بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد رسول الله وأله الأطهار وعلى المهدي المنتظر وأل بيته الأبرار وعلى جميع الأنصار السابقين الأخيار إلى اليوم الأخر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ويا أخينا الباحث الكريم الإدريسي أقسم بالله العلي العظيم البر الرحيم بأن إمامنا المهدي المنتظر قد أجابك بأعظم وأكرم بيان بين بيانات المهدي المنتظر إنه بيان النعيم الأعظم ولكن للأسف لن يحيط الله به علما إلا من هم أكرم وأعظم خلق لله في هذه الأمة قوم يحبهم الله ويحبونه فكن منهم أخينا في الله تفوز فوزا عظيما.
ويا أيها الباحث الكريم فنحن لم نتعالى على أحد ولم نسخر من أحد وليست لدينا كبرة في نفوسنا ولم تعد تأخذنا العصبية ولا الطائفية المذهبية التي فرقت الدين إلى إلى سنة وشيعة وفرق وطوائف وكل حزب بما لديهم فرحون فأصبحو غثاء كغثاء السيل فوهنوا وضعفوا واستكانوا حتى قتلوا بعضهم بعضا وكفَّر بعضهم بعضا وعادوا بعضهم بعضا وسفكوا دماء بعضهم بعضا ويتأمرون على أنفسهم ويتعالون على بعضهم أيهم أقوى وأعز وأكرم.
فنحن قوم يحبهم الله ويحبونه قد أخرجنا الله بفضله ومنه وكرمه ورحمته من دائرة الشرك بالله عباده المقربين إلى دائرة التوحيد الخالص ومن الضلال إلى الهدى ومن الظلام إلى النور بفضل الله علينا ببعث المهدي المنتظر ناصر محمد فهدانا الله به وبالقران المجيد إلى صراط العزيز الحميد فاختارنا الله لنكون أنصاره السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور ونحمد الله أن جعلنا كذلك فسترى بيننا من كان شيعياً ومن كان سنياً ومن كان صوفياً ومن كان وكان ومن لم يكن ولكننا تركنا كل ذلك وراء ظهورنا ونبذناه إلى الأبد واتبعنا ناصر محمد فنحن على دينه ومذهبه الذي هو دين جده رسول الله ومذهبه عليهم الصلاة والسلام حنفاء مسلمين وما نحن من المشركين تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَجَاهِدُوا فِي اللَّـهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَـٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ۚ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّـهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ ﴿78﴾}
صدق الله العظيم [الحج].
ويا أخينا الباحث الكريم نحن لا نسخر من علماء الأمة ولا منكم ولا من أياً من البشر وممن خلق الله فما نحن إلا بشر ممن خلق الله ولكننا قلنا لكم الحق الذي ليس بعده إلا الضلال ولا يهمنا أن تثنون علينا أو أن ترضوا عنا فنحن لا نتبع رضوانكم ولا رضوان أحد بل نسعى لرضوان الله الواحد القهار وقد خاطبناكم بالحجة والبرهان فإن كان لديكم علم عن الأحمر والأخضر والأصفر فأخرجوه لنا لنعلم ما هو تصديقاً لقول الله تعالى:
{قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا ۖ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ ﴿148﴾}
صدق الله العظيم [الأنعام].
ويا أيها الباحث الكريم الإدريسي لا غطرسة لدينا بل البسطة في بيان القرأن وتلك هي حجة المهدي المنتظر وحجة الله على جميع أنبيائه وخلفائه من نبي الله أدم عليه الصلاة والسلام إلى خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله صلى الله عليه أله وسلم.
فجميع خلفاء الله زادهم الله بسطة على جميع العباد ممن هم في عصرهم بمختلف مجالاتهم حتى تكون تلك حجتهم إلى الناس ليؤمنوا أو يكفروا فزاد الله أدم بسطة في العلم على الملائكة تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿31﴾قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿32﴾قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ﴿33﴾}
صدق الله العظيم [البقرة].
وهذا الملك طاولت عليه الصلاة والسلام زاده الله بصطة في العلم ليكون حجة ملكه على الناس رغم إعتراض بني إسرائيل عليه وأنهم أحق بالملك منه ولم يؤتى سعة من المال ولكن الله رد عليهم من محكم الكتاب بقوله تعالى:
{وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّـهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّـهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿247﴾}
صدق الله العظيم [البقرة].
ثم جاء رسول الله وبعثه الله خاتم الأنبياء والمرسلين فأتاه الله القرأن الكريم حجته إلى الناس أجمعين فعجز البلغاء والفصحاء والشعراء أن يأتوا بمثل ما أتاهم به رسول الله رغم أنه كان أمياً لا يقراء ولا يكتب ومع ذلك عجزوا أن يأتوا حتى بسورة واحدة من مثل هذا القرأن حتى قال الله عن عجزهم قوله تعالى:
{قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَـٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴿88﴾}
صدق الله العظيم [الإسراء].
فكانت هي تلك حجة رسول الله إلينا هي القرأن الكريم فنحن لم نراه ولم نسمع منه حتى نؤمن به ولكننا أمنا وصدقنا بحجته التي مده الله بها وجعلها كتاباً لجميع العباد من الجن والإنس ومن كل جنس إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها فما كان منا إلا أن صدقنا واتبعنا هذا النور المبين والسراج المنير تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴿45﴾وَدَاعِيًا إِلَى اللَّـهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا ﴿46﴾}
صدق الله العظيم [الأحزاب].
وها هو الله قد بعث المهدي المنتظر في زمن الإختلاف الأكبر بين بني البشر وفي زمن فساد بني صهيون الأخير ثم جعل الله حجته للناس ودليل صدقه وبرهانه هو هذا القرأن الكريم الذي بين أيديكم وتتلونه ليلاً ونهارا وأنتم به مؤمنون فيبين لكم أياته وحقائقه وأسراره الحق على الواقع الحقيقي فتجدونها الحق فتسلموا لها تسليما ثم يكشف لكم جميع أسراره مما علمه ربه بوحي التفهيم من الرب إلى القلب مباشرة ويعلمكم مالم تكونوا تعلمون في جميع مجالات العلوم الإنسانية وليس تعالياً أن نقول لكم ذلك ولا غرورا ولا تكبرا بل إن هذا هو الحق الذي ليس بعده إلا الضلال ثم من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا﴿29﴾}
صدق الله العظيم [الكهف].
فلا تكونوا كمن كان قبلكم في عصر التنزيل للقرأن الكريم على حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ثم ها هم المسلمون اليوم يكذبون المهدي المنتظر في عصر التأويل للقرأن الكريم كما كان من قبلهم تصديقاً لقول الله تعالى:
{بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖفَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ﴿39﴾}
صدق الله العظيم [يونس].
ويا أيها الباحث الإدريسي نحن لا نمنعك أن تسأل وتطرح ما تشاء ولكن إإتنا بسلطان عن ما تقول وحجة حتى نعلم أنك تقول الحق وغني ناصحك إن كنت سائلاً فاسأل المهدي المنتظر هذا السؤال الذي لم يصل إليه علماء البشر إلى الأن أبد فقل له أيها المهدي المنتظر أو قل ماتشاء ما دمت لا تصدقه فسل وقل:
[لقد أفتيت مسبقاً بأن الحيوان المنوي له ذرية فكيف يكون ذلك وكيف علمت به ولم يتوصل إليه علماء الطب إلى الأن فعلمنا مما علمك الله]
وليس طرحي للسؤال إنكار بل ما جاء به الإمام هو الحق ولكني أريد زيادة في العلم مما علمه ربه فهذا ما يستحق الشخص أن يبحث عنه ويجده ويسأل عنه شيئ يعجز البشر العاديين أن يأتوا به وما هذا إلا قطرة من بحر العلم الذي مد الله به صاحب علم الكتاب والخبير بالرحمن وليس الألوان والأشكال الهندسية التي ما أنزل الله بها من سلطان.
اللهم فقهني في الدين اللهم زدني علماً ويقين اللهم اجعلني من عبادك المتقين اللهم أحشرني مع الوفد المكرمين واجعلني من المقربين اللهم لن أرضى حتى ترضى اللهم لك الحمد أن هديتنا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ولله الحمد والمنة وله الحمد في الأخرة والأولى وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.
أخوكم الفقير إلى الله الذليل عليكم حواري الأنصار.