الموضوع: طاعة الأمير

النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. افتراضي طاعة الأمير

    بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المرسلين , ومن تابعهم باحسان الى يوم الدين . وبعد , لقد جعل الله قصص الأقوام السابقة , فى القرآن , لكى يعتبر بها أولوا الألباب . (( لقد كان فى قصصهم عبرة )) . ثم جاءت سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم , وسيرة صحابته , وأيضا صارت لنا عبرة . وكما قيل فى المثل : ( السعيد من اتعظ بغيره ) . وأنا هنا أريد أن أستلهم بعض هذه القصص , لأبين أهمية طاعة الأمير , وخطورة عصيانه , خصوصا بعد أن يمكن الله لخليفته فى الأرض , الامام ناصر محمد اليمانى . وأدعو الاخوة السابقين الأولين , الذين يحملون هم هذه الدعوة على أكتافهم , أن يولوا هذا الأمر , ما يستحقه من الاهتمام . ويا حبذا أن يقوم الامام , أو من ينوب عنه , بأن يضع لنا ميثاقا , نتعاهد فيه على طاعة الأمير , فى المنشط والمكره , وحتى ان جاء ذلك ضد رغباتنا وأهوائنا . والآن لننظر الى بعض القصص , التى أدى فيها العصيان , الى كوارث حلت على الدعوة . من أشهر قصص العصيان التى أتت بنتائج كارثية , قصة الرماة الخمسين , فى موقعة أحد , والذين أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن لا يبرحوا أماكنهم مهما كانت الظروف . فلما رأوا أن المسلمين قد انتصروا فى بادئ الأمر , استعجلوا على النزول لجمع الغنائم , وتركوا أماكنهم قبل أن يأذن لهم رسول الله . فجاء خالد بن الوليد , على رأس كتيبة من كفار قريش , وباغت المسلمين من تلك الجهة , وأنزل بهم تلك الهزيمة المرة . وكان من نتيجتها , استشهاد سبعين من خيار الصحابة , وعلى رأسهم حمزة بن عبد المطلب , أسد الله وأسد رسوله , وسيد الشهداء يوم القيامة . فيا ليت أنهم كانوا أطاعوا رسول الله . ومن القصص المحزنة أيضا , عصيان بعض أنصار الامام على - كرم الله وجهه - لامامهم , وذلك فى موقعة صفين , التى كانت بين جيش المسلمين , بقيادة خليفة رسول الله , وأمير المؤمنين , الامام على كرم الله وجهه , وبين الفئة الباغية بقيادة معاوية بن أبى سفيان . فعندما كاد جيش الحق أن ينتصر , تفتق ذهن أحد أتباع معاوية , عن خطة جهنمية , لايقاع الفتنة فى صفوف جيش على , وبالتالى انقاذ جيش الفئة الباغية من الهزيمة الوشيكة . فكانت حيلة رفع المصاحف على أسنة الرماح . فحدثت بسبب ذلك البلبلة فى صفوف جيش على , كيف لهم أن يحاربوا من يرفع المصاحف ؟ . ولكن الامام على قال لأنصاره : انما هذه حيلة , ولئن صبرتم ساعة من الزمن , ستنهزم الفئة الباغية . فما أطاع القوم امامهم , وياليتهم كانوا أطاعوا خليفة رسول الله . والسبب هو أن عوام الناس , من الذين لا يفقهون شيئا عن الخطط والأساليب الحربية , انطلت عليهم الحيلة , فبدلا من أن يسلموا أمرهم لأميرهم , ومن معه من العقلاء والنبهاء , اكتفوا برأيهم الضعيف , ورفضوا القتال , فانشق الجيش الى قسمين , أغلبه مع الغوغاء , والذين هددوا امامهم , بأنه لو لم يلتزم بترك الحرب واللجوء الى الحوار , فانهم سيحاربونه باعتباره فى نظرهم , لا يحترم كتاب الله المرفوع على أسنة الرماح !! . هنا تجرع سيدنا على الغيظ , ورضخ لداعى الحوار . فماذا كانت النتيجة ؟ . اتفق الطرفان على تحكيم رجلين , من كل طرف رجل , وما يتوصل اليه هذان الرجلان , يكون ملزما لكافة المسلمين . والمصيبة التى حصلت , هى أن بسطاء العقول , ومتوسطى الذكاء , سيطروا بصوتهم العالى , وجلبتهم الفارغة , على مقاليد الأمر فى أوساط جيش على . فأفلت أمر العامة من يد على , وهذه هى النبوءة التى كان قد أنبأه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم , بأنه لن يموت الا بعد أن يتجرع الغيظ . وأى غيظ أكبر على القائد , من أن يعصيه جنوده , ولا يملك لذلك دفعا ولاردا ؟ وكيف به وهو يراهم يقعون فى شراك الخديعة , دون أن يكون فى وسعه حمايتهم ؟ . هنا نصحهم على بأن يختاروا للتحكيم رجلا من الأذكياء وأصحاب الدهاء , حتى لا تنطلى عليه ألاعيب عمرو بن العاص , ذلك الداهية الذى اختاره معاوية ليمثله فى التحكيم . فماذا اختار القوم السذج البسطاء ؟ ! , لقد اختاروا رجلا صالحا , كل صفاته أنه مشهور بالورع والتقوى , وحفظ كتاب الله وترتيله بأعذب الأصوات , حتى شهد له رسول الله , وقال له : ( لقد أوتيت مزمورا من مزامير داوود ) . ولكنه لم يكن من أهل الدهاء والذكاء والنباهة , والتى يتطلبها الموقف , كونه سيكون فى مواجهة مع داهية العرب , عمرو بن العاص . وكانت النتيجة المعروفة , عندما خدعه عمرو بن العاص , فتشتت جيش على , ونجا جيش معاوية , وازداد ثباتا وقوة على قوته . وكأن على لم يكفه ما تجرعه من الغيظ , فجاءت فئة من أنصاره , من الذين كانوا يعترضون على التحكيم , فشقوا عصا الطاعة , وتمردوا على قيادة على , وجعلوا يقاتلونه , ودارت بينهم المعارك الطاحنة , وكل ما عابوه على الامام على , هو متابعتهم لبعض السفهاء , الذين قالوا بأن الامام على قد خالف كتاب الله . ودليلهم على ذلك , أن الامام على قد رضى بتحكيم رجلين , بينما تقول الآية فى كتاب الله : (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم ... )) , (( ان الحكم الا لله )) , فقالوا قولتهم المشهورة , والتى أصبحت شعارا لهم : لا حكم الا لله . فرد عليهم سيدنا على : (( تلك كلمة حق أريد بها باطل )) . ثم أرسل اليهم ابن عمه عبد الله بن العباس , فقال لهم ماذا تنقمون من على ؟ , فقالوا له : لقد احتكم الى الرجال , ولا حكم الا لله . فقال لهم ابن العباس : ألم تسمعوا قول الله : (( حكما من أهله وحكما من أهلها )) ؟ , فجعل الرجال يحكمون فى اختلاف الرجل مع زوجته , فكيف باختلاف الأمة ؟ أليس هو أولى بالتحكيم لأهميته للأمة كلها ؟ , فسكت القوم , فقال لهم : وماذا أيضا ؟ فقالوا له : لقد منعنا على من أخذ الغنائم والسبايا عندما نقاتل الفئة الباغية , فان كانت حربه هذه شرعية , فكان عليه أن يسمح لنا بأخذ الغنائم والسبايا , والا تكون حربه غير شرعية . فذكرهم ابن العباس بموقعة الجمل , وقال لهم : فهل كنتم تريدون أن تأسروا أمكم عائشة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ , فسكت القوم . فقال لهم ابن العباس : ثم ماذ ايضا ؟ , فذكروا له حجة , ففندها لهم كما فعل بسابقتهاا , فاقتنع نصف الخوارج المتمردين , ورجعوا مع ابن العباس , وانضموا الى جماعة المسلمين , وكان عدد الذين رجعوا , ألفا رجل . وأنا هنا أستعجب , سيدنا على , استخدم اللين والشورى مع أنصاره , فماذا كانت النتيجة ؟ , لقد استبد كل منهم برأيه , فتفرقوا وذهبت ريحهم . بينما أن معاوية , أخذ عامة الناس بالشدة , وخوفهم بالسلطان , فخافوه فأطاعوه , وبذل الأموال لزعماء القبائل , وكل من يخاف منه أن يؤلب عليه الناس , فأمن شرهم . فأنظر كيف أن الرجل الصالح الرحيم العادل , الذى وكل الناس الى دينهم , عصوه واختلفوا عليه , والذى أرهبهم بالسلطان , واشترى زعماءهم بالمال , أطاعوه , فاستتب له الأمر . فمن هنا نفهم , بأن الامام العادل , لن يعصم به الله الناس من الفتن , الا اذا أطاعوه كل الطاعة . ولن يطيعوه الا أن يعلموا بأنه فى هذه الطاعة سلامتهم وعزتهم . يحكى أنه كان فى العرب , قبيلة مشهورة بالقوة والعزة والمنعة بين العرب , فسألهم سائل عن سر العزة هذه , فقال له أحدهم : نحن ألف رجل , فسلمنا أمرنا لرجل عاقل , فصرنا ألف عاقل . من هنا نفهم , أن الأمير العاقل , يستفيد من عقله كل أتباعه , على شرط أن يطيعوه ,لا أن يختلفوا عليه . وأنا الآن , أرى بشائر دولة المهدى , وأشم روائح الصحابة , من الأبطال الشجعان , فأتمنى أن أجد لى من أنصار الامام , قائدا شجاعا نابها مثل خالد بن الوليد , فأكون جنديا مخلصا تحت قيادته , ويا لها من سعادة , أن تكون تحت مظلة القائد الرشيد النابغة , فتكون مطمئنا بأنك تمضى فى الاتجاه السليم , ويا لها من نعمة .

  2. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اخى غريب لكل مقام مقال
    فاصبر
    فان دولة المهدى بتعاليمها الراسخة وبنيانها الشامخ ذات الاساس الثابت لفى القريب العاجل سيتعرف كل بما سيقوم به إن شاء الله تعالى
    وسلاما على المرسلين والحمد لله رب العالمين

المواضيع المتشابهه
  1. من الإمام المهديّ إلى صاحب السمو الملكي الأمير الملك محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى عاجلٌ وهام للغاية إلى كافة ملوك وأمراء ورؤساء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها
    مشاركات: 67
    آخر مشاركة: 29-01-2018, 07:44 PM
  2. [ فيديو ] من الإمام المهديّ إلى صاحب السمو الملكي الأمير الملك محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ..
    بواسطة أميرة الإنصارية في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 04-12-2017, 01:23 AM
  3. من الإمام المهديّ إلى صاحب السمو الملكي الأمير الملك محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 15-11-2017, 12:30 PM
  4. ردّ الإمام على أبي عبد الملك: إنَّ الإمام المهدي لا يأمركم بالخروج عن طاعة ولي أمركم..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-04-2011, 06:27 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •