن يعطيه إياها، لأنها لا تنبغي إلا لعبد، وهو يرجو أن يكون هو.

    فإذا تقرر أن الوسيلة التي بمعنى الدرجة العلية في الجنّة لا تنبغي إلا لعبد واحد، فكيف يصح أن ننافس عليها أفضل الخلق صلى الله عليه وسلم؟! هذا كلام ليس بجيد، وإنما الصواب أن يقال يجب علينا الاقتداء بالأنبياء والمرسلين، فإنه لا طريق موصل إلى الله إلا من خلال اتباعهم واقتفاء أثرهم، فنتوسل إلى الله ونتقرب إليه بالعمل الصالح المؤسس على الإخلاص لله واتباع هدي أنبيائه ورسله، وعلى رأسهم سيد الأنام محمد عليه الصلاة والسلام.

    وانظر الفتوى رقم:119501.
    وأما بقية ما ورد من السؤال فهو جرأة على الله وسوء أدب معه وتقول عليه بلا علم، وكفى بذلك إثما عظيما. فقوله تعالى:وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النّاسَ أمّة واحدة وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الجنّة وَالنّاسِ أَجْمَعِين. {هود:118- 119}.

    قال السعدي في تفسيره:يخبر تعالى أنه لو شاء لجعل النّاس كلهم أمّة واحدة على الدين الإسلامي، فإن مشيئته غير قاصرة، ولا يمتنع عليه شيء، ولكنه اقتضت حكمته، أن لا يزالوا مختلفين، مخالفين للصراط المستقيم، متبعين للسبل الموصلة إلى النّار، كل يرى الحقّ، فيما قاله، والضلال في قول غيره.

    إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ فهداهم إلى العلم بالحقّ والعمل به، والاتفاق عليه، فهؤلاء سبقت لهم، سابقة السعادة، وتداركتهم العناية الربانية والتوفيق الإلهي. وأما من عداهم، فهم مخذولون موكولون إلى أنفسهم.

    وقوله:وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ أي:اقتضت حكمته، أنه خلقهم، ليكون منهم السعداء والأشقياء، والمتفقون والمختلفون، والفريق الذين هدى الله، والفريق الذين حقت عليهم الضلالة، ليتبين للعباد، عدله وحكمته، وليظهر ما كمن في الطباع البشريّة من الخير والشر، ولتقوم سوق الجهاد والعبادات التي لا تتم ولا تستقيم إلا بالامتحان والابتلاء. وَ لأنه تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الجنّة وَالنّاسِ أَجْمَعِين. فلا بد أن ييسر للنار أهلا يعملون بأعمالها الموصلة.

    فبالتأمل في النّص القرآني المذكور تجد أنه لا يلتئم معناه إلا بهذا التفسير، وأما التفسير الوارد في السؤال فمحض كذب وبهتان وافتراء على الله جل وعلا، وعلى قائله من الله ما يستحق. وكذلك النّص المزعوم.

    إضافة إلى أن القول بأنه لا أحد عبد الله حق عبادته إلا المهدي، وأن جميعهم أخطأوا الوسيلة، يقتضي تخطئة الأنبياء والمرسلين في طريقهم إلى الله وتفضيل المهدي عليهم، ثم إنه لا أحد قد عبد الله حق عبادته؛ لأن حقه سبحانه عظيم، ففي الحديث:يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السموات و الأرض لوسعت، فتقول الملائكة:يا رب لمن يزن هذا؟ فيقول الله تعالى:لمن شئت من خلقي، فتقول الملائكة:سبحانك ما عبدناك حق عبادتك، و يوضع الصراط مثل حد الموسى، فتقول الملائكة:من تجيز على هذا؟ فيقول:من شئت من خلقي، فيقولون:سبحانك ما عبدناك حق عبادتك. رواه الحاكم وغيره وصححه الألباني.
    والله أعلم.
    المفتـــي:مركز الفتوى
    انتهى الاقتباس
    وإليكم ردّ الإمام المهديّ إلى صراط العزيز الحميد بالبيان الحقّ للقرآن المجيد، وأنذر النّاس من بأسٍ من الله شديدٍ، ويهدي الله إليه من يريد طريق الهدى من العبيد فيهدي إليه من ينيب:

    ويا فضيلة الشيخ المحترم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، فإنّ السائل قد وضع في السؤال ما لم يقله الإمام المهديّ، فلم نفتِ أنّ الله سوف يبعث الأنبياء والمُرسَلين وأتباعهم الذين اتّبعوهم بالحقّ؛ بل أفتينا ببعث الكافرين برسل الله من أقوام الرُّسل أجمعين ليجعلهم المهديّ المنتظَر بإذن الله أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ فينقذهم من فتنة الأحياء والأموات المسيح الدجال الشيطان الرجيم الذي طلب من ربّه أن يُنظِرَه إلى يوم يبعثون، وذلك يوم البعث الأول في الكتاب ويريد أن يستغله الشيطان الرجيم الكذاب فيقول أنّه المسيح عيسى ابن مريم، ويقول أنّهُ الله ربّ العالمين، وأنّ هذا هو يوم الدّين، وأنّ لديه جنّةً وناراً ثم يفتن الأحياء والأموات المبعوثين، وهو المسيح الكذاب وما كان لابن مريم - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن يقول على ربّه غير الحقّ أو يستنكف عن عبادته فهو ليس المسيح عيسى ابن مريم يا معشر النّصارى والمسلمين؛ بل هو كذّاب ولذلك يُسمّى المسيح الكذاب، ولذلك اقتضت الحكمة من عودة المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وأمّه وآل عمران وسلم، ولم يبعثه الله ليدعو النّاس إلى اتّباعه بل إلى اتّباع المهديّ المنتظَر فيكون من الصالحين التّابعين يوم يكلم النّاس كهلاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    فأمّا تكليم ابن مريم - صلّى الله عليه وعلى أمّه وسلّم - وهو في المهد صبياً فقد مضى وانقضى، وأمّا تكليمه للناس وهو كهلٌ فذلك يوم بعثه في عصر المهديّ؛ المهديّ المنتظَر، فيكون من الصّالحين التّابعين ووزيراً كريماً.

    ويا فضيلة الشيخ المحترم بارك الله فيك، فإنّي وجدتك تقول في آخر فتواك: "والله أعلم"، فإن كنت تقصد بقولك (والله أعلم) أي والله أعلم بالحقّ، فيردّ عليكم المهديّ المنتظَر وأقول: ولكنّه لا يجوز لك يا فضيلة الشيخ أن تقول على الله ما لم تعلم فذلك من أمر الشيطان إلى الإنس والجانّ أن يقولوا على الله ما لا يعلمون وليس ذلك من أمر الرحمن الذي حرّم عليكم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون، وبما أنّي المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم فلا ينبغي لي أن أقول على الله بالبيان للقرآن إلا الحقّ ولا أقول لكم: "والله أعلم فقد أكون مُخطئاً وقد أكون مُصيباً"، فذلك قولٌ بالظنّ والظنّ لا يُغني من الحقّ شيئاً، وليس بيان المهديّ المنتظر للقرآن مجرد تفسيرٍ؛ بل آتيكم بالبيان من ذات القرآن بنصوص الآيات المحكمات هنّ أمّ الكتاب لا يزيغُ عمّا جاء فيهنّ إلا من كان في قلبه زيغٌ عن الحقّ.

    ويا فضيلة الشيخ، بالنّسبة للوسيلة فقد أفتى بها محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بأنّ الوسيلة أرفع منزلةٍ في الجنّة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله ويرجو أن يكون هو عليه الصلاة والسلام. ألا وإنّ المهديّ المُنتظَر لا يُنافس جدّه محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - على الوسيلة بل أنافس محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في حُبّ الله وقربه، فإن فزتُ بالوسيلة وهبتُها لجدي محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - طمعاً في حُبّ الله وقربه ولتحقيق نعيم رضوان نفسه، ولذلك تُسمّى بالوسيلة، وذلك لأنّها ليست الغاية من خلقنا، وإنّما الوسيلة هي أعلى درجةٍ في جنّة النّعيم وهي أقرب درجةٍ إلى عرش الرحمن، فهي في أعلى الجنان ولا تنبغي أن تكون إلا لعبدٍ واحدٍ من عباد الله المسلمين، وجعله الله مجهولاً بين عباده، والحكمة من ذلك لكي يتنافس عباده إلى ربّهم أيُّهم أقرب، وقال الله تعالى: {أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وإنما الوسيلة ينالها النّاس بالعمل الصالح في هذه الحياة فيتنافسون على حُبّ الله وقربه ولا تؤتى بالتمني من غير سعي. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ ﴿٣٩﴾ وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ ﴿٤٠﴾ ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ ﴿٤١﴾ وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الْمُنتَهَىٰ ﴿٤٢﴾} صدق الله العظيم [النّجم].

    ويا فضيلة الشيخ إنّي أراك تُفرّق بين الوسيلة في الكتاب وبين الوسيلة المذكورة في الحديث، ولكن فتوى الله في محكم كتابه جليّة واضحة بأنّ الوسيلة هي أقرب درجة إلى الرحمن لأنّها في قمة جنّة النّعيم، ولذلك قال الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} صدق الله العظيم. فيبتغون بالعمل الصالح الوسيلة لأنّها أقرب درجة إلى الرحمن وجعل الله الفائز بهذه الدرجة عبداً مجهولاً من بين عباده والحكمة من ذلك لكي يتنافسوا إلى ربّهم بالعمل الصالح أيّهم أقرب فيفوز بها، وكُل نبيّ يرجو أن يكون هو صاحب هذه الدرجة ولذلك قال جدّي محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [فإنها منزلة في الجنّة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو].

    ويا فضيلة الشيخ المحترم لقد جاء ضمن فتواك ما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    (فإذا تقرر أن الوسيلة التي بمعنى الدرجة العلية في الجنّة لا تنبغي إلا لعبد واحد، فكيف يصح أن ننافس عليها أفضل الخلق صلى الله عليه وسلم؟! هذا كلام ليس بجيد، وإنما الصواب أن يقال يجب علينا الاقتداء بالأنبياء والمرسلين، فإنه لا طريق موصل إلى الله إلا من خلال اتباعهم واقتفاء أثرهم، فنتوسل إلى الله ونتقرب إليه بالعمل الصالح المؤسس على الإخلاص لله واتباع هدي أنبيائه ورسله، وعلى رأسهم سيد الأنام محمد عليه الصلاة والسلام.)
    انتهى الاقتباس
    انتهى قولك.

    ثمّ يردّ عليك المهديّ المنتظَر الحقّ وأقول إنّي لم أدعُ المؤمنين ليتنافسوا على الوسيلة لأنّي أعلم أنّها ليست الهدف من خلقهم ولذلك تُسمّى بالوسيلة فمن فاز بها فلينفقها إلى أحبّ النّاس إلى قلبه قربةً إلى ربّه طمعاً في أعلى درجةٍ في حُبّ الله وقربه ونعيم رضوان نفسه النّعيم الأعظم من الوسيلة، وفي ذلك سرّ اسم الله الأعظم الذي جعله صفةً لنعيم رضوان نفسه على عباده فيجدونه حقاً هو نعيماً أعظم من جنّة النّعيم. تصديقاً لفتوى الله في محكم كتابه العزيز: {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

    والبيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم، أي نعيم رضوان الله على أنفس عباده يجدونه نعيماً أكبر من نعيم الجنّة، ولذلك خلقهم ليعبدوا نعيم رضوانه على عباده، وفي ذلك سرّ الحكمة من خلقهم وعن ذلك سوف يُسأل الذين ألهاهم عن تحقيق رضوان الله التكاثرُ لزينة الحياة الدُنيا حتى أدركهم الموت وهم لم يتّبعوا سبيل رضوان ربّهم النّعيم الأعظم من نعيم الدنيا والآخرة. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ﴿١﴾ حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ﴿٢﴾ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٣﴾ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٤﴾ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ﴿٥﴾ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ﴿٦﴾ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴿٧﴾ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [التكاثر].

    ألا وإنّ النّعيم الذي سوف يُسألون عنه هو اتّباع نعيم رضوان الله ولذلك خلقهم.

    ويا فضيلة الشيخ فإنّ من كان يحبّ الله فعليه أن يتّبع رُسله فينُافس مثلهم في حُبّ الله وقربه. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وإنّما الاتّباع هو الاقتداء بمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في عبادته لربه فنعبد ما يعبد، ألا وإنّه يعبدُ الله فينافس عباد الله في حُبّه وقربه لا يشرك بالله شيئاً.

    وأنا الإمام المهديّ أدعوك يا فضيلة الشيخ وجميع مفتيي الديار الإسلاميّة وخطباء المنابر إلى الحوار عن طريق طاولة الحوار العالميّة للمهديّ المنتظَر (موقع الإمام ناصر محمد اليماني) في عصر الظهور، ومن بعد التصديق أظهرُ لكم عند البيت العتيق، فليس المنطق أن يظهر لكم المهديّ المنتظَر عند البيت العتيق بالمسجد الحرام ويقول: أيّها النّاس إنني المهديّ المنتظَر فبايعوني! فهذا غير منطقي لأنّ المهديّ المنتظَر يظهر في المسجد الحرام للمبايعة من بعد التصديق فإذاً لا بدّ للحوار أن يأتي في عصر الظهور ومن بعد التصديق أظهر لكم عند البيت العتيق، وإنّي أشهدُ الله والملك عبد الله بن عبد العزيز أنّني وإذا لم يجدني كافة علماء المسلمين أعلمَهم بكتاب الله فلستُ المهديّ المُنتظَر وذلك لأنّ المهديّ المنتظَر لا بدّ أن يزيده الله بسطةً في العلم على كافة علماء الأمّة لكي يكون قادراً أن يحكمَ بينهم فيما كانوا فيه يختلفون فيوحِّد صفّهم ويجمع شملهم من بعد تفرقهم واختلافهم في الدين إلى شيعٍ وأحزابٍ وكُلّ حزبٍ بما لديهم فرحون.

    ولم أقل أنّي المهديّ المنتظَر من ذات نفسي بل أفتاني جدّي محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أنّي المهديّ المنتظر وأنّه لا يحاجني أحدٌ من القرآن إلا غلبته .. انتهى.

    وعليه فبما أنّ الرؤيا تخصّ صاحبها فلا يُبنى عليها حكمٌ شرعيٌّ للأمّة، وعليه فإن كان ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر الحقّ فحقٌّ على الله أن يصدقه بالحقّ فيزيده بسطةً في العلم على كافة علماء الأمّة فلا يحاجّه عالِمٌ من القرآن العظيم إلا هيمن عليه المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني بعلمٍ وسلطانٍ مبينٍ، وإن كان ناصر محمد اليماني كذّاباً أشِراً ولم يفتِه الله أنّهُ المهديّ المنتظَر فقد خاب من حمل ظُلماً، ومن أظلم ممّن افترى على الله كذِباً؟ فسوف يخزي الله ناصر محمد اليماني فيجعل علماء الأمّة يهيمنون عليه بسلطان العلم من محكم كتاب الله القرآن العظيم، فسوف ننظر ونرى هل صدق ناصر محمد اليماني أم كان من الكاذبين؟

    ولكنّي أقسمُ بالله العظيم البرُّ الرحيم من يحيي العظام وهي رميم قسَماً مُقدَّماً، قسم العبد البار وما كان قسم كافرٍ ولا فاجرٍ أنّي المهديّ المنتظَر وأنّي سوف أهيمِن بإذن الله على كافة علماء الأمصار من جميع الأقطار لو يحضروا إلى طاولة الحوار بالبيان الحقّ للذكر إن كانوا به مؤمنين، فإنّي المهديّ المنتظَر أدعوهم إلى الاحتكام إلى كتاب الله فيما كانوا فيه يختلفون بإذن الله الواحد القهّار.

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور بلّغوا ردّي هذا إلى إسلام ويب وهيئة كبار العلماء وخطباء المنابر بالمملكة العربيّة السعوديّة وإلى مفتيي الديار وخطباء المنابر عن طريق مواقعهم وإيميلاتهم، فقد أدركت الشمس القمر تصديقاً لأحد أشراط الساعة الكُبر وآية التصديق للمهديّ المنتظَر وأوشك أن يسبق الليل النّهار وهم لا يزالون معرضين عن دعوة الاحتكام إلى الذكر، اللهم قد بلّغت الأنصار ليبلّغوا مفتيي الديار اللهم فاشهد، فنحن في الانتظار في طاولة الحوار للوافدين من مفتيي الديار وخطباء المنابر ليتبيّن للبشر هل حقاً ناصر محمد اليماني المهديّ المنتظَر أم كذّاب أشِر؟ فإنّي لا أتغنّى لكم بالشعر ولا مُبالغٌ بغير الحقّ بالنّثر، وأقسمُ بالله الواحد القهّار أنّ الشمس أدركت القمر فتلاها والليل إذا يغشاها فاجتمعت به وقد هو هلالاً في أول الشهر وكان ذلك سبب انتفاخ الأهلّة شرطاً من أشراط الساعة الكُبر قد بيّناه لكم في محكم الذكر.

    ولم يجعلني الله نبيّاً ولا رسولاً بل المهديّ المنتظَر؛ الإنسان الذي علمه الرحمن البيان الحقّ للقرآن، فأُبيّن لكم القرآن كما كان يُبيّنه محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فأعيدكم إلى منهاج النّبوة الأولى إن أجبتم داعي الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم الذي اتّخذتموه مهجوراً ولا ولن يتّبع المهديّ المنتظَر إلا من اتّبع الذكر وإنّما المهديّ المنتظَر بعثه الله ناصراً لمحمدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    ولم آتِكم بكتابٍ جديدٍ؛ بل العودة إلى كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ وما عندي غير ذلك، وقد جعل الله في اسمي خبري وراية أمري (ناصر محمد) ولذلك واطأ الاسم محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في اسم المهديّ المنتظَر، فجعل الله التواطؤ في اسمي للاسم محمد في اسم أبي بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور وذلك لكي يحمل اسمي خبري وراية أمري ليجعلني ناصراً لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولم يبعثني الله نبيّاً ولا رسولاً بل أدعوكم إلى منهاج النّبوة الأولى كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ التي لا تخالف لمحكم كتاب الله، وزادني الله عليكم بسطةً في العلم حتى أحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، والكذب حباله قصيرة.

    وأنا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهدُ أنّ محمداً رسول الله، وأشهدُ أنّ القرآن من عند الله، وأشهد أنّ السُّنة النّبوية الحقّ من عند الله كما القرآن من عند الله، وأشهدُ أنّ القرآن محفوظ من التحريف ليجعله الله المرجعَ لما اختلف فيه علماء الحديث في السُّنة النّبوية، وأشهد أنّ الله لم يعِدكم بحفظ السُّنة النّبويّة من التحريف ولذلك جعل الله محكم القرآن هو المرجع فيما اختلفتم فيه من علم الحديث في السُّنة النّبوية، وأُشهِد الله شهادة الحقّ اليقين أنّه لا يُجادلني عالِمٌ بالقرآن العظيم إلا أخرستُ لسانه بالحقّ فيُسلّم تسليماً لأنّه لن يستطيع أن يُنكر سلطان علمي عليه بالحقّ من محكم القرآن العظيم أو يأتي بالبيان للقرآن هو خيراً من تفسير ناصر محمد اليماني وأحسن تأويلاً إلى يوم يقوم النّاس لربّ العالمين وإنّا لصادقون، ولكُلّ دعوى برهان، والكذبُ حبالُه قصيرة.

    وبما أنّ الله جعلني حَكماً بين جميع علماء المسلمين بالحقّ، حقيقٌ لا أقول على الله ورسوله إلا الحقّ وأُفتي بالحقّ لمن أراد أن يتّبع الحقّ فليستمسك بمن يستمسك بكتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ فيعتصم بنور القرآن والسُّنة النّبويّة الحقّ نوراً وهدًى للمؤمنين، وبما أنّي المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم جعلني الله حَكَماً بينكم في جميع ما اختلف فيه علماء الدين فسوف أبدأ الحكم بينكم بالحقّ مُقدّماً مُعلِناً الفتوى بالحقّ بأنّ السُّنة النّبوية الحقّ من عند الله كما القرآن من عند الله وكذلك أفتي بالحقّ أنّ السُّنة النّبوية لم يعدكم الله بحفظها من التحريف ولكنّه وعدكم بحفظ القرآن العظيم من التحريف ليجعل آيات أمّ الكتاب في القرآن العظيم هُنّ المرجع لما اختلفتم فيه من السُّنة النّبويّة، وبما أنّي أفتيتُ بأنّ السُّنة النّبوية جاءت من عند الله كما جاء القرآن العظيم فقد وجب على الإمام ناصر محمد اليماني أن يُلجم بالبرهان المبين من محكم القرآن العظيم أنّ السُّنة النّبوية الحقّ جاءت من عند الله كما جاء هذا القرآن العظيم، وأعلن الفتوى بالحقّ عن الحديث الحقّ الذي جاء من عند الله على لسان رسوله وقال عليه الصلاة والسلام وآله: [ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه] صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    ولا حاجة لي بالبحث عن مصدر هذا الحديث ولا عن الثّقات الوارد عنهم بل آتيكم بسند هذا الحديث الحقّ مباشرةً من محكم القرآن العظيم.

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه]، وسند هذا الحديث الحقّ تجدونه في محكم القرآن العظيم فإذا تدبّرتم القرآن كما أمركم ربّكم فسوف تجدون سنده بالضبط في سورة النّساء الآية رقم (81) و (82) وذلك في قول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ويا معشر هيئة كبار العلماء إن ما جاء في سورة النّساء في الآية (81) و (82) قد جعلهما الله الأساس لدعوة المهديّ المنتظَر لعلماء المسلمين إلى طاولة الحوار العالميّة لجميع علماء الأمّة الإسلاميّة، وكلا ولا ولن تستطيعوا إنكار ما جاء فيهن أبداً إلا من كفر بكتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ فيحكم الله بيني وبينه بالحقّ وهو أسرع الحاسبين.

    ويا معشر هيئة كبار العلماء بالمملكة العربيّة السعوديّة وجميع علماء الأمّة الإسلاميّة، أُحذِّركم تفسير القرآن بالرأي وبالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً وبالاجتهاد من قبل الوصول إلى البرهان المبين بعلمٍ وسلطانٍ منيرٍ لأنّ القرآن كلام الله ربّ العالمين، ألا وإنّ تفسير القرآن هو المعنى المراد في نفس الله من كلامه وما يقصده بالضبط، فإذا قلتم على الله ما لا تعلمون (بقول الظنّ والاجتهاد الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً) فإن فعلتم ذلك فاعلموا بأنّكم لم تطيعوا أمر الله ورسوله بل أطعتم أمر الشيطان الرجيم الذي يأمر بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون، وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿١٦٨﴾ إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿١٦٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وأنتم تعلمون بأنّ الله حرّم على المؤمنين أن يقولوا على الله ما لا يعلمون وذلك في محكم كتاب الله في قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    مع احترامي لعلماء الأمّة الذين لا يقولون على الله ما لا يعلمون، ولكن للأسف فإنّ كثيراً من علماء المسلمين يتّبعون ما ليس لهم به علم دون أن يستخدموا عقولهم هل ذلك منطقيّ وهل أفئدتهم مطمئنة لذلك؟ وعن ذلك سوف يُسألون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وبسبب اتّباعكم لتفاسير الذين يقولون على الله ما لا يعلمون من قبلكم ضلّلوكم حتى عن بعض محكم القرآن العظيم كمثال قول الله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء]، وقال الذين يقولون على الله ما لا يعلمون بأنّ الله يُخاطب الكفار: أفلا يتدبرون القرآن وأن لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً! ولكنّي أُحذّر المفسرين فصل آيةٍ عن أخواتها في نفس الموضوع لكي تكون يتيمةً فَيُؤَوِّلها على هواه كيف يشاء، وإذا أردتم تدبّر القرآن فلا تفصِلوا الآية عن أخواتها بل تأخذوا جميع الآيات واحدةً تلو الأخرى اللاتي في نفس الموضوع حتى لا تحرّفوا كلام الله عن مواضعه بالبيان الباطل حتى يتبيّن لكم الحقّ من الباطل وحرصاً منكم أن لا تقولوا على الله غير الحقّ، وإذا أخذنا الآيات اللاتي تتكلم عن موضوع معيّن فسوف نفهم المقصود في نفس الله من كلامه حتى لا نقول على الله غير الحقّ.

    وأضرب لكم على ذلك مثلاً في قول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النّساء]، فإذا قام أحد المفسرين بأخذ الآية رقم (82) قول الله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم، ثم فسرّها وقال: "إن الله يُخاطب الكفار أن يتدبّروا القرآن وأن لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً". ومن قراءة هذا التفسير لن يشكّ مثقال ذرةٍ أنه غير صحيح برغم أنه تمّ تحريف كلام الله عن موضعه المقصود وذلك لأنّ الله لا يُخاطب الكفار في هذا الموضع بل يُخاطب علماء المسلمين بأنّهم إذا أرادوا أن يكشفوا الأحاديث النّبويّة التي من عند غير الله افتراءً على رسوله بأنّ عليهم أن يتدبّروا القرآن ليقوموا بالمطابقة للأحاديث الواردة مع محكم القرآن العظيم، وعلّمهم الله بأنّ ما كان من الأحاديث النّبويّة من عند غير الله فسوف يجدون بينهن وبين محكم القرآن العظيم اختلافاً كثيراً، وهذا دليلٌ داحضٌ للجدل بأنّ السُّنة النّبوية من عند الله كما القرآن من عند الله، وإنّما جعل محكم القرآن هو المرجع لما اختلفتم فيه من الأحاديث النّبويّة وذلك لأنّه محفوظٌ من التحريف وأمّا السُّنة فلم يعدكم الله بحفظها من التحريف كما تقول أخي الكريم، فإن كنتم من أولي الألباب تدبروا الآيتين تجدوا ما جاء في بياني هذا هو الحقّ بلا شكٍّ أو ريبٍ، فتدبّروا يا أولي الألباب قول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النّساء].

    وفيهما يخبركم الله بأنّه توجد طائفة بين المؤمنين جاءوا إلى محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وقالوا نشهد أن لا إله إلا الله و نشهد أنّ محمداً رسول الله؛ كذباً، وإنّما يريدون أن يكونوا من صحابة رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ظاهر الأمر ليكونوا من رواة الحديث فيصدّوا عن سبيل الله بأحاديث لم يقُلْها عليه الصلاة والسلام، وقال الله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].

    ومن ثمّ بيّن الله لكم مكرهم، وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النّساء].

    وجاء في هذا الموضع سندٌ للحديث الحقّ في أوّل البيان، قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه].

    وذلك لأنّ الله يُخاطب علماء الأمّة بأنّ الحديث المفترى يتمّ إرجاعه للقرآن فإذا كان من عند غير الله فسوف يجدون بينه وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً، ولكنّي المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم لا أنكر سُنّة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ بل آخذ بجميع ما ورد عن محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وذلك لأنّي أعلم أنّ السُّنة النّبوية جاءت من عند الله كما جاء القرآن من عنده تعالى، وإنّما أكفر بما خالف منها لمحكم القرآن العظيم لأني أعلم أنّه حديث مفترًى ما دام جاء مخالفاً لمُحكم القرآن العظيم، وليس معنى ذلك أنّ الإمام ناصر محمد اليماني لم يأخذ إلا ما تطابق مع القرآن، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين؛ بل آخذ بجميع الأحاديث النّبويّة حتى ولو لم يكن لها برهانٌ في القرآن العظيم فإني آخذ بها، وإنّما أكفر بما جاء مخالفاً لمحكم القرآن العظيم لأنّي علمتُ أنّه حديث مفترى عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    ويا هيئة كبار علماء المسلمين بالمملكة العربيّة السعوديّة وكذلك جميع علماء الأمّة الإسلاميّة إنّي أدعوكم إلى الاحتكام إلى محكم القرآن العظيم فيما كنتم فيه تختلفون من أجل تصحيح أحاديث السُّنة المحمديّة الحقّ وتصحيح عقائدكم ونفي كافة البدع والمُحدثات في الدين الإسلامي الحنيف فنوحّد صفّكم من بعد تفرّقكم وفشلكم فتقوى شوكتكم من بعد أن ذهبت ريحكم نظراً لمُخالفة أمر الله الصادر في آيات القرآن المحكمات الذي ينهاكم ويحذّركم بعدم الإختلاف وإلى الاحتكام إلى محكم القرآن فيما اختلفتم فيه من السُّنة، فما وجدتموه جاء مخالفاً لمحكم القرآن العظيم فاعلموا أنّ هذا الحديث النّبوي جاء من عند غير الله ورسوله وبل من عند الطاغوت الشيطان الرجيم وأوليائهم من شياطين الإنس يوحون إليهم بالباطل ليخرجوكم عن الحقّ، وأمّا إذا لم يخالف الحديث المروي لمحكم القرآن العظيم فأرجعوا ذلك لعقولكم والحقّ منها تطمئن إليه قلوبكم وتقبله عقولكم ذلك لأنّ الله أمركم باستخدام عقولكم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وكذلك تجدون بيان ناصر محمد اليماني للقرآن مطابقاً للبيان الحقّ لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في السُّنة النّبوية الحقّ. تصديقاً للأحاديث الحقّ عن محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [[ ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ]].

    فكما علّمه الله بالقرآن علّمه بالبيان، ألا وإنّ البيان هو في ذات القرآن محفوظٌ من التحريف وإنا لصادقون. وإنّما المهديّ المنتظَر يُبيّن لكم كتاب الله كما كان يبيّنه محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - حتى نعيدكم إلى منهاج النّبوة الأولى، وإذا لم استطِع أن أبيّن لكم كافة أركان الإسلام الخمسة فنفصّلها تفصيلاً حصرياً بإذن الله من محكم القرآن العظيم فأنا لستُ المهديّ المنتظَر فلكل دعوى برهان، فلا يصدّكم الشيطان عن اتّباع البيان الحقّ للقرآن بسبب مكر الشياطين الذين يوسوسون إلى كثيرٍ من أوليائهم أن يقول أحدهم أنّه المهديّ المنتظَر، وذلك حتى إذا جاءكم المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم فتظنّونه كذلك كالذين ادّعوا المهديّة من قبل فتُعرِضون عن دعوة الحقّ من ربّكم، فاحذروا مكر الشياطين واحضروا إلى طاولة الحوار للمهديّ المنتظر (موقع الإمام ناصر محمد اليماني) وسوف يتبيّن لكم الأمر إن كنتم مؤمنين بكتاب الله الذكر فإنّي بالبيان الحقّ منه لزعيمٌ وأهدي به إلى الصراط المستقيم.

    وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربّ العالمين.
    أخو المسلمين الذليل على المؤمنين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    __________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  2. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 6419 من موضوع يا (من يخاف وعيد) أحبَّكَ الغفور الودود ذو العرش المجيد فعالٌ لما يريد ..


    الإمام ناصر محمد اليماني
    05 - 01 - 1431 هـ
    22 – 12 - 2009 مـ
    10:55 مساءً
    ــــــــــــــــــــ



    يا (من يخاف وعيد) أحبَّكَ الغفور الودود ذو العرش المجيد فعالٌ لما يريد ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    يا (من يخاف وعيد)، أَحبّكَ الغفور الودود ذو العرش المجيد فعّال لما يُريد، اللهم اغفر لأنصاري جميعاً، واغفر لعبدك معهم، اللهم أحِبَّ أنصاري جميعاً واجعلهم ينافسون عبدك في حبّك وقربك، اللهم ارضَ عن أنصاري جميعاً وأكرمهم، اللهم أكرم من أكرم عبدك وأنت أكرم الأكرمين، اللهم احشرنا مع من أحببناه جميعاً من أجلك محمد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، اللهم اجعل له أرفع درجةٍ في جنّات النّعيم فإنّه أحبّ إلى أنفسنا من آبائنا وأمهاتنا ومن أنفسنا ومن النّاس أجمعين، اللهم واجعلنا له منافسين في حبّك وقربك لأنّك أحبّ إلى أنفسنا من عبدك محمد عليه الصلاة والسلام، اللهم إنّنا نستطيع أن نتنازل عن أعلى الدرجات المادية في جنّتك لمحمد رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - طمعاً في التنافس في الحبّ في ذات نفسك سبحانك، ومن لم يَغِرْ عليك من عبادك فلن يرقى إلى الحُبّ الأعظم حتى يشعر أنّه يغير على الودود من كافة الأنبياء والمرسَلين ومن المهديّ المنتظَر.

    اللهم ولا تجعل في قلوبنا غِلّاً ولا حقداً للذين آمنوا، اللهم ثبِّتنا على التنافس في حبّك وقربك، اللهم إنّنا نعلم أنّك لم تخلقنا من أجل التنافس على جنّتك؛ بل خلقت الجنّة من أجلنا وخلقتنا لنعبدك وحدك لا شريك لك لنتنافس في حبّك وقربك، اللهم إنّك قد علمتنا أنّه لا فرق عندك بين عبيدك؛ فجميعهم عبيد متنافسون في حُبِّ ربّهم المعبود، اللهم اصرف المُغالاة من قلوب العبيد للعبيد، اللهم إنّي أشهد أنّ سبب هلاك الأمم هي المغالاة في عبادك، فما أن يعلموا بتكريمك لأحد عبادك من الأنبياء والمرسَلين والصالحين إلا وتمسّحوا في قبره وتوسّلوا به إليك وسجدوا على ترابه لك فأشركوا في عبادتهم لربّهم، ولكن عبدك أفتاهم أنّك إلهٌ واحد للجميع ولعبيدك الحقّ جميعاً في التنافس في حبّك وقربك.

    اللهم إنّي وجدت علماء المسلمين قد وضعوا أنبياءك ورسلك خطاً أحمرَ بين العباد والمعبود وأفتوا المؤمنين أنّ الأنبياء أكرم عبادك وأنّه لا ينبغي للصالحين أن يكونوا أكرم منهم عندك أو أحبّ منهم إلى نفسك، وبسبب هذه العقيدة الباطلة استيأس التابعين من المنافسة في حبّك وقربك وجعلوك حصرياً للأنبياء والمرسَلين من دون الصالحين بحُجة أنّك اصطفيتهم لرسالتك، ولم يتذكّروا أنّك أمرت جبريل والملائكة أجمعين أن يسجدوا لبشرٍ خلقته من طينٍ برغم أنّ ملائكتك هم عبادك المُقربّون من قبل أن تخلق آدم عليه وعليهم الصلاة والسلام، أفلا يعلمون أنّك الغفور الودود فعّال لما تريد وإنّما فعلت ذلك بسبب أنّ ملائكتك ظنّوا في أنفسهم بغير الحقّ أنّهم أكرم عبادك نظراً لأنّهم ملائكتك المُقربّون المخلوقون من نورٍ، واعتقدوا إنّه لا ينبغي أن يكون من عبادك من هو أكرم منهم فمنهم حملة عرشك؟ ثم أراد ربّي أن يُعلِّمهم درساً في العقيدة، ثم خلقتَ آدم من طين حتى ينطقوا بما في أنفسهم مما أخفوا من الإعجاب بأنفسهم، ولذلك قالوا: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} صدق الله العظيم [البقرة:30].

    ولكنّي المهديّ المنتظَر أشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين أنّها كادت أن تأخذهم العزّة بأنفسهم وليس لأنّهم يخشون أن يُفْسِدَ فيها أو يسفك الدماء؛ بل يقصدون أنّهم خيرٌ منه وأنّهم أولى بك من عبادك. ولذلك قالوا: {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} صدق الله العظيم. فأغواهم إعجابهم بأنفسهم حتى أخطأوا في حقّ ربّهم وكأنّهم أعلم من الله، ولكنّ الله أسرّ غضبه في نفسه ولم يبدهِ لهم حتى خلق آدم عليه الصلاة والسلام ثم زاده بسطةً في العلم عليهم، وقال لملائكته: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وهنا أدركت الملائكة أن ربّهم لم يعد راضٍ عليهم وأنّهم لم يعودوا صادقين في نظر ربّهم وأنّهم تجاوزوا حدودهم في الخطاب مع ربّهم فيما لا يحقّ لهم فليس لهم من أمر الخلافة شيء؛ بل صاحب الملك والملكوت له الأمر وحده من قبل ومن بعد وليس لملائكته من الأمر شيء، وحين قال الله تعالى: {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم، ومن ثم تبين للملائكة جميعاً أن ربّهم غير راضٍ في نفسه عليهم فتابوا وأنابوا مُسبّحين ربّهم تائبين، فقالوا: {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    برغم أنّه كان في أنفسهم ما في نفس إبليس وكانوا يرون أنّهم خيرُ خلق الله وأكرم عبيد الله فهم عباد الله المقربون فهم على مقربة من عرشه ومنهم حملة عرشه ولذلك ظنّوا أنّهم خير عباد الله وأكرمهم في كتابه، وكانوا يظنّون أنّه لا ينبغي أن يكون عبدٌ من جنسٍ آخر هو أكرم منهم، ألا والله إنّهم كادوا أن يزيغوا عن الصراط المستقيم لو أنّهم أصروا على ما كان في أنفسهم، ولكنّهم تابوا وأنابوا فخضعوا إلى قاموس العبيد فلا أفضلية بين العبيد في كتاب الله مهما كان خلقه أو جنسه أو حجمه إلا بالتقوى في كتاب ربّ العالمين، وأمّا إبليس فأخذته العزّة بالإثم وقال: {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وقال: {لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ} صدق الله العظيم [الحجر:33]. وبسبب إعجابه بنفسه وتكبره وغروره لعنه الله وأزاغ قلبه وأغواه عن الصراط المستقيم، ولا يظلم ربّك أحداً.

    ويا معشر البشر الأنصار والمسلمين جميعاً، فلو يكرّمكم الله فيجعلكم ملائكةً فلا تهتموا بجنسكم ولا تتفاخروا بالملك، فلا يلهكم ملكوت الدنيا والآخرة مهما أكرمكم الله، إن اهتديتم فأكرمكم ربّكم فلا تعجبكم أنفسكم فيأخذكم الغرور بغير الحقّ.

    وأنا المهديّ المنتظَر، أقسمُ بالله الواحد القهار ما خلقكم الله من أجل التفاخر بالجمال والمال والملك وجنّات النّعيم؛ بل حرِّموا على أنفسكم جنّات النّعيم واتّبعوني لتحقيق النّعيم الأعظم من جنّات النّعيم، ولكنّي سوف أفتي جميع الصالحين وأقول لهم: والله الذي لا إله غيره لن يُجيب دعوة المهديّ المنتظَر فيحرِّم على نفسه جنّة النّعيم حتى يكون اللهُ هو أحبّ إليه من جنّات النّعيم والحور العين ومن الدرجة العالية الرفيعة.

    ولكم الحقّ أن تُحاجوا ربّي وربّكم الله ربّ العالمين فتقولوا: "يا إله العالمين، قد علمنا أنّك أرحم بعبادك من عبيدك فنحن نؤمن أن الله الرحمن الرحيم أرحم الراحمين، وقد علّمنا عبدُك ما تقول حين تهلك عبادك الكافرين من الإنس ومن الجنّ ومن كلّ جنس، فإنّك تقول في نفسك: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [يس]، فيا ربّ إنّنا نحبّك أكثر من جنّتك وأكثر من كلّ شيء، فمهما كرّمتنا ومهما رفعت مقامنا وحتى لو جعلتنا ملائكة. تصديقاً لقولك الحقّ: {وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [الزخرف]، فنحن مُتنازلون عن التكريم إلى ملائكتك لأنّه لا فائدة فليس في ذلك نعيمنا، فنحن عبيد سواء من البشر أو من الملائكة أو من الجنّ فلا يهمّنا أن تكرّم جنسنا، فما الفائدة من التكريم وما الفائدة من الدنيا وما الفائدة من نعيم الآخرة مهما كان ومهما بلغ ومهما يكون؟ فكيف نكون فيه سعداء وقد علمنا مدى حسرتك في نفسك على عبادك الذين ظلموا أنفسهم، فكيف نهنأ بالنّعيم والحور العين وقصور جنّات النّعيم، كيف.. كيف.. كيف يا إله العالمين وأنت غير راضٍ في نفسك؟ بل مُتحسّر وحزين على عبادك الذين ظلموا أنفسهم.

    اللهم إنّنا عبادك من البشر قد اتّبعنا المهديّ المنتظَر وحرّمنا على أنفسنا جنّات النّعيم مهما بلغت ومهما تكون حتى تحقّق لنا النّعيم الأعظم منها فتكون أنت راضياً في نفسك لا مُتحسّراً ولا حزيناً، اللهم إنّك قلت وقولك الحقّ: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [الكهف]، ونحن على ذلك لمن الشاهدين. ولكننا أتباع المهديّ المنتظَر نشكو إليك ظُلمنا، فلِما خلقتنا يا إله العالمين ونحن نعلم بجوابك في كتاب الحقّ: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].

    ثم نشكو إليك ظُلمنا فقد حرمنا من نعيمنا الأعظم من كلّ شيء وهو أن تكون راضياً في نفسك لا مُتحسِّراً ولا حزيناً ولا غضبان، ولكنّه حال بيننا وبين تحقيق رضوان نفسك كافةُ عبادك الذين ظلموا أنفسهم، اللهم إنّك قلت وقولك الحقّ: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [يونس:99].

    اللهم فاهدِ من في الأرض جميعاً مما يَدِبُّ أو يطير من كافة الأمم أحياءهم وأمواتهم، وليس رحمة مني بهم! كلا وربنا بل لأنّنا آمنّا أنّك حقاً أرحم بعبادك منّا، وإنّما نسألك هداهم لكي يتحقّق نعيمنا الذي فيه سرّ الحكمة من خلقنا، فنحن لا نعبد رضوانك كوسيلة لتدخلنا جنّتك بل آمنا بحقيقة اسمك الأعظم إنّه النّعيم وإنّه حقاً أعظم من نعيم جنّتك، فنحن نعبد رضوان نفسك غاية وليس وسيلة سبحانك، بل نريدك أن تكون راضٍ في نفسك، ولكنّ عبادك الذين ظلموا أنفسهم حالوا بيننا وبين تحقيق النّعيم الأعظم من جنّتك، ونحن نعبد رضوان نفسك حتى تكون أنت راضٍ في نفسك لا متحسّراً ولا حزيناً ولا غضباناً، فذلك منتهى هدفنا وغايتنا وكل مرادنا وكل غايتنا، اللهم إذا لم تُحقق لنا النّعيم الأعظم من جنّتك فلِمَ خلقتنا يا إله العالمين؟ اللهم إنّك حرّمت الظلم على نفسك ونشكو إليك ظُلمنا ممن ظلموا أنفسهم وأذهبوا نعيمنا من ذات نفسك ونحن لنعيم رضوانك عابدين ولذلك خلقتنا، اللهم ارفع بأسك ومقتك وغضبك عن عبادك ونحن نعلم أنّه لا ينبغي لنا أن نستغفر للكافرين رحمةً بهم وهم لا يزالون كافرين، ولكنّنا نشكو إليك ظلمنا، فإن دعَوْنا عليهم فأهلكتهم فقد علمنا ما سوف يقول من هو أرحم بهم من عباده: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [يس] .

    فلن نفرح بنصرك ربّي إن أهلكتهم، فما دمت سوف تتحسّر عليهم فإنّ المهديّ المنتظَر وأتباعه الربّانيّون العابدون لنعيم رضوان نفس ربّهم يتضرّعون إليك أن لا تهلك أحداً من عبادك من الذين إن أهلكتهم تقول: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم.

    فكلا يا إله العالمين، اللهم فانصرنا بآيةِ هدايةٍ وليس آية عذاب، اللهم أنّك تحول بين عبادك وبين قلوبهم اللهم فاهدِ قلوبهم إلى ما اهتدينا إليه برحمتك يا أرحم الراحمين فتجعلهم لنعيم رضوانك عابدين حتى يستمتع بنعيم رضوانك عبادُك أجمعون فيتحقّق الهدف من خَلقِهم، فلِمَ خلقتهم؟ أمِنْ أجل أن تدخلهم جنّتك أم من أجل أن تُعذبهم بنارك؟ بل خلقت عبادك ليعبدوا نعيم رضوان نفسك فيستمتعون بحبّك ونعيم رضوان نفسك، اللهم فاجعل عبادك أمّةً واحدةً على صراط نعيم رضوانك وحبّك، فألف بين قلوبهم فيجتمعوا في حبّك ونعيم رضوان نفسك أمةً واحدة يعبدون ربّاً واحداً لا إله إلا هو ربّ السموات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم؛ الله ربّ العالمين ..
    ________________
    انتهى ..

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار لا تدعوا على البشر مسلمهم والكافر إن كنتم تعبدون النّعيم الأعظم فاغفروا للناس يغفر الله لكم، واعفوا عنهم من أجل الله يعفُ الله عنهم من أجلكم فيهديهم فيتحقّق نعيمكم الأعظم.

    ويا معشر المسلمين والمسلمات يا إخواني وأخواتي، سألتكم بالله العظيم البرِّ الرحيم كيف تستطيعون أن تهنأوا بالنّعيم والحور العين وبالولدان المخلدين وقصور الجنان وحبيبكم الله ليس راضياً في نفسه بل مُتحسّرٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ فقد علّمناكم ما يقول في نفسه برغم إنّه لم يظلم عباده شيئاً ولكنّهم ظلموا أنفسهم وأعرضوا عن دعوة رسله ليغفر الله لهم - كما أنتم مُعرضون عن دعوة المهديّ المنتظَر - ثم يهلكهم الله بصيحةٍ واحدةٍ من عنده من السماء أو من الأرض فإذا هم خامدون، ثم انظروا ما يقول في نفسه وقال الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    إذا يا أحبّاب الله يا من يحبّون الله أكثر من جنّته وأكثر من ملكه وملكوته وأكثر من نعيم الدنيا والآخرة، سألتكم بالله العظيم كيف تستطيعون أن تهنأوا بالنّعيم مهما بلغ ومها يكون في جنّات النّعيم وربّكم مُتحسرٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ وهل تدرون لماذا ربّ العالمين يقول: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾}؟ وذلك لأنّه حقاً أرحمُ الراحمين فلا يوجد من هو أرحم من الله بعباده وما ذهبت رحمة الله من نفسه حتى ولو لم يظلم عباده بل هم من ظلموا أنفسهم فكيف إنّه بعث عليهم رسله ليدعوهم إليه ليغفر لهم فأعرضوا عن غفران الله لهم ونعيم رضوانه! وما كان جوابهم جميعاً إلا أن قالوا: {وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ﴿٩﴾ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّـهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ} صدق الله العظيم [إبراهيم:9-10].

    فيعرضون عن دعوة الغفران ونعيم الرضوان فيتأسف الله عليهم ثم يهلكهم ثم يتحسّر عليهم، وقال الله تعالى: {فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ} صدق الله العظيم [الزخرف:55].

    ويا معشر الأنصار، إنّي أعلم حسرتكم على النّاس أو على أهلكم الذين لم يصدقوا بدعوة الحقّ من ربّهم، ولكن تذكّروا حسرة من هو أرحم بعباده منكم الله أرحم الراحمين، فأنيبوا إليه ليهدي عباده ولا تحصروا الرحمة على أهلّ بيوتكم فإن فعلتم فقد فتنتكم رحمتكم أنتم؛ بل تذكّروا من هو أرحم بعباده منكم وأنيبوا إليه ليهدي عباده جميعاً، وساعدوني في صلاح البشر ساعدكم الله، فلا تدعوا عليهم إن كنتم تريدون الله يكون راضياً في نفسه، فاعلموا إنّه لن يتحقّق ذلك حتى يدخل الأمم في رحمته جميعاً، ألا والله إنّ المهديّ المنتظَر لا يعتبر أُمَّه (وهي أمُّه) إلا جُزءاً من هدفه من أمَمٍ بأسرها، واعلموا أنّ الله على كل شيء قدير.

    وأما الذين يرون أنّ الأمر عادي بالنسبة لهم فأهم شيء لديهم هو أن يرضى الله عنهم ليدخلهم جنّته ويقيهم من ناره فلهم ذلك، ولكن سؤال المهديّ المنتظَر إليهم هو: فهل ترون أنّكم سوف تستمتعون بالنّعيم والقصور وربّكم المستوي على عرشه من فوقكم متحسرٌ وحزينٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ فإذا كان جوابكم نعم، فأقول لكم: إذاً أنتم أصلاً تحبون أنفسكم، ولكن ربّي وعدني بقوم يحبهم ويحبونه.

    اللهم عجّل لعبدك بهم برحمتك يا أرحم الراحمين فمنهم من انضموا إلى الوفد المُكرم ومنهم من لم يعلم بوجود المهديّ المنتظَر بعد، فكم قلبُ إمامهم في اشتياقٍ للقائهم من بعد التّصديق عند البيت العتيق. اللهم إنّ عبدك المهديّ المنتظَر يدعوك بحق لا إله إلا أنت وبحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسك أن لا تُجيب دعوة المهديّ المنتظَر على عبادك بالهلاك لو ينفذ صبري، وأن لا تجيب دعوة الوالدين على أولادهم، وأن لا تجيب دعوة أيّ إنسان على أخيه الإنسان؛ بل أجِب دعوتهم لهم بالرحمة والهدى، ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين. اللهم إن عبد النّعيم الأعظم قد أحبّك أكثر من أي شيء ومن كل شيء مهما كان ومهما يكون حتى أصبح كل نعيم هو أن تكون راضياً في نفسك، ولن يتحقّق رضوان نفسك حتى تدخل عبادك جميعاً في رحمتك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين ..
    خادم البشر؛ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني .
    _______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  3. افتراضي

    ========
    اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 4477 من موضوع إنكم لتُبالغون في أهل البيت بغير الحقّ وأكثركم بهم مُشركون ..

    - 5 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    14 - شوّال - 1428 هـ
    26 - 10 - 2007 مـ
    09:54 مساءً
    (بحسب التّقويم الرّسميّ لأمّ القُرى)

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://albushra-islamia.com/showthread.php?p=403
    ______________


    {وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}
    {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}
    صدق الله العظيـم ..



    بِسْمِ الله الرّحمن الرّحيم؛ والصّلاة والسّلام على محمدٍ رسول الله وآله الطيّبين الطّاهرين والتّابعين بإحسانٍ إلى يوم الدّين، وبعد..

    قال الله تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَـٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴿٦٣﴾} صدق الله العظيم [الفرقان]. يا محمديّ؛ أُقسِمُ بالله العَليِّ العظيم نور السّماوات والأرض الذي يهدي لنورِه مَن يشاءُ ومَن لم يجعل الله له نورًا فما له مِن نورٍ بأنّك لعنتَ المهديّ المنتظَر مِن أهل البيت المُطّهر يا محمديّ، فبِأيِّ حقٍّ تراني أستحقُّ اللعن يا محمديّ؟ هل دعَوتُك للكفر بالله أم أدعو النّاس إلى الحقّ والرُّجوعِ إلى كتاب الله وسنّة رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ فهل هذه هي مَوَدَّتُك لأهل بيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ وإنّما أدعو إلى سبيل ربّي على بصيرةٍ مِن ربّي وهي نفس بصيرة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم - القرآن العظيم - لمن شاء منكم أن يستقيم، ولكنّك لا تشاءُ الهُدى يا محمديّ فكيف أُلزِمُك بالحقّ وأنت لا تريدُ الحقّ؟ وأنا لم أنكِر أئمة أهل البيت كما علِمتُ أنّهم اثنا عشر إمامًا مِن أهل بيت رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - مِن ذريّة الإمام عليّ بن أبي طالب وفاطمة بنت محمد عليهم الصّلاة والسّلام أوَّلهم الإمام عليّ بن أبي طالب وآخِرهم اليماني الإمام الثّاني عشر مِن أهل البيت المطّهر؛ المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني، وما كانت حُجَّتك علينا إلّا قولك لماذا لم أبيّن لك أسماء الأئمة الاثنَيْ عشر، فهل ترى لو أبيّنُ لك أسماءهم فإنك سوف تُصدّقني؟ بل والله لا يَزيدُك إلّا عُتُوًّا ونُفورًا عن الحقّ يا محمديّ.

    ولسوف أبيّن لك بأنّ تَسمِيَتكم للإمام المهديّ باسم محمد بن الحسن العسكري ما أنزلَ الله بها مِن سُلطانٍ فارجِع إلى روايات أهل البيت وانظر ما يقولون عن الإمام اليماني وإنّ أهدى الرّايات رايَته وأنّه مِن أهل البيت المُطّهر، وما دُمتُم تعتَرفونَ بالإمام اليماني إذًا أصبَح عدد أئمة أهل البيت ثلاثة عشر إمامًا! ولكنّي لا أعلَمُهم غير اثني عشر إمامًا وأنتم كذلك تعتقِدونَ باثني عشر إمامًا، إذًا يا محمديّ يوجد هناك إمامٌ زائدٌ ما أنزَل الله به مِن سُلطان، فأمّا اليماني فإنّه مَن تَلعنُه يا محمديّ، وأمّا المُفتَرى الذي لم يُنزل الله به مِن سُلطان فلن يأتي أبدًا وذلك لأنه لا وُجودَ له على الإطلاق، ويا محمديّ ما تقول فيما يأتي مِن الحقّ؛ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [لو لم يبق مِن الدنيا إلا يوم واحد لطوّلَ الله ذلك اليوم حتى يبعث الله فيه رجلًا مِن أهل بيتي – يُواطئ اسمه اسمي باسم أبيه، يَملأ الأرض عدلًا كما مُلِئَت جورًا وظُلمًا].

    وهذا حديثُ حقٍّ ولكنّه ورَدَ فيه إدراجٌ وهو ما يأتي: [لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوَّل الله ذلك اليوم حتى يبعث الله فيه رجلًا منِّي – أو مِن أهل بيتي – يُواطئ اسمه اسمي واسم أبيه، يملأ الأرض..] الحديث، فأمّا الإدراجُ في هذا الحديث فهو يوجد فيه قولٌ بالظنِّ؛ وهو قولهم: [منِّي]، ولم يكن المهديّ المنتظَر مِن ذُريّة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولم يكن محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أبا أحدٍ مِن رجال قريش. تصديقًا لقول الله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} صدق الله العظيم [الأحزاب:40].

    ويا محمديّ، عليك أن تعلمَ بأنّ المرأة لا تحمِلُ ذُرِّيّة أبيها بل ذُرِّيَّتها ذُرِّيّة صِهر أبيها وهو زوجها. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا ۗ وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    فأما النسب: فإنّه الذَّكَر الذي يحمِلُ نسبَ أبيه وذُرِّيّته.
    وأمّا الصِّهر: فهي الأنثى التي تحمِل ذُريّة الصِّهر، وعندما أقول ذُرِّيّة فاطمة بنت محمد فليس المَقصودُ أنها ذُرِّيّة محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ بل ذُرِّيّة صِهر محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وهو الإمام عليّ بن أبي طالب عليه الصّلاة والسّلام.

    إذًا بيَّنا كلمات الإدراج الزّائِدة بغير الحقّ في الحديث الحقّ وهو قولهم: [حتى يبعث الله فيه رجلًا منّي
    ].

    بل أقولُ الحقّ الذي نطقَ به محمدٌ رسول الله وأنفِي المُفتَرى والإدراج الزَّائد بنَصّ القرآن كما بيّنا لكم أنّه لا ينبغي له أن يقول مِنِّي وذلك لأنّه يعلمُ بأنّ فاطمة ابنته لا تحمِلُ ذُرِّيّته بل تَحمِل ذُرِّيّة صِهرِه وأنّ الابن هو الذي يَحمِلُ الذُريّة، وإنّما النساء حرثٌ للبذر لذلك قال لي محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في الرُّؤيا: [كان مِنِّي حرثك وعليٌّ بذرك]، ومِن ثمّ أقول: أليس جدِّي الإمام الحسين بن عليّ بن أبي طالب، ولم يأتِ ذِكر اسم محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بل جاء يحمِلُ نسَبَ أبيه الإمام عليّ بن أبي طالب، ومِن خلال ذلك تعلمون بأنّ هذا الحديث حقٌ، ولكنه تبيّن أنَّ فيه إدراجٌ؛ بمعنى أنّه لم يَرِدْ كما نطقَ به محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقد بيّنا لكم كلمات الحديث الذي نطقَ بها محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [لو لم يبقَ مِن الدنيا إلا يوم واحدٌ لطوَّل الله ذلك اليوم حتى يبعثَ الله فيه رجلًا مِن أهل بيتي – يُواطئ اسمه اسمي باسم أبيه، يملأ الأرض عدلًا كما مُلِئت جوْرًا وظلمًا].

    ثمّ عليك أن تعلمَ الحِكمة مِن التّواطؤ لاسم محمدٍ رسولِ الله في اسم أبي المهديّ، وذلك لتَفهَم بأنّه لا بُدّ أن يكون اسم المهديّ هو الصِّفة التي يأتي بها، بمعنى أنه ليس نبيًّا ولا رسولًا بل الإمام الناصر لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فيُصبح اسم المهديّ هو خبره وعنوان أمره، وحتى يُوافِق الاسم الخبر فلا ينبغي أن يكون اسم المهديّ محمد بن عبد الله ولا محمد الحسن بل ناصرَ محمدٍ، وهو ذلك الاسم الذي أوّله (ن) والذي وعدَ الله به نبيّه ليظهرَ على يديه أمره للناس أجمعين حتى يَتبيّنَ للعالمين أنَّ القرآن الذي جاء به محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - هو الحقّ من ربّهم. تصديقًا لقول الله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} [فصّلت:53].

    وتصديقًا لقول الله تعالى: {وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:105].

    وتفهم مِن ذلك بأنّ المهديّ يبعثُه الله في أمّة يُحيطهم الله بما شاء مِن عِلمه وذلك حتى يُخاطِبَهم المهديّ المنتظَر بالعِلم والمنطِق، لذلك تراني أدعو النّاس وعلماءهم مُتحدِّيًا بالبيان الحقّ بالعِلم والمنطِق الحقّ على الواقِع الحقيقيّ، وإنّك تريد أن تسألني عن أسماء الأئمة وذلك لتنظر هل أذكرهم حسب ما ورَدَ لدى الشيعة؟ ومِن ثمّ تحتَجُّ علينا وتقول: "لماذا اعتَرفتَ بالأسماء التي لدى الشيعة ولم تُنكِر غيرَ اسمٍ وهو (محمد بن الحسن العسكري)، فلماذا الشيعة لم يُخطِئوا في اسم أحدَ عشرَ إمامًا ومِن ثم تُخَطِّئُهم في إمامٍ واحدٍ؟ وذلك حتى تُغيِّر اسمه لاسم ناصر محمد!"، وأظنّ ذلك ما تبغي يا محمدي. ولكنّي ما دمتُ أرى الشيعة أخطأوا في اسم المهديّ الثاني عشر ويُسمُّونَه محمد بن الحسن العسكري فمَن يضمَنُ لي بأنّهم ليسوا مُخطِئين في بعض الأسماء الأخرى؟ لذلك لا أتّبِعُهم في الأسماء ولكنّي أصدِّقُهم في العدد، وليس مِن الضّروري أن أعلمَ أسماءهم جميعًا فذلك لا يفيدُ بشيءٍ؛ ولكنّ المُهِمّ أن أعلَم أنّهم اثنا عشر إمامًا كما علَّمني ربّي بذلك وأراني صُوَرهم ولو يعلَم الله ضرورة أسمائهم لعلَّمنِي بها، وكما قلت لك مِن قبل يا محمديّ: وتالله لو يُريني ربّي في رؤيا محمدًا رسولَ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فيُخبِرني بأسمائِهم جميعًا لما صدَّقتَني شيئًا يا محمديّ، ولكنّي أقول لك شيئًا: إن كنتَ ترانِي على ضَلالٍ فعليك أن تُقنِعَ الذين اتّبعوني بعلمٍ وسُلطانٍ مُنيرٍ مِن القرآن، فإن استطعتَ يا محمديّ فقد استَحققتُ لعنتَك، وإن لم تستطِع فاعلم أنّك مِن الجاهلين؛ مِن الذين يُخاطِبون أهل العِلم بالسَّبِّ والشتمِ واللّعن بغير علمٍ ولا هُدىً ولا كتابٍ منيرٍ.

    ويا محمديّ، لقد لعنتَ المهديّ المنتظَر كمِثل الشجرة الطيِّبة تَرميها بالحَجر وترميكَ بالثّمر؛ فأنتَ تلعنُ المهديَّ الحقّ وتشتُمه وهو يَزيدُك عِلمًا مَعذرةً إلى ربّي ولعلّك تتّقي يا محمديّ، وبالله عليكَ افرِض أنّي المهديّ المنتظَر الحقّ وأنت تلعنُه فعندها سوف تبوءُ بغضبِ الله ولعنته ولعنة ملائكته ولعنة النّاس أجمعين، ولكنّي المهديّ المنتظَر أقول:

    "اللّهم لا تُجِبْ لعنةَ مَن لعنَ المحمديّ مِن أوليائِي فقد عَفوْتُ عنه وذلك لأنّه جُزءٌ مِن تحقيقِ هدَفي وغايتي وهو أن أهدي النّاس جميعًا إلى صراطِكَ المستقيم إنّك أنت السَّميعُ العَليم، اللّهم إن كنتَ تَعلمُ بأنّك لو تريه سبيل الحقّ حتى يعلم علم اليقين بأنّي حقًّا المهديّ المنتظر فاهدِهِ إلى الحقّ واعفُ عنه يا مَن تُحبُّ العفو عن عبادك إنّك خير الغافِرين، وإن كان مِن شياطين البشر الذين إن يَرَوا سبيلَ الحقّ لا يتّخِذوه سبيلًا وإن يَرَوا سبيلَ الغَيِّ والباطِل يتَّخِذوهُ سبيلًا فلكَ الحُكمُ والأمر فاحكُم بيني وبينهم بالحقّ وأنتَ أسرعُ الحاسِبين".

    ويا معشَر الأولياء لا تسُبّوا ولا تلعنوا مَن لعَن ناصر محمد اليماني فيُجيب الله لعنتَكم عليه بالحقّ فيَلعنه ثم يُبيّن له الحقّ حتى يعلَم أنّه الحقّ ثمّ لا يتّبِعه ومِن ثم يلعنه الله كما لعنَ شياطين الجنّ والإنس؛ بل ساعِدوني في تحقيقِ جنّتي ومُنتَهى غايتي وهو أن يكونَ الله راضيًا في نفسه، فقد حرّمتُ على نفسي الدُّخولَ إلى جنّة النّعيم حتى يُحقِّق لي ربّي النّعيم الأعظم مِن ذلك إلى نفسي وهو أن يكونَ ربّي راضيًا في نفسه، ولكن يا إخواني وأوليائي لقد حالَ كثيرٌ من النّاس بيني وبين تحقيقِ غايتي.

    ويا معشر أهل الحبّ، بالله عليكم هل لو كان أحدُكم في نعيمٍ وسُرورٍ وهو يرى أحبّ واحدٍ إليه ليس مَسرورًا بل غضبان أسفًا وحزينًا في نفسه فهل تظنّونَ بأنّكم سوف تكونون سُعداء فيما أنتم فيه ومَن تُحبُّونَ ليس سعيدًا ولا مسرورًا؛ بل غضبانًا ومُتَحسِّرًا على عبادهِ؟ فأين السّعادة إذًا؟ وأفٍّ لجنةٍ عَرضُها السّماوات والأرض فأدخلها ما لم يكن حبيبي راضيًا في نفسِه وليس مُتحسِّرًا على عباده.

    وتالله ما كان حِرصي على النّاس كحِرصِ جدّي محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - على النّاس لأنّه رؤوفٌ رحيمٌ، بل لأنّي علِمتُ بأنّ الله هو أرحمُ بعبادِه مِن محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وكذلك أرحم بعباده مِن جميع الأنبياء والمُرسَلين؛ بل أرحمُ بعبادِه مِن جميع الرُّحماء في السّماوات والأرض ذلك لأنّ الله هو أرحمُ الرّاحمين؛ بل وجدتُ في القرآن العظيم بأنّ الله ما أرسَل إلى قريةٍ رسولًا منهم ثم يُكذِّبونَه فيدعو عليهم إلّا أجابَه الله ودمّرَ الكفّارَ برَسولهم تدميرًا، حتى إذا ذهبَ الغيظُ مِن نفس الله مِن بعد أن انتقَم منهم بالحقّ ومِن ثمّ يقولُ قولًا في نفسِه لا تسمَعه ملائكتُه ولا جِنُّه ولا إنسُه ولا جميع المُقَرَّبين عنده، وذلك لأنهم لا يعلمونَ ما في نفسِ ربّهم يقول: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾} [يس].

    ولكنّ المهديّ المنتظَر قد علِمَ ما يقوله الله في نفسه مِن بعد أن يكذِّب النّاسُ رسلَ ربّهم ومِن ثمّ يُدمِّرهم تدميرًا فإذا هم خامِدون، وهم جميعًا قد آمنوا برَسولهم مِن بعد ما أراهم العذابَ يوم يأتيهم، ولكنّه لم يكن ينفعهم الإيمان، وتلك سُنّة الله في الكتاب في جميع القُرى، وقال الله تعالى: {لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٠﴾ وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ ﴿١١﴾ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ ﴿١٢﴾ لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ﴿١٣﴾ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿١٤﴾ فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    فانظروا إلى قولهم حين جاءهم بأسُ ربّهم فنقّبوا في البلادِ حينَ مَناص هل يجدونَ مَهربًا مِن بأسِ ربّهم حين جاءهم؟! ولكنهم لا يستطيعون منه هربًا، وقال تعالى: {فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ ﴿١٢﴾ لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ﴿١٣﴾ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿١٤﴾ فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم.

    ويا معشَر المسلمين والنّاس أجمعين إنّه لا ينفعكم الإيمان بأمري إذا جاء بأسُ الله وتلك سنة الله في الكتاب، ولكن تدبّروا قوله تعالى: {قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿١٤﴾ فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم.

    فلماذا قال: {فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿١٥﴾}؟ ومِن خلال ذلك تفهَمونَ بأنّكم تستطيعونَ أن تكشِفوا عذابَ ربّكم يوم وقوعِه وذلك ليس بالاعتِراف بظُلمكم فحسب فلن ينفعَكم ذلك إذًا لنفعَ الذين مِن قَبلِكم، فتعالوا لأعلّمكم الدّعوة التي كشفَ الله بها العذاب عن مائة ألفٍ مِن قومِ يونس فنفعَهم الإيمان ولكن أيُّ إيمانٍ يا قوم؟ إنّه الإيمان برحمة ربّهم حين وعَظَهم رجلٌ صالحٌ مسكينٌ كان يكتُمُ إيمانَه خَشيَة أن يفتِنوه عن إيمانه أو يقتُلوه بل لم يعلم بإيمانه حتى يونس عليه الصّلاة والسّلام، فالتَزَم الرجل الصّالحُ داره وفي ذاتِ يومٍ سَمِعَ ضجيجًا وصُراخَ النّاس فخرج عليهم لينظُر ما حدث ومِن ثمّ خطب فيهم وقال:
    "يا قوم إنّه لن ينفعكم اعتِرافُكم بظلمِكم على أنفسكم بالتّكذيب إذًا لنفعَ الذين مِن قبلِكم فإذا وقَع العذاب آمنوا برَسولهم فلم يَنفَعْهم ذلك، ولكن اعلموا بأنّ الله قد كتبَ على نفسه الرّحمة، فاسألوا الله بحقّ رحمتِه التي كتبَ على نفسِه وقولوا: ربَّنا إنَّا ظلمنا أنفسنا فإن لم تغفِر لنا وترحمنا لنكونَنّ مِن الخاسرين".

    ومِن ثمّ جَأروا إلى ربّهم مُنيبينَ إليه سائلين ربّهم أن يغفِرَ لهم ويَرحمَهم مُعتَرفينَ أنّه لا مَفرّ ولا مَنجى مِن بأس الله إلا الفِرار إليه والإنابة بين يديه رجاءَ رحمتِه وغُفرانِه أن يَكشِفَ عنهم العذاب إنّه هو أرحم الراحمين، ومِن ثمّ لم يُنكِر الله هذه الصِّفة في نفسه فاستجابَ لهم إنّه كان بعبادِه غفورًا رحيمًا.

    وذلك سِرُّ كشفِ العذاب عن قوم يونس ولو لم يسألوا الله رحمتَه لما استجابَ لهم كما لم يستجِب للذين مِن قبلِهم، وذلك السرّ الحقّ لسبب كشفِ العذابِ عن قوم يونس. وقال الله تعالى: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٩٨﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    ويا معشَر المسلمين تعالوا لأعَلّمَكم ما يقوله الله في نفسِه فورَ تدمير الكفار الذين كذَّبوا بِرُسلِ ربّهم؛ إنّه يتَحسَّر على عباده يا قوم بسبب عظَمة صِفَة الرّحمة في نفسه تعالى عمّا يُشرِكونَ عُلوًّا كبيرًا، وقال الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [يس].

    إذًا يا أوليائي، عجبًا مِن جميع المُقرَّبينَ عند ربّهم في جنّته فرِحين بما آتاهم الله مِن فَضلِه ويَستَبشِرونَ بالذين لم يَلحَقوا بهم مِن خلفِهم، فعَجَبي مِن أمرِهم إذ كيف يَهنَأون بالنّعيم والحور العين وهذا حال ربّهم؟ إذًا فقد كانت عِبادتهم لرضوان الله وسيلةً لتحقيق الغاية وهي النّعيم والحور العِين! ولكنَّ المهديّ المنتظَر لن يفعلَ ذلك بل يَعلم بأنّ رضوان الله في نفسه لهو النّعيم الأعظم والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ.

    ويا أيّها النّاس وتالله لا ينبغي لكم أن تظلِموني وتَحرِمُوني تَحقيقَ نعيمِي الأعظم ولسوف يُظهِرني ربّي عليكم في ليلةٍ وأنتم من الصّاغرين، اللهم اغفر لـ (المحمدي) إنّه لا يعلَم، إنَّك أنت الغفور الرَّحيم، وسَلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربّ العالَمين.

    الإمام ناصر محمد اليماني.
    ______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  4. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 971 من موضوع يا مَعشَر الأنصَار، ارْفقوا بالبَاحثِ عن الحقّ أبي فِراس مِن خِيار النَّاسِ ..

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    08 - ربيع الآخر - 1431 هـ
    24 - 03 - 2010 مـ
    01:00 صباحًا
    (بحسب التّقويم الرّسميّ لأم القُرى)
    _________



    يا مَعشَر الأنصَار، ارْفقوا بالبَاحثِ عن الحقّ أبي فِراس مِن خِيار النَّاسِ ..

    بِسم الله الرَّحمن الرَّحيم، والصَّلاة والسَّلام على كافة الأنبياء والمُرسَلين الحَقّ من رَبّ العالَمين، ولا أفرّق بين أحدٍ من رسله وأنا من المُسلمين، الإمام الناصر لهم أجمعين..

    ويا أحباب قلبي في حبّ ربّي الأنصار السَّابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، ارفقوا بضيفكم أبي فراس ونرجو من الله أن يجعله من خيار النَّاس، وخيار النَّاس هم الأخيار الذين يبحثون عن الحقّ المُقنِع للعقل والمنطق بالحُجَّة الداحضة ومن ثمّ يتّبعونه وأولئك هم أولو الألباب ومن خيار الدَّوابّ الذين يعقلون، وأمّا أشرّ الدّواب فهم الذين لا يعقلون ولم يهدِهم الله لأنهم لا خير فيهم لأنفسهم ولا لأمّتهم تصديقًا لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ ﴿٢٠﴾ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴿٢١﴾ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّـهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴿٢٢﴾ وَلَوْ عَلِمَ اللَّـهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ ۖ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّـهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿٢٤﴾ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنفال].

    ويا أبا فراس، كُن من خيار النَّاس، ألا وإنّ خيار النَّاس هم الذين يَعقِلون؛ أولئك فيهم الخير لأنفسهم ولأمّتهم، وأمّا أشرّ النَّاس فهم أشرّ النَّاس لأنهم لا يعقلون ولذلك لا خير فيهم، ولذلك قال الله تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّـهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴿٢٢﴾ وَلَوْ عَلِمَ اللَّـهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ ۖ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنفال].

    ويا أبا فراس وسوف نزيدك بالبرهان المُبِيْن من مُحكَم القرآن العظيم، وقال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ ﴿٨٤﴾ ثُمَّ أَنتُمْ هَـٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ ۚ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّـهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٨٥﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ۖ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٨٦﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    فانظروا لقول الله تعالى: {وَلَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ ﴿٨٤﴾ ثُمَّ أَنتُمْ هَـٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} صدق الله العظيم. فتدبَّروا في قول الله تعالى: {وَلَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ} صدق الله العظيم.

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل يقصد بقوله تعالى: {وَلَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ} صدق الله العظيم؛ فهل يقصد ذات أنفسهم أم أنه يقصد لا يُخرج بعضُكم بعضًا من ديارهم؟ ولكنهم خالفوا أمر الله إليهم، ولذلك قال الله تعالى: {ثُمَّ أَنتُمْ هَـٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} صدق الله العظيم.

    ويا قوم إن هذه من المُحكَمات البَيِّنات أستطيع أن أُبَيِّن من خلالها بيان المُتشابِه فأُثبت من خلالها أنه يقصد بقوله أنفسكم في المُتشابِه أيْ: (بعضكم بعضًا)، وبما أن هذه الآية من المُحكَمات يتبيّن لكم أنّ الإمام المهديّ لا ينطق إلَّا بالبيان الحقّ للقرآن العظيم، فتدبَّروا هذه الآية وسوف تعلمون أنه حقًّا يقصد في موضعٍ بقوله:
    {أَنْفُسَكُمْ} أيْ: (بعضكم بعضًا)، وقال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ ﴿٨٤﴾ ثُمَّ أَنتُمْ هَـٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ ۚ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّـهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٨٥﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ۖ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٨٦﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ويا أبا فراس ويا معشر الباحثين عن الحقّ، أفلا أدلّكم ما تفعلون إن شئتم أن لا تقولوا على الله بالبيان للقرآن إلّا الحقّ؟ فإنّ الأمر بسيطٌ وسهلٌ لِمَن بَصَّره الله بالحقّ، وأضرب لك على ذلك مثلًا عن سبب ضلال الشّيعة في عقيدة العِصمة المُطلَقة عن الخطأ للأنبياء والمُرسَلين والأئمّة المُصطَفين حتى بالغوا فيهم بغير الحقّ وتسبَّب ذلك في شِرك المُبالِغين في آل البيت بغير الحقّ، وسبب ضلالهم هي كلمة الظَّالمين المتشابهة في قول الله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴿١٢٤﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة]، وكلمة التًّشابه في هذه الآية جاءت في قول الله تعالى: {قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}، والتَّشابه بالضبط هو في كلمة: {الظَّالِمِينَ}، فظنَّ الشّيعة أنه يقصد الظالمين بالخَطيئة، وعلى ذلك تأسَّست عقيدتهم في عِصمة الرُّسل والأئمة من الخطيئة، وقالوا: إنه لا ينبغي لِمَن اصطفاه الله رسولًا أو إمامًا كريمًا أن يُخطئ أبدًا! ومن ثمّ ترى الشّيعة يحاجّون بهذا البرهان في مُتشابه القرآن في قول الله تعالى: {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم.

    ومن ثمّ قالت الشِّيعة: "إذًا الأئمة والرُسل مَعصومون مِن الخطأ في الحياة الدُّنيا إلى يوم الدين". ويا سبحان ربّي الذي هو الوحيد الذي لم يُخطئ أبدًا! ولكن يا أبا فراس، لو تنظرون إلى برهان الشّيعة على عصمة الأنبياء والأئمة بقول الله تعالى: {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، فهنا يكون الباحث عن الحقّ في حيرةٍ، ولكن الإمام المهديّ سيُذهِب حيرتَه ثمّ يُفَصِّل له الحقَّ من ربّه تفصيلًا.

    ويا أبا فراس، تعالوا لأعلمكم كيف تستطيعون أن تُمَيِّزوا بين الآية المُحكَمة والآية المُتشابِهة حتى تعلموا عِلْم اليقين هل في هذه الآية تشابهٌ أم إنها من الآيات المُحكَمات؟ فالأمر بسيطٌ جدًا يا أبا فراس لِمَن عَلَّمه الله فألهمه بالحقّ، فحتى تعلموا هل برهان الشّيعة في هذه الآية هو من المُتشابِه أم إنها مُحكَمة فعليك أن ترجع إلى الآيات المُحكَمات البَيِّنات في كتاب الله، فإن وجدت رسولًا أو إمامًا ظَلَم نفسه ظُلمًا واضحًا وبَيِّنًا في مُحكَم الكتاب لا شكَّ ولا ريبَ فعند ذلك تعلم أنه يوجد هناك تشابهٌ في قول الله تعالى: {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، والتشابه هو في قول الله تعالى: {الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم.

    فتعالوا إلى التطبيق للتصديق، ونقوم بالبحث سويًّا في القرآن العظيم؛ هل قَطُّ أخطأ أحد الأنبياء والمُرسَلين فظَلَم نفسه؟ ومن ثمّ تجدون الفتوى من ربّ العالمين على لسان نبيّ الله يونس: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنبياء].

    وكذلك تجدون الفتوى في قول نبيّ الله موسى عليه الصَّلاة والسَّلام فتعلمون خطيئته واعترافه بظلمه لنفسه بقتل نفسٍ بغير الحقّ، ولكن نبيَّ الله موسى تابَ وأنابَ إلى ربّه، وقال الله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [سورة القصص]، ومن ثمّ تخرجون بنتيجةٍ أن المرسلين ليسوا بمعصومين من ظلم الخطيئة، تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ﴿١٠﴾ إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [سورة النمل].

    وهذه آياتٌ مُحكماتٌ بَيِّناتٌ لعالِمكم وجاهلكم ولم يجعلهنّ الله بحاجةٍ للتأويل نظرًا لأن ظاهرهنّ كباطنهنّ؛ فَيُفتيكم الله أنّ عباد الله المُصطَفين من الأنبياء والمُرسَلين والأئمة المُكرمين لم يجعلهم الله مَعصومين من ظُلْم الخطيئة وربّي غفارٌ لِمَن تاب وأناب، ولكنّكم يا أبا فراس حين ترجعون لقول الله تعالى: {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم؛ ستجدون وكأن في الكلام تناقضًا، سُبحانه وتعالى علوًّا كبيرًا أن يتناقض في كلمةٍ واحدةٍ! بل ذلك هو الكلام المُتشابِه تجدونه يُخالِف للمُحكَم فتجدون منه العكس تمامًا حين تضعون آيةً مُحكَمةً وأخرى متشابهةً كما يلي: {إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ﴿١٠﴾ إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١١﴾}
    ، وقال الله تعالى: {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَـٰذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَـٰذَا مِنْ عَدُوِّهِ ۖ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ ۖ قَالَ هَـٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿١٦﴾ قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [سورة القصص]؛ حتى إذا جئتم لظاهر المُتشابِه فسوف تجدون ظاهره اختلف عن فتوى الله في الآيات المُحكَمات وكأنَّه قال إنّه لن يصطفي مَن ظلم نفسه قَطّ، وقال الله تعالى: {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم. والتشابه بالضَّبط وقع في قول الله تعالى: {الظَّالِمِينَ}، فظنّ الشّيعة أنه يقصد ظُلم الخطيئة وإنَّهم لخاطئون بقولهم على الله ما لا يعلمون، بل يقصد ظُلْم الشِّرك بقول الله تعالى: {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [سورة البقرة:124]، فمَن يزعم أنه يقصد ظلم الخطيئة فسوف تكون له آيات الكتاب المُحكَمات البَيِّنات لَبِالمرصاد في قوله تعالى: {إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ﴿١٠﴾ إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم.

    وفعلًا تجدون أنّ من المُرسَلين مَن أخطأ وظَلَم نفسه بارتكاب الخطيئة؛ {ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم، إذًا يا قوم إنه لا يقصد ظُلْم الخطيئة بل يقصد ظُلْم الشِّرك في قول الله تعالى: {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [سورة لقمان:13].

    ولا بُدّ لَكُم أن تُفَرِّقوا بين ظُلْم الشِّرك وظُلْم الخَطيئة؛ فليس مَن أخطأ أنه أشرَك بالله، فهل تجدون نبيّ الله موسى كان مُشرِكًا بقتله نفسًا بغير الحقّ؟ كلا بل ذلك هو ظلم الخطيئة، ومَن تاب وأناب فسيجد رَبّي غفورًا رحيمًا، وأما الشِّرك فمحلُّه القَلْب والإخلاص لله محلُّه في القلب. وقال الله تعالى: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [سورة الشعراء]، أيْ:
    قَلْب سليم من الشرك بالله، تصديقًا لقول الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنعام]، فأولئك يَصطَفي منهم الأنبياء والرُّسُل والأئمة لكي يُحَذِّرون النَّاس من الشرك بالله، تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [سورة لقمان:13].

    ولذلك؛ فهل ترون ناصر محمد اليمانيّ من المُشرِكين بالله؟ وحاشا لله رَبّ العالَمين، وكفَى بالله شهيدًا بيني وبينكم بالحقّ، وبذلك تستطيعون أن تُفَرِّقوا بين الآيات المُحكَمات وبين المُتشابِهات.

    وبما أنني الإمام المهديّ الحَقّ من ربّكم آتاني الله عِلْم المُحكَم وتأويل المُتشابِه وأُفَصِّل لَكُم كتاب الله تفصيلًا لعلَّكم تهتدون؛ فَمَن ذا الذي يجادلني من القرآن العظيم سواء مُحكَمه أو مُتشابهه إلَّا غلبته بالحقّ حتى لا يجد الذين يتّبعون الحقّ في صدورهم حرجًا من الاعتراف بالحقّ ويُسَلِّموا تَسليمًا، فأولئك فيهم خيرٌ لأنفسهم ولأمّتهم
    وهُم صفوة البشريّة وخير البريّة، وأمَّا الذين تأخذهم العزّة بالإثم ولم يعترفوا بالحقّ من بعد ما تبيَّن لهم أن ناصر محمد اليمانيّ ينطق بالحقّ لا شكَّ ولا ريبَ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ؛ فمن استكبر خاب وخَسر، ومَن صَدَّق دعوة الحق فمن ثمّ يشهدون أن ناصر محمد اليماني حقًّا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين فيتّبعونه ليهديهم بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد.

    وثَمَّةَ سؤالٌ من المهديّ المنتظَر إلى الباحثين عن الحقّ: فهل لو أنّ هذا القرآن العظيم افتراه محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ونحن صَدَّقناه واتَّبعناه لأننا نرى أنه حقًّا من ربّ العالمين أقرَّته عقولنا واطمأنَّت إليه قلوبنا، فهل يا ترى لو كان مفترًى على الله ونحن اتّبعناه؛ فهل سوف يحاسبنا الله على اتّباعه؟ والجواب: كلا؛ بل يُحاسِب الله الذي قال أنه أوحي إليه من رَبّ العالمين وهو محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، تصديقًا لقول الله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرِمُونَ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [سورة هود]، وذلك لأن ليس المطلوب من الدَّاعية إلَّا أن يُحاجّ النَّاس بعلمٍ من عند الله يقبله العقل والمنطق، فإذا أقام عليكم الحُجَّة بالبيّنات من ربّكم الذي يقبلها العَقْل والمنطق فاتَّبِعوه وإن كان مُفترِيًا فعليه كذبه، وقال الله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ ﴿٢٦﴾ وَقَالَ مُوسَىٰ إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ ﴿٢٧﴾ وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّـهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ۖ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [سورة غافر].

    إذًا يا قوم، إن يَكُ ناصر محمد اليمانيّ كاذبًا وليس المهديّ المنتظَر وأنتم اتّبعتموه فعليه كذبه ولن يحاسبكم الله على ذلك شيئًا وذلك لأنكم إنما صَدَّقتم بالحقّ واتّبعتموه كونه يُحاجّكم بآياتٍ بيّناتٍ من ربّكم؛ بل يأتي بها من مُحكَم القرآن العظيم، فَلِمَ الشَّك في الحقّ يا قوم؟! فوالله الذي لا إله غيره إنّ المُبصرين منكم يرون أنه البيان الحقّ للقُرآن العظيم لا شكَّ ولا ريب، وأما الذين يكون عليهم عمًى فليتَّقوا الله ويرجعوا إلى أنفسهم؛ هل جاءوا ليَصدُّوا عن دعوة ناصر محمد اليمانيّ كونهم مقتنعين بما بين أيديهم من العِلْم من الروايات والأحاديث مهما كانت مُخالِفةً لمُحكَم القرآن العظيم ويقولون: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ} [سورة آل عمران:7]، ومن ثمّ يستمسكون بما خالف لِمُحكم القرآن العربيّ المُبِيْن؟! أولئك يكون عليهم عمًى ولن يهتدوا أبدًا حتى يروا عذاب يومٍ عقيمٍ.

    ويا أمّة الإسلام يا حُجَّاج بيت الله الحرام، أقسمُ بالله المستوي على العَرش العظيم أني لا أخشى عليكم عذاب يومٍ عقيمٍ إلَّا لأنّي أعلم عِلْم اليقين أنّي الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم ولعنة الله على الكاذبين المُفترين ما ليس لهم بحقّ، أفلا تتقون؟

    ويا علماء أمّة الإسلام لقد أصبح وضعكم خطيرًا. ويا أمّة الإسلام أنصحكم بالفرار وعلماءكم إلى الله جميعًا فتجأرون إليه وتقولون:
    "يا حيّ يا قيوم، إنَّك تعلم كَم ينتظر الأُمَم لبعث الإمام المهديّ المنتظَر جيلًا بعد جيلٍ، فإن كان ناصر محمد اليمانيّ هو حقًّا المهديّ المنتظَر قد بعثته في أُمَّتنا وجيلنا؛ رَبَّنا فأوزعنا أن نشكر نعمتك التي أنعمت علينا ببعث فضل الله العظيم ورحمته للأُمَم خليفة الله الإمام المهديّ إمام الأنبياء من أصحاب الكهف وإمام رسول الله المسيح عيسى ابن مريم - صلى الله عليه وعلى أمِّه وآل عمران وسلّم تسليمًا - الإمام ناصر محمد اليمانيّ".

    أليس ذلك فضلٌ عظيم؟ ويا قوم لو تعلمون ما أعظم التَّكريم للمهديّ المنتظَر من ربّه الله العَليّ العظيم، تصديقًا لقول الله تعالى: {أَمْ لِلْإِنسَانِ مَا تَمَنَّىٰ ﴿٢٤﴾ فَلِلَّـهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَىٰ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [سورة النجم].

    ونظراً لأن الإمام المهديّ لم يهتمّ بالآخرة والأُولى؛ بل اهتم أن يكون الله هو راضيًا في نفسه لدرجة أن الله لو يؤتيه ملكوت الآخرة والأولى تعويضًا له عن تحقيق النَّعيم الأعظم لَحَزِن أعظم حُزنٍ قد حزنه مخلوقٌ في الوجود كُلّه وبكى بُكاءً كثيرًا؛ بل وسوف يدعو ثبورًا كثيرًا أعظم من دعاء الثُّبور من فرعون والشيطان الرَّجيم، ويقول: لمَ خلقتني يا إلهي؟ فهل خلقتني لكي تؤتيني ملكوت الدُّنيا والآخرة؟ ومن ثمّ يأتي الرَّدُّ من ربّ العالمين في مُحكَم الكتاب: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [سورة الذاريات]، ثُمّ يقول الإمام المهديّ: فهل الحقّ أن نتَّخِذ رضوان نفسك ربّي وسيلةً للفوز بالآخرة والأولى؟ ومن ثمّ يأتي الرَّدّ من ربّ العالَمين في مُحكَم كتابه: {أَمْ لِلْإِنسَانِ مَا تَمَنَّىٰ ﴿٢٤﴾ فَلِلَّـهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَىٰ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [سورة النجم].

    وفي ذلك سِرّ المهديّ المنتظَر الذي تجهلون قَدره ولا تُحيطون بسرِّه، ذلك فضل الله ورحمته على خلقه أجمعين، ولم يزِده هذا التفضيل إلَّا تواضعًا وذُلًّا وعَبَدَ الله كما ينبغي أن يُعبَد ولم يقُل للنَّاس اعبدوني من دون الله وأعوذُ بربّي الذي يحول بيني وبين قلبي أن أقول ما ليس لي بحقّ؛ بل أدعو النَّاس إلى عبادة ما أعبُد فيكونون رَبَّانيين يعبدون الله وحده لا شريك له مُخلِصين له الدِّين لدرجة أنه يُفتيهم أن لا يَتَّخذوا رضوان الله وسيلةً لتحقيق النعيم الأصغر، فهل يمكن أن يشتري الإنسان درهمًا بجبلٍ من الذَّهب الخالِص؟! وذلك لأن الجبل أعظم وأكبر من الدرهم بفارقٍ عظيمٍ ولله المثل الأعلى، فكذلك يا إخواني إنّ رضوان الله هو النَّعيم الأعظم فكيف نتخذه وسيلةً لتحقيق النَّعيم الأصغر (نعيم الجنّة والحور العين)؟! وقال الله تعالى: {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [سورة التوبة].

    وتعالوا يا أحباب ربّي لتعلموا أنَّه حَقًّا أكبر؛ فتصوَّروا حين يُدخلكم الله جنّته وفرحتم بالنَّعيم والحور العين وجناتٍ من كُلِّ الثَّمرات وقصورٍ فاخراتٍ ونعيمٍ عظيمٍ ولَكُم فيها ما تَدَّعون، وأثناء ما أنتم فرحين بما آتاكم الله من فضله ومن ثمّ قال أحدكم لملائكة الله المُقربين: "فهل الله رضي عنَّا ولن يُعَذِّبنا؟"، ثمّ يقول لكم: "لو لم يَكُن الله رضي عنكم لما أرضاكم بجنّته"، ومن ثمّ يقول أحدكم: "ويا أيُّها العَبْد المُقَرَّب من ربّه، لقد فرحنا بما أعطانا الله من فضله في جنّته مُقابل عبادته وحده لا شريك له فأصدقَنا بما وعدَنا فوجدْنا ما وعدَنا ربُّنا حقًّا، ولكن هل الله سبحانه هو فَرِحٌ مَسرورٌ؟ فنحن فرحون مسرورون نحنُ أهل الجنّة؟"، ومن ثمّ يقول لَكُم: "كَلَّا ما قَطُّ عَرِف السَّعادة مُنذ أمَدٍ بَعيدٍ؛ مُنذ أن ظَلَم عباده أنفسهم فأدخلهم ناره ولذلك فهو مُتحَسِّرٌ وحَزينٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم"، ثمّ يقول أحدكم: "ولِمَ يحزن الله ويتحسَّر على عباده الذين في النَّار فهو لم يظلمهم شيئًا بل ظلموا أنفسهم؟!" ومن ثمّ يردّ عليكم عبد الله ويقول: ذلك بسبب صفته أنه أرحم الراحمين، ومن ثمّ تقول أم بشرى وخالد أو أحد السائلين: "وهل يتحسَّر الله على كافة الأُمَم الذين ظلموا أنفسهم فكذَّبوا برسل ربهم؟!" ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر عبد النَّعيم الأعظم ناصر محمد اليمانيّ وأقول: قال الله تعالى: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [سورة يس]

    ومن ثمّ يقول أحباب الله: إذًا فما الفائدة أيُّها الإمام المهديّ من جنّة الله وقصورها وحورها والولدان المُخَلَّدِين فيها وربّنا حبيب قلوبنا مُتَحَسِّرٌ في نفسه وحزينٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ فما هو الحلّ حتى يكون ربُّنا حبيب قلوبنا الأعظم فرحًا مسرورًا وليس حزينًا مُتحسِّرًا؟ ومن ثمّ يقول لهم الإمام المهديّ: لن يكون الله سُبحانه فَرِحًا مَسرورًا حتى يُدخِل عباده جميعًا في رحمته فيكونون أُمَّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ، فلتَكُن حياتكم من أجل تحقيق ذلك، واجعلوا ذلك هو هدفكم وكُلّ أمنيتكم في الحياة، فإن فعلتم فقد أصبح محياكم لله ومن أجل الله لتحقيق نعيم رضوان نفس الله على عباده، ثُمَّ يُحقِّق الله لكم ذلك إنّ الله على كُلِّ شيءٍ قديرٌ، تصديقًا لقول الله تعالى: {أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّـهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ۗ وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} صدق الله العظيم [سورة الرعد:31].

    وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله رَبّ العَالَمين..
    أخُوكُم الإمام المهديّ؛ ناصر محمد اليمانيّ.
    _______________


    https://albushra-islamia.com/showthread.php?p=5102
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

المواضيع المتشابهه
  1. المهدي المُنتظر ناصرُ محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم الإمام ناصر محمد اليماني
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى قسم الإستقبال والترحيب والحوار مع عامة الزوار المسلمين الكرام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 11-06-2015, 01:56 AM
  2. لو سألتك أيها المُظفر: فهل ترى أنّهُ يحقُّ لك أن تنافس محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حبّ الله وقربه؟
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 13-03-2013, 06:40 PM
  3. الإمام المهديّ يشهد بالحقّ أنّ لا إله الا الله وأنّ كافة المرسلين رسل الله من نوحٍ إلى خاتمهم محمد صلى الله عليهم وسلم ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 21-04-2012, 06:56 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •