أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميدٌ مجيد وارضى اللهم عن أصحابه الأخيار من المهاجرين والأنصار وعن سائر عبادك المؤمنين أما بعد
أولاً:
أشرنا في المنشور السابق إلى أكثر من نقطة ولم نجد منك رداً عليها! فلاندري هل كان هذا تعمداً منك أم أنك عجزت عن الرد والتعليق عليها؟
وعلى كل حال مانريد قوله لك هو أننا قد إطلعنا على بعض منشوراتك قبل أن نتحاور معك وفهمنا لبّ ما تدعو إليه وقد وجدنا أن فيها من الضلال الشيء الكثير لأسباب كثيرة من أهمها:
1_ أن أساس دعواك بأنك المهدي مبنيٌ ومستندٌ إلى أحد الأحلام التي رأيتها في منامك حسب قولك والذي جاء في أحد منشوراتك بأنك رأيت رسول الله في المنام وأخبرك في المنام أنك المهدي وماجادلك أحد من القرآن إلاّ غلبته و.....إلى آخر
وهنا يتضح أن أساس دعواك مبنيٌ على باطل وما بُني على باطل فهو باطل كون الأحلام أو الرؤيا لايُبنى عليها حكم شرعي ولا يُستدلّ بها.
2_ أنك لست متّبعاً لمحمد بل مخالفاً له كونك تدعو الناس إلى عبادة ماتُسميه النعيم مع أنك تُقرّ أن رسول الله محمد وجميع الأنبياء والمرسلين لم يكونوا من عبيد النعيم ولم يعبدوا النعيم.
وهنا يتضح إنحرافك عن الحق ومخالفتك لرسول الله وللقرآن الكريم الذي أمرنا الله فيه بشكل واضح بأن نتّبع الرسول في آيات كثيرة منها قول الحق تبارك وتعالى:
{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}
فالهداية والفلاح بل ونيل رضوان الله وحبه مقرونٌ ومرتبطٌ باتباع الرسول وأما أن تأتي وتبتدع أمراً في دين الإسلام الذي جاء به رسول الله محمد وجميع أنبياء الله ورسله وهذا الأمر لم يأتِ به أحداً من الأنبياء والمرسلين ثم تدّعي أنك ناصراً لمحمد وأنك على ملّته وملّة إبراهيم حنيفاً مُسلماً فهذا تناقض لايقبله عاقل.
3_ أنك تتهم جميع الأنبياء والمرسلين ومن ضمنهم محمد بأنهم لم يعبدوا الله كما ينبغي ولم يحققوا الغاية التي خلقهم الله من أجلها.
فالغاية التي خلق الله الإنس والجن من أجلها يعرفها كل مسلم وقد ذكرها الله في القرآن الكريم حيث قال:
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}
فعبادة الله وحده لاشريك له هي الغاية من خلق الإنس والجن، وهذا مادعا رسول الله محمد الناس إليه وكل أنبياء الله ورسله كانت هذه دعواهم كما قال الحق جلّ وعلا:
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ}
فهذه هي الغاية التي خلق الله الإنس والجن لأجلها وليست لعبادة النعيم كما تدّعي.
ثانياً:
رداً على ماجاء في منشورك نقول:
أ_ نحن لم ننهى عن التنافس في حب الله بل أشرنا إلى إتهامك الذي وجهته لجميع أنبياء الله ورسله بأنهم لم يعبدوا الله كما ينبغي ولم يحققوا الغاية التي خلقهم الله لأجلها، وأشرنا أيضاً إلى إدعائك أنك ناصراً لمحمد في حين أنك في الواقع مخالفاً له كونك تدعو إلى عبادة ماتسميه النعيم مع أنك تُقرّ أن محمداً وجميع أنبياء الله ورسله لم يعبدوا النعيم وأنك الوحيد الذي جاء بهذا الأمر.
ب_ إن افترضنا جدلاً أن عبادة ماتُسميه النعيم هي من دين الإسلام فلماذا لم يأتِ بها أنبياء الله ورسله ولم يعرفوها ولم يبلغوها للناس من أولهم إلى خاتم الأنبياء والمرسلين محمد وهم الذين جاءوا بالإسلام؟
ج_ هل الإسلام ناقص بحيث تأتِ أنت أو غيرك لتكمله وتأتِ بشيء لم يأتِ به محمد وجميع أنبياء الله ورسله؟
د_ بالنسبة للحديث الذي ذكرته في منشورك حول المتحابين في الله فهو حجة عليك لاحجة لك فهل كان رسول الله يقصد عبيد النعيم كما حاولت أنت أن تُفسّر الحديث؟ وإن كان يقصدهم فهذا يعني أنه كان يعلم بموضوع عبادة النعيم وأخفاه عن الناس ولم يبلغ الناس بهذا الأمر وحاشا لرسول الله أن يفعل ذلك وإن كان كذلك فهذا يعني أنك لست الوحيد العارف بهذا الأمر فهو قد سبقك بمعرفته!
وأما إن كان المقصود بالمتحابين في الله الذين ذكرهم الحديث هم الذين يتحابون في الله لامن أجل أي مصالح دنيوية أو صلة قرابة أو غيرها كما جاء في الحديث وهذا هو الواضح في الحديث وهو المقصود فبالتالي يكون تفسيرك الذي حاولت إيصاله غير صحيح...وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين