بسم الله الرحمن الرحيم
{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1) قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2) مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3) وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4) مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (5) فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6) إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7) وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا (8)} [الكهف: 1 - 8]
وأصلي وأسلم على الرحمة المهداة والنعمة المسداة نبي الرحمة للعالمين .. تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك .. وعلى المصطفين برسالات الله وكلامه ..
وعلى الخبير بالرحمن من علمه البيان الإمام الناصر لمحمد الشاهد على صدق رسالته ومن عنده علم الكتاب ..
إمامي وحبيب قلبي وأعز أنفاسي والله الذي لا إله إلا هو لقد أتيت بأعظم برهان على أنك المهدي المنتظر ..
فهذا تاريخ الإسلام خير دليل ..
من أتى بمثل ما أتيت ..
لا أحد ..
لقد كان الناس يحسبون أنهم يحسنون صنعا .. حتى أتيت بالدليل والبرهان أن الناس اتخذوا هذا القرآن مهجورا ..
والله الذي لا إله إلا هو أنني لا أملك إلا عبراتي حين أقرأ بياناتك ..
كم أضعنا من الأوقات ظنا منا أننا في طلب العلم .. والحقيقة أننا مقلدة .. يردد الخلف ما قال السلف .. وهذه كتب تفسير القرآن العظيم خير شاهد ودليل .. حتى المرويات الموضوعة التي تنفر منها الفطر تجدها مكررة في هذه الكتب .. فهذا كتاب جامع ينقل كل ما هب ودب وآخر مختصر بحاجة إلى تفسير .. وآخر يعتمد الأثر الذي في أغلبه أسانيد منقطعة .. ومنهم من يفسر بالرأي .. والبعض بالمذهب .. ومنهم من ينحو نحو أهل الكتاب فيفسر بالرمزية والإشارية ..
وهلم جرا ..
إمامي وحبيب قلبي وأعز أنفاسي رحبت بي أعظم ترحيب وأنزلتني منزلا أنا أحقر من أن أنظر أو أطمح إليه وأحسنت الظن بي أيما إحسان .. من أين لك هذه الإخلاق العظيمة يا سبط رسول الله وريحانة المؤمنين ..
الله علمك وأدبك وبنوره ألهمك ..
صلى عليك الله وملائكته وعباده الصالحون ما دامت السماوات والأرض .. وأثنى عليك وذكرك في عليين ..
الله قد صدقك الرؤيا بالحق والمؤمنون صدقوا وآمنوا وأحبوا لحب الله لك .. فقلوبهم معلقة بباريها يحبون من أحب .. وتطمئن نفوسهم لما جاء من عنده .. يقولون صدق الله ..
ومن أصدق من الله قيلا ..
جزى الله الأنصار خيرا على حسن الظن بالجبرتي وعلى أوليتموني به من الحفاوة والترحيب ..
والله لقد استحييت فلا أدري ما أقول .. فإن نفسي في نظري أحقر من أن ينتبه لأمري ..
ووالله ما دفعني للإيمان بالإمام إلا النور الذي أشرق فأضاء لي الطريق ورفع عني كل التباس وشبهة ..
وقد كنت أحسد أصحاب الأنبياء والمرسلين الذين آمنوا بالحق وانقادوا له .. فخرجوا من الضلال الذين ورثوه فلم يعمهم التعصب والهوى .. فتمنيت أن لو كنت منهم ..
وقلت في نفسي : لو استبان لي الطريق القويم وتبين لي خطأي لاتبعت داعي الله استسلاما لله وحبا في رضوانه .. وما خطر ببالي أن الله يبعث المهدي في زمني فيظهر الحق ويبطل عمل الشيطان .. فأدهشني الضلال الذي كنا فيه ..
كيف لا والله يدافع عن الدين آمنوا .. ولا نرى أن الله ينصرنا .. فأعداءنا يبطشون بنا وولاة أمورنا يظلموننا وبأسنا بيننا شديد وقلوبنا شتى .. افترقنا واختلفنا من بعد ما جاءتنا البينات وبغينا على أنفسنا ..
فالحمد لله على إنعامه وهدايته وتوفيقه ..
أخوكم الجبرتي غفر الله له وهداه وبلغه الرضوان غاية الأمل ومنتهى المنى