الإمام ناصر محمد اليماني
11 - 02 - 1432 هـ
17 - 01 - 2011 مـ
03:08 صباحاً
ــــــــــــــــــــــ
البيان الواضح لكلمة المحصنة ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله المهتدين وسلم تسليماً، والصلاة والسلام على جميع أنبياء الله ورسله وآلهم الطيبين وجميع المسلمين في الأولين وفي الآخرين إلى يوم الدين..
قال الله تعالى: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ﴿٨٠﴾ وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ ﴿٨١﴾ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النمل].
أحبتي في الله الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، فلا يزال الإمام المهديّ يستوصيكم أن تحرصوا على اتّباع الحقّ كونكم لا تريدون إلا الحقّ والحقّ أحقّ أن يتبع ونُحرّم التعصب الأعمى، ألا والله لو تجدون أنّ أحد علماء الأمّة حقًا هيمن على الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني في موضوع فجاء بالبيان المفصَّل من القرآن لذلك الموضوع خيراً من بيان الإمام ناصر محمد اليماني وأحسن تأويلاً ومن ثم يستيقن البرهان في أنفسكم أن ذلك الحقّ حقاً هيّمن على الإمام ناصر محمد اليماني في أحد مواضيع الدين حصرياً من القرآن ومن ثم تتعصّبون للإمام ناصر محمد اليماني وتغالطون في الحقّ لو تبيّن لكم أنّه عند غير الإمام ناصر محمد اليماني ثم لا تتّبعون الحقّ من ربّكم إذاً لقيّض الله لكم شياطيناً فيجعلهم قرناء لكم ليصدوكم عن السبيل وتحسبون أنّكم مهتدون، وهذا ما سوف يحدث لكم لو تبيّن أنّ الحقّ هو مع غير الإمام ناصر محمد اليماني ثم لا تتّبعوه، ولكن هيهات هيهات.. وأقسمُ بالله ربّ الأرض والسماوات لا يستطيع كافة علماء الجنّ والإنس أن يهيمنوا على خليفة الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً كون الإمام ناصر محمد اليماني يُحاجّ الإنس والجنّ بآيات الكتاب المحكمات البيّنات هُنّ أمّ الكتاب البيّنات لعالمكم وجاهلكم لكل ذي لسان عربيٍّ منكم، إذاً ناصر محمد اليماني يجادل بكلام الله ربّ العالمين ولذلك أجادلكم بحدّ الله في محكم كتابه للأمَة المتزوجة والحُرّة المتزوجة، وأقول قال الله تعالى: {وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ۚ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُم ۚ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۚ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ۚ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنكُمْ ۚ وَأَن تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].
ونستنبط من ذلك حدّ الزانية الحرّة المتزوجة والأمَة المتزوجة فتجدونه محكماً في قول الله تعالى: {فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم، وقد يقول أحد إخواني العلماء: "إنما يقصد أن نجلد الأمَة بنصف ما على المحصنة الحرّة"، ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا أخي الكريم قال الله تعالى: {إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَـٰذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٦٨﴾ قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [يونس]، فآتني بالسلطان المبين عن حدّ المحصنة في كتاب الله. ومن ثم يقول: "إليك يا ناصر محمد اليماني الفتوى عن حدّ المحصنة في محكم كتاب الله المبين وقال الله تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ} صدق الله العظيم [النور:2]، فهذا هو حدّ المحصنة في محكم كتاب الله القرآن العظيم يا ناصر محمد اليماني".
ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: ومن متى أنزل الله حداً للمحصنات لفروجهن المؤمنات اللاتي توصانا الله بالزواج بهن في قول الله تعالى: {وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ} صدق الله العظيم [النساء:25]؟ كون المحصنة لفرجها هي ذات الدين؛ فاظفر بذات الدين تربت يداك، فكيف تجعلون لها حداً في كتاب الله من عند أنفسكم!
ومن ثم يقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني بل يقصد بالمحصنات أي الحرّة المسلمة"، ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: وهل جعلتم للمحصنة لفرجها المؤمنة حداً في كتاب الله؟ ثم يقاطعني غاضباً ويقول: "أفلا تفقه الخبر يا من يزعم أنه المهديّ المنتظَر بل أقصد بالمحصنة أي المسلمة". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا أخي الكريم فهل عندك سلطان بهذا أن المقصود بكلمة المحصنة أي المسلمة فلا نزال نذكرك بقول الله تعالى: {إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَـٰذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٦٨﴾ قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [يونس]، فإن استطعت أن تأتي بسلطانٍ مبينٍ من محكم كتاب الله القرآن العظيم أن المقصود بكلمة المحصنة أي المسلمة فقد أصبح الإمام ناصر محمد اليماني كذّاباً أشراً وليس المهديّ المنتظَر، وإن قلتَ: "مهلاً يا ناصر محمد اليماني إنما ذلك اجتهادٌ مني بأن الله يقصد بكلمة المحصنة أي المؤمنة الحرّة، ألم تر قول الله تعالى: {وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ} صدق الله العظيم، فإن اخطأت فمن نفسي والشيطان وإن أصبت فمن الله". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: فهل ترى الأمر هيناً حتى تجازف بقول الظنّ في هذه المسألة الخطرة التي يترتب عليها قتل أنفس بغير الحق؟ أفلا تعلم أنّ من قتل نفساً بغير حق وكأنما قتل الناس جميعاً؟ وأما برهانك الذي تحاجني به في قول الله تعالى: {وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ} صدق الله العظيم، فهو يقصد بقوله المحصنات أي المحصنات لفروجهن المؤمنات استوصانا الله بالزواج منهن فاظفر بذات الدين تربت يداك، فكيف تجعلون لها حداً في كتاب الله فهل هذا جزاؤها كونها أحصنت فرجها من الزنى كما أحصنت فرجها مريم ابنة عمران عليها الصلاة والسلام؟ وقال الله تعالى: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [التحريم].
وتعالوا لنبحر سوياً في كتاب الله عن البحث عن البيان الحقّ لكلمة المحصنات، ولن تجدوا لها في كافة كتاب الله غير معنيين اثنين لا ثالث لهما، وتعلمون ذلك من خلال الموضوع التي تأتي فيه كلمة المحصنة. فأما قول الله تعالى: {وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ} صدق الله العظيم، فيقصد المحصنات لفروجهن المؤمنات.
وأما المحصنات المُحرمات في قول الله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُوا دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿٢٣﴾ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ} صدق الله العظيم [النساء:23-24].
وتجدون أنه يقصد المحصنات المحرّم الزواج بهن وهنّ المتزوجات إلا ما ملكت أيمانكم وهن نساء الكفار المؤمنات فقد أحلَّ الله لكم بالزواج بِهنّ وحتى ولو هُنّ متزوجات كونهنّ لم تعد تحل لزوجها الكافر. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ ۖ اللَّـهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ ۖ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ ۖ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ۖ وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} صدق الله العظيم [الممتحنة:10].
ويا فضيلة الشيخ السوداني المؤدب والمحترم ومن على شاكلته، فهل تستطيعون أن تأتوا بسلطانٍ بيِّن في محكم كتاب الله القرآن العظيم عن بيانٍ ثالثٍ لكلمة المحصنات؟ فإن استطعتم أن تجدوا ولو في موضعٍ واحدٍ فقط في كتاب الله أنّ البيان لكلمة المحصنات أنه يقصد غير المتزوجات وغير المحصنات لفروجهن، فإن استطعتم أن تأتوا ببيانٍ ثالثٍ لكلمة المحصنة فقد أصبح الإمام ناصر محمد اليماني كذاباً أشراً وليس المهديّ المنتظَر، وعلى كافة الأنصار في جميع الأقطار أن يتراجعوا عن اتّباع ناصر محمد اليماني، وأقول ما أمرنا الله أن نقوله لأمثالكم الممترين: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:111].
أما قول الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً؛ والظنّ هو الذي يحتمل الصح ويحتمل الخطأ فذلك محرمٌ عليكم في محكم كتاب الله ومحرمٌ على الإمام ناصر محمد اليماني، فإني أراكم تقولون على الله ما لا تعلمون أنه الحقّ من ربكم فذلك محرَّم عليكم من ربّكم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون أنه الحقّ من ربكم. وقال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
ولكنكم تجدون دائماً بين أمر الشيطان وبين أمر الله اختلافاً كثيراً؛ بل أمران متناقضان تماماً. وقال الله تعالى: {إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿١٦٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة]، فلماذا تطيعون أمر الشيطان فتقولون على الله ما لا تعلمون أنه الحقّ من ربكم؟ ولربّما يودّ أن يقول أحد علماء المسلمين: "يا ناصر محمد اليماني، نحن لا نقول على الله ما لا نعلم، ولكنّ مشكلتك أنك تُنكر السُّنة النبويّة الحق". ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام المهديّ وأقول: ألا والله إني الإمام المهديّ المنتظَر الذي يتبع كتاب الله وسنة رسوله الحقّ، ألا والله لو ينكر الإمام ناصر محمد اليماني حديثاً حقاً عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لأنكرت القرآن العظيم كون بيان السنة إنما تزيد القرآن بياناً وتوضيحاً للعالمين، وإنما أنكر ما اختلف مع محكم كتاب الله القرآن العظيم، فما لكم كيف تحكمون؟ ولن تجدوا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ينكر من أحاديث السُّنة النبويّة إلا ما جاء مخالفاً لمحكم كتاب الله القرآن العظيم، وذلك تطبيقاً لأمر الله في محكم كتابه الذي يقول لكم لنبيه: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [القيامة].
وعلّمكم الله أنّ ما كان من أحاديث البيان في السُّنة النبويّة من عند غير الرحمن فسوف تجدون بينه وبين محكم قرآنه اختلافاً كثيراً. تصديقاً لقول الله تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختلافاً كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].
أم إنكم لا تعلمون ما المقصود من قول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختلافاً كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم؟ أي ولو كان الحديث من غير أحاديث سنة البيان الحقّ فإذا كان من عند غير الرحمن فسوف تجدون بينه وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً، وإنما الاختلاف هو التناقض تماماً، ولذلك يدعو المهديّ المنتظَر علماء المسلمين والنصارى واليهود إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم لتطبيق هذا الناموس لكشف المُفترى على الله من عند الشيطان على لسان أوليائه سواء يكون في التوراة الغير محفوظة من التحريف أو الإنجيل الغير محفوظ من التحريف أو السُّنة النبوية الغير محفوظة من التحريف، فما كان فيها من عند غير الله فسوف نجد بينها وبين القرآن العظيم المحفوظ من التحريف اختلافاً كثيراً.
إذاً يا قوم، قد جعل الله القرآن العظيم هو المرجعيّة لدين الإسلام الذي جاء به نبيّ الله موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام، فهلموا بالتوراة يا معشر يهود وهلموا بالإنجيل يا معشر النصارى وهلموا بأحاديث السُّنة النبويّة يا معشر المسلمين ليتمّ عرضهم جميعاً على مُحكم كتاب الله القرآن العظيم، فما كان فيهم من عند غير الله فحتماً لا شكّ ولا ريب سوف نجد بينه وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً جملةً وتفصيلاً، كون الحقّ والباطل نقيضان لا يتفقان أبداً، أفلا تتقون؟ وما كان للإمام المهديّ المنتظَر أن يتبع أهواءكم إذاً لضللت وما كنت من المهتدين. وقال الله تعالى: {قُل لَّا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ ۙ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:56].
ولن أتبع السواد الأعظم؛ كما تزعمون بأن الحقّ تجدونه مع السواد الأعظم، وهيهات هيهات، فليس اتباع الحقّ حسب الأكثرية بل حسب سلطان العلم. وقال الله تعالى: {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿١١٦﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
ألا والله يا أحبتي في الله علماء المسلمين، إن ما خالف لمحكم القرآن العظيم أنه جاءكم من عند الشيطان، فكيف تعتصمون بما جاءكم من عند الشيطان وتذرون حبل الله القرآن العظيم وراء ظهوركم، أفلا تعقلون؟ أم إنكم لا تعلمون ما هو حبل الله الذي أمركم بالاعتصام بمحكمه والكفر بما يخالف لمحكمه؟ ألا وإنه القرآن العظيم. وقال الله تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ} صدق الله العظيم [آل عمران:103].
أفلا تعلمون أنه نور القرآن العظيم المحفوظ من التحريف برهان الصدق من ربّ العالمين؟ فاعتصموا بحبل الله القرآن العظيم إن كنتم به مؤمنين، واكفروا بما يخالف لمحكمه يا أيها الناس سواء يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السُّنة النبويّة. وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ من ربّكم وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].
وذلك هو برهان الصدق من ربّكم لا شكّ ولا ريب كونه محفوظ من التحريف، ولذلك يقول لكم الإمام ناصر محمد اليماني ما قيل للمعرضين من قبلكم عن القرآن العظيم: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:111].
فاتقوا الله وكونوا مع الصادقين الذين لا يجادلهم أحد من كتاب الله القرآن العظيم إلا أقاموا عليه الحجّة بالحقّ من محكم كتاب الله، فذلكم هم أئمتكم المصطفين من ربّكم فكونوا معهم ولا تكونوا مع من يعاديهم إنّي لكم ناصح أمين.
ويا فضيلة الشيخ المحترم السوداني ومن كان على شاكلته، أفلا أدلكم كيف تستطيعون أن تغلبوا الإمام ناصر محمد اليماني؟ فوالله لا تستطيعون حتى تأخذوا البرهان الذي يحاجكم به الإمام ناصر محمد من القرآن ومن ثم تأتوا بالبيان الحقّ الأحق من بيان ناصر محمد اليماني وأحسن تأويلاً، وهيهات هيهات.. وربّ الأرض والسماوات لا تستطيعون شيئاً جميع علماء المسلمين والنصارى واليهود وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأن الإمام المهديّ يجادلكم بآيات الكتاب المحكمات البيّنات لعالمكم وجاهلكم لا يعرض عنهن ويتبع ما خالفهن إلا من كان من الفاسقين كونهن آياتٌ بيّناتٌ لعالمكم وجاهلكم حجّة الله عليكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
ومنها قول الله تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [النور].
وحتى تعلمون أنّ المائة جلدة تشمل المتزوجين وغير المتزوجين جاء ذكر حدّ الزنى مرةً أخرى فذكر لكم حدّ المحصنة الأَمَة والمحصنة الحرّة في قول الله تعالى: {وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ۚ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُم ۚ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۚ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ۚ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنكُمْ ۚ وَأَن تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].
وخلاصة هذا البيان فإن ما خالف لمحكم القرآن في سنة البيان فهو من عند الشيطان، فكيف يقول يا سوداني اذهب إليها فإن اعترفت فارجمها، ويا سبحان الله! فهل جعلتم المرأة مجرد قطة فكيف يقول فاذهب إليها فإن اعترفت فارجمها! فهل هي فوضى؟ أليست الأحكام ترد إلى القضاء والمحاكم الشرعيّة والحاكم هو من يقيم حدود الله على بصيرةٍ وليس من هبَّ ودبَّ! أفلا تعقلون؟
وعلى كلّ حالٍ فخلاصة هذا البيان أقول لكم: لئن استطعتم أن تأتوا ببيانٍ لكلمة المحصنة غير بيان المتزوجة وغير بيان التي أحصنت فرجها فإن وجدتم في القرآن غير ذلك فقد حكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني على نفسه لئن استطعتم أن تأتوا ببيان ثالثٍ لكلمة المحصنة فأصبح ليس هو المهديّ المنتظَر وعلى جميع الأنصار في كافة الأقطار أن يتراجعوا عن نُصرته وشدّ أزر دعوة الاحتكام إلى الذكر المحفوظ من التحريف، فذلك بيني وبينكم.
ويا سبحان الله العظيم! فكيف أنكم تتبعون ما يخالف لمحكم آيات الكتاب وتحسبون أنّكم مهتدون؟ وأما السُّنة النبويّة الحقّ فإنّي الإمام المهديّ المؤمن بسنة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله كدرجة إيماني بهذا القرآن العظيم، وإنما ندعوكم إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم كونه محفوظ من التحريف والتزييف ولا ينبغي للمهديّ المنتظَر أن يدعو علماء المسلمين والنصارى واليهود إلى الاحتكام إلى كتاب البخاري ومسلم الذي لدى أهل السنة، ولا إلى كتاب بحار الأنوار الذي لدى الشيعة الاثني عشر؛ بل أنا المهديّ المنتظَر الناصر لمحمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الإمام ناصر محمد أدعوكم إلى ما دعاكم إليه محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للاحتكام إلى القرآن العظيم، فإن أعرضتم كما أعرض أهل الكتاب عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فقد أعرضتم عن الحقّ من ربكم. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
وإنما دعاهم محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - للاحتكام إلى القرآن العظيم كونه يوجد فيه الحكم الفصل فيما كانوا فيه يختلفون في الدين. وقال الله تعالى: {إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآن يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٧٦﴾ وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴿٧٧﴾} صدق الله العظيم [النمل].
ولكن فريقاً منهم أعرض عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم ليحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
ومن ثم غضب الله عليهم ولعنهم وأعدّ لهم عذاباً عظيماً كون سبب إعراضهم هو أنهم قالوا أنهم لن يتّبعوا إلا ما جاء موافقاً لما لديهم في التوراة، وقالوا إنّ ما خالف من القرآن للتوراة فلن يتبعوه، وردَّ الله عليهم وقال تعالى: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّـهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:85].
وما أشبه اليوم بالبارحة يا معشر المعرضين عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، فهل اتبعتم مِلّة فريقٍ من أهل الكتاب الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والمكر ليصدّوا عن اتباع الذكر بأحاديث من عند الشيطان الرجيم؟ وقال الله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].
ولم يكن صدّهم بالسيف بل بأخطر من حدّ السيف وهو الكذب عن النبيّ بأحاديث لم يقلها محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختلافاً كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].
أفلا ترون أنّ الله لم يأمر نبيّه بطردهم وكشف أمرهم بل قال الله تعالى: {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا} صدق الله العظيم، ولكن لماذا لم يكشف أمرهم ويطردهم؟ وتجدون الجواب في محكم الكتاب، لينظر مَنْ الذين سوف يتّبعون كلام الله في محكم كتابه ومَنْ الذين سوف يعرضون عن محكم كلام الله ويتبعون ما يخالف لمحكم كتابه. وقال الله تعالى: {فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختلافاً كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].
إذاً يا قوم، والله لا يستطيع المهديّ المنتظَر هداكم حتى تجيبوا دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، كون الرجوع إلى محكم كتاب الله القرآن العظيم هو الناموس الحقّ لكشف افتراء شياطين البشر سواء يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السُّنة النبويّة.
ويا معشر الذين يشتمون الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، أقول: عفا الله عنكم جميعاً، فإنكم لا تعلمون أنّي الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم، ولسوف تعلمون أنكم كنتم تشتمون الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ويا إخواني لماذا لا تلتزمون بمبدأ الحوار؟ فلماذا تريدون أن تخرجوني عن موضوع الحوار المختار إلى مواضيعٍ أخرى لماذا يا قوم؟ فهل تريدون الحقّ أم الباطل؟ كونوا صادقين مع الله ومع أنفسكم فأنتم أعلم بما في أنفسكم.
ويا قوم ليست القضية لعبة شطرنج أغلبك أو تغلبني بل الأمر عظيم، ومن قال على الله ما لم يعلم أنه الحقّ من ربه فسوف يحمل وزره ووزر من اتبعه إلى يوم القيامة، أفلا تتقون؟ فكيف تصفون أنّ الذي يدعوكم إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم على ضلالٍ مبينٍ؟ ولكن يا قوم إنّما أدعوكم إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم لنبيِّن لكم آياته كوني أعلم أنّه حجّة الله عليكم يوم القيامة وحجة العالِم على طالب العلم فتعالوا للنظر الى حجّة الله عليكم يوم القيامة. وقال الله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ ﴿١٢٤﴾ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا ﴿١٢٥﴾ قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ ﴿١٢٦﴾} صدق الله العظيم [طه].
وقال الله تعالى: {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾} صدق الله العظيم [الزمر].
ولكن انظروا لرد الله على الذين لم يهتدوا إلى الحقّ من ربهم. وقال الله تعالى: {بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الزمر].
وآيات الله في محكم كتابه حجّة الله على الناس أجمعين. وقال الله تعالى: {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿٩٢﴾} صدق الله العظيم [النمل].
إذاً يا قوم إنما يهتدي من اتَّبع الذَّكر وكفر بما يخالف لمحكمه سواء يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السُّنة النبويّة. وقال الله تعالى: {إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [يس].
ألا والله إني لقادر أن أقيم عليكم الحجّة فيما كنتم تجادلونني فيه، ولكنّنا اشترطنا عليكم أن لا نخرج عن موضوع الحوار حتى نخرج بنتيجة نهائية فيه، فيتم تسلسل المواضيع نقطة نقطة حتى نستكمل الحوار في جميع مواضيع الدين إن كنتم تريدون طريقة الهدى وتبيان الحقّ، ولا أريد أن أخالفكم لما أنهاكم عنه فأخرج عن موضوع الحوار وقد نهيناكم عن ذلك، ولسوف نختار مواضيعاً تفيدكم في دينكم وإنقاذاً لكم من الضلال المبين، والإمام ناصر محمد اليماني هو من سوف يختار مواضيع الحوار لتنفيذ مهمتي بالحقّ التي كُلِّفت بها من ربّي أن أبين لكم الحقّ من الباطل، وأما أنتم فمهمتكم هو الذود عن حياض الدين بسلطان العلم من القرآن العظيم والسُّنة النبويّة الحقّ، كون ناصر محمد اليماني لربما يكون هو المهديّ المنتظَر أو من الذين اعترتهم مسوس الشياطين ليقولون على الله ما لا يعلمون.
ولذلك وجب عليكم عدم الإعراض عن ناصر محمد اليماني أو غيره فلا تقولوا: "بل سوف نعرض عن حواره لعدم إشهاره"، ومن ثم أقول لكم إنّكم بسبب هذه الحكمة الغبيّة ظهرت لكم طوائف جديدة في الدين واستباحت قتل المؤمنين كونهم اتّبعهم الذين لا يعقلون وأنتم أعرضتم عن محاورة زعماء تلك الفرق، وما كان حجّتكم إلا الحكمة الخبيثة وهو قولكم سوف نعرض عن حواره لعدم إشهاره، حتى انسلت في الدين فرق بين المسلمين واستباحت قتل المؤمنين وذلك بسبب حكمتكم الغبية؛ بل وجب عليكم الذود عن حياض الدين بسلطان العلم، أفلا تعلمون أنّ ناصر محمد اليماني لو يتبيّن لأنصاره في هذا الموقع أنّ أحد علماء الأمّة قد هيمن على الإمام ناصر محمد اليماني بسلطان العلم الأهدى سبيلاً والأصدق قيلاً حتى ألجم الإمام ناصر محمد اليماني أن أنصار المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني سوف يتراجعون عن اتّباعه في جميع الأقطار فيكونون لهذا الموقع من الشاكرين لو تبيّن لهم أن ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مبينٍ؟ ولكن هيهات هيهات وربّ الأرض والسماوات لا تستطيعون كوني أجادلكم بآيات الكتاب المحكمات لا يكفر بها أو يعرض عنها إلا الفاسقون كونها آيات بينات. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿٩٢﴾} صدق الله العظيم [النمل].
وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
فلمَ يا قوم لا تريدون أن تتبعوا الحقّ من ربكم؟ وإنّما أدعوكم للاحتكام إلى الله أفلا ترضون بالله حكماً بالحق؟ وهل على الإمام ناصر محمد اليماني إلا أن يستنبط لكم حكم الله من محكم كتابه؟ فذلك بيني وبينكم، فهل أنتم مسلمون أم كافرون بهذا القرآن العظيم؟ وقال الله تعالى: {إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآن يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٧٦﴾ وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴿٧٧﴾ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ﴿٧٨﴾ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ إِنَّكَ عَلَى الحقّ الْمُبِينِ ﴿٧٩﴾ إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ﴿٨٠﴾ وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ ﴿٨١﴾ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النمل].
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
_______________