إقتباس
فلو هدى الله كافة الأُمم ما يدأبُ أو يطير إلا بعوضةً واحدةً وجعل الله عبده خليفة له على ملكوت كُل شيء من البعوضة فما فوقها إلا بعوضةً واحدةً قال فذرها تتعذب في نار جهنم إلا أن تفتديها بملكوت كُل شيء بما فوقها من الأمم من ملكوتُ ربك ما يدأب أو يطير الذي استخلفك عليه، فما ظنكم بالمهدي المنتظر؟ فوالله الذي لا إله غيره ولا معبوداً سواه أني لا أتردد شيئاً بل سوف أفرح فرحاً كبيراً وأكبُر ربي تكبيراً فأنفق الملكوت كُله إلى من يشاء ربي مقابل أن ينقذ هذه البعوضة، وهُنا تصيب الناس الدهشة، فكيف ذلك؟ وماذا في هذه البعوضة من السر حتى يفتديها المهديّ المنتظَر بالوسيلة المُعلقة بسدرة المُنتهى فما دونها إلى الثرى! ثم يرد عليهم المهديّ المنتظَر وأقول: يا أخي في حُب الله وما عساني أفعل بالبعوضة، فما قيمتها؟ بل والله إنها لمن أكره الحشرات لدى المهديّ المنتظَر لأنها توقظني من مضجعي وتؤذيني فتمرضني بالملاريا، ولكنه لن يتحقق النعيم الأعظم إذا ظلت البعوضة في نار جهنم، فسوف يظل ربي أرحم الراحمين مُتحسراً على هذه البعوضة التي ظلمت نفسها وكانت من اللذين ضلَّ سعيهم في الحياة الدُنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صُنعاً، فهل علِمتُم كم مدى إصرار المهديّ المنتظَر على تحقيق الهدف من الخلق فيكون الله راضياً في نفسه؟ ولن يكون الله راضياً في نفسه حتى يُدخِل كُل شيء في رحمته وفي ذلك سر المهديّ المنتظَر الذي يقصده الله بالمثل المضروب في القرآن العظيم في قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِى أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الحَقّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِى بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ (27)الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِى الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (28)} صدق الله العظيم [البقرة].