- 8 -
الإمام ناصر محمد اليماني
23 - 07 - 1429 هـ
27 - 07 - 2008 مـ
11:58 مساءً
ـــــــــــــــــــ
الإمام المهدي يتحدى علماء الأمّة وينسف العقيدة الباطلة أنّ الله يؤيد المسيح الدجال بمعجزات آياته تصديقاً لدعوة الباطل ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله وآله الطيبين، السلام علينا وعلى جميع المسلمين التابعين للحقِّ إلى يوم الدين، وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين ولا أفرق بين أحدٍ من رسله وأنا من المسلمين أدعو إلى سبيل ربّي على بصيرة جدي كتاب الله والسنة الحقّ، وبعد..
ويا علم الجهاد، إني أعلم علم اليقين بأنّك سوف تتخذ من خالف كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ خليلاً وذلك لأنك ثاني عِطفِك وتقول بلسانك ما ليس في قلبك وذلك لأنّك من الناس الذين قال الله عنهم: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ ﴿٨﴾ ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۖ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ۖ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الحج].
ومن الذين قال الله عنهم: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّـهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ﴿٢٠٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
ومن الذين قال الله عنهم: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ﴿٨﴾ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿٩﴾ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
ومن الذين قال الله عنهم: {وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا} صدق الله العظيم [الأعراف:١٤٦].
وذلك لأنك من المنافقين من الذين قال الله عنهم: {مَّلْعُونِينَ ۖ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا ﴿٦١﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب].
ويا أيها الضارب، إن لم تكن علم الجهاد ذاته الشيطان الأشر إني أنا المهديّ المنتظَر أدعو إلى سبيل ربي على بصيرةٍ من السُّنة والذِّكر إلا ما خالفهما من مكر شياطين البشر من الذين يقولون آمنا بالله وباليوم الآخر وماهم بمؤمنين ويقولون ذلك ظاهر الأمر ويبطنون الكفر والمكر فيحضرون مجالس البيان للذِّكر في السُّنة المحمديّة ليكونوا من رواة الحديث حتى إذا برزوا من عنده فيُبيّتون غير الذي يقوله عليه الصلاة والسلام، فردّوكم يا معشر المسلمين فأصبحتم بعد إيمانكم كافرين بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ اللذين دعاكم إليهما المهديّ المنتظَر من آل البيت المُطهَّر الإمام ناصر محمد اليماني.
ويا معشر المسلمين كلكم هالكون مع الكافرين إلا من كانوا على ما كان عليه محمد رسول الله وصحابته الذين معه من صحابته الأبرار قلباً وقالباً مستمسكين بكتاب الله وسنّة رسوله ولا يشركون بالله شيئاً وما بدلوا تبديلاً.
ويا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة المختلفين، إني أدعوكم إلى كتاب الله الذي أنتم به مؤمنون وإلى سنّة رسوله الحقّ إن كنتم متّبعون ولستم مبتدعون فاشهدوا بما أشهدُ به أن لا إله إلا الله وأشهد أنّ محمداً رسول الله وأشهد أنّ السُّنة المحمديّة الحقّ من عند الله كما القرآن من عند الله تصديقاً لحديث محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: [ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه] صدق عليه الصلاة والسلام.
وذلك الحديث الحقّ سنده في القرآن العظيم تجدونه في قول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].
ويقصد الله بأنّ الحديث المفترى في السُّنة المحمديّة إذا كان من عند غير الله فإنكم سوف تجدون بينه وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً وذلك لأنّه يأتي مخالفاً لحديث محمد رسول الله الملفوظ وكذلك مخالفاً لحديث الله المحفوظ وذلك لأنه يخالف للحديث الحقّ في السُّنة النبويّة كما بيَّن الله لكم في شطر الآية: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ}، وكذلك إذا تدبّرتم القرآن لتطبيق الحديث هل يخالف لآياته المحكمات فسوف تجدون بين الحديث المُفترى وبين آيةٍ محكمةٍ اختلافاً كثيراً، ومن ثم تعلمون بأنّ ذلك الحديث مفترى في السُّنة ولم يكن من عند الله بل مفترى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فهل تبيّن لكم بأنّ السُّنة من عند الله كما القرآن من عند الله يا أولي الألباب؟
ويا علم الشيطان الرجيم ويا أخي الضارب، إنكم تقولون بأنّ هذه الآية يعرف بيانها حتى الجاهل، فنقول نعم يعرف بيانها حتى الجاهل أفلا تعقلون؟ فلِمَ تحرِّفون كلام الله عن مواضعه فتتّبعون قول الذين لا يعلمون بأنّ الله يخاطب الكفار بهذا القرآن العظيم بقوله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} صدق الله العظيم، وبهذا البيان الباطل الذي لا يقصده الله في هذا الموضع قد حرَّفتم كلام الله عن مواضعه ونفيتُم الحُكم والبرهان الحق في القرآن بأنّ السُّنة من عند الله وكذلك نفيتُم بأنّ القرآن هو المرجع للسُّنة المحمّدية كما علَّمكم الله بأن تتدبّروا القرآن في آياته المحكمات فإذا كان الحديث السُنّي غير الذي يقوله عليه الصلاة والسلام فهو من عند غير الله من الطاغوت عن طريق شياطين البشر، ولذلك سوف تجدون بينه وبين آيةٍ أو عدة آياتٍ في القرآن العظيم اختلافاً كثيراً.
ولا يزال المهديّ المنتظَر يدعوكم للحكم الحقّ في هذه الآية حتى تؤمنوا بأنّ السُّنة من عند الله كما القرآن من عند الله وتؤمنون بأن الله لم يعدكم بحفظ السّنة من التحريف والإضافة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ} صدق الله العظيم.
وكذلك تؤمنون بأنّ القرآن هو المرجع لما اختلفتم فيه من أحاديث السُّنة المحمديّة حتى إذا اعترفتم بالحقّ فعند ذلك يستطيع المهديّ المنتظَر أن يحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون في أمر دينكم فأستنبط لكم حُكم الله الحقّ بينكم من الكتاب والسُّنة نور على نور فأبيّن لكم أحكام الله الحقّ حتى لا يجد المؤمنون بكتاب الله وسنّة رسوله في صدورهم حرجاً مما قضيتُ بينهم بالحقّ ويسلموا تسليماً.
ولم يقُل المهديّ المنتظَر يا (علم الجهاد ضدّ الحقّ) بأنّي سوف أحكم بينكم أنا، وأعوذ بالله أن أكون مثلك تتلقى وحيك من شيطانك الرجيم؛ بل أستنبط لكم حُكم الله الذي تنزَّل في كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ ولا ينبغي لي أن أحكم بينكم في أمور الدين من ذات نفسي؛ بل بما أنزل الله. ولا ينبغي لي أن أخالف كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وأعوذ بالله أن أكون مبتدعاً؛ بل مُتبعاً لكتاب الله وسنّة رسوله إن كنتم تؤمنون بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ فاتّبعوني أهديكم صراطاً ــــــــــ مستقيماً.
ولا ينبغي لي أن أُجاملكم على ضلالكم؛ بل أُخرس ألسنتكم بالحقّ حتى لا تستطيعوا أن تطعنوا في البيان الحقّ شيئاً حتى لا يكون لكم خيار؛ إما أن تصدقوا بالقرآن فتتبعوا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم أو تكفروا به، ومن ثم يحكم الله بيني وبينكم ببأسٍ شديدٍ من لدُنه فيخزيكم في الدنيا وفي الآخرة يوم يقوم الأشهاد فيقولون للمفترين على الله بغير الحقّ: {هَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَىٰ رَبِّهِمْ ۚ أَلَا لَعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [هود:١٨].
ويا معشر علماء السُّنة والشيعة وجميع علماء المذاهب الإسلاميّة، إني أدعوكم إلى الاعتصام بآيات الله المحكمات هنّ أمّ الكتاب وبسنّة رسوله الحقّ التي لا تخالف لمحكم القرآن العظيم فقد كفرتم بعد إيمانكم وأنتم لا تعلمون. ولربما يشتمني الذين لا يعلمون فيقولون: "ما بال هذا المهديّ المنتظَر يصف علماء المسلمين بالكفر وهم مؤمنون بالقرآن العظيم؟". ومن نردّ عليه: بلى إنّهم به مؤمنون وكذلك يؤمنون أنّه محفوظ من التحريف ولا يجعلوا آياته المحكمات هي المرجع لنفي الباطل من السّنة إذا خالفها، وجعلوا جُلّ اهتمامهم في الغُنة والقلقلة والتجويد ومخارج الحروف وذلك مبلغهم من العلم، ولا بأس بذلك. ولكن أكثرهم يهرفون بما لا يعرفون برغم أنّهم يحفظون القرآن عن ظهر قلبٍ ولكنهم لا يفهمون ما تحمله قلوبهم، فأصبح مثلهم كمثل الحمار يحمل الأسفار ولكنه لا يفهم ما في الوعاء الذي يحمله على ظهره! ولا لوم عليهم في عدم الفهم لمتشابه القرآن ولم يجعل الله الحجّة عليهم في المتشابه بل في المُحكم أمّ الكتاب في عقائد هذا الدين الإسلامي الحنيف، فأخرجهم المفترون عن أمّ الكتاب في القرآن العظيم وغيّروا عقيدتهم في ناموس المعجزات الحقّ للتصديق لمن يدعو إلى الحقّ، فعكسوا عقيدتهم بأنّ الله كذلك يرسل بالمعجزات لتصديق دعوة الباطل كمثل فتن المسيح الدجال الذي يحيي الميت المقتول فيبعثه حياً ويقول يا سماء أمطري فتمطر ويا أرض أنبتي فتنبت! فأصبحت عقيدتكم مخالفة لعقائد جميع الآيات المحكمات في القرآن العظيم. ولأنكم لم تجعلوا المرجع الحقّ هو القرآن بل حسبكم الثقات ثم تقولون إنه روي عن فلان وتمت مراقبته وكان يخلع الحذاء اليمنى قبل اليسرى! وكأنّ الثقات لا يستطيع المفترون أن يفتروا عليهم كما افتروا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مباشرةً بعد الخروج من عنده فيبيّتون غير الذي يقول! وكذلك ثقاتكم يفتري عليهم المفترون، أفلا تعقلون؟ بل علمكم الله أن تسندوا الأحاديث النبويّة إلى القرآن فيتمّ التطبيق للتصديق في آيات القرآن المُحكمات الواضحات البيّنات التي جعلهنّ الله أمّ الكتاب وأصل العقيدة الحقّ، فإذا لم يخالفهم فخذوا به ولو لم يتفق معهم؛ بل الشرط أن لا يخالفهم في شيء، ولكنكم اتّبعتم ما خالفهم فضربتم بحكم القرآن عرض الحائط، فأصبحت عقيدتكم في آيات ربكم باطلاً في باطلٍ في باطلٍ وزوراً وبُهتاناً كبيراً، فكيف يستطيع الباطل أن يقطع رجُلاً إلى نصفين ومن ثم يعيد إليه روحه وأنتم تنظرون! قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، أم إنكم تقولون على الله ما لا تعلمون؟ أم اقتفيتم بما ليس لكم به علم فلم تُحكموا لا سمعكم ولا أبصاركم ولا أفئدتكم ولا مُحكم القرآن العظيم، أفلا تعقلون؟ فكيف تصدقون أعظم افتراء في تاريخ الكتاب بأنّ المسيح الدجال يقول يا سماء أمطري فتمطر ويا أرض أنبتي فتنبت ويقطع رجُل إلى نصفين ومن ثمّ يمُرّ بين الفلقتين ومن ثم يُعيده إلى الحياة! فكيف يفعل ذلك الباطل وهو يدعي الربوبيّة؟ فتعالوا سوياً للتطبيق للتصديق أو النفي المطلق في القرآن العظيم للروايات والأحاديث المفتراة، وحتماً لا شك ولا ريب إذا كان ذلك الافتراء من عند غير الله فسوف نجد بينه وبين القرآن العظيم اختلافاً كثيراً جملةً وتفصيلاً وينفي الباطل بالنفي المطلق فلا يستطيع أن يصدق دعوته بالحقّ على الواقع الحقيقي وهو يدعي الربوبيّة، وقال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿٤٨﴾ قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [سبأ].
وهذه من الآيات المحكمات تنفي نفياً مطلقاً أن يستطيع الباطل أن يصدق دعوته بالحقّ فيقول أنا أحيي وأميت مع أنه يدعي الربوبيّة فلا يستطيع أن يفعل ذلك أبداً، وتلك حُجة من حُجج الله على الباطل الذين يدّعون الربوبيّة من دونه. ولذلك قال رسول الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام للذي آتاه الله المُلك فادَّعى الربوبيّة وقال: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّـهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّـهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٢٥٨﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
وتلك حُجج الله أتاها إبراهيم ليحاج بها الذي ادَّعى الربوبيّة وقال له إبراهيم: "ما دمت تدعي الربوبيّة وربّي يحيي ويُميت، وتلك حجة من حجج الربّ لا ينبغي أن تكون لسواه ولا يؤيد بها دعوة الباطل من دونه، فما دُمت تقول بأنك تحيي وتميت مع أنك تدَّعي الربوبيّة فأتِ ببرهانك إن كنت الربّ الحقّ". ومن ثم أحضر الذي ادَّعى الربوبيّة اثنين من السجناء وأراد أن يقتل أحدهما ومن ثم يُطلق الآخر في الحياة فلا يقتله، ومن ثم يقول لإبراهيم: "ألا ترى بأني أحيي وأميت؟ فهذا أمَتُّهُ وقتلتُه والآخر أطلقتُه في الحياة". ولكن إبراهيم لا يقصد ذلك بل يُبدئ الخلق ثم يُعيده إلى الحياة من بعد الموت، ولذلك أنقذ إبراهيم الرجُل الذي يريد أن يقتله الذي ادَّعى الربوبيّة وأتى بحُجة لله أخرى، وقال: {فَإِنَّ اللَّـهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم. أفلا ترون يا معشر المسلمين إن تلك من حُجج الله ولا ينبغي لسواه أن يفعلها وهو يدعي الربوبيّة ولذلك قال الله تعالى: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ} صدق الله العظيم [الأنعام:٨٣].
وكذلك حُجة محمدٍ رسول الله على قومه الذين يعبدون ما دون الله، وقال الله تعالى: {اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ۖ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَٰلِكُم مِّن شَيْءٍ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الروم].
بل تحدى الله الباطل أن يعيد الروح إلى جسدها من بعد خروجها فإن استطاع أن يفعل ذلك وهو يدَّعي الربوبيّة فقد صدق دعوته بالحقّ على الواقع الحقّ، وقال الله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ﴿٧٥﴾ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴿٧٦﴾ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ﴿٧٧﴾ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ ﴿٧٨﴾لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ﴿٧٩﴾ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٨٠﴾ أَفَبِهَـٰذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ﴿٨١﴾ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴿٨٢﴾ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿٨٣﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴿٨٤﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ ﴿٨٥﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾ فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴿٨٨﴾ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ﴿٨٩﴾ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿٩٠﴾ فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿٩١﴾ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ﴿٩٢﴾ فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ ﴿٩٣﴾ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ﴿٩٤﴾ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ﴿٩٥﴾ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴿٩٦﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].
فأستنبط لكم الحكم الحقّ بتحدي الباطل أن يُعيد الروح إلى الجسد بعد مُفارقته فإن استطاع أن يفعل ذلك فقد صدق بدعوة الباطل من دون الله وهذا هو التحدي من الحقّ لأهل الباطل وقال تعالى: {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿٨٣﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴿٨٤﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ ﴿٨٥﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم، وموضع التحدي لأهل الباطل في إرجاع الروح إلى الجسد في قول الله تعالى: {فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم، فكيف يأتي المسيح الدجال الباطل بل الشيطان الرجيم بذاته ثم يقتل رجل إلى نصفين ثمّ يمرّ بين الفلقتين ومن ثمّ يعيده حياً وهو يدعي الربوبيّة وتلك حُجة للربّ لا تكون لسواه ممن يدعون الربوبيّة! ولذلك تحدَّى الله أهل الباطل أن يعيدوا الروح بعد أن فارقت جسدها، ومن ثمّ أكد الله لئن فعلوا ذلك فإنه سوف يعترف بتصديق دعوتهم بالحقّ على الواقع الحقيقي، ولكن الله يعلم أنه الحق وما دونه الباطل لا يستطيع شيئاً وهو يدَّعي الربوبيّة، ولذلك قال الله تعالى: {فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم.
إذاً يا معشر علماء الأمّة وأتباعهم لقد أخرجكم أعداء الله عن الصراط المستقيم بالزور والبهتان وهم يعلمون بأنّ الباطل لا يستطيع أن يفعل من ذلك شيئاً، وإنما أرادوا أن يفتنوكم عقائدياً عن حُجج الله التي لا تنبغي أن تكون لسواه فلا يؤيد بها تصديقاً لدعوة الباطل أبداً؛ بل يؤيد بها تصديقاً لدعوة الحقّ كما أيَّد الله بذلك عبده المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام لأنه يدعو بني إسرائيل إلى عبادة الله وحده ولا يدعوهم لعبادته هو وأمّه. وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿١١٦﴾ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ} صدق الله العظيم [المائدة:116-117].
وذلك ناموس المعجزات في الكتاب يؤيّد الله بها للتصديق لدعوة الحقّ وليس لدعوة الباطل، ونظراً لتغيير ناموس المعجزات في الكتاب حسب عقيدتكم أنه يؤيد بها الحقّ والباطل أضلّكم أعداء الله عقائدياً وفتنوكم عن العقائد التي أنزلها الله في القرآن ليجعلها أم العقيدة الحقّ التي لا تكون لغير الربّ فلا يؤيد بها تصديقاً لدعوة الباطل الذي يدعو لسواه بل يؤيد بها الله تصديقاً لدعوة الحقّ ليجعلها تصديقاً لدعوتهم بالحقّ إلى عبادة ربهم الذي يُبدئ ويعيد وما يُبدئ الباطل وما يُعيد.
ومن ثم نأتي لعقيدتكم أنّ الباطل المسيح الدجال يقول: "يا سماء أمطري فتمطر ويا أرض أنبتي فتنبت"! إذاً قد أثبت شركه في خلق السماوات والأرض، ولكن الله يتحدى أن تطيع أمر الباطل مثقال ذرةٍ من السماوات أو من الأرض، ثم تحدّى الله أهل الباطل أن يدعوا الباطل الذي يزعمون من دونه فينظروا هل يستطيع أن يُجيبهم شيئاً؟ وذلك لأنّ فاقد الشيء لا يعطيه والباطل لا يملك من ذلك شيئاً، وقال الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ} صدق الله العظيم [سبأ:٢٢].
ولكنكم جعلتم بعقيدتكم حُجج الله أنه يأتي بها الباطل وبرغم أنه الباطل ولكن الله يؤيده بها فتنةً للناس! قاتلكم الله أنّى تؤفكون. أفلا تعلمون بأنّ ناموس الآيات في الكتاب أنّ الله لا يرسل بها إلا تصديقاً لدعوة الحقّ تخويفاً للناس من ربّهم حتى لا يُكذّبوا رسله فإن جاءت فكذبوا بها أهلكهم الله وعذّبهم عذاباً شديد فيجعلهم حصيداً؟ وقد بيَّن الله لكم ناموس المعجزات في الكتاب أنه لا يُرسل بها إلا تخويفاً من قبل العذاب فإذا كذّبوا بها أهلكهم من بعد ذلك. ولكنّ المسلمين والناس أجمعين قد كفروا بجميع آيات ربّهم من قبل أن تأتيهم فيؤيد الله بها المهديّ المنتظَر تصديقاً لدعوة الحقّ ليعبدوا الله وحده لا شريك له كما ينبغي أن يُعبد ولكنكم قد كفرتم بها يا معشر المسلمين كفراً مُقدماً مهما أيّدني الله من الآيات وسوف تقولون: "إنما تريد أن تفتنا عمَّا وجدنا عليه آبائنا وأسلافنا الصالحين"، كذلك يقولون: "ونحن على أثارهم مقتدون، ورسول الله وصحابته هم أعلم منا بكتاب الله فلن نستمسك بغير ما وجدناهم عليه، وإنك أنت المسيح الدجال ومهما أيدك الله فلن نصدقك وإنما أيدك فتنة لنا". ومن ثمّ أردّ عليكم وأقول: ولكني لا أدَّعي الربوبيّة يا قوم، وأعوذ بالله أن أكون من المجرمين، وقال الله تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ ﴿٧٩﴾ وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا ۗ أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴿٨٠﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
فإن لم تتراجعوا عن تلك العقيدة المُنكرة والباطلة بأنّ الله يؤيد بمعجزات آياته تصديقاً لدعوة الباطل فأبّشركم بعذابٍ عقيمٍ أليمٍ فيكون مقدماً من قبل آيات التصديق لأنّكم قد غيّرتم الناموس فلم تُعد منها فائدة في إيمانكم بالحقّ ما دمتم تعتقدون أنّ الله يؤيّد بها تصديقاً لدعوة الباطل وإن جميع رُسل الله قد صاروا دجالين في نظركم ولكن الله أيَّدهم بآيات التصديق لدعوتهم بالحقّ فكيف يؤيّد الباطل كذلك بمعجزات؟ إذاً فكيف تفرقون بين الحقّ والباطل؟ قاتلكم الله أنّى تؤفكون. ولذلك أبَّشركم إن أبيتم عقائد المُحكم في كتاب الله هنَّ أمّ الكتاب ثم اتَّبعتم ما خالفهم فأبّشركم مُقدماً من قبل آيات التصديق بعذابٍ عقيمٍ أليمٍ لتكون آية التصديق للحقّ لمنكري الحقّ؛ جميعَ المسلمين والكافرين في هذه الأرض إلا من صدّقني واتَّبع الحقّ.
ولم يقل الله بأنّ الذي منعه من إرسال الآيات مع محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم ومع ناصر محمد لكي يدَّخرها للمسيح الدجال؛ بل منعه كفركم بها كما كفر بها الكفار من قبلكم، وقال الله تعالى: {وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾ وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
أخو التابعين للحقِّ الذي لا يقول على الله ولا رسوله غير الحق المهديّ المنتظَر الحقّ؛ الإمام ناصر محمد اليماني .
_____________