كل ما يخص أصحاب الكهف والرقيم:
۞ الإعلان عن مكان تابوت السكينة وأصحاب الكهف والرقيم
https://albushra-islamia.com/showthread.php?1290
۞ أصحاب الكهف ثلاثة وإنا لصادقون..
https://albushra-islamia.com/showthread.php?t=51
۞ المهدي المُنتظر يفتي في الزمن الذي لبثه أهل الكهف في كهفهم
https://albushra-islamia.com/showthread.php?1499
من هم أولو الألباب وحقيقة الدّابة
https://albushra-islamia.com/showthread.php?1713
الإمام المهدي المنتظر يفتي في سِرّ الدابّة التي ستخرج تكلّم الناس
https://albushra-islamia.com/showthread.php?8316
البيان الحق والقول الفصل في الاسباط "أصحاب الكهف الثلاثة":
https://albushra-islamia.com/showthread.php?4312
سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا
إختلف المفسرون عبر العصور في معرفة عدد أهل الكهف حتى جاءَ الإمام ناصر محمد اليماني ليُثبِتَ أَنَّ عددهم ثلاثة , رجوعاً إلى الآية ...(إلاَّ قليلٌ ) والقليل هوثلاثة , كيف يكون قليل عائدة على عدد أهل الكهف بينما جميع المفسرين أفادوا أنّ قليلٌ تعودُ على الناس الذين يعلمون عددهم لا على أهل الكهف,ومن إضافات تفاسيرهم أنَّ إبن عباس قالَ وأنا من القليل الذي يعرفون عددهم وهم سبعة , وإليكم الرَّدُ عليهم بالدَّليل القاطِعِ من علوم اللُّغَةِ . أولاً : لو أَنَّ جملة ( ما يعلمهم إلا قليلٌ ) , منفصِلَةٌ عن سياقِ النَّصِّ تُفيدُ قَطعاً أنَّ من يعلَمُهُم هم قليلٌ من الناس إذا كان قد سبق هذه الجملة حديثٌ كان المُرسِلُ فيه هو الناس , ولأَنَّ لفظ قليلٌ لا يحتاجُ إلى توضيح من هم القليل أهُم من البشر أم غيرهم و بما أَنَّ الموضوع يتعلق بالعلم ( يعلمهم ) فقطعاً المقصود النَّاس أو أي مجموعة خاصَّة من الناسِ ُذكِرَت سابِقاً فتعودُ قليلٌ عليهم , وللأسَفِ الشديدِ أَنَّهُم غَفِلوا أَنّ (ما يعلمهم إلا قليلٌ) لم تأتي بعد فاصِلٍ حتَّى يكونَ إدِّعاؤُهم صحيح , والإثبات على ذلك أَنَّ الآية هي : سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ,وهنا فاصِلَة ثُمَّ : وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ و من ثَمَّ فاصلة وبعدها : قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ, إذاً فالآيَةُ مُقَسَّمَةٌ إلى هذه الأقسام , ولنبدأ من القسم الأول : سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ, هنا مَنِ المُرسِلُ في المخاطَبَةِ ومن المُرسَلُ إليهِ فالمُرسِلُ هو النّاسُ الذين يُخَمِّنون عددَهُم سواء ثلاثة أو خمسَة فهذا القولُ رجماً بالغيب , ومن ثَمَّ ( وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُم ), و يقولون هُنا عَطفٌ على المُرسِل الأول والذي هو الناس ,أمَّا تخمينهم فهو بالأعداد والذي هو رجمٌ بالغيب , أَمَّا بعدَ ذلك فلننظُر إلى القِسمِ الأهم ( قُل ربي أعلَمُ بِعِدَّتِهِم ), فهنا تبَدَّلَ المُرسِلُ من النَّاسِ إلى الله سبحانَهُ وتعالى فكأَنَّ اللهَ يقول قُل ربي يَعلَمُ بِعِدَّتِهِم , فالمُرسِلُ هو اللهُ فانتقل الموضوع من مُرسِل ألا وهو الناس إلى مرسِل آخر وهو الله سبحانه وتعالى فانتقل بإنتقال المُرسِل الموضوع من موضوع قول الناس إلى موضوع عِلمُ الله بعدتهم , ثُمَّ يأتي حرفُ ما مباشَرَةً من دون فصلٍ ( ما يعلمُهُم ) فلا ينبغي أن يعود فعلُ يعلمهم على الناس القليلون إلَّا إذا كان النّصُّ مفصولاً تماماً حتى يفيد أَنَّ المُرسِل سيتغير( ما يَعلمهم إلَّا قليلٌ) جملة ما زالت بخصوص علم الله بعدتهم , وبما أَنَّهُ لا وجود لحرف الواو الذي قد يفيد الفصل أحياناً والذي إذا وُجِدَ يُغيِّرُ المُرسِلُ من الله إلى النَّاس , والنصُّ إذاً بغيرِ واو ( ما يَعلَمُهُم إلَّا قليلٌ ) وهو بدون فاصِلَة كالتي تأتي بعد كل خبر أو إخبار , فقطعاً يعلمهم هنا تعودُ على الله لعدم وجود الواو أولاً وعدم وجود فاصِلَة ثانياً وعدم قولِ الله أنهم يعلمون فقد أخبر أنهم يقولون رجماً بالغيب ولم يتحدَّث سابِقاً عن أنَّ هناك من يعلم من الناسِ الذين يقولون رجماً بالغيب , ولو أرادَ الله أَن يخبرنا أَنَّ هناكَ من يعلم بعدتهم لأَخبرَ بِذلك بعد قولهم الذي أَفادَ بأَنَّهُ رجمٌ بالغيب أولاً فكان سيُنهي كلامَهُ عنهم بِأَنَّ رغم وجود رجم بالغيب إلَّا أَنَّ هناك قليلٌ من الناسِ يعلمون عدتهم وهو لم يعطِف على نفسِ المُرٍسِلِ في الكلام بل إنتقل إلى مُرسِلٍ آخَرٍ أَلا وهو الله عز وجل فكيف يعود إلى المرسِل السَّابِقِ دون فاصِل على الأقل؟!, إذاً فموضوع العِلمِ محصورٌ بالله عز وجل ومن ثمَّ قال إلَّا قليلٌ , وهنا حدث الإستشكال عند المفسرين حين لاحَظوا أَنَّ حركة قليلٌ بالضَّمَة المنونة أي لا بد أن تكون فاعِلاً , فيقولُ أحدهم كيف تعودُ يعلمهم على الله والمفعول به ينبغي أن يكون منصوباً وقد جاءت كلمة قليلٌ مضمومة وليست منصوبة , إذاً فالذي يعلمهم هو القليلُ وليس الله عز وجل, والجوابُ هو أنَّنا إذاأَثبتنا أنَّ المُرسِلُ هو الله وأَنَّ العِلمُ بالعدد يعودُ على الله وهذا ثابِت قطعاً للأسباب التي ذكرتها سابِقاً فقليلٌ ليست لا فاعلاً ولا مفعول بهِ فالنصُ يكون بمعنى ما يعلمهم الله إلاأَنَّهُمُ قليلٌ , فالجملة الله يعلمهم مكتملة الفعل والفاعل والمفعول به فيعلم فعل المضارع والفاعل الله وهم مفعول بِهِ أول ,ولكن التأويل النحوي الصحيح هو ما يعلمهم الله إلا أَنَّهُم قليلٌ , تأتي قليلٌ خبر مقدَّم لإنَّ المحذوفة واسمها وتقديره أَنَّهُم والجملة من إنَّ واسمها المحذوف وخبرها ( قليلٌ) في محل نصب مفعول به ثاني أو تمييز, وهنا يتأَكَدُ لنا أَنَّ الله أكَّدَ أَنَّهُ يعلم أنَّ عدتهم قليلٌ هي , ولا يمكن لنحوي أن يقول أنَّ ما يعلمهم تعودُ على الناسِ القِلالِ أو القليلُ البَتَّةَ لإختلافِ المُرسِل فالمُرسِلُ هو الله والموضوع عِلمُهُ بِعدَّتِهِم ولم ينتقل المرسل من الله إلى الناس لعدم وجود فاصِل يُنتَقَلُ بهِ إلى مُرسِلٍ آخر . إذ إنَّ التأويل اللغوي للجملة حسب إدِّعائِهم هُوَ ( قل ربي أعلم بعدتهم يعلمُهُم قليلٌ ) فهل هذا يصِحُّ لُغَةً , لا يقول بهذا ولا أَيِّ نحويٍّ إلَّا أن يكون ( قل ربي أعلمُ بعدتهم ويعلمُهُم قليلٌ) أو (وما يعلمهم إلَّا قليلٌ ) فإنَّ الواو أو الفاصلة لازمة حتماً لكي يستقيم التعبير إنشاءً . لأَنَّ إعراب قليل يكون حسب موقعها في الجملة بعد حذف حرفي النفي والإستثناء وهما ( ما و إلَّا ), إذاً فقليلٌ هي عائدة على عدتهم وليسَ على الذين يعلمون عدتهم فيكون التأويل النهائي للجملة هو ( قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلَّا أَنَّهُمُ قَليلٌ ) ..
انتهى ..