- 2 -
الإمام ناصر محمد اليماني
15 - 03 - 1426 هـ
24 - 04 - 2005 مـ
ــــــــــــــــــ
خسوف القمر هو أول الشروط الكبرى للساعة ..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
إخواني المسلمين أرجو أن لا يضلّنا العلمانيّون الذين لا يؤمنون بهذا القرآن العظيم ويتضاحكون علينا عندما يرونَنَا إذا خسف القمر هرعنا إلى المساجد فقالوا: "إن دل هذا فإنما يدل على تخلّف المسلمين" ألا أنهم هم المتخلفون، ولسوف يعلمون وما تخلَّف مَنْ صَدَقَ واستمسك بهذا القرآن العظيم الذي استمسك به رسول الله ومن معه عليه وعليهم الصلاة والسلام، وقال تعالى: {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ ﴿٤١﴾ أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِم مُّقْتَدِرُونَ ﴿٤٢﴾ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٤٣﴾ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].
إذاً القرآن هو حبل الله ذو العروة الوثقى من استمسك به فقد نجا ومن غوى فقد هوى وكأنما خرَّ من السماء فتخطَفه الطير أو تهوي به الريح إلى مكانٍ سحيقٍ.
يا معشر المسلمين، لقد ابتعث الله إلى البشر نذيراً في رمضان 1425 إنه القمر، فقال لكم القمر: "احذروا فإن عذاب الله قادم". غير أن البشر لم يفهموا لغة القمر، ولسوف أُترجم للبشر لغة القمر الذي أنذركم بالإشارة بآيةٍ كونيّةٍ فخسف في غير موعده ليلة الخامس عشر بل في ليلة الرابع عشر نذيراً للبشر.
يا معشر المسلمين، لقد أنزل الله في القرآن آياتٍ في شأن خسوف القمر النذير؛ ذلك لأن هذا الخسوف هو من أوّل الأشراط الكبرى للساعة فوصف القرآن شهره وزمانه وأوانه في منتهى الدّقة والتفصيل، وربما يقول بعض الجاهلون إنه فات علينا يومٌ من رمضان ولم يكن ذلك ولسوف أثبت بالبرهان البيّن من القرآن لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيدٌ، وللعلم بأن التوقيت في الأرض عند الله لم يكن بتوقيت غرينتش بل توقيت أوّل بيت وضع للناس في أمّ القرى وسط الكرة الأرضية كما تعلمون، ولا ينبغي للمسلمين؛ بل لا يجوز لهم أن يختاروا توقيتاً عالميّاً غير توقيت أمّ القرى في الأرض التي بارك الله فيها للعالمين.
يا معشر المسلمين، إن توقيت خسوف القمر النذير قد جعله الله بتوقيت مكة المكرمة وسوف أحاول الاختصار وخير الكلام ما قلّ ودل:
أولاً: إن الشرط في القرآن لخسوف القمر النذير أن يخسف في شهر رمضان.
الشرط الثاني: أن يكون الخسوف في ليلة الرابع عشر وليس في ليلة الخامس عشر.
الشرط الثالث: هو توقيت الخسوف القمريّ النذير أن يكون تمام الخسوف والليل إذا أدبر عن مكة المكرمة والصبح إذا أسفر على مكة المكرمة، تصديقاً لقوله تعالى: {كَلَّا وَالْقَمَرِ ﴿٣٢﴾ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ﴿٣٣﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ﴿٣٤﴾ إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ ﴿٣٥﴾ نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ ﴿٣٦﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [المدثر].
ومعنى قوله {لَإِحْدَى الْكُبَرِ} أي أحد الشروط الكبرى للساعة؛ بل هذا الخسوف هو أول الشروط الكبرى للساعة في القرآن العظيم، والشروط الكبرى للساعة مذكورة في القرآن في منتهى الدقة والتسلسل وليست عشوائيّة كما وردت عن طريق الأحاديث ولم يهتموا بالتسلسل، وما الفائدة من ذلك من دون علم تسلسُل الأشراط الكبرى؟ ولا نطيل عليكم فلنواصل الحديث عن الشرط الأول الذي جعله الله مفتاحاً من المفاتيح الكبرى في علوم الغيب، وأقسم الله بذلك الخسوف للقمر لكلّ ذي حِجْرٍ وفِكْرِ بل أنزل الله في القرآن سورة في شأن ذلك الخسوف النذير فجر الرابع عشر من رمضان (1425) وسمّاها سورة الفجر تشرح خسوف القمر من لحظة مولده فجر الخميس بتوقيت مكة المكرمة إلى لحظة خسوفه فجر الخميس بتوقيت مكة المكرمة وقال تعالى:
{وَالْفَجْرِ} [الفجر:1]، وتلك لحظة مولد هلال رمضان (1425) فجر الخميس بعد كسوف الشمس مباشرةً في آخر شعبان.
{وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر:2]، وتلك هي العشر الأولى من شهر رمضان ابتدأ من يوم الجمعة غرّة رمضان المبارك.
{وَالشَّفْعِ} [الفجر:3]، ركعتان ترمزان لليلة الحادي عشر والثاني عشر من شهر رمضان المبارك.
{وَالْوَتْرِ} [الفجر:3]، وإنما الوتر ركعة ترمز لليلة الثالث عشر من شهر رمضان المبارك.
{وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ}، تلك هي ليلة الرابع عشر، ومعنى قوله {إِذَا يَسْرِ} إذا أدبر عن مكة المكرمة وقت تمام خسوف القمر.
{هَلْ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ} [الفجر:5]، لذي عقلٍ يصدق بأن هذا هو الخسوف النذير للبشر عن عذاب الله لمن شاء منهم أن يتقدم أو يتأخر، فقد كثر فساد البشر في البر والبحر، وكذلك ينذر بوش الأصغر وأولياءه الذي بغى وطغى وتجبر ويقولون نحن جميعٌ منتصر، ويقول من أشدّ منّا قوة؟ أولم يروا بأن الله الذي خلقهم وأحاطهم بما شاء من علمه أنه هو أشدّ منهم قوةً وأشدّ بطشاً وأشدّ تنكيلاً؟ {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ﴿٦﴾ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ ﴿٧﴾ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ ﴿٨﴾} [الفجر].
فكانوا يزعمون بأنهم القوة التي لا تُقهر حتى الله لا يستطيع أن يقهرهم حسب زعمهم، وحين خوّفهم نبيّ الله هود من عذاب الله قالوا: من أشدّ منا قوة؟ {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ ﴿١٣﴾ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ﴿١٤﴾} [الفجر].
{وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ ﴿٩﴾ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ ﴿١٠﴾} [الفجر]، ذي الأهرام على شكل الجبال رمز القوة، فعذبهم الله عذاباً نكراً ذلك بأنهم طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد وكانوا يظنون في أنفسهم ظنّ الغرور وأنهم القوة التي لا تُقهر كما يظنّ في نفسه الآن بوش الأصغر قائد القوة التي لا تُقهر، وسوف يلقي الله عليه قُنبلة نووية كونيّة أشدّ بطشاً وأشدّ تنكيلاً، والجزاء من جنس العمل.
وقد يقول قائل: "يا أخي إن في أمريكا مسلمين"، والجواب: لا بُدّ أن يكون لهم موقفاً مما يفعلهُ بوش بإخوانهم، أو يهاجروا ويتركوا بوش وأرضه حتى لا يصيبهم ما سوف يصيبه وأرض الله واسعة إلا الضعفاء الذين لا يستطيعون سبيلاً فسوف ينجّيهم الله برحمه منه، وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّـهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَـٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴿٩٧﴾ إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا ﴿٩٨﴾ فَأُولَـٰئِكَ عَسَى اللَّـهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّـهُ عَفُوًّا غَفُورًا ﴿٩٩﴾ وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّـهِ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿١٠٠﴾} صدق الله العظيم [النساء].
وقد يقول جاهل من الذين يحصرون القرآن في زمانٍ ومكانٍ واحدٍ: "يا أخي إنما هذه الآية نزلت في شأن المسلمين في مكة". ذلك بأن بعض العلماء حصر القرآن على أسباب النزول وكأن القرآن قد انقضى! بل القرآن يُخاطب الناس في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، وإنما جعل الله لبعض الآيات أسباب نزول حتى ينطلق الخطاب إلى الناس أجمعين فيجعله أمراً ساريَ المفعول على كل أمةٍ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ.
ومن له اعتراض على خطابنا هذا فليقله شرط أن يحاورني من القرآن، وقُضي الأمر الذي فيه تستفتيان، والضربة الإلهية في هذا العام (2005) ذلك وعد غير مكذوب.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
الإمام ناصر محمد اليماني .
____________