يا ناصر محمد اليماني أفتنى عن أحبِّ الأعمال إلى الله تعالى؟
وسأل سائلٌ فقال: يا ناصر محمد اليماني أفتنى عن أحبِّ الأعمال إلى الله تعالى؟
فأجاب الذي عنده علم الكتاب:
سلامُ الله عليكم ورحمته وبركاته حبيبي في الله أحمد، قال الله تعالى: {وَيَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} صدق الله العظيم [البقرة:219].
وقال الله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف:١٩٩]، فأنت بالعفو تنال محبة الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين} صدق الله العظيم [آل عمران:134].
فإذا أويت إلى فراشك قل: (اللهم إني عبدك أشهدك أني قد عفوت عن عبادك لأجلك. اللهم فاعفُ عنهم واهدهم من أجل عبدك إنك أنت الغفور الرحيم).
وتزوَّد بالإنفاق ما استطعت، وادعُ إلى ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وبشّر ولا تُنَفِّر عن الدين بالغلظة في الدعوة، وكن هيِّناً ذليلاً على المؤمنين، وبِرّاً بوالديك، وحافظ على صلواتك، وأعطِ ذي القربى حقه والمسكين وابن السبيل، وكن من الشاكرين إذ قدّر الله وجودك في عصر بعث المهدي المنتظر، وكن من الشاكرين إذ أعثرك على دعوته في عصر الحوار من قبل الظهور، وكن من الشاكرين إذ جعلك من الأنصار السابقين الأخيار.
وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
يا ناصر محمد اليماني، ما قولك فيمن ينكر عليكم تسميتكم "خليفة الله فى الأرض" بحجة أنة لا خليفة لله، فالله موجودٌ فكيف يكون له خليفة؟
وسأل سائلٌ فقال: يا ناصر محمد اليماني، ما قولك فيمن ينكر عليكم تسميتكم "خليفة الله فى الأرض" بحجة أنة لا خليفة لله، فالله موجودٌ فكيف يكون له خليفة؟
فأجاب الذي عنده علم الكتاب:
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع أنصار الله الواحد القهّار في الأوّلين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين..
أحبتي الأنصار السابقين الأخيار. قال الله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تذكّروا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ } صدق الله العظيم [الأعراف:210].
ويا أيها السائل الذي ينكر على الإمام المهدي فتواه أنّه عبد الله وخليفته في الأرض، ومن ثم يردّ عليك عبد الله وخليفته في الأرض وأقول: إنّما الخليفة في الأرض المصطفى من ربّ العالمين هو خليفة لله على ما آتاه الله من الملك كون الملك هو لله وحده يؤتي ملكه من يشاء، وإنّما جعله الله مَلِكاً على ما أتاه الله من المُلْك، تصديقاً لقول الله تعالى: {قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247)} صدق الله العظيم [البقرة].
وليس أنّه يَحِلُّ مَحَلَّ الله سبحانه وتعالى علواً كبيراً؛ بل استخلفه الله على ما آتاه من المُلك ويظلّ الخليفة عبداً مأموراً و يحكم بينهم بالدستور الذي أنزله الله عليه، وإذا لم يحكم بينهم الخليفة بما أنزل الله فلن يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً. تصديقاً لقول الله تعالى: { وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ إنّما يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النّاس لَفَاسِقُونَ } صدق الله العظيم [المائدة:49].
وقال الله تعالى: { وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ } صدق الله العظيم [الرعد:37]. لِكَونِ الخليفة المصطفى إنّما هو عبدٌ مأمورٌ استخلفه الله على ما آتاه من المُلك ولسوف يسأله الله عن الذين استخلفه الله عليهم، تصديقاً لقول الله تعالى: { يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النّاس بِالحقّ } صدق الله العظيم [ص:26].
ولكن للأسف إنّ أخانا السائل ينفي المُلك أنّه لله سبحانه، فإذا كان الخليفة مصطفًى من الله فهو خليفة لصاحب المُلك الذي استخلفه عليه ولذلك قال الله تعالى: {قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247)} صدق الله العظيم [البقرة].
فانظر لقول الله تعالى: { وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247) } صدق الله العظيم، ولكنك تنفي المُلك أنّه لله بفتواك هذه الباطلة، يا رجل اتّقِ الله ولا تقل على الله إلا الحقّ.
ولم يقل لكم الإمام المهدي أنّه خليفة الله في ألوهيّته وعبوديّته سبحان الله وتعالى علواً كبيراً! فهو الإله الواحد في السماوات والأرض، تصديقاً لقول الله تعالى: { وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ } صدق الله العظيم [الزخرف:84]. ولذلك تجدون أنّ الخليفة ومن استخلفه الله عليهم يعبدون إلهاً واحداً لا يشركون به شيئاً، وعليك أن تعلم أن الذي يصطفيه الله خليفته على عباده فقد أمرهم بالسجود لخليفة ربّهم عليهم طاعةً لأمر الله ولا يقصد سجود الجبين؛ بل السجود هو الانقياد لخليفة ربّهم عليهم فيطيعون أمره إلا فيما يغضب الله فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. وبما أن الخليفة المصطفى عليهم من ربّهم وجب عليهم أن يخضعوا له ويطيعوا أمره، ولذلك قال الله تعالى للملائكة: { إِذْ قَالَ ربّك لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) } صدق الله العظيم [ص].
وخلق الله أبانا آدم عليه الصلاة والسلام فجعله خليفةً على من استخلفه الله عليهم، تصديقاً لقول الله تعالى: { وَربّك يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } صدق الله العظيم [القصص:68].
ولم يأمرهم الله أن يعبدوا خليفته من دونه لكونه ليس خليفته في الألوهيّة والعبوديّة سبحانه وإنّما خليفته على ما استخلفه الله ليحكم بينهم بما أنزل الله ويأمرهم أن يعبدوا الله ربّه وربّهم وحده لا شريك له، تصديقاً لقول الله تعالى: { مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللـه الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ للنّاس كُونُوا عِبَاداً لِي مِن دُونِ اللـه وَلَكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ } صدق الله العظيم [آل عمران:79].
ولذلك تجدون خليفة الله وعبده الإمام المهدي مُركِّزاً دعوته إلى عبادة الله وحده لا شريك له. ولم آمركم أن تكونوا عباداً لي من دون الله؛ بل اعبدوا الله ربّي وربّكم مالك الملكوت سبحانه عم يشركون وتعالى علواً كبيراً. ولم نقل أني خليفة الله في الألوهيّة والعبوديّة! فاتّقِ الله ربّي وربّك وكن من الشاكرين إذ جعلك في عصر بعث الإمام المهدي ليهديك بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد.
وأمّا بالنسبة للإمام المهدي فهي من أكبر درجات الخلافة بإذن الله، والسبب في ذلك عظيم هدف الإمام المهدي الذي يسعى لتحقيقه وليس لتوسيع رقعة ملكه كون الإمام المهدي يسعى إلى هدى عبيد الله لتحقيق النّعيم الأعظم من جنّته. وبما أنّك يا أيها السائل لا تحيط بحقيقة اسم الله الأعظم ولذلك تجهل قدر حقيقة دعوة الإمام المهدي إلى تحقيق النّعيم الأعظم من جنّته سبحانه وتعالى علواً.
ويا رجل إنّما خلق الله جنّة النّعيم من أجلكم، وخلقكم لهدفٍ في ذات الله لتعبدوا رضوان الله وتحذروا غضبه، تصديقاً لقول الله تعالى: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) } صدق الله العظيم [الذاريات].
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
أفتنى يا ناصر محمد اليمانى ما المقصود فى "نفس الله" من قوله تعالى : {إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى}؟
وسأل سائلٌ فقال: أفتنى يا ناصر محمد اليمانى ما المقصود فى "نفس الله" من قوله تعالى : {إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى (26)} صدق الله العظيم، وهل هناك فرق بين من يعبد الله من أجل جنته وبين من يعبد الله من أجل رضاه فى نفسه؟
وأجاب الذي عنده علم الكتاب فقال:
فأمّا الذين اتّبعوا الرضوان وسيلةً ليقيهم من ناره ويدخلهم جنّته فلهم ذلك إن الله لا يخلف الميعاد، وأمّا الذين اتّخذوا الرضوان غايةً فهذه من أعظم الغايات في الكتاب فمن ابتغى رضوان الله غايةً وتمنى تحقيق رضوان الله في نفسه فلله ملكوت الدُنيا والآخرة، تصديقاً لقول الله تعالى: { أمْ لِلْإِنسَانِ مَا تَمَنَّى (24) فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى (25) وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى (26) } صدق الله العظيم [النجم].
وليتك تعلم ما يقصد الله تعالى: { إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى (26) } صدق الله العظيم، فأولئك الذين أذِن الله لهم بالخطاب وإمامهم الإمام المهدي ولم يشفعوا لأحدٍ وإنّما رفضوا دخول جنّة النّعيم ولذلك لم يتمّ حشرهم إلى جنّة النّعيم ولا إلى الْجحيم؛ بل هم الوحيدون من المتقين الذين تمّ حشرهم إلى ربّهم، تصديقاً لقول الله تعالى: { يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا } صدق الله العظيم [مريم:85].
وخاطبهم ربّهم: لماذا أبيتمّ أن يسوقكم ملائكتي إلى جنّة النّعيم؟ فقالوا: نريد تحقيق النّعيم الأعظم من جنتك فترضى. فهم يريدون أن يرضى الله في نفسه ولكن الله لن يرضى في نفسه حتى يدخل عباده في رحمته فيرضى، وفي ذلك سرّ الإمام المهدي الذي سوف يؤتيه الله أكبر درجات الخلافة كونه اتّخذ رضوان الله غايةً وليس وسيلة لتحقيق نعيم الْجنّة. ولذلك قال الله تعالى: { أمْ لِلْإِنسَانِ مَا تَمَنَّى (24) فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى (25) وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى (26) } صدق الله العظيم [النجم].
ألا والله لا يعلم علم اليقين أنّ الإمام المهدي المنتظر هو ناصر محمد اليماني إلا الذين أحاطهم الله بحقيقة اسمه الأعظم سبحانه وتعالى علواً كبيراً كونه من أكبر آيات الكتاب في أنفسهم، ولذلك نجد الذين علموا بحقيقة اسم الله الأعظم موقنين أنّ الإمام المهدي المنتظر هو ناصر محمد اليماني لا شك ولا ريب، ولن يزداد يقينهم شيئاً من بعد الظهور لكونه لا يوجد لديهم آية هي أكبر من النّعيم الأعظم تحيط بها قلوبهم ولكن أكثر النّاس لا يعلمون.
وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
عبد الله وخليفته في الأرض؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
يا ناصر محمد اليماني بمَ تفسر محاولة اغتيال الرئيس اليمنى علي عبدالله صالح في جامع النهدين بقصر الرئاسة، ومَنْ وراء محاولة الاغتيال هذه، وما هي أغراضهم؟
وسأل سائلٌ فقال: يا ناصر محمد اليماني بمَ تفسر محاولة اغتيال الرئيس اليمنى علي عبدالله صالح في جامع النهدين بقصر الرئاسة، ومَنْ وراء محاولة الاغتيال هذه، وما هي أغراضهم؟
فأجاب الذي عنده علم الكتاب فقال:
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله بالذكر إلى كافة البشر وعلى آله الأطهار، وجميع أنصار الله الواحد القهار إلى اليوم الآخر وبعد..
من الإمام المهدي ناصر محمد اليماني إلى فخامة الرئيس علي عبد الله صالح، وإلى الشعب الأبي اليماني العربي خاصة، وإلى كافة المُسلمين عامة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين..
ويا أحبتي في الله، حقيق لا أقول لكم إلا الحقّ، إنّ الذين وراء سرّ محاولة إغتيال الرئيس على عبد الله صالح هم من قومٍ كافرين من شياطين البشر من الطائفة العالميّة وليسوا من المُسلمين. وربّما يودّ أن يقاطع الإمام ناصر محمد اليماني أحد السائلين اليمانيِّين فيقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني إنك تزعم أنك المهدي المنتظر ولا ينبغي لك أن تتهم ظُلماً قوماً كافرينَ بما لم يفعلوا وحتى ولو كانوا من الكافرين وليسوا من المُسلمين، أفلا تُفتِنا يا ناصر محمد اليماني ماذا سيستفيد الكافرون من شياطين البشر من الطائفة العالميّة من قتل الرئيس علي عبد الله صالح؟". ومن ثمّ يردّ على السائلين المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني وأقول: حقيق لا أقول إلا الحقّ، وذلك لأنهم علموا علم اليقين أنّ الإمام المهدي المنتظر هو حقاً الإمام ناصر محمد اليماني لا شك ولا ريب. بل كانوا يريدون المكر بالإمام المهدي من قبلُ فأحبط فتنتهم وهي لا تزال في المهد، فأعلنّا بمكرهم المدبَّر ضدَّ المهدي المنتظر، وحذَّرناهم من أن يمسخهم الله إلى خنازير ويلعنهم لعناً كبيراً. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ} صدق الله العظيم [المائدة:60].
وأما آية المسخ إلى خنازير فتحدث في عصر بعث المهدي المنتظر لمن يشاء الله من شياطين البشر الذين يصِّرون على الباطل بعدما تبيَّن لهم الحقّ من ربهم يصدّون عن اتِّباع الذكر أو يريدون المكر بالمهدي المنتظر، ومن ثم يمسخهم الله إلى خنازير وبئس المصير وإلى الله تُرجع الأمور.
وبما أنهم خافوا أن يمسخهم الله إلى خنازير لو يريدون المكر بالمهدي المنتظر ومن ثم عمدوا إلى مكرٍ آخر، وبما أن الإمام المهدي ناصر محمد اليماني أفتى بإذن الله أن أول من يسلّم القيادة إلى المهدي المنتظر من بين قادات البشر هو رئيس اليمن علي عبد لله صالح، ولذلك مكروا بالرئيس علي عبد الله صالح، وأرادوا قتله حتى تكون تلك حجةٌ على المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني. فيقول أنصاره وجميع الذين صدَّقوا بأمره: "إذاً فهو ليس المهدي المنتظر الحق كونه أفتى أن أول من يسلمه القيادة من بين قادات البشر هو الرئيس علي عبد الله صالح". وحتى يقول المُسلمون الذين أظهرهم الله على أمرنا: "وها هو علي عبد الله صالح قُتل ولم يسلم القيادة للإمام ناصر محمد اليماني. ومن ثم يقولون: إذاً ناصر محمد اليماني كذابٌ أشر، وليس المهدي المنتظر".
ومن ثم يَردُّ عليهم المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني، وكذلك نردُّ على أصحاب المكر وأقول: يا معشر شياطين البشر يا ألدَّ أعداء الله والمهدي المنتظر، إنما جعل الله الحجة بيني وبين كافة البشر مسلمهم والكافر هو كتابُ الله الذكرُ المحفوظُ من التحريف، ذلكم القرآن العظيم حُجة الله على رسوله لو لم يبلِّغه لقومه، وحجة الله على قومه لو لم يبلِّغوه للعالمين. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} صدق الله العظيم [سبأ:20].
كون الله أمر رسوله أن يبلِّغ ذكر القرآن العظيم لقومه لكي يبلِّغوه للعالمين. ولذلك سوف يسأل الله رسوله فهل بلَّغت قومك القرآن؟ وكذلك سوف يسأل قومه - الأمة الوسط - فهل بلَّغتموه للعالمين؟ وذلك تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزخرف]، كون الله جعل محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله الأطهار وسلم شاهداً على قومه بالتبليغ ومن ثم جعل الله الأمّة الوسط شهداء بتبليغ القرآن العظيم إلى الناس كافةً جيلاً بعد جيل. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّة وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاس وَيَكُون الرَّسُول عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} صدق الله العظيم [البقرة:143].
وكذلك القرآن العظيم حجة الله على العالمين في عصر بعث الإمام المهدي ناصر محمد اليماني، وجعل الله القرآن العظيم حجة الله وحجة المهدي المنتظر أو حجة عُلماء المُسلمين وأمتهم على المهدي المنتظر، لكون عُلماء المُسلمين واليهود والنصارى لو يستطيعوا أن يهيمنوا على الإمام ناصر محمد اليماني ولو في مسألة واحدةٍ فقط من القرآن العظيم فيأتوا بالبيان الأحق من بيان ناصر محمد اليماني فإن فعلوا ولن يفعلوا فعلى جميع الأنصار من مختلف الأقطار التراجع عنِ اتِّباع ناصر محمد اليماني. ولا ينبغي لأنصار الله أن تأخذهم العزة بالإثم لو يغلب علماءُ الأمّة الإمامَ ناصر محمد اليماني ولو في مسألةٍ واحدة فقط من القرآن العظيم.
وهيهات هيهات، وربّ الأرض والسماوات لا يستطيع كافة الجنّ والإنس أن يغلبوا الإمام المهدي ناصر محمد اليماني من القرآن العظيم ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً ونصيراً، وليس قول الغرور بل فتوى المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني لكوني موقن بفتوى الله إلى عبده عن طريق رسوله في الرؤيا الحقّ [ولا يجادلك أحدٌ من القرآن إلا غلبته] انتهى.
وهاهم الكافرون مكروا بالرئيس على عبد الله ولم يحذّر العرّافون الرئيس علي عبد الله صالح من المكر المدبر، برغم أنهم علموا به من قبل الحدث. ولكنهم لم يحذِّروا الرئيس علي عبد الله صالح من المكر الذين يدبِره له الكفار من شياطين البشرلكونهم أولياءهم، فهم جميعاً على طريقةٍ واحدةٍ يسعون إلى تحقيق هدفٍ واحدٍ موحَدٍ وهو أن يطفئوا نور الله، وظنّ الكافرون من شياطين البشر أنهم إذا قتلوا علي عبد الله صالح ولم يسلم القيادة للإمام المهدي ناصر محمد اليماني أنهم بذلك الفعل يستطيعون أن يثنوا المُسلمين والأنصار السابقين عن اتِّباع الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وزعموا أنهم بتلك الجريمة يستطيعون أن يطفئوا نور الله. ومن ثم نرد عليهم بقول الله الواحد القهار: {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّـهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّـهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [التوبة].
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
يا ناصر محمد اليماني، فلماذا لا يكيدون بك أنت وأنت المهديّ المنتظَر وقاموا بالكيد بالرئيس اليمني على عبد الله صالح؟ أليس هذا أمر عجيب!
وسأل سائلٌ فقال: يا ناصر محمد اليماني، فلماذا لا يكيدون بك أنت وأنت المهديّ المنتظَر وقاموا بالكيد بالرئيس اليمني على عبد الله صالح؟ أليس هذا أمر عجيب!
فأجاب الذي عنده علم الكتاب فقال:
ولسوف يردُّ الإمام المهدي بالجواب ذكرى لأولي الألباب بدلاً عنكم، وذلك لكونكم أيقنتم أن الإمام المهديّ المنتظَر هو ناصر محمد اليماني ويتساوى يقينكم بيقين أنصار الإمام المهدي بأمري في عصر الحوار من قبل الظهور، وقال الله تعالى: {قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ(93)} صدق الله العظيم [البقرة]، فكيف يأمركم إيمانكم بالمكر ضدّ المهديّ المنتظَر بصدِّ البشر عن التصديق بالمهديّ المنتظَر واتِّباع الذكر حتى يأتي عذاب الله مما تسمونه بالكوكب العاشر الذي أخفيتم أمره للعالمين من بعد ما أعلنتم به للناس من قبل، حتى إذا تبيَّن لكم أنّ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني قد فصَّل حقيقة كوكب العذاب من الكتاب تفصيلاً، ومن ثم أنكرتم معرفتكم بذلك الكوكب حتى لا يصدق البشر المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني؛ بل سوف يظهر الله خليفته الإمام المهدي بذلك الكوكب عليكم وعلى كافة البشر المعرضين عن الذكر في ليلةٍ وأنتم وهم صاغرون. فلماذا سيئت وجوهكم ببعث المهديّ المنتظَر حين رأيتم الإمام المهدي صار زلفةً في عصر الحوار من قبيل الظهور؟ ومن ثم تسعون لتطفئوا نور الله حتى لا يتمّ الله بعبده نوره. بل سوف يتمّ الله بعبده نوره بالقرآن العظيم ولو كره المُجرمون ظهوره. حسبي الله ونعم الوكيل..
وتلك الفتوى الحقّ في محكم كتاب الله أنّ شياطين البشر حين يرون الإمام المهديّ المنتظَر زلفةً في عصر الحوار قبيل الظهور على مقربةٍ من الظهور ومن ثم سيئت وجوههم. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ} صدق الله العظيم [الملك:27].
ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد علماء الأمّة الذين لا يعلمون فيقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني، بل سوف نأتيك بالتفسير الحقّ لهذه الآية في قول الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ} صدق الله العظيم، ومن ثم يأتيهم الإمام المهدي بالبيان الأحق لهذه الآية والأهدى سبيلاً وأقوم قيلاً. وأقول: قال الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ} صدق الله العظيم، فتبيَّنوا من التشديد بالحقِّ على حرف الدال في قول الله تعالى {تَدَّعُونَ} صدق الله العظيم.
وذلك لأن شياطين الجنِّ والإنس لطالما أضلُّوا الأمّة عن معرفة المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم، ولذلك يوسوس شياطين الجنِّ إلى كثيرٍ من الإنس أن يدَّعي كلٌ منهم أنه هو المهدي المنتظر، فيوهمه مسّ الشيطان أنّه هو المهدي المنتظَر، حتى يدَّعي ذلك. ومن ثم يتبيَّن للناس فيما بعد أنه مريضٌ نفسياً بسبب مسّ الشيطان الوسواس الخنّاس في صدور بعض الناس الممسوسين، ولذلك يظهر لكم بين الحين والآخر من يدعي شخصيّة المهدي المنتظر، وهدف شياطين الجنِّ والإنس من ذلك المكر هو حتى إذا ابتعث الله المهديّ المنتظَر فيعرض عنه المُسلمون بظنّهم أنّه ليس إلا كمثل الذين يدَّعُونَ شخصيّة المهديّ المنتظَر في كل عصر. وذلك كان سبب إعراض المسلمين عن تدبر بيان الإمام المهدي ناصر محمد اليماني. فمجرد ما يبلِّغهم الأنصار أنه يوجد شخص اسمه ناصر محمد اليماني يفتي الناس أنه المهديّ المنتظَر ويدعو الناس إلى تدبر بيانه الحقّ للذكر، ومن ثم ما كان جوابهم إلا أن قالوا إنه كذابٌ أشِر وليس المهديّ المنتظَر فكم سبقه كثيرٌ من المرضى يدَّعُونَ شخصيّة المهديّ المنتظَر في كل عصر، ويكاد أن يكون في كل قرية من قرى المُسلمين إلا وظهر فيها من يدَّعي أنه المهديّ المنتظَر لكون المفترين من شياطين البشر قد أضلُّوا الأمّة عن كيفية معرفة المهديّ المنتظَر الحقّ من ربِّهم وأخفوا برهان الإمام المصطفى للناس من ربهم لكون شياطين البشر من اليهود يعلمون برهان الذي جعله الله للناس إماماً كريماً ليهديهم إلى الصراط المستقيم بأنَّ الله يزيده بسطةً في العلم. تصديقاً لفتوى الله على لسان أحد أنبياء بني إسرائيل أن الذي يصطفيه الله عليهم فيجعله إماماً لهم أن الله يزيده بسطةً في العلم على علماء الأمّة في عصر بعثه.
وبما أن شياطين البشر من اليهود ليعلمون أن برهان المهديّ المنتظَر أنه لا يجادله أحد من القرآن إلا غلبه، وكذلك يعلمون أنه المهديّ المنتظَر الحقّ من ربِّهم كونه بيَّن للبشر حقيقة مكرهم ومكر الشيطان الأكبر إبليس، وكشف للناس خطتهم المستقبلية عن طريق المُمَهِدين للمسيح الكذاب الشيطان الرجيم وهم الماسونية العالمية، وفصّلنا مكرهم؛ أي شياطين الجنِّ والإنس المستقبلي تفصيلاً في مختلف البيانات، ولذلك عَلِمَ شياطين الجنِّ والإنس أن الإمام المهديّ المنتظَر هو حقاً ناصر محمد اليماني، وكذلك علموا أن الله سوف يظهره على العالمين بعذابٍ أليمٍ ليلة مرور كوكب سقر، وهو ما يسمونه بالكوكب العاشر، ولذلك حزن شياطين البشر حين رأوا المهديّ المنتظَر قد صار زُلفةً في عصر الحوار من قبل الظهور. وإنما الزلفة المقصود بها في قول الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ} صدق الله العظيم؛ أي أنهم عرفوا أنه المهديّ المنتظَر وهو لا يزال في عصر الحوار على مقربة من الظهور. أم إنكم تريدون تحريف القرآن بنفي التشديد من على حرف الدال بحجة القراءات السبع. وأُشهدُ الله أنْ ليس للقرآن إلا قِراءةً واحدةً، ولن يتبع الحقّ أهواءكم فيتبع افتراء القراءات السبع حتى يوافق أهواءكم. فما خطبكم يا معشر علماء الأمّة تقولون على الله ما لا تعلمون؟ أم غرّكم ذكر العذاب قبل ذكر هذه الآية، وذلك كونكم لا تعلمون أن الله يظهر خليفته الإمام المهديّ المنتظَر على كافة البشر بعذاب الدخان المبين، بسبب الكوكب العاشر أفلا تتقون؟ أم إنكم لا تعلمون بالبيان الحقّ لقول الله تعالى؟: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12)} صدق الله العظيم [الدخان].
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
يا ناصر محمد اليماني، أفتني فى حكم وضع المكياج والعطور وتكحيل العينين وشم البخور هل تفطر الصائم؟
وسأل سائلٌ فقال: يا ناصر محمد اليماني، أفتني فى حكم وضع المكياج والعطور وتكحيل العينين وشمّ البخور هل تفطر الصائم؟
فأجاب الذي عنده علم الكتاب:
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على السراج المنير محمد وآله الأطهار وجميع المسلمين وبعد..
ويا معشر السائلين عن المكياج والعطور وتكحيل العينين وشمّ البخور؛ هل تفطر الصائم؟ ومن ثمّ نردّ عليكم بالحقِّ ونقول أولاً ردّاً على مسألة العطور والبخور: أني لا أجد في كتاب الله أن الله أمر الصائمين أن يصوموا من حاسة الشمّ؛ بل من حاسة الطعم والرفث إلى النساء. تصديقاً لقول الله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ(187)} صدق الله العظيم [البقرة].
فانظروا لقول الله تعالى: {فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ} صدق الله العظيم، فماهو المقصود من قول الله تعالى: {ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ} صدق الله العظيم؟ أي الصيام من جماع الزوجات والأكل والشرب إلى الليل، ومن قال أن الله حرَّم على الصائمات من النساء المكياج والكحل؟ إلا في حالةٍ واحدةٍ إذا كانت الزوجة تخشى من ضعف تقوى زوجها وأنها لو تزيَّنت فإنّ زوجها قد يحاول طمثها فهنا فقط يجب عليها أن لا تضع المكياج والكحل في عينيها حتى لا تفتن زوجها عن صيامه.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
يا ناصر محمد اليماني، ما هي صبغة الله التى فطر عليها عباده؟ وما هو تأويل قولة تعالى: {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا} صدق الله العظيم؟
وسأل سائلٌ فقال: يا ناصر محمد اليماني، ما هي صبغة الله التى فطر عليها عباده؟ وما هو تأويل قولة تعالى: {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا} صدق الله العظيم؟ فقد فسرها المفسرون فكانوا على اختلاف؟
فأجاب الذي عنده علم الكتاب فقال:
ويا أيّها السائل عن صبغة الله التي فطر عليها عباده، ألا وإنها فطرة الله التي فطر الناس عليها؛ على كلمة لا إله إلا الله وحده لا شريك له منذ الأزل القديم يوم بِدْء خلقهم من طينٍ، يوم خلق الله أبانا آدم وكذلك ذريته بدأ خلقهم من طينٍ مع أبيهم آدم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ ﴿١٢﴾ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ﴿١٣﴾ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّـهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].
والسؤال الذي يطرح نفسه فهل يقصد الله آدم؟ بقول الله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ ﴿١٢﴾ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ﴿١٣﴾ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّـهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم، والجواب: بل يقصد الإنسان من ذرية آدم عليه الصلاة والسلام، كون ذرية آدم تمّ بدء خلقهم مع أبيهم آدم عليه الصلاة والسلام وقال الله تعالى: {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِى بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} صدق الله العظيم [النجم:32].
فانظروا لبدء النشأة للإنسان المنويّ {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِى بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} صدق الله العظيم [النجم:32]، ولكن نشأتنا الأولى هي نشأة الإنسان المنوي، فأنطقهم الله بمنطق الفطرة التي فطر الناس عليها وقال لهم: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} صدق الله العظيم [الأعراف:172]، وتلك هي صبغة الله التي فطر الناس عليها فكانوا جميعاً مؤمنين بربهم لا يشركون به شيئاً، وهذه الأمم التي أنطقها الله كانوا بالصلب بالظهر، وأخذ الله من هذا العالم المنويّ العهد الأزلي، وقال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ( 172 ) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ( 173 ) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ( 174 )} صدق الله العظيم [الأعراف].
وذلك الميثاق أعطاه لكل إنسانٍ منويٍّ في ذلك اليوم حين خاطبهم الله، وقال لهم {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا}. بمعنى أنهم شهدوا أن الله ربّهم وخالقهم لا إله إلا هو وحده لا شريك له. وكان الإنسان المنويّ مُبصراً للهدف الذي خُلق من أجله، أن يعبد الله وحده لا شريك له. تصديقاً لقول الله تعالى: {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:138]؛ أي فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل للهدف الذي خلقهم الله من أجله، وقال الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الروم:30]؛ بمعنى أن الله خلقهم ليعبدوه وحده لا شريك له. تصديقاً لقول الله تعالى {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} صدق الله العظيم. أي لا تبديل للهدف الذي خلقهم الله من أجله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الجنِّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)} صدق الله العظيم [الذاريات].
ونأتي لتذكر الإنسان هذا العهد الأزلي يوم القيامة. وقال الله تعالى: {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ الذِّكْرَىٰ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [الفجر].، فيتذكر حتى هذا العهد الأزلي القديم، ولذلك قال الإنسان المعرض عن ذكر ربه: {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا} صدق الله العظيم [طه:125]، وإنما ذلك حين تذكر الإنسان حتى العهد الأزلي فوجد أنه كان مؤمناً بربه لا يشرك به شيئاً، ولذلك قال {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا} صدق الله العظيم. أي بصيراً حين فطرة الله عند بدء الخلق. ولكن الحجّة عليه هي بعدما أقام الله عليه الحجة، من بعد أن أنجبته أمه وبلغ رشده ثم أعرض عن ذكر ربه، وقال الله تعالى: {مَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ ﴿١٢٤﴾ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا ﴿١٢٥﴾ قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ ﴿١٢٦﴾ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ ۚ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَىٰ﴿١٢٧﴾} صدق الله العظيم [طه].
ولربّما يودّ أحد السائلين أن يقاطعني فيقول: "يا أخي إنما يقصد أنّ الإنسان كان بصيراً في هذه الحياة من بعد ولادته وبلوغ رشده فأعرض عن ذكر ربّه". ومن ثمّ يردُّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: اسمع هداك الله فلا ينبغي أن يكون هناك أي تناقضٍ في كتاب الله القرآن العظيم. فانظر لقول الله تعالى: {وَمَن كَانَ فِي هَـٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي ٱلآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلاً(72)} صدق الله العظيم [الإسراء].
إذاً فالمعرضين عن ذكر ربّهم قد تذكروا عهدهم لربهم في الأزل القديم يوم تم خلقهم جميعاً من طين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ( 172 ) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ( 173 ) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ( 174 )} صدق الله العظيم [الأعراف].
وانظروا لتفسير "القدير".
وانظروا لتفسير "القرطبي".
ومن ثم نقول لهم غفر الله للذين فسروا القرآن بالظنِّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً. فلو تركوا تفسير هذه الآية حتى يأتي زمن تفسيرها الحقّ حين يكتشف الناس أنهم كانوا موجودين أُمّةً في ظهر أبيهم آدم وأخذ الله منهم العهد الأزلي. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ( 172 ) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ( 173 ) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ( 174 )} صدق الله العظيم [الأعراف].
ولكن الذين يقولون على الله ما لا يعلمون أفتوا أنه كان بصيراً بعد أن ولدته أمُّه وبلغ رشده. وسرعان ما تقام عليهم الحجّة أنهم جعلوا تناقضاً في كتاب الله القرآن العظيم بسبب تفسيرهم الظني، كونه سوف يناقض تفسيرهم قول الله تعالى: {وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً(72)} صدق الله العظيم [الإسراء].
ألا يناقض ذلك تفسيرهم أنه بصيراً في الدنيا كما قال البغوي وغيره؟
فاتقوا الله يا معشر الذين يفسرون كلام الله بالظنِّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً! ولكن الإمام المهدي يأتي لكم بالبرهان من ذات القرآن بآيات محكمات بيِّنات لعالمكم وعامة المُسلمين، ويفصّل الآيات تفصيلاً بآيات أخرى، ولا آتيكم بشيء من عندي بقول الظنّ بالبرهان الذي من عند الله لا شك ولا ريب، فمتى يا قوم سوف تميِّزون بين الحقّ والباطل؟ ألا والله لن تجدوا من يفسِّر القرآن جميعاً بالحقِّ غير الإمام المهدي في كافة علماء المُسلمين وإنا لصادقون. وبما أني أنطق بالحقِّ في كل مرةٍ فأغلِب الممترين وأقيم عليهم الحجّة بالحقِّ حتى يهتدوا إلى الحقّ أو يعرضوا عنه بعدما تبين لهم أن ناصر محمد اليماني ينطق بالحقِّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيم.
وربّما يودّ أن يقاطعني الكسالى عن القراءة فيقولون ولكن بياناتك طويلة يا ناصر محمد اليماني، ولذلك لا نقرأ إلّا جزءًا من البيان ونترك الباقي. ومن ثمّ يردُّ عليهم الإمام المهدي وأقول ما أمرنا الله أن نقوله لأمثالهم: {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ﴿٦٧﴾ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ﴿٦٨﴾} صدق الله العظيم [ص].
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
أفتني فى حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- هذا هل هو حديث صحيح أم موضوع؟
وسأل سائلٌ فقال: أفتني فى حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- هل هو حديث صحيح أم موضوع، [ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتُقام، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار]. انتهى؟
فأجاب الذي عنده علم الكتاب فقال:
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار والسابقين الأنصار للحقِّ من ربِّهم في كل زمانٍ ومكانٍ إلى اليوم الآخر، وإني أرى فضيلة الشيخ محمد حسان يفتي أنّ الحديث الوارد عن النَّبيّ في صحيح البخاري ومسلم أنه قال: [ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتُقام، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار]. انتهى
ويا فضيلة الشيخ محمد حسان، لقد أمركم الله في محكم القرآن إلى تحكيم العقل من قبل الاتِّباع لما وجدتم عليه الذين من قبلكم فأمركم الله أن تسخدموا عقولكم من قبل الاتِّباع. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} صدق الله العظيم [الإسراء:36].
ويا شيخ محمد حسان فلنفرض أنكم انطلقتم إلى قوم يصلون في بيوتهم فأخذتموهم قهراً من بيوتهم لحضور صلاة الجماعة، فهل ترى أن الله سوف يتقبل منهم صلاتهم أو أنهم يأتون لصلاة الجماعة خشية أن تَحرقوا عليهم بيوتهم، فهل ترون أن الله سوف يتقبل منهم صلاتهم؟ والجواب بالحقّ: فلن يتقبل الله منهم صلاتهم ماداموا حضروا صلاة الجماعة خشية منكم. وذلك تصديقٌ لقول الله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} صدق الله العظيم [التوبة:18].
ويا أخي الكريم لم يأمركم الله بالتدخل بينه وبين عباده فيما يخص الله وحده كمثل الركن الأول الشهادة الحقّ، وكذلك الصلاة وكذلك الصيام وكذلك الحج، فهذه الأركان الأربعة هي بين العبد وربه كونها تخص الله وحده. وأما ما يخص الناس فيما بينهم فهو ركن الزكاة كونها حق الفقراء على الأغنياء بل هي حقوق الإنسان على أخيه الإنسان في الدم سواء كان مسلماً أم كافراً. فأما المؤمنون فتؤخذ منهم كفرض الزكاة ليزكيهم الله بها، وأما الكفار فتؤخذ منهم كذلك نفس القدر للزكاة ولكنها لا تسمى زكاة كون الله لن يتقبلها منهم ولن يزكيهم بها كونهم لا يؤمنون بالله فيعبدونه وحده لا شريك له بل يؤتون بها وهم كافرون، ولذلك تسمى جزية ومن ثم تضاف الزكاة والجزية إلى بيت أموال المسلمين ومن ثم تقسم على فقراء المسلمين والكافرين بالسوية من غير تفضيل لمسلم على كافر. ألا وإن فرض الزكاة هي حقوق للإنسان الفقير على أخيه الإنسان الغني، سواء يكون الفقراء مسلمين أم كافرين، فهي تُقسَّم عليهم بالسوية.
وأما ركن الشهادة بالإيمان بالله ورسله فلم يأمركم الله أن تكرهوا الناس حتى يكونوا مؤمنين. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(256)} [البقرة].
كون الإستقامة جعلها الله أمرٌ اختياري، ولم يأمركم الله على إجبارِ البشر على الهدى إلى الصراط المستقيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقُلْ الحقّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا(29)} صدق الله العظيم [الكهف].
ولم يأمركم الله أن تكرهوا الناس حتى يكونوا مؤمنين. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً} صدق الله العظيم [المزمل:19].
ولم يأمر الله الرسل في كافة الأمم على أن يجبروا أقوامهم على الإيمان بالرحمن، وإنما على الرسل البلاغ وعلى الله الحساب. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ} صدق الله العظيم [النحل:35].
كون الله أمر رسله من أولهم إلى خاتمهم بعدم إكراه الناس على الإيمان وإنما عليهم البلاغ وعلى الله الحساب. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ(40)} صدق الله العظيم [الرعد:40]. فكيف يقول محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتُقام، ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس ، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار]. انتهى.
ويا رجل، إنّما هذا تشويهٌ وتخويفُ الناس حتى لا يكونوا مؤمنين. فاتقوا الله الرحمن الذي أنزل الفرقان يا محمد حسان، واستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى القرآن حتى تعلموا الحديث الحقّ من الحديث الباطل في كتاب البخاري ومسلم أو كتاب بحار الأنوار، أم إنكم لن تجيبوا دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم وتريدون الاحتكام إلى كتاب البخاري ومسلم أو كتاب بحار الأنوار؟ وهيهات هيهات إذاً لجعلتُ لكم عليَّ سلطان بغير الحقّ ومن ثم تجادلونّني بما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم، ثم لا أجد لي من دون الله ولياً ولا نصيراً.
ويارجل ألستم تؤمنون بكتاب التوراة والإنجيل أنها كتبٌ منزلةٌ من ربّ العالمين كمثل القرآن العظيم؟ والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل أمر الله محمداً عبده ورسوله أن يدعو أهل الكتاب إلى الاحتكام إلى كتاب التوراة أو كتاب الإنجيل؟ والجواب: تجدوه في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ} صدق الله العظيم [المائدة:48]، لكون الله قد جعل حكم الاختلاف بينهم في القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ علَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76)} صدق الله العظيم [النمل].
وسلامٌ على المُرسلين ، والحمدُ لله رب العالمين..
خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
يا ناصر محمد اليماني، لماذا لم يأمر الله تعالى بالاحتكام الى كتاب التوراة والإنجيل على الرغم من أنها كتبٌ أنزلها الله تعالى على رسله موسى وعيسى عليهما السلام؟
وسأل سائلٌ فقال: يا ناصر محمد اليماني، لماذا لم يأمر الله تعالى بالاحتكام الى كتاب التوراة والإنجيل على الرغم من أنها كتبٌ أنزلها الله تعالى على رسله موسى وعيسى عليهما السلام؟
فأجاب الذي عنده علم الكتاب:
لماذا لم يأمر الله محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أن يدعو أهل الكتاب للاحتكام إلى كتاب التوراة والإنجيل برغم أنها كتب من الله أنزلها على رُسل الله موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام؟ فما السبب من عدم الاحتكام إليها كون العقل والمنطق يقول لا بد أنه يوجد هناك سبب؟ والجواب تجدوه في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:78].
ولذلك جعل الله القرآن العظيم هو الحكم المهيمن على كتاب التوراة والإنجيل فما خالف فيهما لمحكم القرآن العظيم فليعلم أهل الكتاب أنه مفترى على الله في كتاب التوراة والإنجيل وما افتراه رسول الله عيسى ولا موسى عليهما الصلاة والسلام وآلهم الأطهار؛ بل حرّفَهُ قومٌ آخرون من بعد ذلك من بعد ما عقلوا أنه الْحَقّ من عند ربّهم، ويريدون أن يضلوا البشر ضلالاً بعيداً حتى يكونوا سواء معهم في نار جهنم كونهم من رحمة الله يائسون. وقال الله تعالى: {أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:75].
فهل أجابوا دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم؟ والجواب كلا لم يُجيبوا دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم إلا من رحم ربّي لكونهم يعلمون أنّ القرآن سوف يفضح زورهم وبهتانهم على ربِّهم وأنبيائه. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23)} صدق الله العظيم [آل عمران:23].
وما أشبه الليلة بالبارحة يا فضيلة الشيخ محمد حسان! فما أشبه عُلماء المُسلمين بعلماء اليهود الذين أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم إلا من رحم ربي منهم وأجابوا دعوة المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني للاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم المحفوظ من التحريف والتزييف ليجعله الله الحكم والمرجع للمُسلمين وأهل التوراة وأهل الإنجيل من كان يؤمن بالله واليوم الآخر. ومن أعرض عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم من الأحزاب جميعاً فالنار موعده وقد كفر بما أنزل على محمد. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنْ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [هود:17].
ويا فضيلة الشيخ محمد حسان إنّني الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد ليس لي شرطٌ عليكم أنتم وأهل الكتاب إلا أن ترتضوا أن يكون الله ربّ العالمين هو الحَكَمُ بينكم فيما كنتم فيه تختلفون. وإنما الإمام المهدي مكلفٌ ليستنبط لكم أحكام الله بينكم وبالْحَقّ آتيكم بها من محكم القرآن العظيم من آيات أمّ الكتاب البيِّنات لعالمكم وجاهلكم من آيات أمّ الكتاب لا يزيغ عمّا جاء فيهنّ إلا الذين في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ، ولن يجدوا لهم من دون الله ولياً ولا نصيراً.
ويا فضيلة الشيخ محمد حسان أجيبوا دعوة الاحتكام إلى القرآن ولا تكونوا أول كافرٍ به يا معشر علماء المُسلمين، فإذا أبيتم دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم ويريد أهل السُّنة أن نحتكم إلى كتاب البخاري ومسلم ويريد الشيعة أن نحتكم إلى كتاب بحار الأنوار، فإذاً فأهل الكتاب من اليهود أو النصارى سوف يقولون: "يا ناصر محمد اليماني؛ بل نحن ندعوك إلى الاحتكام إلى كتاب الله التوراة كما يريد اليهود أو إلى كتاب الإنجيل كما يريد النصارى". ثم يقولون: "فهما كتابين اعترفَ بهما الربّ في محكم القرآن في قول الله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ(44) وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ(45)وَقَفَّيْنَا عَلَى ءاثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَءاتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ(46)وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ(47)} صدق الله العظيم [المائدة].
وسلامٌ على المُرسلين ، والحمدُ لله رب العالمين..
خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
يا ناصر محمد اليماني، إن أمرك عجيب وغريب وأنت تخالف الأنبياء والرسل! وأنت عكسهم تماماً تدعو أن لا يفتح الله بينك وبين من يعارض دعوتك! فهلّا بيَّنت لنا السبب؟
وسأل سائلٌ فقال: يا ناصر محمد اليماني، إن أمرك عجيب وغريب وأنت تخالف الأنبياء والرسل! فهم قد قال الله عنهم إنهم قالوا: {رَبّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بالْحَقّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} وأنت عكسهم تماماً تدعو أن لا يفتح الله بينك وبين من يعارض دعوتك! فهلّا بيَّنت لنا السبب؟
فأجاب الذي عنده علم الكتاب:
[اللهم عبدك يتوسل إليك بحقِّ لا إله إلا أنت وبحقِّ رحمتك التي كتبت على نفسك وبحقِّ عظيم نعيم رضوان نفسك أن لا تفتح بيني وبين إخواني المُسلمين بعذاب مهين؛ بل بالهدى المُبين، فبصِّر قلوبهم بدعوة الْحَقّ من ربِّهم وبصِّر بالبيان الْحَقّ للقرآن العظيم أفئدة العالمين، برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم أفرغ على قلب عبدك صبراً وثبت قدمي وأنصاري على الْحَقّ المبين. اللهم لا تجب دُعائي ولا دُعاء أنصاري على عبادك المُعرضين من المُسلمين. اللهم فاغفر لهم فإنهم لا يعلمون برحمتك يا أرحم الراحمين].
ألا والله يا عباد الله ما كان هذا الدُعاء رحمة مني بعباد الله، ولكني أحببت الله أرحم الراحمين، وعلمتُ ما يحبّه وترضى به نفسه لعباده. في قول الله تعالى: {إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} صدق الله العظيم [الزمر:7]، ولذلك أطمع في تحقيق رضوان الله عليكم، حتى يكون ربي سعيداً وليس مُتحسراً ولا حزيناً على عباده الذين ظلموا أنفسهم وضلّوا عن الصراط المستقيم ويحسبون أنهم مهتدون.
ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد الجاهلين فيقول: "كيف يقول الأنبياء المُكرمين وأتباعهم في عصرهم: {رَبّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بالْحَقّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} [الأعراف:89]؟ وقال الله تعالى: {وَاسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ} [ابراهيم:15]، وقال الله تعالى: {فَأَخَذَتْهُمُ الرّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:78]. ولكنك يا ناصر محمد اليماني تقول دُعاءً مختلفاً عن دعاء كثيرٍ من أنبياء الله وأتباعهم؛ أن لا يفتح بينك وبين المُعرضين عن دعوة الْحَقّ من ربك ببأسٍ من الله شديد! فما السبب؟". ومن ثمّ يردُّ عليه المهديّ المنتظَر وأقول: لقد خيَّركم الله الواحد القهار بين النصر والصبر، فاختار المهديّ المنتظَر الصبرَ حتى يهتدوا إلى صراط العزيز الحميد فذلك هو نصري. ولسوف أصبر بإذن الله وصابرٌ ومرابطٌ على الدعوة إلى ربّي حتى يتمّ الله بعبده نوره ولو كره المُجرمون ظهوره. ولكني لا أعلم فهل سوف يجيب الله دعاء عبده فلا يعذبكم حتى يهديكم أم أنه سوف يهديكم كما أرى في الكتاب ببأسٍ شديدٍ؟ فتقولون: {رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾} [الدخان]. فالأمر لله من قبل ومن بعد.
ألا والله ما صبري إلا بالله ومن أجل الله، كون هدفي ومنتهى غايتي هو في نفس الله. فاحذروا ما يُغضب نفسَه تعالى. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ} صدق الله العظيم [آل عمران:30]؛ أي ويحذِّركم الله غضب نفسه عليكم يا أصحاب أعمال السوء والفساد في الأرض، ولا تيأسوا من رحمة الله، واعلموا أنّ الله رؤوفٌ بالعباد بشكل عام فمن تاب وأناب ليجدنَّ له رباً غفوراً رحيماً حتى ولو كان الشيطان إبليس الذي غضب الله عليه ولعنه وأحلّ عليه لعنته ولعنة ملائكته والناس أجمعين، فلو يتوب إلى ربِّه ليهدي قلبه ليجدنَّ له رباً عفواً غفوراً رحيماً.
وسلامٌ على المُرسلين ، والحمدُ لله رب العالمين..
خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.