معذرة أمامي فلا رد بعد ردك
صلى الله عليك وعلى جدك وعلى جميع الأنبياء والمرسلين
دَرَجات حَرارةِ المُنَاخ تَستَمِر في الارتِفاع بِسَبَب فَيْح جَهنَّم إضافَةً لِحرارةِ الشَّمس في مُحكَم القُرآن العَظيم ..
بقلم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني يوم 08 - محرم - 1445 هـ
موافق 26 - 07 - 2023 م الساعة 07:46 صباحًا بحسب التقويم الرسمي لأمّ القُرى
صَيْفُ سَقَرَ يَبدأُ في اجتياحِ شِتاءِ القُطبِ الشَّمالي كَما وعَدناكُم بالحقِّ لعَامِكم هذا (1445 هـ) ..
بقلم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني يوم 18 - جمادى الآخرة - 1445 هـ
موافق 31 - 12 - 2023 م الساعة 07:44 صباحًا بحسب التقويم الرسمي لأمّ القُرى
غَزَّةُ المُعجِزَةُ مَقبَرَةُ مَن غَزَاهَا ..
بقلم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني يوم 18 - ربيع الآخر - 1445 هـ
موافق 02 - 11 - 2023 م الساعة 07:09 صباحًا بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى
لا يَزالُ يَومُ السَّبْتِ (السَّابعِ من أكتوبر) يَومَ نَحْسٍ مُستَمرٍّ عَلى شَيَاطِينِ البَشَرِ بإذن الله الوَاحدِ القَهَّار ..
بقلم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني يوم 13 - ربيع الآخر - 1445 هـ
موافق 28 - 10 - 2023 م الساعة 06:56 صباحًا بحسب التقويم الرسمي لأمّ القُرى
معذرة أمامي فلا رد بعد ردك
صلى الله عليك وعلى جدك وعلى جميع الأنبياء والمرسلين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على المرسلين والحمد الله رب العالمين :
عفوا ياإمامي الحبيب لكن لدي نقطة اريد ان استفهم منها
فنحن علمنا من بياناتك الكريمة ان الله يحب ان يعفو ويغفر ولكن ماذا عن الغلام الذي قتله العبد الصالح بأمر من الله عز وجل
فأنا كما فهمت ان الله لايحاسب العبد على ذنوبه المستقبلية الا بعد فعلها في حال العبد لم يستغفر ربه بصدق وأصر على ان يفعلها مجددا ولكن بقتل الغلام الذي لم يقترف بعد الذنب المستقبلي بحق والديه المؤمنين كماأظن اليس معنى ذلك ان الله حاسب الغلام بذنوبه المستقبلية من قبل ان يفعلها ؟!!!!!
بقوله تعالى :
(1) وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا
صدق الله العظيم
فقد حكم عليه على افعال مستقبلية لم تتحقق على أرض الواقع بعد وبذلك لم يعطى فرصة للغلام بان يستغفر ربه لعله ينيب الى ربه ويتوب عن اخطاءه
والسلام على المرسلين والحمد الله رب العالمين
لقد اخذ الله الغلام من قبل ان يذنب وهذه بحد ذاتها فيها رحمتان رحمة للغلام ورحمة لوالدي الغلام فرحمة للغلام بان الله اخذه من قبل ان يذنب وادخله الجنه لانه يبدو انه لم يكن عاقلا عندما قتل وبهذا رحمه الله وادخله جنته والرحمة الثانية هي لوالديه بان رحمهما بالدنيا بان لا يرهق هذا الغلام والديه بالطغيان والكفر عندما يكبر اليس م هذا نتبين ان الله ارحم الراحمين
والراي الاول والاخير للامام عليه الصلاة والسلام
لا اله الا الله وعلى انبيائه صلى الله وعلينا حلت رحمة الله
الله الله الله الله
يا سعد قوم بالله فازو ولم يرو في الورى سواه ولم يرو في الورى سواه
قربهم منه واجتباهم قوم يحبهم ويحبونه
ليس هذا باجتهادنا انما الفضل من الله
ازال حجب الغطاء عنهم فراو رضوانه في سماه
ليس هذا باجتهادنا انما الفضل من الله
إقتباس من بيانات الامام نصره الله :
--------------------------------------
فتعالوا لأعلمكم من هو طالوت الرُجل الصالح و الذي زاده الله بسطة في العلم ولسوف نعود إلى قصة موسى وعبدٌ من عباد الله الصالحين ولم يكُن نبياً ولا رسولاً وكان يعلم بأن هناك رجُل وامرأة صالحين وقد تبنوا لهم غلاماً لم يكُن من ذُريتهم وإنما لأنهم لم يأتي لهم أطفال، ولكن هذا الغلام كان من ذُرية شيطان من البشر ولا خير فيه وإنما تبناه هذان الأبوان الصالحان لوجه الله واتخذوه ولداً لهم ولا يعلمون من هم أبواه الحقيقين، وأراد الله أن يُبدلهم خيراً منه زكاةً وأقرب رحماً، ومعنى قوله أقرب رحماً أي من ذُريتهم، والآية واضحة وجلية بأن هذا الغلام ليس ابنهم من ظهورهم، وإنما تبنوه لوجه الله. وقال تعالى:
{وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ﴿٨٠﴾ فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ﴿٨١﴾}
صدق الله العظيم [الكهف]
ولذلك قتل الرجل الصالح ذلك الغلام، وأبدلهم الله خيراً منه زكاةً وأقرب رُحماً، وذلك العوض الذي جاءهم من الله خيراً منه زكاةً وأقرب رُحماً، الذي أعطاه الله للأبوين الصالحين، إنهُ طالوت عليه السلام، الرجُل الصالح الذي أتاه الله المُلك وزاده بسطة في العلم و بلغ أربعين سنة يوم استلام القيادة من بعد نبي الله هارون الذي بلغ من الكبر عتياً، ومن ثم قُتل طالوت في المعركة واستلم القيادة من بعده نبي الله داوود عليه السلام ..
إقتباس اخر من بيانات الامام: https://albushra-islamia.com/showthread.php?p=4843
ولكن الله قد نبأنا بأخباركم وقال الله عنكم:
{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الخِصَامِ(204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لَا يُحِبُّ الفَسَادَ(205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ العِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ المِهَادُ (206) }
صدق الله العظيم [البقره]
ولكني المهدي المنتظر أعلم إن الآية تتكلم عنكم وعن قوم آخرين ولدوا من الحرث الذي أهلكتموه ليهلك النسل فلا يلدوا إلا فاجرا كفارا وإذا قيل له إتقِ الله أخذته العزة بالإثم كِبراً وغرور فأما أنتم فلا تأخذكم العزة بالإثم بل تتظاهرون بالتقى والصلاح وإن الله وهب لكم جن صالحين ولكني أشهد الله وملائكته والصالحين من عباده إنكم تعلمون إنهم أولياؤكم من الشياطين فأنتم لهم عابدون وعبادتكم لهم أن يسخروكم في الصد عن سبيل بإهلاك الحرث والنسل حتى لا يلدن النساء إلا فاجراً كفاراً كما فعلتم من قبل بحرث قوم نوح فكانوا لا يلدون إلا فاجرا كفارا وفتنتم امرأة نوح التي خانت زوجها مع أحدكم يامعشر المشعوذين فأنجبت فاجرا كفارا وكان يظن نوح إنه ابنه ولكن الله أفتاه إنه ليس ابنه وإنه ثمرة عمل غير صالح بسبب خيانة امرأة نوح مع أحد المشعوذين.
وقال الله تعالى:
{ وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (47) }
صدق الله العظيم [هود]
ومن ثم بين الله في موضع آخر إنه ليس ابنه نتيجة خيانة زوجته وإنه ثمرة عمل غير صالح. وقال الله تعالى:
{ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا }
صدق الله العظيم [التحريم:10]
اقتباس: https://albushra-islamia.com/showthread.php?p=7081
فتدبروا يامعشر الشياطين القول الحق من ربكم ومن ثم لا تجدون أن بينكم وبين رحمة الله إلا أن تتوبوا فتتبعوا سبيل الحق، أم إنكم لا تعلمون القول الحق {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُـلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً}؟ أليس الشياطين شيء من كُل شيء من خلق الله؟ ثم انظروا للقول الحق:
{فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَاتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ}
صدق الله العظيم [غافر:7]
إذاً ليس بينكم وبين رحمة الله إلا التوبة إلى الله واتباع سبيل الحق إلى ربكم ثم يغفر الله ذنوبكم يا عباد الله مهما كانت ومهما تكون. تصديقاً لقول الله تعالى:
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٥٩﴾ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّـهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ ﴿٦٠﴾}
صدق الله العظيم [الزمر]
وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــ
ولكن حتى لو انه كان من ذرية الشياطين فهو لم يرتكب ذنب بحكم انه صغير لهذا كان رحمة به وبمن تبنياه ان اخذه الله فهل ان كان من ذرية الشياطين وهو لم يرتكب ذنب بعد يدخله الله النار طبعا لا وانما اكيد الى الجنه فهذه رحمة له ورحمة لمن تبنياه من ان خلصهم الله منه من قبل ان يكبر ويطغى بالكفر
لا اله الا الله وعلى انبيائه صلى الله وعلينا حلت رحمة الله
الله الله الله الله
يا سعد قوم بالله فازو ولم يرو في الورى سواه ولم يرو في الورى سواه
قربهم منه واجتباهم قوم يحبهم ويحبونه
ليس هذا باجتهادنا انما الفضل من الله
ازال حجب الغطاء عنهم فراو رضوانه في سماه
ليس هذا باجتهادنا انما الفضل من الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد نفهم والله أعلم الحكمة من القتل الغلام وهو ان الله رحمة في بني اسرائيل قد استجاب لدعائهم فرحم والدي الغلام
بالتبني المؤمنين ثم رحم الغلام قبل ان يكبر ويكفر ويزداد طغيانا بتوفي روحه بقتله على يد العبد الصالح ويبدلهما
ربهم بمن هو خيرا منه واقرب رحما لهم ورحمة لبني اسرائيل ببعث ملكا يحكم بالعدل...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لكن اعتقد والله اعلم ان الحكمة من قتل الغلام هي اعمق من ذلك فلو كان من أجل ان يبعث الله لبني اسرائيل ملكا يحكم بالحق
لبعث لهم طالوت دون قتل أحد ولكن أظن لان الله يريد ان يعلم موسى عليه السلام ان فوق كل ذي علم عليم حتى لايظن انه الاعلم
كونه كلم الله عز وجل وهذا بيان يوضح القصة :
-----------------------------------------------------
موسى والعبد الصالــح..
وقد ضرب الله لك مثلاً يا عدو الله في كليمه موسى فأحسن تأديبه حين ظن أنه أعلم عبد نظراً لأن الله كلمه تكليماً بينما الآخرين يرسل إليهم جبريل عليه الصلاة والسلام ومن ثم ابتعثه الله لكي يتعلم المزيد من العلم {فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً} صدق الله العظيم [الكهف:65]
ومعنى قول الله تعالى {عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً}
أي عبد من عباد الله الصالحين ليتعلم منه العلم كليم الله موسى عليه الصلاة والسلام ليعلم لكي لا يتم حصر العلم على الأنبياء والمُرسلين من دون عباد الله الصالحين، ويريد الله أن يُعلِّمَ موسى وكافة المُسلمين أنه يوجد في الصالحين من هو أعلم من كليم الله موسى وهو عبد من عباد الله الصالحين وقال تعالى:
{قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً} صدق الله العظيم [الكهف:66]
وبما أن الرجل الصالح أعلمُ من موسى قال له:
{قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٦٧﴾ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا ﴿٦٨﴾ قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا﴿٦٩﴾}[الكهف]
فانظروا لقول كليم الله موسى ونبيه ورسوله بما أنه يعلمُ أن فوق كُل ذي علم عليم هو أعلمُ منه، والذين أوتوا العلم درجات فلا يستوون في علمهم بل درجات، والأكثر علماً وجب على الأقل منه علماً أن ينقاد لأمره ويأتم به كمثل المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام والمهدي المٌُنتظر، فبما أن المهدي المُنتظر هو أعلمُ من رسول الله المسيح عيسى بن مريم ولذلك جعل الله عبده المهدي المنتظر إماماً للمسيح عيسى بن مريم صلى الله عليه وآله وسلم، وكذلك موسى عليه الصلاة والسلام بما أنه يعلم أن الإمامة والقيادة حسب درجات العلم وواجب على العالم أن ينقاد لمن هو أعلمُ منه فلا يعصي لهُ أمراً.
ولذلك قال رسول الله وكليمه موسى صلى الله عليه وآله وسلم:
{قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا}
وهو كليم الله موسى ينقاد للرجل الصالح فلا يعصي له أمراً ياعلم الجهاد الذي يريد أن يصدَّ العباد عن التنافس على ربهم فيعبدونه كما ينبغي أن يُعبد، ألا والله لو وجدنا أن كليم الله موسى صبر ولو على واحدة لأصبح كليم الله موسى عليه الصلاة والسلام هو أعلمُ من الرجل الصالح، ولكن الرجل الصالح كان يُذكره بالحكم في نتيجة الرحلة من قبل أن يتبعه وقال له:{قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا}
ولكن موسى أكد له وقال: {قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا}
ولذلك كان العبد الصالح يُذِّكر موسى أثناء الرحلة بهذه النتيجة التي أعلنها لموسى مقدماً فانطلقا بعد الاتفاق أن لا يسأله عن أي فعل يراه يفعله حتى يحدث له من ذلك ذكراً فيخبره عن السبب. وكان هذا شرط بينهما، وأول حدث لم يصبر عليه كليم الله موسى حين خرق الرجل الصالح سفينة المساكين الذين أركبوهم لوجه الله فخرقها الرجل الصالح بعد الوصول إلى الشاطئ وهم لا يعلمون المساكين، ولو علموا لثأروا لسفينتهم من الرجل الصالح ولما صبروا كما لم يصبر موسى عليه الصلاة والسلام:
{قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا ﴿٧١﴾ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٧٢﴾ قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا ﴿٧٣﴾ فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا ﴿٧٤﴾قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٧٥﴾ قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي ۖ قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا ﴿٧٦﴾ فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ ۖ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا ﴿٧٧﴾ قَالَ هَـٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا ﴿٧٨﴾ أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا ﴿٧٩﴾ وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ﴿٨٠﴾ فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ﴿٨١﴾ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا ﴿٨٢﴾ } صدق الله العظيم [الكهف]
فانظروا لقول الرجل الصالح كيف يُذكر موسى ويقول ياموسى لستَ أنت أعلمُ مني ألم أقل أنك لن تستطيع معي صبراً فأبيت وقلت بل سوف تجدني إن شاء الله صابراً فلا أعصي لك أمراً؟
وها نحن لم نجد موسى يصبر ولو على واحدة ولذلك كان الرجل الصالح يُذكر موسى بنتيجة الرحلة التي أعلنها من قبل أن يرحلوا سوياً ولذلك كان يقول له:
{قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا}
ومن ثم رد عليه موسى وقال:
{قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرً}
ومن ثم {فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا}
ولكن موسى قد حكم على نفسه وقال: {إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا}
فقد رأيتم أن موسى قد حكم على نفسه لأن سأله بعدها فلا يصاحبه فقد بلغت من لدني عذراً إن فارقتني ..
{فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ ۖ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا ﴿٧٧﴾ قَالَ هَـٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا﴿٧٨﴾} صدق الله العظيم
فلم نجد موسى صبر حتى ولو على واحدة فقط وتبين لنا أن حُكم الرجل الصالح على موسى من قبل أن يبدؤوا الرحلة هو الحق، حين قال له الرجل الصالح من قبل أن يرحلا سويا:
{قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٦٧﴾ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا ﴿٦٨﴾ قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [الكهف]
وبرغم أن موسى عليه الصلاة والسلام قال إن شاء الله ولكن الله لم يشاء:
{قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا} صدق الله العظيم
ولكن الله لم يشاء أن يحصر العلم على الأنبياء من دون الصالحين يا علمَ الجهاد الذي يُريد أن يصدَّ العباد عن الدعوة الحق. وأما فتواك في شأن المسخ أنهُ قد مضى وانقضى فإنك لمن الكاذبين، ولم ينقضي إلا المسخ إلى قردة وبقي المسخ إلى خنازير، وأما حُجتك بقوله تعالى:{وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ} [المائدة:60]
وقلت أن جعل فعل ماضي، ومن ثم أرد عليك بالحق، أي أنه جعل ذلك في الكتاب فيصدق الحدث بالفعل في قدره المقدور في الكتاب المسطور، ويُصدق الحدث في قدره المقدور في الكتاب المسطور، وإن أبيت إلا أن تقول أن المسخ إلى خنازير قد مضى وانقضى بحُجة قول الله وجعل ومن ثم أرد عليك بالحق وأقول لك فما رأيك بقول الله {فاطلع} أليس هذا فعل ماضي؟ وقال الله تعالى: {فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ} صدق الله العظيم [الصافات:55]
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على الانبياء والمرسلين وآلهم الطاهرين وانصارهم الى يوم الدين.
حسب ما فهمته من بيان الامام في قصة موسى والعبد الصالح ان الله اراد ان يعلم نبيه موسى بان فوق كل ذي علم عليم وانه يوجد من هو اعلم منه وهو ليس بنبي ولامرسل
بحيث لا يتلقى الوحي من الله عن طريق جبريل عليه السلام فهنا كانت الحكمة من ابتعاثه ليتعلم مزيدا من العلم ...
قال تعالى:
{فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً}
وقتل العبد الصالح للغلام لم يكن عقوبة له ولامحاسبة من الله على ذنوبه التي علم الله بغيبه انه سيعملها
بل ان حادثة القتل مع بناء الجدار وخرق السفينة هي المحاور الثلاث هي التي ارتكزت عليه القصة وادرجت جميعا تحت رحمة الله
وكما بينها العبد الصالح لنبي الله موسى وهذا هو العلم الذي لم يعلمه نبي الله موسى فاخبره سبب خرقه للسفينة و سبب بنائه للجدار الذي يريد ان ينقض
ثم قتله للغلام فلما انتهى من شرح الاسباب للاحداث الثلاثة بين له ان هذه الاعمال التي عملها هي رحمة من الله لاصحاب السفينة وللغلامين اليتيمين والابوين الصالحين
{قَالَ هَـٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا ﴿٧٨﴾ أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا ﴿٧٩﴾ وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ﴿٨٠﴾ فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ﴿٨١﴾ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚوَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا ﴿٨٢﴾}
وحتى الغلام هنا هو داخل رحمة الله التي بينها الله على لسان العبد الصالح لان الله لايحاسب الغلام على ذنوبه التي كان سيعملها
وعلمها الله بعلم الغيب فهنا الله قد شمل هذا الغلام برحمته واحسانه ..هذا ما فهمته من بيان الامام عليه السلام والله تعالى اعلم
وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين
((وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. ))