العلماء الروس يؤكدون الاحترار السريع على مدار الـ 120 عاما الماضية في أقصى شمال أوروبا
09_04_2024
يشير علماء جامعة "بطرسبورغ" الحكومية إلى أن درجة الحرارة في أقصى شمال أوروبا ترتفع بمقدار ثلاث مرات أسرع من المتوسط في نصف الكرة الشمالي للأرض.
قام علماء الجغرافيا من جامعة "بطرسبورغ" ومعهد دراسات القطبين الشمالي والجنوبي بتحليل البيانات المتعلقة بالتغيرات في درجة حرارة الجو على مدار الـ 120 عاما الماضية في أرخبيل سبيتزبيرغن القطبي والمياه المجاورة، وتبيّن أن درجة حرارة الجو ترتفع بمعدل أسرع بثلاث مرات من المتوسط في نصف الكرة الشمالي.
يذكر أن أرخبيل سبيتزبيرغن يقع على الحدود بين روسيا والنرويج، وهو أحد المناطق الواقعة في أقصى شمال أوروبا. ويوجد اليوم خمس مستوطنات هناك، اثنتان منها في منطقة جزيرتي بارنتسبورغ وبيراميد تقعان في الأراضي الروسية. ووفقا للجامعة، يعتبر العلماء الأرخبيل مكانا فريدا للبحث بسبب موقعه الجغرافي والجيولوجي، فضلا عن النباتات والحيوانات التي تعيش هنا. وأحد مجالات البحث الرئيسية هو مجال دراسة مناخ هذه المنطقة.
وتم تحليل كتلة من البيانات حول التغيرات في درجة حرارة الجو خلال فترة الأرصاد بأكملها، وقد أجريت أطول فترة من الأرصاد في جزيرة بارنتسبورغ، وأكثر من 75% من المعلومات عبارة عن بيانات تم جمعها خلال الأرصاد الآلية المنتظمة، ما يسمح بالخروج باستنتاجات أكثر صحة.
يذكر أن ارتفاع درجة حرارة الجو قريبا من سطح الأرض في العقود الأخيرة (1991-2020 ) هو المعيار المناخي الجديد الذي حددته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية والذي يحدث بمعدل متوسط يبلغ حوالي 0.34 درجة مئوية لكل 10 سنوات. وهذا الارتفاع سريع للغاية، أي ما يقرب من ثلاث مرات أسرع من المتوسط في نصف الكرة الشمالي في مناطق روسيا، ويمكن على مدى 120 عاما الماضية من الأرصاد الجوية التعرف على فترتين من التبريد وفترتين من ارتفاع درجة حرارة مناخ الأرخبيل. وقد بدأ الاحترار الحديث في منتصف الثمانينيات، لكنه ازداد حدة منذ عام 1990.
يفسّر العلماء ارتفاع درجة حرارة بداية القرن الماضي بالتغير في طبيعة الدورة العامة للغلاف الجوي، والذي تجلى فقط في القطاع الغربي من القطب الشمالي. ولا يرتبط الاحترار الحديث بالعمليات الطبيعية في النظام المناخي فحسب بل ويرتبط أيضا بزيادة تركيز غازات الدفيئة، وخاصة ثاني أكسيد الكربون بسبب النشاط الصناعي
وهذه الظاهرة، بصفتها ما يسمى تضخم معدلات القطب الشمالي الذي تتميز بها هذه المنطقة بالذات، تعود إلى عمليات معقدة للغاية من التفاعل بين الغلاف الجوي والمحيط في ظروف وجود الجليد البحري على خلفية ظاهرة الاحتباس الحراري المتطور التي يشهدها الكوكب، ويعتقد بعض الخبراء أن مثل هذا المعدل من الاحترار في القطب الشمالي يمكن أن يؤدي إلى ترقق الغطاء الجليدي وربما اختفائه خلال المائة عام القادمة".