الإمام ناصر محمد اليماني
10 - 11 - 1430 هـ
29 - 10 - 2009 مـ
11:58 مساءً
ـــــــــــــــــــــ
ردّ الامام على مشبب: لا تظنني اعتمدت فقط على بيان كلمة { قَلِيْل } أنها ترمز لثلاث أو الثلث..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين وآلهم التوابين المُتطهرين ولا أفرّقُ بين أحدٍ من رُسله وأنا من المُسلمين أدعو إلى الله على بصيرةٍ من ربي وهي ذاتها بصيرة جدّي عليه الصلاة والسلام القُرآن العظيم إن كنتم به مؤمنين، وأشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أني مُعتصمٌ بحبل الله القرآن العظيم، ولعن الله من كان يريد غير الحقّ سواء ناصر محمد اليماني أو الذين يجادلون ناصر محمد اليماني من بعد ما علموا أنّه هو المهديّ المنتظَر ويريدون أن يطفئوا نور الله ويأبى الله إلا أن يتمّ نوره ولو كره المُجرمون ظُهوره، ولا أقصد من قولي هذا مُشبب بن القحطاني برغم أن في القلب منهُ ريبٌ ولكن الظنّ لا يُغني من الحقّ شيئاً وسوف أحاجه بالحقّ حتى يتبيّن لي أمره فهل سيجعله الله من الأنصار السابقين الأخيار المُكرمين صفوة البشرية وخير البرية من المؤمنين الذين قال الله عنهم في محكم كتابه: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2)} صدق الله العظيم [الأنفال].
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار لا تصِفوا من رأيتم أنه يجادل ناصر محمد اليماني بالقرآن العظيم أنهُ من شياطين البشر، فاحذروا إن ذلك ليعجب ألدّ الخصام لله ربّ العالمين، ولا تقولوا عن مُشبب أو غيره من الذين يحاجونا بالقرآن العظيم إلا خيراً وثقوا في إمامكم كُلّ الثقة أنّ من يحاج المهديّ المنتظَر من الذِّكر العظيم فإني أهدي به إلى الصراط المُستقيم لمن شاء أن يستقيم وإني لأهدي بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد. وإن المهديّ المنتظَر ليحترم مُشبب القحطاني ما دام يبحث عن الحقّ فصبرٌ جميلٌ عسى الله أن يريه الحقّ حقًا ويرزقه اتباعه إنّ ربي غفورٌ رحيمٌ فصبرٌ جميلٌ.
وإليك الردّ يا مُشبب بن القحطاني من الكتاب. قال الله تعالى: {فَعَقَرُواْ النَّاقَةَ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُواْ يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (77)} صدق الله العظيم [الأعراف].
ثم نأتي لقوله تعالى: {قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ ﴿٣٩﴾ قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ ﴿٤٠﴾ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].
ثم نأتي لقول الله تعالى: {فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَٰلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ ﴿٦٥﴾فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ﴿٦٦﴾ وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴿٦٧﴾ كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ ﴿٦٨﴾} صدق الله العظيم [هود]، وهذا بُرهان على الرمز {قَلِيل} إما أن يرمز لثلاثةٍ أو الثلث.
ويا مُشبب بارك الله فيك أخي الكريم لا تظنني اعتمدت فقط على بيان كلمة {قَلِيْل} أنها ترمز لثلاث أو الثلث هيهات هيهات! بل لأني علمت علم اليقين من هم أصحاب القصة الغامضة في القرآن العظيم كما سبق التفصيل.
ويا مُشبب ما كان للمهدي المنتظَر أن ينطق عن الهوى فيحتمل الصح ويحتمل الخطأ، وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين. ألا والله لو تُكلّف الحكومة اليمانيّة نفسها بالبحث عمَا يقوله ناصر محمد اليماني بإرسال أطقمٍ مُسلحةٍ إلى قرية الأقمر لعثروا على الخبر بعين اليقين. وما على المهديّ المنتظَر إلا أن يفصل لكم البيان الحقّ للذِّكر، وتدبّر قول الله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ﴿١٣﴾ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ ﴿١٤﴾ قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَـٰنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ﴿١٦﴾ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧﴾ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾ قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ﴿١٩﴾ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ﴿٢٠﴾ اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴿٢١﴾ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴿٢٢﴾ أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ ﴿٢٣﴾ إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴿٢٤﴾ إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿٢٧﴾وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].
فمن هم أصحاب هذه القرية ومن هم هؤلاء الرسل الثلاثة ومن هم أقوامهم؟ أفلا تسأل نفسك لماذا جعل الله قصتهم غامضة؟ وذلك لأنّ قصتهم مُتعلقة بأصحاب الكهف الذين كذبهم أقوامهم وجعلوهم أمام خيارين اثنين لا ثالث لهم: {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [يس].
فانظر لتهديدهم لهؤلاء الرسل الثلاثة: {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم.
وهؤلاء الرسل الثلاثة ما كان الوحي يتنزل إلا على واحدٍ منهم، وأما اثنين فهم أنبياء جعلهم الله رسلاً إلى قومهم مع صاحبهم ومثلهم كمثل نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام ونبي الله هارون عليه الصلاة والسلام، ولن تجد أن الوحي كان يتنزل إلا على واحدٍ منهم وهو رسول الله موسى عليه الصلاة والسلام وجعله الله مع أخاه رسول وهو نبيّ الله هارون عليه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى: {اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي ﴿٤٢﴾ اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ ﴿٤٣﴾ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ ﴿٤٤﴾ قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَىٰ ﴿٤٥﴾ قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ ﴿٤٦﴾فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَىٰ مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَىٰ﴿٤٧﴾ إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَىٰ مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ ﴿٤٨﴾قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَىٰ ﴿٤٩﴾ قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ ﴿٥٠﴾ قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَىٰ ﴿٥١﴾قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [طه].
فانظروا لقول الله تعالى: {فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ} صدق الله العظيم.
ومن خلال ذلك نعلم أنّ الرسل الثلاثة كذلك لم يتنزل الوحي بالكتاب إلا على واحدٍ منهم واثنين جعلهما له وزراء وأنبياء، فلا يقبل العقل أنه تمّ تنزيل عليهم ثلاثة كُتبٍ وكُلٌ منهم يدعو إلى كتابه واتِّباعه، فهذا غير منطقي أن يتنزل ثلاثة كتبٍ في آنٍ واحد إلى قريةٍ واحدةٍ، وإنما الاثنين الآخرين صدّقا برسول ربهم ثم ابتعثهم أنبياء مع رسول ربهم فجعلهم جميعاً رسل الله إلى قومهم في قريتهم، ولكن اثنين من الرسل إلى هذه القرية إنما هم الفتية الذين آمنوا بربهم فزادهم الله هدىً فيتبعون الرسول الذي أنزل الله عليه الرسالة إلى قومه، فانظر لنبي الله لوط عليه الصلاة والسلام آمن برسول الله إبراهيم. وقال الله تعالى: {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت]. وإذا بحثت في الكتاب تجد أنّ لوطاً ابتعثه الله إلى قريته نبياً وهي إحدى قرى قوم إبراهيم الكريم.
ومن ذلك نستنتج أننا حين نجد رسولين أو ثلاثة في آنٍ واحد مع بعض إنما الرسالة تنزَّلت على أحدهم، وأما الذين معه من الرسل إنما صدَّقوا بالرسالة فآمنوا بربهم فزادهم الله هُدى فيبتعثهم مع رسول ربهم إلى قومهم فيسمّيهم رسلاً مع رسول ربهم ولكن الرسل درجات. تصديقاً لقول الله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} صدق الله العظيم [البقرة:253].
وكذلك أصحاب الكهف إنما هم الرُسل الثلاثة إلى قريتهم ولكن الرسول الذي تنزَّلت عليه الرسالة ليس إلا واحدٌ منهم، وأما الفتيه إنما آمنوا برسول ربهم فزادهم الله هدىً وجعلهم أنبياء ووزراء مع رسول ربهم الذي يدعو قومه إلى عبادة الله وترك عبادة الأصنام فآمن اثنان منهم بالدعوة إلى الحقّ فآمنوا برسول ربهم، وأما قومهم فأبوا أن يتبعوا رسول ربهم و يتركوا عبادة الأصنام. وقال الله تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴿١٣﴾ وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَـٰهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ﴿١٤﴾ هَـٰؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ﴿١٥﴾وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّـهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الكهف].
فانظر لقول رسول ربّهم من بعد أن حذَّروهم فخيَّروهم إما أن يعودوا في ملّتهم فيعبدوا آلهتهم أو يرجمونهم، فلا خيار لهم فأراد قومهم القبض عليهم كما أراد قريش أن يقبضوا على محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم تخبّأ هو وصاحبه في الكهف حتى تهدأ الأمور ويستيئسوا من المُطاردة ومن ثم يرحل هو وصاحبه، وكذلك أصحاب الكهف حين أراد قومهم أن يبطشوا بهم فيرجمونهم أو يعيدوهم في ملّتهم فقال لهم رسول ربهم: {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّـهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم.
وأولئك هم الرسل الثلاثة فأووا إلى الكهف هرباً من قومهم لأنهم أرادوا القبض عليهم فخيروهم إما أن يعودوا في ملّتهم أو يرجموهم، وسوف تدرك سرّ هربهم من بعد أن بعثهم الله من بعد نومتهم الأولى. وقال الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَـٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا ﴿١٩﴾ إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا ﴿٢٠﴾} صدق الله العظيم [الكهف].
إذاً مُشبب، إن هؤلاء أنبياء تجد أنهم مُطاردون من قومهم بسبب أنهم يدعونهم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأوثان، فأراد قومهم أن يرجموهم أو يعودوا في ملّتهم، فانظر لقول رسول ربهم للفتية الذين آمنوا معه فجعلهم الله معه أنبياء ووزراء، وقال لهم: {إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً} صدق الله العظيم، فهذا هو السبب الذي كلَّف الهرب من قومهم، ألا وإنهم أولئك الرُسل الثلاثة الذين جعل الله قصتهم غامضة في القرآن العظيم لأنهم من أسرار الكتاب. وقال الله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ﴿١٣﴾ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ ﴿١٤﴾ قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَـٰنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ﴿١٦﴾ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧﴾ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [يس].
فانظر للتهديد: {لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [يس]، بمعنى أنه لا خيار لهم إما أن ينتهوا عن الدعوة إلى عبادة الله فيعبدوا آلهتهم أو يرجموهم. ولذلك قال الله تعالى: {إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً} صدق الله العظيم [الكهف].
ثم تبيَّن لنا أنَّ أصحاب الكهف هم ثلاثة لا شك وأنهم أصحاب قرية حمة ذياب بن غانم، وهم:
1 - رسول الله إلياس عليه الصلاة والسلام
2 - رسول الله إدريس عليه الصلاة والسلام
3 - رسول الله اليسع عليه الصلاة والسلام
وأما الرقيم المُضاف إليهم فهو رسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام.
ويا أخي الكريم، ما علينا إلا البلاغ، فأخبرت بعنوانهم ومكانهم وقصتهم وأسماءهم ولبثهم الأول ولبثهم الثاني، وعلمناكم أنهم لبثوا لبثهم الأول (9000 ألف سنة) وكذلك لبثهم الثاني يستمر (9000 ألف سنة) حسب سنينكم بالسنة والشهر واليوم والساعة والدقيقة والثانية، وفصَّلنا كُل ذلك من القرآن العظيم وليس كتأويل الذين يفسرون القرآن بأرقام آياته وإنهم لكاذبون؛ بل بأرقام لفظيّة في محكم القرآن العظيم وما علينا إلا البلاغ بقصتهم ومكانهم، فإذا لم يبحثوا عنهم فسوف يبعثهم الله جميعاً فيخرجوا من كهفهم فهم من وزراء المهديّ المنتظَر وآيات للناس من أنفسهم عجباً؛ بل حتى فصَّلنا لكم أجسادهم العملاقة وبيَّنا لكم السرّ أنه حتى لو اطَّلع عليهم محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لولى منهم فراراً ولمليء منهم رُعباً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّـهِ مَنْ يَهْدِ اللَّـهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا ﴿١٧﴾ وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الكهف].
وللأسف قال الذين لا يعلمون أنّ الفرار والرُعب سوف يكون بسبب طول شعرهم وأظافرهم! وإنهم لكاذبون، ولو كان هذا التفسير الباطل حقٌّ لما قالوا: {لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} لأنهم سوف يرون شعرهم وأظافرهم. وقال الله تعالى: {قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} صدق الله العظيم [19:الكهف].
إذاً هذا التفسير عن سبب الفرار منهم والرعب كان قولاً على الله بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً؛ بل السبب الحقّ لأنهم عمالقة في خلقتهم لأنهم من الأمم الأولى من بعد عاد وثمود وقبل قوم خليل الله إبراهيم ولوط وإنا لصادقون.
ويا عجبي الشديد من عُلماء هذه الأمة وأمتهم الذين لا يتدبرون قرآن ربهم ولم يسألوا أنفسهم ؛ لماذا لبث نوح في قومه ألف سنةٍ إلا خمسين عاماً؟ وهذا ليس إلا زمن الدعوة؛ إذاً أعمار تلك الأمم ليست كأعمار أمم آخر الزمان، وذلك لأنّ الله زاد أمم القرون الأولى بسطةً في الخلق علينا أي بسطةً في خلق أجسادهم العملاقة، ولذلك السبب: {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً} صدق الله العظيم [الكهف].
والمهديّ المنتظَر وحزبه هو الوحيد الذي أحصى لبثهم وقصتهم وأسماءهم وشأنهم من البداية إلى النهاية، وإذا كنت يا مُشبب من أولي الألباب الذين يتدبرون الكتاب سوف تجد الحكمة من بقاء أصحاب الكهف في قوله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً (12)} صدق الله العظيم [الكهف].
وأما الذين عثروا عليهم من قبل لا يعلمون ما شأنهم وماهي قصتهم وكم لبثهم وما أسماءهم فتنازعوا في قصتهم وكلاً يأتي له بخبرٍ رجماً بالغيب، ومن ثم ردوا علمهم لخالقهم: {فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ} صدق الله العظيم [الكهف].
وقد بيَّن لكم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني ما هي الحكمة من بقائهم، وهو من أجل اتّباع المهديّ المنتظَر الحقّ وحزبه الذي أحصى عددهم ولبثهم الأول والثاني وقصتهم وأسماءهم، وكذلك بيَّن المهديّ المنتظَر الحقّ ناصر محمد اليماني أنّ العثور عليهم هو حكمة إخفائهم من الأعين حتى يأتي زمن الحكمة من بقائهم، وذلك لأنهم شرط من شروط الساعة الكبرى، وقد بيَّن الله لكم هذه الحكمة من العثور عليهم من أجل التمويه والإخفاء حتى يأتي زمن أشراط الساعة الكبرى، وقال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا} صدق الله العظيم [الكهف].
ولربما الجاهلون يقولون إنما هذه الحكمة تخصّ الذين عثروا عليهم، ومن ثم نردّ بالحقّ بأنّ الذين عثروا عليهم لم يعلموا أي شيء لا عن قصتهم ولا عن أسمائهم ولا عن الحكمة من بقاءهم إلا أنهم علموا أنهُ لابدّ أن تكون لهم حكمة إلهيّة في الكتاب لأنهم قد وجدونهم نائمين وحاولوا إيقاظهم فلم يستطيعوا وحاولوا معرفة قصتهم فلم يجدوا من يفتيهم، ومن ثم: {فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ} صدق الله العظيم [الكهف].
ويا أيها الباحث عن الحقيقة إنّ أصحاب الكهف والرقيم في محافظة ذمار في قرية الأقمر في كهف بجانب بيت رجل يُدعى (محمد سعد) ويجعل فيه محمد سعد علف الأنعام فهل بعد هذا البيان بيان!
وأقسم بالله ربّ العالمين أنهم لفي محافظة ذمار فلا تُمار فيهم أيها الباحث عن الحقيقة، والكذب حباله قصيرة، ولم يُكلفني الله أن أذهب لاستخراجهم حتى لا يقول المرجفون إنما عثر عليهم ويريد أن يجعل من ذلك له معجزة لكي يصدِّقه الناس أنه المهديّ المنتظَر؛ لأن للأسف إن نصف هذا العالم من شياطين البشر والنصف الآخر ثُلثين منه غافلين! ونعود لمواصلة التفصيل. وقال الله تعالى: {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً} صدق الله العظيم [الكهف:17].
وقد بيَّن لكم المهديّ المنتظَر الحقّ الإمام ناصر محمد اليماني عن سبب الفرار لمن يعثر عليهم وهو لم يحط بمدى طولهم وخلق أجسامهم وذلك لأنهم من آيات الله عجبا وهم من الأمم الأولى ويلون قوم عادٍ، فانظر لأجساد قوم عاد لعلك تكون من الموقنين.
وأما وصف أجسام قوم عاد وثمود فضخامتها تشبه أجسام أصحاب الكهف وذلك لأن أصحاب الكهف على مقربة منهم في الزمن فهم من بعد عاد وثمود، وكذلك أجساد عاد وثمود ضخمة فقد وصفها لكم القرآن في ضخامتها بأنهم عمالقة فيكون أطولكم إلى جانب أحدهم كمثل طفل يمشي إلى جانب أطول رجل فيكم، وتستنبطون ذلك من خلال قول الله تعالى: {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ (20)} صدق الله العظيم [القمر].
فهل تعلمون ما هو أَعجاز النخل؟ وهو ساق النخلة الطويل إذا انقعر من الأرض فخوى على الأرض ساقطاً، وبيَّن لكم التشبيه الحقّ كذلك في قول الله تعالى: {فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7)} صدق الله العظيم [الحاقة].
وإنما يا قوم يشرح لكم القرآن العظيم ضخامة هؤلاء القوم في قوله تعالى: {فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7)} وكذلك قوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ (20)} صدق الله العظيم.
وذلك لأنّ طولهم يشبه طول أعجاز النخل والقرآن دقيق في وصفه فلا بد أن طولهم كطول جذوع النخل، فليستقم أحدكم إلى جانب جذع نخلة وسوف يجد الفرق بيننا وبينهم كالفرق بيننا وبين طول جذوع النخل العملاق. فهل أنتم مُصدقون وتبحثون عن الحقائق على الواقع الحقيقي بكل حيلةٍ ووسيلةٍ كُل منكم على قدر جُهده وحيلته وإن أردتم الأحياء النائمون فاذهبوا الأقمر بمحافظة ذمار شرقي حورور فتجدون أصحاب الكهف في قرية الأقمر لتعلمون حقيقة قول الله تعالى: {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً (18)} صدق الله العظيم [الكهف]، فتعلمون إنما الفرار من التفاجؤ لأجساد بشر عمالقة لم يرى مثلهم قط ويرى أحدكم نفسه حقيراً صغيراً إليهم، وأقسم بالله العلي العظيم لا أنطق لكم بغير الحقّ فهل تؤمنون بالقرآن العظيم فانظروا لأجسادٍ من قوم عاد أو ثمود تمّ العثور عليهم في الربع الخالي لتعلموا حقيقة قول الله تعالى: {وَاذكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً} صدق الله العظيم [الأعراف:69].
واذكروا قول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14)} صدق الله العظيم [العنكبوت].
وما يلي صور من قوم عاد أو قوم ثمود:
ولربما المُجرمون الذين يصدون عن الحقّ صدوداً يقولون: "إنما هي صور مفبركة"، ومن ثم نرد عليه: ولكن القرآن حقّ وليس مُفبركاً، وقد أتيناكم منه بسلطانٍ مبينٍ. ومن كذب بالحقّ وقال إن أجساد الأمم الأولى ليست إلا كأجسادنا ثم نردّ عليه بالحُجّة الداحضة: ألم تجد صخوراً ضخمةً في مُبانيهم فإن تلك الصخرة كان يحملها اثنين أو ثلاثة من تلك الأقوام، وإن أبيتم وقلتم: "لا فرق بيننا وبين الأمم الأولى في الأجساد فأطول واحدٍ فيه يوجد كأطول واحدٍ فينا"، ومن ثم نُرد عليه بالحقّ ونُهيمن عليه بسلطان العلم المُحكم ونقول قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14)} صدق الله العظيم [العنكبوت]، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا كانت تلك الأمم تتعمر أكثر من ألف سنة؟ لأننا وجدنا في محكم القرآن لجاهلنا وعالمنا أنّ أول رسل الله نوح عليه الصلاة والسلام لبث يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ} صدق الله العظيم [العنكبوت:14].
فهل يا ترى تلك الأمم زادهم الله بسطةً في الخلق كما زادهم بسطةً في العمر؟ فتجدوا الجواب في قول الله تعالى: {وَاذكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً} صدق الله العظيم [الأعراف:69].
المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــــ