يا صاحب اليمانى قال محمد رسول الله ( من قال : أنا خير من يونس بن متى فقد كذب ) اى من قال منكم ولم يقل من قال أنى اى يعنى نفسه خير من يونس بن متى فلا يظن احد من المؤمنين انه برغم ما بدر من يونس نبى الله عليه السلام انه بذالك افضل منه فهو نبى الله لا ريب فكل منكم يعرف قدره ويا صاحب اليمانى انما اهل السنة والجماعة اتباع رسول الله فيا اخى ان ايات الشفاعة مذكورة فى القرآن ولكنك لا تفهم الشفاعة جيداً فارجع الى قول السلف فيها والحسرة يا رجل على الكافرين الذين يستهزؤن بالله ورسله وكذبوهم تكذيبا فحق على الله منهم ما شاء عليهم وما انا بقانط من رحمة ربى فإنه لا يقنط من رحمته الا الضالين بل ان الشفاعة ثناء على الله ودعاء مجاب ادخره محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام لأمته فى الأخرة ونسأل الله ان يثبتنا على ملة محمد رسول الله حتى ندخل تحت ظل دعوته المرحومة
ويا رجل ما ظنك فى جمال محمد رسول الله الذى فاق جماله كل جمال وما ننكر جمال يوسف النبى فذالك ثابت فى كتاب يتلى أنآء الليل وأطراف النهار ولك أوضح أكثر وقبل هذا فالتعلم ان رسول الله محمد أجمل لا ريب عندنا فى ذالك من نبى الله يوسف عليهما افضل الصلاة والسلام
فوالله الذي لا إله غيره، إن كان الله قد أعطى ليوسف بن يعقوب شطر الحسن -أي: نصف الحسن- فقد أعطى الحسن كله لمحمد صلى الله عليه وسلم.
وقد يقال: إذا كان الله قد أعطى محمداً صلى الله عليه وسلم الحسن كله فلماذا لم تتعرض له امرأة قط؟! بينما يوسف عليه السلام الذي أعطى نصف الحسن قد تعرضت له النساء، بل وقطعن أيديهن انبهاراً بجماله، قال الله تعالى: وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ * فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ [يوسف:30-31].
فامرأة العزيز لما سمعت الكلام كثر في وسط المدينة، عملت وليمة للنساء وجمعتهن -من المعلوم أن كيد الشيطان ضعيف، أما كيد المرأة فعظيم: إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ [يوسف:28] أعظم من كيد الشيطان! إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم -ودبرت خطة: بأن أعطتهن ثمرة الأترج والسكاكين ليقطعن الأترج، ثم أمرت سيدنا يوسف بالخروج عليهن، فلما رأينه انبهرن بجماله وقطعن أيديهن ولم يشعرن؛ لشدة ما رأينه من جمال يوسف عليه السلام. فإذا كان هذا حال النساء مع يوسف عليه السلام لأنه أعطي نصف الحسن، فمحمد صلى الله عليه وسلم أعطي الحسن كله، فلماذا لم تتعرض له صلى الله عليه وسلم امرأة ولم تفتن به وقد أعطي الجمال كله؟
فالجواب: أن الله جل وعلا حينما كسا محمداً بالجمال كسا جمال محمد بالهيبة والجلال والوقار، فما كان أحد يجرؤ على أن يملأ عينيه من نور وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولذلك دخل أعرابي والنبي صلى الله عليه وسلم يتعبد لله جل وعلا فارتعد الأعرابي واصفر لونه، فإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم ينظر إليه ويقول له: (هون عليك يا أخي! أنا لست ملكاً من الملوك، إنما أنا ابن امرأة من قريش، كانت تأكل القديد في مكة) وهذا هو التواضع، وهو من أعظم أخلاقه صلى الله عليه وسلم. فالنبي صلى الله عليه وسلم قد أعطى الحسن كله.
فجمال سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام جمال قد مزج بجلال ، فليس بالجمال الفاتن المضل ، بل جمالاً يهدي الناظرين إلى رب العالمين
[CENTER]ماذا اقول وكلى خجل بين يدى ربى من قومٍ من جلدتنا لا يعرفون قدر نبيهم ولا كمال جماله وجلاله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما بعثَ اللهُ نبيًّا إلا حسن الوجهِ حسنَ الصوت، وإن نبيَّكم أحسنهم وجهًا وأحسنهم صوتًا" رواه الترمذيّ