الموضوع: الإجابة بالحقّ من الكتاب عن سبيل النّجاة من عذاب الله وسبب النّجاة من العذاب لقوم نبيّ الله يونس ..

النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. افتراضي الإجابة بالحقّ من الكتاب عن سبيل النّجاة من عذاب الله وسبب النّجاة من العذاب لقوم نبيّ الله يونس ..

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 5266 من موضوع الإجابة بالحقّ من الكتاب عن سبيل النّجاة مِن عذاب الله، وسبب النَّجاة مِن العذاب لقوم نبيّ الله يونس ..

    - 1 -
    الإمام المهدي ناصر محمد اليمانيّ
    17 - ربيع الأول - 1430 هـ
    14 - 03 - 2009 مـ
    11:45 مساءً
    (حسب التقويم الرسمي لأم القرى)

    [لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
    https://albushra-islamia.com/showthread.php?p=875
    ________



    الإجابة بالحقّ من الكتاب عن سبيل النّجاة مِن عذاب الله، وسبب النَّجاة مِن العذاب لقوم نبيّ الله يونس ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..

    ويا أختي السائلة، أمّا بالنسبة للذين اتّبعوا الحقّ من ربّهم فلا خوفٌ عليهم ولا هُم يَحزنون نظرًا لأنّ الله لا يُجازي إلَّا الكَفور المُعرِض عن دعوة الحقّ في كلّ زمانٍ ومكانٍ. تصديقًا لقول الله تعالى: {ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا ۖ وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [سبأ].

    ثم يُعَذِّب الله الذين كفروا بالحقّ من ربّهم وينجّي الذين اتَّبعوا الحقّ من ربّهم في كلّ زمانٍ ومكانٍ إذا جاء بأس الله. تصديقًا لقول الله تعالى: {فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۖ وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ ﴿٧٢﴾‏} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وكذلك سُنّة المُعرِضين عن الحقّ الذي جاء به محمدٌ صلّى الله عليه وآله وسلّم. تصديقًا لقول الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا ﴿٤٢﴾ اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ ۚ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّـهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّـهِ تَحْوِيلًا ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [فاطر].

    وقال الله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ دَمَّرَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ ۖ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [محمد].

    ولن أجد في الكتاب أنّ الله كشف العذاب إلّا عن أمّتين اثنتين؛ فأمّا أمّةٌ فكان تعدادهم مائة ألف ورجُلًا غريب الوطن؛ أي أن تعدادهم مائة ألف ويزيدون واحدًا كان يسكن معهم وليس من قوم يونس وهو الوحيد الذي آمن بنبيّ الله يونس ولكنّه كَتَم إيمانه لأنّ ليس له قبيلة تحميه مِن أذاهم وشَرّهم، والتزم دارَه ولم يُخبِر بإيمانه أحدًا حتى نبيّ الله يونس، وعِندَما أمر الله يونس بالإرتحال لم يُخبِر هذا الرجل الصالح فيصطحبه معه لأنّه لا يعلمُ بإيمانه ولذلك مكَث الرجل بين قوم يونس، وحين انقضت الثلاثة أيام كما وعدهم نبيّ الله يونس بإذن ربّه فإذا بالعذاب قد جاءهم من فوقهم فسمع الرجل الصالح صريخ النّاس مِن الفزع، وإذا هم يقولون: "نشهدُ أن لا إله إلا الله ونشهدُ أنّ يونس رسول الله"، ومن ثم خرج الرجل فأبصَر كِسَفًا مِن السماء ساقِطًا عليهم وعلموا أنّه ليس سحابًا مَركومًا؛ بل هو العذاب الأليم الذي أخبرَهم عنه نبيّ الله يونس أنّه سوف يأتيهم بعد ثلاثة أيام، ومن ثم قام في قوم يونس خطيبًا فوعظهم وقال: "أيّها النّاس لو ينفع الإيمان لقوم كفروا برسل الله ومن ثم يؤمنون حين نزول العذاب إذاً لَما أهلَك الله أحدًا ولكَشَف الله عنهم العذاب في كلّ مرةٍ، ولكنّه لا ينفعهم الاعتراف بظُلمهم حين نزول العذاب وتلك سُنّة الله في الكتاب على الذين كفروا بالحقّ من ربّهم؛ ولن تجد لسُنّة الله تبديلًا؛ غير أنّي أعلمُ لكم بُحجّة على ربكم".

    ومن ثم قاطعه القوم وقالوا: وما هي؟ فقال: "وكتب ربّكم على نفسه الرحمة، فاسألوه بحقّ رحمته التي كتب على نفسه ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين".

    ومن ثم صلّى بهم الرجل ركعتين لِكَشف العذاب وناجى ربّه وقال: "ربنا ظلمنا أنفسنا فإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، اللهم إننا نجأر إليك مُتوسلين برحمتك التي كتبت على نفسك وأمرتنا أن ندعوك فوعدتنا بالإجابة فاكشف عنا عذابك إنّك على كلِّ شيءٍ قديرٍ ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين".

    وكانوا يجأرون معه بالدُّعاء سائلين الله رحمته، وصَدَّقوا الرجل أنّه لا نجاة مِن عذاب الله إلَّا الفرار إلى ربّهم، وعلموا أنّه لا ينفع الإيمان بالحقّ وقتها والاعتراف أنّهم كانوا ظالمين، فلا ينفعهم حين نزول العذاب كَما لم ينفع الذين من قبلهم، ولذلك جأروا إلى الله سائلين رحمته التي كتب على نفسه، ومن ثم نفعهم الإيمان برحمة الله ولم يستيئِسوا من رحمة ربّهم.

    ولذلك نفعهم إيمانهم واستطاعوا تغيير سنّة من سُنن الكتاب في وقوع العذاب، فهم الوحيدون الذين نفعهم إيمانهم من بين الأمم الأولى، والسِرّ في ذلك هو سؤال الله بحقّ رحمته التي كتب على نفسه ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين.

    وقال الله تعالى: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٩٨﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    وذلك هو سبب النّجاة من العذاب لقوم نبيّ الله يونس بسبب الدُّعاء الذي علَّمهم الرجل الصالح، وأمّا قُرى الأمم الأخرى الذين أهلكهم الله فلن ينفعهم الإيمان بالحقّ من ربّهم حين نزول العذاب والاعتراف أنّهم كانوا ظالمين، وما زالت تلك دعوتهم ولا غير في كلّ زمان إلَّا قوم يونس، وقال الله تعالى: {كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾ اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ﴿٣﴾ وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ ﴿٤﴾ فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا إِلَّا أَن قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿٥﴾ فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ﴿٦﴾ فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ ۖ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وما زالت تلك دعواهم وهي: {وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ} [الأنبياء:14]، وقال الله تعالى: {فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا إِلَّا أَن قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    ومازالت تلك دعواهم فلَم ينفعهم من عذاب الله. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ ﴿١١﴾ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ ﴿١٢﴾ لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ﴿١٣﴾ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿١٤﴾ فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    فانظروا لقول الله تعالى: {فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم، وذلك لأنّ ليست الحجّة لهم على الله الاعتراف بظُلمهم فيرحمهم حين نزول العذاب (سُنّة الله في الكتاب) ذلك لأنّ الله قد أقام عليهم الحُجّة ببعث الرسل. تصديقًا لقول الله تعالى: {رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وتعالوا يا أيها النّاس لأُعلِّمكم بحُجتكم على الله إن كنتم مؤمنين بصفة الرحمة في نفس ربكم بعباده أنّه أرحم بكم من أمّهاتكم ومن النّاس أجمعين، فاعلموا أنّ الله أرحم الراحمين، وأقسمُ لكم بالله العظيم إنّ الله أرحم الراحمين في الكتاب فاسألوه برحمته في الدنيا وفي الآخرة إن كنتم موقنين بصفة رحمتهِ أنّه حقًّا أرحم الراحمين.

    ولربّما يودّ أحد علماء الشيعة أو السُّنّة أن يُقاطعني فيقول: "عجيبٌ أمرك يا ناصر محمد اليماني! فكيف تقسمُ لنا أنّ الله أرحم الراحمين؟! ومَن قال لك أنّنا لا نؤمن أنّ الله هو حقًّا أرحم الراحمين؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: إذًا لماذا تلتمسون الشفاعة مِمَّن هُم أدنى رحمة من الله إن كنتم صادقين؟ وأُشهِدكم وأُشهدُ عالَمًا آخَر ضِعْفَكم في الأرض معكم (رقيب وعتيد) أنّي كافرٌ بشفاعة العباد بين يدي ربّ العباد ولا أرجو مِن دون الله وليًّا ولا شفيعًا لأنّي أعلمُ أنّ الله أرحم بي من عباده أجمعين؛ ذلك لأنّي مؤمنٌ وموقنٌ أنّ الله هو أرحم الراحمين، فإذا لم تشفع لي رحمته من عذابه فلن أجد لي من دون الله وليًّا ولا نصيرًا. تصديقًا لقول الله: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ويا أختي الكريمة في الله ويا إخواني المسلمين، والله الذي لا إله إلا هو إنّه نبأٌ عظيمٌ والنّاس عنه مُعرِضون ولا أعلمُ بسبيل للنجاة لهم إلّا اتّباع الحقّ من ربّهم وإن أعرضوا إلى ذلك اليوم عن الحقّ من ربّهم فأقول كما قال خليل الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام: {فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ۖ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم [إبراهيم:36].

    فاسألوه بحقّ رحمته التي كتب على نفسه (جميعُ الذين أعرضوا عن الحقّ من ربّهم والذين اتّبعوه) فاسألوه ذلك اليوم برحمته التي كتب على نفسه، وقد علمتُ في الكتاب أنّه سوف يُجيبكم برحمته التي كتب على نفسه فيَكشِف عنكم العذاب إلى حين، وعلمت الإجابة لدُعائكم في سورة الدخان في الكتاب، وعلمت أنّّ الله سوف يجيب دعاء الداعين منكم حين أقسم بحرفين من اسم محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - والكتاب الذي أنزله عليه في ليلة القدر المُباركة. تصديقًا لقول الله تعالى: {حم ﴿١﴾ وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿٢﴾ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ ﴿٣﴾ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴿٤﴾ أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا ۚ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ﴿٥﴾ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٦﴾ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ ﴿٧﴾ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ﴿٨﴾ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ ﴿٩﴾ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾ أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ﴿١٣﴾ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴿١٤﴾ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الدخان].

    فأما المُقسَم به {حم ﴿١﴾} فهما حرفان من اسم محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وأخذهما الله من الوسط (حم)، وأمّا الكتاب المعطوف على ما قبله قَسَم آخَر {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿٢﴾}، فذلك القرآن العظيم الذي أنزله الله على محمدٍ عليه الصلاة والسلام والذي يُحاجِج النّاس به الإمامُ المهديّ، فإذا أول مَن أعرض عنه هم المؤمنون به المسلمون! ورفض علماؤهم الاحتكام إلى كتاب ربّهم فيما كانوا فيه يختلفون وقالوا: "حسبنا ما وجدنا عليه آبائنا من الأحاديث والرّوايات حتى ولو كانت تخالف لِما جاء في مُحكَم القرآن العظيم فلا يعلمُ تأويله إلا الله"! أولئك أشرّ علماء في أمّة محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - سواء كانوا في السُّنّة أو في الشيعة أو في أي المذاهب الإسلاميّة؛ أهلكوا أنفسهم وعذّبوا أمّتهم بسبب إعراضهم عن الدعوة الحقّ للرجوع إلى كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ التي لا تخالِف لمُحكَم القرآن العظيم فأعرضوا ولم تُعجِبهم دعوة الداعي لأنّه يُخالِف أهواءهم، ولذلك تَوجَّه الخطاب في الكتاب للإمام المهديّ المنتظَر الداعي إلى الحقّ في قول الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم.

    وذلك عذاب شامل للناس أجمعين، ولو قال يغشى الذين كفروا لعلمتُ إنه لن يُعذّب المسلمين ولكنّي وجدته يقول: {يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم.

    فعلمت أنّه يقصد الكُفار والمسلمين لأنّهم مُعرِضون عن اتّباع الحقّ من ربّهم (جميعًا) الذي يدعوهم إلى الرجوع إلى كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ فأعرَضوا وأوّل مَن أعرض هم المسلمون وأضلّهم علماؤهم عن الحقّ المُبيِن؛ لأنّهم منتظرون التَّصديق مِن علمائهم فيُصَدِّقون بعدهم ولكنّهم لن يُغنوا عنهم من الله شيئًا، وعلمتُ علم اليقين أنّ المقصود بقول الله تعالى: {يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾} أنه يقصد الكُفار والمسلمين، ومن ثم بحثت لأعلم هل توجَد ولو قريةٌ واحدةٌ سوف تنجو من العذاب الأليم؟ وللأسف لم أجِد ولا قريةً واحدةً مِن قُرى النّاس أجمعين. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾ وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ومن ثمّ علمتُ علمَ اليقين أنّها آية التَّصديق للإمام المهديّ الذي يدعوهم إلى الحقّ وهم عنه معرضون، ثم علمت أنّهم سوف يُصَدِّقون فيؤمنون بالحقّ من ربّهم فيقولون: {رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾} [الدخان]، فيؤمن النّاس أجمعون بالحقّ من ربّهم، وعلمت أنّ الله سوف يُجيب دعوة الدَّاعي مِنهم فيكشِف عنهم العذاب إلى حينٍ كما كشَفَه عن قوم يونس. تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [الدخان].

    ولكن الذين يعودون إلى الكفر بالحقّ من ربّهم مرةً أخرى أولئك أشرُّ خَلق الله وعليهم تقوم الساعة وهي البطشة الكُبرى. تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الدخان].

    وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..
    أخو المسلمين الدَّاعي إلى كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  2. افتراضي

    سبحانك ربي لا اله الا انت ... اللهم نسألك برحمتك التي كتبتها على نفسك ان ترحمنا نحن عبادك ووعدك الحق وانت ارحم الراحمين ..
    وجزاك الله خيرا الاخ احمد على البيان وارضاكم الله وايانا بنعيم رضوانه الكريم ..
    ربنا اتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شئ قدير
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
    والحمدلله رب العالمين

  3. افتراضي

    ​======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 4403 من موضوع (الردّ على الباحثة عن الحقّ الأخت ماريا)؛ لو ابتعثني الله أخاطب بهذا البيان جبلاً لرأيتم الجبل خاشعاً مُتصدِّعاً من خشية الله ..

    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    29 - 03 - 1430 هـ
    26 - 03 - 2009 مـ
    09:28 مساءً
    ـــــــــــــــــــ



    (الردّ على الباحثة عن الحقّ الأخت ماريا)؛
    لو ابتعثني الله أخاطب بهذا البيان جبلاً لرأيتم الجبل خاشعاً مُتصدِّعاً من خشية الله ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رُسل الله أجمعين وآلهم الطيّبين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدّين، وبعد..

    أختي الكريمة ماريا، فإنّي أفتيك بالحقّ والحقّ أقول أنّه لا يُصدّق بالحقّ إلا أولو الألباب. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [الرعد:19].

    وإنّما يبعث الله الإمام المهديّ الحقَّ بالبيان الحقِّ للكتاب فيُحاجّهم بآيات الله المُحكمات البيّنات للعالم والجاهل هُنّ أمّ الكتاب، ومن ثمّ يتدبّر البيان الحقّ أولو الألباب، ومن ثمّ يعلمون أنّهُ الحقّ من ربّهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [ص].

    وإنّما البيان للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يأتيكم به من ذات مُحكم القرآن بآياتٍ بيّنات لا ولن يستطيع أن ينكرهنّ لا عالِمٌ ولا جاهلٌ إلا من كفر بمُحكم القرآن العظيم، وأضرب لكِ على ذلك مثالاً: فأنا أُحذّر النّاس من كوكب العذاب ومن ثمّ أُعرِّفه لهم وآتي بتعريفه من مُحكم القرآن العظيم وأُعلِّمهم أنّه من أحد أشراط السّاعة الكُبرى، ويسبقه تكرار آية الإدراك للشمس والقمر، ثمّ يأتي كوكب سقر أحد أشراط السّاعة الكُبَرِ ويسبق الليل النّهار بسبب مرور كوكب سقر، ومن ثمّ آتيكم بآيةٍ مُحكمةٍ من القرآن العظيم لإثبات البيان الحقّ من محكم الذكر أنّ كوكب النّار أحد أشراط السّاعة الكُبَرِ بعد أن تدرك الشّمس القمر، وقال الله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ۙ وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ۙ وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ ۙ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّـهُ بِهَـٰذَا مَثَلًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّـهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ ﴿٣١﴾ كَلَّا وَالْقَمَرِ ﴿٣٢﴾ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ﴿٣٣﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ﴿٣٤﴾ إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ ﴿٣٥﴾ نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ ﴿٣٦﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [المدثر].

    ولربّما تودّ ماريا أن تُقاطعني وتقول: "يا ناصر محمد اليماني، إنّك وعدتنا أن تأتي بالبيان الحقّ من مُحكم القرآن العظيم من آيات أمّ الكتاب الواضحات البيّنات للعالِم والجاهل أفلا توجد آيةٌ أخرى أشدّ وضوحاً وتأكيداً أنّ العذاب الذي وعد الله به المعرضين عن الذكر من البشر أن يهلكهم بكوكب النّار من قبل موتهم؛ بل الذين يأتي في عصرهم وهم بالقرآن العظيم كافرون؛ بما أنّك تقول أنّ مجيء كوكب النّار يحدث في عصر الإمام المهديّ المنتظَر فيهلك الله المُكذّبين به بنار جهنّم فتأتيهم بغتةً فلا يستطيعون ردّها ثمّ لا يُنظَرون فتهلكهم كما أهلك الله المُكذّبين بالحقّ من ربّهم من قبل في الأمم الأولى؟". ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بالجواب مُباشرةً من محكم الكتاب وأقول: قال الله تعالى: {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ ۚ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴿٣٧﴾ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٣٩﴾ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    ويفقه هذه الثلاث آيات العالِم والجاهل إلا الذين لا يعقلون، فإن كانت ماريا من أولي الألباب فسوف تردّ علينا وتقول: "يا ناصر محمد اليماني، لقد سهّلت لنا الأمر تسهيلاً لكشف حقيقتك، فبما أنّك تقول بأنّ الله سوف يعذّب المُكذّبين بالبيان الحقّ للذكر الحكيم بكوكب النّار وأتيتنا بآياتٍ واضحاتٍ بيّناتٍ لعالِم الأمّة وجاهلها؛ بل لا يستطيع أن ينكرها لا ملحدٌ ولا جاهلٌ ولا كافرٌ ولا عالِمٌ من علماء الأمّة لأنهم سوف يطبّقون بيانك تطبيقاً علميّاً على الواقع الحقيقي بالعلم والمنطق، وبما أن الله يقول: {سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ} [الأنبياء:37]، ويقول: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ} [فصلت:53]، وبما أنّ العلم والمنطق والعقل يقول إنّ الأمر سهلٌ جداً لكشف حقيقة ما يقوله هذا الرجل في ظلّ التقدم العلميّ وغزو الفضاء فسوف ننظر هل حقاً يقترب من أرضنا كوكبٌ جهنميٌّ؟ وهل نتوقعه في القريب العاجل في جيل هذه الأمّة التي يوجد بها الداعية ناصر محمد اليماني؟ فإن تبيّن للباحثين عن الحقّ أنه حقاً يقترب من أرض البشر كوكبٌ يحمل النّار وكذلك يتوقعون وصوله في جيل هذه الأمّة التي فيها الداعية ناصر محمد اليماني، فإن تبيّن لنا حقيقة ذلك على الواقع الحقيقي بالعلم والمنطق فعند ذلك قد علمنا البيان الحقّ للآية السابعة والثلاثين {سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ}، فإذا رأينا حقيقة هذه الآية بالآفاق قادمةً إلى الأرض فعند ذلك سوف نقول صدق الله ورسوله والمهديّ المنتظَر فتلك من حقائق آيات الله في الذكر، فلماذا نُنْظِرُ إيماننا بالحقّ ونُعرض عنه حتى تأتينا بغتةً فتهلكنا جميعاً ونحن نُخاصم هذا الرجل برواياتٍ تحتمل الكذب ولسنا بها موقنين ونستمسك بها ونترك ما يُحاجّنا به هذا الرجل بآيات الله التي أولاً وجدناها آياتٍ مُحكمات في ذات القرآن العظيم ومن ثمّ وجدناها الحقّ على الواقع الحقيقي؟ فبأي حديثٍ بعد الله وآياته تؤمنون يا معشر البشر؟ فإذا لن يستطيع أن ينكرها حتى الملحد الذي ينكر وجود الله فكيف ينكرها قومٌ يزعمون أنّهم يؤمنون بالله وبرسوله وبالقرآن العظيم؟ فإن أنكروا الحقّ من ربّهم فقد أصبح جُرمهم عند الله أعظم من جُرم المُلحدين".

    ويا ماريا، أليس ذلك هو منطق العقل إن كنتم تعقلون؟ وأقسمُ بالله العظيم لو ابتعثني الله أخاطب بهذا البيان جبلاً لرأيتم الجبل خاشعاً مُتصدِّعاً من خشية الله، فيا عجبي هل الأوتاد أعظم أم قلوب العباد! بل الكارثة الكُبرى أنّه يُكذِّب بآيات الله المسلمون المؤمنون بالقرآن العظيم؛ بل أعظم كارثةٍ أنّه لم يفقهه حتى علماؤهم برغم أنه لو اطّلع على بيان الذّكر للمهديّ المنتظَر حمارٌ لعلم أنّه الحقّ من ربّه لشدّة وضوحه، ولكني سوف أفتيكم بالحقّ بأنّه إذا استكبرتم عن الإمام ناصر محمد اليماني ولم تسمحوا لأنفسكم بالتّفكر والتّدبر في بيان ناصر محمد اليماني فسترَونَ أنفسكم العقلاء وناصر محمد اليماني مجنوناً لا يعقل في نظركم، فأقسمُ بالله العظيم لا تؤمنون به أبداً ثمّ يجعل الله غباءكم وغباء علمائكم كمثل غباء فرعون ومن معه، فكيف وأنّ موسى يضرب البحر فانفلق وقال الله تعالى: {فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ﴿٦٣﴾} صدق الله العظيم [الشعراء]! فبالله عليكم أليس بالعقل والمنطق أن يتوقف فرعون والذين معه حين شاهدوا البحر ينفلق ومن ثمّ يتوقف فرعون ويقول: "آمنت أنّه لا إله إلّا الله وآمنت أنّ موسى رسول الله"؟ وهذا لو كان يعقل! ولكنه كالبهيمة هو والذين معه؛ بل واصلوا الزحف لمطاردة نبيّ الله موسى - صلّى الله عليه وآله وسلّم - والذين آمنوا معه حتى إذا وصلوا المنتصف وموسى ومن معه خرجوا ومن ثمّ انقضّ البحر على فرعون والذين معه من جانبي البحر المُنفلق أمام أعينهم من قبل أن يدخلوا فيه، وحين وقع العذاب عليهم بالغرق أعلن فرعون إسلامه وشهد لله بالوحدانيّة وأنّه من المسلمين التّابعين للدين الإسلامي الحنيف الذي يدعو إليه نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام، فانظروا إلى قول فرعون في قول الله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} صدق الله العظيم [يونس:90].

    ثمّ انظروا إلى الردّ عليه من الله تعالى: {آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴿٩١﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    وما أشبه الليلة بالبارحة، فكيف أنّ الإمام المهديّ يدعو النّاس إلى الحقّ من ربّهم ويحذرهم من عذاب الله ويثبت حقيقته بآياتٍ مُحكماتٍ واضحاتٍ بيّناتٍ للعالم والجاهل ومن ثمّ وجد كافة الباحثين عن الحقّ أنّهُ حقاً يقترب كوكبُ النّار من الأرض وسوف يظلّ عليها لا شكّ ولا ريب تصديقَ البيان الحقّ للذكر للمهديّ المنتظَر ومن ثمّ يستمرون في الإعراض عن الحقّ حتى تصل عليهم نارُ الله الكُبرى! فإذا وقع عليهم بأس الله قالوا: {رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾} [الدخان]. أفلا تعقلون؟ فمن ذا الذي ينجيكم من عذاب الله إن كنتم صادقين؟ فإنكم لا تكذّبون مُحمداً - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولا ناصرَ محمد؛ بل تكذّبون بآيات الله فتجحدون بها. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّـهِ يَجْحَدُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:33].

    برغم أنكم قد رأيتموها حقيقة على الواقع الحقيقي من قبل أن تأتيكم كما رأى فرعون ومن معه أنّ البحر انفلق إلى نصفين وكان كُلّ فِرقٍ كالطود العظيم أي كالجبل العظيم بالارتفاع الشاهق ولم يتوقف فرعون ومن معه عن الصدّ عن الحقّ والاعتراف به ولم يبقوا خارج البحر؛ بل واصلوا الزحف وراء موسى ومن معه ليصدّوا عن الحقّ!! أولئك كالأنعام بل هم أضلّ سبيلاً لأن الأنعام لن تقذف بأنفسها في نار جهنّم.

    إذاً الذين يكذّبون بالبيان الحقّ للذّكر بعد أن وجدوا علماء الغرب وكافة المواقع العالميّة والجرائد الرسميّة تضجّ وتفتي بقدوم كوكب يحمل ناراً قادماً نحو الأرض، وتوقعوا أن تصل إلى الأرض يوم الجمعة/ 21/ ديسمبر/ 2012، فقال الذين لا يعلمون: "إنما ذلك كذب وكالة ناسا الأميركيّة". ومن ثمّ أردّ عليهم بالحقّ وأقول: والله لو استطاعت وكالة ناسا الأميركية أن يخفوا هذا الكوكب عن البشر لفعلوا حتى يهلكوا البشر وهم كافرون، ويظنّون أنفسهم سوف ينجون بمكرهم من الهرب منه، ولكنّهم علموا أنّها سوف تعلم به وكالات أخرى فيزعمون أنهم اكتشفوه من قبلهم ولذلك اعترفوا بالكوكب المُدمّر مؤخراً، ولا يزال بعض الذين يصدّون عن الحقّ يحاولون إخفاء الحقيقة عن النّاس ويساعدهم الذين يتّبعون قولهم بلا تفكّر من عُلماء الفلك من الذين لا يفرّقون بين العِير والحمير، وليس الإمام المهديّ المنتظَر بآسف على وكالة ناسا الأميركيّة ولا الصينيّة ولا الروسيّة ولا البريطانيّة ولا غيرهم من وكالات الفضاء العالميّة بل آتيكم بسلطان العلم من كتاب الله بآيات مُحكمات بيّنات لعالمكم وجاهلكم لأخوّف بالقرآن من يخاف وعيد، فإن كذبتم فسوف يكون لزاماً في أجله المُسمّى.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ____________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

المواضيع المتشابهه
  1. الإجابة بالحق من الكتاب عن سبيل النجاة من عذاب الله
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى دحض الشبهات بالحجة الدامغة والإثبات على مهدوية الإمام ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 11-04-2023, 09:22 AM
  2. الإجابة بالحق من الكتاب عن سبيل النجاة من عذاب الله
    بواسطة بيان في المنتدى تحذير النذير بالبيان الحق للذكر إلى كافة البشر أنهم دخلوا في عصر أشراط الساعة الكبرى
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-12-2012, 12:08 PM
  3. الإجابة بالحق من الكتاب عن سبيل النجاة من عذاب الله
    بواسطة ابو محمد الكعبي في المنتدى كوكب العذاب سقر X Planet
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 28-07-2012, 02:29 PM
  4. الإجابة بالحق من الكتاب عن سبيل النجاة من عذاب الله
    بواسطة ابو محمد الكعبي في المنتدى كوكب العذاب سقر X Planet
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 17-08-2011, 01:57 AM
  5. الإجابة بالحقّ من الكتاب عن سبيل النّجاة مِن عذاب الله، وسبب النَّجاة مِن العذاب لقوم نبيّ الله يونس ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 22-03-2010, 11:58 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •