سؤال طرأ على بالي اليوم قبل المغرب.
قال تعالى ﴿قُلِ ٱدۡعُوا۟ ٱللَّهَ أَوِ ٱدۡعُوا۟ ٱلرَّحۡمَـٰنَۖ أَیࣰّا مَّا تَدۡعُوا۟ فَلَهُ ٱلۡأَسۡمَاۤءُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ وَلَا تَجۡهَرۡ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتۡ بِهَا وَٱبۡتَغِ بَیۡنَ ذَ ٰلِكَ سَبِیلࣰا﴾ [الإسراء ١١٠]
نحن الان بين الجهر والتخافت..
ونريد نعرف هل التخافت هو حديث النفس سرا بحيث لا يسمعه احد ام هو كلام منخفض يسمعه من بجواره
القران ذكر لنا التخافت في ايتين ﴿یَتَخَـٰفَتُونَ بَیۡنَهُمۡ إِن لَّبِثۡتُمۡ إِلَّا عَشۡرࣰا﴾ [طه ١٠٣] وهذا التخافت هو صوت يتحدثون به بينهم بحيث يسمع بعضهم بعضا حول كم لبثوا اياما في الدنيا
والاية الاخرى ﴿فَٱنطَلَقُوا۟ وَهُمۡ یَتَخَـٰفَتُونَ﴾ [القلم ٢٣]
هذه عن اصحاب الجنة عندما كانوا يتخافتون بينهم ويخططون للتحايل على الفقراء اذا الايتين تبين ان التخافت ليس ان تسمع نفسك فقط بل تسمع من بجانبك سواء كانوا اثنين او ثلاثة او اربعة بشكل منخفض كما هو حال اصحاب الجنة الذين كانوا يتحدثون مع بعضهم البعض بشكل منخفض حتى لا يسمعهم القريبين منهم.
وهذه الصفة في الكلام مرفوضة في الصلاة..
والجهر ليس له حدود.. فالصوت المزعج يعتبر جهر والصياح جهر والمناداة بصوت عالي للبعيد يعتبر جهر وهذا مرفوض في الصلاة.
واحيانا تحاور شخص او تجادله فترفع صوتك وهذا الجهر مرفوض في الصلاة ومرفوض مع النبي صلى الله عليه وسلم .. ﴿﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَرۡفَعُوۤا۟ أَصۡوَ ٰتَكُمۡ فَوۡقَ صَوۡتِ ٱلنَّبِیِّ وَلَا تَجۡهَرُوا۟ لَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ كَجَهۡرِ بَعۡضِكُمۡ لِبَعۡضٍ أَن تَحۡبَطَ أَعۡمَـٰلُكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تَشۡعُرُونَ﴾ [الحجرات ٢]
الاية هذه تحذر المؤمنين من ان تتعالى اصواتهم على صوت النبي كما يفعل بعضهم مع بعض.
بل يجب ان يخاطب الرسول بأدب وبصوت اخفض من صوت النبي او بنفس النبرة الصوتية..
لانه احيانا تجد البعض يرفع صوته اعلى من صوت الاخر بشكل مزعج..
الان نريد نعرف كم مقدار رفع الصوت في الصلاة بحيث لا تكن كالتخافت ولا كالمجاهرة..
فالتخافت يسمعك من بجانبك والمجاهرة رفع الصوت فوق طبيعته الاعتيادية..
كلما هو فوق لا اريد الاجابة عنها انما اريد توضيح هل عندما نصلي جماعة من خمسين شخص مثلا وقام كل واحد يقرا بصوت يسمعه من بجانبه ومن بجانب الذي بجانبه هل سنستطيع ان نصلي ام ستكون الصلاة كاننا في سوق. لان التخافت ممنوع في الصلاة وانتم تعلمون ان التخافت يمكن ان يسمعه اكثر من اثنين ومن ثلاثة كما هو في اصحاب الجنة فلازم تكون القراءة ارفع من ذلك اي يرتفع الصوت لكي يسمع بشكل واضح وهذا يعني ان حال المصلين في الصلاة ستكون كحال المتسوقين في السوق.
((((((بالمختصر المفيد هل يستطيع احد ان يصور لنا جماعة تصلي الفجر مثلا ويطبقوا لنا الصورة الصحيحة للصلاة وكيف يجب ان تكون اصوات قراءتهم بدون ما تختلط الاصوات؟))))))
ملحوظة ردا على من يقولون ان التخافت هو حديث النفس..
هناك فتوى للامام حول الاية ووضح فيها ان السر هو ما يسار به احدنا لصاحبه اي صوت يسمعه من بحواره وان سر السر هو ما لم يسار به احدنا لصاحبه اي حديث النفس
﴿وَإِن تَجۡهَرۡ بِٱلۡقَوۡلِ فَإِنَّهُۥ یَعۡلَمُ ٱلسِّرَّ وَأَخۡفَى﴾ [طه ٧]
الإمام المهديّ المنتظَر يُجيب بالحقّ عن فتوى السرّ وأخفى ..
السؤال: ما هو السرُّ في السرِّ؟
الجواب بالحقّ من الإمام المهديّ على السائل: ألا إنّ سرَّ السرِّ هو السرُّ الأخفى من السرِّ، وهو السرُّ الخفيُّ في النّفس فلم يُسار به صاحبه لأحدٍ، ويعلمه الله وحده. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} صدق الله العظيم [طه:7].
انتهى.