بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين ولا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمين وأصلي وأسلم على أئمة الكتاب الأبرار وآل بيتهم الأطهار وعلى جميع أنصار الله الواحد القهار السابقين منهم واللاحقين المستقدمين والمستأخرين في كل زمان ومكان إلى اليوم الآخر ثم أما بعد:
السلام على قاضي محكمة العدل الإلاهية في الأرض خليفة الله وعبده الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني ورحمة الله وبركاته السلام على كافة إخوتي الأنصار الأبرار السابقين الأخيار وجميع الباحثين والزوار ورحمة الله وبركاته ثم أما بعد:
أولا أهني إخوتي الأنصار جميعا وإمامنا معنا بعيد الأضحى المبارك وكل عام وأنتم بألف ألف خير ونصر من الله وفتح قريب إنه سميع مجيب.
ثانيا أشكر أخي الحبيب أحمد الوصابي على تدبره وتفكره وتحليله فبارك الله لك يا أخي أحمد أنت وأخي أسامة ورغم أنني متابع لجديد البيان ولهذا الموضوع بالذات بشكل مستمر وقد كتبت تدبري وما توصلت إليه في شأن نبي الله ذي القرنين من قبل أكثر من أسبوع ولم استطيع إنزاله حتى الآن وما زلت أحتفظ به ولكني أصدقكم القول بأنني لم أذهب إلى عمران أنه قد يكون الإسم الآخر لنبي الله ذي القرنين بل بحثت عن رجلا عليما ذو ملكا عظيما وبحسب تدبري أطن أنني وجدته ثم بحثت عن الوعد الذي وعدنا به نبي الله ذي القرنين في قول الله تعالى:
{قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكا وكان وعد ربي حقا} [٩٨:الكهف].
ونحن نعلم من بيان الإمام الأخير بأن نبي الله ذي القرنين نبيا عليما وليس بأعلم منه إلا صاحب علم الكتاب الإمام المهدي عليه الصلاة والسلام ولذلك آفتانا نبي الله ذي القرنين بما وهبه الله من علم بموعد تهدم السد أنه في المرة القادمة ولا بد أن يصدقنا نبي الله ذي القرنين بما وعدنا فنجد أن ما وعدنا به حقا.
ومن هنا أشهد لله وأقول هيهات هيهات يا إخوتي الأنصار وأنا معكم أن نتمكن من معرفة من يكون نبي الله ذي القرنين فنثبت قولنا بالدليل القاطع وما كان الله ليعطينا حجة من أصطفاه خليفة علينا حتى ولو بمسألة واحدة وإنما لو اتقينا يعلمنا الله لنفهم بيان خليفته فنتعلمه وكما علمني خليفة ربي فقال في ظل عدم وجود الإمام لو جاهد أحدكم للوصول إلى الحق كما أنزله الله لاصطفاه الله إماما لأمته.
وأما في ضل وجود الإمام كما نحن عليه الآن فقد أصبح الإمام هو الحجة بما علمه الله وإنما نحن الأنصار يعلمنا الله بما علمنا إياه عبده وخليفته فهو معلمنا وأما معلم إمامنا فهو الرحمن الرحيم.
ولذلك فإن كلا منا يتدبر ويتفكر في الكتاب ثم يلقي كلا منا بما وصل إليه مما تعلمناه من البيان فوافقه حتى يأتينا صاحب علم الكتاب بالقول الصواب الأقوى قيلا والأهدى سبيلا والأحسن تفسيرا وأعلم بأن خليفة الله سيأتينا بذلك وهو ضاحكا متبسما بما يرى عليه أنصاره من جدال كلا منهم يريد ويتمنى أن يكون أعلم من أخيه حتى يزيد حبا وقربا من ربه كون العلم يزيد صاحبه درجات فيزيد قربا وفوق كل ذي علم عليم ونشهد أن أعلم مخلوقات الله على الإطلاق هو خليفة الله الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني عليه وآله الصلاة والسلام ولن نرضى حتى يرضى حبيبنا ربنا أرحم الراحمين.
ومن هنا أبداء فأقول هل عمران كان عليما ذو ملكا عظيما وكيف نثبت ذلك على شخص عمران إن كان هو ذي القرنين كون خليفة الله قد علمنا بأنه ليس بأعلم من ذي القرنين إلا الإمام المهدي عليهم وآلهم الصلاة والسلام ولا ينطق خليفة الله من ذات نفسه وقد وجدنا بعضا من علم نبي الله ذي القرنين وذلك يتمثل في عظمة ملكه وما قام به من تشييد للسد وسيزيدنا خليفة الله عن علم ذي القرنين في وقته وحينه فهل هناك من إشارة في إسم عمران تدل على علمه وملكه؟
وكذلك كيف ينطبق وعد نبي الله ذي القرنين عليه الصلاة والسلام بموعد تهدم السد على عمران عليهم وآلهم الصلاة والسلام فهل من إشارة حول إسم عمران تثبت صدق ما نطقه ووعدنا به النبي ذي القرنين إن كان عمران هو نفسه ذي القرنين عليه وآلهم الصلاة والسلام كون خليفة الله علمنا أن نبي الله ذي القرنين أبلغ من هم بجنوب السد أن السد سينهدم عند مرور الكوكب في المرة القادمة ولم ينطق نبي الله ذي القرنين عليه وآله الصلاة والسلام عن الهوى بل نطق بالحق وبما علمه الله به كونه نبيا عليما ذو ملكا عظيما.
فهل نستطيع أن نثبت من القرآن ببعض الصفات التي إتصف بها ذي القرنين ثم نجد تلك الصفات أو بعضها قد إتصف بها عمران عليه وآله الصلاة والسلام ثم نثبت ذلك من القرآن أو من بيان الخبير بالرحمن؟
المسألة الثانية قبل أن أبداء بالتعقيب على مشاركة أخي الحبيب الوصابي فإني أدكر إخوتي بأنه لدينا أسماء من غير الثمانية والعشرون نبيا ورسولا وهذه الأسماء ذكرت صريحة في القرآن الكريم وهي أسماء لأشخاص متعلقون بالنبوة ولم يتبين لنا بعد شيئا عنهم ولم يزيدينا الإمام عليه وآله الصلاة والسلام في بيانه شيئا عنهم وهؤلاء هم:
١-عمران الذي ينتمي إليه آل يعقوب والذين هم زكريا ويحيى ومن ثم عمران أخو زكريا وآله وهم هارون والمسيح عيسى ابن مريم وأمه الصديقة فيصبح جميع آل يعقوب هم كذلك آل عمران.
٢-يعقوب والتي ذريته هم عمران وآل عمران وهم هارون ومريم والمسيح ومن ثم لدينا زكريا ويحيى ونحن نعلم أن زكريا هو أخو عمران ويحيى هو ابن زكريا.
٣-عمران أخو زكريا ووالد هارون والصديقة مريم أم المسيح عليهم الصلاة والسلام.
٤- ياسين وهو والد الثلاثة الفتية أصحاب الكهف إلياس وإدريس واليسع عليهم وآلهم الصلاة والسلام والذي لا نعلم بسره.
وهذه الأربعة الأسماء الصريحة ذكرها في القرآن تدور حولها تسائلات عديدة سنذكر منها سؤالين:
١-لما لم يذكر الله بأنه اصطفى آل ياسين كما اصطفى آل عمران وإلى من ينتسب آل ياسين؟
٢-هذا السؤال مهما جدا وأرجو تدبره جيدا وهو في قلب موضوعنا عن ذي القرنين ومن يكون وذلك كما يلي:
مادام أخي الوصابي قد بين لنا أن عمران هو النبي ذي القرنين لأن الله اصطفى آل عمران ووضح لنا أن الآل لا تستثني الإسم الذي ذكرت الآل قبله كما نجى الله آل لوط ولم يستثني نبيه لوط والسؤال هو:
من هو عمران الذي اصطفى الله آله في قوله تعالى:{إن الله اصطفى آدم ونوح وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين} [٣٣:آل عمران].
فهل عمران المقصود هو ابن يعقوب (غير يعقوب ابن إبراهيم) وبالتالي أسس أخي الوصابي مشاركته بأنه هو النبي ذي القرنين؟
والسؤال الثاني هو:
أليس نبي الله زكريا هو أخو عمران فكيف يكون زكريا ويحيى من آل عمران وهم أخاه وأبن أخاه؟
- - - تم التحديث - - -
إذا لأصبح زكريا ويحيى خارج آل عمران لو كان المقصود بعمران هو عمران أخو زكريا ومن ثم يخرج زكريا ويحيى من بيان [كهيعص] فلا بد أن يكون هناك عمران آخر حتى يكون الأنبياء الأربعة زكريا وهارون ويحيى وعيسى وأمه من آله ومن ثم يكون عمران الآخر هو النبي وليس عمران أخو زكريا هذا لو سلمنا بصحة مشاركة أخي أحمد الوصابي في أن عمران هو نبي الله ذي القرنين إذ كيف ينسب الله زكريا ويحيى إلى أخيهم فيقول أنه اصطفى آل عمران وآل عمران الذين اصطفاهم الله فيهم زكريا ويحيى إذا لأصبح هناك تناقض كون زكريا ويحيى لا يمكن أن ينسبون لأخيهم عمران؟ بل لابد أن ينتسب عمران وآله وزكريا وآله إلى أبيهم يعقوب أو جدهم عمران.
وأخيرا وهو الأهم إن عمران أخو زكريا ليس هو ذي القرنين كون عمران أخو زكريا ليس نبيا ولم تثبت نبوته جملة (آل) لسببين:
١-إن عمران أخو زكريا لا تنطبق عليه آية الإصطفاء بقوله تعالى:
{إن الله اصطفى آدم ونوح وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين} [٣٣:آل عمران].
كونه لا يصح أن ينسب زكريا ويحيى إلى عمران وعمران أخو زكريا وعم يحيى لذلك هم ليس من آل عمران الذي يقصده أخي أحمد لأن عمران وآله وزكريا وآله هم جميعهم من آل يعقوب ولذلك لابد من أن يكون هناك عمران آخر جميعهم ينتسبون إليه إلا إن وجد من القرآن ما يثبت صحة نسب الرجل لأخيه فيكون الأخ من آل أخيه عندئذ نسلم بعدم وجود عمران آخر غير عمران أخو زكريا.
٢-كذلك ما يثبت نفي أن يكون عمران هو ذي القرنين بسبب أن عمران ليس نبيا سواء أكان عمران أخو زكريا أو عمران الذي نسب إليه آل عمران وزكريا ويحيى والسبب هو في سر الأحرف المقطعة في قوله تعالى:
{كهيعص} وهذه الأحرف هي أسماء أنبياء آل عمران كما علمنا خليفة الرحمن في بيان القرآن فأين هو عمران من هذه الحروف ونحن نعلم أن ك=زكريا و ه=هارون أخو مريم و ي=يحيى و ع=المسيح عيسى ابن مريم و ص=الصديقة مريم ووهي ليست نبية بل من عباد الله المكرمون فأين هو عمران من هذه الحروف؟
وقد أفتانا خليفة الله في أحد البيانات وقال:
فانظروا إلى الأحرف التي جاءت في أول سورة مريم فذلك أنبياء آل عمران بالترتيب الأول فالأول (كهيعص).
وفي بيان آخر قال:
(كهيعص) تلك رموز لأنبياء آل عمران وحسب ترتيب السن.
فلما لم يرمز لعمران بحرف من إسمه بين أنبياء آل عمران وكذلك لم يقل خليفة الله بأن (كهيعص) هم رموز لأنبياء من آل عمران أي أن الإمام لم يذكر التبعيض في بيان أسرار أحرف سورة مريم بذكره (من آل عمران) بل قال:فذلك أنبياء آل عمران بالترتيب الأول فالأول وفي بيان آخر قال:تلك رموز لأنبياء آل عمران وحسب ترتيب السن.
وهنا نخرج بنتيجة أن عمران لم يكن نبيا وأن عمران المقصود بإصطفاء آله أنه عمران غير عمران أخو زكريا بل عمران ينتسب إليه زكريا وآله وأخيه عمران وآله كما ينتسبون جميعهم إلى أبيهم يعقوب ولم يثبت نبوة عمران أخو زكريا ولا عمران من ينتسبون إليه ولا يعقوب أباهم كما ورد في بيانات الإمام في أسرار الأحرف في بداية سورة مريم وإن سلمنا بأن عمران نبيا حتى لو لم يكن له حرف بين أحرف أسماء أنبياء آل عمران المذكورين في بداية سورة مريم فإن عمران سيكون عمران آخر غير عمران أخو زكريا بل عمران من قبل يعقوب أباهم حتى ينتسب زكريا ويحيى وعمران وهارون والمسيح وأمه إليه عليهم وآلهم الصلاة والسلام أو نجد ما يثبت نسب الرجل لأخيه فيكون من آل أخيه مع الأخذ في الإعتبار تبيان من القرآن يثبت بعض الصفات المنطبقة على نبي الله ذي القرنين في إسم عمران كما ذكرت أول المشاركة.
وهنا أنهي مشاركتي رغم أنه كان لدي أكثر من هذا لكن عدم توفر الشبكة وضيق مساحة النص عبر الهاتف يجبراني على الإختصار وسأكتب في مشاركة قادمة ردا على أخي الحبيب الأواب الذي ذهب إلى أن نبي الله إبراهيم هو نفسه ذي القرنين عليهم وآلهم الصلاة والسلام وقد كتبت الرد من أيام عددا لكن عدم توفر الشبكة يعرقلني ونسأل الله العلي العظيم أن يثبت قلوبنا أجمعين على الحق وعلى الصراط المستقيم وسلام على الإمام العليم وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.