- 11 -
الإمام ناصر محمد اليماني
22 - 04 - 1430 هـ
17 - 04 - 2009 مـ
02:41 صباحاً
ــــــــــــــــــــــ
من الإمام المهديّ ناصر محمد إلى أخي الكاشف حفظه الله ..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الحقّ مِن ربّهم وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:26].
وفي هذه الآية تجدون كُفّاراً مؤمنين بالحقّ من ربّهم، ولذلك قال الله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـذَا مَثَلاً} صدق الله العظيم، أولئك هم المؤمنون المُبطلون الذين ليس لديهم شك أنّ محمداً رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- رسولٌ من ربّ العالمين ويعرفونه كما يعرفون أبناءهم، ولذلك لا توجد في قلوبهم الريبة في شأن نبوّة محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. وقال الله تعالى: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَاب وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لاَرتَابَ المُبْطِلُونَ} [العنكبوت:48].
فمن هم المُبطلون؟ إنّهم الذين عرفوا أنّ محمداً رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- نبياً مرسلاً من ربّ العالمين كما يعرفون أبناءهم فكرهوا ما أنزل الله حسداً من عند أنفسهم فأحبط أعمالهم، ومنهم حامل راية الشيطان الرجيم (علم الجهاد) الذي يريد أن يضلَّ العباد عن الصراط المستقيم واتّبع الحكمة التي يوصيهم بها الشياطين: {إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ} [البقرة:102].
ونحن نعلمُ أنّ الشياطين يأمرون بالكفر وإنّما قولهم للمُنافقين: {إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ} أي لا يكفر ظاهر الأمر بل يظهر الإيمان والتصديق ويبطن الكُفر والمكر، فاستجاب شياطين البشر لهذه الحكمة الشيطانية فجاءوا إلى محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- وقالوا: {نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [المنافقون:1].
كما يفعل -لأنّه منهم- علم الجهاد حامل راية الشيطان الرجيم فهو يظهر لكم الإيمان والتصديق ولكنّه من الذين قال الله عنهم: {وَمِنَ النّاس مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ ﴿٨﴾ يُخَادِعُونَ اللَّـهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿٩﴾ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّـهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
{وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴿١٤﴾ اللَّـهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
بل شياطين البشر أحياناً يتفوَّقون في المكر أكثر من شياطين الجنّ لدرجة أنّ شياطين الجنّ تكاد أن تشك في أمرهم أنّهم فعلاً اتّبعوا الحقّ من ربّهم لأنّهم معهم مختبئين في أجسادهم حين يلقَون المؤمنين فيتظاهرون لهم بالإيمان لدرجة أنّهُ لا يمكن أن يشك في أمرهم أحدٌ، فيدهش ذلك شياطين الجنّ كيف اتقنوا الإيمان ظاهر الأمر حتى إذا خلوا بشياطينهم فيطمئن شياطينُ الإنس شياطينَ الجنّ، وقال الله تعالى: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴿١٤﴾ اللَّـهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
ومنهم علم الشيطان الرجيم الذي هو ذاته (علم الجهاد) والذي هو ذاته (راية الجهاد) والذي هو ذاته (المنصور) ولم يكتب بياناً بعد باسم المنصور وبعث لنا رسالة باسم المنصور وأفتى أنّهُ أعلن الحرب علينا، فكيف تُعلن الحرب بالافتراء يا عدو الله وتكتب باسمنا بيانات مُفتريات وبعضها تنسخ بياناً لنا ومن ثم تضيف فيه ما لم أقُله! والحمدُ لله إنّي أفتيت في أمرك منذ أمَدٍ لكي يحذرك الذين يريدون الحقّ. ويا علم الجهاد، إنّك تظنّ نفسك ذكيّ ولكن أقسمُ لك بربي وربك الله الذي أنت لرضوانه لمن الكارهين لتعلمن أن ذكاءك لا يساوي إلى ذكاء المهديّ المنتظَر وفطنته شيئاً.
ويا معشر الأنصار هل تعلمون أنّ علم الجهاد يقينه بأنّي الإمام المهديّ المنتظر أعظمُ من يقينكم جميعاً ولكنّهُ من أشدِّ النّاس على وجه الأرض كُرهاً للإمام ناصر محمد اليماني! أولئك هم شياطين البشر إنْ يروا سبيل الحقّ لا يتّخذونه سبيلاً لأنّهم للحقّ كارهون، فكيف لا تريدونني أن أدعو على مثل علم الجهاد؟ فإذا رأيتم ناصر محمد اليماني يدعو على أحدٍ فإنه لا يدعو إلا على الذين عَلِمَ عِلْمَ اليقين أنّهم من شياطين البشر، وأفتيكم بالحقّ أنّ علم الجهاد هذا قد اقترب أجله بإذن الله نظراً لتجرّؤه علينا بغير الحقّ فيفتري علينا بيانات في صفحة التعليق بموقع الفقه الإسلامي وكأنّهم رضوا بما يفعله علم الجهاد بموقعهم والراضي كالفاعل وزره عند الله.
وكذلك أفتيكم يا معشر علماء الأمّة أنّ الذي يتبين له أنّ الإمام ناصر محمد اليماني يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ ثم يكره ناصر محمد اليماني ولا يرضى بالحقّ من ربّه لأنّه خالف هواه أنّه سوف يقيّض الله لهُ شيطاناً رجيماً فيجعل الله لهُ عليه سلطاناً فيحوِّله إلى شيطانٍ مريدٍ يكره الله ورضوان الله فيصبح مثله كمثل شياطين البشر من اليهود، وذلك بسبب الحسد من عند أنفسهم ويريدون الحقّ أن يتّبع أهواءهم.
أما بالنسبة للشيخ الكاشف، فإني أستوصيكم به خيراً وأحرِّمُ عليكم الإساءة إلى هذا الرجل مهما أتانا منه من الأذى ذلك لأنّ هذا الرجل يخشى أن أكون المهديّ المنتظَر وهو مُكذِّب بالحقّ من ربِّه، وكذلك يخشى أن يتّبع ناصر محمد اليماني وهو ليس المهديّ المُنتظَر، وأفتي كافة الأنصار أنّهُ من شتمه فقد أغضبني ومن أغضبَ خليفة الله الحقّ فقد أغضب الله ورسوله، وذروا الحوار بيني وبينه حصريّاً حتى أقيم عليه الحجّة بالحقّ أو ينقذكم من اتّباع ناصر محمد اليماني فيثبت أنّي لست المهديّ المنتظَر إذا تفوّق على ناصر محمد اليماني بالعلم والسلطان، وأقول له أخي الكاشف، بارك الله فيك وشرح الله صدرك ونوّر الله قلبك وأراك الحقّ حقاً ورزقك اتّباعه وأراك الباطل باطلاً وصرف قلبك عن الباطل فلا تتّبعه إن ربّي سميع الدُعاء.
أخي الكاشف، أقسمُ بربي وربك الله الغفور الرحيم إنّك لن تُصدِّقني أبداً حتى تستخدم عقلك المُفكر الذي ميّز الله به الإنسان عن الحيوان، وسوف أقول لك شيئاً وأقسمُ عليه وهي آية أمانة لديك لا تخفيها إن حدثت حتى لا يكون قلبك آثم فإنّي أقسمُ لك بالله قسماً مُقدماً لئن استخدمت عقلك وتفكّرت في بياني هذا إن عقلك سوف يقول لك: "هذا هو الحقّ من ربك فاتبعه"؛ ذلك لأنّ الأبصار لا ينبغي لها أن تعمى عن الحقّ إذا استخدمها الإنسان، وإنّما يعمى القلب الذي في الصدر. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [الحج].
ولذلك تجدون الله يعظكم فيدعوكم للتفكّر، والعقل هو التفكر في منطق الإنسان وحُجّته هل هي مُقنعة للعقل والمنطق الفكري أم يرفضها، ولذلك قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ} صدق الله العظيم [سبأ:46].
ولذلك فإنّ الإمام المهديّ يعظ أخاه الكاشف فيدعوه للتفكر في دعوة المدعو ناصر محمد اليماني هل ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ أم مِنَ الذين ضلّ سعيُهم في الحياة الدُّنيا وهم يحسبون أنّهم يُحسنون صُنعاً.
ويا أخي الكريم، إنّي والله الذي لا إله إلا هو وحده لا شريك له إنّي الإمام المهديّ المنتظر مبعوث إليكم من ربّ العالمين. ويا أخي الكريم، أقسمُ بالله العلي العظيم أنّي تلقّيتُ من ربّ العالمين إنّني الإمام المهديّ المنتظَر وتلقّيتُ من ربّ العالمين أنّ الله سوف يظهرني في ليلةٍ على كافة البشر وهم صاغرون الذين كفروا بأمري، وأقسمُ بالله العظيم إنّي تلقّيتُ من ربّي حقيقة مجيء كوكب العذاب الأليم، وتلقّيتُ من ربّي أنّه سوف يُسبِّب طلوع الشمس من مغربها وغير ذلك كثير، ولكنّى أفتيك بالحقّ أنّ كلّ تلك الرؤيا لم يجعلها الله الحجّة عليك بل هي تخصّني فتواها كما تخصّ فتوى إبراهيم بذبح ولده في الرؤيا ولم يقُل إنّما ذلك من الشيطان يريد أن أذبح ولدي؛ بل عَلِمَ أنّها رؤيا أمر من الرحمن لأنّه يعلمُ كيف يُفرّق بين رؤيا من الرحمن وحُلم من الشيطان، وأمّا ناصر محمد اليماني فيريه الله محمداً رسول الله فيفتيه في شأنه، وكذلك يريني الله في رؤيا أخرى فيجعلني أنطقُ لهم بنفس الفتوى التي أفتاني بها جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، والحكمة من ذلك حتى أعلم أنّه الحقّ من ربّي لا شك ولا ريب.
ويا أخي الكريم، هل أقول لك شيئاً؟ أن لو كان نسبي ظاهراً أمام العالمين إنّي من آل البيت ثم يأتيني شخص فيقول: "هيا احلف يا ناصر محمد اليماني أنّك من آل البيت من ذريّة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب"؛ لما حلفت لهُ شيئاً، وقلتُ له: الله أعلم يا أخي وما أعلمه من أبي من جدّي من سيدي يقولون إنّنا نحن من آل البيت، فولدتُ وأنا لا أعلمُ بشيءٍ حتى إذا بدأتُ أفهم وصرت صبياً أمشي علمتُ من أبي إنّنا نحن من آل البيت، ولما حلفتُ لك إنّه حقّ يقين لا شك ولا ريب إنّنا نحن من آل البيت، وما يدريني! ولكن حين يفتيني الله فيجمعني بمحمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- وأحد عشر إماماً من آل البيت وفي غرفةٍ واحدةٍ وفيها عمودٌ متوسطٌ بالغرفة يسند إليه ظهره محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ثم تحدث الفتوى في نسبي وشأني فكيف لا أكون من الموقنين! وأقسمُ بالله أنّ يقيني بذلك أنّها رؤيا من عند الله وأمر من الله كمثل يقين خليل الله إبراهيم برؤياه بذبح ولده أنّها أمر من الله ثم ذبح ولده ثم فداه الله بذبحٍ عظيمٍ، فكيف أكفر بالحقّ من ربّي الذي أفتاني بالحقّ -أخي الكاشف- برغم أنّه قيل ذلك من آل البيت أنفسهم أنّ لديهم ما يثبت نسب أُسرتي أنّهم من آل البيت ولكنّي لم أوقن إلا بالفتوى من ربّي، وأما فتواهم فقلت: الله أعلم، ولكنّي أيقنتُ بالرؤيا الحقّ من الله ولكنّ الرؤيا فتوى من الله تخصّ الإمام المهديّ المنتظَر ليعلم علم اليقين أنّهُ الإمام المهديّ المنتظَر، ولكن الله لم يجعل الرؤيا حُجّتي على الكاشف وما يدري الكاشف بأنّها رؤيا حقّ من ربّ العالمين فلعل ناصر محمد من الكاذبين. إذاً ماهي الحجّة التي يريدها الكاشف؟ فهل تريد جلد غزال مكتوب عليه نسبنا يرجع لآل البيت؟ ولكن يا أخي الكريم أفلا تعلم أنّ مُعظم الذين ادّعوا المهديّة في العالمين تجدهم من الذين يعرفهم النّاس أنّهم من آل البيت وأكثر اسماءهم (محمد بن عبد الله) بظنِّه إنّ الحجّة في الاسم! فلا يعلمُ أنّها في العلم.
ويجعل الله للنبي أو الخليفة أكثر من اسمين في الكتاب كمثل اسم محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- وكذلك أحمدُ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولكنّ المسلمين يستخدمون الاسم الذي سمّاه به جده محمد. إذاً لم يجعل الله الحجّة في الاسم، ولو أصررتُم أنّ الحجّة في الاسم إذاً لجعلتم للنّصارى الحجّة عليكم فيقولون: "إن اسم النبي الذي بشّر به المسيح عيسى ابن مريم من بعده اسمه أحمد وليس محمداً". ولكنّ الله يريد أن يُعلِّم النّصارى والمسلمين أنّ الحجّة ليست في الاسم وإنّه قد يكون للشخص أكثر من اسم في الكتاب، فما بالك بالنّسب ذرية من ذرية من ذرية من ذرية على مدار أكثر من أربعة عشر قرناً، فما يُدري الشخص إنّهُ لا شكّ ولا ريب من آل البيت؟ ولعل جدّه العاشر أو التاسع أو الثامن قد خانته زوجته فأنجبت ولداً ليس من صلبه وهو من ذرية ذلك الرجل، فمن ذا الذي يستطيع أن يقسمُ أنّه من آل البيت لا شك ولا ريب؟ ولا يحقّ لهم لأنّهم لا يعلمون علم اليقين بذلك، وما يُدريهم ما يصنع بعض النساء! ولكنّه يحقّ القسم للإمام ناصر محمد اليماني أن يقسم بالحقّ من ربّه إنّه من آل البيت لأنّه تلقّى فتوى النسب بأمر الله عن طريق جده محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم: [كان مني حرثك وعلي بذرك أهدى الرايات رايتك وأعظم الغايات غايتك وما جادلك أحد من القرآن إلا غلبته]، وذلك بحضور أحد عشر شاهداً بالحقّ حتى لا يُنكر ناصر محمد اليماني فتوى جدّه في نسبه، فإن أنكرها تمّ إحضار أحدَ عشرَ شاهداً من أئمة آل البيت الذين حضروا التعريف بنسبي أنّي من آل البيت من ذرية الإمام الحسين بن علي رضي عنهم وأرضاهم.
ويا أخي الكريم، الحمدُ لله الذي جعل الله ورسوله آية لتصديق الرؤيا بالحقّ، فلو يقول لي الكاشف إنّه رأى محمداً رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- فأخبره بحدث ما ولا يزال في علم الغيب وقال له سيموت فلان الذي يعزّ عليك مثلاً بعد شهرٍ تماماً فادعوا له، ثم يخبرني الكاشف بذلك فسوف أقول له: سننظر أصدقت أم كُنت من الكاذبين. فإذا انقضى الشهر ومات فلان فجأةً بعد تمام ثلاثين يوماً فعند ذلك سوف يعلم ناصر محمد اليماني أنّ الكاشف حقٌّ لا شك ولا ريب تلقّى الفتوى بالحقّ عن طريق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وكذلك ناصر محمد اليماني إذا أُفتيكم فأقول لكم أنّ محمداً رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أفتاني أنّه لن يُجادلني أحدٌ من القرآن إلا غلبته بالحقّ بسلطان العلم الحقّ، فهل بعد الحقّ إلا الضلال أخي الكاشف؟ فلكل دعوى برهانٌ، فإذا حقاً تلقيت الفتوى من ربّي بذلك فإن كنت من الصادقين فحقّ على الله أن يصدقني الرؤيا بالحقّ فلا يحاجّني عالِمٌ من كتاب ربّي إلا غلبته بالحقّ، وإن لم يؤيدني ربّي بذلك فقد تبيَّن لكم أنّي كذّاب أشِر ولست المهديّ المنتظر الحقّ من ربّ العالمين، فلكلّ دعوى برهان وسلطاني عليكم والحجّة الدامغة للجدل هو البيان الحقّ للقرآن، ولكن لا بُدّ لي أن أجعل لدعوتي أساساً متيناً، ويُبنى أساس دعوتي على شيءٍ واحدٍ إن أَثبتُّه فقد فزت عليكم وإن لم استطع فلن أقنعكم أبداً وهو أن نحتكم إلى الله ليحكُم بيننا في ما كنا فيه نختلف تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ ربّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيب} صدق الله العظيم [الشورى:10].
ومن ثم آتيكم بحكم الله من الكتاب وإنْ لم أجد فمن السُّنّة الحقّ وذلك لأنّ أحكام الكتاب والسُّنة جميعهم من عند الله ولا ينبغي لمحمد رسول الله -صلى الله عليه آله وسلم- أن يحكمُ بغير ما أنزل الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ ﴿٤٤﴾ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ﴿٤٥﴾ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ﴿٤٦﴾ فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ ﴿٤٧﴾ وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ ﴿٤٨﴾ وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ ﴿٤٩﴾ وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٥٠﴾ وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ ﴿٥١﴾ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ﴿٥٢﴾} [الحاقة].
ويا أخي الكاشف، إنّي أدعوك إلى الله أن يحكم بيني وبينك بالحقّ فهل تقبل الله حكماً، فمن أحسنُ من الله حُكماً؟ وإليك حُكم الله الحقّ في مُحكم كتاب أحكامه المحفوظ من التحريف يحكم الله على الكاشف وكافة علماء الأمّة أن يجعلوا مُحكم كتاب الله هو المرجع للأحاديث النّبوية وما كان منها جاء من عند غير الله فسوف يجدون بين أحكام كتاب الله وأحكام الله عن طريق السُّنّة اختلافاً كثيراً، وما على ناصر محمد اليماني إلا أن يستنبط لكم حُكم الله الحقّ من مُحكم القرآن العظيم. تصديقاً لحُكم الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].
وعلى هذا الأساس أدعو كافة علماء الأمّة إلى الحوار فيضعوا في طاولة الحوار ما هي الأحكام التي اختلفوا عليها، ومن ثم سوف يأتيهم الحُكم الحقّ بسلطان العلم من مُحكم كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ حتى لا يجدوا في صدورهم حرجاً ممّا قضيت بينهم بالحقّ ويُسلِّموا تسليماً بإذن الله، نعم المولى ونعم النصير.
ويا أخي الكاشف، إنّ بعض الأحاديث المُفتراة وكأنّها حقّ في ظاهرها لا شك ولاريب وهي قد جاءت مُخالفة في الحكم في مُحكم القرآن العظيم كمثال الحديث المُفترى عن محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
ويخالف لمُحكم قول الله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:256].
ويُخالف لمحكم قول الله تعالى: {وَقُلْ الحقّ مِنْ ربّكم فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} [الكهف:29].
ويُخالف لقول الله تعالى: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (22)} [الغاشية].
ويُخالف لقول الله تعالى: {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقرآن مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ} [ق:45].
ويُخالف لقول الله تعالى: {فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَىٰ ﴿٩﴾ سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَىٰ ﴿١٠﴾ وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى ﴿١١﴾ الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَىٰ ﴿١٢﴾ ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ ﴿١٣﴾ قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ ﴿١٤﴾ وَذَكَرَ اسْمَ ربّه فَصَلَّىٰ ﴿١٥﴾بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيا ﴿١٦﴾ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ ﴿١٧﴾} [الأعلى].
ويُخالف لقول الله تعالى: { إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى ربّه سَبِيلًا} [المزمل:19].
ويُخالف لقول الله تعالى: {كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ ﴿١١﴾ فَمَن شَاءَ ذَكَرَهُ ﴿١٢﴾ فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ ﴿١٣﴾ مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ ﴿١٤﴾ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ﴿١٥﴾ كِرَامٍ بَرَرَةٍ ﴿١٦﴾} [عبس].
ويُخالف لقول الله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [التكوير].
وهذا بالنسبة للأحكام العقائدية التي تتعلّق بالعبادة لله، أما الأحكام الحدوديّة فهي جبريّة، فما هي الأحكام الحدوديّة؟ وهي الأحكام التي تمنع الإنسان عن ظلم أخيه الإنسان. تصديقاً لقول الله تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ} صدق الله العظيم [آل عمران:110] ومن أحسن من الله حكماً؟
وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوك الإمام ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــ