اولاً : بخصوص الجملة التالية (وكذلك لا تصدقون بجسد المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام أنه في الأرض حتى إذا وقع القول أخرجه لكم حي يمشي
ويدعو الناس لإتباع الحق المهدي المنتظر ويكون من التابعين).
فإبليس الشيطان الرجيم سيأتي مدعياً أنه عيسى إبن مريم عليه وعلى أمه الصلاة والسلام، لذا إبليس يسمى بالمسيح الدجال الكذاب، بمعنى أن ليس كل من يخرج علينا فيقول أنه المسيح عيسى إبن مريم صدقناه بل له قرائن وشواهد تثبت ذلك، فأولاً سيقول إني عبد الله وليس إبن الله أو الله كمثل ما سيقول ابليس، ثانياً بأن أشراط الساعه التي مررتم بها حتى طلوع الشمس من مغربها وحصول العذاب بمرور كوكب سقر لم تتيقنوا من صحتها ولم تصدقوا من كان ينذركم بها ( الإمام المهدي)، ويكون من التابعين للإمام المهدي ناصر محمد، فليس بعد خاتم الأنبياء والمرسلين محمد علية وعلى آله الصلاة والسلام، نبي مرسل.
ثانياً : بخصوص إسم المشرك، فليس العبرة بإسمه بل بخبر الحدث وما يترتب عليه من وعيد شديد من الله لمن يفعل فعله.
وبخصوص المسجد الحرام فتقول أنه قبر الرسول ؟ وتعلم بإن قبر الرسول في المدينة المنورة، وصلاة الرسول في مسجده بالمدينة كانت في آمان وليس بها سياده أو سلطة وقوة للكفار بها فكيف تجعل في قولك تناقض ؟ لذا المسجد الحرام المقصود به بيت الله الحرام في مكة المكرمة.
ثالثاً : الدابه هي كل مخلوق يدب بجسده على الأرض سواء برجلين أو أربع أو أكثر أو على بطنه. ولنفند مسألة الدابه فقد وجدت بردودك العجب فتجعل القياس لمعرفة معنى كلمة الدابه كما وضح لك الإخوان فتصف أن المقصود أن عيسى عليه الصلاة والسلام هو الدابه في كل آيه من الآيات.
1- هل من أمم الدواب غير الإنسان أو الجن أرسل الله لهم أنبياء ورسل يدعونهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، فستقول لي لا لم نجد في كتاب الله رسلاً للحيوانات والحشرات وإلخ .. !
إذن نأتي لقول الله تعالى ( (54) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ) الأنفال.
ولقوله تعالى ((21) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ) الأنفال.
ونستخلص مما سبق قوله تعالى ((7) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ) المُلك.
والناتج النهائي حتى يصل المفهوم واضحاً قوله تعالى ((23) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) البقرة.
إذن الناس الذين هم وقود للنار هم شر الدواب الذين لا يعقلون، من الذين يمشون على رجلين.
والمحصلة النهائية أن الدابه التي سيبعثها الله فتخبر الناس انهم بآيات الله لا يوقنون هي إنسان والمقصود بها عيسى إبن مريم عليه وعلى أمه الصلاة والسلام.