الإمام ناصر محمد اليماني
08 - 12 - 1431 هـ
15 - 11 - 2010 مـ
07:14 مسـاءً
ـــــــــــــــــــــ
{ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ }
بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيــــمِ {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [يوسف:103].
{فَمَا كَانَ جَوابَ قَومِهِ إِلاَّ أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِيْن} [العنكبون:29].
{وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلاَتُ} [الرعد:6].
{أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُم بِهِ آلآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} [يونس:51].
{وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الحقّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [الأنفال:32].
{قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [النمل:46].
{وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال:33].
ويا أبا هادي كُنا نظنك من أولي الألباب من خير الدواب وتبيَّن لنا أنك من الذين يستعجلون بالعذاب الذين لا يعقلون ولو كانوا يعقلون لقالوا اللهم إن كان هذا هو الحقّ من عندك فاهدنا إليه وبصرنا به برحمتك يا أرحم الراحمين، ولكن الذين يستعجلون العذاب قوم لا يعقلون كونهم يستعجلون بالسيئة قبل الحسنة. وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الحقّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} صدق الله العظيم [الأنفال:32].
ويا أبا هادي، لو كنت تريد الخير للبشر لما حاورت المهديّ المنتظَر علّهُ يُجبر أن يبيَّن للبشر بيان الأربعة أشهر من يوم النحر وأذان من الله يوم الحج الأكبر إلى الكافرين: {فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَأَنَّ اللّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ} صدق الله العظيم [التوبه:2].
ولم يبقَ من بيان أسرار الحساب الذي يخصّ البشر في الكتاب إلا بيان الأربعة أشهر بدءاً من يوم النحر إلى مرور كوكب سقر وهو بما تسمونه الكوكب العاشر؛ ذلكم كوكب سقر؛ ذلكم كوكب النار اللواحة للبشر من عصر إلى آخر وجاء قدر المرور لكوكب سقر في عصر الحوار من قبل الظهور للمهدي المنتظر ليلة يسبق الليل النهار؛ ليلة تبلغُ القلوب الحناجر.
يا معشر المُعرضين عن الذكر اتقوا الله الواحدُ القهار فقد اقتربت إليكم من الأعماق وسوف تظلكم بالآفاق وهي والمهديّ المنتظَر إليكم في سباق، وأما الشمس والقمر فتجتمع به في المحاق ولكنها أدركته في أول الشهر فاجتمعت به وقد هو هلال وكان ذلك سبب انتفاخ الأهلة وقد بيَّنا لكم العلة التي كانت سبب اختلاف مُتحري الأهلة فهل من مُدَّكر؟ فذلك شرط من أشراط الساعة الكُبر أن تدرك الشمس القمر في أول الشهر ويتبين لكم ليلة اكتمال البدر قبل ليلة النصف من الشهر فلم تفقهُوا الخبر ولم تعلموا كيف تدرك الشمس القمر! وأكبر علماء المنبر سوف يحاج المهديّ المنتظَر بآية في محكم الذكر ويقول: قال الله تعالى: {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ} صدق الله العظيم [يس:40].
حتى إذا أنزلها في طاولة الحوار للمهدي المنتظر ومن ثم يقوم من على الكمبيوتر وهو فرح مسرور فيزعم أنه أقام الحجّة على المهديّ المنتظَر من محكم الذكر، ومن ثم يردُّ المهديّ المنتظَر على عُلماء المنبر وأقول: "يا عجبي من أصحاب الأبصار التي لا تتفكر! وإنما يقصد نظام الليل والنهار و حركة الشمس والقمر منذ بداية الدهر لا يختل ولا تزال الشمس لا ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق وكل في فلك يسبحون حتى يدخل البشر في عصر أشراط الساعة الكُبر ثم تدرك الشمس القمر فتسبقه في أول الشهر فيتلوها ويتكرر ذلك في أي شهر حتى مرور ما يسمونه بالكوكب العاشر، ومن ثم يسبق الليل النهار فتظهر الشمس للبشر من الغرب شرطاً من أشراط الساعة الكُبرى، وليس ذلك اليوم هو اليوم الآخر؛ بل يوم ظهور المهديّ المنتظَر خليفة الله الداعي إلى الاحتكام إلى الذكر، فهل من مُدَّكر فيتبع الذكر قبل أن يسبق الليل النهار؟ يوم تبلغُ القلوب الحناجر وما للمُعرض عن الذكر من قوةٍ ولا ناصرٍ من عذاب الله الواحدُ القهار، واللعنة على من أبى واستكبر وحادَّ الله ورسوله والمهديّ المنتظَر ويتم الله بعبده نوره ولو كره المُجرمون ظُهوره.
قد أعذر من أنذر يا أولي الأبصار التي تتفكر كيف يظهر الله المهديّ المنتظَر في ليلةٍ على العالمين ما لم يكن بآية من السماء تظل أعناقهم من هولها خاضعين لخليفة الله عليهم الذي يدعوهم إلى اتباع كتاب الله القُرآن العظيم فأعرض أكثرهم فهم لا يؤمنون وقالوا سمعنا وعصينا، ومن ثم نقول لبِئْس ما يأمركم به إيمانكم إذ تُدْعَوْن إلى كتاب الله ليحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون فإذا هم مُعرضون ويقولون حسبنا ما وجدنا عليه أسلافنا فهم الأعلمُ منا بكتاب الله، وإن جادلوا من كتاب الله فمثل جدالهم كمثل جدال أبو هادي الذي يجعل تناقضاً في تفسيره لكتاب الله كونه من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون لكونه ليس من الراسخين في علم الكتاب بشكل عام، ولذلك تجدوه يأتي بدليل من القرآن حسب فهمه وهو لا يعلم أنه قد جعل تناقضاً في كتاب الله في آيات أُخر، ولسوف آتيك بمثال يا شيخ أبو هادي في جدالك لناصر محمد اليماني الذي أفتى أنه سوف يطيع أمر الله في محكم كتابه أن يبر الكفار ويقسط إليهم ثم أغضب هذا القول أبو هادي وكأنه يريد الحق، وقال بل قال الله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} صدق الله العظيم [المجادله:22].
ومن ثم يقول: فكيف سوف تبر الكفار وتقسط إليهم؟ ومن ثم يردُّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: لقد ظلمت نفسك ظلماً عظيماً يا أبا هادي كونك جعلت حكم الحرب والعداوة والبغضاء على الكفار بشكل عام؛ بل أنت تعلم وكلّ مُسلم ذو لسان عربي مبين يعلمُ أن المقصود من قول الله تعالى: {يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} أي يوادّون من يحارب الله ورسوله، ولكن حكمك الباطل الظالم أعلنت الحرب على الكُفار بشكل عام فجعلتهم سواء، الذين لا يحاربون الله ورسوله فتساويهم مع الذين يُحاربون الله ورسوله! فأنت ظالمٌ ولكن الله قد حرّم الظلم على نفسه وجعله بين عباده مُحرَّماً ولذلك لن تجد في محكم كتاب الله أن الله ينهانا إلا عن الذين يُحاربون الله ورسوله من الكفار. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ(9)} صدق الله العظيم [الممتحنه:9].
أفلا ترى أنك لمن الظالمين وأن فتواك فتوى باطل وظلم عظيم لنفسك وأمتك بسبب أنك جعلت الكفار سواء، الذين يُحاربون الله ورسوله فتساويهم مع الكفار الذين لا يحاربون الله ورسوله؟ ولذلك لن تجد في كتاب الله أن الله يأمرنا بقتل الكافرين الذين لم يُحاربونا في ديننا إنما ينهانا الله عن الذين يحاربون الله ورسوله أن نتولاهم كونهم يحاربون الله ورسوله ويسعون ليطفِئوا نور الله: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ(9)} صدق الله العظيم.
فانظر إلى الذين نهانا الله عنهم. وقال الله تعالى: {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9)} صدق الله العظيم، وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} صدق الله العظيم [المجادله:22].
أي لا تجد قوماً يوادّون من يحارب الله ورسوله، فلا تفترِ على الله ورسوله ما لم يقُله الله ولا رسوله، ألا وإنه بسبب فتواكم الباطل بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً مرَقت فرق من الدين كما يمرق سهام من القوس فتجدهم يقتلون الكفار بحجة أنهم كافرون برغم أنهم لم يعتدوا عليكم ولم يخرجوكم من دياركم ثم أضللتم بفتواكم أنفسكم وأضللتم أمتكم وشوهتم دينكم في نظر العالمين، فهل تبيّن إنَّ التفسير الظني هو بيان الإمام ناصر محمد اليماني أم تفسير أبو هادي؟ ونترك الجواب لأولي الألباب، وهل يتذكر إلا أولو الألباب.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
خليفة الله وعبده؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــــ