تأملات في جوف الليل
قبل نومي كنت أتفكر بإن كثير من الاحاديث المروية تقول بإن النبي الأكرم محمداً (ص) حبيب الله فقلت في نفسي فهل سيبقى حبيب الله للأبد ! ثم يأتي الرد من نفسي ايضاً لن يبقى هو الحبيب فليستعد للمنافسة فـ الامام المهدي وأنصاره لن يتركوه يتفرد بالحبيب لوحده , ثم ترد نفسي ايضا فـ تقول بشر النبي الاكرم بإن لقب حبيب الله لن يكون له حصراً , وبعد لحظات يستمر الحديث ثم قلت في نفسي أما نبي الله عيسى بن مريم عليه وعلى أمه السلام فقد رفعه الله مكانا عليا إلى متى ! لابد وأن يبعثه الله كهلاً وسيكون الوزير الاول للامام المهدي لقد كان يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله وقال تعالى: وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ (الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ) وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ , فـ نبشره بإن يشد أزره لإنه قد إزداد عدد المنافسين الشرسين والغيورين على ربهم ولدينا إمام مهديا يبلسم جراح الأمم رحوم عطوف على المؤمنين شديدا على الكافرين , ثم قلت في نفسي أما نبي الله موسى سلام الله عليه يسمى بكليم الله وقال الله تعالى: وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا, ثم قلت هل سيبقى موسى كليم الله للأبد ! ثم ترد عليها فـ نبشره بإن إمامنا هو الوحيد الذي سيأذن الله له بالكلام دون الخلائق لانه قوله الصواب ومطلبه النعيم الاعظم وقال تعالى: يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا ۖ لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَقَالَ صَوَابًا. فليستعد لتنازل عن لقب كليم الله وإعطائه للخبير بالرحمن, ثم قلت في نفسي أما نبي الله يوسف سلام الله عليه فهو أجمل الانبياء كما علمونا منذ الصغر وعشقناه بمجرد معرفتنا بذلك , ثم قلت فهل هو فعلاً أجمل الانبياء والمرسلين ! ويأتيني الرد من نفسي ايضا , فـ بشره بإن أمامنا أجمل منه و لم نسمع عنه فقط وإنما شاهدناه وعشنا معه فهو جميل الوجه والقلب والقالب وجميل الروح ايضا وقد قال الله عنه في كتابه الكريم وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ, فـ ليستعد لتنازل عن ماهو أجمل منه فلم يعد هو الاجمل ,ثم قلت في نفسي أما نبي الله سليمان سلام الله عليه فقد أعطاه الله مُلكاً لاينبغي لأحداً من بعده وقال تعالى: قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ , فهل سيظل الوحيد الذي سخر الله له جنوداً مختلفة ! فـ أتاني الجواب تلقائياً من نفسي , فـ بشره بإن الله سـ يحشر لإمامنا من البعوضة فما فوقها جنوداً له ضد المسيح الدجال وجيوشه من شياطين الانس والجن وقال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ.وهذا الملك لاينبغي لأحداً غير الخبير بالرحمن بإذن الله تعالى , ثم قلت في نفسي أما نبي الله إبراهيم سلام الله عليه فهو خليل الله كما أخبر القران الكريم وَاتَّخَذَ اللَّـهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا.صدق الله العظيم , فهل سيبقى خليل الله وحده ! ثم قلت في نفسي فـ نبشره بإن إمامنا قد علم مافي نفس الله من حسرة وحزن ويسعى بهدفه العظيم لتحقيق النعيم الأعظم وإتَخذ إمامُنا (الله عز وجل) خليلا ولن يرضى حتى يرضى الله في نفسه ويا جدنا الكريم لم تعد الخليل الوحيد وأفسح المجال لمنافسين في حب ربهم وقربه , ثم قلت في نفسي أما أبونا ادم سلام الله عليه فقد أمر الله الملائكة بإن يسجدوا له لأن الله علمه الاسماء كلها واخبرهم بها , ثم قلت في نفسي وهل سيبقى أبونا أدم سيدهم وأفضلهم ولذلك سجدت له الملائكة ! ثم قالت وأبشرأبونا ادم سلام الله عليه بإن امامنا قد عَلِم الغاية من خلقنا وعبد الله حق عبادته وتنازل عن نعيم الجنة ومافيها وجميع الملكوت من أجل الفوز بالنعيم الاعظم ..
ثم قلت في نفسي وقلت في نفسي حتى غفوت ولا أعلم هل نفسي تقول الحق أم هوس أم وسوسة شيطان وتظل تهيم في بحر التفكر والتأمل ليلاً حتى مطلع الفجر وهذا هو حالي كل يوم , نفسي تسأل ثم تجيب وأنا مجرد مستمع ومتفكربهذا الحديث الشيق والطويل ..
ويستمر الحوار بين نفسي ونفسي والله الشاهد الوحيد ..
رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ .صدق الله العظيم