- 4 -
الإمام ناصر محمد اليماني
19 - 05 - 1433 هـ
11 - 04 - 2012 مـ
05:08 صباحاً
ــــــــــــــــــــــ
الردّ الرابع من الإمام المهديّ إلى الأحمديين الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا ويحسبون أنّهم مهتدون ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجميع المرسلين وآلهم الطّيّبين وجميع المسلمين إلى يوم الدين..
ويا معشر الأحمديّين، قال الله تعالى: {هُوَ الذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].
ومن خلال هذه الآية نستطيع أن نحكم على الأحمديّين أنّهم من الذين في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ كونهم يتركون آيات الكتاب المحكمات البيّنات فيذروهنّ وراء ظهورهم ويذهبون للاستدلال بآيات الكتاب المتشابهات التي لا تزال بحاجة للتأويل والبيان والتفصيل من الكتاب، وحقاً لا يذّكّر إلا أولو الألباب.
ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد الأحمديين فيقول:" يا ناصر محمد، أفلا تأتي بالبرهان المبين من محكم الكتاب أنّ الأحمديين في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ المحكم في آيات الكتاب البيّنات وأنّهم يذروهن ويتّبعون المتشابه الذي لا يزال بحاجة للتفصيل والبيان؟". ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: قال الله تعالى: {هُوَ الذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} صدق الله العظيم. والسؤال الذي يطرح نفسه: فما هي تلك الآيات المحكمات هنّ أمّ الكتاب؟ ومن ثم تجدون الجواب في قول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:99].
ومن ثم يتبيّن للمسلمين أنّ الآيات المحكمات يقصد الله بها الآيات البيّنات التي لا تحتاج إلى تأويل كونها من آيات أمّ الكتاب البيّنات للعالِم وعامة المسلمين التي لا يزيغ عن اتّباعها إلا من كان في قلبه زيغٌ عن الحقّ البيّن في آيات الكتاب البيّنات هنّ أمّ الكتاب ومن أساسيات عقيدة المسلمين التابعين للحقِّ من ربهم.
ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد الأحمديين فيقول:" أفلا تأتينا بآيةٍ من الآيات المحكمات من آيات أمّ الكتاب بشرط أن تكون هذه الآية من آيات أمّ الكتاب المحكمات البيّنات لعلماء المسلمين وعامتهم لا يزيغ عنها إلا من كان في قلبه زيغٌ عن الحق ؟". ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: أشهد لله شهادة الحقّ اليقين شهادةً أُحاسب عليها بين يدي الله ربّ العالمين إن كنت من الكاذبين أنّ من آيات أمّ الكتاب البيّنات لعلماء المسلمين وعامتهم هو قول الله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} صدق الله العظيم [الأحزاب:40].
ويا أمّة الإسلام، والله الذي لا إله غيره إن هذه الآية من آيات أمّ الكتاب البيّنات لعلماء الأمّة وعامة المسلمين لكلّ ذي لسانٍ عربيٍّ مبينٍ يعلم أنّ خاتم الشيء هو آخر الشيء، فلِمَ تحرّفون الكلم عن مواضعه المحكمة؟ وقال الله تعالى: {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} صدق الله العظيم [النساء:46].
ألا وإنّ تحريف كلام الله عن مواضعه وهو عندما تأتي آيةٌ محكمةٌ بيّنةٌ لعلماء الأمّة وعامة المسلمين ومن ثمّ يقومون بتحريف معناها البيّن ليجعلوا لها تأويلاً من عند أنفسهم، فهل أنتم منهم؟ فما خطبكم وماذا دهاكم؟ ألا والله لو كان ناصر محمد اليماني يفتري على الله ويقول إنّه يتنزل عليه الملائكة بوحيٍ جديد لصدّقتم بالباطل!
ويا معشر الأحمديين، كيف إنّكم تُعرضون عن آيات أمّ الكتاب التي يفتيكم الله في محكمهن أنَّ محمداً رسول الله هو خاتم النبيّين المبعوثين من ربّ العالمين، ومن ثم تكفرون بهذه الفتوى وتأتون بآيات إثبات بعث الرسل من الله؟ مثال قول الله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:35].
وكذلك يقولون قال الله تعالى: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حجّة بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:165].
ومن ثم يقول الأحمديّون:" أليست هذه الآيات برهانٌ مبينٌ على الاستمرار لبعث الرسل في الناس في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين؟". ومن ثمّ نقول للأحمديين: بل فتوى الله ببعث الرسل في كلّ أمّةٍ في الأمم الأولى. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بالحقّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ} صدق الله العظيم [فاطر:24].
ولكن الله ختم رسالاته بالقرآن العظيم فجمع فيه ذِكر الأوّلين والآخرين. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ۖ هَـٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي ۗ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ ۖ فَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٤﴾وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].
ومن ثمّ جعل الله رسالة القرآن العظيم للعالمين أجمعين رسالةً واحدةً. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [التكوير].
ولكنّه للناس كافةً من زمن تنزيله إلى يوم الدين؛ بعث الله رسوله الخاتم بهذا القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [سبأ:28].
ولن تجد فتوى الله أنّه بعث أحداً من أنبياء الله إلى الناس كافةً إلا محمداً رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين كونه خاتم الأنبياء والمرسلين من الإنس والجنّ، ولذلك جعل الله رسالة القرآن العظيم هي إلى الإنس والجنّ فآمن به من آمن وكفر به من كفر.
وأما المهديّ المنتظَر فابتعثه الله بالبيان الحقّ للقرآن من ذات القرآن وليس وحيّاً جديداً يتنزل به رسولٌ من الملائكة؛ بل يلهمني به ربّي فآتيكم بالبيان الحقّ للقرآن من ذات القرآن بوحي التّفهيم من الربّ إلى القلب وليس وسوسة شيطانٍ رجيمٍ كوني آتيكم بالبرهان من ذات القرآن وأفصّله تفصيلاً، ولو كنتم تتابعون بيانات الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني لوجدتم أنّه ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيم.
ويا معشر الأحمديّين، وتالله إنّ الملائكة الذين يتنزّلون على أنبيائِكم، أقسم بربّ العالمين أنهم من ملائكة الجانّ (الشياطين) وليس من ملائكة الرحمن المقربين، وأنّهم ليصدّون أنبياءكم المزعومين ويحسبون أنّهم مهتدون، وكذلك يدعونهم أنبياؤكم المفترون من دون الله فهم لهم عابدون.
وقد ألقى الله بالسؤال يوم القيامة إلى الأحمديّين ومن كان على شاكلتهم فسألهم عما كانوا يعبدون من دون الله، فقال الأحمديّون: "كنا نعبد ملائكتك المقرّبين فندعوهم من دونك قربةً إليك". ومن ثم وجَّه الله بالسؤال إلى ملائكته المقربين، وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [سبأ].
ومن خلال ذلك نستنبط أنّه يوجد أقوامٌ يعبدون الشياطين فيدعونهم ويستعيذون بهم من دون الله ويحسبونهم ملائكة الرحمن المقرّبين كون الشياطين يقولون إنّما نحن ملائكة الرحمن المقربين إليكم مرسلون، ولكنّهم يأمرونهم أن يدعونهم من دون الله فأشركوا بالله فأحبط أعمالهم.
وقد نسخت لكم بيان البارحة بطريقة غير مباشرةٍ لعلكم تتفكّرون خشية أن تأخذكم العزّة بالإثم ولكنّكم أبيتُم إلا أن نفضح أنبياءكم الذين اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنّهم مهتدون كونهم يحسبونهم من ملائكة الرحمن المقربين، وهيهات هيهات.. فلو كانوا من ملائكة الرحمن لما قالوا لهم:" استعيذوا بنا من شرّ الجنّ نعيذكم" فزادوهم رهقاً وشركاً بالله ويحسبون أنهم مهتدون، فكيف السبيل لإنقاذكم يا معشر الأحمديّين؟ فوالله إنّ منكم من يستحق المباهلة فنجعل لعنة الله على الكاذبين، ولكنّ الأحمديين هم جزءٌ من هدف الإمام المهديّ وأريد أن ينقذهم الله ويهديهم ولا أريد لهم العذاب، فاتقوا الله يا أولي الألباب واتّبعوا الآيات البيِّنات المحكمات من آيات أم الكتاب، مثال قول الله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} صدق الله العظيم [الأحزاب:40].
وتالله إنّ هذه الآية لا تحتاج إلى تأويلٍ شيئاً كونها من آيات أمّ الكتاب البيّنات، ألا والله لو قال الله تعالى وخاتم المرسلين لقلنا صدقتم، ولكن ربي قال {رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} صدق الله العظيم، فهذه فتوى من الله أنه لن يبعث من بعده نبيّاً جديداً كونه ختم به النبوّة وبعثه من أول أشراط الساعة الصغرى واقترب للناس حسابهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:1].
وقال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [عن أنس-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بعثت أنا والساعة كهاتين قال وضم السبابة والوسطى]، صدق عليه الصلاة والسلام كون بعث محمد رسول الله من أول أشراط الساعة الصغرى. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً ۖ فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا ۚ فَأَنَّىٰ لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [محمد]. فاتّقوا الله يا معشر الأحمديين فإنّكم من الذين ضلّ سعيُهم في الحياة الدنيا ويحسبون أنّهم مهتدون. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
خليفة الله وعبده؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_____________