السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونعيم رضوانه
السلام علي الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني وجميع الأنصار السابقين الأخيار في مشارق الأرض ومغاربها،وفي عصر الحوار من قبل الظهور والتمكين بإذن الله
وجدت سؤالاً من الأنصارية المكرمه فتيحه المشيشي على الفيس بوك تتسائل فيه عن الرأفة والرحمة وسر تقدم الرأفة على الرحمة
وحاولت بقدراتي المتواضعة أن أجد تفسيرا لتسائلها حفظها الله ورعاها،وأحببت مشاركته معكم أحباب الله،فما الأنصار إلا للأنصار.
الرأفة والرحمة وابتغاء رضوان الله
فوجدت ترتيبهم تصاعديا هكذا في القرآن الكريم
فأما الرأفة فهي اللين،وهي صفة مشتركة بين العبيد والمعبود، وهي أدني منزلة من الرحمة ،فأمرنا الله سبحانه وتعالى بأن لا تأخذنا رأفة بالزناه،فقال (ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله) أي لا تتحسروا عليهم، ولم يقل ولا تأخذكم بهما رحمة لأن (الإجابة بعد توضيح الرحمة....)
وأما الرحمة فهي صفة مشتركة أيضاً وهي أشمل من الرأفة،وله سبحانه وتعالى النصيب الأوفر منها، حيث أعطانا كفلين (نصيبين) منها وله سبحانه وتعالى جميع الأكفال ( الأنصبة) فقال تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته) صدق الله العظيم
وقال تعالى (فبما رحمة من الله لنت لهم) أي: برحمة من الله رأفت بهم ولم يقل فبما رحمة من الله رحمتهم؛ كي لا يلتبث الأمر علينا فنظن أن الرسول صلى الله عليه وسلم في نفس منزلة الله في الرحمة!؟،فكيف يكون الرسول رحيما كرحمة الله وهو أرحم الراحمين_ سبحانه وتعالى علوا كبيراً .
وقال أيضا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (بالمؤمنين رؤوف رحيم)(هنا وصف النبي بالرأفة والرحمة لأنها كما ذكرت أنهما صفتين مشتركتين،وذكر سبحانه الرأفة بعد الرحمة لأنها أقل مرتبة منها كما أن الرحمة أشمل، فكانت من باب ذكر العام بعد الخاص)
وهنا يتسلل إلى أذهان الذين يقولون بالشفاعة للعبيد بين يدي الرب المعبود سؤالا خبيثا فيقولوا"إذا الله وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه رحيم!؟وبالتالي سيرحمنا بين يدي الله رب العالمين)
وهنا يأتي الرد مباشرة من الله تعالى في نفس الآية في قوله تعالى(لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم 0فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم) صدق الله العظيم
فالآيه الأولي تسرد لنا حال الرسول صلى الله عليه وسلم معنا في الدنيا وليس في الآخرة،اي: لقد جاءكم رسول منكم في الدنيا صابر عليكم وعلي إيذائكم في الدنيا وحريص على إبلاغكم ما أنزل إليه من ربه في الدنيا،وهو لين معكم (فبما رحمة من الله لنت لهم)، ويخاف عليكم إن تماديتم في الدنيا عذاب الله في الآخرة،وأما الايه الثانيه تسرد لنا حاله صلى الله عليه وسلم في الآخرة،أي: فإن أعرضوا عن كلام ربهم وتولوا واستكبروا،فقل الله حسيبي ولا إله إلا هو وعليه أتوكل فلا املك لكم شيئا (قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا 0قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا) ،وهو رب العرش العظيم والملكوت سبحانه وتعالى هو أرحم الراحمين.
واسمحوا لي عبيد النعيم الأعظم أن أعود إلى الرأفة والسؤال الذي طرحته فوق ولم أجبه ،فلو قال سبحانه وتعالى(ولا تأخذكم بهما رحمة في دين الله)لأثبت رحمة العبيد للعبيد بين يدي الرب المعبود في دين الله سبحانه وتعالى علوا كبيراً،لكن قال رأفة لأن الرأفة أقل منزلة وأخف؛ ولأنه ليس للمقيمين الحد على الزناه أن يخففوا على الزناه ويرحموهم من عند أنفسهم،لأن حد الزني من حدود الله،وليس لعبد أن يشفع لعبد أو يرحمه في أمر من أمور الله الخاصة به؛بل لا يجترئ أحد على طلب الشفاعة أو الرحمة لعبد أي كان من كائن ولا يوجد مخلوق سواء كان من الملائكة المقربين ولا من الأنبياء والمرسلين ولا المهدي المنتظر ولا رسل الله من الجن إلي الجن، وكل من في ملكوت الله أجمعين،لا أحد فيهم يملك الرحمة التي تتبع الرأفة في الآخرة
اذا الرأفة صفة مشتركة في الدنيا والآخرة،فنحزن على إخواننا الذين نعرفهم في الدنيا وأبوا أن يعبدوا الله حق عبادته ولا يشركوا به أحدا من خلقه،لكن لا نستطيع رحمتهم أو الشفاعة لهم
وأما الرحمة فهي صفة مشتركة محدودة للعبيد ومطلقة الله سبحانه وتعالى
اما للعبيد،فهي لهم في الدنيا فقط دون الآخرة(يؤتكم كفلين من رحمته)
ومطلقة لله سبحانه وتعالى فهي له في الدنيا ومختصة له وبه في الآخرة ،لذلك كان سبحانه أرحم الراحمين
ولذلك نستنتج كما علمنا إمامنا الغالي نفي شفاعة العبيد للعبيد بين يدي الرب المعبود،وأن هناك رأفة في نفوسنا في الآخرة فنتحسر على إخواننا لكن لا يمكننا رحمتهم بين يدي من هو أرحم بهم منا ومن أنفسهم وآبائهم وأمهاتهم والملائكة والناس أجمعين سبحانه هو الله أرحم الراحمين!
فيا للعجب معشر العرب والعجم، عباد الله الضالين المضلين!؟،الذين بجادلون الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني بالباطل،وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلاً،وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلاً!قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين،وليعلمن الله كذبكم وافترائكم عليه وعلى رسوله،وليعلمن صدق الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني،وسيحكم الله بينكم وبينه بالحق وهو خير الحاكمين،سبحانه الذي يعلم ما في نفوس عباده، ويعلم أيهم الكاذب وأيهم الصادق.
إذا عباد الله هناك رأفة وبالتالي هناك حسرة وحزن في الآخرة في نفس عبيد النعيم الأعظم وفي نفس الله سبحانه وتعالي على عباده الذين ظلموا أنفسهم واستكبروا على رسله وأعرضوا عن الحق المبين
،فاخضعوا للحق وسلموا تسليما ولا تكونوا من الذين يفترون على الله الكذب وهم يعلمون.
وأما رضوان الله فهي صفة نفسية لله سبحانه وتعالى،فأتت في جميع آي القرآن الكريم مضافة له سبحانه وتعالى فلا يشترك فيها أحد من عبيده معه _سبحانه وتعالى علوا كبيراً _فقال تعالى (ورضوان من الله أكبر) صدق الله العظيم
وقال تعالى عن محمد صلى الله عليه وسلم والذين آمنوا معه (تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا) صدق الله العظيم
وقال تعالى عن الذين ارتدوا على ادبارهم من بعد ما تبين لهم الهدي!؟وزين لهم الشيطان أعمالهم فأملي لهم (ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم) صدق الله العظيم
لذلك تأتى الرحمة من الله لترأف (تلين) بها قلوب عباده، حتى تصل هذه الرأفة لدرجة الرحمة (جزء من رحمة الله،وليست كلها بل كفل أو كفلين منها) فيبتغي بها عباده رضوان ربهم،ألا وهو النعيم الأعظم عبيد النعيم الأعظم وقال تعالى (وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه(هذا الجزء هو رحمة الله) [ رأفة(أدني منزلة من الرحمة)] [ورحمة(تحولت الرأفة لرحمه فيما بينهم) ]__ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم__ إلا[ابتغاء رضوان الله (وهي الأعلي منزلة)] ) صدق الله العظيم
اذا رحمة من الله(مطلقة) ،تبعتها رأفة لعباده،صارت هذه الرأفة رحمة (محدودة)،بهذه الرحمة نبتغي رضوان الله (النعيم الأعظم)
،فاشكروا الله ربكم أن حبب إلينا وإليكم الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان،وألقي في قلوبنا حبه،فاستشعرنا معنى النعيم الأعظم بعد أن قرأنا بيانات الإمام المهدي ناصر محمد ففاضت أعيننا بالدموع مما عرفنا من الحق،فسلمنا تسليما،والحمد لله رب العالمين
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين
والحمد لله رب العالمين.
أخوكم/أحمد جمال النصيري من أنصار الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني.