يا أخ عبدالرحمن المعلوي هداك الله هل تريد أن تقول بأن محتوى كتابك هو الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟ فهل أنت نبي أو رسول يوحى إليك؟ أنت فقط تتدبر وتتفكر وهذا شيئ حسن لا ننهاك عنه بل نحن مأمورين بالتدبر والتفكر لكن لا أحد منا يستطيع أن يجزم بأن ما توصل إليه تفكيره وتدبره صحيح لا خطأ فيه بل لابد أن تعترف بأن ما تقوله في الكتاب هو مجرد اجتهاد وضن يحتمل الصواب كما يحتمل الخطأ حتى وإن كنتَ تعتقد بنسبة كبيرة أن كلامك صحيح عليك في النهاية أن تُرجع العلم إلى الله فإن فعلت فقد أبرئت ذمتك من الاصرار على الخطأ.. وحتى لا تضن بأننا نحكم عليك بالغيب فقد قرأت الكثير من كتابك ووجدت أن فيه حق يقره العقل لكنه يحتوي أيضا على باطل مخالف لكتاب الله. فخير لك أن تتواضع وذلك بأن تعترف أن محتوى الكتاب هو اجتهاد يحتمل الصواب كما يحتمل الخطأ ولن يكلفك هذا شيئ فمن تواضع لله رفعه حتى أن الأنبياء عندما يسألون عن أشياء فإنهم لا يُفتون من عند أنفسهم بل ينتظرون إلى أن ينزل الوحي وإلا فإنهم يرجعون العلم إلى الله كقصة أصحاب الكهف وذي القرنين فإن النبي محمدا عليه الصلاة والسلام اكتفى بما علّمه إياه جبريل ولم يزد شيئا من عند نفسه.