الإمام ناصر محمد اليماني
27 - 08 - 1434 هـ
06 - 07 - 2013 مـ
04:54 صباحاً
ـــــــــــــــــــــــــ
عاجل من المهدي المنتظر إلى جميع الأنصار في مِصْرَ، نأمر بعدم المشاركة في المظاهرات مع أيّ طائفةٍ ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله أجمعين من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله وآلهم، يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وعليهم وآلهم وسلّموا تسليماً ولا تفرّقوا بين أحدٍ من رسله وقولوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربّنا وإليك المصير، أمّا بعد..
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار، لقد سبقت فتوانا بالحقّ بعدم المشاركة في المظاهرات الحزبيّة السياسيّة أو المذهبيّة فلا ينبغي أن ننحاز إلى جهةِ طائفةٍ من الأحزاب فنحن ندعو إلى وحدة الأمّة الإسلاميّة العالميّة وننفي التعدديّة الحزبيّة أو المذهبيّة في دين الله كونها مخالفة لحكم الله في محكم كتابه في التّوراة والإنجيل والقرآن العظيم، وقد تفرّقَ أهلُ الكتاب إلى شيعٍ وأحزابٍ وخالفوا حكم الله في التّوراة والإنجيل وأنتم اتّبعتم ملّتهم بإنشاء التعدديّة الحزبيّة بين المؤمنين ونسيتم نهي الله وتحذيره لكم في محكم القرآن العظيم في قول الله تعالى:
{ وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }
صدق الله العظيم [آل عمران:105]
فاتقوا الله يا معشر المسلمين ولا تتبعوا ملّة قومٍ كافرين، وأتحدى علماءكم الذين أفتوكم بجواز التعدديّة الحزبيّة بين المؤمنين أن يستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى محكم كتاب الله القرآن العظيم لننظر حكم الله في شأن التعدديّة الحزبيّة بين المؤمنين وإلى حكم الله الحقّ بنفي التعدديّة الحزبيّة بين المؤمنين. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ }
صدق الله العظيم [الشورى:13]
ونستنبط من ذلك بأنّ التعدديّة الحزبيّة المذهبيّة أو السياسيّة محرمةٌ في دين الإسلام الذي جاء به رسل الله أجمعين من أوّلهم إلى خاتمهم محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وعليهم أجمعين لا نفرّق بين أحدٍ من رسله ونحن له مسلمون.
فاتقوا الله وأطيعونِ يا معشر المسلمين لعلكم تهتدون، فقد علمتم عذاب الله لكم بسبب مخالفة حكم الله إليكم بالتعدديّة الحزبيّة فأذاق الله بعضكم بأس بعضٍ أفلا تعقلون؟ أفلا تعتبرون؟ ولا مشكلة في الانتخابات وينجح كلٌّ من المرشَحين بحسب شعبيّتهم في شعوبهم بشرط عدم وجود تعدد الأحزاب كون التعدديّة الحزبيّة بين المؤمنين تجلب الاختلاف والتباغض بين المؤمنين، فاتقوا الله فقد أهلكْتُم شعوبَكم وأنفسَكم بمخالفة شرع الله في حكمه إليكم.
ويا معشر علماء الأمّة، إنّما يريد الله أن تستيئِسوا من التعدديّة الحزبيّة بين شعوبكم وفشل ما تسمّونه بتعدد الأحزاب السياسيّة الديمقراطيّة فشلاً ذريعاً في بلاد المسلمين بل هي ديمخراطيّةٌ ما أنزل الله بها من سلطان، وندعوكم إلى تحقيق خلافةٍ إسلاميّةٍ عالميّةٍ عادلةٍ ترفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان، فنحن قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه نسعى إلى رفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان وإلى تحقيق السّلام العالمي بين شعوب البشر وإلى التّعايش السلميّ بين المسلم والكافر، ولا إكراه في الدين فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وما علينا إلا الدّعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له على بصيرةٍ من الله؛ البيان الحقّ للقرآن العظيم، ولم يأمرنا الله أن نُكره النّاس حتى يكونوا مؤمنين لكون الله لن يتقبّل منهم عبادتهم خشيةً من العباد بل حتى تكون خشيةً من الله وحده. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (18) }
صدق الله العظيم [التوبة]
فلا إكراه فيما يخصّ عبادةَ الرحمن، وأمّا ما يخصّ الإنسانَ فقد أمرنا الله أن نقيم حدوده التي تحدّ من ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، وجعلنا خير أمّةٍ نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر لرفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان، وذلك أمرٌ من الله إلى الذين مكّنهم في الأرض من زعماء الأمّة. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ }
صدق الله العظيم [الحج:41]
فاتقوا الله يا معشر الإخوان المسلمين، واتقوا الله يا معشر شعب مصر واجتمعوا على نفيّ التعدديّة الحزبيّة في دين الله فلا حزب الإخوان ولا حزب البهلوان والكذب على أمّتكم، فلن تنجو الأمّة الإسلاميّة إلا بطاعة الله في تحريم التعدديّة الحزبيّة بين المؤمنين، فاجمعوا شملكم يا شعب مصر ووحدوا أمّتكم أمّةً واحدةً على كلمةٍ سواءٍ بنفي التعدديّة الحزبيّة بين المؤمنين، ولا مشكلة في تَنَزُّلِ المرشحين والانتخابات من قبل الشعوب، ولكن الطّامة الكبرى تقسيم الشعب إلى طوائفٍ وأحزابٍ وتفرُّق المؤمنين واختلافهم وذهاب ريحهم، فاتقوا الله فقد جرّبتم الحكم العلماني وفشلتم في أمن شعوبكم فشلاً ذريعاً.
ولا نزال نُفتي بالحقّ إنّه لا مخرج للأمّة الإسلاميّة في ظلّ التعدديّة الحزبيّة، ولا مشكلة أن تجعلوا الشعب المصري حزباً واحداً تحت مسمى حزب الوحدة المصريّة فيندمج فيه جميع الأحزاب السياسيّة في الشعب المصري فيكونون حزباً واحداً فقط تحت مسمى حزبُ الوحدة المصريّة، فنحن لا نحرّم الحزب الواحد في الدولة الواحدة وإنّما نحرِّم التعدديّة الحزبيّة فيكون في الدولة الواحدة عدّة أحزابٍ فذلك هو المحرم؛ التعدديّة الحزبيّة في الشعب الواحد لكونها سوف تجعل الشعب الواحد أحزاباً متفرقين و تجلب الفُرقة والاختلاف والتباغض بين المؤمنين، فما خطبكم لا تفقهون قولاً ولا تكادون أن تهتدوا سبيلاً؟
ويا شعب مصر الأبيّ العربيّ، اتقوا الله وأجمعوا أمركم فقد كان أمركم من قبل عليكم غُمةً وظُلمةً بسبب اتّباع التعدديّة الحزبيّة، وكذلك لا نستبعد اليمن من بعدكم فلا تزال التعدديّة الحزبيّة تشكل خطراً عظيماً على الشعب اليماني، ولو أنّهم نفوا التعدديّة الحزبيّة إلى حزبٍ واحدٍ تحت مسمّى حزب الوحدة اليمانيّة لكانوا اتّفقوا، ولكنّهم لن يتفقوا بسبب استمرار تعدد الأحزاب السياسيّة.
ويا معشر الأمّة الإسلاميّة، إني الإمام المهدي ناصر محمد اليماني قد جعل الله في اسمي خبري وراية أمري، فلم يجعلني الله نبيّاً ولا رسولاً لكون خاتم الأنبياء والمرسلين هو محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وإنّما ابتعثني الله ناصراً لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلم - ولذلك جاء قدر التواطؤ للاسم محمد في اسمي في اسم أبي ( ناصر محمد )، ذلكم الإمام المهدي الحقّ من ربّكم وما كان للحقّ أن يتّبع أهواءكم لترضوا عني، فلا حاجة لي برضوانكم بل رضوان الله أعبدُ وأنا له عبدٌ شكورٌ..
وما كان لكم الحقّ أن تختاروا خليفة الله في الأرض من دونه بل الله هو من يصطفي خليفته في الأرض الإمامَ المهدي وليس أنتم من تختارون خليفة الله من دونه. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَرَبّك يَخْلُق مَا يَشَاء وَيَخْتَار مَا كَانَ لَهُمْ الْخِيَرَة }
صدق الله العظيم [القصص:68]
وقد اصطفاني ربّي خليفةً في الأرض فجعلني للناس إماماً لنهديهم إلى صراطٍ مستقيمٍ على بصيرةٍ من ربّي البيانَ الحقَّ الحقَّ للقرآن العظيم، وأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون لنوحِّد صفَّكم ضدَّ المسيح الكذّاب الذي اقترب خروجه عليكم، ويسكن في الأرض المفروشة باطن أرضكم في نفقٍ في الأرض فيها آياتٌ عجباً في جنّةِ بابلَ في نفقٍ في الأرض وهي غير جنّة المأوى عند سدرة المنتهى، ولكنكم لا تعلمون بجنّةٍ لله في نفقٍ في الأرض فيها آياتٌ عجباً! تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّمَاء فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ }
صدق الله العظيم [الأنعام:35]
ونستنبط من ذلك: آياتٌ في نفقٍ في الأرض؛ باطن أرضكم أرض الأنام، وجعل فيها جنّةً ذات حدائقٍ وبهجةٍ، وزيّنها للناظرين، وجعل فيها من كل الفواكه من دون زرعٍ لو كنتم تعلمون!! وجعلكم فيها من قبلُ فاستخلف فيها أبانا آدم عليه الصلاة والسلام، ولكنكم تزعمون إنّ الله جعل آدم خليفةً في جنّة المأوى عند سدرة المنتهى، بل جعله خليفة في الأرض في جنّةٍ لله باطن أرضكم ويسكنها الجنّ من قبلكم. ولذلك قال الله تعالى:
{ وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ﴿١٠﴾فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ﴿١١﴾وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ ﴿١٢﴾فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴿١٣﴾ }
صدق الله العظيم [الرحمن]
أي فبأي نِعَمِ الله تكذبان يا معشر الجنّ والإنس؟ ولكن للأسف أخرج أبويكم الشيطانُ منها بسبب أنّه قد أطاعه آدم وحواء فأكلا من الشجرة التي نهاهم الله عنها، وقد أنظر الله الشيطان في الجنّة باطن أرضكم وحذّر آدم وزوجته أن يطيعوه. وقال الله تعالى:
{ وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ (116) فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ (117) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ (119) فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ (120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ (122) قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ (123) }
صدق الله العظيم [طه]
ونفتي بالحقّ: فلم يخرجْ إبليسَ من الجنّة باطن أرضكم بل أخرجَ أبويكم منها. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ }
صدق الله العظيم [الأعراف:27]
ولذلك ننذر البشر جميعاً أن لا يفتنهم الشيطان بالجنّة كما أخرج أبويهم منها من قبل، فسوف يظهر عليكم قريباً بعد مرور كوكب العذاب وتهدّم سدّ ذي القرنين في جنّة بابل والتي يقسّمها إلى جنّتين، وعند مرور كوكب العذاب سوف يتهدّم سدُّ ذي القرنين في الأرض ذات المشرقين فيخرج عليكم المسيح الكذّاب وجيوشه من يأجوج ومأجوج، ولن يقول إنّه المسيح الكذّاب بل سوف يقول إنّه المسيح عيسى ابن مريم، ويقول إنّه الله! وما كان لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم أن يقول ذلك فاحذروا، بل ذلك المسيح الكذّاب ولذلك يُسمّى المسيح الكذّاب لكونه ليس المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وعلى أمّه وآل عمران وأسلّم تسليماً.
فاتقوا الله يا عباد الله وأطيعوا الله وخليفته الإمام المهدي ناصر محمد اليماني الذي يدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له ويثبت أنّ الشفاعة لله جميعاً ويكفر بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود، وأُنذِر النّاسَ كما أنذرَهم الأنبياء من قبل من عقيدة شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِىٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }
صدق الله العظيم [الأنعام:51]
ويا معشر علماء المسلمين وحكّامهم وأمّتهم، والله الذي لا إله غيره لا منجى لكم من الله إلا الفرارَ إلى الله باتّباع الهدى الحقّ لكم من الله القرآنَ العظيم المهيمن على التّوراة والإنجيل والسُّنة النبويّة، فما خالف لمحكمه فيهما جميعاً فاعلموا أنّ ذلك مفترًى على الله ونبيّه موسى وعيسى ومحمدٍ صلّى الله عليهم جميعاً وسلَّم تسليماً، فاتقوا الله واستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى الله، وما على الإمام المهدي إلا أن يستنبط لكم حكم الله فيما كنتم فيه تختلفون فنأتيكم به من محكم القرآن العظيم، وما جئتكم بجديدٍ بل نفصّل لكم البيان الحقّ للقرآن المجيد الذي بين أيدكم ونغربل التّوراة والإنجيل وأحاديث السُّنة النبويّة، فإن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر فاستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ }
صدق الله العظيم [الأنعام:114]
وإن أبيتُم دعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم فقد رفضتم حكم الله بينكم، فمن يجِرْكم من عذاب الله إن كنتم صادقين؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
{ قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65) }
صدق الله العظيم [الأنعام]
ويا معشر البشر إنّي المهدي المنتظر أحد أشراط السّاعة الكُبر، وقد دخل الدهر في عصر أشراط الساعة الكُبر ومنها بعثُ المهدي المنتظر، وتدرك الشمس القمر، ومرور كوكب سقر، ويسبق الليل النّهار بطلوع الشمس من مغربها، وبعث أصحاب الكهف والرقيم المسيح عيسى ابن مريم، وتهدُّم سدِّ ذي القرنين وخروج المسيح الكذاب ويأجوج ومأجوج لفتنتِكم، فاتقوا الله وأطيعونِ لعلكم تهتدون.
وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "وكيف تدرك الشمس القمر؟" . ومن ثمّ يردّ على السائلين المهدي المنتظر وأقول: كما سوف يحدث في هلال شهر رمضان هذا 1434 للهجرة فكذلك تدرك الشمس القمر ليلة الإثنين، ولكنكم سوف تصومون الثلاثاء برغم أنّ الغُرَّة الحقيقيّة هي يوم الإثنين ولكنّ الشمس أدركت القمر، وقد تركنا هذا الأمر لتشاهدونه بأنفسكم على الواقع الحقيقيّ من قبل بيان المهدي المنتظر لعلكم تعقلون..
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد، وحسبي الله على قومٍ إن يَرَوا سبيلَ الحقِّ لا يتخذونه سبيلاً وإن يروا سبيل الغيِّ والباطل يتخذونه سبيلاً! إنّ الله سريع الحساب وشديد العقاب وغفّار لمن تاب وأناب، فاتقوا الله يا أولي الألباب، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
..............................