نور الآيات البَيِّنات تحرق الشياطين، وليس الكهرباء والخَنْق والضَّرْب؛ فاتَّقوا الله شديد العِقاب يا أصحاب الرُّقية الشرعيّة ..
وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته، فأيّ جهلٍ هذا وأيّ شيخٍ يفعل هذا؟! كيف يَضربُ ويُكَهرب أو يَخنُق لِقَطع الأكسجين؟! فإذا استمرّ الخنقُ خمس دقائق حتمًا يَتوفّى الإنسان أو يُسبّب له تلفًا في الدِّماغ بسبب انقطاع الأكسجين، كون الخنق هو أصلًا لا يَخنق النَّفَس الوارد إلى الرئة؛ بل يقطع الشّريانَين اللذَين بجانب العُنق فينقطع الأكسجين عن الدّماغ بسبب الضّغط على الشّريانَين المُغذِّيَين للدّماغ، فهذا خطيرٌ على دماغ الإنسان وجهلٌ كبير، وكذلك الكهرباء والضّرب فهذا يضرُّ الإنسان المريض ولم يضرّ الشيطان، بل الشياطين يَحرقُهم نور الآيات (المُعَوِّذات وآيات التّوحيد والتّسبيح لربّ العالَمين) ولذلك قال الله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [الإسراء]، كون القرآن نورٌ يُحرق الشياطين بشكلٍ عامٍّ سواءً كانوا في مرضى المُؤمنين أو في المُنافقين، وكان المنافقون يَحضُرون مجالس القرآن في المسجد، وكان يأمر محمد رسول الله مِن الصّحابة مَن يتلو القرآن حتى يقول له النّبيّ: "حسبُك" لكي يُبيِّن ما شاء الله مِن الآيات، ولكنّ المنافقين أثناء تلاوة القرآن مِن الذين يَتلون تَحتِرق فيهم مُسوسُ الشياطين، وبما أن محمدًا رسول الله واقفٌ أمامهم ينظر إلى وجوه الجالسين في المسجد؛ فينظر إليهم النّبيّ فيجد وُجوهًا عابسةً مُسوَدّةً؛ فيعرفُ في وجوه الذين كفروا مسّ المُنكَر الشيطان، فيجدُ وجوههم عابسةً مُسوَدةً يكادون يسطون بالذين يتلون القرآن؛ أي يكادون أن يَمدّوا إليهم أيديهم لضرب الذين يَتلون القرآن بسبب احتراق مُسوس الشياطين التي فيهم، ولكن حسب فتوى الله أنّه لا أشدّ مِن حريق نور القرآن لمسوس الشياطين إلَّا نار جهنم تصديقًا لقول الله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ ۖ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا ۗ قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكُمُ ۗ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [الحج].
ويقصِد الله بقوله تعالى: {قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكُمُ ۗ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿٧٢﴾} أي أن نار جهنم أشدّ حريقًا مِن حريق القرآن، ولذلك يَجدُ القُرّاء بأنّ المُسوس يَصرخون مِن حريق نور القرآن ولذلك قال الله تعالى: {قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكُمُ ۗ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم.
وأمّا مَن يُعذِّب المرضى بالضّرب والكهرباء فذلك يُؤذي المريض أكثر ممّا يُؤذي المسّ، وإن تظاهر المسّ بالأذى فهي خدعة ليَصرِف القارئ عن تلاوة القرآن عليه. فصَدِّقوا الله ولا تُصدِّقوا الذين يقولون على الله ما لا يعلَمون.
وسَلامٌ على المُرسَلين والحمد لله رب العالمين..
أخوكم خليفة الله المهديّ؛ ناصر محمد اليماني.
_____________