الموضوع: لكل إسم من أسماء الله تعالی برهان .. فماهو برهان اسم الله ارحم الرحمين ؟؟

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 11 إلى 15 من 15
  1. افتراضي

    برهان اسم الله الرزاق : وقد علمنا أنّ الله هو (الرزاق) وبرهان ذلك طعامنا تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ ﴿٢٤﴾ أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا ﴿٢٥﴾ ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا ﴿٢٦﴾ فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا ﴿٢٧﴾ وَعِنَبًا وَقَضْبًا ﴿٢٨﴾ وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا ﴿٢٩﴾ وَحَدَائِقَ غُلْبًا ﴿٣٠﴾ وَفَاكِهَةً وَأَبًّا ﴿٣١﴾ مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 5625 من موضوع ردود الإمام على العضو أشرف: ولا أعلم في الكتب آيةً هي أعظم من حقيقة اسم الله الأعظم كما فصّلنا لكم ..


    ( ردود الإمام على العضو أشرف )

    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليمانيّ
    22 - 08 - 1430 هـ
    13 - 08 - 2009 مـ
    11:55 مساءً
    ـــــــــــــــــــ



    ولا أعلم في الكتب آيةً هي أعظم من حقيقة اسم الله الأعظم كما فصّلنا لكم ..

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّـهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۖ فَهَدَى اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّـهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٢١٣﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ومنهم الأخ أشرف، شرّف الله قدرَهُ ومقامَه بين يدي اللهِ وخليفتِه في الدنيا والآخرةِ وكافةَ أحبابِ اللهِ ورسولَهِ والناصر له، وسلامُ اللهِ عليكم يا معشرَ الأنصارِ السابقينَ الأخيارِ، نوّرَ اللهُ دروبَكم بنورِ رضوانِهِ إلى صدورِكم لتُبصِروا حقيقةَ نعيمِ رضوان ربّكم حتى تشهدوا بالحقّ أنّه حقّاً النَّعيم الأعظم والأكبر من نعيم الدنيا والآخرة، ولا أعلم في الكُتب آيةً هي أعظم من حقيقة اسم الله الأعظم، فكما فصّلنا لكم أنّه اسمٌ جعله الله صفةً لنعيمِ رضوانِ نفسِه على المتّقينَ الذين قدَروا الله حقَّ قدرِهِ، أولئك عرفوه حقّ معرفته ولم يتّخذوا نعيمَ رضوان الله وسيلةً لتحقيقِ الوصول للحور العين وجنّات النّعيم! وإنّما الجنّة أَكلٌ وشُربٌ وقصورٌ وحورٌ عين ومقامٌ كريمٌ، ولم يجعله الله الهدف الأساسي من خلقكم فلا تتّخذوا الهدف الأساسي وسيلة، ومن فعل ذلك فلم يقدّر الله حقّ قدره لأنّه لم يعرف حقيقة رضوان ربّه أنّه النَّعيم الأعظمُ من جنَّتِهِ، فلا تُلهِكُم الحياة الدُنيا عن النَّعيم الأعظم الذي فيه سرُّ الحكمة من خلقكم وعنهُ سوف تُسألون لأنّه الهدف من خلقكم تصديقاً لقول الله تعالى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ﴿١﴾ حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ﴿٢﴾ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٣﴾ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٤﴾ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ﴿٥﴾ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ﴿٦﴾ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴿٧﴾ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [التكاثر].

    وقال الله تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا} صدق الله العظيم [الحديد:20].

    وكما وعدكم الإمام المهديّ عبد النَّعيم الأعظم ناصر محمد اليمانيّ بإذن الله بأنّ الذين اتّقوا ربّهم واتّبعوا سبيل رضوانِه فإنّي أبشِّرُهُم بحياةٍ طيبةٍ فيشرح الله بنور رضوانه صدورهم فيصلح بالهم فيجعلهم رحمةً للأمّةِ، فكونوا أذلةً على المؤمنين أعزّةً على الذين يكفرون بالحقّ من ربّكم بعد ما تبيّن لهم أنّهُ الحقّ من ربِّهم وهم للحقّ كارهون، واخفضوا أجنحتَكم للمؤمنين والمسلمين من إخوانكم فإنّهم لا يعلمون، وتذكّروا كيف كنتم من قبل أن يمدَّكٌم اللهُ بنعيمِ رضوانِه وكذلك إخوانُكم كانوا أمثالكم لا يعلمون عن حقيقة اسم الله الأعظم شيئاً آية التصديق للخبير بالرحمن عبد النَّعيم الأعظم من صدّق بالبيان الحقّ للقرآن فأيقن به كما يقينه أنّ اللهَ ربّه ومحمداً - صلّى الله عليه وسلّم - نبيُّه والمهديّ المُنتظَر عبد النَّعيم الأعظم ناصرَ محمدٍ اليمانيّ حقاً جعل الله خبره في أسمائه؛ عبد النَّعيم الأعظم. فبحث أولو الألباب: "ما يقصد هذا الرجل الذي يُسمّي نفسه عبد النَّعيم الأعظم؟ فنحن لم نسمع بهذا الاسم لله سبحانه وتعالى علواً كبيراً! وبما أنّ أسماء الله هي صفاته فما يقصد هذا بالنَّعيم الأعظم؟". فبحثوا عن الحقّ فتدبّروا بيانات هذا الرجل هل هو مجنون أو من الذين يبالغون بغير الحقّ أم به جنون عَظَمَةٍ أم كان من اللاعبين أم جاء بالحقّ وصدّق المرسَلين؟ فاستخدموا عقولهم قبل أن يسألوا علماءهم فيضلّوهم عن سواء السبيل لأنّه بمجرد أن يخبر أحدَ علماء الشيعة أو السُّنة ليفتيه في شأن ناصر محمد اليمانيّ فسوف يقول له عالِم الشيعة: ما اسم هذا الرجل؟ ثم يقول له اسمه ناصر محمد اليمانيّ، ثم يُسمعه منه شتماً لناصر محمد اليمانيّ من قبل الفتوى فيقول: يا بني إيّاك أن يفتنك هذا الرجل عن دينك فإنّ اسم المهديّ المنتظَر محمد بن الحسن العسكري، ثم ينهض السائل ثم يذهب إلى أحد علماء السُّنة فيستفتيه بشأن المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليمانيّ ثم يقول له العالم: وما اسمه؟ قال: ناصر محمد اليمانيّ، ثم يفتيه مباشرةً: هذا كذابٌ أشِر؛ بل مريضٌ نفسيّ، إنّ اسم المهديّ المنتظَر إنّما هو محمد بن عبد الله، فلا يفتنك ناصر محمد اليمانيّ عن دينك.

    فإذا كان السائل حيواناً كالأنعام وأضلّ سبيلاً فسوف ينصرف عن المدعو ناصر محمد اليمانيّ، وأما إذا كان السائل إنساناً فحين نظر إلى الفريقين فإذا هما مختلفان في اسم الإمام المهديّ فمن ثم سيستخدم عقله كالإنسان الذي ميّزه الله به عن الحيوان ويقول: بل سوف أتدبّر البيان للقرآن، فإذا كان ذا برهانٍ مبينٍ فأقْنَعَ عقلي صدقتُه، فكيف لا أصدّق كلام الله إن حاجّني به المدعو ناصر محمد اليمانيّ! وإن وجدتُه يأتي بالتفسير بالظنِّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً فلن يقنع به أحداً لا عالِماً ولا جاهلاً؛ بل سوف نجد ولو حتى عالِماً واحداً يفحِمُهُ في موقعِه بعلمٍ أهدى من علم ناصر محمد اليمانيّ سبيلاً. وهكذا يتفكّر أولو الألباب العاقلون من الدّواب، وأما أشّر الدواب فهم الذين لم يستخدموا عقولهم وقد سبقت الفتوى من الله في شأنهم في محكم كتابه: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّـهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴿٢٢﴾} صدق الله العظيم [الأنفال].

    وذلك لأنّه لن يهتدي إلى الحقّ فيصدّق به من البشر إلا الذين يستخدمون عقولهم وليسوا بإمّعات إن أحسن الناس أحسنوا فإن اهتدوا حذوا حذوهم فإن ضلّوا ضلّوا وراءهم، فأولئك إمّعات لا خيرَ فيهم لأنفسهم ولا لمجتمعهم.

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار وكافة الزوار الباحثين عن الحقّ، يأمركم الله ألاّ تُصدّقوا المدعو ناصر محمد اليمانيّ أو تكذّبوه من قبل أن تستخدموا عقولكم التي أنعم الله بها عليكم فتضعوا شروطاً في أنفسكم فتقولوا:

    "سوف نتدبّر ما يدعو إليه، فإن كان يدعو إلى عبادة غير الله فقد كذب، أو كان يقول أنّه نبيٌّ ورسولٌ من اللهِ فقد كذب، أو كان يقول اعبدوني من دون الله فقد كذب، أو كان يقول على الله بالظنِّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً فيقول تأويل الآية الفلانية هو كذا وكذا من غير أن يأتي بالسلطان المبين لبيانه للقرآن فإن لم يفعل فقد كذب، وأمّا إن وجدنا ناصر محمد اليمانيّ يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له فهذه هي دعوة كافة الأنبياء والمرسَلين من أوّلهم إلى خاتمهم النبيّ الأميّ الأمين عليهم أفضل الصلاة والتسليم، وهذه من الشروط الأساسيّة التي تُبين لنا صدق المدعو ناصر محمد اليمانيّ من كذبه لأنّه لا يدعو مع الله أحداً فقد كذب المُكذّب بالحقّ وصدق المهديّ المنتظر. لأنّ هذه هي الكلمة السواء بين الأمم الصالحين أجمعين في الأوّلين وفي الآخرين، تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّـهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وقال الله تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّـهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَـٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ ﴿٧٩﴾ وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا ۗ أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴿٨٠﴾} صدق الله العظيم [ال عمران]، فإذا كان المدعو ناصر محمد اليمانيّ يدعو إلى هذه الكلمة، فكيف نقول له أنّه على ضلالٍ مُبينٍ؟ فلسنا من الكافرين".

    ولكنّ الشيطان قد يوسوس له أو أحد شياطين البشر فيقول له: فافرض إن صدَّقتَه ثم تبيّن لنا مع الزمن أنّه ليس المهديّ المنتظَر فما هو موقفك من الآخرين؟ فإن كان ذا عقلٍ خفيفٍ فسوف يتزلزل ويخشى أن يتّبع ناصر محمد اليمانيّ خوفاً أن يتبيّن له يوماً ما أنّه ليس المهديّ المنتظَر، فيتراجع عن الاتّباع بعد إذ كاد أن يُبصر الحقّ!

    وأما إذا كان من أولي الألباب فسوف يقول: "مهلاً مهلاً فأنا لم أعبد ناصر محمد اليمانيّ سواءً كان هو المهديّ المنتظَر أم كذاباً أشراً؛ بل إنّي استجبتُ لدعوته لأنّه يدعوني إلى عبادة الله الواحد القهار حتى لو تبيّن لي يوماً ما أنّ ناصر محمد اليمانيّ كذابٌ أشرٌ وليس المهديّ المنتظَر فأنا لم أضل بإجابة دعوته إلى عبادة الله وحده، فهل بعد الحقّ إلا الضلال؟ وإنّما صدّقت ناصر محمد اليمانيّ لأنّه يُحاجّني بالآيات البيِّنات، فإن صدّقتُه فسبب التصديق هي آيات ربي حُجَّة الله عليَّ، وأما ناصر محمد اليمانيّ فإن لم يكن المهديّ المنتظَر فعليه كذبه؛ بل المُصيبة لو كان ناصر محمد اليمانيّ هو حقاً المهديّ المنتظَر وأنا مُكذّب به ثم يصيبنا الله بعذاب من عنده بسبب تكذيب المهديّ المنتظَر الذي يُحاجّنا بآيات ربّنا فيدعونا لعبادة الله وحده لا شريك له ثم نقول إنّه على ضلال مبين فتلك هي المصيبة".

    أولئك أوتوا الحكمة ولن يستطيع فتنتهم كافة شياطين الجنّ والإنس، وأمّا الإمعات الذين لا يتفكّرون فسوف يتراجعون عن الاتّباع خشية أن يكون ناصر محمد اليمانيّ ليس المهديّ المنتظَر أولئك لا خير فيهم لا لأنفسهم ولا لأمّتهم لأنّهم لا يعلمون أنّها ليست مصيبة عليهم لو لم يكن المهديّ المنتظَر هو ناصر محمد اليمانيّ فعليه كذبه ولن يمسّهم الله بسوء أبداً لأنّهم صدّقوا بالبيّنات من ربِّهم، ولكنّ المصيبة العظمى إذا كان ناصر محمد اليمانيّ هو المهديّ المنتظَر يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ ونحن عن دعوة الحقّ مُعرضون فحتماً سيصيبنا الله بما يعدنا به هذا الرجل. وقال الله تعالى: {وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّـهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ۖ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴿٢٨﴾ يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّـهِ إِن جَاءَنَا ۚ قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ﴿٢٩﴾ وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ ﴿٣٠﴾ مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ ۚ وَمَا اللَّـهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ ﴿٣١﴾ وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ ﴿٣٢﴾ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّـهِ مِنْ عَاصِمٍ ۗ وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴿٣٣﴾ وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّـهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّـهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ ﴿٣٤﴾ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّـهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ۖ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّـهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    إذاً يا معشر الأنصار السابقين الأخيار إنّكم على الحقّ باستجابتكم لدعوة الحقّ سواء كان ناصر محمد اليمانيّ هو المهديّ المنتظَر أم ليس هو المهديّ المنتظَر، ولكني أقسمُ بالله الواحد القهار الذي يدرك الأبصار ولا تدركهُ الأبصار أني لم أقل لكم أني المهديّ المنتظَر بغير فتوى من الله ربّ العالمين بأني المهديّ المنتظَر وقد خاب من افترى على الله كذباً ولم يجعلني الله من الجاهلين، وأعلمُ أن المفترين على الله يبعثهم الله بوجوهٍ مُسودةٍ كأنما أغشيت وجوههم قطعاً من الليل مُظلماً فيقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربّهم، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ۚ أُولَـٰئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَىٰ رَبِّهِمْ ۚ أَلَا لَعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [هود].

    ولكن يا معشر الأنصار إنّي أفتيكم بالحقّ وأقول لكم: إنّكم لو صدّقتم أنّ ناصر محمد اليمانيّ هو المهديّ المنتظَر لأنّهُ يقسم بالله أنّهُ المهديّ المنتظَر وأنّ الله أفتاه أنّه المهديّ المنتظَر وحسبُكم ذلك فتتّبعوه فأنتم من الجاهلين، فهل تدرون لماذا؟ ذلك لأنّ الله لم يجعل برهان الإمام المهديّ في القسم ولا في الاسم ولا في الحُلم بالمنام، كلا ثم كلا ثم كلا، بل بُرهان صدق المهديّ المُنتظَر هو العلم تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:111].

    وبقي معك إذاً: فما هو البرهان؟ والجواب كذلك تجدوه في مُحكم الكتاب في قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ولربما يقاطعكم عالِم آخر قائلاً: "ولكن انظروا لقول الله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم،
    وليس صراط (النّعيم الأعظم) الذي يزعمه ناصر محمد اليماني فما سمعنا بهذا الاسم قط أنه أحد أسماء الله الحسنى النّعيم الأعظم!"، ثم يردّ عليه أحد الأنصار العباقرة بالعلم والعقل والمنطق فيقول: "مهلاً مهلاً أيها العالِم فهل تظنّنا ساذجين أن نُصدّق بهذا الاسم لو لم يأتِ له الإمامُ المهديّ بسلطانٍ مبينٍ؟، ثم يقول العالِم: "إذاً فأتِ به إن كنت من الصادقين"، ثم يقول الناصر: "وهل لأسماء الله معنى حقيقي أم أسماء الله هي ليست إلا كمثل أسماء البشر صالح أو عامر؟ فلا نجد المُسمّى صالح هو صالح ولا نجد المُسمّى عامر هو عامر بل يموت"، ثم يردّ عليه العالِم: "سبحان الله بل أسماء الله الحسنى هي صفاته العُلى سبحانه وتعالى علواً كبيراً"، ثم يقول الناصر: "لقد علمنا أنّ الله هو (الخالق) وبرهان ذلك أنّه خَلَقَنَا وخَلَقَ ما بين أيدينا من السماوات والأرض، وقد علمنا أنّ الله هو (الرزاق) وبرهان ذلك طعامنا. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ ﴿٢٤﴾ أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا ﴿٢٥﴾ ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا ﴿٢٦﴾ فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا ﴿٢٧﴾ وَعِنَبًا وَقَضْبًا ﴿٢٨﴾ وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا ﴿٢٩﴾ وَحَدَائِقَ غُلْبًا ﴿٣٠﴾ وَفَاكِهَةً وَأَبًّا ﴿٣١﴾ مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [عبس]. أفلا تدلّنا أيّها العالِم الكريم ما هو البرهان لصفة رضوان الله علينا في نفسه إذا حقّقنا رضوانه؟ أليس المفروض أن يكون له برهانٌ في أنفسنا لنعلم رضوان نَفْسِ ربِّنا علينا، وإنما بيّن لنا الإمام المهديّ اسم الله الأعظم أنه صفة لرضوان الله علينا، وعلمنا أنّنا سنجد البرهان الحقّ لهذا الاسم النَّعيم الأعظم في أنفسنا، فلا نجد مجالاً للمقارنة بين نعيم رضوان الله وبين أيّ نعيم مهما عظُم، بمعنى أنّنا وجدنا برهانَ رضوانِ اللهِ في أنفسِنا هو حقاً أكبر من نعيم الدنيا؛ بل أكبر من جنة النَّعيم التي وعدنا الله بها تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [التوبة: 72]".

    ومن ثم إذا كان هذا العالِم من الذين عرفوا رضوان ربِّهم سوف يعلم لماذا يوصف اسم الله الأعظم باسم الله الأعظم فيتبيّن لهُ أنْ ليس لله اسمٌ أكبر من أسمائه الأخرى لأنّهُ إلهٌ واحدٌ له الأسماء الحُسنى، فيعلمُ إنّما يصف أحد أسماء الله بالأعظم لأنّهُ صفة لرضوان نفسه على عباده فيجدونه حقاً النَّعيم الأعظم والأكبر من نعيم جنة النَّعيم، ثم يعلمُ علم اليقين أنّ اسم الله الأعظم هو حقيقة جعله الله صفةً لرضوان نفسه لا يعلمه علم اليقين إلا من عرف ربّه فاتّبع سبيل رضوانه فرضي الله عليه، ويعلمُ أنّ الإمام المهديّ هو حقاً الخبير بالرحمن في مُحكم القرآن، ويعلمُ أنّ سرّ النَّعيم الأعظم من نعيم الدنيا والآخرة هو في سرّ الصفة لرضوانِ {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ الرَّحْمَـٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    ويعلمُ أنّهُ حقاً أدرك الحكمة الحقّ وفاز بأعلى درجات الإيمان، ثم يعلم المقصود من قول محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [الإيمان يمان والحكمة يمانية] صدق محمدٌ رسول الله عليه الصلاة والسلام.

    ثم يعلم أنّ ناصر محمد اليمانيّ هو فرجٌ من الله للأمّة تصديقاً لحديث محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [نفَس الرحمن من أرض اليمن] صدق محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    وتصديقاً لحديث محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [نفَس الله يأتي من اليمن] صدق محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    ونَفَسُ اللهِ؛ أي فرجُ اللهِ على الأمَّة لكشف الغُمّة وسراجٌ مُنيرٌ للأمّة كجدّه - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلا أنّه ليس نبيّاً ولا رسولاً بل يضيء للبشر البيان الحقّ للذِّكر لمن شاء منهم أن يستقيم كأمثال أشرف المصري، ونِعمَ الرجل الذي لم تأخذه العزّة بالإثم؛ أولئك من الذين لم يجعلهم الله من نصيب الشيطان؛ بل من أولياء الرحمن بمرتبة الشرف الأولى مع الأنصار السابقين الأخيار الذين كثير منهم لا يكاد المهديّ المنتظَر أن يذكرهم في بيانه ولكن قدرهم عند ربِّهم عظيم فلا يهمّهم أن يُثني عليهم الإمام المهديّ بل المهم لديهم أن يكون الله هو راضياً عليهم.

    وأنصاري السابقين الأخيار الذكر منهم والأنثى؛ أولئك هم باطنتي وخلّاني وأصدقائي وأحبابي ومنهم أصطفي وزرائي ومنهم ولاتي على العالمين وكثيرٌ منهم يتهرّب! "كلا يا إمام فلستُ أهلاً للإمارة؛ أليس الأفضل أن يسألني الله عن نفسي وعن أولادي بدلاً أن يسألني عن شعب بأسره من شعوب العالم؟" ثم نردّ عليه: ولذلك اختارك الله وما اخترتك عن نفسي، فنحن لا نؤتي الإمارة لمن يطلبها، ومن آتيناه إيّاها فعليه أن يأخذها فيتحمّل المسؤوليّة الكُبرى بين يدي ربّه، فلا يظلم أحداً ويأمر بالمعروف وينهى عن المُنكر، فيكون قريباً من المسكين والمظلوم حتى يرفع إليه ظُلمَه إذا لم ينصفْه الحُكّام، ثم يزأر كزئير الأسد الغضنفر فيستدعي الحُكام والظالم والمظلوم للحضور بالفور حتى تتبيّن لهُ الأمور، فليتذكر أنّهُ من أحد المسؤولين من طاقم وزراء الإمام المهديّ ويعلم لماذا يُسمّى المسؤول مسؤولاً، وذلك لأنّهُ مسؤولٌ عن رعيّته بين يدي الله يوم يقوم الناس لربّ العالمين.

    وإنّ الإمام المهديّ ليحبّ الأنصار جميعاً كما كان محمدٌ رسول الله يحب أنصاره ويخفض جناحه وكذلك الإمام المهديّ إلى النَّعيم الأعظم رحمة من الله للعالمين، وقد مَنّ الله على هذه الأمَّة أن بعث فيهم الإمام المهديّ فإن شكروا ربِّهم كان خيراً لهم وإن كفروا بنعمة الله عليهم فإنّ عذاب الله شديد، ولم أزل أتوسل إلى الله أن يرحم المسلمين وأن لا يعذبهم لأنّهم معرضون عن دعوة المهديّ المُنتظَر ناصر محمد اليمانيّ الذي يدعوهم إلى نعيم رضوان ربِّهم عليهم، وما أعظم الكفر بدعوة المهديّ المنتظَر الذي يدعو البشر إلى النَّعيم الأكبر رضوان الله الواحد القهار، فهل بعد الحقّ إلا الضلال؟ ولم أدعُ عليكم إخواني المسلمين وأرجو من الله بحقّ لا إله إلا هو وبحقّ رحمته التي كتب على نفسه وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسه أن لا يجيب دعوتي على مسلمٍ أبداً؛ بل يُجيب جميع دعائي لهم بالرحمة والعفو والغفران فإنّهم لا يعلمون إنّ ربّي هو أرحم بعباده من عبده ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين أن يدخل السّنّة والشيعة وجميع المسلمين برحمته فيجمعهم جميعاً على صراطٍ مستقيمٍ.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمد لله ربِّ العالمين ..
    الامام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ .
    _____________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  2. افتراضي

    برهان اسم الله الخالق : وبرهان ذلك أنّه خَلَقَنَا وخَلَقَ ما بين أيدينا في السماوات والأرض تصديقا لقول الله تعالى :
    {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ‌ عَمَدٍ تَرَ‌وْنَهَا ۖ وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْ‌ضِ رَ‌وَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ ۚ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِ‌يمٍ ﴿١٠﴾ هَـٰذَا خَلْقُ اللَّـهِ فَأَرُ‌ونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ ۚ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [لقمان].

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 88109 من موضوع ردّ المهدي المنتظر إلى الدكتور أحمد عمرو الذي ينكر أن رضوان الله النّعيم الأكبر..

    - 7 -
    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــــة الأصلية للبيـــــــــــان ]

    https://albushra-islamia.com/showthread.php?p=88101

    الإمام ناصر محمد اليماني
    19 - 04 - 1434 هـ
    01 - 03 - 2013 مـ
    04:14 صـباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    من بيان الإنسان الذي علّمه الرحمنُ البيان الحقّ للقرآن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني؛ فتاوى للسائلين
    ..


    ونبدأ بعرض الأسئلة من فضيلة الشيخ الدكتور أحمد عمرو كما يلي:
    اقتباس المشاركة :

    3هل يمكن ان تحدد لنا ايا من صفات الله ازلية وايا منها غير ازلية ؟
    4 هل تؤمن بصفات الله واسماءه بما تحمله من معنى كما هي نصا دون تاويل ولا تحريف ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تكييف؟
    ام انك تقول انه يجوز احد هذه الاشياء الخمسة في شرحنا لاسماء الله وصفاته, التاويل او التحريف او التعطيل او التشبيه او التكييف؟
    ارجوا تحديد من منهم انت موافق ان تفعله مع الاسماء والصفات؟ ان كنت مجيزا لاحدها .
    5هل تؤمن بان الله هو الخالق قبل ان يخلق الخلق ؟ اقصد ان الله لم يكتسب اسم الخالق بعد ان خلقهم بل كان الخالق قبل ان يخلق احدا , هل تؤمن بذلك؟
    هل تؤمن بان الله هوالسميع قبل ان يوجد من يسمعهم الله في الوجود؟
    هل تؤمن بان الله هو الخبير قبل ان يوجد في الوجود احد غيره ليخبره؟
    هل تؤمن بان الله هو الرحيم قبل ان يوجد في الوجود احد غيره ليرحمه؟
    هل تؤمن بان الله هو المنعم قبل ان يوجد في الوجود احد غيره ينعم عليهم؟
    هل تؤمن بان الله هو المنعم قبل ان يوجد نعيم في الكون اساسا؟
    6 هل اسماء الله سبحانه وتعالى كذلك منها ازلية ومنها غير ازلية ؟
    وركز لم نسالك الذاتية والنفسية . بل سالناك الازلية منها والغير ازلي منها
    7 قلت وكررت مرارا وامرت انصارك ان يكرروها الان كاثبات على قولك انك لن ترضى حتى يرضى الله!!!
    هل تقصد ان الله ليس راضيا في نفسه الان؟
    8 قلت وكررت مرارا انك لن ترضى حتى يرضى
    فان كان جوابك على السؤال 7 بالايجاب وقلت نعم الله ليس راضيا الان في نفسه , فارجوا ان تجيب على هذا البند
    لن ترضى حتى ترضى فهل تعني انك لست راضيا الان بما قسمه لك الله في الدنيا من اي نعيم في الدنيا اعطاك الله اياه فانك لست راضيا به فكيف ترضى وحبيب قلبك الله حزين ومتحسر الان وحزين فكيف سيهنا لك العيش في النعيم الدنيوي الذي اعطاك الله اياه وجعلك شيخ قبيلة معروفة في اليمن وجعلك الامام المهدي وجعلك خليفته وكل هذا النعيم الذي انت فيه الان كيف تهنا فيه وحبيب قلبك حزين
    فهل انت لست راضيا الان بما قسمه الله لك من النعيم في الدنيا؟
    9 هل تؤمن بان الانسان مخلوق وبان اعماله مخلوقة من قبل الخالق الرحمن عز وجل؟
    وعليه هل تؤمن بان الامور المعنوية في الانسان من الحزن والفرح والغضب والرضى في نفس المرء هل تؤمن انها مخلوقة من قبل الله خلقها الله في نفس البشر؟
    ــــــــــــــــــ
    انتهى الاقتباس

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله وأئمة الكتاب كلّ منهم سراجٌ لأمّته، وأصلّي عليهم جميعاً وأسلّم تسليماً وآلهم الأطهار والتّابعين لدعوة الحقّ من ربّهم في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، أمّا بعد..

    فتلك أسئلةٌ تعجيزيّةٌ كما تزعم أنّك سوف تُعْجِزُ بها الإمام المهديّ فلا يجد الجواب في محكم الكتاب! هيهات هيهات، بل سوف ننطِق بالحقّ ذكرى لأولي الألباب، ومن ثم نبدأ بتفصيل الإجابة عن السؤال الخامس كونه من أصعب الأسئلة في نظر أحمد عمرو وكذلك في نظر السائلين، وكذلك أحمد عمرو وكافة السائلين لا يملكون له الجواب إلا من آتاه الله علم الكتاب ولكن الإجابة على السؤال الخامس يسيرة على الإنسان الذي يعلّمه الرحمنُ البيان الحقّ للقرآن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني كون الإجابة عليه سوف تكفي أن تكون إجابةً على كافة الأسئلة المتبقية كونها تصبّ في مصبٍّ واحدٍ إلا أن يصّر أحمد عمرو أن نُجِب عليها جميعاً فنحن لها بإذن الله العليم الحكيم. وإلى السؤال الخامس...

    ومن ثم نأتي للإجابة عن السؤال الخامس الذي يقول فيه الدكتور أحمد عمرو ما يلي:
    اقتباس المشاركة :

    5هل تؤمن بان الله هو الخالق قبل ان يخلق الخلق ؟ اقصد ان الله لم يكتسب اسم الخالق بعد ان خلقهم بل كان الخالق قبل ان يخلق احدا , هل تؤمن بذلك؟
    هل تؤمن بان الله هو السميع قبل ان يوجد من يسمعهم الله في الوجود؟
    هل تؤمن بان الله هو الخبير قبل ان يوجد في الوجود احد غيره ليخبره؟
    هل تؤمن بان الله هو الرحيم قبل ان يوجد في الوجود احد غيره ليرحمه؟
    هل تؤمن بان الله هو المنعم قبل ان يوجد في الوجود احد غيره ينعم عليهم؟
    هل تؤمن بان الله هو المنعم قبل ان يوجد نعيم في الكون اساسا؟
    انتهى الاقتباس

    ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ونقتبس شطر من السؤال كما يلي:

    اقتباس المشاركة :
    5 - هل تؤمن بان الله هو الخالق قبل ان يخلق الخلق ؟ اقصد ان الله لم يكتسب اسم الخالق بعد ان خلقهم بل كان الخالق قبل ان يخلق احدا ، هل تؤمن بذلك؟
    انتهى الاقتباس

    ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: والله الذي لا إله غيره لا حجّة لله على الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أن
    (يؤمن) بأنّ الله هو الخالق من قبل أن يخلق الخلق حتى أرى برهان خلقه على الواقع الحقيقي فانظرُ ماذا خلق الله، لكون الله جعل خلق السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما هو البرهان لحقيقة اسمه أنّه الخلاّق العليم. تصديقاً لقول الله تعالى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ‌ عَمَدٍ تَرَ‌وْنَهَا ۖ وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْ‌ضِ رَ‌وَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ ۚ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِ‌يمٍ ﴿١٠هَـٰذَا خَلْقُ اللَّـهِ فَأَرُ‌ونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ ۚ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [لقمان].

    فهنا قدّم الله البرهان لحقيقة اسمه أنّه
    (الخالق) بالحقّ على الواقع الحقيقي. ولذلك قال الله تعالى: {هَـٰذَا خَلْقُ اللَّـهِ فَأَرُ‌ونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ ۚ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} صدق الله العظيم. وبما أنّه لا خلّاق غير الله ولكن الله تحدّى إن كان يوجد خلّاقٌ سواه بأنّ يأتي ببرهان خلقه على الواقع الحقيقي. ولذلك قال الله تعالى: {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} صدق الله العظيم. وكذلك جميع أسماء صفات الربّ جعل الله لكلٍّ منهنّ برهاناً بالحقّ على الواقع الحقيقي ترونه بأعينكم.

    ويا فضيلة الدكتور أحمد عمرو، إنّك تريد أن تُعجز الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، وهيهات هيهات.. فما دام الأمر متعلِّقاً بكتاب الله القرآن العظيم فأنا ببيانه زعيمٌ بإذن الله السميع لمن دعاه العليم بما في أنفس عباده، فلا بدّ لله أن يُصدّق بأسمائه الحسنى بالحقّ على الواقع الحقيقي،
    فحين يَصِف الله نفسه أنّه الرّزاق الذي يرزقكم من السماء والأرض فيظلّ اسماً فقط حتى يأتي الله بالبرهان لهذا الاسم بالحقّ على الواقع الحقيقي. وإلى البرهان للاسم (الرّزاق) في محكم القرآن. وقال الله تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللَّهُ} صدق الله العظيم [سبأ:24].

    فما هو البرهان على الواقع الحقيقي الذي يثبت أنّ الله هو حقّاً الرّزاق؟ وقال الله تعالى:
    {فَلْيَنظُرِ‌ الْإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ ﴿٢٤﴾ أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا ﴿٢٥﴾ ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْ‌ضَ شَقًّا ﴿٢٦﴾ فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا ﴿٢٧﴾ وَعِنَبًا وَقَضْبًا ﴿٢٨﴾ وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا ﴿٢٩﴾ وَحَدَائِقَ غُلْبًا ﴿٣٠﴾ وَفَاكِهَةً وَأَبًّا ﴿٣١﴾ مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [عبس].

    وكذلك لكل اسم من أسماء الله الذي يصف نفسَه بها جعل لكل اسم حقيقةً تجدونها على الواقع الحقيقي فترون حقيقة ذلك الاسم بأمِّ أعينكم وتشعر به كافّة حواسكم، فهو الخالق لأنفسكم؛ وفي أنفسكم أفلا تبصرون؟ وهو البارئ لأمراضكم؛ أمْ مَنْ يشفيكم غير البارئ إن كنتم صادقين؟

    ولكل اسمٍ من أسماء الله التي يصف بها نفسه تجدون له برهاناً بالحقّ على الواقع الحقيقي ترونه بأعينكم وتشعر به كافة حواسكم إلا البرهان لحقيقة رضوان الربّ الذي يكمن فيه سرّ الحكمة من خلقكم فتبصره قلوبكم وترى أنّه النّعيم الأعظم من نعيم جنّته لا شك ولا ريب.
    ألا والله لا يزداد معيار اليقين شيئاً في قلوب قومٍ يحبّهم ويحبّونه يوم لقاء ربّهم؛ بل رؤيتهم كما هي ويقينهم لن يزداد شيئاً ولا مثقال ذرةٍ يوم لقاء الربّ، بمعنى أنّ يقين قلوبهم لن يزداد يوم لقاء الله بأنّ رضوان نفسه هو النّعيم الأعظم من نعيم جنّته كون هذه عقيدة رسخت في قلوبهم أعظم من رسوخ هذا الكون العظيم فقد يزول ولن تزول هذه العقيدة في قلوب قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه في حقيقة رضوان الله أنّه النّعيم الأعظم من نعيم جنّته، ولا نزال نقول وهم على ذلك من الشاهدين، وهم يعلمون علم اليقين أنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ينطق بالحقّ حين يجعلهم شهداء بيان النّعيم الأعظم؛
    (نعيم رضوان الرحمن على عباده) أنّه حقّاً النّعيم الأعظم من نعيم جنّته. ولا نزال نقول وهم على ذلك من الشاهدين (قوم يحبّهم الله ويحبّونه) في هذه الأمّة. وقال الله تعالى: {فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الحقّ فَمَاذَا بَعْدَ الحقّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} صدق الله العظيم [يونس:32].

    ولدينا مزيدٌ مما علّمني ربّي، ومن كان مُعلِّمُه الرحمن فلن يُهيمن عليه علماءُ الإنس والجانّ ولو كان بعضُهم لبعضٍ ظهيراً ونصيراً، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..

    وقال الله تعالى:
    {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا ۚ قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [الرعد].

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ___________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  3. افتراضي

    برهان اسم الله البارئ : هو الذي يبرئكم من أمراضكم فمن يشفيكم من أمراضكم غير البارئ إن كنتم صادقين سبحانه تصديقا لقول الله تعالى :
    ﴿وَاذكُر عَبدَنا أَيّوبَ إِذ نادى رَبَّهُ أَنّي مَسَّنِيَ الشَّيطانُ بِنُصبٍ وَعَذابٍ۝اركُض بِرِجلِكَ هذا مُغتَسَلٌ بارِدٌ وَشَرابٌ﴾
    [ص: ٤١-٤٢]
    صدق الله العظيم

    ﴿وَأَيّوبَ إِذ نادى رَبَّهُ أَنّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرحَمُ الرّاحِمينَ۝فَاستَجَبنا لَهُ فَكَشَفنا ما بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيناهُ أَهلَهُ وَمِثلَهُم مَعَهُم رَحمَةً مِن عِندِنا وَذِكرى لِلعابِدينَ﴾
    [الأنبياء: ٨٣-٨٤]صدق الله العظيم

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 20402 من موضوع ابتلاء الله سبحانه لنبيّ الله أيّوب عليه السلام ..

    الإمام ناصر محمد اليماني
    15 - 09 - 1432 هـ
    15 - 08 - 2011 مـ
    09:23 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
    https://albushra-islamia.com/showthread.php?p=20401
    ـــــــــــــــــــ



    ابتلاء الله سبحانه لنبيّ الله أيّوب عليه السلام ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد وآله الأطهار وجميع المسلمين، أما بعد..
    لقد ابتلى الله أيّوب عليه الصلاة والسلام بمسٍّ من الشياطين فسبب له مرضاً جلديّاً استصعب علاجه على الأطباء، ومن ثم أدرك أيوب عليه الصلاة والسلام أنّ الله ابتلاه بمسٍّ من الشياطين فأناب إلى ربه، وقال الله تعالى:
    {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ﴿٤١} صدق الله العظيم [ص].

    ونستنبط من ذلك أنّ المؤمنين معرضون لمسوس الشياطين إن أراد الله أن يبتليهم ونزّل لهم من القرآن ما يكون شفاءً لهم، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْ‌آنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَ‌حْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارً‌ا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمد للهِ ربِّ العالمين ..
    أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني .
    ____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  4. افتراضي

    برهان اسم الله المجيب : فلم يشترط الله في الدعاء إلا أن يدعونه مخلصين له الدين من غير شركٍ مع الله أحد في الدعاء، فوعدهم بالإجابة ومن قصص إجابة الدعاء في القرآن الكريم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ﴿إِذ قالَتِ امرَأَتُ عِمرانَ رَبِّ إِنّي نَذَرتُ لَكَ ما في بَطني مُحَرَّرًا فَتَقَبَّل مِنّي إِنَّكَ أَنتَ السَّميعُ العَليمُ۝فَلَمّا وَضَعَتها قالَت رَبِّ إِنّي وَضَعتُها أُنثى وَاللَّهُ أَعلَمُ بِما وَضَعَت وَلَيسَ الذَّكَرُ كَالأُنثى وَإِنّي سَمَّيتُها مَريَمَ وَإِنّي أُعيذُها بِكَ وَذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ۝فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَها نَباتًا حَسَنًا وَكَفَّلَها زَكَرِيّا كُلَّما دَخَلَ عَلَيها زَكَرِيَّا المِحرابَ وَجَدَ عِندَها رِزقًا قالَ يا مَريَمُ أَنّى لَكِ هذا قالَت هُوَ مِن عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرزُقُ مَن يَشاءُ بِغَيرِ حِسابٍ۝هُنالِكَ دَعا زَكَرِيّا رَبَّهُ قالَ رَبِّ هَب لي مِن لَدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَميعُ الدُّعاءِ۝فَنادَتهُ المَلائِكَةُ وَهُوَ قائِمٌ يُصَلّي فِي المِحرابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحيى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصّالِحينَ۝قالَ رَبِّ أَنّى يَكونُ لي غُلامٌ وَقَد بَلَغَنِيَ الكِبَرُ وَامرَأَتي عاقِرٌ قالَ كَذلِكَ اللَّهُ يَفعَلُ ما يَشاءُ۝قالَ رَبِّ اجعَل لي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلّا تُكَلِّمَ النّاسَ ثَلاثَةَ أَيّامٍ إِلّا رَمزًا وَاذكُر رَبَّكَ كَثيرًا وَسَبِّح بِالعَشِيِّ وَالإِبكارِ۝وَإِذ قالَتِ المَلائِكَةُ يا مَريَمُ إِنَّ اللَّهَ اصطَفاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصطَفاكِ عَلى نِساءِ العالَمينَ۝يا مَريَمُ اقنُتي لِرَبِّكِ وَاسجُدي وَاركَعي مَعَ الرّاكِعينَ۝ذلِكَ مِن أَنباءِ الغَيبِ نوحيهِ إِلَيكَ وَما كُنتَ لَدَيهِم إِذ يُلقونَ أَقلامَهُم أَيُّهُم يَكفُلُ مَريَمَ وَما كُنتَ لَدَيهِم إِذ يَختَصِمونَ۝إِذ قالَتِ المَلائِكَةُ يا مَريَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنهُ اسمُهُ المَسيحُ عيسَى ابنُ مَريَمَ وَجيهًا فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ وَمِنَ المُقَرَّبينَ۝وَيُكَلِّمُ النّاسَ فِي المَهدِ وَكَهلًا وَمِنَ الصّالِحينَ۝قالَت رَبِّ أَنّى يَكونُ لي وَلَدٌ وَلَم يَمسَسني بَشَرٌ قالَ كَذلِكِ اللَّهُ يَخلُقُ ما يَشاءُ إِذا قَضى أَمرًا فَإِنَّما يَقولُ لَهُ كُن فَيَكونُ﴾ [آل عمران: ٣٥-٤٧]
    صدق الله العظيم

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 16177 من موضوع ردّ الامام على السائل: {لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، وعلى هذه الكلمة في الذكر تأسست عقيدة الشيعة الاثني عشر..



    - 2 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    24 - 06 - 1432 هـ
    28 - 05 - 2011 مـ
    01:55 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ


    إنّ من الأئمة والأنبياء ما كان بسبب دعاء آبائهم..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد وآله الأطهار وجميع أنصار الله الواحد القهار..

    ويا أبا بكر من الأنصار السابقين الأخيار، إن من الأئمة والأنبياء ما كان بسبب دعاء آبائهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} صدق الله العظيم [الفرقان:74].

    فإذا علم الله إن دعاء عبده لربه أن يهب له ذريّة لينفع بهم الدين والمُسلمين ثم يجيب الله دعاء عبده إن يشاء، وإلى الله ترجع الأمور. كمثل نبيّ الله زكريا قال:
    {رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذريّة طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء} صدق الله العظيم [آل عمران:38].

    كون نبيّ الله زكريا عليه الصلاة والسلام يريد أن يهب له الله مولوداً مباركاً ويجعله إماماً للمُسلمين لأنّ هدفه من أجل الدين وليس حبّاً في البنين وزينة الحياة الدنيا بل هو من الذين قال الله عنهم في محكم كتابه:
    {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} صدق الله العظيم [الفرقان:74].

    ولذلك تجد أنّ الله قد وهب له نبيّاً كريماً وجعله إماماً للمتقين ليهديهم إلى ربّهم ببصيرة الكتاب، ويجب أن يكون ذلك الطموح هو طموحُ كلّ زوجٍ وزوجةٍ من المُسلمين فيدعون ربّهم أن يهب لهم ذريّة طيبة لينفعوا بأولادهم الإسلام والمُسلمين ثم يجيبهم ربّهم ويتقبل منهم أولادهم ويجعل الله فيهم خيراً كثيراً للإسلام والمسلمين، فانظروا إلى دعاء امرأة عمران وهي حامل أنابت إلى ربها فقالت:
    {رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [آل عمران:35].

    ويعلمُ الله بما تريد؛ إنها تريد ولداً لتنفع به الإسلام والمُسلمين، ثم كانت واثقة من الله أنّه سوف يجيبها كون عمران بن يعقوب زوجها قد توفي وهي حامل، وكذلك توفي ابنها هارون من قبل وأرادت أن تحفظ ذريّة ذلك البيت المكرم بولدٍ يرزقها الله به وتنفع به الإسلام والمُسلمين، ولكن الله ابتلاها فوضعتها أنثى وهي كانت منتظرة الإجابة من ربّها أن يهب لها ولداً وقد وهبته لربّها مقدماً وهو لا يزال في بطنها حين توفى الله زوجها، ولكن حين وضعتها تفاجأت بأنها أنثى وليست ذكراً، ولم يعد هناك أمل أن تنجب ولداً من ذريّة عمران بن يعقوب وهي تعلم أنّ الأنثى لا تحمل ذريّة الأب بل تحمل ذريّة الصهر. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَهُوَ ٱلَّذِى خَلَقَ مِنَ ٱلْمَآءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً} صدق الله العظيم [الفرقان:54].

    ولذلك قالت امرأة عمران:
    {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} صدق الله العظيم [آل عمران:36].

    فانظروا إلى حُسن الظنّ بربها فقالت:
    {وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ}، بمعنى عسى أن يكون لله حكمة من أن يرزقها بأنثى فعسى أن يكون فيها خير للإسلام والمُسلمين، ولم يظل وجهها مسوداً ولم تحزن وفوضت أمرها إلى ربها فعسى أن يجعل الله في ذريتها خيراً للإسلام والمُسلمين برغم أنها كانت تريد أن تحمل في بطنها ذريّة عمران بن يعقوب حتى لا ينقطع نسل ذلك البيت المبارك، ولكن الله أجاب دعاء امرأة عمران بالحقّ وإنما ابتلاها بالمولود أنثى، ولكن ذلك من عجيب إجابة الدعاء من الربّ سبحانه أنّ اسم المسيح عيسى ابن مريم "عيسى ابن مريم عمران بن يعقوب" ولم تحمل مريم ذريّة الصهر ولم يشاركها في ذريتها أحدٌ برغم أنه لم يخطر لامرأة عمران على بال أنّ ذريّة مريم سوف تنسب إلى عمران كون بالعقل إنّ ذريّة مريم سوف تنسب إلى من سوف يتزوجها وهو الصهر فتحمل ذريته فتنسب الذريّة إلى أبيهم زوج مريم، ولكن لا زوج لمريم ابنة عمران عليها الصلاة والسلام ولم تتزوج قط ولم يمسسها بشر قط في حياتها. وقالت: {قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاء إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} صدق الله العظيم [آل عمران:47].

    إذاً رسول الله المسيح عيسى ابن مريم -عليه الصلاة والسلام وعلى أمه- هو أصلاً خلقه الله إجابة لدعاء امرأة عمران عليه الصلاة والسلام إذ قالت:
    {رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} صدق الله العظيم [آل عمران:35]، وإنما ابتلاها الله بأنها وضعتها أنثى ولكن الله خلق من ابنتها ذكراً وجعله رسول الله لبني إسرائيل وينفع الله به الإسلام والمُسلمين إن ربي سميع الدعاء.

    ومن الأئمة من كان السبب هو من عند المولود نفسه وليس من عند أبيه ولربما أبوه من الغافلين، أو إنّه ليس من الذين أوتوا العلم ولم يكن يعلم أنه يحقّ له أن يهب لربه ذرّيته لينفع بهم الإسلام والمُسلمين، ولكن الذين اجتباهم الله فإن السبب هو من عند أنفسهم وليس من عند آبائهم، فالمولود أذكى من الوالد فلم يتبع ملّة أبيه إذا لم يتقبل ملّة أبيه عقلُه وإذا كان من أولي الألباب المتفكرين فيبحث عن الحقّ ليتبعه ثم يجتبيه الله ويهدي قلبه إلى الحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ} صدق الله العظيم [الشورى:13]، كون الذين يجتبيهم الله إليه فيصطفيهم ويهدي قلوبهم فالسبب هو من عند أنفسهم وليس من عند آبائهم كمثل رسول الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام لم يكن السبب من عند أبيه كون أبيه ليس من الذين قال الله عنهم: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} صدق الله العظيم؛ بل كان آزر أبو إبراهيم من الضالين عن الصراط المستقيم من الذين يتّبعون آباءهم الاتّباع الأعمى من غير تفكرٍ ولا تدبرٍ، ولكن إبراهيم المتفكر والمتدبر لم يقتنع بما وجد عليه أبيه وقومه وتفكّر وبحث عن الحق فاجتباه الله إليه وهداه وجعله من المرسلين. وقال الله: {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَ‌اهِيمَ رُ‌شْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ ﴿٥١﴾ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَـٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ﴿٥٢﴾ قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ ﴿٥٣﴾ قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    فانظروا إلى آزر والد نبيّ الله إبراهيم من الذين يتّبعون آباءهم الاتّباع الأعمى من غير تفكر بالعقل والمنطق ولذلك كان ردّ أبيه وقومه:
    {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52) قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ (53)} صدق الله العظيم، وما أشبه اليوم بالبارحة فكثيرٌ هم الذين ضلّوا عن الصراط المستقيم بسبب الاتّباع الأعمى للذين من قبلهم بحجّة أنهم السلف الصالح فلا تجدونهم يستخدمون عقولهم شيئاً، فضلُّوا أنفسهم وأَضَلّوا أمتهم، ولا نطعن في السلف من الصالحين وإنما نطعن في افتراء الشياطين عن أسلافهم كذباً وزوراً. وحتى لا نخرج عن الموضوع نعود إلى الذين اجتباهم الله بسببٍ من عند أنفسهم وهم الذين جاهدوا بالبحث عن معرفة الطريق الحقّ إلى ربهم فاجتباهم ربّهم وتقبلهم وهداهم إلى صراط العزيز الحميد، ومن الذين اجتباه الله وهداه واصطفاه بسببٍ من عند نفسه نبيّ الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (121)} صدق الله العظيم [النحل]

    والسؤال الذي يطرح نفسه أليس سبب الاجتباء والهدى كان من عند إبراهيم حتى اجتباه الله وهداه إلى الصراط المستقيم؟ والجواب تجدوه في محكم الكتاب أنّ السبب كان من عند إبراهيم أناب إلى ربه ليهدي قلبه إلى الحقّ؛ بل كان متألماً قلبه من قبل الهدى كونه يريد أن يتبع الحقّ الذي لا شك ولا ريب فيه، ولذلك قال إبراهيم المنيب:
    {قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:77]، ولذلك اجتباه الله وهدى قلبه إلى الصراط المستقيم فقال: {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ‌ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِ‌كِينَ ﴿٧٩﴾} صدق الله العظيم [الأنعام]. وهداه الله إليه بسبب وعده بالحقّ في محكم كتابه لَيهدي قلوب الباحثين عن الحقّ إلى الصراط المستقيم شرط تألم القلب والحسرة لو لم يكن على الصراط المستقيم كمثل قول نبيّ الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام: {قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:77].

    فتجدون التألم يملأ قلب إبراهيم عليه الصلاة والسلام كونه لا يريد أن يكون من الضالين أصحاب الاتّباع الأعمى؛ بل يريد أن يتبع الحقّ من ربه ولذلك هداه الحقّ إلى الحقّ إنه سميع مجيب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم.

    ونستنبط من ذلك شرط هدى القلب إلى الرب: إنّها الإنابة من عند نفس الإنسان إلى ربه ليهدي قلبه إلى الصراط المستقيم.

    ولذلك قال الله تعالى:
    {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَ‌فُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّ‌حْمَةِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ‌ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ‌ الرَّ‌حِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَ‌بِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُ‌ونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّ‌بِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُ‌ونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَ‌تَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّ‌طتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِ‌ينَ ﴿٥٦﴾أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَ‌ى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّ‌ةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْ‌تَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    فانظروا لقول الإنسان الذي لم يهدِ الله قلبه إلى الحقّ ما سوف يقول عند لقاء ربه:
    {لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} صدق الله العظيم، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: فما هي حجّة الله على الإنسان الذي لم يهدِ قلبه إلى الحقّ؟ ومن ثم تجدون الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ} صدق الله العظيم [الزمر:54].

    إذاً شرط هدى القلب من الرب هو الإنابة من عند الإنسان كون الله يهدي إليه من ينيب إلى ربه ليهدي قلبه. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ} صدق الله العظيم [الرعد:27].

    فاتقوا الله يا أولي الألباب، وأقسمُ بالله العظيم الذي لا إله غيره لا يطّلع على بياني هذا إنسانٌ ولا جانٌ من أولي الألباب إلا هدى الله قلوبهم إلى الحقّ من ربهم كون الله لم يهدِ من عباده إلا أولو الألباب المتفكرين الذين يستخدمون عقولهم بالتفكر وتدبر القول وليس أصحاب الاتّباع الأعمى. وقال الله تعالى:
    {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُواْ ٱلْقَوْلَ أَمْ جَآءَهُمْ مَّا لَمْ يَأْتِ ءَابَآءَهُمُ ٱلاٌّوَّلِينَ} صدق الله العظيم [المؤمنون:68].

    وإنّما تدبر القول هو التفكر في منطق الداعية وسلطان علمه الذي يحاج الناس به فهل هو الحقّ من ربّه أم إن قوله لا يقبله العقل والمنطق كون الباطل لا يقبله العقل دائماً وأما الحق فدائماً لا يختلف مع العقل والمنطق، ولذلك لن تجدوا في الكتاب أنّ الله هدى من عباده إلا أولي الألباب في كل زمانٍ ومكانٍ، وهم الذين لا يحكمون على الداعية من قبل أن يسمعوا إلى سلطان علمه هل يقبله العقل والمنطق فإذا كان هو الحق من ربهم فحتماً سوف ترضخ له عقولهم وتسلم تسليماً إنه الحقّ، إذاً لن يهدِ الله من كافة عباده إلا أولو الألباب المتفكرين بالعقل ولذلك قال الله تعالى:
    {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْءَانَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ} [محمد:24].
    {كِتَـٰبٌ أَنزَلْنَـٰهُ إِلَيْكَ مُبَـٰرَكٌ لِّيَدَّبَّرُوۤاْ ءَايَـٰتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُو ٱلاٌّلْبَـٰبِ} [ص:29].
    {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُواْ ٱلْقَوْلَ أَمْ جَآءَهُمْ مَّا لَمْ يَأْتِ ءَابَآءَهُمُ ٱلاٌّوَّلِينَ} [المؤمنون:68].
    {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ‌ بِآيَاتِ رَ‌بِّهِ فَأَعْرَ‌ضَ عَنْهَا} [الكهف:57].
    {وَقَالَ ٱلرَّسُولُ يٰرَبِّ إِنَّ قَوْمِى ٱتَّخَذُواْ هَـٰذَا ٱلْقُرْءاَنَ مَهْجُوراً} [الفرقان:30]
    صـــــدق الله العظيم

    ومن ثم يكرر لكم المهديّ المنتظَر القسم بالحقّ وما كان قسم كافرٍ ولا فاجرٍ؛ بل قسم المهديّ المنتظَر بالله العلي العظيم أن لن يتبع المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني إلا أولو الألباب لو حاورتكم مليون عاماً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ ٱلْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَـٰبِ} صدق الله العظيم [الرعد:19].

    إذاً يا قوم إنّ الله لم يهدِ من عباده في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلا أولي الألباب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    ولكن الذين هم أضلّ من الأنعام سبيلاً سوف ينبذ جميع آيات الكتاب وراء ظهره وكأنّه لم يسمعها ومن ثم يقول: "قال الله تعالى:
    {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7]، فحسبنا ما وجدنا عليه السلف الصالح من أتباع النّبيّ تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} صدق الله العظيم [الحشر:7]، فحسبنا ما وجدنا عليه السلف الصالح الذين أخذوا عن النّبيّ مباشرة".

    ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: إني أراكم تقولون:
    {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} صدق الله العظيم، أفلا تفتوني من الذي أتى بهذا القرآن العظيم الذي يحاج به ناصر محمد اليماني؟ ألم يأتِ به محمد رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وآله وسلم؟ ولو كنتم تريدون الحقّ لما افتريتم على الله أنه أفتاكم إنه لا يعلمُ بتأويل القرآن العظيم إلا الله سبحانه عما تفترون عليه بغير الحقّ فلم يقل ذلك بل ذلك قولكم من عند أنفسكم افتراءً على الله.

    ولربّما يودّ أحد الذين لا يعقلون أن يقاطعني فيقول: "مهلاً يا ناصر محمد ألم يقل الله تعالى:
    {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} صدق الله العظيم؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: فما ظنّك بقول الله تعالى: {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ} صدق الله العظيم؟ فهل ترى إنّ هذا قول لا يعلم بتأويله إلا الله؟ ومن ثمّ يكون ردّ علينا فيقول: "بل هذه آيةٌ واضحةٌ يشهدُ الله لنفسه بالحقّ إنه لا إله غيره في الوجود كله". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: إذاً فلماذا تفترون على الله أنه قال إنه لا يعلمُ بتأويل القرآن إلا الله وأنتم تعلمون إنّه إنما يقصد المتشابه في القرآن فقط لا يعلم بتأويله إلا الله والمتشابه كلمات قليلة في القرآن ومعظم كلمات القرآن العظيم محكمات بيّنات بنسبة 90% من كلمات القرآن محكمات وبنسبة 10% الآيات المتشابهات فيهنّ تشابه لفظي في منطق اللسان مختلفات في البيان عن محكم القرآن كمثل قول الله تعالى: {فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ} صدق الله العظيم [البقرة:54].

    وهذه من الآيات المتشابهات وسوف تجدونها جاءت مخالفةً لآيةٍ محكمةٍ في الكتاب للعالم وعامة المسلمين في قول الله تعالى:
    {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَ‌حِيمًا ﴿٢٩﴾ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارً‌ا وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرً‌ا ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [النساء]

    فانظروا لهاتين الآيتين المتشابهتين إحداهنّ في ظاهرها مخالفة للعقل والمنطق، فكيف يأمر الله عباده أن يقتلوا أنفسهم ويفتيهم أنّ ذلك خيرٌ لهم عند بارئهم سبحانه وتعالى علواً كبيراً! فهل يقبل العقل والمنطق هذا بأنّ الله أمر بني إسرائيل أن يقتلوا أنفسهم فيقول:
    {فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ} صدق الله العظيم؟ فكيف يكون خيراً لهم عند بارئهم أن يرتكبوا ما حرّم الله عليهم أن يقتلوا أنفسهم في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَ‌حِيمًا ﴿٢٩﴾ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارً‌ا وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرً‌ا ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم؟ إذاً يا قوم لا ينبغي أن يكون تناقضاً في كتاب الله القرآن العظيم فلا بد إن إحدى هاتين الآيتين من المتشابه فأيهم يقر العقل إنها محكمة؟ وسوف تجدون فتوى عقولكم مباشرة تفتيكم عن الآية المحكمة التي يقبلها العقل والمنطق وهو قول الله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَ‌حِيمًا ﴿٢٩﴾ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارً‌ا وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرً‌ا ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم.

    ولربّما يودّ أحد أحبتي في الله الأنصار السابقين الأخيار أن يقول: "يا إمامي وحبيب قلبي يا من هديتني إلى ربي أفلا تُفْتِنا عن كلمة التشابه بالضبط بين هاتين الآيتين؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: يا قرة عين الإمام المهديّ إن كلمة التشابه بين هاتين الآيتين هو بالضبط قوله تعالى:
    {أَنْفُسَكُمْ}، ولسوف نقوم بتكبير هذه الكلمة في الآيتين وقال الله تعالى: {فَاقْتُلُواأَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ}، وقال الله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَ‌حِيمًا ﴿٢٩﴾ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارً‌ا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرً‌ا ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم، فأمّا قول الله تعالى: {فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ} أي: اقتلوا بعضكم بعضاً للدفاع عن دينكم وأرضكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} صدق الله العظيم [الحج:40].

    وإنما يقصد أن يجاهدوا في سبيل الله لقتل المفسدين في الأرض الذين يبغون على الناس بغير الحقّ إلا أن يقولوا ربنا الله فينقم منهم المجرمون، ولذلك أمركم الله بقتال وقتل المعتدين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُ‌جُوا مِن دِيَارِ‌كُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرً‌ا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ﴿٦٦﴾ وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرً‌ا عَظِيمًا ﴿٦٧﴾ وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَ‌اطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿٦٨﴾ وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَالرَّ‌سُولَ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَ‌فِيقًا ﴿٦٩﴾ ذَٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ عَلِيمًا ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ولكن الذي غرّكم في الآية هو قول الله تعالى
    {أَنْفُسَكُمْ}، ولذلك أفتيناكم أنه يقصد في هذا الموضع أي بعضكم بعضاً، كمثل قول الله تعالى: {فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون}صدق الله العظيم [النور:61].

    أي فسلّموا على بعضكم بعضاً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون} صدق الله العظيم [النور:61].

    وتبيّن لكم إنّه يقصد بقوله:
    {فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً} أي: فسلموا على بعضكم بعضاً وهي تحية الإسلام بين المؤمنين إلى بعضهم بعضاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا} صدق الله العظيم [النساء:86].

    فأمّا التحية من الله الطيبة فهي حين تدخلوا بيوت بعضكم بعضاً فتقولون: (السلام عليكم ورحمة الله). وأما قول الله تعالى:
    {فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ} وهي قولكم: (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته)، أو أضعف الإيمان ردوها فإن حياكم أحدٌ وقال: (السلام عليكم) فأضعف الإيمان إذا لم تردوا بأحسن منها فردّوها فتقولون: (وعليكم السلام). وأما إذا قال صاحب التحية لكم: (السلام عليكم ورحمة الله) فإذا لم تحييوا بأحسن منها فأضعف الإيمان ردّوها فتقولوا: (وعليكم السلام ورحمة الله). وليس من الأخلاق أن يحييكم أحدٌ فيقول: (السلام عليكم ورحمة الله) ثم تردون عليه بأنقص منها فتقولون (وعليكم السلام) برغم إنه قال (السلام عليكم ورحمة الله)، فإذا سمعك تردّ عليه فتقول: وعليكم السلام، فلربما يرجع من باب دارك كونه سوف يصير في نفسه شيء وكأنه ليس مرغوباً لديك دخوله البيت بسبب إنّه حياك وقال: (السلام عليكم ورحمة الله) ولم ترد أضعف الإيمان تحيته بمثلها بل بأنقص منها مما سوف يصير في نفس أخيك الزائر شيء فيهجر زيارتك إلى دارك، ولكن حين يسمعك ترد تحيته بخير منها فتقول: (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته) سوف يطيب نفساً إنك سررت بقدومه ومرحباً به. ولو إن هذا الموضوع لم يكن هو الموضوع المقصود وإنما عرجنا على بيان التحية نظراً لأنه جاء ما يخصها لكي نستنبط منه أنه يأتي في مواضع يقصد بقوله تعالى: {أَنفُسِكُمْ} أي بني جنسكم، كمثل قول الله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} صدق الله العظيم [التوبة:128] ؛ والمقصود بقوله {مِنْ أَنْفُسِكُمْ} أي من بني جنسكم.

    ويا أحبتي في الله إنّ الإمام المهديّ لَقادر أن يختصر في بيانات الذكر ولكنّنا نجعل كل بيان موسوعة علميّة، وذلك حتى يقتبس الأنصار ردّهم من البيانات على السائلين والتعب والمشقة هي على كاتبها وأما القراءة فهي أهون من الكتابة بكثير، فاجهدوا أنفسكم بالقراءة للبيان الحقّ للقرآن العظيم ليزيدكم الله علماً وكونوا من الشاكرين.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 388466 من موضوع مُعجزاتٌ خارِقَةٌ لمريم العذراء ..

    - 1 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    30 - ذو القعدة - 1443 هـ
    29 - 06 - 2022 مـ
    08:24 صباحًا
    (بحسب التّقويم الرّسميّ لأمّ القرى)


    [لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
    https://albushra-islamia.com/showthread.php?p=388179
    ______________


    مُعجزاتٌ خارِقَةٌ لمريم العذراء ..


    بِسم الله الرّحمن الرحيم والصلاة والسّلام على الأنبياء والصِّدّيقين والشّهداء والصّالحين في كل زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين؛ ثُمَّ أمّا بعد ..

    مِن باب التّمهيد لخلق الله عبده المسيح عيسى بن مريم بكلمةٍ ألقاها إلى مريم (كُن فيَكون) فَمِن باب التّمهيد مِن ربّ العالَمين لتُصَدِّق بأمر ربّها في مُعجزة حَملها مِن غير أن يمسَسها بشر، ولذلك أيّد مريم ابنة عمران بمُعجزاتٍ خارقةٍ حقيقيّةٍ على الواقع الحقيقيّ، فبعد أن اختصَم أعمامها عند القضاء أيُّهم يَكفُل مريم ابنة أخيهم (عمران بن يعقوب) فتمّ تحكيم الله باختيار مَن يَكفُلها عن طريق القُرعة تصديقًا لقول الله تعالى: {ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ۚ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ‎﴿٤٤﴾‏} [آل عمران].

    واختار الله أن يتكفّلها عمُّها (زكريا بن يعقوب) عليهم الصّلاة والسّلام تصديقًا لقول الله تعالى: {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ‎﴿٣٧﴾‏} [آل عمران].

    ولكني لا أجد أنّ نبيّ الله زكريا سألها في كل مرةٍ حين يَجلِب لها طعامًا فيجدُ عندها رزقًا - أنواعًا مِن الأطعمة - رغم أنّه كان يُلاحظ ذلك كلما دخل عليها المحراب يجلبُ لها الطعام، فكان يظنّ أنّ أحدَ أعمامها جلب إليها ذلك الطعام قبل مجيئه، فعلِمت مريم أنّ عمها كان يظنّ ذلك - أنّ مِن أعمامها مَن يجلب لها طعامًا - ولذلك تراه لم يسألها مَن جلَبَ لها طعامًا كونه لم يستغرب منه شيئًا، كون ذلك الطعام موجودًا في السّوق، ولذلك لم يسألها رغم أنّه يجد لديها طعامًا كلما دخل زكريا عليها المحراب، فعلِمت مريم أنّ سبب عدم سؤال عمّها كونه يظنّ أنّ ذلك الطعام أحضره لها أحدُ أعمامها؛ برغم أنّه ليس مِن عند أحدٍ مِن أعمامها.

    وكان يُحضِر زكريا الطعام فيأكل مع مريم، فأرادت مريم ذات يوم أن تعمل مفاجأةً لعمّها زكريا - عليهم الصّلاة والسّلام - فأعدّت مَأدبة على مُختلَف أنواع فواكه الأعناب الأسود والأبيض - مُحبّبٌ وغير ذي حبوبٍ - وبرتقال ورمانٌ وبطّيخٌ والتّين وكافّة أنواع الفواكه التي يعلم عمّها زكريا أنّه ليس مَوسِمها ولا وجود لها إطلاقًا في السّوق، فأحضر عمّها طعامها بميقاتِ الغداء فتفاجَأ بمأدبةٍ في مِحرابها ضيافةً لعمّها زكريا فيها على مُختَلف أنواع المأكولات اللذيذة، وكذلك على مُختَلف أنواع الفواكه بكافّة أنواعها خصوصًا التي تعلم أنّ عمّها زكريا يعلمُ أنّه ليس موسِمها إطلاقًا ولا وجود لها في السّوق، فأصابته الدّهشة ممّا شاهده مِن مُختَلف أنواع الفواكه التي ليس مَوسِمها إطلاقًا؛ فهنا سألها مُندهشًا كيف فواكه طازجة لدى مريم ليس مَوسمها بل على مُختَلف أنواعها طازجةً طريّةً فقال: "يا مريم أنّى لكِ هذا ولسنا في موسم هذه الفواكه؟!"، فقالت: "أنه مِن عند الله إنّ الله يرزق مَن يشاء بغير حسابٍ"، فقال لها زكريا: "وكيف رزقِكِ الله فهل أحضر هذه الفواكهَ الملائكةُ مِن الجنة؟" فقالت مريم: "كلّا يا أبتي بل أنا مَن أصنع هذه الفواكه وكل ما تجده لديّ مِن طعامٍ فلم يُحضِره أحدٌ مِن أعمامي كما ظننتَ في نفسك، كونك تجد لديّ طعامًا كل يوم ولم تسألني مَن جلب إلَيّ الطعام فأردتُ أن أعمل لك مفاجأة"، فقال: "وكيف تَصنعين ذلك؟"، فقالت: "يا أبتي سَل ما في نفسك"، فطلبَ شيئًا كذلك لم يأتِ بعدُ مَوسِمه فأحضَرت ترابًا وماءً، وصنَعت مِن التّراب على هيئة ما طلبَه عمّها زكريا - تمرًا رُطَبًا جَنيًّا - فقالت: "اللهم اجعله رُطَبًا جَنيًّا"، فأجابها الله؛ فإذا ببراعم التّراب صاروا رُطَبًا جَنيًّا!، فقالت: "تفضّل يا عمِّي الحبيب" فتناول زكريا ما شاهده بأمّ عينه أنها صنعَته مِن ترابٍ مِن غير شجر نخيلٍ، فأكَل منه فوجده حقًّا رُطَبًا جَنيًّا حُلوَ المذاق كمثل الرُّطَب الجَنيّ المعروف حين ينضجُ، فشاهد قُدرة الله كيف أجاب الله دعاء مريم بفواكه مِن غير شجرٍ ورُطَبٍ بغير نخيلٍ، هنالك دعا زكريا ربّه بيقينٍ تامٍّ، وقال الله تعالى: {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ‎﴿٣٨﴾‏ فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ ‎﴿٣٩﴾‏ قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ‎﴿٤٠﴾‏ قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً ۖ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا ۗ وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ‎﴿٤١﴾‏} [آل عمران].

    فكان يُعيقُ يقينَ دعاء زكريا أنّ امرأته عاقرٌ أي: قاعِدٌ لم تَعد تحيض، ولكنّه أيقنَ أنّه حتى ولو كانت امرأته عاقرًا فسوف يُجيبه الذي أجاب مريم؛ فكيف أجابها الله بفواكه مِن غير شجرٍ ورُطَبٍ جَنيٍّ مِن غير نخيلٍ! إنّ ربّي على كل شيءٍ قدير، فدعا ربّه أن يهبَ له ذريّةً طيّبةً حتى ولو كانت امرأته عاقرًا فإنّ ربّي سميعُ الدّعاء على كل شيءٍ قدير، كونه وجدَ معجزات خارقة لدى مريم - عليهم الصّلاة والسّلام - ولذلك دعا ربّه في تلك اللحظة وهو مُوقِنٌ بالإجابة رغم أنّه يدعو مِن قبلُ ولكن كان يُعيقُ يقينَ الإجابة أنّ امرأته صارت عاقرًا قاعِدًا لا تحيض.

    غير أنّ زكريا بسبب ما شاهدَ أمامه مِن مُعجزات إجابةً مِن الله لدعاء مريم، ولكننا لم نجد زكريا يتوسّط بالدعاء لربّه عن طريق مريم أن تدعو الله له أن يهَب له ذريّةً طيّبةً فهو يعلم أنّ ذلك شركٌ بالله بل دعا الله مباشرةً؛ هنالِكَ دعا زكريا ربّه بيقينٍ أنّه سيُجيبه لا شكّ ولا ريب كما أجاب مريم برغم عدم توفّر الأسباب الفيزيائيّة الطبيعيّة، وقال الله تعالى: {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ‎﴿٣٨﴾‏ فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ ‎﴿٣٩﴾‏ قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ‎﴿٤٠﴾‏ قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً ۖ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا ۗ وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ‎﴿٤١﴾‏ وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ‎﴿٤٢﴾‏ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ‎﴿٤٣﴾‏ ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ۚ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ‎﴿٤٤﴾‏ إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ‎﴿٤٥﴾ ‏وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ ‎﴿٤٦﴾‏ قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ‎﴿٤٧﴾‏ وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ‎﴿٤٨﴾‏ وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ‎﴿٤٩﴾‏ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ۚ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ‎﴿٥٠﴾‏ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۗ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ‎﴿٥١﴾‏} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وأمّا بالنسبة لنبيّ الله زكريا ففي مساء يوم الدّعاء؛ مساءَ ذلك اليوم طلبَ مِن زوجته الرَّفثَ فقال لها: "ليَهبَ لنا الله مِن لدُنه وليًّا"، فتبسّمت ضاحكةً فقالت: "لا يأسَ مِن رَوْحِ الله"، فلبَّت الطّلب - زوجة نبيّ الله زكريا - فكتبَ الله لهما يحيى، ومرّت ثلاثة شهورٍ وفي ذات يومٍ وهو قائمٌ يُصَلّي في المِحراب فبعدَ أن أنهى صلاته بدعاء القنوت لصلاة الفجر؛ فإذا بالملائكة يدخلون عليه المِحرابَ فتمثَّل جبريل رجلًا سويًّا، ثم أكمل صلاته - الفَجْر - فقال جبريل: "السّلام عليكم ورحمة الله"، قال: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته"، قال: "يا زكريا إنّا نُبشِّرك بغلامٍ اسمه يحيى لم نجعل له مِن قبلُ سَميًّا"، فأخذَته الدّهشة كونه حينها قد نسيَ أنّه دعى ربه وهو مُوقنٌ بالإجابة حتى ولو كانت امرأته عاقرًا قاعدًا لا تحيض، ولكننا نجده عندما جاءته الملائكة بالبشرى لم يَعُد اليقين كما كان حين الدعاء في لحظة الدعاء يوم شاهَد المُعجِزات ولذلك أخذته الدّهشة! كيف يكون له غلامٌ وكانت امرأته عاقرًا وقد بلغَ مِن الكِبَر عِتيًّا؟! ولكن الرّد على تَعجُّبه قد تنزَّل مع جبريل والملائكة - عليهم الصّلاة والسّلام - في عِلم الغيب أنّ زكريا سوف تأخذه الدّهشة مِن ذلك وقال الله تعالى: {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا ‎﴿٧﴾‏ قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا ‎﴿٨﴾‏ قَالَ كَذَٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا ‎﴿٩﴾‏ قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً ۚ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا ‎﴿١٠﴾‏ فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ‎﴿١١﴾‏} [مريم].

    وذلك تمهيدًا للمُعجزة الكبرى لمريم - عليها الصلاة والسّلام - أن تحمل بغير زوجٍ يمسَسها ولم تكُ بغيًّا بل بكلمةٍ مِن الله (كُن فيكون) في نفس السّاعة حملًا وولادةً في نفس اليوم، ولم يكن بطلبٍ مِن مريم عليها الصّلاة والسّلام، ولكنه طلب أمّها فأجاب الله دعاء أمّ مريم كونها كانت تريد ذكَرًا فوضعَتها أنثى، ولكنّ الله ابتلى يَقينها وظنّها في الله فكأنّه لم يُجب دعائها حين وضعَتها أنثى وليس الذّكرُ كالأنثى، ولكن ظنّها في الله أنه أجاب طلبها ولكن كما يشاء هو سبحانه، ولذلك قالت: "والله أعلم بما وضعتُ فعسى أن يجعل الله فيها خيرًا لدينه"، وقال الله تعالى: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ‎﴿٣٥﴾‏ فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ‎﴿٣٦﴾‏} [آل عمران] صدق الله العظيم.

    إذًا الذَّكَر (المسيح ابن مريم) إجابةً لدعاء أم مريم التي كانت تتمنى لو أنّها وضعَت ذكَرًا لتنفع به دين الله، وليس الذَّكرُ كالأنثى كون زوجها عمران بن يعقوب مات وهي حامل؛ رغم أن الله أجابها ولكن بطريقته المُعجِزة اللّاحقة نظرًا لقناعتها أنّ الله أجابها كون امرأة عمران وهبت لله ما في بطنها مُحرَّرًا فتقبّل منها إنّه هو السّميع العليم، وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ‎﴿٤٢﴾‏ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ‎﴿٤٣﴾‏ ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ۚ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ‎﴿٤٤﴾‏ إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ‎﴿٤٥﴾ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ ‎﴿٤٦﴾‏ قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ‎﴿٤٧﴾‏ وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ‎﴿٤٨﴾‏ وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ‎﴿٤٩﴾‏ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ۚ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ‎﴿٥٠﴾‏ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۗ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ‎﴿٥١﴾‏ ۞ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ‎﴿٥٢﴾‏} [آل عمران] صدق الله العظيم.

    وأبَشِّر كافّة البَشَر بحفيد آدم - عيسى ابن مريم - عليهم الصّلاة والسّلام.

    وربّما يَودّ أحد السّائلين أن يقول: "فكيف يكون المسيح عيسى ابن مريم حفيد آدم وهو ليس مِن ذريّته تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ‎﴿٥٩﴾‏ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُن مِّنَ الْمُمْتَرِينَ ‎﴿٦٠﴾‏} صدق الله العظيم [آل عمران]؟".

    فمِن ثمّ يَردّ على السّائلين خليفة الله المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: إن الحفيد هو ابن بنتك وليس ابن ابنك، وأما البنين فهم الذُّكور الذين يَحمِلون ذريّتك تصديقًا لقول الله تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ ‎﴿٧٢﴾‏} صدق الله العظيم [النحل]، كون الابن يَحملُ ذريّة النَّسَب لأبيه، وأمّا البنت فتحمِل ذُريّة الصِّهر، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا ۗ وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ‎﴿٥٤﴾‏} صدق الله العظيم [الفرقان].

    وسَلامٌ على المُرسَلين والحمد لله ربّ العالَمين..
    صاحبُ عِلم الكتاب وفصلَ الخِطاب والقول الصّواب؛ خليفة الله على العالم بأسره الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  5. افتراضي

    برهان اسم الله (الناصر) من القرآن الحكيم وهو خير الناصرين ينصر من يشاء
    ﴿بَلِ اللَّهُ مَولاكُم وَهُوَ خَيرُ النّاصِرينَ﴾
    [آل عمران: ١٥٠] صدق الله العظيم


    قال الله النعيم الأعظم : ﴿فَلَمّا فَصَلَ طالوتُ بِالجُنودِ قالَ إِنَّ اللَّهَ مُبتَليكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنهُ فَلَيسَ مِنّي وَمَن لَم يَطعَمهُ فَإِنَّهُ مِنّي إِلّا مَنِ اغتَرَفَ غُرفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبوا مِنهُ إِلّا قَليلًا مِنهُم فَلَمّا جاوَزَهُ هُوَ وَالَّذينَ آمَنوا مَعَهُ قالوا لا طاقَةَ لَنَا اليَومَ بِجالوتَ وَجُنودِهِ قالَ الَّذينَ يَظُنّونَ أَنَّهُم مُلاقُو اللَّهِ كَم مِن فِئَةٍ قَليلَةٍ غَلَبَت فِئَةً كَثيرَةً بِإِذنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصّابِرينَ۝وَلَمّا بَرَزوا لِجالوتَ وَجُنودِهِ قالوا رَبَّنا أَفرِغ عَلَينا صَبرًا وَثَبِّت أَقدامَنا وَانصُرنا عَلَى القَومِ الكافِرينَ۝فَهَزَموهُم بِإِذنِ اللَّهِ وَقَتَلَ داوودُ جالوتَ وَآتاهُ اللَّهُ المُلكَ وَالحِكمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمّا يَشاءُ وَلَولا دَفعُ اللَّهِ النّاسَ بَعضَهُم بِبَعضٍ لَفَسَدَتِ الأَرضُ وَلكِنَّ اللَّهَ ذو فَضلٍ عَلَى العالَمينَ۝تِلكَ آياتُ اللَّهِ نَتلوها عَلَيكَ بِالحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ المُرسَلينَ﴾ [البقرة: ٢٤٩-٢٥٢] صدق الله النعيم الأعظم ..

    قال الله النعيم الأعظم : ﴿وَلَقَد نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدرٍ وَأَنتُم أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُم تَشكُرونَ۝إِذ تَقولُ لِلمُؤمِنينَ أَلَن يَكفِيَكُم أَن يُمِدَّكُم رَبُّكُم بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُنزَلينَ۝بَلى إِن تَصبِروا وَتَتَّقوا وَيَأتوكُم مِن فَورِهِم هذا يُمدِدكُم رَبُّكُم بِخَمسَةِ آلافٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُسَوِّمينَ۝وَما جَعَلَهُ اللَّهُ إِلّا بُشرى لَكُم وَلِتَطمَئِنَّ قُلوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصرُ إِلّا مِن عِندِ اللَّهِ العَزيزِ الحَكيمِ۝لِيَقطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذينَ كَفَروا أَو يَكبِتَهُم فَيَنقَلِبوا خائِبينَ۝لَيسَ لَكَ مِنَ الأَمرِ شَيءٌ أَو يَتوبَ عَلَيهِم أَو يُعَذِّبَهُم فَإِنَّهُم ظالِمونَ۝وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ يَغفِرُ لِمَن يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشاءُ وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾
    [آل عمران: ١٢٣-١٢٩] صدق الله النعيم الأعظم ..

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 96536 من موضوع نِداءُ الإمامِ المَهديّ إلى كافَّة المُسلِمين للبَيعة للقِتالِ خِفَافًا وثِقَالًا ..

    - 10 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    05 - 01 - 1430 هـ
    01 - 01 - 2009 مـ
    09:35 مساءً
    ـــــــــــــــــ



    { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }
    صدق الله العظيــــم
    ..


    بسم الله الرحمن الرحيم وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين، وبعد..
    إنّ سبب النصر هو بحتٌّ عقائديّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} صدق الله العظيم [محمد:7].

    المؤمن الحقّ الذي صدّق إيمانه بالعمل الصالح وحتى يتقبّل الله منه عمله وينصره في الدنيا ويوم يقوم الأشهاد لا بدّ له أن يكون عمله خالصاً لوجه الله في كافة أركان الإسلام وذُروة سنامه الجهاد لا بُدّ له أن يُجاهد لتكون كلمة الله هي العُليا وليست وطنيةً منه أو إنسانيةً، وتلك عقائد المُلحدين الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، ولذلك هم مُخلصون لوطنهم ويسمّون وطنيين، أولئك يجعل الله عملهم الصالح يوم القيامة هباءً منثوراً كرمادٍ اشتدت به الريح في يومٍ عاصفٍ لا يقدروا أن يستفيدوا منه شيئاً لأنّ الله لم يتقبّله منهم إلا للدين الخالص، ولو كان إصلاح وطنهم وإخلاصهم في أعمالهم لوجه الله فقد فازوا فوزاً عظيماً، أمّا إذا كان إخلاصه لغير الله سواء لوطنه أو لأهله فلن يتقبّل الله منه عمله ولن يستفيد منه شيئاً.


    والشرط الآخر لنصر الله هو عدم التعدّي على الكُفار الذين لم يُحاربوكم في الدين ولم يخرِجوكم من دياركم ولن يُظاهروا عليكم فيدعموا عدوّكم على إخراج إخوانكم من ديارهم أولئك أمركم الله أن تبروهم وتقسطوا إليهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} صدق الله العظيم [الممتحنة: 8].

    ولكن الله ينهاكم عن الذين يحاربوكم في الدين ويخرجون إخوانكم من ديارهم أو آخرين يُظاهرون على إخراجهم فيسندوهم بالسلاح أو بالمال أو حتى بالرأي فيرى إخراجكم رأياً سديداً؛ أولئك نهاكم الله عنهم وحذركم من ولايتهم! ومن والاهم منكم فإنّه منهم، وقد أثبت حُسني مُبارك جنسيّته أنّهُ منهم إن لم يكن من أصلٍ يهوديٍّ، وأقسم بالله العظيم أنّه ضد أي قرار عسكريّ ضدّ اليهود ولن يترك العرب والمُسلمين أن يتّخذوا قراراً عسكرياً ضدّ اليهود المُعتدين، وقد أفتاكم الله بأنّ من والاهم فإنّه منهم وليس من المؤمنين في شيءٍ. وقال الله تعالى:
    {لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [المجادلة:22].

    ويا معشر قادات العرب والمُسلمين، أُقسم بالله ربّ العالمين لا تكونوا مؤمنين حتى تُعلنوا الحرب على اليهود المُعتدين على إخوانكم المُسلمين وعلى من والاهم أو ساندهم، وإن لم تفعلوا فلستُم من أولياء الله وغضب الله عليكم فيعذِّبكم معهم عذاباً عظيماً.

    ويا معشر المُسلمين، كُل من لديه تلفاز إنّي أنصحكم أن تفتحوا قناة الجزيرة ما دامت حرب اليهود مُشتعلةً ضدّ إخوانكم المسلمين وأن لا تتّبعوا أمر الشيطان فإنّه سوف ينصحكم أن لا تفتحوها إنّما تتأذون مما تُشاهدون كيف يصنع أعداؤكم بإخوانكم فتقولون لأنفسكم لا داعي لفتحها إنّه يمرضني ما يحدث بإخواني فيؤذيني ذلك والأفضل أن لا أفتحها حتى لا يمرضني ذلك وإنكم لخاطئون، بل إنّي أرى في مُتابعة الأحداث النصر وهي تغيير ما بأنفسكم فتتمنّوا الجهاد في سبيل الله حتى إذا تمنّيتم ذلك جميعاً فاعلموا أنّ الإمام المهديّ في جيلكم بلا شكّ أو ريب جاء بقدرٍ مقدورٍ حين تمنّيتم الجهاد في سبيل الله، فانظروا حين تمنّى بنو إسرائيل الجهاد. وقال الله تعالى:
    {إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} صدق الله العظيم [البقرة: 246].

    فعندما تمنّوا الجهاد فإذا بطالوت قد أوجده الله بينهم واصطفاه عليهم ملكاً قائداً لهم للجهاد في سبيل الله حين أخرجهم أعداؤهم من ديارهم، وكذلك أنتم يا معشر المُسلمين الذين لم يُمكِّنهم الله في الأرض حين تريدون الجهاد في سبيل الله فإنّ الله سوف يؤيّدكم بروحٍ منه فيُحييكم، وإن أبيتُم صَرَفَ الله قلوبكم وعذّبكم معهم عذاباً نُكراً. وقال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال: 24].

    ويا معشر الشعوب الإسلامية، تابعوا القمة العربية القادمة، وأيُّ قائدٍ ترونه ضدّ الحرب على اليهود وتعلموه من خلال رأيِه أنّه يرى أنه لا داعي للرد العسكري بل اللجوء إلى مجلس الأمم المُتحدة وهم يعلمون أنّ مجلس الامم مفتاح بيد الإمبراطورية الأمريكيّة فلا يفعل إلا ما تشاء هي، ألا لعنة الله على الظالمين، ومن رأيتموه يخذل القرار العربي الإستراتيجي فليقُم عليه شعبه بثورةٍ ويطيح بملكه، وإنّ الله على نصرهم لقدير. وقد تبيّن لكم شأن حُسني مبارك منذ زمنٍ يوم قال أحد القادة العرب لو أنّ معه حدود مع إسرائيل لأعلن عليهم الحرب فغضب منه حُسني مُبارك، وقال:
    اقتباس المشاركة :
    (إن الحرب متحلش مشكلة أنا أعطيك حتة أرض تعال ورينا شطارتك)
    انتهى الاقتباس
    فتبيّن لكم إنّ حُسني مُبارك ضدّ من يعلن الحرب على اليهود منذ زمنٍ بعيدٍ، وإذا اجتمعتم في القاهرة يا معشر القادة العرب فكأنّما اجتمعتم في تل أبيب، فهل ترون لو أنّكم اجتمعتُم في تل أبيب أنكم سوف تتخذون قراراً عسكرياً إستراتيجياً ضدّ اليهود؟ وها هو لا يزال مُصِّراً على عدم فتح معبر رفح وذلك لأنه يُريد أن تنهي اليهود حركة حماس فتقرضهم من على وجه الأرض، قرضه الله هو وأولياءه واجتثّهم من على وجه الأرض كشجرةٍ خبيثةٍ اُجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار.

    ويا معشر الشعوب الإسلاميّة أقسم بالله إنّ الكفار الذين لا يُحاربونكم في الدين، إنّ غيرتَهم على ما يحدث في فلسطين لأشدّ غيرة من كثير من قادات المُسلمين وذلك بدافع الإنسانية منهم وليس الدين. فكثيرٌ من المسلمين فلا دين ولا إنسانية! فكيف يتفرّجون على ما يصنع اليهود وهم يملكون قوةً أكبر وأعظم من قوة إسرائيل؟ ولكنّهم أعدّوها لحماية عروشهم، ولسوف يعلمون من الملك بيده هل بيد الله الواحد القهار فيؤتيه المهديّ المُنتظَر أم بيد بوش الأصغر؟ والحُكم لله وهو أسرع الحاسبين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين ..
    الدَّاعي إلى الجهاد في سبيل الله والاعتراف بالحق؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
    ______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 4325 من موضوع ردّ الإمام المهديّ إلى المُوحّد من يزعم أنّه مجاهد ..


    - 2 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    15 - ربيعٍ الأول - 1431 هـ
    01 - 03 - 2010 مـ
    10:34 مساءً
    (بحسب التَّقويم الرّسميّ لأم القُرى)

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://albushra-islamia.com/showthread.php?p=275
    ـــــــــــــــــــ


    ردُّ الإمامِ العَابدِ لربِّ العِبادِ إلى المُوحّد ..


    بِسم الله الرَّحمن الرَّحيم، والصَّلاة والسَّلام على خاتم الأنبياء والمُرسَلين وآله الطيّبين الطاهرين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدين، وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..

    وما يلي اقتباسٌ من بيانِ الضيفِ المُوحذد بما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    فسؤال موجه للزعيم الذي ابتدع واغتر وغير ومد ونص وعكر وفكر وقدر فأولى لك و أولى وما الله بغافل عما يصنعه الظالمون أم لكم شركاء في العبادة لغير الله أم لكم عزة بغير عزة الله أم عرفتم الله غير الذي جاء به رسول الله السيد النّبيّ الهاشمي محمد بن عبد الله وبمخافته تجعلون أنفسكم مسلمين..
    إن أنتم إلا في بعد عن ما أراد الله به أن يوصل وتقطعونه وأنتم تعلمون كم من آية فسرتموها على حسب هواكم وكم من حديث لنبي الله بدلتموه وكم من أقوال وسنن وأحكام غيرتموها وأخذتكم العزة بالإثم إذ قيل لكم اتقوا الله لا تتقون إن أنتم إلا في مرية من أمركم وما أنتم بموقنين بما أتيناكم قل اعملوا فسيرى الله عملكم والمؤمنون. .. إذ لما تحذفون ذلك البيان ثم لما لم يرد عليها صاحب الأمر ؟
    ولم يرد علي هو فكلما كتبت موضوعاً تأتوني بعلوم ما أنزل الله بها من سلطان وما جاء بها رسول الله وما سمعنا بها من قبل من نبي الله محمد بن عبد الله إن هذه إلا علامات ظهور الساعة وإني وبهذه الفتنة الكبيرة التي فيها البدعة التي ما أنزل الله بها ولا رسوله من سلطان إن هي إلا علوم استنبطها من تلقاء ذات نفسه ففسر بها الآيات حسب زعمه أنه صاحب علم الكتاب برغم من أن هناك كثيراً من التفسير ما يخالف الحقّ ويظهر أنه يوافق وهو مخالف في واقعه إنا لله وإن إليه راجعون، وبالله التوفيق.
    انتهى الاقتباس
    انتهى الاقتباس.

    ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ، ويقول: فهل ترى ناصر محمد اليماني كونه يدعو المسلمين وأهل الكتاب والنَّاس أجمعين إلى كلمةٍ سواءٍ بيننا أن لا نعبد إلا الله وحده لا شريك له ولذلك ترى ناصر محمد اليمانيّ من الظالمين الضالّين؟ ولكنّك جعلت اسمك في موقعنا (المُوحّد)، فلماذا تخالف اسمك وترى ناصر محمد اليمانيّ من الظالمين؟ أم إنّ ناصر محمد اليمانيّ لا يدعو إلى كلمة التوحيد سواء بين العالمين والنَّاس أجمعين وغير مُطبقٍ الدّعوة الحقّ التي جاء بها جميع المُرسَلين من ربِّ العالمين؟ تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنبياء]؟ فلماذا حكمت على ناصر محمد اليمانيّ أنّه لمن الظالمين؟ سامحك الله أخي الكريم وغفر الله لي ولك ولجميع المؤمنين.

    وكذلك تفتي أنّ ناصر محمد اليمانيّ يفسّر القرآن على هواه، ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ وأقول: إنّ المتّهم بريءٌ حتى تثبت إدانته بالبرهان المبين، ولذلك فالمطلوب منك أن تأتينا بالبرهان المبين لإثبات هذا الافتراء على الإمام ناصر محمد اليمانيّ الذي يأتيكم بالبيان للقرآن من ذات القرآن وليس مجرد تفسيرٍ بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئَا. فاسمع لما سوف أقوله لك أيّها المُوحّد: أقسمُ بربّي الله الذي لا إله غيره ولا معبودَ سواه لو اجتمع كافة علماء المسلمين والنّصارى واليهود في طاولة الحوار هذه ليحاوروا ناصر محمد اليمانيّ من القرآن إلا هيمن عليهم الإمام ناصر محمد اليمانيّ بسلطان العلم من محكم القرآن العظيم بإذن الرَّحمن الذي يعلمني البيان الحقّ للقرآن بوحي التّفهيم من الربّ إلى القلب وليس وسوسة شيطانٍ رجيمٍ، وذلك لأنّي آتيكم بالبرهان من ذات القرآن وليس من رأسي من ذات نفسي من غير علمٍ من الرَّحمن فتلك هي وسوسة الشيطان عديمة العلم والسلطان فلا تكن من الجاهلين.

    ولسوف أفتيك وجميع المُسلمين في الجهاد في سبيل الله ربّ العالمين، وإنا لصادقون بما يلي:

    1 - الجهادُ في سبيل الله بالدّعوة إلى الله، ولم يأمرنا الله أن نجبر الناس حتى يكونوا مؤمنين؛ بل علينا الدّعوة والبلاغ وعلى الله الحساب. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [سورة الرعد].

    2 - الجهادُ في سبيل الله بتطبيق حدود ما أنزل الله في محكم كتابه، ولم يجعل الله لهم الخيرة في ذلك، ومن يتعدَّ حدود الله فقد ظلم نفسه؛ بل يتمّ تطبيق حدود الله على المسلم والكافر على حدٍّ سواء لكي تمنع ظلم الإنسان لأخيه الإنسان وينتهي ظُلم العباد للعباد، وهذا النوع من الجهاد في سبيل الله لا يلومكم الله عليه إلا إذا مكّنكم في الأرض. تصديقًا لقول الله تعالى: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّـهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [سورة الحج]. ولكن للأسف نظرًا لجهل المسلمين عن أُسس الجهاد في سبيل الله شوّهوا دينهم في نظر العالمين إضافة إلى تشويه اليهود للإسلام في نظر العالمين، وحسبي الله ونعم الوكيل.

    ويا أيّها المُوحّد؛ هل تريد الإمام المهديّ أن يعلن الحرب على الكافرين الذين لم يحاربونا في ديننا؟ وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين، فكيف أطيعك وأعصي أمر الله في مُحكم كتابه: {لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [سورة الممتحنة].

    ويا أخي الكريم المُوحّد، هداك الله وغفر الله لك وللإمام المهديّ ولجميع المسلمين، إنّما الجهاد في سبيل الله نوعان اثنان كما أفتينا في أعلى هذا البيان بالحقّ بما يلي:
    1 - الجهادُ في سبيل الله بالدعوة إلى الله على بصيرةٍ من الله القرآن العظيم، فنجاهد النَّاس بالقرآن العظيم جهادًا كبيرًا ليلًا ونهارًا. تصديقًا لقول الله تعالى: {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [سورة الفرقان].

    وتصديقًا لقول الله تعالى: {قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨﴾} صدق الله العظيم [سورة يوسف].

    وذلك علّهم يهتدون وليس علينا إلا البلاغ به، فنُبيّن لهم ما أنزل الله إليهم لعلهم يتّقون. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [سورة النحل:44].

    وتصديقًا لقول الله تعالى: {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ﴿٢٦﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [سورة التكوير].

    وهذا النوع من الجهاد لا ينبغي له أن يكون بحدِّ السيف؛ تصديقًا لقول الله تعالى: {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿١٢٥﴾ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ ۖ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ ﴿١٢٦﴾ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّـهِ ۚ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ ﴿١٢٧﴾ إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ ﴿١٢٨﴾} صدق الله العظيم [سورة النحل].

    وهل تدرون لماذا لم يأمرنا الله أن نُكره النَّاس جبريًّا حتى يكونوا مؤمنين بحدّ السيف؟ وذلك لأنّه لن يتقبّل منهم الإيمان حتى يكونوا مخلصين لربّهم من قلوبهم فيقيموا الصَّلاة لوجه الله وليس إيمانهم وصلاتهم خشية من أحدٍ أبدًا؛ بل خشية من ربّ العالمين. تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّـهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّـهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَـٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [سورة التوبة]، وذلك لأنّهم إذا كان إيمانهم وصلاتهم خشية من المسلمين فلن يتقبّل الله منهم إيمانهم ولا صلاتهم ولا زكاتهم، لأنّهم بالله كافرون باطن الأمر فأصبح مثلهم كمثل المنافقين لن يتقبّل الله منهم لأنّهم يظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر. وقال الله تعالى: {قُلْ أَنفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ ۖ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ ﴿٥٣﴾ وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّـهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ ﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [سورة التوبة].

    إذًا لا ينفع أن نُكرِهَ النَّاس على الإيمان بالرَّحمن، لأنهم لو آمنوا خشيةً من المسلمين وأقاموا الصَّلاة فلن يقبل الله عبادتهم، ولذلك لم يأمر الله المجاهدين في سبيل الله أن يُكرِهوا النَّاس حتى يكونوا مؤمنين؛ بل أمرنا الله أن نُقنع قلوبهم بدين الله الحقّ بالدّعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ونبيّن لهم هذا الدين الذي جاء رحمةً للعالمين، ولم يأمرنا بسفك دمائهم ولا ظلمهم ولا نهب أموالهم وقتلهم وسبي نسائهم وأولادهم إلا من يحاربوننا في ديننا ويخرجوننا من ديارنا، أولئك أمرنا الله بقتالهم وقتلهم ووعدنا بالنصر عليهم ثم أحلّ الله لنا أموالهم وأولادهم ونساءهم غنيمةً لنا، وذلك لأنّهم اعتدوا علينا وقاتلونا في ديننا فهنا نستجيب لأمر الله في محكم كتابه في قول الله تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴿١٩٠﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    وهذا الجهاد واجب حتى من قبل التّمكين إذا قاتلكم الكافرون وأرادوا أن ينهوا دعوتكم إلى الله، أما ما بعد التّمكين في الأرض فهنا فرض الله عليكم أن تطبّقوا حدود الله بين العالمين فتقتلون من قتل نفسًا بغير حقٍّ سواء يكون القاتل مسلمًا أم كافرًا، فحدود الله لا فرق فيها بين المسلم والكافر؛ بل يتمّ تطبيقها على المسلم والكافر على حدّ سواء.

    والسؤال الذي يطرح نفسه: لو أنّ مسلمًا قتل كافرًا بغير الحقّ فهل يجب تطبيق حدّ الله على المسلم بالقتل؟ والجواب من محكم الكتاب. قال الله تعالى: {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [سورة المائدة:32].

    بل سوف يحكم الإمام المهديّ بحكم الله بالحقّ بقتل المسلم الذي قتل الكافر بغير نفس ولم يعتدِ عليه؛ بل يزعم أنّه قتله بحُجّة كفره، فمن فعل ذلك فوِزره في الكتاب فكأنّما قتل النَّاس جميعًا مسلمهم والكافر، وكذلك لو أنّ كافرًا قتل مسلمًا فسوف نطبق على الكافر حدّ الله بالحقّ فنحكم بقتله عظةً وعبرةً للمفسدين في الأرض، ونقيم حدود الله على المفسدين في الأرض في محكم كتابه على المسلم والكافر على حدّ سواء من غير تفريق، وذلك لكي نمنع ظُلم الإنسان لأخيه الإنسان، وإنّما له الحُريّة في الإيمان بالرَّحمن، ولم يأمرنا الله أن نكره النَّاس حتى يكونوا مؤمنين؛ تصديقًا لقول الله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّـهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٥٦﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    ولكن هل معنى ذلك أنّنا نترك المفسدين في الأرض الذين يعتدون على النَّاس أن يفعلوا ما يشاءون من بعد التَّمكين؟ هيهات هيهات. وقال الله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّـهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٢٧﴾ لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّـهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴿٢٨﴾ إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ﴿٢٩﴾ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٣٠﴾ فَبَعَثَ اللَّـهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَىٰ أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ﴿٣١﴾ مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ﴿٣٢﴾ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٣٣﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ ۖ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٣٤﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [سورة المائدة].

    ويا معشر المجاهدين، لم يحلّ الله لكم قتل نفسٍ بغير نفسٍ بحُجّة كفرها بالله، ومن فعل ذلك فكأنّما قتل النَّاس جميعًا مسلمهم وكافرهم، فاتّقوا الله واتّبعوا خليفة الله الإمام المهديّ، فلم يجعلني الله مُفسدًا في الأرض ولا أسفك الدماء إلا بالحقّ، وعلّمني ربّي أسس الجهاد في سبيل الله، ولكنّكم لا تفرّقون بين الجهاد في سبيل الله بالدعوة إليه وبين الجهاد في سبيل الله بتطبيق حدود الله؛ بل تخلطون بين الاِثنين، ولكن في أحدهما لم يأمركم الله أن تجبروا النَّاس على الإيمان بالرَّحمن؛ بل عليكم البلاغ وعلى الله الحساب.

    2 - وأما الجهاد في سبيل الله لمنع الفساد في الأرض فهو بالقوة ويكون مفروضًا عليكم من بعد التَّمكين في الأرض، أمركم الله أن تأمروا بالمعروف وتنهون عن المنكر لكي تمنعوا ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان؛ تصديقًا لقول الله تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿١١٠﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].

    وتصديقًا لقول الله تعالى: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّـهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [سورة الحج]. فهل فهمتم الخبر ودعوة المهديّ المنتظَر الحقّ ناصر محمد اليماني؟

    يا أيّها المُوحد اتّقِ الله، فإنّك تقول أنّه تأخذنا العزّة بالإثم وتصفنا بالبهتان المبين، ولكنّي الإمام المهديّ أقول لك: لو أنّك هيمنت على ناصر محمد اليمانيّ في نقطةٍ ما فأخذتني العزّة بالإثم ولم أعترف بها فعند ذلك صدقت، ولكنّك تتّهمنا بغير الحقّ وتقول عني زورًا وبهتانًا عظيمًا.

    ويا أخي الكريم؛ بل أنت اتّقِ الله وتدبّر دعوة ناصر محمد اليمانيّ جميعًا في كافة البيانات حتى تعلم هل ناصر محمد اليمانيّ يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ على بصيرةٍ من ربّه؟ ومن ثمّ احكم علينا من بعد أن تسمع القول في البيان المبين، وكن من أولي الألباب الذين قال الله عنهم في محكم الكتاب: {قُلِ اللَّـهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي ﴿١٤﴾ فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ ۗ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴿١٥﴾ لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ۚ ذَٰلِكَ يُخَوِّفُ اللَّـهُ بِهِ عِبَادَهُ ۚ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ ﴿١٦﴾ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّـهِ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ ۚ فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾ أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [سورة الزمر].

    فلم يأمرنا الله أخي الكريم أن نجبر النَّاس أن يعبدوا ربّهم؛ بل علينا البلاغ وعلى الله الحساب، فتذكر قول الله تعالى: {قُلِ اللَّـهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي ﴿١٤﴾ فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ ۗ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [سورة الزمر].

    فما خطبكم لا تفقهون دعوة الإمام المهديّ الحقّ من ربكم بالرغم أنّي أفصّل لكم القرآن تفصيلًا فآتيكم بالسلطان من مُحكم القرآن؟ ومن ثمّ تتّهمني أنّي أقول البيان بالظنّ وتصفني أيّها الموحد أنّي أفسّر القرآن على هواي! وأعوذُ بالله مما وصفتني به، وأعوذُ بالله أن أقول على الله ما لم أعلم، وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين.
    وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..

    وأما بالنسبة للدعوة إلى تحقيق رضوان الله في نفسه على عباده، فرضوان الله عليك جزء من رضوان الله في نفسه، ولن يكون الله راضيًا في نفسه حتى يُدخل عباده في رحمته، ولكنّك تفرّق بين رضوان الله عليك ورضوان الله في نفسه سبحانه، ومن ثم أقول لك: أليس رضوان الله عليك يعني أنّ الله راضٍ في نفسه على المُوحّد؟ فما خطبك تحاجّني في تحقيق رضوان الله على عباده أيّها المُوحّد؟ فهل تجهل حقيقة اسم الله الأعظم الذي جعله حقيقة لرضوان نفسه على عباده فيجدونه نعيمًا أكبر من نعيم الجنة؟ تصديقًا لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [سورة التوبة].

    ويا أخي الكريم، فهل تعلم أنّ الحكمة من خلق العبيد إلا ليعبدوا نعيم رضوان ربّهم عليهم؟ تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [سورة الذاريات].

    الدّاعي إلى الصراط المستقيم على بصيرةٍ من ربّه المُوحّد الحقّ؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ.
    ___________________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
المواضيع المتشابهه
  1. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 30-04-2017, 11:17 AM
  2. حكم الله بين المختلفين في الأمانة ولا يوجد برهانٌ ولا شاهدٌ غير الرحمن ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى دحض الشبهات بالحجة الدامغة والإثبات على مهدوية الإمام ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 14-04-2016, 01:37 PM
  3. حكم الله بين المختلفين في الأمانة ولا يوجد برهانٌ ولا شاهدٌ غير الرحمن ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-04-2016, 07:34 AM
  4. مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 15-07-2014, 03:22 AM
  5. {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ} صدق الله العظيم ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى دحض الشبهات بالحجة الدامغة والإثبات على مهدوية الإمام ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-11-2010, 03:30 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •