( ردود الإمام على العضو الإدريسي )
- 1 -
الإمام ناصر محمد اليماني
17 - 11 - 1430 هـ
05 - 11 - 2009 مـ
10:40 صباحاً
ــــــــــــــــــــــ
ولو شاهد ذات ربه سُبحانه لما كان هناك داعي أن يريه الله من آيات ربّه الكُبرى
فتوى هامة إلى جميع المُسلمين والناس أجمعين ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله التوابين المُتطهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين..
ويا معشر المُسلمين والناس أجمعين، ألا والله الذي لا إله غيره أنه لو حضر مليون من البشر إلى طاولة الحوار للمهديّ المنتظَر فأدلوا بشهادتهم وكأنها شهادةٌ واحدةٌ موَّحدةُ فيقولون لقد رأينا مُحمداً رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وأفتانا أن نبلّغ البشر أنّ المهديّ المنتظَر هو الإمام ناصر محمد اليماني، لما جعل الله هذه المليون الرؤيا حجّة على المُسلمين والعالمين أجمعين، ولكنّها موعظةٌ لأصحابها إن كانوا صادقين، فلن تتجاوزهم فتواهم لأنّ الله لا ولن يعذب الناس لماذا لم يصدِّقوا بالمهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني بسبب التكذيب بالرؤيا لأنّ الرؤيا لا ينبغي ولا يجوز أن يُبنى عليها حُكمٌ شرعيٌّ في الدين للعالمين، كلا ثم كلا... وهل وجدتم ناصر محمد اليماني قال لكم: يا ناس يا عالَم، بما أنني رأيت جدّي محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في الرؤيا الحقّ أفتاني أنّي المهديّ المنتظَر، فبرغم إنّي لم أفترِ ولكنّي أفتيتُكم بالحقّ لئن صدَّقتم ناصر محمد اليماني أنّه المهديّ المنتظَر نظراً لأنّ جده مُحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أفتاه في الرؤيا الحقّ فإنكم لجاهلون! فما يُدريكم لعلّ ناصر محمد اليماني مُفترٍ بالرؤيا؟ ألا والله لو يجعل الله أحكام الدين تُبنى على الرؤيا لبدّل الشياطينُ دينَ الله تبديلاً فلا يُبقون منهُ شيئاً حتى واحد في المائة إلا وبدّلوه عن طريق الرؤيا الباطلة التي تخالف لمحكم كتاب الله.
ويا أيُّها الإدريسي، مهما قلتَ أنّك شاهدت المهديّ المنتظَر ورأيتَ أنّه الإمام ناصر محمد اليماني فهذه رؤيا لك وحدك لا شريك لك فيها من العالمين، أي أنّها تخصّك وحدك، فإن كُنت صادقاً فلنفسك وإن كُنت كاذباً فعليها، ولن تتجاوزك شيئاً في أمر المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
وبالنسبة لأصدقائك الذين زعمت أنهم ملائكة الرحمن ونقتبس من بيانك ما يلي:
ولسوف أُفتيك بالحقّ فإنّهم من الشياطين وما كانوا من ملائكة الرحمن المُقربين، وإنّهم لكاذبون أو إنّك كذّبت على نفسك. والمعذرة أخي الكريم فلا ينبغي للمهديّ المنتظَر الحقّ من ربِّكم أن يتّبع غير الحقّ حتى ولو كانت لصالحه ليصدق الناس دعوته، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، وحتماً سوف يطلبون منك -إن لم يفعلوا بعد- فيأمرونك أن تسجد لهم من دون الله قربةً لربك نظراً لأنّهم ملائكة الرحمن المُقربون كما فعلوا مع كثيرٍ من الناس من قبلك، حتى إذا لقوا ربَّهم وقال لهم ما كنتم تعبدون؟ قالوا كُنا نعبد ملائكتك ليقربونا زُلفة إليك ربنا، ومن ثم سأل الله ملائكته وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾ فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَّفْعًا وَلَا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴿٤٢﴾ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَـٰذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَن يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَـٰذَا إِلَّا إِفْكٌ مُّفْتَرًى وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴿٤٣﴾ وَمَا آتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ ﴿٤٤﴾ وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ ﴿٤٥﴾} صدق الله العظيم [سبأ].
فقد وجدنا فتواك بأنّ الله يُرى جهرةً -سُبحانه وتعالى علوا كبيراً- من بعد القيام بعمليةٍ جراحيّةٍ مُخالفةٍ لكتاب الله ومخالفة للعقلٍ والمنطق! ألا والله لا ترون إلا نور وجهه تعالى يشرق من وراء الحجاب فتشرق الأرض بنور ربها، بمعنى أنّكم ترون نوره ولا ترون ذاته سُبحانه. ولم يشاهد محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ذات ربه ليلة الإسراء والمعراج وإنما شاهد من آيات ربه الكُبرى، ولو شاهد ذات ربه سُبحانه لما كان هناك داعي أن يريه الله من آيات ربه الكُبرى، فليست آياته أكبر من ذاته سُبحانه وتعالى علواً كبيراً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} صدق الله العظيم [الزمر:67].
ولم يقل الله في مُحكم كتابه أنّ مُحمداً رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قد رأى ذات ربه سُبحانه. وقال الله تعالى: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} صدق الله العظيم [النجم:18].
ومنها نار الله الكُبرى وجنته التي عرضها كعرض السماوات والأرض. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ} صدق الله العظيم [المؤمنون:95].
فمرّ على النار وشاهدها وشاهد من فيها ليلة الإسراء، وكذلك شاهد جنة ربِّه عند سدرة المُنتهى، وهُناك شاهد جبريل نزلةً أخرى بصورته الملائكيّة كما خلقه ربه لأنّه دائماً يشاهده بصورة إنسان؛ بشراً سوياً.. إلا ليلة أنْ وصلا إلى سِدرة المُنتهى تحوّل بقدرة ربه إلى صورته الملائكيّة، فشاهد محمدٌ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أنّ الملك جبريل مخلوقٌ عظيمٌ، ثم خرّ جبريل ساجداً لربّه الله ربّ العالمين، فكان مُحمدٌ رسول الله ينظر إلى حجاب ربهِّ العظيم فإذا هو يرى نورَ وجه ربِّه يُشرق مُخترقاً الحجاب، فإذا ربّه يُرحب به من وراء الحجاب فكلّمه تكليماً ولم يشاهد ذاتَه سُبحانه وتعالى علواً كبيراً.
ألا والله لو تقدِّروا ربَّكم حق قدره فتكفروا برؤية الله جهرة لما استطاع المسيح الكذاب أن يفتنكم شيئاً، لأنه سوف يكلِّمكم مواجهة وأنتم ترونه، أفلا تتقون؟ ألم يضرب الله لكم على ذلك مثلاً (لعلكم تعقلون) أنّه لا يتحمل رؤية الله أي شيءٍ مهما كان عظيماً فهو ليس أعظم من ذات ربه، ولذلك لن يتحمل رؤيته أي شيءٍ من خلقه جميعاً إلا شيء مثله، وليس كمثله شيء من خلقه جميعاً. ولذلك قال الله تعالى لنبيّه موسى عليه الصلاة والسلام: {وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:143].
فهل أنتم لم تدركوا الحكمة من هذا المثل الذي ضربه الله لنبيّه موسى عليه الصلاة والسلام؟ بمعنى: يا موسى إنّ ذات ربِّك عظيمةٌ فلا تتحمل رؤيته أنت ولا غيرك لأنّ ذاتَ ربك عظيمة ولا يتحمل النظر إلى ذاته حتى هذا الجبل العظيم لأنّ ذات ربك أعظم من خلقهِ أجمعين فلا تدركه أبصار خلقه أجمعين، وحتى يكون رسول الله موسى من الموقنين أنّه لا يتحمل رؤية عظمة ذات الله أي شيءٍ حتى هذا الجبل العظيم ولذلك قال: فانظر إلى الجبل فإن استقر مكانه ثابتاً أمام رؤية عظمة ذات الله فسوف تراني: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم، فلماذا قال موسى بعد أن أفاق {سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم؟ بمعنى: إنّه حقاً لا يراه جهرةً جميعُ أبصار خلقه جميعاً لأنّهم جميعاً لا يتحمّلون رؤية عظمة ذات الله، سُبحانه لا تدركه أبصار خلقه جميعاً!
ولربما يقول الذين يفسرون كلام الله حسب أهوائهم: "إنما ذلك في الدُنيا" ثم نُرد عليهم ونقول: وهل ذات الله أقل عظمة في الآخرة؟ سُبحانه وتعالى علواً كبيراً! لا قوة إلا بالله العلي العظيم، إنا لله وإنا إليه لراجعون.
ألا والله يا أيها الإدريسي، إنّك لفي خطرٍ عظيم لئن أخذتك العزة بالإثم فتأبى أن تتّبع الحق، ويا أخي الكريم -بارك الله فيك- إذا كان حقاً أفتاك محمدٌ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أنّ ناصر محمد اليمانيّ هو المهديّ المنتظَر الذي يحاور الناس ليلاً عبر الإنترنت العالميّة ويرتاح قليلاً، فلم يجعل الله رؤياك حجّة على العالمين شيئاً أبداً بل هي تخصُّك فإن صدقتَ فلنفسك وإن كذبتَ فعليها.
ويا أخي الكريم، والله لا أعلم بحجّة على المُسلمين والناس أجمعين إلا هذا القرآن العظيم الذي يحاجُّكم به المهديّ المنتظَر، ألا والله الذي لا إله غيره لسوف أجاهدكم بالقرآن العظيم جهاداً كبيراً ليلاً ونهاراً حتى تُسلِّموا للحقّ تسليماً أو يحكم الله بيني وبينكم بآية من عنده. ألا والله الذي لا إله غيره لو اجتمع كافة عُلماء الأمم في الدين الأولين والآخرين ليحاجّوا المهديّ المنتظَر من القرآن العظيم لكان المهديّ المنتظَر الحقّ من ربِّكم هو المُهيمن عليهم جميعاً بسُلطان العلم من القرآن العظيم بإذن الله ربّ العالمين إنْ كان ناصر محمد اليماني لمِن الصادقين فلكُل دعوى بُرهان. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِي وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ(24)} صدق الله العظيم [الأنبياء].
ويا معشر آل البيت ويا معشر المُسلمين والناس أجمعين، إنما أنذركم بهذا القرآن العظيم الذي تنزّل على خاتم الأنبياء والمُرسلين مُحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بصيرة مُحمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ومن اتّبعه، ولذلك جعله الله بصيرةَ المهديّ المنتظَر ناصر محمد، ولا ينبغي للحقّ أن يتّبع أهواءكم ولن يتبع الحقّ إلا من صدّق بالحقّ، والحقُّ أحقُّ أن يُتّبع وما بعد الحقِّ إلا الضلال. وقال الله تعالى: {إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ} صدق الله العظيم [يس:11].
ألا والله لم يبقَ من القرآن إلا رسمَه المحفوظ بين أيديكم ويخالف لكثيرٍ لما معكم غيره، ولو كان مؤيّداً لما معكم لما أعرضتم عن الدعوة إلى كتاب ربكم، ولكن كثيراً منكم لم يُجِب دعوة المهديّ المنتظَر للحوار لأنه يرى أنّ المهديّ المنتظَر يدعو الناس إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم وحده، ووجدوا المهديّ المنتظَر يذر ويكفر بما خالف لكتاب ربه، وبما أنّهم يعلمون أنّ كثيراً مما لديهم مخالفٌ لكثير لما في كتاب الله ولذلك لم تعجبهم دعوة المهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم.
ويا معشر علماء الأمّة، إن كان لديكم كُتابٌ من الله هو أصدق من القرآن العظيم فأتوني به إن كنتم صادقين؟ ولربّما يودّ أن يُقاطعني أحد علماء الأمّة من الذين لا يعلمون؛ من عُلماء الشيعة فيقول: "يا ناصر محمد اليماني إنّما القرآن ذو أوجه مُتعددة" ثم يقوم إلى جانبه أحد عُلماء السنة فيعضد معه فيقول: "بل لا يعلمُ تأويله إلا الله". قاتلكم الله أنّى تؤفكون أيّها المُفترون على الله المُحرِّفون لكلام الله من الشيعة والسُّنة ومن علماء الأمّة من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون! ولم يقل الله تعالى ذروا القرآن فإنّه لا يعلم تأويله إلا الله؛ بل قال ذروا المُتشابه من القرآن الذي لا تعلمون بتأويله واستمسكوا بمحكم كتابه الذي فصّله الله تفصيلاً من آيات أمّ الكتاب البينات، يفهمها ويعلمها كُلّ ذو لسان عربيٍّ مُبينٍ. وأمركم الله أن تتبعوا آيات الكتاب المُحكمات هُنّ أمّ الكتاب وجعلهنّ الله الحجّة عليكم إن لم تتّبعوا آيات الكتاب المُحكمات، ولم يأمركم الله أن تتّبعوا المُتشابه الذي لا يزال بحاجة للتأويل لأنّه لا يعلمُ بتأويله إلا الله، ويُعلِّم به من يشاء من خُلفائه إن وجدوا فيكم، ولكن الله أمركم أن تتّبعوا آيات الكتاب المُحكمات هُنّ أمّ الكتاب من اتّبعهنّ فقد هُدي إلى صراطٍ مستقيمٍ ومن كان في قلبه زيغٌ عن الحقّ فسوف يتّبع المُتشابه ابتغاء تأويله ولا يعلم بتأويله إلا الله، ولم يجعله الله الحجّة عليكم بل أمركم بالإيمان به فقط أّنه كذلك من عند الله، ولكنّه أمركم باتبّاع آيات الكتاب المُحكمات البيّنات هُنّ أمّ الكتاب ولم يجعلهن الله بحاجة للتأويل لو تدبرتم مُحكم آيات الكتاب البينات، ولكن في قلوبكم زيغٌ عن الحقّ ولذلك تتبعون المُتشابه وتذرون آيات الكتاب المُحكمات. وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ}صدق الله العظيم [آل عمران:7]. ألا والله لقد ضلَلْتُم عن محكم كتاب الله وزِغتُم عن الحقّ يا معشر عُلماء المُسلمين جميعاً، فأضللتم أنفسكم وأمَّتكم.
ويا معشر عُلماء المُسلمين، هل تريدون مهديّاً منتظَراً يأتي يتّبع أهواءكم؟ إذاً لفسدت الأرض والسماء لو يتّبع الحقّ أهواءكم فيقول الشيطان: يا سماء أمطري ويا أرض أنبتي! كذباً وافتراء، ولن تطيعه مثقال ذرةٍ في السماء ولا في الأرض لأنه لم يخلق مثقال ذرةٍ في السماء ولا في الأرض. وقال الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ} صدق الله العظيم [سبأ:22] ؛ بمعنى أنّها لن تطيعه مثقال ذرة، هيهات هيهات.. والله الذي لا إله غيره لا ولن يتّبع الحقّ أهواءكم ما دُمت حياً وأرجو من الله التثبيت على عهدي ووعدي لربّي إن ربّي غفورٌ رحيمٌ، ولا حاجة لي برضوانكم وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّي لا أعبد رضوانّكم بل أعبد رضوان الله، ألا وإنّ رضوان الله هو في الاتِّباع لمحكم كتابه القرآن العظيم والكُفر بما خالف لمحكم كتابه، ومن أصدق من الله حديثاً؟ ومن أصدق من الله قيلاً؟
ويا معشر علماء الأمّة، إني المهديّ المنتظَر أعلن الكُفر المُطلق بجميع ما يخالف لمحكم القرآن العظيم كدرجة كُفري بعبادة الشيطان من دون الرحمن لتعلموا كم قدر إصراري على اتّباع كتاب الله، ولن أتّبع غير كتاب الله وما عندي غير كتاب الله القرآن العظيم، فإن أبيتم فلكم دينكم ولي دين.
ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد المُعرضين عن كتاب الله من أهل سُنّة الشيطان الرجيم التي جاءت من عند غير الله ولذلك تخالف لكتاب الله فيقول: "أفلا ترون أن الإمام المهديّ المزعوم يكفر بالسُّنة المحمديّة التي وردت عن أئمة آل البيت كما يقول الشيعة أو وردت عن الصحابة بشكل عام كما يقول أهل السنة والجماعة؟" ثم يردّ عليهم الإمام المهديّ وأنطق بالحقّ وأشهد عليه كافة من أعثره الله من العالمين على بياني هذا: أنّي لا أكفر إلا بسُنّة الشيطان الرجيم الذي أنتم بها مستمسكون، وأنتم تعلمون أنها مخالفة لمحكم القرآن العظيم، ومنها اعتقادكم برؤية الله جهرة سُبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً، وكذلك اعتقادكم بأن العذاب في حفرة السوءَة، وكذلك رجمكم للزناة المُتزوجين من الأحرار المُسلمين برغم أنّ الله لم يأمركم إلا بخمسين جلدة للمتزوجين من العبيد والأحرار مائة جلدة، وكذلك زعمكم بأن الدجال يحيي الموتى فتطيعه السماء والأرض فيقول يا سماء أمطري فتمطر ويا أرض أنبتي فتنبت.
واسمعوا لقولي، وأقسم بالله لو ينطق الحمار فيقول له أحد عُلماء البشر: "أفلا تعلم أيّها الحمار أنّ المسيح الكذاب يحيي الموتى ويقول يا سماء أمطري فتمطر ويا أرض أنبتي فتنبت مع أنّهُ يدعي الربوبيّة ولا يدعو لعبادة الله وحده؟" لتبسّم الحمار ضاحكاً من عقيدتكم الباطلة ولقال: "فهل علمنا وآمنا بالله بالغيب إلا لأنه مَنْ خلقنا وهو مَنْ أحيانا وهو الذي ينزِّل المطر فيخرج لنا رزقنا من الأرض بالشجر، ولو يؤيد الله بآيات التصديق لوجوده سُبحانه إلى آخر يدعي الربوبيّة إذاً لم تعد لله حجّة علينا، لأنه أيّد بآياته الدالة على وجوده إلى أعدائه.
ويا عُلماء أمّة الإسلام مع احترامي لكم ولكن للأسف والله لا أحترم من لا يعقل، ولكنّي المهديّ المنتظَر أقدِّس أصحاب العقول وأكرمهم تكريماً بإذن الله وهم الذين يتفكرون ويقولون: "إذا كنا ننتظر حقاً المهديّ المنتظَر فالسؤال الذي يطرح نفسه هو: فهل إذا بعث الله المهديّ المنتظَر فهل سيكون شيعياً فيدعو الناس إلى اتّباع الشيعة أم سيكون سُنياًّ فيدعو إلى اتّباع السُّنّة والجماعة أم إنّه سوف يدعو إلى مذهب آخر من مذاهب الدين؟ إذاً فلن يزيد المُسلمين إلا فُرقةً إلى فرقهم لو كان كذلك؛ بل ينبغي للمهديّ المنتظَر الحقّ أن يبعثه الله حكماً بين المُختلفين في الدين، ولكن إذا كان خاتم الرسل مُحمد -صلى الله عليه وآله وسلم- وخاتم الكُتب القرآن العظيم فبماذا سوف يحاجُّ به البشر المهديّ المنتظَر هذا؟" ثم يأتي له عقله بالفتوى الحقّ ويقول له: بكل تأكيد سيحاجِجِ البشر بالذكر المحفوظ من التحريف والتزييف ويدعوهم إلى الاحتكام إلى كتاب الله المضمون، غير إنّ الداعي يجوز أن يكون المهديّ المنتظَر الحقّ خليفة الله ربّ العالمين ويجوز أن يكون شيطاناً أشِراً يُظهر الإيمان ويبطن الكُفر. ثم يتفكر في بيانات المهديّ المنتظَر فهل يدعو إلى عبادة الله بكُل ما أوتي من العلم، فإن كان كذلك فوالله لا يضلّ من اتّبع الداعي إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ذلك بأنّ الله هو الحقّ فهل بعد الحقّ إلا الضلال؟
وأما سُنة مُحمد رسول الله الحقّ فسوف تجدونها لا تخالف لبيان الإمام المهديّ المنتظَر من ذات القرآن وذلك لأنّ محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إنّما كان يُبيِّن لكم ما شاء الله من آيات القرآن، فكيف يأتي البيان مخالفاً لمحكم القرآن أفلا تعقلون؟ أفلا تتقون؟ أفلا تؤمنون؟ فهل أنتم مسلمون أم كافرون أم شياطين؟ أم ما خطبكم وماذا دهاكم حتى تكونوا صامتين، فهل أنتم أصنامٌ لا تنطقون أم بقرٌ من البشر بلا قرون؟ أم إنّكم للحقّ كارهون أم إنّكم لا تريدون إلا أن تقولوا على الله ما لا تعلمون فتطيعوا أمر الشيطان فتقولوا على الله ما لا تعلمون وتعصون أمر الرحمن الذي حرّم عليكم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون؟ أم إنّكم ترون ناصر محمد اليماني شيطاناً أشراً وليس المهديّ المنتظَر ويقول على الله ما لا يعلم؟ قُل هاتوا برهانكم. وأعوذُ بالله أن أكون كمثلكم أقول على الله ما لم أعلم، وأعوذُ بالله ثم أعوذُ بالله ثم أعوذُ بالله أن أكون كالأنعام التي لا تتفكر في مُحكم آيات الذكر، إذاً لوجدتُ من يستطيع الطعن في بياني فيأتي ببيانٍ أكثر خيراً من بياني وأحسن تفسيراً، وهيهات هيهات.. وبما أنّ الحقَّ هو معي فلن يجعل الله لكم على المهديّ المنتظَر سلطاناً من القرآن، وإنما يأتينا أناسٌ يجادلون بثرثرة الكلام ولهو الحديث ليضلّوا عن كتاب الله، ولن يحاجّني بما يخالف لكتاب الله إلا المُعرضون عن كتاب الله.
ويا معشر المُسلمين، إنّي الإمام المهديّ أعلنُ الاستمرار والإصرار على اتّباع الذِّكر وأنذر به البشر ولن يتّبع الحقّ إلا من اتبع الذكر. تصديقاً لقول الله تعالى في محكم كتابه العزيز: {إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ} صدق الله العظيم [يس]. وإن أبيتم فأقول: لكم دينكم ولي دين، وسوف يحكمُ الله بيننا بالحقّ وهو خير الحاكمين.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــــ