قصيدة( نبأ البشرى )
إليكم نبـــأ يـا أيّـــها الناسُ بالبشْرى
إليـكــم بأَذن اللهِ مـا يشـرحُ الصـدرِ
ظهر فـيكـمُ المـهْديّ بالـحـقّ والهدى
ليَـحْـكم بـأَمْـرِ الله نـورا عـلى نــورِ
فمن يستجيب اليوم للخـيرِ سـابـقٌ
فبُشْرى لهم بالخيرِ و الفتْحٕ والنـصرِ
فـقـد جـاءكـم ذكــرٌ مـن اللهِ مـرسلٌ
يفَصّل لكـم آيـاتـهِ مـنـتـهـى اليُـسْـرِ
ألا أَبشـرو بـالـعـدل و الـخيـر قـادمٌ
ألا واعلـمو فالـنصْر ياتي مـعَ الصبْرِ
ألا أيّها الباحث عن الحمْد و الشّـكْرِ
بما لم تقل خيرا سوى كتم ما يجْـرِ
فلا ترتـجي مخلوق ذكـرا و سمـعةً
و إذ أَنْت تدري بالْـحـقيقـةِ مـالأمـرِ
أيا بـاحـثٌ إن كنْـت بالحقّ منـصفاً
فلا تخْـش إلّا الله أو تَـرجُ من أجـرِ
غرور الـتـعـامي و التـغـاريدُ عـنْـوةٌ
لتلهـو بـهِ حيـنـا على ضـفـةِ الـنّـهـرِ
وتَـجْني بهِ إعـجابَ من لـم يفَـكّروا
ولـكنّ ما تجني على نـفسك الخُسرِ
لماذا الـتعـامي عن حـقيقـةِ ما يجـرِ
كأنّ عقول الـنّـاس لا تـعـرف الـمكـرِ
الا أيّــهـا الأعــراب تـبّـــاً لمَـكْــرِكـم
وتَـبّــاً لإِعْــلامِ الـسبـاقـاتِ لـلـعُــهـرِ
وجـاهـرتـمُ الرحـمـنُ بالذّنـبِ جَـهرةً
وأرضيتمُ الشيطان في السرّ والجهْرِ
فبعتم فل س ط ين العروبـة للـشّر
وهَجّرتُمُ الإنسـانَ عن أرضـهِ قَسْــرِ
خَدعـتم عبـاد الله بالـكـذب والـزورِ
شهِـدْتم هـلالا لـم يكـن أوّل الـشهـرِ
ألا إخـرسـوا بالـحـقّ يـا كـلّ خـاسرٍ
فلَسْتـم سوى خُدامُ إبليس والسّحرِ
تـخَـرّصْتُـمُ الأنـبـاء بـالـظـن عُـنــوةً
كتَمْـتـم بيـان الحقّ صدّاً عن الذكْـرَ
وترجونَ كسب الرأي بالزيفِ والمَكْرِ
غـرورا وما أرصادكم تكـشـفُ الـسرِِّ
فـمـا تلـكمُ الأحداث تـجري لنـفسـها
ولا لـلـطّبـيـعـة أي شـيءٍ مـن الأمـرِ
خذوها جحيما بـعْد أن يطلع الفجـر
تمَرّغ أنــوفَ الـكـافـرين على الْجمْـرِ
و نــارا تـلـظّـى قـد أتـاكـم زفـيـرهـا
لتَـنْـزع شوى الكفـار في ليلـة الـقـدر
خذو صاعقة من هولها تكسرُ الصّخْرِ
وتـهدم عـروشَ الظـالمين إلى القَـعرٍ
تمـادت مسـاعيكم وتـطْبيعكم مُـغـرِ
و عاهدْتم الشيطان كفراً على الكفـرِ
غدَرْتم بشَـعْـبٍ مـسّـهُ الضّرُّ و الفـقـرِ
وحاصرْتم الطّفْلَ الجريحَ على القَـبرِ
على صدرِ أمّ يَرضَعُ الخوفَ والـقـهَـرِ
وامٌ تـنـوحُ اللـيـل والـفـجـر والـعَصرِ
ما ضـرّهـم غـيـر الـخـيـانـةِ و الـغَـدْرِ
ومـن يـاتـرى يطعن أخيهِ منَ الـظّـهْرِ
لديكـم سلاحٌ في الـمـياديـنِ لِـلـفَـخـرِ
ولــكــنـه فـي يــد عــجــوزٍ بـلا قَــدرِ
فـمـا أنـتـمُ الـمِـقـداد في مـعـركة بَدرِ
ولا أنــتــمُ الـكــرّار مَـن دمّــرَ الـكُـفْــرِ
#ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ_ﺍﻷﺩﻳﺐ_ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻴﻢ_ﺩﺣﺎﻥ_ﺍﻟﺴﺒﺎﻋﻲ
ربي إليك توجهي وعبادتي
وإلى سبيلك دعوتي وجهادي
