السلام على إمامي الحبيب ناصر محمد اليماني و على إخوتي الأنصار السابقين الأخيار؛
إنّي أضع بين أيديكم مزيد من الأدلة من القرآن و من بيانات الإمام ناصر محمد اليماني أنّ نبيّ الله ذو القرنين هو داوود عليه السّلام، و إليكم الإقتباس:
وتا الله لا أريدكم أن تكونوا ساذجين فتتبعوني بغير علم ولا هُدى ولا كتاب مُنير وبيني وبينكم والناس أجمعين هو القُرآن العظيم فمن أيده الله بسُلطانه فهو الغالب بالحق في القضايا التي بدأتكم في الحوار فيها فأما أصحاب الكهف فعددهم ثلاثة ورابعهم كلبهم ويامعشر المُسلمين ألم تجدون قصة في القُرآن جعل الله أصحاب هذه القصة مجهولين برغم أن القُرآن إذا تلى القصص يُفصلها تفصيلا ومن ثم يذكُر إسم النبي المُرسل إليهم وقريتهم ولاكننا نجد في القُرأن قصة لقرية مجهولة الموقع والإسم وقومها الساكنين فيها بل قال أصحاب القرية إذ جائها المُرسلون والتي أرسل الله إليها إثنيين فكذبوهما فعززنا بثالث وقال الله تعالى (﴿وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ. إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ.قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ.قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ. وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِين. قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيم .قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ﴾ يس : ( 13ء 19 ) صدق الله العظيم
وهُنا يبتدىء المُتدبر للقُرأن لماذا هذه القصة جعلها الله غامضة بالنسبة لأصحاب هذه القرية فمن هم قومها وما أسماء هؤلاء المُرسلين الذين أرسلوا إليها فلا بُد أن يكون في هذه القصة سر غير عادي من أسرار القُرآن العظيم والتي لا تزال غامضة على عُلماء الدين والمُسلمين وأنتم تعلمون بأن هُناك قصة لأصحاب الكهف غامضة فلا بُد أن تكون لها علاقة بهذه القصة لأصحاب القرية التي قصصها القُرآن علينا بدون ذكر قوم من أصحاب هذه القرية وما أسماء هؤلاء الرُسل الثلاثة الذين أُرسلوا إليها فلماذا هذا الغموض برغم أنها قصة والقصص واضح في القرآن كمثل أحسن القصص قصة يوسف والتي كانت قصة من البداية إلى النهاية وكذالك جميع قصص القرآن إلا هذه القرية والتي أبتعث الله إليها إثنين فكذبوهما فعزز بثالث ومن ثم تقوموا بالمُقارنة أولا في نوع التهديد والوعيد الذي خوفوا أصحاب هذه القرية رُسلهم إن لم ينتهوا عن دعوتهم ويعودوا في ملتهم بأنهم سوف يرجمونهم ويمسنهم منهم عذاب عظيم أو يعودوا في ملتهم تاركين دعوتهمقَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيم . قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴿18﴾ قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ﴿19﴾﴾ يس : ( 13ء19 ) صدق الله العظيم
ومن ثم تنتقلوا إلى قصة أصحاب الكهف تجدون بأنهم تلقون نفس هذا التهديد والوعيد: إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (20)
ومن بعد ذالك تقومون بمقارنة بين العدد الرقمي للرسُل إلى هذه القرية والذي جعله الله واضح وجلي وقال الله تعالى (أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ)ومن ثم تنتقلوا إلى العد الرقمي لأصحاب الكهف والذي جعله الله أيضا واضح وجلي لأهل التدبروالفكر بأنهم ثلاثة ورابعهم كلهم وقال الله تعالى( سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ) صد ق الله العظيم رجما بالغيب لذالك قال الله تعالى سيقولون ثلاثة ورابعهم كلبهم ولم يصف الله هذا القول بأنه رُجمُ ُ بالغيب بل الأقوال التي قد قيلت من خمسة إلى سبعة وثامنهم كلبهم فهذه الأقوال رجم بالغيب من غير علم ولا سُلطان بل بالظن والظن لا يغني من الحق شيئا ولذالك قال تعالى: وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيل) صدق الله العظيم
إخوتي الأعزّة أخبرنا الإمام أنّ القصص في القرآن لابدّ أن يكون واضحا وهذا اقتباس من كلامه:
والقصص واضح في القرآن كمثل أحسن القصص قصة يوسف والتي كانت قصة من البداية إلى النهاية وكذالك جميع قصص القرآن.
و أخبرنا أن نقوم بمقارنة القصص ليسهل علينا البحث عن قصص الأنبياء؛ و إليكم إخوتي التشابه في قصّة نبيّ الله ذو القرنين و قصّة نبيّ الله داوود و سأثبت من خلال هذا التشابه أنّ ذو القرنين هو داوود عليه السّلام:
التشابه الأوّل:
إخوتي في الله ذو القرنين نبيّ آتاه الله ملكا عظيما و آتاه من كلّ شيء سببا؛ قال تعالى:و يَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا(84)إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا.
و انظروا إلى داوود عليه السلام في قوله تعالى: وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ.
و قال تعالى مخاطبا نبيه داوود عليه السلام من بعد ما جعله خليفته على كلّ الأرض:يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ.
التشابه الأوّل إخوتي في قصّة نبيّ الله ذو القرنين ونبيّ الله داوود فكلّ منهما مكّن في الأرض و آتاهما الله من كلّ شيء.
التشابه الثّاني:
ذو القرنين عليه السّلام بنى سدّا عظيما في أرض المشرقين و استعمل فيه صناعة الحديد و القطر ليشدّ بنيانه و يمنع فساد يأجوج و مأجوج عن سكّان جنوب السدّ؛قال تعالى:آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا.
فبناء السدّ الذي بناه ذو القرنين كان بأمر الله و عونه و أعطى الله نبّيه ذو القرنين علم تطويع الحديد و تليينه و من ثمّ إسالة القطر عليه حتى يشتدّ بنيانه و لا يستطيع أحد أن يظهر عليه أو يستطيع له نقبا و لم أجد في كتاب الله من آتاهم الله خاصيّة و سرّ تطويع الحديد و تليينه و إسالة عين القطر أي ترقيق المعدن و جعله رطب الملمس إلاّ آل داوود عليهم السلام؛ قال تعالى:وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ(11)أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(12)وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ(13)يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاء مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ.
إخوتي رأيتم هذا التشابه القويّ بين ذو القرنين عليه السلام و داوود عليه السلام و قد أمرنا الإمام ناصر محمد اليماني بمقارنة قصص الأنبياء في القرآن لنعلم أسماءهم إذا كان في قصصهم سرّا و إنّي بعد تدبّر كبير و مقارنة دقيقة وجدت أنّ نبيّ الله ذو القرنين هو نبيّ الله داوود عليه السلام.
و من خلال تدبّري لآيات الله اكتشفت أنّ سليمان عليه السلام أعان أباه داوود عليه السلام على بناء السدّ لأنّ ذو القرنين عليه السلام حين بناءه للسدّ دعمه بزبر الحديد ليشدّ بنيانه فقال:آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ؛ في ذلك الحين كان ولده سليمان عليه السلام يهيّء له القطر ليفرغه نبيّ الله داوود عليه السلام على السدّ فقال بعد إتمام بناء السدّ: قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا. و قد علمنا أنّ الله قد ألان لداوود عليه السلام الحديد و علّمه سرّ صناعته و أسال لسليمان عين القطر؛قال تعالى:وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ(11)أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(12)وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ(13)يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاء مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ.
انظروا لقوله تعالى: اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ.
إنّ الله تعالى عندما يتكلّم عن داوود عليه السلام يذكره و يمدحه بخاصيّة أولي الأيدي لأنّ الله علّمه صناعة الحديد فكرّس علمه لإعلاء كلمة الله و الجهاد في سبيل الله و إنهاء الفساد في الأرض؛قال تعالى:اصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ.
و قال تعالى مادحا عبده داوود عليه السلام: وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ ۖ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ.
لقد منّ الله على داوود عليه السلام و علّمه صناعة الحديد و طوّعه و ألانه بين يديه فكان عليه الصلاة و السلام ماهرا في استعماله و وضع علمه في سبيل الله لإنهاء الفساد في الأرض و إقامة العدل و إعلاء كلمة الله فصنع الدروع لتكون لباسا لجيشه حتى ينأى الرّجل بنفسه عن القتل في الحرب و استعمل هذه المهارة و الصناعة في بناء السدّ في أرض المشرقين.
هذه إخوتي مزيد من الأدلة على أنّ نبيّ الله ذو القرنين هو داوود عليه السلام و ارجعوا لو شأتم إلى مشاركتي برقم: 645 بتاريخ 7/11/2013 فيها مزيد من التفصيل و التأصيل و مازال لديّ أدلة أخرى أنّ اسم نبيّ الله ذو القرنين هو داوود عليه السلام.
و لا زلت أنتظر القول الفصل من إمامي ناصر محمد اليماني حتى يفتينا في أمر نبيّ الله ذو القرنين و يضع بين أيديينا البيان الحقّ في اسمه و قصّته.
و هذا ما اهتديت إليه بإذن ربّي و أرجو من الله أنّي قد وفّقت في أمري و أحسنت تدبّر كتاب ربّي.