ربّـي إلـيـك تـوَجّـهـي و عـبـادَتِي
و إلى سَبِـيلِكَ دَعوتي و جَهـادِي
أنت المجيبُ لِمن دعاكَ تَضرّعـاً
أو خــفْــيــةً مَـطْـويّــةً بِـفَــؤادي
عــبــدٌ أتـاكَ مُـنـاجـيـا مُـتـوَسّـلاً
بِعَظيم عَـفْوِكَ عِـدّتـي و عَـتـادِي
و برحْمـةٍ في اللوحِ أنْت كتَبْـتها
رِضْوانَ نَفْسِكَ غايـتي و مُـرادِي
أظْـهِـر لِـدِيـنِـكَ يا إلـهـي عَـاجـلاً
فَقَدِ اسْتَشَاطَ الكُفْرُ وَ الأوغـادي
ظَهَرَ الفَـسَـادُ بِكلّ أرْضٍ طَـافَـهَـا
و طَـغَت عَلـيها قَـادَةُ الإفـسَادِي
و المسْلمونَ مُـمَزّقُون مَـذاهِـباً
مِن صَنعَةِ الشّيطانِ و المُوسَادِي
خَلَتِ القًرون بِقَـضّها و قَضِيضِها
مَـثَلاً لَـهـا فِـرعَـونَ ذِي الأوتَـادِي
و ثَمُودُ بالْأحقَافِ خَـانُـوا صَالِـحَا
فَـتَحَوّلوا حِـينَ الـشّـروقِ رَمَـادِي
و كَـذاكَ عَـادٌ قَـومَ هُــودٍ قَـبْلَـهُـم
هَلَكُوا فَمَا أغـنوا بِـذاتِ عِـمِــادِي
رَبّي ألـيكَ شَكَـوتُ قَومَاً أعرَضُوا
عَـن مُـحـكَمِ الـقُـرآنِ و الإرشَـادِي
فَوَعَـظْـتُـهُمْ بِالْذّكْرِ كَـلّا و الْـقَـمَـر
وَ الشّمْسِ ثمّ الفَـجْرِ بالْـمِرصَـادِي
وَ الــدّينُ حَـقّـاً لا مَـحَـالـةَ واقــعٌ
و بـفَـضْلِ ربّـي صَـادِقُ المِيـعَـادِي
ما تُــوعَــدُونَ لَصَـادِقٌ في وَعـدِه
و مُـحَـطّـمٌ لـلـشّـرْكِ و الأنـــدَادِي
هــذا بــيـانٌ مِن لَــبِــيــبٍ عَـــالــمٍ
بـرسَالَـةِ التّوحِـيــدِ خَـير الـــزّادي
نَــاصِر مُـحَــمّــد نــاصــرٌ لِنَـبِـيّـنَـا
في حَرفِ نُونٍ ثُمّ حَرفِ الـصّادِي
قَـد زَادَهُ الرّحمان فِـيـكُم بَـسْـطَـةً
في الْعلْمِ وَ الـتّـفْكِـيرِ وَ الإعـدَادِي
ألِـــفٌ و لامٌ ثــمّ مِــيـمٌ بَــعــدَهــا
وَ هَـداه مَـن أهْـدَاه نِـعمَ الــهَــادِي
نَفَسُ الْإلاه عـلى الْــعِـبـادِ بِـنُــورِه
و مُـحَــطّـمُ الإشـراكِ وَ الإلحادي
يأتي من اليمـنِ الـسّـعـيدِ يمـانــيـا
مِن بَـيـنِ أولــوا قـــوّةٍ و شِـــدَادِي
فــهُـوَ البِـشـارَةُ مِـن نُـبُــوّة أحـمـدِ
مِـن آل بـيـتٍ طَـاهـــرُ الأجْـــدَادِي
نُــورٌ تــلأ لأ فـي الــعِــبـادِ بِـعَــدْله
و مُـجــدّدِ الإســلامِ و الأمـجَــادِي
فَــصَـلاةُ ربّـــي دائـمـاً و سَــلامَــه
تَغْشى الـنّـبي و الآلِ و الأحـفـادِي
بحر (الكامل)