الإِمَامُ ناصِرُ مُحَمَّدٍ اليَمَانِيُّ
22 - 05 - 1435 هـ
23 - 03 - 2014 مـ
02:27 صباحاً
ـــــــــــــــــ
ردّ الإمام المهديّ إلى فضيلة الشيخ عبد الحميد الحمل المحترم والمكرم ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله وآلهم الطيبين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعد..
فأعلنُ التّرحيب بأخي في دين الله فضيلة الشيخ المحترم عبد الحميد علي الحمل، السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته ،السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
ويا حبيبي في الله ، إني أراك جئت لنصح ناصر محمد اليماني وأعلمُ أنك تريد أن تنكر عليه قَسَمَه بالله العظيم أنه الإمام المهديّ الحقّ من ربّ العالمين، وتريد أن تقول أنّ ذلك تزكيةٌ للنفس. ويا رجل لو كانت فتواك هذه حقّاً إذاً لأنكرتَ على المرسلين أن يُعرِّفوا للناس شأنَهم كما عرّف كلُّ رسولٍ شأنه، وأمر الله محمداً عبده ورسوله أن يقول: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [الأعراف: 158].
وكذلك الإمام المهديّ المُنْتَظَر إذا كان حقّاً قد اصطفاه الله للناس إماماً فوجب عليه أن يُعَرِّفَ الناس أنَّه المهديّ المُنْتَظَر الحقّ من ربّ العالمين اصطفاه الله للناس إماماً. ولكن لك الحقُّ أن تتوقع أنه قد يكون ناصر محمد اليماني كذاباً مفترياً على الله أنِ اصطفاه المهديّ المُنْتَظَر وقد يكون ناصر محمد اليماني من الصادقين، فمن ثَمَّ لا تحكمْ على ناصر محمد اليماني بالظنِّ أنه ليس المهديّ المُنْتَظَر؛ بَلْ عليك أن تنظر إلى سلطان علمه الذي يحاج الناس به وتُحَكِّمَ عقلك ثُمَّ تتَّبع سلطانَ العلم من ربّك بغض النظر هل يكون ناصر محمد اليماني هو حقّاً المهديّ المُنْتَظَر أم مجرد داعيةٍ من علماء المسلمين؟ لكون الله لن يحاسب عبادَه إلا على سلطان العلم الحقّ من ربّهم، وأما دعوى ناصر محمد اليماني أنّه المهديّ المُنْتَظَر فهذا شيء يُحاسَب عليه ناصر محمد اليماني وحده، وأما أنتم فيحاسبكم الله بالحُجَّة التي يُقيمها عليكم ناصر محمد اليماني من القرآن العظيم وذلك بيني وبينكم.
ويا حبيبي في الله، بَلْ ناصر محمد اليماني هو من يُقدّم إلى فضيلة الشيخ عبد الحميد الحمل النّصيحة وأقول: يا فضيلة الشيخ عبد الحميد الحمل وكافة علماء المسلمين، إني لكم ناصحٌ أمينٌ أن تعتصموا بالله ربّ العالمين إن كنتم تريدون الهدى. وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "وكيف نعتصم بالله العظيم لنهتدي إلى الصراط المستقيم؟". ومن ثَمَّ نُفتيه بالحقِّ ونقول: إنّ الاعتصام بالله العظيم هو الاعتصامُ بحبل الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ} صدق الله العظيم [آل عمران:103].
وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: وما هو حبل الله الذي أمرنا الله بالاعتصام به حتى لا نتفرقَ إلى شيَعٍ وأحزابٍ وكلُّ حزبٍ بما لديهم فرحون؟". ومن ثمَّ نردّ عليه بالحقِّ وأقول: تجد الفتوى عن حبل الله الذي أمركم بالاعتصام به والكفر بما يخالفه ؛ ذلكم القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:174].
لكون القرآن العظيم قد جعله الله المرجعَ والحكم فيما اختلف فيه علماء الأُمَّة، فما خالف لمحكمه سواء يكون في التوراة والإنجيل أو في أحاديث السُّنة النّبويّة فليس من عند الله سواء يكون في التوراة أوالإنجيل أو في أحاديث السُّنة النّبويّة لكونهم ليسوا محفوظين من التحريف والتزييف؛ بَلْ حفظ الله للناس البرهان المبين ذلكم القرآن العظيم رسالة الله إلى الثقلين الإنس والجنّ أجمعين، وعلى هذا الأساس يدعوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ليحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون ويوحِّد صفّكم ويجمع شملكم فيعيدكم إلى منهاج النّبوة الأولى بإذن الله ربّ العالمين، فكن من الشاكرين إذْ جعلك الله في الأُمَّة التي يبعث الله فيها المهديّ المُنْتَظَر ناصرَ محمدٍ ليهديَكم بالبيان الحقّ للقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد، وكن من الشاكرين إذْ قدّر الله لك العثور على دعوة المهديّ المُنْتَظَر في عصر الحوار من قبل الظهور.
ويا حبيبي في الله فضيلة الشيخ المحترم والمكرّم (عبد الحميد الحمل)، سبق وأن أصدرتُ أحكاماً بالحقِّ فيما اختلف فيه علماء الأُمَّة ومنها عقيدة طلب الشفاعة من العبيد للعبيد بين يديْ الربّ المعبود وكأني أراك مصدقاً بالحُكم الحقّ في مسألة الشفاعة ولا تعارض في الحكم الحقّ فيها الذي استنبطناه لكم من محكم القرآن العظيم، وأراك استغنيتَ برحمة الله عن رحمة الشفعاء من دونه، ونِعْمَ العقيدة. وأراك مُعجباً بدعوة ناصر محمد اليماني إلى توحيد صفِّ المسلمين، وأعجبكَ كثيرٌ مما يحاجُّ الناسَ به، ولكنّه أساءك أنّ ناصرَ محمدٍ اليماني يقول أنّه المهديّ المُنْتَظَر، وبرغم قناعتك في كثيرٍ من أحكام ناصرِ محمدٍ من محكم القرآن العظيم ولكنك تخشى أن تتّبعَه وهو ليس المهديّ المُنْتَظَر، وتخشى أن يتبيّن لك يوماً ما أن ناصر محمد اليماني ليس هو المهديّ المُنْتَظَر، وتخشى أن يُقيم الناس عليك الحُجَّة فيقولوا: "ألم تتّبعْهُ على أساس أنّه المهديّ المُنْتَظَر؟" فيقيموا عليك الحُجَّة. ومن ثمَّ يردّ عليك ناصر محمد اليماني وأقول: يا فضيلةَ الشيخ، لقد سبقت فتوى ناصر محمد اليماني أنّه يقبل مبايعةَ علماء المسلمين على أنّه إمامٌ للمسلمين لكون الله زاده بسطةً في العلم عليهم، وقبلنا منكم التأجيلَ في عقيدة أن ناصرَ محمدٍ اليماني هو المهديّ المُنْتَظَر حتى تنظروا هل يُمَكِّنُ اللهُ له في الأرض فيملأ الأرض عدلاً كما مُلِئت جوراً وظلماً، ومن ثمَّ يتبيّنُ لكم أنّه حقّاً المهديّ المُنْتَظَر تصديقاً لحديث محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [أُبَشِّرُكُم بالمَهْدِيِّ يُبعَثُ في أُمَّتِي على اختلافٍ من الناسِ وزلازلَ فيَملأُ الأرضَ قِسطاً وعدلاً كما مُلِئَت جَوْراً وظلماً].
ويا قُرَّةَ عيني، والله لا ينبغي لناصر محمد ولا لغيرِه أن يقول أنّه المهديُّ المُنْتَظَر ما لم يُفتِه اللهُ بذلك ويؤيّدُه بسلطان العلم ويزيده بسطةً في العلم على كافة علماء الأُمَّة، فلا تنسَ أنّ الله قد جعل الإمام المهديَّ إماماً لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم فليس الأمر هيِّناً؛ بَلْ بَعْثُ الإمام المهديّ الحقّ من ربّ العالمين نبأٌ عظيمٌ ورحمةٌ للعالمين، وأهم شيء أن نقيم عليكم الحُجَّةَ بسلطان العلم ونحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، وبالنسبة لدعوى أنّي المهديّ المُنْتَظَر فإن كنتُ كاذباً مفترياً شخصيَّة المهديّ المُنْتَظَر فعليَّ كذبي ويُحاسبني اللهُ وحْدِي على ادّعاء شخصيّة المهديّ المُنْتَظَر إذا لم أكن هو، وأما أنتم فيحاسبكم على سلطان العلم المُقنع لعقولكم من ربّ العالمين.
ونكرر الترحيب بفضيلة الشيخ عبد الحميد الحمل لحوار المهديّ المُنْتَظَر في عصر الحوار من قبل الظهور، وأُشهِد اللهَ والأنصارَ السابقين الأخيار وكفى بالله شهيداً لئن أقام فضيلة الشيخ عبد الحميد الحمل الحُجَّةَ على ناصر محمد اليماني في أيٍّ من الأحكام التي صدرت فيما اختلف فيه علماءُ المسلمين ثُمَّ خالفنا في أيِّ الأحكام فضيلةُ الشيخ الحمل وأقامَ الحُجَّة علينا بعلمٍ أهدى من علم الإمام ناصر محمد اليماني وأصدق قيلاً، فإن فعل ولن يفعلَ فلستُ المهديّ المُنْتَظَر وعلى ناصر محمد اليماني أن يتراجع عن عقيدة أنه الإمام المهديّ إلى مجرد عالمٍ من علماء المسلمين وعلى الأنصار السابقين الأخيار التراجع عن عقيدة أنّ ناصر محمد اليماني هو المهديّ المُنْتَظَر. ولكن اسمحوا لي أن أعلن النتيجة من قبل الحوار مُزكّيها بالقسَم بالحقِّ بإذن الله، وأقول:
أقسمُ بالله العظيم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم، لا يستطيعُ كافةُ علماء المسلمين والنّصارى واليهود أن يُقيموا على الإمام ناصرِ محمدٍ اليماني الحُجَّة في مسألةٍ من القرآن العظيم ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً ونصيراً، فكونوا على ذلك من الشاهدين.
وهل تعلم يا فضيلة الشيخ الحمل لماذا هذا القسم من قبل الحوار؟ فمن ثَمَّ نردُّ عليك بالحقِّ وأقول: ذلك لأني أعلم علمَ اليقين أنّي لم أفترِ على الله شخصيةَ المهديّ المُنْتَظَر ولم يجعلني الله من الجاهلين لكوني أعلمُ عظيمَ إثم من يفتري على الله كذباً وإثم من كذَّب بالحقِّ من ربّه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَم مِمَّنْ اِفْتَرَى عَلَى اللَّه كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بالحقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّم مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ} صدق الله العظيم [العنكبوت:68].
ونِعْمَ الرجلُ الشجاع فضيلة الشيخ عبد الحميد الحمل لكونه لم يأتِ باسمٍ مستعارٍ لحوار المهديّ المُنْتَظَر في عصر الحوار من قبل الظهور؛ بَلْ عرَّف لنا اسمَه وبقيتْ صورتُه، ولكنْ لا مشكلة في إظهار صورتِه إلا في الحوار لبيان الصلاة وهو حرٌّ فيما دون ذلك، ورحِّبوا يا معشر الأنصار السابقين الأخيار بفضيلة الشيخ المحترم عبد الحميد الحمل، ونأمركم باحترامه وتقديره بكل ما تعنيه الكلمة من احترام.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم في الله؛ الإمام المهديّ المُنْتَظَر في عصر الحوار من قبل الظهور ناصرُ محمدٍ اليمانيُّ.
_________________