الموضوع: من كان يحب الله فليتّبع أنبياء الله وينافسهم في حب الله

النتائج 11 إلى 15 من 15
  1. افتراضي

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركانه ورضوان نفسه
    جزاكم الله خيرا مما جزا وفده المكرمين على منابر من نور الى الرحمن وفدا حياكم الرحمن اكرم الاكرمين

  2. افتراضي

    وإياكم وجميع الأنصار حفظكم الله وأدامكم بتمام الصحة والعافية وتقبل منكم صالح الأعمال

  3. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 3718 من موضوع ردود الإمام على العضو (قل الله): لن أقبل بين أنصاري مشركاً بالله بعدما تبيّن لي شركه بربه..



    ( ردود الإمام على العضو "قل الله" )


    - 1 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    06 - 01 - 1431 هـ
    22 - 12 - 2009 مـ
    12:55 صــباحاً
    ـــــــــــــــــــــــــ



    لن أقبل بين أنصاري مشركاً بالله بعدما تبيّن لي شركه بربّه..

    اقتباس المشاركة :
    مارأي الامام في ماذكر في البرنامج
    في البرنامج طرحوا الآراء التي ترجح بأنه لا يوجد كوكب نيبرو أو أنه موجود ولكن لن يؤثر على الأرض والعلماء يرجحوا حدوث عاصفة شمسية بعد سنة تقريبا سوف يكون لها الأثر على وسائل الاتصالات .
    ما بيانك ياأيها الامام يهمنا رأيك؟
    انتهى الاقتباس

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخي الكريم، بارك الله فيك فإني لم أترقّب قناة أبو ظبي لأستمع ما يقولون عن كوكب نيبيرو لأنّهم إن اعترف به الناس جميعاً فوالله الذي لا إله غيره لا يزداد يقيني في أمره شيئاً، وكذلك لو ينكر وجوده ومجيئه الإنسُ والجنُّ فوالله الذي لا إله غيره لا ينقص من يقيني بمجيئه شيئاً، وهل تدري لماذا؟ وذلك لأني لم أتلقّى الفتوى بمجيئه من إنسانٍ ولا جانٍّ؛ بل علّمني بوجوده الرحمن في الرؤيا تلو الرؤيا تلو الرؤيا تلو الرؤيا تلو الرؤيا تلو الرؤيا تلو الرؤيا، وبما أنّ الرؤيا لا تُبنى عليها فتوى شرعيّة للأمّة ولذلك أراني ربي كوكب العذاب في محكم الكتاب كما سبق تفصيله من الكتاب ذكرى لأولي الألباب.

    وأقسمُ بمن أنزل الكتاب وهزم الأحزاب الله العزيز الوهاب أنّ كوكب العذاب حقيقةٌ، وأنه سوف يرونه الناس جميعاً رأي العين، وأنه سوف يجعل الشمس تظهر من مغربها. فأين تذهبون يا معشر البشر المُعرضين عن البيان الحقّ للذِّكر وعن داعي المهديّ المنتظَر إلى الاحتكام إلى كتاب الله، فلا تُنظِروا إيمانكم بالحقّ من ربكم حتى تروا العذاب الأليم؛ بل أنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون، واتّبعوا أحسن ما أُنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتةً وأنتم لا تشعرون، واتقوا الله خيراً لكم وحكّموا عقولكم يا معشر البشر قبل أن يسبق الليل النهار فذلك يومٌ عسيرٌ تبلغ من هوله القلوب الحناجر، فكم نحاول إنقاذ البشر جميعاً بدعوتهم إلى الدخول في دين الله جميعاً فيكونون مُسلمين لله ربّ العالمين مُستمسكين بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ فيعبدون الله وحده لا شريك له، ولكن للأسف إن أوّل من تصدى لهذه الدعوة هم المُسلمون فمن يجير الذين يصدّون عن الحقّ من ربهم عذاب يومئذ، أفلا يتقون؟ أفلا يتفكرون في دعوة ناصر محمد اليماني هل ينطق بالحقّ؟ ألا والله لو يقارنون دعوة ناصر محمد اليماني ودعوة كافة الأنبياء والمُرسلين لوجدوا أنّ دعوة الإمام ناصر محمد اليماني هي ذاتها دعوة جميع المُرسلين من ربّ العالمين ولكنهم للأسف يريدون مهدياً منتظراً يأتي مُتّبعاً لأهوائهم وإلا فسوف ينال غضبهم ومقتهم ولعنتهم.

    ثم يردّ عليهم المهديّ المنتظَر وأقول: وحتى ولو أعرض المهديّ المنتظَر عن كتاب الله واتّبع أهواءكم لما نلتُ برضوانكم شيئاً وحتى ولو رضيت علينا طائفةٌ سوف يغضب علينا أكثر من سبعين طائفةٍ، وأعوذُ بالله أن أهتم برضوانكم شيئاً لأني لا أعبدُ رضوان الشيعة ولا السُّنة والجماعة ولا غيرهم من الذين فرقوا دينهم شيعاً وكُلّ حزبٍ بما لديهم فرحون، وذلك لأني المهديّ المنتظَر أعلن الكُفر المُطلق بالتعدديّة الحزبيّة في الدين فلا أدعو إلى مذاهب الشيعة ولا إلى مذهب السّنة والجماعة ولا أدعو إلى أي فرقةٍ من فرق المُختلفين في الدين بعدما جاءتهم البينات في القرآن العظيم وأعوذ بالله أن أكون منهم من الذين فرقوا دينهم شيعاً حتى لا أكون من المُعذبين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:105].

    ولذلك لن أكون من المُختلفين في الدين؛ بل حنيفاً مُسلماً وما أنا من المُشركين أدعو الناس إلى كلمةٍ واحدةٍ سواء بين جميع المُرسلين أن لا نعبد إلا الله فلا نعظّم أنبياءنا ورسلنا والمكرمين منا بغير الحقّ؛ بل هم عباد لله أمثالنا لهم في الله من الحقّ ما لنا، ولذلك أدعو كافة العبيد إلى التنافس إلى المعبود الإله الواحد ونحن له مسلمون وفي حبّه وقربه متنافسون ولنعيم رضوانه عابدون.

    وحين أدعوكم إلى منافسة محمدٍ رسول الله يا معشر المُسلمين فليس معنى ذلك أنكم تستطيعون أن تتجاوزوه، ولكن الله سوف يحشركم في زمرته يا من تنافسونه في حُبّ الله وقربه صلى الله عليه وآله وسلم، ولكني أفتيكم بالحقّ في الذين يرفضون أن ينافسوا محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حُبّ الله وقربه فيقولون: "وكيف ينبغي لنا أن ننافس محمداً رسول الله في حبّ الله وقربه؟". أولئك قد أشركوا بالله ولن يجدوا لهم من دون الله ولياً ولا نصيراً وسوف يتبرأ منهم محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويقول لهم ما قاله رسول الله المسيح عيسى ابن مريم:
    {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119) لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} صدق الله العظيم [المائدة].

    ولم يقل لكم محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ الله لي وحدي من دونكم فلا تنافسوني في حُب الله وقربه". وإنكم لتعلمون يا معشر المُبالغين في تعظيم رسول الله أنه لم يقل ذلك ولكنكم أشركتم بالله وأنتم لا تعلمون. ولن يتّبع المهديّ المنتظَر من كان يعبد محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولن يتّبع المهديّ المنتظَر من كان يعبد المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وعلى أمّه وآل عمران وسلّم؛ بل يتبع محمداً رسول الله وجميع الأنبياء والمُرسلين في دعوتهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له فيؤمن إنما هم رُسل الله عبيد من المُسلمين فينافسونهم في حُبّ الله وقربه، ولو لم يستطيعوا أن يتجاوزوهم ولكن هكذا ينبغي أن تكون عبادتهم لربّهم، وليس للإنسان إلا ما سعى، وبذلك يفوزون فوزاً عظيماً،
    وإنّما الشرك هو العقيدة في القلب بأنّه لا يجوز منافسة محمدٍ رسول الله في حُبِّ الله وقربِه، ومن اعتقد بذلك فقد أشرك بربه وأحبط الله عمله ثم لا يتقبل الله منه شيئاً.

    ويا معشر المُسلمين، إنّي أشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أنّي المهديّ المنتظَر ولكن لو أقول لكم يا معشر المُسلمين بما أنّي المهديّ المنتظَر خليفة الله عليكم ولذلك لا ينبغي لكم أن تنافسوا خليفة الله في حبّ الله وقربه، فلو أقول لكم ذلك فلن تُغنوا عني من الله شيئاً وأعوذُ بالله أن آمركم بتعظيمي من دون الله فأكون من المُعذّبين، بل أقول لكم ما قاله جميع المُرسلين من ربِّهم أن اعبدوا الله ربي وربكم وإنما أمر الله كافة المرسلين والمهديّ المنتظَر أن نكون من المُسلمين المُتنافسين في حُبّ الله وقربه فنكون ضمن عبيد الله ولكنكم عظَّمتم رُسل الله من دون الله.

    ولربما يودّ أن يقاطعني الصبي الذي انقلب على عاقبيه من جعل مُعرِّفَه (قل الله) فيقول: "وكيف تعظيم الأنبياء من دون الله؟". ثمّ نردّ عليه بالحقّ ونقول له: هو أن تجعل محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطاً أحمراً بينكم وبين الله فترى أنه لا يحقّ لك أن تتجاوزه فإن اعتقدت ذلك فقد عظّمته من دون الله فأشركت بالله ولن تجد لك من دون الله ولياً ولا نصيراً، ولكن لو كان تراجعك من المنافسة اقتصاداً منك في العبادة فاكتفيت بما فرض الله عليك وقلت حسبي ذلك لتقبل الله عبادتك وجعلك في أصحاب اليمين ولكنك لن تنال حبّ الله وقربه؛ بل من أصحاب اليمين وسلامٌ لك من أصحاب اليمين، وأما لو تترك المنافسة في حبّ الله وقربه لأنك تعتقد أنه لا يجوز منافسة عباد الله المُكرمين من الأنبياء والمرسلين في حبِّ الله وقربه فهنا وقعتَ في الشرك بالله وعظّمت عبيده من دونه ثم يجعلك من المعذبين ثم لا يُغنوا عنك من الله شيئاً، وأمّا حين تشمّر لمنافسة عباد الله المُكرمين فأضعف الإيمان سوف تتجاوز من درجات أهل اليمين إلى درجات المقربين، ألا وإنّ المقربين درجاتٌ ودرجاتٌ بعضها فوق بعضٍ، ومن كان ينافس في حبّ الله وقربه مُخلصاً لربه لا يمكن أن يكون من أصحاب اليمين؛ بل من عباد الله المُقربين.
    واعلموا إنَّ الفرق لعظيم بين عباد الله المقربين فليسوا هم درجةً واحدةً؛ بل درجات، وليس للإنسان إلا ما سعى.

    ولكن لربّما أحد المُسلمين يتمنى أن يكون من المقربين
    من شدة حُبِّه للأنبياء ثم يكتبه الله من المُشركين! أمّا إذا ما تمنى أن يكون من المُقربين من شدة حُبه لله ربّ العالمين ويريد من ربه أن يحشره في زمرة من يحبه الله لأنه يحبّ من أحبه الله ويبغض من بغضه الله فأولئك هم الربانيون أحباب ربّ العالمين نظر الله إلى قلوبهم فإذا في قلوبهم أشدُ الحبّ هو لله فأحبّوا رسله من أجل ربّهم، فهم يحبون من أجل الله ويبغضون من أجل الله.

    ويا معشر المُسلمين، إن كان الله هو أحبّ شيءٍ إلى أنفسكم فلا تعظِّموا شيئاً دونه فتجعلون بينكم وبينه عبداً، هو خطٌ أحمر؛ حدٌ ترون أنه لا ينبغي لكم أن تتجاوزوه ومن اعتقد بذلك فقد أشرك بالله.

    ويا من يُسمى نفسه (قل الله)، إما أن تتوب إلى الله متاباً أو سوف أقوم بحذفك من قائمة الأنصار،
    ولن أقبل بين أنصاري مشركاً بالله بعدما تبيّن لي شركه بربه، وبالنسبة لبيانك فأنا من حذفته بنفسي وأعلن بذلك على الملأ وذلك لأنك جعلت محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطاً أحمر بين العباد والمعبود وترى أنّه لا يجوز للمُسلمين أن يتجاوزوه؛ بل إلى دونه ثم يتوقفون، إذاً فقد أمرتهم أنت بالشرك بالله.

    ويا رجل لا تكن من الجاهلين! فهل حين تقرأ أنّ ناصر محمد اليماني يدعوك لمنافسة محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ترى أنّي قد تجاوزت بك محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ ألا والله الذي لا إله غيره أن جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لهو أحبّ إلى نفسي من جميع المسلمين ولو كان لي من الأمر شيئاً لما رضيت أن يتجاوزه أحدٌ من المُسلمين، وذلك لأنه أحبّ إلى نفسي منهم جميعاً ولذلك أريده هو أن يكون أحبّ إلى الله منهم وأقربُ، وإنّما نريد أن نخرجكم من دائرة الإشراك بالله فلا ينبغي لكم أن تجعلوا عبداً من عباد الله جميعاً خطاً أحمر فتعتقدون أنه لا ينبغي لكم تجاوزه، فإن فعلتم فقد أشركتم، فما خطبكم لا تفقهون قولاً؟

    ويا عباد الله، فليكن حبّكم الأكبر هو لله، ثم أحبّوا أنبياءه من أجله، والصالحين من عباده من أجله، وتنافسوا على حبّه وقربه إن كنتم إياه تعبدون.


    ولم يقل لكم المهديّ المنتظَر أنا خطٌ أحمر بينكم وبين الله فلا ينبغي لكم أن تتجاوزوني؛ بل أقول: إني أتحدّاكم أن تتجاوزوني إن استطعتم، فنحن جميع العبيد لفي سباقٍ إلى المعبود أيُّنا أحبّ وأقرب، ولكن تعظيمَكم لرسل الله قد حال بينكم وبين ذلك ولذلك أشركتم بالله، وإن كان الرسل من ربّ العالمين أمروكم بذلك فقل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، أم على الله تفترون؟ أفلا تنظرون إلى التهديد والوعيد من الله لرُسله وإلى خاتمهم وأرفعهم مقاماً محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تجدون في محكم الكتاب التهديد والوعيد لهم من ربهم يحذرهم من الإشراك بالله فيحبط عملهم فلا يقبل منه شيئاً. وقال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الزمر:65].

    ثم تجدون في محكم كتاب الله أنه ينهاهم عن تعظيم أنفسهم على عبيده التابعين. وقال الله تعالى:
    {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} صدق الله العظيم [الكهف:110].

    وقال الله تعالى:
    {قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (65) ربّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (66) قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (67) أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ(68)} صدق الله العظيم [ص].

    ولم يفتِهم الله أنّهم أحبّ من عباده أجمعين وأقرب؛ بل قال الله تعالى:
    {قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ} صدق الله العظيم [الأحقاف:9].

    وكذلك المهديّ المنتظَر لا يقول لكم يا معشر المُسلمين إنّي أعظمُ عبدٍ من عبيد الله وخطٌ أحمر لا ينبغي لكم أن تتجاوزه، وأعوذُ بالله من غضب الله، إنما أنا عبدٌ لله من البشر مثلكم ولكم في ربّكم ما لعبده ناصر محمد اليماني، ومن جعلني خطاً أحمر من أنصاري يرى أنه لا ينبغي له أن يتجاوزني في حُبّ الله وقربه فقد أشرك بالله، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخو المُخلصين؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  4. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 4691 من موضوع عاجـــــلٌ : نداءٌ إلى أحبابِ الرحمنِ في مُحكمِ القرآن ..

    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    28 - ربيع الثاني - 1431 هـ
    13 - 04 - 2010 مـ
    09:40 مساءً
    (بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى)
    ____________



    عاجـــــلٌ : نداءٌ إلى أحبابِ الرحمنِ في مُحكمِ القرآن ..


    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [يس].
    {يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} صدق الله العظيم [الزمر:56].
    {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ} صدق الله العظيم [آل عمران:170].

    أفلا ترونَ أنّ الله هو حقًّا أرحمُ بعبادِه من عبيدِه؟ ولذلك تجدونَ عبيدَه الصّالحين فرحينَ بما آتاهُم اللهُ من فضلِه وليس في قلوبهم أيَّ حُزنٍ، ولكنّكم وجدتم الذي هو أرحمُ بكُم من عبيدِه حزينًّا مُتحسّرًا على عباده من الذين ظلموا أنفسهَم فكذَّبوا برسلِ ربّهم، ويقول: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم.

    وهنا يَحزنُ أحبابُ الرحمنِ من حُزنِ حبيبهِم الرحمنُ الرحيمُ؛ ترونَ أعينَهُم تفيضُ من الدّمعِ من حُزنِ ربّهم، ويقولون: "فلِمَ خلقتنا يا إله العالمين إذا لم يتحقّقْ نعيمُ رضوانِ نفسِك فيَذهبْ حُزنُك وحسرتُك على عبادك؟ فما ذنبُنا يا أرحمَ الراحمين؟ فنحن نعبدُك أنت ونُريدُ أن تكونَ أنت ربّنا راضيًا في نفسك لا متحسّرًا ولا حزينًا، فإذا لم تحقّق لنا هدفَنا؛ (هدى عبادك) فلا حاجةَ لنا بنعيمِ الجنةِ وحورِها وقصورِها وحبيبُنا الرحمنُ الرحيمُ حزينٌ ومتحسّرٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم، أم إنّك خلقتنا من أجلِ الجنةِ والحورِ العين؟ أجبنا يا أرحمَ الراحمين". ثم يأتيهم الجواب من ربّهم: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الذاريات]. ثم يقولون: "إذاً فكيف نرضى بنعيمِ جنتكَ وحورِها وقصورِها مهما كانت ومهما تكون وحبيبُنا اللهُ أرحمُ الراحمينَ ليس بسعيدٍ في نفسه بسببِ ظُلمِ عباده لأنفسهِم فهم مُتحسّرون على أنفسهم، ويقول كلٌّ منهم: {يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} صدق الله العظيم، وكذلك أرحمُ الراحمين يقول: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم؟". وأما أحباب الرحمن فيقولون: يا حسرتنا على نعيمنا الأعظمِ من جنةِ النّعيم والحور العين، فمتى سيُحقّقُه اللهُ لنا فنحن له عابدون: {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:72].

    وأمّا آخرونَ من الذين رضوا بنعيمِ الجنة والحورِ العين فهم: {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ} صدق الله العظيم [آل عمران:170]، ورضوا بالنّعيم والحور العين، ويقولون: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ۖ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴿٧٤﴾} [الزمر]، ويقولون: {إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٦٠﴾ لِمِثْلِ هَـٰذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ ﴿٦١﴾} [الصافات]. وأما أهلُ الدُنيا فهم رضوا بنعيم الدُنيا وزينتِها وذلك مبلغُهُم من العلم. وقال الله تعالى: {فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّىٰ عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴿٢٩﴾ ذَٰلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ} صدق الله العظيم [النجم:29-30].

    وأمّا آخرون فاعترفوا بالنّعيم الأكبر من نعيمِ الدنيا والآخرة: {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم.

    ويا أحبابَ الرحمنِ إنّما أردنا أن نذكّرَكم بعظيمِ حُزنِ حبيبِكُم وحسرتِه على عباده؛ اللهُ أرحمُ الراحمين، فابكوا وتباكوا بين يديه ليُعجّل لكم بتحقيقِ النّعيمِ الأعظمِ من جنّتِه؛ فلن يتحقّقَ حتى يكونَ اللهُ راضيًا في نفسه، ولن يكونَ اللهُ راضيًا في نفسه لا مُتحسّرًا ولا حزينًا حتى يُدْخِلَ عبادَه في رحمتِه فيجعلَ الناسَ أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ، وإيّاكم أن تتحسّروا على الناس رحمةً بهم فلم يُفِد ذلك التحسّرُ أنبياءَ اللهِ ورسلَه؛ بل تذكّروا عظيمَ حسرةِ من هو أرحمُ بعبادِه منكم؛ اللهُ أرحمُ الراحمين.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..
    أخوكم عبدُ النّعيم الأعظم الإمامُ المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ___________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  5. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 36893 من موضوع سلسلة حوارات الإمام في منتديات أشراف أونلاين..

    - 54 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    ـــــــــــــــــ



    الوسيلة هي سعي العبدِّ بأن يفوز بأقرب درجة في حبِّ الله وقربه
    { اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ
    } ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع الأنصار للحقّ من ربّهم وأصلي عليهم وأسلمُ تسليماً..

    ويا أخي الكريم الباحث عن الحقّ رأفت سعيد، ألم يتبيّن لك البيان الحقّ للقرآن المجيد؟ أفلا تعلم أنّ اسم الله الأعظم قد جعله الله صفةً لرضوان نفسه على عباده أنهم سوف يجدون رضوان الله عليهم نعيماً أعظم من نعيم جنته، ولذلك يوصف اسم الله الأعظم بالأعظم، وليس أنه اسم أعظم من أسمائه الأخرى سبحانه؛ بل يوصف اسم الله الأعظم بالأعظم كون عباده سوف يجدونه حقيقةً نعيم رضوان ربّهم عليهم نعيماً أعظم من نعيم جنته. تصديقاً لقول الله تعالى: {
    وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢} صدق الله العظيم [التوبة].

    أي ورضوان من الله نعيماً أكبر من نعيم جنته وذلك هو الفوز العظيم، كون في ذلك الهدف من خلق العبيد أن يعبدوا رضوان ربّهم عليهم فيتبعوا ما يرضي الله ويجتنبوا ما يسخطه. تصديقاً لقول الله تعالى: {قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّـهِ نُورٌ‌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾ يَهْدِي بِهِ اللَّـهُ مَنِ اتَّبَعَ رِ‌ضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِ‌جُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ‌ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    كون عبادة رضوان الله في نفسه هو الهدف من خلق عبيده فمن اتبع ما يرضي الله فقد حقق الهدف من خلقه، ومن كفر برضوان الله واتبع ما يسخطه غَضِبَ اللهُ عليه ولعنه وأعدّ له عذاباً عظيماً. تصديقاً لقول الله تعالى: {
    ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّـهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴿٢٨} صدق الله العظيم [محمد].

    إذاً الهدف من الخلق محصورٌ في عبادة رضوان الله على عباده ولذلك خلقهم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الجنّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].

    وحتماً سوف يسألهم عن تحقيق الهدف الذي خلقهم من أجله وهو أن يعبدوا نعيم رضوان الله عليهم، وعن ذلك سوف يُسألون. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ‌ ﴿١﴾ حَتَّىٰ زُرْ‌تُمُ الْمَقَابِرَ‌ ﴿٢﴾ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٣﴾ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٤﴾ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ﴿٥﴾ لَتَرَ‌وُنَّ الْجَحِيمَ ﴿٦﴾ ثُمَّ لَتَرَ‌وُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴿٧﴾ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النّعيم ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [التكاثر].

    أي ألهاهم التكاثر في الحياة الدنيا والاستمتاع بزينتها عن الهدف الذي خلقهم الله من أجله أن يتّبعوا نعيم رضوان الله عليهم ويجتنبوا ما يسخطه، وسوف يجدون أنّ نعيم رضوان الله عليهم هو أكبر من نعيم الدنيا والآخرة وعن ذلك سوف يُسألون كون في ذلك الحكمة من خلقهم أن يعبدوا نعيم رضوان الله على عباده. ولذلك قال الله تعالى: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} صدق الله العظيم، فما هو النّعيم الذي سوف يسأل الله عباده عن تحقيقه؟ ألا وإنّه اتّباع رضوان الله كونه نعيم أكبر من نعيم جنته. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢} صدق الله العظيم، وهذه فتوى من ربّ العالمين أنّ رضوان الله في حقيقته نعيمٌ أكبر من نعيم الجنة، ولكنه نعيم روحانيّ على أنفس عباده وليس أنّ الله تنزل إلى قلوبهم سبحانه وإنّما أمدّهم بروحٍ منه وهي صفة لرضوان نفس ربّهم عليهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ﴿٨٩} صدق الله العظيم [الواقعة].

    فما هو نعيم الروح والريحان؟ فذلك هو النّعيم الأعظم من جنة النّعيم المادية، ولكن من لم يرضَ الله عنه قط فلن يستطيع أن يعلم حقيقة نعيم رضوان الله على عبده أبداً، وإنما يعلم بذلك الذين اتّبعوا رضوان الله فتنافسوا على حبّه وقربه أيّهم أقرب، فرضي الله عنهم وأيّدهم بروح منه، وذلك روح رضوان نفسه على عباده أولئك حزب الله الربانيون. تصديقاً لقول الله تعالى: {
    لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَـٰئِكَ حِزْبُ اللَّـهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّـهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿٢٢} صدق الله العظيم [المجادلة].

    فما هي تلك الروح من ربهم؟ ونفتي بالحقّ أنها صفة رضوان الرحمن على الإنس والجان. ولذلك قال الله تعالى: {
    فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ﴿٨٩} صدق الله العظيم [الواقعة].

    وهنا ذكر الله لكم نعيمَين اثنين وهم {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ} وذلك نعيم الرضوان لنفس الرحمن على عباده، وأما النّعيم الأصغر منه هو قول الله تعالى: {وَجَنَّةُ نَعِيمٍ} صدق الله العظيم، ولكنّ نعيم رضوان الله على عباده حقاً سوف يجدونه نعيماً أعظم من نعيم جنّات النعيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢} صدق الله العظيم [التوبة]، ولذلك يوصف باسم الله الأعظم بالأعظم، فكما قلنا ليس أنّه اسم أعظم من أسماء الله الحسنى الأخرى بل يوصف بالأعظم كون عباده سوف يجدون نعيم رضوان الله على عباده هو نعيم أعظم من نعيم جنته. ولذلك قال الله تعالى: {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ}، أي نعيماً أكبر من نعيم جنات النعيم. ويعلمُ بحقيقة هذه الفتوى بالحقّ الذي قدروا الله حق قدره فعرفوه حق معرفته، ومنهم القوم الذين {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}، ومنهم أنصار المهديّ المنتظَر المتنافسين في حبِّ الله وقربه أيّهم أحبّ وأقرب، ولم يذروا التنافس إلى الربّ لأنبيائه والمهديّ المنتظَر، كلا وربّي كونهم من الذين هدى الله من عباده {يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    أولئك استجابوا لأمر ربّهم إليهم في محكم كتابه: {
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} صدق الله العظيم [المائدة:35].

    كون الوسيلة إلى الله هي التنافس إلى ربّهم أيّهم أحبّ وأقرب، ولم يجعلها الله حصرياً للأنبياء من دون الصالحين بل ذلك ناموس الهدى في الكتاب للذين هدى الله من عباده: {
    يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    ولذلك جعل الله صاحب أقرب درجة إلى عرش الرحمن عبداً مجهول من عبيد الله، فلم يفتِ أنّه من الملائكة أو من الجنّ أو من الإنس، والحكمة من أنّ الله جعل صاحب أقرب درجة في حبِّ الله وقربه عبداً مجهولاً وذلك لكي يتمّ التنافس لكافة العبيد إلى الربّ المعبود:
    {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ}، وكل عبدٍ يريد أن يكون هو ذلك العبد المجهول الأحبّ والأقرب إلى الرب، ولكن للأسف لا يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم به مشركون أنبيائه ورسله بسبب تعظيمهم والمبالغة فيهم وفي الإمام المهديّ حتى أشركوا بالله كثيراً من المؤمنين. ولذلك قال الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦} صدق الله العظيم [يوسف].

    وأشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين أن من بالغ فيني من أنصاري ولم ينافسني في حبِّ الله وقربه كونه يرى أنّه لا يحقّ له فيقول فكيف ينافس المهديّ المنتظَر خليفة الله في أقرب درجة في حبِّ الله وقربه فالإمام المهديّ هو الأولى بأقرب درجة في حبِّ الله وقربه من بين أنصاره؛ فمن اعتقد بذلك فإنّه قد أشرك بالله وعظّم المهديّ المنتظَر فبالغ فيه بغير الحقّ، فهو ليس ولد الله سبحانه حتى يحصر له الوسيلة ولن يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً، ولن يغني عنه المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني من الله شيئاً.

    وخلاصة هذا البيان أقول لكافة الإنس والجان خلاصة البيان الحقّ للقرآن: {
    اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} صدق الله العظيم [المائدة:35].

    ألا وإنّما الوسيلة هي أن يتمنّى العبد أن يفوز بأقرب درجة في حبِّ الله وقربه.

    وقال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٨٢﴾ وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَ‌اهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ نَرْ‌فَعُ دَرَ‌جَاتٍ مَّن نَّشَاءُ إِنَّ رَ‌بَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿٨٣﴾ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّ‌يَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُ‌ونَ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٤﴾ وَزَكَرِ‌يَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴿٨٥﴾ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٨٦﴾ وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّ‌يَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَ‌كُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنبوّة فَإِن يَكْفُرْ‌ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِ‌ينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَ‌ىٰ لِلْعَالَمِينَ ﴿٩٠﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فانظروا لقول الله تعالى: {وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّ‌يَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَ‌كُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنبوّة فَإِن يَكْفُرْ‌ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِ‌ينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} صدق الله العظيم، والسؤال الذي يطرح نفسه فما هو الاقتداء؟ فهل هو أن يترك محمدٌ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - منافستهم في حبِّ الله وقربه؟ ولكن الله أمره أن يقتدي بهداهم وليس أن يُعظِّمهم فيترك منافستهم في حبِّ الله وقربه كما تفعلون تركتم التنافس لأقرب درجة في حبِّ الله وقربه لأنبيائه ورسله من دون الصالحين، ألم تتفكروا في قول الله تعالى: {وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّ‌يَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَ‌كُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنبوّة فَإِن يَكْفُرْ‌ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِ‌ينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} صدق الله العظيم، إذاً فكيف هو الاقتداء؟ وتجدون الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    ولذلك قال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [سلوا الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون هو] صدق عليه الصلاة والسلام.

    فكلّ عبدٍ من الذين هداهم الله يرجو أن يكون هو ذلك العبد تصديقاً لقول الله تعالى:
    { يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ }
    { أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ }

    صدق الله العظيم

    اللهم قد بلّغتُ اللهم فاشهد، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    خليفة الله عبد النّعيم الأعظم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    _______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

المواضيع المتشابهه
  1. [ فيديو ] من كان يحب الله فليتّبع أنبياء الله وينافسهم في حب الله وقربه ..
    بواسطة أميرة الإنصارية في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-01-2020, 11:39 PM
  2. من كان يحب الله فليتّبع أنبياء الله وينافسهم في حب الله وقربه ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 23-12-2019, 03:30 AM
  3. الرّدود على من يصف نفسه بـ ( حب الله ورسوله ) .. ( لم يفتِه الله لحكمةٍ هي في صالحه ونُصرةً له، وإنّما ابتعثني الله لإثبات مصداقيّة محمّد رسول الله .. )
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى دحض الشبهات بالحجة الدامغة والإثبات على مهدوية الإمام ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 27-09-2014, 01:29 AM
  4. الرّدود على من يصف نفسه بـ ( حب الله ورسوله ) .. ( لم يفتِه الله لحكمةٍ هي في صالحه ونُصرةً له، وإنّما ابتعثني الله لإثبات مصداقيّة محمّد رسول الله .. )
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى دحض الشبهات بالحجة الدامغة والإثبات على مهدوية الإمام ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 23-03-2010, 01:33 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •