الحمد لله رب العالمين، الملك الحق المبين، الرحمان الرحيم. والصلاة والسلام على الرسول النبي محمد وعلى آله وصحبه الأطهار ومن تبعهم بإحسان من الأئمة وكافة المتقين.
أما بعد، إخواني الأنصار، أخي أبا خالد وكافة المشاركين في منتديات البشرى الإسلامية: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وددت أن أكتب هذه الكلمات نصحا لبعض إخواني من المشاركين في هذا المنتدى بتعليقاتهم وردودهم التي ألمس فيها شيئا من الغلظة والجفاء تجاه بعض المخالفين على خلاف ما تفيض به بيانات الإمام ناصر محمد .
وقد ترددت كثيرا في ذلك إلى أن استقر رأيي بالمشاركة ليس من باب التعليم وإعطاء الدروس ولكن من باب التذكير. فكثير من إخواني –بارك الله فيهم وفي علمهم وزادهم حرصا- هم أعلم مني بهذا الموضوع وأقـْـدَر على بيانه وقد سبق بعضهم بالتنبيه على هذا الموضوع مرارا. ولكن اقبلوها مني مساهمة طيبة معكم.
إخواني الكرام، كلنا يعلم أن الله سبحانه وتعالى لم يكلف رسله ولا عباده الصالحين بتصنيف الناس وتوزيع الألقاب عليهم من كفر وجهل وفسق وضلال أو من إيمان وجهل وتقوى وهدى ... وغيرها من الصفات الطيبة أو الخبيثة. ولكنه سبحانه وتعالى أمرنا بالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والرحمة واللين والجدال بالتي هي أحسن و العمل من أجل هداية الخلق وبشرى لهم.
وكلنا يذكر أن الله تعالى بعث من هو خير منا (موسى عليه الصلاة والسلام) إلى من هو شر من كثير من إخواننا المسلمين وغيرهم من الكافرين والمنافقين (فرعون الذي طغى واستعلى وذبح الأبناء والنساء وادعى الربوبية). ورغم ذلك كان أمر الله الرحمان الرحيم العليم الحكيم: ((اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)).
والرسول محمد عليه الصلاة والسلام أمره رب العزة أن يعرض عن الذين يجلسون معه ويسمعونه ثم يبدلون ما سمعوه ويبيتون غير قوله ولم يأمره العليم الحكيم أن يفضحهم ولا أن يشهر بهم. بل أمره بالإعراض عنهم: ((مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (79) مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا ))(81) فكيف بغيرهم دونهم من إخواننا المسلمين وآخرين من الذين لم يقاتلونا ولم يخرجونا من ديارنا؟ أليس من واجبنا أن نلين في أيديهم ونرحمهم ونحبب لهم الهدى؟
إن بيانات الإمام ناصر محمد بين أيديكم وفيها خير عبرة لمن أراد !!! فمع بيانه نلمس الرحمة والحلم والتواضع. أفلا نعقل ونتذكر؟
وأمر الله عز وجل رسوله عليه الصلاة والسلام بالرحمة واللين وتجنب الفضاضة والغلظة:
((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)) (159)
وأمر الحق سبحانه بالتذكير بالقرآن: ((نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ)) (45)
معشر الأنصار ثبتكم الله على الحق، لينوا في أيدي إخوانكم وكافة البشر واصبروا عليهم وأظهروا الرحمة بهم وأحبوا الخير لهم. ولا تنقضوا غزل الإمام.
إن بيانات الإمام ناصر محمد بين أيديكم وفيها خير عبرة لمن أراد !!! فمع بيانه نلمس الرحمة والحلم والتواضع وغيرها مما أمر الله به.
لا تتسرعوا في اتهام أحد. فأن نخطأ بالعفو والصفح والإحسان خير من أن نظلم أحدا من العباد بما لم يكسب. فهذا الدين جعله رحمة للعالمين وموقع منتديات البشرى الإسلامية وجب أن يتسع للناس كافة ولو كان أحدهم من اليهود في قلب إسرائيل أو واشنطن. فكيف بإخواننا الفلسطينيين المسلمين الذين احتلت أراضيهم فنزيدهم بأسا على بأس!!!
نجادل بالتي هي أحسن ونقول للناس حسنا.
ربي اشرح صدورنا ويسر أمورنا واجعلنا من عبادك الصالحين غير فاتنين ولا مفتونين ووفق إخواننا القائمين على إدارة هذا الموقع حتى يبلغوا رسالات الله. فلم يكن غرضي التعالم على إخواني ولا التدخل في شؤونهم الخاصة. إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله. ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين.
والحمد لله رب العامين.