الموضوع: وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار ۚ وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء ۚ وإن منها لما يهبط من خشية الله ۗ وما الله بغافل عما تعملون

النتائج 21 إلى 30 من 32
  1. افتراضي

    اقتباس==========

    اقتباس المشاركة 7435 من موضوع سوآل ماهي طريقة الإمام المهدي لبيان القرآن


    الإمام ناصر محمد اليماني
    23 - 09 - 1431 هـ
    02 - 09 - 2010 مـ
    11:44 صباحاً
    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
    https://albushra-islamia.com/showthread.php?t=2181
    ـــــــــــــــــــــ



    سؤال: ما هي طريقة الإمام المهديّ لبيان القرآن ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافّة أنبياء الله ورسله وآلهم الطيّبين من أولهم إلى خاتمهم جدّي محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله الأطهار والسابقين الأنصار في الأوّلين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين..

    أيا أُمّة الإسلام سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، والفرار الفرار من الله إليه بالتوبة والإنابة واتّباع كتابه المحفوظ من التحريف القرآن العظيم إنّي لكم نذيرٌ مبينٌ من كوكب العذاب فاتّبعوا البيان الحقّ للكتاب يا أولي الألباب، أم إنّكم تظنون أنّ بيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني للقرآن هو مجرد تفسيرٍ كمثل تفاسيركم الظنيّة من غير برهانٍ من الرحمن؟ هيهات هيهات وأُعوذُ بالله أن أكون من العلماء الذين يتَبَوّأون مقاعدهم في نار جهنم بسبب قولهم على الله ما لم يقُله سبحانه وتعالى علوّاً كبيراً.

    ولربّما يودّ أحد علماء المسلمين أن يقاطع الإمام ناصر محمد اليماني فيقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني، فمَن هم هؤلاء العلماء الذين يقولون على الله ما لم يقُله؟". ثمّ يردّ عليكم الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: أولئك الذين يفسّرون كلام الله برأيهم وحسب نظرتهم اجتهاداً منهم بغير سلطانٍ من الرحمن ثم يقول: فإن أصبتُ فمن نفسي وإن أخطأت فمِن الشيطان، فاتّقوا الله ولا تتّبعوا خطوات الشيطان الذي يأمركم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون.

    ولربّما يودّ أن يقاطعني آخر فيقول: "إنّ كل التفاسير إنّما هي اجتهاداتٌ من المُفسّرين، وما أنت يا ناصر محمد اليماني إلا مجرّد مُفسِّرٍ للقرآن اجتهاداً منك، ولذلك فإن تفسيرك للقرآن كذلك يحتمل أن يكون صح ويحتمل أن يكون خطأً". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا قوم اتّقوا الله ألم يأنِ لكم أن تعلموا أنّ بيان الإمام المهديّ للقرآن ليس مثله كمثل تفاسيركم الظنيّة التي تَحتمل الصح وتَحتمل الخطأ؟ فأعوذُ بالله أن أكون من الذين اتّبعوا أمر الشيطان فيقولون على الله ما لا يعلمون.

    فما هو التفسير؟ وهو أن تفسِّر ما يقصده الله بالضبط من قوله إلى العالمين، فإذا قال المُفسّر لكلام الله ما لم يقله الله بل بقول الظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً فليتبوّأ مقعده من النار تصديقاً لفتوى محمد رسول الله في الأحاديث الحق، عن‏ ‏ابن عباس ‏‏رضي الله عنهما ‏قال: ‏‏قال رسول الله ‏ ‏صلّى الله عليه وسلّم‏:‏ [من قال في القرآن بغير علم ‏فليتبوأ ‏مقعده من النار].

    وعن النَّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: [من قال في القرآن برأيه أو بما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار] أخرجه الترمذي.

    فاتقوا الله يا أمّة الإسلام فقد بعث الله إليكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ليُحاجّكم بالبيان الحقّ للقرآن، أم إنّكم لا تعلمون ما هو بيان الإمام المهديّ للقرآن؟ فهو ليس مجرد تفسيرٍ كما تزعمون بل بيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني للقرآن إنّما هو آياتٌ مُبَيِّناتٍ لآياتٍ مُبهماتٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ} صدق الله العظيم [النور:34].

    سـ 1: أفلا تُفتِنا عن المقصود بقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ} صدق الله العظيم؟
    جـ 1: إنما هي الآيات التي تأتي مُبيّنات لآياتٍ أُخرى ليزيدكم الله بها تفصيلاً فيجعل فيها حكمه بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، وجعلهنّ من آيات أمّ الكتاب لأنه أنزلهن مبيّنات لآيات أخرى، فلا بدّ للآية التي تنزّلت للبيان أن تأتي محكمةً بيّنةً واضحةً جليّةً لعالِمكم وجاهلكم وهنّ الآيات المحكمات هنّ أمّ الكتاب من زاغ عمّا جاء فيهن فقد غوى وهوى عن الصراط المستقيم لكونهن لم يجعلهن الله بحاجة للبيان في السُّنة النّبويّة غير أحاديث التذكير باتّباع آيات الكتاب المحكمات، فكيف وقد أنزلهنّ الله مُبيّنات لآياتٍ أُخرى فكيف يجعلهم بحاجةٍ للبيان في السنة النبويّة؟ غير إنّه تأتي أحاديثٌ لتذكّركم باتّباع آيات الكتاب المحكمات ويحضّ الحديث الحقّ على اتّباع محكم كتاب الله؛ بل يجعلهن الله آياتٍ بيّناتٍ لعالِمكم وجاهلكم لكلّ ذي لسانٍ عربيٍّ مبينٍ مَنْ أعرض عنهن فاتّبع ما يُخالفهن في الأحاديث المكذوبة عن النَّبيّ في السُّنة النبويّة فإنّ في قلبه زيغٌ عن الحقّ وكفر بما أُنزل على محمدٍ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في محكم القرآن العظيم، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    والآية المُبَيِّنة فإما أن تأتي لتزيدكم بياناً في نقطةٍ لم يتمّ بيانها في آيةٍ أخرى، أو تزيدكم تفصيلاً لآيات في الكتاب، أو تأتي مضيفة حكماً جديداً إضافة للحُكم السابق للتخفيف من أثقل إلى أخف، أو تأتي بالحكم الأمّ والبدل للحُكم السابق.

    ولربّما يودّ أحدكم أن يقاطعني فيقول: "وكيف ينبغي لعلماء الأمّة أن يضلّوا عن الآيات المُبيّنات لآياتٍ أُخرى ليزيدهم الله بها تفصيلاً فكيف يعرضوا عن اتّباعها؟ وذلك لأنّ الآية التي تأتي مبيّنة الحُكم الحقّ من الله لآياتٍ مبهماتٍ فلا بدّ أن تكون واضحةً جليةً لعالِم الأمّة وجاهلها يفقهها ويعلمها كُلُّ ذي لسان عربيٍّ مُبينٍ، أفلا تضرب لنا على ذلك مثلاً فتأتي لنا بإحدى الآيات المُبيّنات لأحكام الله؟". ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول قال الله تعالى: {سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿١﴾ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [النور].

    وإنّما الآية التي تأتي مُبيّنة لا بُدَّ لها أن تكون بيِّنةً واضحةً جليّةً لكونها تنزّلت بياناً مباشراً من الرحمن، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم.

    فما هي الآيات المُبيّنات؟ والجواب هُنّ المُفصِّلات لما شاء الله من آيات الكتاب المبهمات، فيجعل الله فيهنّ حُكمه الحقّ بينكم فيما كنتم فيه تختلفون واضحاً جلياً، تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

    ويُكرّر السؤال نفسه، فما هي الآيات المُبيِّنات؟ والجواب تجدونه في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:187]، وإنّما الآيات اللاتي تتنزّل مُبيِّنات فلا بُدّ لهنّ أنْ يكنّ آيات بيِّنات لعالِمكم وجاهلكم يفقههنّ ويعلم بما جاء فيهن كلُّ ذي لسانٍ عربيٍّ مبينٍ، هُنّ أمّ الكتاب وأمركم الله أن تتّبعوهن وأن لا تتّبعوا ظاهر الآيات المُتشابهات اللاتي لا يزلن بحاجة للآيات المُبيّنات فلم يجعلهن الله الحجّة عليكم كونه لم يجعلهن آياتٍ بيّناتٍ فلا يزلن بحاجة للآيات المُبيّنات لهن؛ بل أمركم الله أن تتّبعوا آيات الكتاب البيّنات لعالِمكم وجاهلكم لكلّ ذي لسانٍ عربيٍّ مبينٍ هنّ أمّ الكتاب وحبل الله المتين من اعتصم بما تنزّل فيهن فقد اعتصم بحبل الله المتين واستمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها، وأما الذي في قلبه زيغٌ عن الحقّ فلن يتّبعها وكأنه لم يسمعها ولا يعلمُ بها، ومهما كانت آيةً واضحةً مُبيّنةً بيّنةً جليةً فسوف يقول لا يعلمُ بتأويلها إلا الله ثم يتّبع ما خالفها من الأحاديث في السنة النّبويّة، ويحسبون أنّهم مهتدون.

    ولسوف أضرب لكم على ذلك مثلاً، فجميع علماء الشيعة والسُّنّة وكافة المذاهب الإسلاميّة يعلمون بأمر الله تعالى إليهم في مُحكم كتابه: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ولكنّهم ضربوا بأمر الله عرض الحائط وقاموا بتطبيق الحديث المُفترى عن النّبيّ: [اختلاف أمتي رحمة]، وتفرَّق المسلمون إلى شيعٍ وأحزابٍ وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون وكُلّ طائفةٍ تزعم أنّ الله سيبعث منهم الإمام المهديّ، ويعتقدون أنّ الإمام المهديّ سيتعلّم العلم على أيدي مشايخ علمائهم، ولذلك يجد الباحثون عن الحقّ أنّهم حين يخبرون أحد علماء الأمّة بأنّه يوجد رجل يخاطب الناس عبر الأنترنت العالميّة ويقول أنّه المهديّ المنتظَر فأول ما يسأله الشيخ: "فمَن مشايخه الذين تلقّى العلم لديهم؟"، ويا سبحان ربي أن يترك خليفته الإمام المهديّ يتلقّى العلم لديكم! إذاً فكيف سيحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون في دينكم؟ فلن يرضى الشيعة حتى يأتي موافقاً لأهوائهم، ولن يرضى أهل السُّنّة والجماعة حتى يأتي موافقاً لأهوائهم وغيرهم مثلهم لن يقبلوا به ما دام جاء مُخالفاً لمعتقدهم، فكيف تريدون مهديّاً منتظَراً تعلّم العلم على أيدي مشايخكم؟ إذاً لما زادكم إلا تفرّقاً إلى تفرّقكم ولما زادكم إلا ضلالاً إلى ضلالكم ولن يستطيع أن يلجمكم في مسألةٍ إلا مشايخه الذين تعلم العلم بين أيديهم فلن ينكروا ما علموه كونهم هم من علّموه العلم!

    يا قوم اتّقوا الله اتّقوا الله اتّقوا الله، وأقسمُ لكم بالله العظيم من يحيي العظام وهي رميم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم إنِّني الإمام المهديّ خليفة الله على المسلمين والنصارى واليهود والناس أجمعين حقيقٌ لا أقول على الله إلا الحقّ واللعنةُ على الكاذبين ومن صدّقني أنّي الإمام المهديّ نظراً لقسمي فهو من الساذجين، فما يدريكم لعل المُقسِم حلاّف مهين من الذين يقولون على الله الكذب وهم يعلمون؛ بل الحُجة بيني وبينكم هو سلطان العلم الحقّ المقنع من الرحمن في مُحكم القرآن إن كنتم تعقلون، ولا ينبغي لخليفة الله الحقّ أن يتّبع أهواءكم فيؤيّدكم على ما أنتم عليه من الباطل، وأنا المهديّ المنتظَر أفتي جميع البشر أنَّ المسلمين قد أشركوا بالله جميعاً إلا من رحِمَ ربّي ولسوف أجعلكم تشهدون على أنفسكم أنّكم قد أشركتم بالله يا عبيد الأنبياء والأولياء، ألا والله الذي لا إله غيره إنّ بينكم عبداً غير الإمام المهديّ عُرضت عليه الدرجة العالية الرفيعة في جنة النعيم وكذلك أن يكون من أحبّ عباد الله المكرمين على الإطلاق ولم يكن أحبّ منه إلا عبدٌ واحدٌ على مستوى الملكوت كُلّه؛ بل لم يكن الفرق بينه وبين أحبّ عبدٍ إلى الله إلا مثقال ذرةٍ ليس إلا، ومن ثم تمَّ العرض عليه أن يجعله الله وسبطه ملائكةً من البشر يخلفون، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    شرط أن يحدث ذلك فور قبول العرض بالنسبة أن يجعلهم ملائكةً في الأرض يخلفون ومن بعد موته يؤتيه الله الدرجة العالية الرفيعة في الجنة، وكُلّ ذلك عُرض عليه حتى يتنازل عن مثقال الذرة الفارق من الحبّ في نفس الله بينه وبين أحبّ عبدٍ إلى الله، فهل تدرون ما كان جوابه؟ والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ قال: "والله لن أرضى أن أتنازل عن مثقال ذرةٍ من حُبّ ربي مهما عرض علي ربّي من الملكوت مهما كان ومهما يكون".

    وبما أنّ الله قد تحدّى الإمام المهديّ مِن على العرش العظيم أن يفتن هذا الرجل بكل العروض والمُغريات فوعدني أنّه لن يخزيني فإذا قبل ذلك الرجل العرض فسوف يتمّ كل ما عرض عليه وأولها أن يجعله وسبطه ملائكةً في الأرض يخلفون من بعد قبول العرض مباشرةً بكن فيكون، ومن ثم قلت له: يا رجل ماذا تبغي؟ فقد وعدك الله أن ينقذك من نار الجحيم وكذلك جعلك أحبّ عبدٍ وأقرب عبدٍ إلى الله ربّ العالمين على مستوى عبيده في الملكوت كُلّه من الجنّ والإنس والملائكة أجمعين غيرَ عبدٍ واحدٍ فقط زاد عليك ليس إلا بمثقال ذرةٍ من الحُبّ في نفس الله، ولكنّ الله عوضك بمقابل التنازل عن مثقال الذرة تلك بالدرجة العالية الرفيعة في جنة النعيم، وكذلك سيجعلك الآن وسبطك ملائكةً من البشر، والآن ومن بعد قبول العرض مُباشرةً يتمّ الحدث أن يجعلك وسبطك ملائكةً في الأرض يخلفون! ومن ثم بكى وقال:
    "والله لن أقبل أن أتنازل أبداً عن مثقال ذرةٍ من حُبّ ربي إلى عبد مثلي مهما كان ومهما يكون، فليس بأحبّ إلى نفسي من الله؛ بل وحتى ولو كنت أحبّ عبدٍ وأقرب عبد إلى الله فلن أرضى حتى يكون الله راضياً في نفسه فيتحقّق النعيم الأعظم ولذلك أحيا".

    ومن ثم قلت له: صدقت وصدق محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في فتواه عنك في الرؤيا الحقّ بالتحدّي من الله لخليفته الإمام المهديّ أن يفتن أحد أنصاره عن مثقال ذرةٍ من حُبّ الله وقربه، فوالله الذي لا إله غيره إنّني أعلمُ النتيجة من قبل الحوار وما سوف يكون ردّ ذلك العبد وذلك مما علّمني ربّي فهو على ذلك لمن الشاهدين.

    وأرى كثيراً من الأنصار الآن قد اشتعلت الغيرة في قلوبهم في حُبّ الله وقربه اشتعالاً عظيماً، وكل امرئ منهم يودّ أن يكون هو هذا الرجل الذي تحدى الله خليفته أن يفتنه عن مثقال ذرةٍ من حبّ الله وقربه، ثم أردّ على كافة أنصاري بالحقّ أحباب الرحمن وأقول لكم: وكذلك إمامكم أقسمُ بالله العظيم أنّي أصبحتُ أخشى من ذلك العبد أن يكون هو أحبّ إلى الله مني وأقربُ، فكم أُحبّه في الله.. ولكن هيهات هيهات فلا يزال باب التنافس مفتوحاً في حبّ الله وقربه منذ الأزل القديم، تصديقاً لقول الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    ولا يزال العبد الأحبّ والأقرب مجهولاً؛ بل كذلك محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - يريد أن يكون هو العبد الأحبّ والأقرب ومثله كمثل الذي هدى الله من قبل فاقتدى بهداهم، تصديقاً لقول الله تعالى: {أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} صدق الله العظيم [الأنعام:90]، وكيف هو الاقتداء في نظركم أيّها المشركون بالله؟ وسوف تجدون الفتوى في قول الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} صدق الله العظيم.

    وليس أنه يترك الله حصرياً لهم من دونه فيعتقد أنّه لا ينبغي له أن يتجاوزهم في حبّ الله وقربه بل اقتدى بهداهم ونافسهم إلى الله أيّهم أحبّ وأقرب من غير تعظيمٍ ولا تفضيل بعضهم بعضاً ما دام الأمر متعلّقٌ بذات الله بالتنافس في حبّ الله وقربه، فمن فضّل محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن يكون أحبّ إلى الله منه وأقرب فقد أصبح محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - هو أحبّ إليه من الله وإذاً فقد أشرك بالله ولن يجد له من دون الله وليّاً ولا نصيراً.
    ونعم يكون محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - هو أحبّ إلى قلوبكم من الناس أجمعين من أجل الله، ولكن حين تفضلوه فتجعلوه خطاً أحمر بينكم وبين الله فتعتقدون أنه لا ينبغي لكم أن تُنافسوه في حُبّ الله وقربه فقد أصبح محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - هو أحبّ إلى قلوبكم من الله ولذلك تفضّلتم بالله له من دونكم.. والسؤال إليكم فمن أجل الطمع في حبّ وقرب مَنْ قد تفضلتم بالله الحقّ؟ وما بعد الحقّ إلا الضلال ولن تجدوا لكم من دون الله وليّاً ولا نصيراً، فانظروا إلى قول هذا الرجل الذي استخلصه الله لنفسه.

    فيا علماء الإسلام وأمّتهم فما ظنّكم بذلك الرجل، فهل هو مشرك بالله في نظركم لأنّه أراد أن يكون أحبّ إلى الله من الأنبياء والرسل والمهديّ المنتظَر ومن الناس أجمعين؟ ولكن تفكّروا في العرض عليه وردّه بالحقّ ونقتبس منه ما يلي باللون الأحمر:
    يا رجل ماذا تبغي؟ فقد وعدك الله أن ينقذك من نار الجحيم وكذلك جعلك أحبّ عبدٍ وأقرب عبد إلى الله ربّ العالمين على مستوى عبيده في الملكوت كلّه من الجنّ والإنس والملائكة أجمعين غيرَ عبدٍ واحدٍ فقط زاد عليك ليس إلا بمثقال ذرةٍ من الحبّ في نفس الله، ولكنّ الله عوضك بمقابل التنازل عن مثقال الذرة تلك بالدرجة العالية الرفيعة في جنة النعيم، وكذلك سيجعلك الآن وسبطك ملائكةً من البشر، والآن ومن بعد قبول العرض مباشرة يتم الحدث أن يجعلك وسبطك ملائكةً في الأرض يخلفون! ومن ثم بكى وقال: "والله لن أقبل أن أتنازل أبداً عن مثقال ذرةٍ من حُبّ ربّي إلى عبد مثلي مهما كان ومهما يكون، فليس بأحبّ إلى نفسي من الله؛ بل وحتى ولو كنت أحبّ عبدٍ وأقرب عبد إلى الله فلن أرضى حتى يكون الله راضياً في نفسه فيتحقّق النعيم الأعظم ولذلك أحيا".
    انتهى الاقتباس من رده بالحقّ.

    و أقول: اللهُ أكبر، اللهم لك الحمد كما ينبغي لعظيم حبّك وقربك ونعيم رضوان نفسك أن جعلت من أنصاري من يصل إلى هذا المستوى من الإيمان واليقين ويوجد من هو على شاكلته في أنصار المهديّ المنتظَر ومنهم من لا يعلمُ بهم المهديّ المنتظَر ولكنّهم صدّقوا بالبيان الحقّ للقرآن ولكن ليس التكريم بيدي يا أحبتي في الله؛ بل لله الأمر من قبل ومن بعد. ولا يزال باب التنافس مفتوحاً إلى ربّكم فمن شاء اتّخذ إلى ربه سبيلاً فينافس عبيد الله جميعاً إلى ربّهم أيّهم أحبّ وأقرب، تصديقاً لقول الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    ونقتبس لكم الآن من بيان سابق عن فتوى الوسيلة لقوم يؤمنون بما يلي :

    ولو سألني أحد الباحثين عن الحقّ فيقول وما يقصد الله سبحانه بقوله: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ﴿١٦٣﴾ وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ۚ وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا ﴿١٦٤﴾ رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ثم يقول له المهديّ المنتظَر: وضِّح سؤالك أخي الكريم أكثر حتى آتيك بالإجابة الحقّ، ثم يقول السائل: "أي ما هو الوحي الموحّد المقصود الذي جاء به المرسلون لكي لا يكون للناس حُجّة على الله من بعد الرسل؟". ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر ويقول: إليك الجواب من محكم الكتاب عن الوحي الموحّد الذي جاء به كافة الأنبياء والمرسَلين إلى الناس فنجد الجواب الحقّ في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَـٰنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ ﴿٤٥﴾} [الزخرف].

    فانظر للتهديد والوعيد الموجّه من الرحمن إلى محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وإلى كافة أنبياء الله ورسله: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٦٥﴾} صدق الله العظيم [الزمر]، فأمرهم الله أن يعبدوه وحده لا شريك له فيتنافسوا على حُبّه وقربه أيّهم أقرب. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    وكذلك دعوة المهديّ المنتظَر لكافة البشر بالبيان الحقّ للذكر أن يعبدوا الله وحده لا شريك له فيتنافسون على حبّه وقربه وأن لا يتّخذوا بعضهم بعضاً أرباباً من دون الله فإن استجابوا فقد اهتدوا، تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّـهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وقال الله تعالى: {أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَـٰهَكَ وَإِلَـٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴿١٣٣﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وكذلك ابتعث الله المهديّ المنتظَر بتحقيق الهدف الحقّ في نفس الله من خلق الجنّ والإنس ليدعوهم إلى عبادة الله وحده فيتّبعون سبيل رضوانه فيتنافسون على حبّه وقربه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ ﴿٥٧﴾ إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].

    ويا محمود المصري، إنّ المهديّ المنتظَر يقول لك القول المختصر بخلاصة الخلاصة للبيان الحقّ للقرآن أن ليس المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وجدّه محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وكافة الأنبياء والمرسَلين إلا عباداً أمثالكم: {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم، فإن كنت تحبّ الله فاتّبعنا ونافسنا في حُبّ الله وقربه وعظيم نعيم رضوان نفسه إن كنت من العابدين لله وحده أن تبتغي إلى ربك الوسيلة لتنافس كافة الأنبياء والمرسَلين في حُبّ الله وقربه وتنافس المهديّ المنتظَر وكافة عباد الله الصالحين في حُبّ الله وقربه إن كنت تعبد الله وحده فلا يفتنك حُبّ ما سواه عن حُبّه وقربه إن كنت من الصادقين، ثم يجعلك الله من عباده المكرمين الذين يبتغون إلى ربّهم الوسيلة فيتنافسون على حُبّ الله وقربه، ولكن للأسف أنّه حتى إذا كرمك الله وأحبّك وقرّبك وأيّدك بآيات كراماته ثم يعلم بها المسلمون فإذا الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم مشركون حتماً سوف يدعونك من دون الله وكأنّ الله حصريّاً لمحمود المصري، فمن ذا الذي حرّم عليهم أن يتنافسوا على حُبّ الله وقربه حتى يكرمهم الله؟ ولكن للأسف إنّ أكثر الناس لا يؤمنون بالله ربّ العالمين وكذلك الذين آمنوا بالله كذلك للأسف لا يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون به عباده المكرمين وقليلٌ من عباد الله الشكور من الذين تنافسوا على حُبّ الله وقربه وأحبّهم الله وقرّبهم وكرّمهم فبدل أن يحذو المسلمون حذوهم فإذا المُسلمون يدعونهم من دون الله ولم يحذوا حذوهم وجعلوا الله حصريّاً لهم وبالغوا فيهم بغير الحقّ وأشركوا بالله وهم ليسوا إلا عباداً أمثالكم، ولم ينهَكم المهديّ المنتظَر وقال لكم إنّه لا ينبغي أن يكون هناك أحبّ عبد وأقرب عبد منّي إلى ربّي في عباده أجمعين؛ بل أدعوكم إلى أن تُنافسوا المهديّ المنتظَر في حُبّ الله وقربه وكونوا يا معشر الأنصار السابقين الأخيار من الذين قال الله عنهم: {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم.

    فإن حرّمتم على أنفسكم ذلك فجعلتم الله حصريّاً للمهديّ المنتظَر ولكافة الأنبياء والمرسَلين، فلا ولن يغني عنكم المهديّ المنتظَر ولا كافّة الأنبياء والمرسَلين من الله شيئاً وأصبحتم من المشركين ثم يحبط الله عملكم فلا يقبله منكم، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد، وبرّأتُ ذمتي وبيّنتُ أمانتي بالبيان الحقّ للذكر لكافّة البشر، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وما علينا إلا البلاغ بالحقّ لكي لا تكون للناس حُجّة على الله من بعد بيان الحقِّ والحقُّ أحقّ أن يُتّبع.

    وسلام على المرسَلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    _________________

    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]
    https://albushra-islamia.com/showthread.php?p=7441

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    اقتباس المشاركة 4058 من موضوع يفتيكم الله في محكم القرآن العظيم عن المهديّ الإنسان الذي يُعلّمه الله البيان الحقّ للقرآن..


    - 1 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    07 - ذو الحجة - 1429 هـ
    05 - 12 - 2008 مـ
    02:54 صباحًا
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القُرى )

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://albushra-islamia.com/showthread.php?p=423
    ــــــــــــــــــــ


    يفتيكم الله في محكم القرآن العظيم عن المهديّ الإنسان الذي يُعلّمه الله البيان الحقّ للقرآن ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسَلين النّبيّ الأُمّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله الطيبين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدّين، وبعد..

    يا معشر الأنصار السابقين الأخيار، ويا معشر علماء المسلمين، ويا أمّة الإسلام والنّاس أجمعين، السلام على من اتّبع الهدى من النّاس أجمعين، والسلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين في الأولين وفي الآخرين وفي الملإِ الأعلى إلى يوم الدّين، وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

    ويا معشر علماء أمّة الإسلام وكافة أمّة الإسلام في هذه الأمّة؛ أمّة الإمام المهديّ، وقد بعثني الله إليكم بالبيان الحقّ للقرآن العظيم من بعد اختلافكم في الدّين إلى شيعٍ وأحزابٍ وكلّ حزب بما لديهم فرحون، ثمّ يبعث الله المهديّ ليحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون ليوحِّد صفّهم ويجمع شملهم. تصديقًا لحديث البشرى على لسان محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. قال عليه الصلاة والسلام: [أُبَشِّرُكُمْ ‏ ‏بِالْمَهْدِيّ ‏ ‏يُبْعَثُ فِي أُمَّتِي عَلَى اخْتِلافٍ مِنْ النّاس وَزَلازِلَ فَيَمْلأ الأرْضَ ‏‏ قسطاً وعدلاً كَمَا مُلِئَتْ ‏جوراً وظلماً ‏يَرْضَى عَنْهُ سَاكِنُ السَّمَاءِ وَسَاكِنُ الأرْضِ يَقْسِمُ الْمَالَ صِفاحاً]، وفي هذا الحديث الحقّ عن الذي لا ينطق عن الهوى أفتاكم بما يلي:

    1 - تجدون في هذا الحديث الفتوى الحقّ أن الله هو من يبعث خليفته الإمام المهديّ فيصطفيه مَلِكًا عليكم فيزيده بسطةً في العلم على كافة علماء الأمّة المختلفين ليحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون. وبرهان اصطفائه مَلِكًا عليكم حديث محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [لا تنقضي الأيام ولا يذهب الدهر حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي]، وكذلك أخبركم محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّ الله لم يجعل الإمام المهديّ نبيًّا ولا رسولًا؛ بل ناصرًا لما جاءكم به خاتم الأنبياء والمُرسَلين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولذلك سوف يأتي اسم محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يواطئ في اسم المهديّ في اسم أبيه (ناصر محمد)، وفي التواطؤ حكمةٌ بالغةٌ أن يواطئ الاسم (محمد) في اسمي في اسم أبي (ناصر محمد) لكي يحمل الاسم الخبر وراية الأمر ليجعلني الله ناصرًا لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لما جاءكم به، وعليه فإني أدعوكم يا معشر المسلمين إلى الاستمساك بما ترك فيكم محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - من كتاب الله وسنَّة نبيّه الحقّ، تصديقًا لحديث محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [إني تارك فيكم ما إن تمسّكتم بهما فلن تضلّوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي فإنهما لن يفترقا]، بمعنى أنهما لا يختلفان في شيء وما خالفهم فهو باطل موضوع ومكر مُفترًى من قبل أعدائكم ليضلوكم عن الحقّ.

    ويا معشر المسلمين، إن شرَّ علمائكم الذين يؤمنون بالأحاديث الحقّ والباطل والمُدرَج ثمّ يذَرون الحقّ الذي هم به مؤمنون وراء ظهورهم، ثمّ يُجادلونني بالباطل الذي يُخالفه فهم به مُستمسكون، كمثل جدالهم للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فيقولون له: "إن الله لا يبعث إلينا الإمام المهديّ ولذلك لا يعلم الإمام المهديّ الحقّ إنه الإمام المهديّ بل علماء المسلمين هم من يعرفونه، فيعرّفونه على شأنه فيهم إنه الإمام المهديّ، ثمّ يعرض عنهم فيتبرأ إنه الإمام المهديّ، ثمّ يُبايعونه على الخلافة مُبايعةً جبريّةً وهو كاره لها ومُنكر إنه الإمام المهديّ"! فأضلّتهم عن الحقّ هذه الرواية الباطلة التي جاءت مُخالفة لجميع الأحاديث الحقّ بالفتوى الحقّ:

    إن الله هو من يبعث المهديّ إليكم ولستم أنتم من يبعثكم الله إليه لتعرّفوه بشأنه أنه المهديّ، فهذا باطل مُخالف لما أفتاكم به محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بشأن بعث المهديّ من الله، وقال عليه الصلاة والسلام:

    [أُبَشِّرُكُمْ ‏ ‏بِالْمَهْدِيّ ‏ ‏يُبْعَثُ فِي أُمَّتِي عَلَى اخْتِلافٍ مِنْ النّاس وَزَلازِلَ فَيَمْلأ الأرْضَ ‏‏ قسطاً وعدلاً كَمَا مُلِئَتْ ‏جوراً وظلماً ‏يَرْضَى عَنْهُ سَاكِنُ السَّمَاءِ وَسَاكِنُ الأرْضِ يَقْسِمُ الْمَالَ صِفاحاً].

    وكذلك تصديقًا لحديث محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [لتملأن الأرض جوراً وظلماً فإذا ملئت جوراً وظلماً يبعث الله عز وجل رجلاً من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي باسم أبيه فيملؤها عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً].

    ثمّ أكّد لكم حقيقة بعث الإمام المهديّ من ربّه، وقال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [لو لم يبقَ من الدنيا إلا يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجل من أفضل بيتى يواطئ اسمه اسمى باسم أبيه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً].

    ثمّ علّمكم محمد رسول الله بشأن المهديّ أنّه عظيم عند ربّه حتى لا تُحقّروا من شأنه، وأفتاكم أنّ الله جعله إمامًا للمسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، وقال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [منا الذي يصلي عيسى ابن مريم خلفه] صدق عليه الصلاة والسلام.

    ثمّ أفتاكم محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أن الله جعل الإمام المهديّ إمامًا لكم وللمسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام وقال: [كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ‏ ‏ابْنُ مَرْيَمَ ‏ ‏فِيكُمْ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ] صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    ثمّ أفتاكم محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أن المهديّ ليس معصومًا فيصلحه الله في ليلة، تصديقًا لحديث محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [المهدي من آل البيت يصلحه الله في ليلة].

    ثمّ علّمكم محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّ الإمام المهديّ يظهره الله وعمره أربعون سنة، تصديقًا لحديث محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [إن الإمام المهديّ يظهر وعمره أربعون سنة] صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    وكذلك يفتيكم الله في محكم القرآن العظيم عن المهديّ الإنسان الذي يُعلّمه الله البيان الحقّ للقرآن، وأن الشمس والقمر بحسبان، فبدأ عمره بحساب الشهر القمريّ لذات القمر من لحظة تميّزه عن الأنثى ببدء خلق الجهاز التناسلي من بداية الشهر الرابع حتى فطامه عن الرضاعة، فجعل ذلك بحساب الشهر القمري لذات القمر شهرًا قمريًّا واحدًا، ويعدل بحسب أيام الحساب في الأرض ثلاثين شهرًا. وذلك الإنسان الذي جعله الله كسائر النّاس ليس معصومًا من الخطيئة، وعلّمكم أنّه يكون بَرّاً بوالديه، وعلّمكم الله بأنه يصلحه الصلاح التام في سنّ الأربعين ويهب له ذُريّة طيبة، وعلّمكم أنّ أمّه تحمل به كرهًا وهي لا تُريد أن تحمل نظرًا لأن أخاه المولود من قبله لا يزال سنة وستة أشهر ومن ثمّ حملت بالإمام المهديّ كرهًا وهي لا تريد أن تحمل فتفاجأت بحمله، ويريد الله أن يظهره في قدره المقدور في الكتاب المسطور وعمره أربعون سنة فيصلحه ويتوب عليه ويهب لهُ ذُريّة طيبة. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [الأحقاف].

    وإن كان الإمام المهديّ وقع في بعض الأخطاء التي يقع بها النّاس في زمن مليء بالفتنة إلا أن خطأه أدنى من خطأ نبيّ الله موسى والذي قتل نفْسًا بغير الحقّ فتاب إلى الله فتاب الله عليه وغفر له ذلك واصطفاه وكلمه الله تكليماً، وقال الله تعالى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَىٰ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿١٤﴾ وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَـٰذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَـٰذَا مِنْ عَدُوِّهِ ۖ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ ۖ قَالَ هَـٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿١٦﴾ قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [القصص]، وغفر الله لنبيّه موسى برغم أنّ قَتْلَ النّفسِ بغير الحقّ فكأنما قتل النّاس جميعاً، ولكنّ أخطاء المهديّ أهون بكثير من خطأ موسى، وعليه فإني أفتي بالحقّ أنّه لا معصوم من الخطأ كافة النّاس صالحهم وكافرهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّـهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ} صدق الله العظيم [فاطر:45]، وهذه آيةٌ مُحكمةٌ في القرآن العظيم يفتيكم الله فيها أنه لا يوجد إنسانٌ واحدٌ معصومٌ من الخطأ في حياته.

    ولكن أخطاء كثيرٍ من الصالحين الذين أصلحهم الله واصطفاهم وعلّمهم وتاب عليهم لا يعلم بها كثيرٌ من النّاس ولم يَخبروا النّاس بأخطائهم في حياتهم، ولولا أن أجبرني البيان الحقّ لهذه الآية لما أخبرتكم أني قد أخطأت في حياتي، ولكن لا ينبغي لي أن أكتم الحقّ في شأني في كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم. وتصديقًا لحديث محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة] صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    ولكني مَرجوٌّ في النّاس منذ الصبا ومحبوبٌ لدى الذين عرفوني ولا يحسدونني ويتمنون لي الخير ويدعون لي كلما جاء ذكري لديهم، فلا يكرهني أحدٌ إلا من كان عند النّاس مكروهًا، ولا خير فيمن يكره المهديّ المنتظَر.

    ويا معشر المسلمين، إنّي أحاجكم بالبيان الحقّ للقرآن وأبيّن لكم منه آيات تجدونها الحقّ على الواقع الحقيقي، فلم تخشع قلوبكم للبيان الحقّ للقرآن فهل طال عليكم أمد بعث المهديّ المنتظَر فقَست قلوبكم؟ ولذلك قال الله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّـهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الحديد].

    ومن آيات التصديق للبيان الحقّ هو بيان أصحاب الكهف والرقيم، وأخبرناكم بأنهم أنبياء الله إلى أصحاب الرسّ الذين خسف الله بهم باطن الرسِّ، والرسُّ هو جبل الحمة ويسمّيه علماء الجيولوجيا بالتلّ، وأخبرناكم بأنهم من أمّةٍ من الأمم الأولى من بعد قوم نوحٍ وعادٍ وثمود، وأصحاب الرسّ ومن بعدهم لا يعلمهم إلا الله مَن علمني بالحقّ، وقال الله تعالى: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ ۛ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّـهُ ۚ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ﴿٩﴾ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّـهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ} صدق الله العظيم [إبراهيم:9-10]، فمن هم القوم الذين لا يعلمهم إلا الله من بعد قوم عاد وثمود؟ إنهم أصحاب الرسّ، وقال الله تعالى: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَٰلِكَ كَثِيرًا ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الفرقان]، ومن خلال هذه الآية تعلمون أنّ أصحاب الرسّ هم الذين من بعد ثمود لا يعلمهم إلا الله، تصديقاً لقول الله تعالى: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ ۛ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ ۛ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّـهُ ۚ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ﴿٩﴾ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّـهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ} صدق الله العظيم.

    إذًا يا معشر الباحثين عن الحقّ إن أصحاب الرسّ من الأمم الأولى من الذين زادهم الله بسطةً في الخلق عليكم، وأعمارهم أطول من أعماركم وأعظم منكم طولًا وعمرًا، فأما السلطان لطول العمر فهو الرقم المُحكم في طول زمن دعوة نوح في قومه في قول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت]، وأما السلطان الحقّ في حجم الخلق لأجسامهم أن الله زادهم عليكم بسطة في الخلق هو في خطاب نبي الله هود إلى قومه عاد في قول الله تعالى: {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً} صدق الله العظيم [الأعراف:69].

    ومن خلال ذلك تعلمون أنّ الأمم الأولى زادهم الله عليكم بسطةً في الخلق وفي العمر وإنا لصادقون، أم إنكم لم تجدوا البيان الحقّ حقاً على الواقع الحقيقي؟ وهذه جُمجمة أحد الأمم الأولى:



    وهذه أجسادهم؛ أناس من الأمم الأولى قبروهم في توابيت:



    وكذلك في هذه الحفريّات:



    ومن خلال ذلك تعلمون السرَّ في شأن وصف الخليقة لأصحاب الكهف في قول الله تعالى: {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا} صدق الله العظيم [الكهف:18]، والمخاطب بذلك محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لو يطلَّع عليهم فسوف يجد أناسًا لم يرَ مثلهم قط في حياته لعظمة خلقهم، ولذلك حتمًا كما قال الله لنبيّه بأنه سوف يولّي منهم فرارًا ويمتلئ منهم رُعبًا، وذلك لأنه لم يكن يحسب أنهم من آيات الله عجبًا في الخليقة. تصديقًا لقول الله تعالى: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الكهف]، وكتم الله وصف الخليقة لأصحاب الكهف عن رسوله عليه الصلاة والسلام وذلك حتى لا يقول المفترون إنما اطّلع عليهم فجعل القرآن يصف خلقهم، وذلك حتى يتبيّن للناس أنه الحقّ من ربّهم حين يرون آيات التصديق لأناس مثلهم؛ آياتٍ لهم من أنفسهم عجبًا، فيتبيّن لهم أنه الحقّ من ربهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿٥٣﴾ أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَاءِ رَبِّهِمْ ۗ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ ﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

    وكذلك بيّنت لكم الحقّ على الواقع الحقيقي عن أرض الدجال الذي أخبركم عن طول يومه محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في قوله عليه الصلاة والسلام: [يومه كسنة]، أي يومه كسنة من سنينكم، ثمّ فصَّلنا لكم هذه الأرض من القرآن العظيم تفصيلًا من قَبل في بيان آيات التصديق، ونكتفي بنقل الصورة في هذا البيان للأرض ذات المشرقين والتي هي أعظم مسافة بين نقطتين في هذه الأرض هي المسافة بين مشرقي هذه الأرض التي لا تحيطون بها علمًا، ولذلك تمنّى الإنسان لو أنّ بينه وبين قرينه الشيطان الذي أضلّه عن الحقّ في هذه الحياة الدنيا عندما يلقى ربّه مع قرينه الشيطان الذي أضلّه عن الحقّ في هذه الحياة الدُّنيا فتمنّى لو أنّ بينه وبين قرينه هذا الذي أضلّه عن الحقّ في هذه الحياة بُعد المشرقين. تصديقاً لقوله تعالى: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴿٣٦﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٧﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴿٣٨﴾ وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ﴿٣٩﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    ثمّ تدبّروا الآية مع التعليق من ربّ العالمين عن القرآن العظيم: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴿٣٦﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٧﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴿٣٨﴾ وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ﴿٣٩﴾ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٤٠﴾ فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ ﴿٤١﴾ أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِم مُّقْتَدِرُونَ ﴿٤٢﴾ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٤٣﴾ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    وبما أن محمدًا رسول الله أخبركم أن يوم أرض المسيح الدجال كسنة من سنينكم فانظروا للحقّ على الواقع الحقيقي، وما يلي صورة أرض المسيح الدجال ذات المشرقين:



    وتلك هي أرض الراحة والأنام؛ جنّة لله في باطن الأرض من تحت الثرى، وليست جنّة المأوى التي عند سدرة المنتهى بل جنّة لله في باطن الأرض يسكن فيها المسيح الكذاب، وهي لله وليست للمسيح الدجال. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [طه]، وتلك هي الأرض ذات المشرقين وذات المغربين في جهتين مُتقابلتين، وفيها مَلَكوت، وربّها الله وليس المسيح الكذاب. تصديقاً لقول الله تعالى: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ﴿١٧﴾ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الرحمن]، وأذكّر بقول الله تعالى: {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم. ويوجد داخلها المسيح الدجال ويأجوج ومأجوج، وسدّ ذي القرنين في منتصفها بالوسط يفصل بين يأجوج ومأجوج والمسيح الدجال وقوم آخرين لا تحيطون بهم علمًا.

    وكذلك بيّنا لكم بالحقّ على الواقع الحقيقيّ حقيقة الأراضين السبع ومواقعها من أرضكم، وأنها من بعد أرضكم في الفضاء السُّفلي. تصديقًا لقول الله تعالى: {اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّـهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الطلاق]، ثمّ وجدتم البيان حقًّا على الواقع الحقيقي كما في الصور أدناه، فتجدون أن أرضكم تخرج عن الرقم سبعة للأراضين السبع وهي الأرض التي يتنَزَّل فيها القرآن العظيم، والسبع الأراضين من بعدها في الفضاء السفلي كما ترون ذلك حقًّا على الواقع الحقيقي في الصور أدناه:



    وأسفل الأراضين السبع كوكب سجيل؛ كوكب سقر؛ كوكب الطامة الكبرى؛ كوكب المكان السحيق لِما خَرَّ من السماء فابتعد عن جاذبية الكواكب فتهوي به الريح إلى المكان السحيق؛ كوكب سقر؛ كوكب الطامة الكبرى؛ هو كوكب سجّيل؛ وهو كوكب سجّين؛ وهو كوكب العذاب الأليم؛ بل هو الحُطمة؛ بل هو سقر وما أدراك ما سقر لوّاحة للبشر بين الحين والآخر حسب دورته السنويّة؛ بل هو نبأٌ عظيم أنتم عنه معرضون أصحابه ملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، ذلك كوكب جهنم تدعو من أدبر وتولى وجمع فأوعى وبخل فاستغنى إذا رأتهم من مكانٍ بعيدٍ سمعوا لها تغيّظًا وزفيرًا؛ تلك هي المكان السحيق وما هوى من السماء أو من الجبال أو غيرها فهو إليها ومن وقودها؛ وقودها النّاس والحجارة؛ تلك هي الطارق؛ تلك هي النجم الثاقب، والله على ما أقول شهيدٌ ووكيل. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.

    وله عدّة ألوان حسب تغيّظه وتسعّره أصفر وأحمر وأزرق وأسود؛ ذلك كوكب سقر لوّاحة للبشر فتظهر عليهم من حين إلى آخر، وهو أحد أشراط الساعة الكُبرى وآية التصديق للمهديّ المنتظَر فيظهره الله به على كافّة البشر، فانظروا إليه كيف سوف يمرّ بجانب أرضكم فيمطر على من يشاء الله بأحجارٍ ناريّةٍ مسوَّمَةٍ عند ربّك وما هي من الظالمين ببعيد.

    وما يلي إحدى صوره عن بُعد، ثمّ وضِعَت بجانب الأرض وفي الحقيقة إنه أعظم وأكبر حجمًا بكثيرٍ من الأرض؛ بل هو أكبر كوكب في المجموعة الشمسيّة بأسرِها. وما يلي صورته عن بعد وليس البرهان الصور بل البيان الحقّ للقرآن وإنما ذلك برهان التصديق على الواقع، ولم يكن اختلاقًا من الكفرة؛ بل وجدناه حقًّا في القرآن العظيم، وإن الله قد أراهم أنه سوف يأتيهم بكوكب العذاب الأليم، وقد علموا به أنّه يأتي للأرض من الأطراف نظرًا لأنه يميل دورانه عن دوران الكواكب الأخرى بزاوية أربعين درجة ولذلك يأتي للأرض من الأقطاب، وقد وجدت قولهم حقًّا في البيان الحقّ للقرآن العظيم وإنه يتوعّدهم به الله وأخبرنا بأنه سوف يحيطهم علماً بمجيء الكوكب قبل أن يأتي لأنهم سوف يرونه آتياً فيمرُّ بجانب الأرض فينقصها من البشر في كلّ دورة لسقر اللواحة للبشر من حينٍ إلى آخر كما سوف يحدث في هذا العصر، ولذلك إنهم صادقون في شأن الكوكب. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:44]. وما يلي إحدى صوره:



    وقد أدركت الشمس القمر نذيرًا لظهوره للبشر، ونذيرًا لمروره بجانب أرضهم فتعكس دوران الأرض فتظهر الشمس من مغربها والنّاس في غفلةٍ معرضون عن المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم والذي يخاطبهم بالبيان الحقّ للذكر، وفصّلنا لهم آيات ربّهم تفصيلًا ولم يُحدث لهم ذكرًا، وكأني لم أكن شيئًا مذكورًا! ومضى عليّ أربع سنين ولم ينتشر الخَبَر والإنذار لكافّة البشر عن النبأ العظيم الذي هم عنه معرضون، وعليه فإني أوافق على شراء القناة الفضائيّة وسوف أستقبل التبرعات من كافة أهل النُّصرة للحقّ إن كانوا يرونه الحقّ من ربّهم ولا حرج على الأنصار الذين لا يجدون ما ينفقون وما على المحسنين من سبيل ولا يُكلِّفُ الله نفسًا إلّا وسعها وحسب قدرتها، ويتقبّل الله من أنصاره نفقتهم حتى ولو كانت حقيرة وصغيرة من الذين لا يجدون إلا جُهدهم، وما على المحسنين من سبيل إذا ما أخلصوا لله ولرسوله ولخليفته، والذين لا يجدون إلا جهدهم فمن سَخِرَ منهم فقد نال بغضبٍ الله ومقته، وليس على الذين تفيض أعينهم من الدمع حَزَنًا لا يجدون ما ينفقون ما على المحسنين من سبيل. ومثل أنصار التّأويل الحقّ للقرآن كمثل أنصاره يوم التّنزيل، وما أسألكم عليه أجرًا ولا أمنع النُّصرة لإعلاء كلمة الله في العالمين مِن أنصاري إلى الله لنشر البيان الحقّ لكافّة البشر بلسان المهدي المنتظر مباشرة بالصورة من قبل الظهور ومن بعد التصديق أظهر لكم عند البيت العتيق. وقبلنا هذا الاقتراح وما وصل إلينا سوف يقوم بتشغيله أحد الأنصار لديّ ومن أهل بيتي بإشرافي حتى نستكمل ثمن القناة الفضائيّة منبر البيان الحقّ للقرآن، كما وافقت على بيان الاقتراح من قبل نشره لأني رأيت أنه قد صارت لي أربع سنين في عصر الحوار وكأنّي لم أكُن شيئًا مذكورًا وإن القناة الفضائيّة حقًّا نصر عظيم لدعوة الحقّ سوف أخاطب عن طريقها كافة البشر ومن كان له اعتراض على أحد بياناتي حين سماعها عن طريق القناة ومن ثمّ يأتي فيكتب ما يريد أن يُجادلني فيه في طاولة الحوار العالمية (موقع الإمام ناصر محمد اليماني)، وإنما القناة لنشر البيان للناس أجمعين بالصوت والصورة، ومن بعد التصديق أظهر عند البيت العتيق.

    وبالنسبة لمن أراد أن يُرسل النُّصرة لشراء القناة باسم من سيُرسلها إلينا، فما على المُرسل إلا أن يرسل لي على الخاص في الموقع عن طريق الرسائل الخاصة ومن ثمّ يأتيه الرد كذلك على الخاص باسم من سيُرسلها إلينا، وحفاظًا على إحراج الذين لا يجدون ما ينفقون يُمنَع منعًا إعلان تبرّعه على صفحة الموقع أمام الجميع، وذلك لأنّ الأنصار الذين لا يجدون ما ينفقون سوف يتأذّون فتفيض أعينهم من الدمع حزنًا لأنهم لا يجدون ما ينفقون، وكذلك سوف يُحرَجوا إذ يشاهدون الأنصار الآخرين يعلنون تبرعاتهم وهم لا يستطيعون أن يعلنوا بشيءٍ مثلهم فيُحرَجون حرجًا شديدًا، وعليه فإني أمنع إعلان التبرع كما قد كنت سمحت بذلك من قبل وسبق وأن أعلن محمد الحاج بتبرعه لأنه يريد أن يكون قدوة حسنة للآخرين، وأشهدُ لله أنه لَمِن الأنصار المُخلصين الأخيار ولا يزال مُستمرًا بالنُّصرة، ولكني أرى أنَّ ذكر التبرع في الموقع العام أمام الزوار والأعضاء سوف يُسبِّب إحراجًا وأذىً للذين لا يملكون، فلا أُريد أن تبين أخبارهم ولا أريد أن يحرجوا فلا حرج عليهم، ولذلك السبب أمنع إشهار التبرع في صفحة الموقع بجميع الأقسام بل يتم إشعاري على الخاص. وخيار النفقة وأعظمها نفقة السر فإن تخفوها فنعمّا هي، وكذلك لا أُريد أن يشمت السُفهاء بنا وبأنصاري إلى الله.

    وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخو المسلمين الداعي إلى الصراط المستقيم الإمام ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــــــ
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    - - - تم التحديث - - -

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    اقتباس المشاركة 36883 من موضوع سلسلة حوارات الإمام في منتديات أشراف أونلاين..

    - 47 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    19 - 03 - 1432 هـ
    23 - 02 - 2011 مـ
    02:41 صباحاً
    ــــــــــــــــــــ



    بيان طلب المباهلة الكتابية بين الإمام المهدي و أبي حمزة محمود المصري ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار، والصلاة والسلام على جميع الرسل من الله إلى الجنّ والإنس وآلهم الأطهار والتابعين لرسل ربّهم من الجنّ والإنس ولا نفرق بين أحد من رسله ونحن له مسلمون..
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي في الله جميعاً الذين يبحثون عن الحقّ ولا يريدون غير الحقّ، الذين لو علموا سبيل الحقّ اتّخذوه سبيلاً، وأما ذريات شياطين البشر فهم الذين إن يروا الحقّ لا يتخذوه سبيلاً ويسعون الليل والنهار ليطفئوا نور الحق من بعدما تبيّن لهم أنّه الحقّ فغضب الله عليهم ولعنهم وأعدّ لهم عذاباً عظيماً، ومنهم أبو حمزة محمود المصري ومن كان على شاكلته، وبما أنّه ليعلم علم اليقين أنَّ الإمام المهديّ المنتظَر هو حقاً الإمام ناصر محمد اليماني لا شكّ ولا ريب ولذلك شمَّر لحرب دعوة الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني فيصدّ الناس عن اتّباع الإمام ناصر محمد اليماني الليل والنهار، ويريد أن يُطفئ نور الله ويأبى الله إلا أن يتمّ نورَه ولو كره المجرمون ظهوره، ولذلك تجدون أنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني قد أعلن لكم النتيجة في بيان طلب المباهلة الكتابيّة بينه وبين أبي حمزة محمود المصري، وأفتيناكم مسبقاً أنه لن يجرؤ ولن يجرؤ وأكدنا أنه لن يجرؤ على التقدّم إلى مباهلة الإمام ناصر محمد اليماني الكتابيّة بالحقّ، وأفتيناكم أنّه سوف يتهرب من مباهلة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فيضع لها شروطاً من عند نفسه ما أنزل الله بها من سلطان، ومن ثمّ تبيّن لكم الحقّ أن أبا حمزة فعلاً تهرب من المباهلة وتملّص منها.

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فما يدري الإمام ناصر محمد اليماني أنّ أبا حمزة محمود المصري سوف يتهرب من المباهلة؟ والجواب: كوني أعلمُ أنّ أبا حمزة من شياطين البشر الذين لو علموا بالمهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم يصدّون عن اتِّباعه صدوداً كبيراً ومن هم على شاكلته تجدونهم في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {
    ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴿٩} صدق الله العظيم [محمد].

    ولذلك تجدون أبا حمزة محمود المصري يصدّ بكل حيلةٍ ووسيلةٍ عن اتّباع هذا القرآن العظيم الذي يدعو إلى اتِّباعه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الذي يكفر لما خالف لمحكم القرآن العظيم سواء يكون في التوراة أو الإنجيل أو في أحاديث السُّنة النبويّة، وبما أنّ أبا حمزة من الذين كرِهوا ما أنزل الله من الحقّ ولذلك تجدونه يصدّ عن اتّباع الإمام المهديّ الذي يتّبع هذا القرآن العظيم كون أبو حمزة يعلم أنّ كتاب الله القرآن العظيم من دعا إليه هُدي إلى صراطٍ مستقيمٍ وسوف يُخرج النّاس من الظلمات إلى النور كما أخرج به محمدٌ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الذين اتبعوه من الظلمات إلى النور، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ ربّهم إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [إبراهيم:1].

    تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴿٩} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وقد جعل الله القرآن العظيم هو المرجع والحكم والمهيمن على التوراة والإنجيل، فجعل فيه الحكم بين أهل الكتاب فيما كانوا فيه يختلفون، ويبيّن لهم ما تمّ إخفاؤه من التوراة والإنجيل ثم زَيّفوا وحرّفوا في التوراة والإنجيل شياطينُ البشر ولذلك قال الله تعالى:
    {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّـهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾ يَهْدِي بِهِ اللَّـهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    فانظروا لقول الله تعالى:
    {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إلى صراطٍ مستقيمٍ} صدق الله العظيم، ولكنّ أبا حمزة محمود المصري لا يريد اتّباع هذا القرآن العظيم، ولا يريد الاحتكام إليه كونه من طائفة المغضوب عليهم الذين كرِهوا رضوان الله ويتّبعون ما يُسخِطه من الذين قال عنهم الله تعالى: {
    ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّـهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴿٢٨} صدق الله العظيم [محمد].

    وبما أنّ الإمام المهديّ ابتعثه الله كذلك ليُخرج الناس بالقرآن العظيم من الظلمات إلى النور فيهديهم بالبيان الحقّ للقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد، فيبيّنه كما كان يبيّنه للناس محمّدٌ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ويعلّمهم ما لم يكونوا يعلمون، ولكنّ أبا حمزة محمود المصري من الذين قال الله تعالى عنهم في محكم كتابه:
    {ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} برغم أنّه يُظهر الإيمان ويُبطِن الكفر والمكر ليصدّ عن اتّباع البيان الحقّ للذِّكر باتّباع الأحاديث التي جاءت من عند غير الله افتراء على رسوله عليه الصلاة والسلام، ولذلك يقول إنّه سُنّي وهو ليس منهم في شيء، كون أهل السُّنة والجماعة إنْ تبيّن لهم الحقّ من ربّهم فسوف يتّبعوه، وأغلب أنصار الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلى حدّ الآن هم من أهل السُّنة والجماعة، وأما أبو حمزة محمود المصري فلا هو من أهل السُّنة والجماعة ولا هو من الشيعة ولا من الكفار الذين لا يعلمون ولا من الضالين الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا ويحسبون أنهم مهتدون! بل هو من المغضوب عليهم من الذين قال الله تعالى عنهم: {وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلً} صدق الله العظيم [الأعراف:146].

    ألا والله لو كان يرى أبو حمزة أنّ ناصر محمد اليماني يفتري على الله بغير الحقّ فيعتقد شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود وبالغ في الأنبياء والمرسَلين وحصر الوسيلة في حبِّ الله وقربه على الأنبياء والمرسلين من دون الصالحين كونهم شفعاءهم بين يدي الله يوم الدين إذاً لاتَّخذ أبو حمزة الإمام ناصر محمد اليماني خليلاً ولشهِد أنّ الإمام ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر، كونه علِم أنّ ناصر محمد اليماني ليس المهديّ لو كان يدعو إلى الشرك بالله بالمبالغة في أنبيائِه ورسلِه وعقيدة الشفاعة للأنبياء والمرسلين بين يدي الله، ولكن أبا حمزة محمود المصري وجد أنّ الإمام ناصر محمد اليماني يكفر بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود فينذِر البشر ما أنذرهم به الأنبياء والمرسلين أن يكفروا بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود فيستغنوا برحمة الله أرحم بهم من أنبيائه وأوليائه، ولذلك قال الله تعالى:
    {
    وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وكذلك الإمام المهديّ المنتظَر ينذر الذين يخافون ربّهم أن يعلموا أنّهم ليس لهم من دون الله وليٌّ ولا شفيعٌ يوم الدين، وأنّ من يظلم يُذِقْهُ اللهُ عذاباً كبيراً ولن يُغني عنه الأنبياء والأولياء من دون الله شيئاً، وقد ألقى الله السؤال إلى أنبيائه: فهل أنتم من أضللتم عبادي عن سواء السبيل فحصرتم لكم الوسيلة إلى الربّ من دونهم فوعدتموهم بالشفاعة لهم من ذنوبهم بين يدي ربهم؟ فأجاب كافة الأنبياء والأولياء ربّهم وقالوا:
    {
    مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا} صدق الله العظيم [الفرقان:18].

    فقد نفوا وكذبوا بشفاعتهم للمؤمنين بين يدي ربهم. وقال الله تعالى:
    {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا ﴿١٨﴾ فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    فانظروا لقول الله تعالى:
    {
    فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا} صدق الله العظيم؛ أي كذبوكم يا معشر الذين يعتقدون بشفاعة أولياء الله لعباده بين يديه من ذنوبهم: {فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا} كون محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وجميع الأنبياء والمرسلين ابتعثهم الله لينذِورا من عقيدة الشفاعة لأولياء الله من دونه، ولذلك قال الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ومن ثمّ علم أبو حمزة محمود المصري ومن كان على شاكلته من المغضوب عليهم أنّ الإمام ناصر محمد اليماني ينذر البشر بما أنذرهم به من قبل الأنبياء والمُرسلين، وعلموا أنّه سوف يخرج العبيد من عبادة العبيد وتعظيمهم بغير الحق إلى عبادة الربّ المعبود، ولذلك أعلن أبو حمزة محمود المصري الحرب في الإنترنت العالميّة على الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني ويصدُّ عن دعوة الإمام المهديّ المنتظَر إلى الاحتكام إلى الذِّكر صدوداً كبيراً كونه من ذريات فريق أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم لأنهم يعلمون أنه الحقّ من ربّهم وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٢٤﴾ فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ولذلك تجدون أبو حمزة محمود المصري يصدّ عن الاحتكام إلى كتاب الله اتباع آيات الكتاب المحكمات صدوداً كبيراً كونه من ذريات الذين قال الله عنهم:
    {
    وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا ﴿٦١} صدق الله العظيم [النساء].

    برغم أنّهم يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر والمكر للصد عن الذكر ويُبيِّتون عن محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - غير الأحاديث التي يقولها في السُّنة النبويّة، ولذلك قال محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لصحابته الأخيار:
    [إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ، فقيل: فَمَا الْمَخْرَجُ يا رسول الله؟ قَالَ: كِتَابُ اللهِ فِيهِ نَبَأُ مَنْ قَبْلَكُمْ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، وهُوَ الْفَصْلُ ولَيْسَ بِالْهَزْلِ، مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللهُ، ومَنِ ابْتَغَى الْهُدَى من غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللهُ، هُوَ حَبْلُ اللهِ الْمَتِينُ، وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ، وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، وَهُوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ، وَلَا تَلْتَبِسُ بِهِ الْأَلْسِنَةُ، وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ، وَلَا يَخْلَقُ مِنْ كَثْرَةِ الرَّدِّ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ هُوَ الَّذِي لَمْ يَنْتَهِ الجنّ إِذْ سَمِعَتْهُ - حَتَّى قَالُوا: إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ، مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ دَعا إِلَيْهِ هُدِيَ إلى صراطٍ مستقيمٍ] صدق عليه الصلاة والسلام.

    ولن يأخذ بهذا الحديث أبو حمزة محمود المصري كون هذا الحديث مصدق لفتوى الله الواحد القهار في محكم الذكر عن الطريقة لكشف الأحاديث المكذوبة عن النبيّ في قول الله تعالى:
    {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختلافاً كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ولن تجدوا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ينكر الأحاديث الحقّ في السُّنة النبويّة، ألا والله لو أُنكرُ حديثاً حقاً فيها من عند الله ورسوله إذاً لأنكرتُ إحدى آيات الكتاب، كون الحديث الحقّ إنما يأتي بياناً لإحدى آيات القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:44].

    إذاً الحديث النّبويّ الحقّ إنّما يأتي لشرح وبيان بعض آيات القرآن ولا ينبغي لمحمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أن ينطق بحديثٍ يخالف لمحكم القرآن كونه لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام، فكذلك أحاديث البيان أشهدُ لله أنها من عند الرحمن. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

    ولذلك لن تجدوا الإمام المهديّ لا يُنكر من أحاديث السُّنة النبويّة إلا ما جاء مخالف لمحكم القرآن العظيم من آيات أمّ الكتاب البيّنات لعالمكم وجاهلكم، كوني أعلمُ أن الحديث الذي يأتي مخالفاً لمحكم القرآن ليس من عند الرحمن بل من عند الشيطان، وبما أنّ الحقّ والباطل نقيضان لا يتّفقان فحتماً تجدون بينها وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختلافاً كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    أي ولو كان الحديث النّبويّ من عند غير الله لوجدوا بينه وبين القرآن اختلافاً كثيراً كونه يخاطب الله المسلمون في هذا الآيات وليس الكافرون، ولذلك قال الله تعالى:
    {
    وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣} صدق الله العظيم [النساء].

    ويا أخي الكريم السيد عمر المتحمي الهاشمي وجميع الباحثين عن الحقّ، حقيقٌ لا أقول على الله إلا الحقّ وما ينبغي للإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم أن يتّبع أهواء الشيعة والسُّنة ولا أهواء جميع الذين فرّقوا دينهم شيعاً وكل حزبٍ بما لديهم فرحون بل أنطق بالحقّ من ربّ العالمين لا شكّ ولا ريب، فأهدي بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد وأُحاجُّ الناس بالقرآن العظيم كونه حجّة الله على رسوله وحجة الله على قومه والناس كافة من بعد تبليغه للعالمين، ولذلك قال الله تعالى:
    {
    وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿٤٤} صدق الله العظيم [الزخرف].

    وأنزله الله لكي تتبعوه وحفظه من التحريف حتى لا تكون الحجّة على الله يوم الدين وقال الله تعالى:
    {وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿١٥٥﴾ أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ﴿١٥٦﴾ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ من ربّكم وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿١٥٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ومن الذين يصدفون عن آيات الله في محكم كتابه ويسعون لعدم اتّباع آيات الكتاب المحكمات أبو حمزة محمود المصري ويصدّ صدوداً كبيراً كونه من ذريّات الشياطين الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر والمكر ليصدّوا البشر عن اتباع الذكر المحفوظ من التحريف وهم له كارهون، كون أبو حمزة ليعلم علم اليقين أن ناصر محمد اليماني يدعو للحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ ولذلك أفتيتكم أنه لن يتجرأ لمباهلة المهديّ المنتظَر الكتابيّة في هذا الموقع المحايد فنجعلكم على المباهلة بالحقّ من الشاهدين.

    وبما أنّي أرى أبو حمزة محمود المصري يسعى ليطفئ نور الله ويدلس ويفتري على الإمام ناصر محمد اليماني ويشوّه بدعوته في نظر المسلمين ويُفتي أنّ ناصر محمد اليماني يُنكِر سُنّة محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وهو يعلم أنّ ناصر محمد اليماني لا يُنكر من أحاديث السنة إلا ما خالف لمحكم القرآن العظيم ويحاول تشويه الإمام ناصر محمد اليماني وتشويه دعوته في نظر المسلمين بكل حيلةٍ ووسيلةٍ، فكم أعرضنا عنه وصبرنا علّه يتذكّر أو يخشى، ولكنه تبيّن لي أنّه عدوٌ لربّ العالمين وليس من الضالّين الذين لا يعلمون، وعليه فإني أتبرأ منه، وأشهدُ الأنصار السابقين الأخيار وأشهدُ كافة الباحثين عن الحقّ وأشهدُ رئيس هذه الرابطة العالميّة الهاشميّة فضيلة الأخ الكريم محمد بن علي الحسني وأشهدُ السيد عمر المتحمي الهاشمي وكافة المشرفين على الرابطة العلميّة العالميّة وأشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أنّي الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أدعو أبا حمزة محمود المصري إلى أن نبتهل إلى الله بالمباهلة الكتابيّة في هذا الموقع المبارك والمحايد:
    {{{{
    ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّـهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ }}}} [آل عمران:61].

    ومن ثم يحكم الله بيننا بالحقّ وهو أسرع الحاسبين، وإن أبيتَ التقدّم لمباهلة الإمام ناصر محمد اليماني فكُفْ عن حرب الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني حتى لا تجوز عليك لعنة الله وملائكته والناس أجمعين إلى يوم الدين فقد نلتَ غضباً من الله ومقتاً عظيماً، فأحبطت نفسك وساء مصيرك والحكم لله خير الفاصلين.

    ويا أيها السيد الكريم عمر المتحمي الهاشمي، لقد أفتاني ربي أنّي المهديّ المنتظَر وأنّه لا يجادلنا عالِمٌ أو جاهلٌ من القرآن العظيم إلا غلبته بالحقّ من ربّ العالمين حتى أجعله بين خيارين اثنين إما شاكراً فيتبع الحقّ من ربّه، وإمّا كفوراً بما أنزل الله في محكم القرآن العظيم فيعذبه الله عذاباً نكراً.

    وأشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهدُ أن محمداً عبده ورسوله ولا نفرق بين أحدٍ من رسله ونحن له مسلمون، وأشهدُ أني المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وإن كنت من الكاذبين ولست المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين فإن عليَّ لعنة الله وملائكته والناس أجمعين إلى يوم الدين، ولا ألعن الذين كذبوني وهم لا يعلمون أني المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين وأقول كما قال خليل الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام:
    {
    فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ۖ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [إبراهيم:36].

    وأما شياطين البشر ألدّ أعداء الله ورسوله والمهديّ المنتظَر الذين لو علموا أنّي المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم ومن ثم يُعلنون الحرب على الإمام المهديّ ويريدون أن يطفئوا نور الله ويأبى الله إلا أن يتمّ نوره ولو كره المجرمون ظهوره فإنّ ربّي بكيدهم عليم وسوف يحكمُ الله بيني وبينهم بالحقّ وهو أسرع الحاسبين.

    ويا معشر علماء المسلمين وأمّتهم ألم يَأنْ لكم أن تخشع قلوبكم إلى ذكر الله المحفوظ من التحريف ولا تكونوا أول مُعرض عن دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني التي يدعو بها علماء المسلمين والنصارى واليهود للاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم؟ فلا تكونوا أول كافرٍ بالقرآن العظيم وأنتم به مؤمنون، أفلا تتقون؟ أم طال عليكم الأمد فقست قلوبكم عن ذكر الله المحفوظ من التحريف؟ أفلا تعلمون أن الله يخاطبكم أنتم اليوم في عصر بعث المهديّ المنتظَر في قول الله تعالى:
    {
    أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّـهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴿١٦} صدق الله العظيم [الحديد].

    فاتقوا الله واستجيبوا لما يحيي به الله قلوبكم بنور القرآن العظيم، فما دعوتُكم إلى باطل أم أنّكم ترون دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلى عبادة الله وحده لا شريك له باطل؟ أم أنّكم ترون دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلى علماء المسلمين والنصارى واليهود للاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم باطل، فما لكم كيف تحكمون، أفلا تتقون؟ فمن يُجِركم من عذاب الله إن كان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني لمن الصادقين؟ وإن َيَكُ كاذباً فعليه كذبه ولن يحاسبكم الله على شخص الإمام ناصر محمد اليماني سواء يكون هو المهديّ المنتظَر أو مجددٌ للدين بل سوف يحاسبكم الله على الاعراض عن الدعوة إلى الله ليحكم بينكم تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴿١٠} صدق الله العظيم [الشورى].

    وما على الإمام المهديّ إلا أن يستنبط لكم حكم الله البيّن من محكم كتابه القرآن العظيم إن كنتم به مؤمنون، فلماذا عن الدعوة إلى الحقّ تُعرِضون، أفلا تعقلون؟ أم إنّكم تنتظرون مهدياً منتظراً يبعثه الله نبيّاً جديداً بكتابٍ جديدٍ يدعوكم إليه، ولكنكم تعلمون البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {
    مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴿٤٠} صدق الله العظيم [الأحزاب].

    إذاً المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم إنما يبعثه الله ناصر محمد صلى الله عليه وآله الأطهار وأسلم تسليماً فلا بد له أن يجادلكم بما جاء به محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - القرآنَ العظيمِ فيجاهدكم به جهاداً كبيراً فأبيّنه لكم كما كان يبيّنه محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حتى نعيدكم إلى منهاج النبوّة الأولى إنْ كنتم به مؤمنين؟ ويا قوم ما كان للإمام المهديّ أن يبتعثه الله مُتبعاً لأهوائكم بل مُتبعاً لما جاء به محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبيني وبينكم أصدق الكتب على الإطلاق كتاب الله المحفوظ من التحريف والتزييف القرآن العظيم؛ النسخة الواحدة الموحدة في العالمين على مرّ أمم البشر والعصور، فلا يستطيع أعداء الله أن يحرِّفوا فيه كلمةً واحدةً كونه سرعان ما يكشف الله أمرهم فيفشلوا عن تحريف كلمة واحدة، ولذلك تجدونه كنسخةٍ واحدةٍ في العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴿٩} صدق الله العظيم [الحجر]، {وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿١٥٥} [الأنعام].

    وقال الله تعالى:
    {قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّـهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾ يَهْدِي بِهِ اللَّـهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    فمن أصدق من الله قيلاً؟ فكيف يفتيكم أنّ في القرآن العظيم سبيل الهدى إذاً فكيف يضلّ من اعتصم بمحكم الكتاب أفلا تذكرون؟ ولم يأمركم الله أن تتّخذوه مهجوراً من التدبّر والتفكر في آياته المحكمات البينات! بل أمركم الله أن تدبروا آيات الكتاب المحكمات البيّنات فتتبعوها وتكفروا بما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم لعلكم ترشدون. ولذلك قال الله تعالى:
    {
    كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٢٩} صدق الله العظيم [ص].

    فكيف السبيل لهداكم أفلا تُفتوني عن المهديّ المنتظَر الذي له تنتظرون؟ فهل يبعثه الله بكتابٍ جديدٍ؟ ومعلوم جوابكم فسوف تقولون سنةً وشيعةً وكافة المذاهب والفرق الإسلاميّة: "بل ننتظر المهديّ المنتظَر رجلاً من الصالحين يصلحه الله وليس من المرسلين كون خاتم الأنبياء والمرسلين هو محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} صدق الله العظيم [الأحزاب:40]، ولذلك تجدنا سنّة وشيعة وكافة المذاهب الإسلاميّة ننتظر المهديّ المنتظَر ناصرَ محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم".

    ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام المهديّ ناصر محمد وأقول: وما تقصدون بقولكم أنّكم تنتظرون المهديّ المنتظَر ناصرَ محمدٍ؟ ومن ثم يكون جوابكم واحداً موحّداً فتقولون: "بما أنّنا جميع مذاهب الإسلام نؤمن أنّ محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين، إذاً المهديّ المنتظَر يبعثه الله ناصراً لمحمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، فيحاج الناس بذات بصيرة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ القرآن العظيم".

    ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام المهديّ ناصر محمد وأقول: إذاً يا قوم لماذا تُعرضون عن دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد إن كنتم صادقين؟ فما هي حجتكم على الإمام ناصر محمد حتى تجعلون أنه من المستحيل أن يكون هو المهديّ المنتظَر ناصر محمد؟ وأعلم جواب السُّنة والجماعة فسوف يقولون: "إن سبب الاعراض عنك هو اختلاف اسمك كوننا نعتقد أنّ اسم الإمام المهديّ هو (محمد بن عبد الله) تصديقاً لحديث محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عن اسم المهديّ المنتظَر:
    [يواطئ اسمه اسمي]؛ أي يطابق اسمه اسمي! ولكن اسمَكَ لا يطابق اسم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم".

    ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: ومن متى يكون التواطؤ هو التطابق؟ ولطالما ضربت لكم على ذلك مثلاً، فهل يصح لغةً وشرعاً أن نقول: (تطابق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر الصديق على الهجرة إلى يثرب)؟ وأعلمُ جواب كافة علماء اللغة في الشيعة والسُّنة فسوف يقولون بلسانٍ واحدٍ موحدٍ: "كلا لا يصح لغةً وشرعاً أن نقول: تطابق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر الصديق على الهجرة إلى يثرب)؛ بل الصحيح أن نقول: (تواطأ محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر الصديق على الهجرة إلى يثرب)، وكذلك يصح أن نقول: (توافق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر الصديق على الهجرة إلى يثرب)".

    ومن ثم يقيم عليكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الحجّة بالحقّ وأقول: أفلا ترون أنّ التواطؤ ليس التطابق بل التواطؤ هو التوافق، وتبيّن لكم البيان الحقّ للحديث الحقّ
    [يواطئ اسمه اسمي] أنّه يقصد عليه الصلاة والسلام: يوافق الاسم (محمد) في اسم الإمام المهديّ (ناصر محمد) وفي ذلك حكمة بالغة من توافق الاسم محمد في اسم الإمام المهديّ (ناصر محمد)، لكي يحمل الاسم الخبر فيجعل الله خبر المهديّ المنتظَر يحمله اسمه بالحقّ، أفلا تذكّرون؟

    إذاً يا قوم قد جعل الله في اسمي برهاناً لي وليس علي، غير أنّه لن يُغني الاسم عن العلم شيئاً إذا لم يزِدْني الله على كافة علماء المسلمين واليهود والنصارى بسطةً في علم البيان الحقّ للقرآن العظيم، كون الله لم يبعثني فقط للمسلمين بل أمرني أن أحاجّ كافة علماء المسلمين والنصارى واليهود والناس أجمعين بهذا القرآن العظيم حتى أجعل الناس بإذن الله أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيم، فهل من المعقول ان أدعو البشر إلى الاحتكام إلى كتاب البخاري ومُسلم أو كتاب بحار الأنوار وأذر الدعوة للاحتكام إلى الذكر إليهم من ربّهم القرآن العظيم؟ أفلا ترون لو أنّ الإمام المهديّ يتّبع أهواءكم لضللتُ إذاً وما أنا من المهتدين؟

    وقد دخل عمر دعوة المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني في بداية السنة السابعة وأنا أدعوهم عبر هذه الوسيلة العالميّة؛ علماء المسلمين والنصارى واليهود إلى الاحتكام إلى الله وحده ولا يشرك في حكمه أحداً، وما على الإمام المهديّ إلا أن يستنبط لهم حكم الله فيما كانوا فيه يختلفون في الدين من محكم القرآن العظيم شرط علينا غير مكذوب أن أستنبط لهم حكم الله بينهم من آيات الكتاب المحكمات البيّنات لعالِمكم وجاهلكم من آيات أمّ الكتاب لا يزيغ عمّا جاء فيهن إلا الفاسقون. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩} صدق الله العظيم [البقرة]، فلا تلوموني على تكرار التذكير بآيات الكتاب المحكمات كونه لا يوجد عندي غير كتاب الله القرآن العظيم المحفوظ من التحريف.

    ألا والله الذي لا إله غيره لا أعلم أنّه يوجد في بيتي أيّ كتابٍ من الكتب التي تؤلفونها عن الدين وليس لديَّ مكتبة، وحتى ولو كان لديَّ مكتبة عَرضها كعرض السماوات والأرض لما جادلتكم إلا بكتاب الله القرآن العظيم كوني أعلم أنّه هو الحجّة عليكم من ربّكم لو لم تستجيبوا إلى الاحتكام إليه فتتّبعوه وتكفرون بما يخالف لمحكمه سواء يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في كتاب البخاري ومسلم أو كتاب بحار الأنوار، فما خالف فيهم لمحكم كتاب الله القرآن العظيم فإني أشهدكم وأشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أنّي بما خالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم لمن الكافرين، وسوف أفرُكهُ بنَعلِ قدمي ولا أبالي برضوانكم شيئاً، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر والحكم لله خير الفاصلين.

    وأما أحمد البنا الذي لم يفهم المقصود بوحي التّفهيم فيزعم أنَّ ناصر محمد اليماني يوحي إليه شيطانٌ رجيم، ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: وكيف يوحي الشيطان إلى ناصر محمد اليماني أن يجادلكم بمحكم القرآن العظيم؟ أم تجد أنّي أجادلكم بكتابٍ جديدٍ إذاً لصدقتَ وكذب الإمام ناصر محمد اليماني! وإن كان الإمام ناصر محمد اليماني يوحي الله إليه بوحي التّفهيم عن سلطان العلم يستنبطه لكم من القرآن العظيم وليس أنّه أتاكم بوحيٍ جديدٍ فصدق الإمام ناصر محمد اليماني، وأما إذا كان وحي التّفهيم من الربّ إلى القلب هو وسوسة شيطان رجيم وليس من الرحمن الرحيم فسوف تجدونه معدوم البرهان من سلطان العلم؛ بل قولٌ على الله بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً فذلك هو أمر الشيطان الذي يأمركم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون يا أحمد البنّا، فإنّك من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون ويحسبون أنّهم مهتدون، فلا تجبر المهديّ المنتظَر أن يبتهل إلى الله فنجعل لعنة الله على الكاذبين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين ..
    أخو المسلمين ألدُّ أعداء شياطين البشر المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني .
    _________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    اقتباس المشاركة 5161 من موضوع {هَـٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ ﴿١٣٨﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران] ..

    - 1 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    21 - ربيع الآخر -1431 هـ
    06 - 04 - 2010 مـ
    01:41 صباحًا
    (بحسب التّقويم الرّسميّ لأم القُرى)

    [لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
    https://albushra-islamia.com/showthread.php?p=1215
    ___________



    {هَـٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ ﴿١٣٨﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران] ..


    بِسم الله الرَّحمن الرَّحيم
    {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّـهَ يَدُ اللَّـهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ۚ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّـهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [سورة الفتح].

    وسلامُ الله عليكم معشَر المُبايعين، وإنَّما البيعة هي لله سبحانه، وبما أنَّ الله معي ومعكم فقد بايعتم الله ويده فوق أيديكم، وكذلك الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ إنَّما هو مِن المُبايعين لله مثلكم فيوفينا بما وعدنا إن اتَّبَعنا ذكره وكَفَرنا بما خالف مُحكَم ذكره.

    ويا معشَر الأنصار السَّابقين الأخيار، لقد جعلكم الله طَلَبَة عِلْمٍ من ربّ العالمين، ولكنّ الله وضع شرطًا في محُكَم كتابه لطالِب العلم والشَّرط هو: استخدام الحواس العقليَّة مِن قَبْل الاتِّباع، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [سورة الإسراء].

    ألا وإنّ العالِم لا بدّ له أن يُحاجّ الأمّة بسلطان العِلم الحقّ من الرَّحمن لا شَكّ ولا ريب وذلك لأنّ فتوى العالِم بِما لا يعلم أنّه الحقّ من ربّه لا شكّ ولا ريب مُحرَّمة؛ فإذا كان علمًا ظنّيًا يحتمل الصح ويحتمل الخطأ فهذا مُحرّمٌ على الداعية إلى سبيل الله، تصديقًا لقول الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [سورة الأعراف].

    والشَّيء الذي حرَّمه الله فحتمًا سوف تجدون الشيطان يأمر به، وقال الله تعالى: {إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿١٦٩﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة]، فعليكم اتِّباع أمر الله وما خالف عن أمر الله فهو جاءكم من عند الشيطان، وأفتيكم بالحقّ أنّ أمر الشيطان حتمًا تجدونه دائمًا يُخالِف للعقل والمنطق إذا تمّ عرضه على الفكر البشري فلن يُقِرّه العقل ولن يطمئن إليه القلب، ومن ثم تعرضونه على كتاب الله وسوف تجدونه كذلك يخالف لأمر الله في مُحكَم كتابه، ولذلك فلن يهتدي إلى الحقّ ويعلم أنّه الحقّ من ربّه إلَّا أولو الألباب الذين لا يَحكمون على الداعية من قبل أن يسمعوا قوله ويتفكّروا في سلطان علمه؛ هل هو الحقّ من عند الله؟ فحتمًا ستقبله عقولهم وتطمئن إليه قلوبهم، فأولئك بشّرهم الله بالهُدى في عصر بعث الأنبياء الحقّ أو في عصر بعث المهديّ المنتظر تصديقًا لقول الله تعالى: {فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [سورة الزمر].

    وعليه: فبما أنّي أعلم أنّي الإمام المهديّ المنتظَر لا شَك ولا ريب آمر كافة الأنصار السَّابقين الأخيار بعدم الاتّباع الأعمى؛ بل أدعوهم وكافة الباحثين عن الحقّ والناس أجمعين إلى اتّباع ذِكْر الله القرآن العظيم والكُفْر بما خالَف لمُحكم كتاب الله القرآن العظيم سواء يكون في التّوراة أو في الإنجيل أو في السُّنة النَّبويّة.

    وعليه: فإنّي أشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين أنّه لا ولن يَتَّبِع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلَّا من يَتَّبِع مُحكم كتاب الله القرآن العظيم رسالة الله الشاملة للإنس والجنّ أجمعين وحُجَّة الله عليهم من بعد تنزيله إلى يوم الدين، تصديقًا لقول الله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ﴿١﴾} [سوة الفرقان]،

    {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴿٩﴾} [سورة الحجر]،

    {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ﴿٢٦﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨﴾} [سورة التكوير].

    {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ ﴿١٢٤﴾ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا ﴿١٢٥﴾ قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ ﴿١٢٦﴾} [سورة طه].

    {إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ﴿١١﴾} [سورة يس].

    {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٤٣﴾ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿٤٤﴾} [سورة الزخرف].

    {إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ۖ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ﴿٢٨﴾ فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّىٰ عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴿٢٩﴾ ذَٰلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَىٰ ﴿٣٠﴾} [سورة النجم].

    {إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ ۖ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَىٰ ﴿٢٣﴾ أَمْ لِلْإِنسَانِ مَا تَمَنَّىٰ ﴿٢٤﴾ فَلِلَّـهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَىٰ ﴿٢٥﴾ وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦﴾} [سورة النجم].

    {تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّـهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٦﴾} [سورة الجاثية].
    صدق الله العظيم ..

    فذلك بينكم وبَيْن المهديّ المنتظَر يا معشر البشر، فمن أبَى أن يَتَّبِع الذِّكْر فهو كافرٌ به سواءٌ يكون كافرًا أو مُسلِمًا، ولربّما يودّ أن يُقاطعني أحد الذين يَتَّبِعون ما خالَف لِذِكْر ربّهم بحُجة أنّه لا يعلم بتأويل المُتشابِه منه إلَّا الله، ومن ثمّ نردّ عليه بالحقّ من الله: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    ولم يأمركم الله أن تتّبعوا الآيات المُتشابِهات اللاتي لا تُحيطون بهنّ علمًا؛ بل أمركم الله فقط بالإيمان بهنّ أنهنّ من عند الله ومن ثم أمركم أن تتّبعوا آيات الكتاب المُحكَمات البَيِّنات هُنّ أمّ الكتاب تصديقاً لقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا} صدق الله العظيم [آل عمران:7].

    ولكن هل معنى ذلك أنّي لا آمركم إلَّا باتّباع القرآن والكُفْر بالسُّنة النَّبويّة؟! والجواب: أعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين وذلك لأنّي مُؤمنٌ بأحاديث السُّنة النَّبويَّة الحقّ كدرجة إيماني بالقرآن العظيم وذلك لأنّي أجد في مُحكَم الكتاب أنّ السُّنة النَّبويّة هي كذلك من عند الله تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [القيامة]، ولكن فلننظر أولًا إلى فتوى العَقْل والمَنطِق في شأن السُّنة النَّبويّة، وحتمًا سيقول العَقْل: "فبما أنّ قرآنه وبيانه من عند الله إذًا الأحاديث النَّبويّة الحقّ لن تزيد القرآن إلا توضيحًا وبيانًا وما خالَف من أحاديث البيان لمُحكَم القرآن فهو حديث مُفترًى لا شَكّ ولا ريب". فهذه هي فتوى العقل والمنطق، ومن ثم ننظر لفتوى الله في مُحكَم القرآن وسوف يفتيكم بذات الفتوى بشأن الأحاديث التي لم يقلها محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أنّكم إذا تدبَّرتُم مُحكَم القرآن فسوف تجدون بينه وبين الحديث المُفترى اختلافًا كثيرًا؛ بل نقيضان مُختلفان كون الباطل دائمًا يأتي مُناقضًا للحقّ تمامًا، وقال الله تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [سورة النساء].

    إذًا أحاديث البيان في السُّنة النَّبويّة هي من عند الله تصديقًا لقول الله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم، وبما أنّ القرآن محفوظٌ من التَّحريف فما خالف لمُحكَمه من الأحاديث النَّبويّة فذلك الحديث جاءكم من عند غير الله، فاحذروا أن تتَّبِعوا أمر الشيطان واتَّبِعوا أمر الرَّحمن في مُحكَم القرآن إن كنتم به مؤمنين، وذلك لأنّ الذين لا يكادون يفقهون حديثًا يظنّون أنّ ناصر محمد اليمانيّ يدعو إلى اتّباع القرآن وترك السُّنة النَّبويّة الحقّ! ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ وأقول: إنّي أُشهدُ الله وكفى بالله شهيدًا أنّي لا أكفر إلَّا بما خالف لمُحكَم كتاب الله من أحاديث السُّنة النَّبويّة، وذلك تطبيق من الإمام المهديّ للناموس الحقّ من ربّ العالمين لكشف الأحاديث المكذوبة بأن أقوم بعرضها على الآيات البيّنات التي يعلمها العالِم والجاهل تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة]، ومن ثم أعلم أنّ ما خالفها من أحاديث السُّنة النَّبويّة فهو حديثٌ مُفترى جاء من عند غير الله.

    ويا أمّة الإسلام ياحجاج بيت الله الحرام، أما آن لكم الآوان أن تُفَرِّقوا بين الحقّ والباطل؟ فهل ترون ناصر محمد اليماني من المهديّين الذين يقولون على الله ما لا يعلمون؟! أم ترون ناصر محمد اليماني ينطق بمنطق المجنون الذي لا يقبله العقل والمنطق؟! أم ترون ناصر محمد اليماني يدعوكم إلى عبادة غير الله؟! أم ترون ناصر محمد اليماني يدعو إلى سبيل الله بغير بصيرة من الله؟! فتذكّروا من الآن الإجابة بين يدي الله يا معشر المُعرِضين عن دعوة اليماني الحقّ من ربّكم. ألا والله الذي لا إله غيره لو تُحَكِّمون عقولكم لتفتيكم بالحقّ جميعًا فتقول لكم: "إنّ ناصر محمد اليماني يدعوكم إلى الحقّ ويهدي إلى صراط مستقيم لا شك ولا ريب وما بعد الحقّ إلا الضلال المبين"، فلا تهتموا هل يكون ناصر محمد اليمانيّ هو الإمام المهديّ المنتظَر؛ فلا ولن يسألكم الله عن ذلك أبدًا ولن يحاسبكم الله على كفركم بناصر محمد اليماني؛ بل سوف يُعَذِّبكم الله بسبب إعراضكم عمّا يدعوكم إليه ناصر محمد اليماني وكفركم بسلطان علمه المُقنِع لعقولكم لأنّه الحقّ من ربّكم من آيات الكتاب البَيِّنات تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة]، وتلك هي حُجَّة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، أمّا مسألة هل هو المهديّ المنتظَر أم لا؛ فإن كنت كاذبًا فعلَيَّ كَذِبي؛ وإنّما الحُجّة عليكم الآيات البَيِّنات التي يحاجُّكم بها الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، فَكَم أُذَكِّركم بقول مؤمن آل فرعون الحَكيم في قول الله تعالى: {وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّـهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ۖ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [سورة غافر].

    وإنَّما أعظُكم بواحدةٍ؛ فهل لو كان محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أتاكم بالقرآن من عند نفسه ونحن اتَّبعناه ظنًّا مِنّا أنّه من عند الله، فهل ترون الله سوف يحاسبنا على ذلك؟ بل سوف يُحاسِب مُحَمّدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وَحده، تصديقًا لقول الله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي} صدق الله العظيم [هود:35]، بمعنى: إذا لم يَكُن محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - نبيًّا مُرسَلًا من الله ونحن اتَّبعناه فعليه إجرام افترائه على الله، ولن يحاسبكم الله على اتباعه كونه يُحاجّكم بآياتٍ بَيِّنات قبلتها عقولكم وقال إنها من عند الله؛ فإن صَدَّقتُم فإنما صَدَّقتُم بالبَيِّنات من ربّكم؛ حتى ولو لم يكُن محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - النَّبي المُنتَظَر الأخير لَمَا حاسبكم الله بل سوف يُحاسِب محمدًا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، تصديقًا لقول الله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي} صدق الله العظيم.

    وكذلك الإمام المهديّ المنتظَر، فإن اتَّبعتم دعوته وصدَّقتم بشأنه وشددتُم أزره فإنّما ذلك بسبب البرهان المُبيْن في دعوته إلى سبيل ربّه على بصيرةٍ من الله لا شكّ ولا ريب، فإذا لم يَكُن ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر فعليه كذبه، ويُحاسبني الله عليه وحدي لو أنّي قلت لكم أنّي الإمام المهديّ بغير علمٍ من الله، وأما أنتم فكيف يُحاسبكم الله سبحانه وتعالى علوًّا كبيرًا وأنتم استجبتم لدعوة الحقّ إلى عبادة الله وحده لا شريك له فابتغيتم إليه الوسيلة وتنافستم في حُبّه وقربه ونعيم رضوان نفسه؟ فكيف يحاسبكم الله على اتّباع الحقّ من رَبِّكم؟!

    والسؤال الذي يطرح نفسه: أليست دعوة ناصر محمد اليماني هي إلى عبادة الله وحده لا شَريك له وإلى التنافس في حُبِّ الله وقربه ونعيم رضوان نفسه سبحانه وتعالى علوًّا كبيرًا؟ وقال الله تعالى: {فَذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ ۖ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [سورة يونس]، فهل تريدون مهديًّا منتظَرًا يدعوكم إلى عبادة غير الله ولذلك تخشون من اتّباع ناصر محمد اليمانيّ بحُجّة أنّه لو لم يكن المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين؟! فلنفرض أنّ ناصر محمد اليمانيّ كذّابٌ أشِرٌ وليس المهديّ المنتظر فكيف يحاسبكم الله على اتّباع دعوته وهو يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له؟ أفلا تعقلون؟! وذلك لأنّ طائف الشيطان يقول لكثيرٍ من المُعرِضين عن دعوة ناصر محمد اليماني: "لا تَتَّبِعوه حتى تعلموا أنّه المهديّ المنتظر فقد يكون كَذَّابًا أشِرًا وليس المهديّ المنتظر"، ومن ثمّ يردّ عليهم وعلى شياطينهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: حَكِّموا عقولكم؛ كيف تستطيعون أن تُمَيِّزوا بين المهديّ المنتظَر الحقّ وبين المهديّ المنتظَر الكَذَّاب؟ وحتمًا ستقول لكم عقولكم: فبما أنّ محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - هو خاتم الأنبياء والمُرسَلين فلا بُدّ أن يكون الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ يأتي ناصرَ محمدٍ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فيُحاجّ الناس بالبصيرة التي يحاجّ النّاسَ بها محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ومن ثم انظروا إلى بصيرة محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الذي يحاجّ بها العالَمين، وسوف تجدون الفتوى من الله في مُحكَم كتابه: {إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ ﴿٤١﴾} [سورة الزمر].

    وقال الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَـٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٥٢﴾ صِرَاطِ اللَّـهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ أَلَا إِلَى اللَّـهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ ﴿٥٣﴾} [سورة الشورى].

    وقال الله تعالى: {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَـٰذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٩١﴾ وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿٩٢﴾} [سورة النمل].

    وقال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿٥١﴾} [سورة العنكبوت].

    وقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَـٰنُ وُدًّا ﴿٩٦﴾ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا ﴿٩٧﴾} [سورة مريم].

    وقال الله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ۜ ﴿١﴾ قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا ﴿٢﴾ مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا ﴿٣﴾ وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّـهُ وَلَدًا ﴿٤﴾ مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ ۚ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ﴿٥﴾ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَـٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ﴿٦﴾} [سورة الكهف].

    وقال الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} [سورة الأنعام].

    وقال الله تعالى: {إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ﴿١١﴾} [سورة يس].

    وقال الله تعالى: {وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿١٥٥﴾} [سورة الأنعام].

    وقال الله تعالى: {هَـٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ ﴿١٣٨﴾} [سورة آل عمران]
    صــدق الله العظيــــم .

    وفي خِتام هذا البيان إلى كُلِّ إنسانٍ أقول لكم : يا معشر البشر اعتصموا بِذِكْر الله إليكم فإنّه حُجّة الله عليكم إن كنتم تعقلون، وقال الله تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ ۚ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} صدق الله العظيم [الأعراف:53].

    وإنّما الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم ابتعثه الله ناصرًا لما أُنزل على محمدٍ القرآن العظيم صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولم آتِكم بكتابٍ جديدٍ؛ بل لكي أُذَكِّرَكم بكتاب الله القرآن العظيم تصديقًا لقول الله تعالى: {اللَّـهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴿٢٣﴾} [الزمر:23]، وقال الله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّـهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [سورة الحديد].

    ويا أُمَّة الإسلام يا حُجاج بيت الله الحَرام، ما غَرّكم في الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم؟! فلئن سألتم ناصر محمد اليماني إلى عبادة مَن يدعوكم؟ فسوف يقول لَكُم: أدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له. وإن قُلتم: "فما هو برهانك على الدعوة إلى عبادة الله وحده؟" فسوف يردّ عليكم الله بقول الله تعالى: {إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴿٩٢﴾ وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ ۖ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ ﴿٩٣﴾ فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ ﴿٩٤﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنبياء]، وإن قلتم: "ولكنّك تكفر بشفعائنا عند الله". ومن ثمّ يردّ عليكم الله بقوله: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنعام].

    والسؤال الذي يطرح نفسه إليكم: ألم تجدوا دعوة ناصر محمد اليماني هي ذات دعوة كافَّة الأنبياء والمُرسَلين تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥﴾} [سورة الأنبياء]؟

    {فَذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ ۖ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [سورة يونس].

    ويا قوم، فإنّي أُشهِدُ الله وكفى بالله شهيدًا أنّ هذه هي دعوتي إليكم، فإن تغيَّرت يومًا ما فلا تُصَدِّقوني ولا تَتَّبِعوا الذين يُضِلّون الناس عن سبيل الله، واعلموا أنّه لا يجتمع النُّور والظلمات، وقال الله تعالى: {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۚ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٦١﴾ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٦٢﴾ لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴿١٦٣﴾ قُلْ أَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ۚ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿١٦٤﴾} [سورة الأنعام].

    وقال الله تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّـهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَـٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ ﴿٧٩﴾ وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا ۗ أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴿٨٠﴾ وَإِذْ أَخَذَ اللَّـهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ ۚ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي ۖ قَالُوا أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ﴿٨١﴾ فَمَن تَوَلَّىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٨٢﴾ أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّـهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴿٨٣﴾ قُلْ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴿٨٤﴾ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٨٥﴾ كَيْفَ يَهْدِي اللَّـهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٦﴾ أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٨٩﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ ﴿٩٠﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَىٰ بِهِ ۗ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ ﴿٩١﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].

    فتذَكَّروا يا أُمَّة الإسلام ما هي حُجَّتكم بين يدي الله عن سبب إعراضكم عن دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني؟! فإن قُلتم أنّ سبب إعراضكم عن الاعتراف بالإمام ناصر محمد اليماني واتّباع دعوته هو خشية أن لا يكون المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين، ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام المهديّ وأقول: فهل تنتظرون المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم يدعوكم إلى عبادته من دون الله حتى تخشوا لو أنّكم اتَّبعتم - ولم يكن ناصر محمد اليمانيّ هو المهديّ المنتظر - أنّكم قد ضللتم عن الصراط المستقيم؟ ما لكم كيف تحكمون؟! فلِمَ الخشية يا قوم من اتّباع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني؟ فوالله الذي لا إله غيره ما يدعو الناس ناصر محمد اليماني إلا إلى ما دعاهم إليه كافّة الأنبياء والمُرسَلين: أن اعبدوا الله ربّي وربّكم ولا تشركوا بالله شيئًا. إذًا مَن كَذَّب بدعوة ناصر محمد اليماني فكأنّما كَذَّب بمحمدٍ رسول الله وكافة الأنبياء والمُرسَلين من ربّ العالمين، تصديقًا لقول الله تعالى: {فَذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ ۖ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [سورة يونس]، فلن أدعوكم إلى عبادة غير الله ما دُمت حيًّا، تصديقًا لقول الله تعالى: {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّـهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم [سورة الزمر].

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد علماء الأُمَّة ويقول: "ما جئتنا بجديدٍ نُصَدّقك"، ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ الحقّ وأقول: فأيّ جديد تنتظرون من بعد خاتم الأنبياء والمُرسَلين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟! وإنّما أدعوكم إلى حُكْم الله بينكم بالحقّ أستنبطه لكم من مُحكَم الكتاب الذي تنزّل على محمدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم تصديقًا لقول الله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

    إذًا يا قوم إن المُعرِضين عن دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلى الاحتكام إلى الله فإنَّهم لم يُعرِضوا عن نبي الله مُحَمَّد وناصِر مُحَمَّد صلّى الله عليهم وملائكته؛ بل أعرضتم عن حُكْم الله بينكم فيما كنتم فيه تختلفون في دينكم، فمَن كَذَّب بهذا القرآن والدعوة إليه واتّباعه والاحتكام إلى الله فإنَّه لم يُكَذِّب مُحَمَّدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولا ناصِر مُحَمَّد؛ بل كَذَّب بكلام رَبّه وحُكمه الحقّ، وقال الله تعالى: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّـهِ يَجْحَدُونَ} [سورة الأنعام: 33].

    {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} [سورة البقرة].

    {تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّـهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٦﴾} [سورة الجاثية].

    {وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ ۖ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [سورة النمل].

    وسلامٌ على المُرسَلين، والحَمْدُ لله ربِّ العالَمين..
    الدَّاعي إلى الله على بَصيرةِ مُحَمَّدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ الإمام المَهديّ ناصر مُحَمَّد اليمانيّ.
    ____________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    اقتباس المشاركة 5162 من موضوع {هَـٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ ﴿١٣٨﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران] ..

    - 2 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    21 - ربيع الآخر -1431 هـ
    06 - 04 - 2010 مـ
    01:35 صباحًا
    (بحسب التّقويم الرّسميّ لأم القُرى)

    [لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
    https://albushra-islamia.com/showthread.php?p=1221
    ________



    إلى حبيبي ابن مَسعود المُكرم ..

    اقتباس المشاركة :
    اقتباس:
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن مسعود
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    امامنا الكريم اخواني الأنصار اشهدكم واشهد الزوار واشهد الله عز وجل وكفى بالله شهيدا اني وضعت يدي في وسط المصحف القرأن العظيم بين صفحة 301 و صفحة 302
    وقد اشهدت أيه من قوله تعالى كذلك على قسمي ( قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على ءآثارهما قصصا )

    اني أقسم بالله على كتاب الله الذي خلق السبع الشداد وثبت الأرض بالأوتاد وأهلك ثمود وعاد وأغرق الفراعنة الشداد
    بأن ناصر اليماني هو حقاً المهدي المنتظر
    اللهم ثبتنا على الحق حتى لقاك
    انتهى الاقتباس

    بِسم الله الرَّحمن الرَّحيم، وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربِّ العالَمين..

    سلامُ الله عليكم ورحمته وبركاته، ويا حبيبي في الله ابن مسعود المُكرم، إنّما ذلك في زمن الدعوة الأولى؛ عَلمت أنّه يوجد اثنين صاروا من الموقنين وكنت أعلم بأحدهم ولم أعلم بالآخَر، ولَكِنَّها استجدّت أمورٌ كثيرة، فالتحق بالرَّكْب قومٌ مؤمنون وبأمرنا مُوقِنون؛ بل يتساوى يقينهم بيقين الإمام المهديّ بشخصه وشأنه ومنهم ابن مسعود؛ وليس ابن مسعود فقط، وصلّى الله عليهم وملائكته والمهديّ المنتظَر وسلّم عليهم تسليمًا مِن ربّهم، وأقول لَهُم قولًا كريمًا: أبشِروا بحُبّ الله وقربه ونعيم رضوان نفسه، وهُم يعلمون بأنفسهم مِن الذي بَشَّرني بهم جَدّي؛ الذين كُلَّما تَدَبَّروا بيان المهديّ المنتظَر للقُرآن العظيم وفي كُلِّ مَرَّة يزيدهم البيان إيمانًا وتثبيتًا؛ أولئك مِن الذين قال الله عنهم في مُحكَم كتابه: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنفال].

    أولئك يَجِدون أنفسهم أنَّهم كُلَّما تدبَّروا في بيانات الإمام المهديّ كُلَّما زادتهم إيمانًا حتى يُتمِم الله لَهُم نورهم فلا يُخزيهم الله في الحياة الدُّنيا وفي الآخرة (نورهم يسعى بين أيديهم)؛ بل على منابر مِن نورٍ؛ صفوة البشريَّة وخير البَريَّة من أحباب رَبِّ العالَمين: {مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} صدق الله العظيم [سورة المائدة:54].

    وكُلّ يومٍ وهم يزدادون ولا ينقصون، فقد أحزنتهم بقسمك يا ابن مسعود وهُم يعلمون أنَّهم لمُوقنون، ولا تثريب عليهم أن يقسموا؛ بل طاعة معروفة آمنوا فعملوا، والحمدُ لله رَبِّ العالَمين..

    أخوكم الإمام المهديّ ناصِر مُحَمَّد اليمانيّ.
    _________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..




    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمن الرحيم
    ﴿ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾
    [الإسراء:٥٧] صدق الله العظيم
    ۞ خلاصة دعوة الإمام المهدي ناصر محمد ۞
    * الرحمن خلق الإنسان علمه البيان * {إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا}..* الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً * سؤال وجواب لأولي الألباب * وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ * عاجل إلى أحباب الله.. * ن والقلم وما يسطرون * نسف فتنة المسيح الدجال * كوكب النار سقر
    ۞الكتب الإلكترونية لموسوعة بيانات الإمام ناصر محمد۞ * يا حسرة على العباد.. * ردّ المهدي المنتظر إلى الذي ينكر أن رضوان الله النّعيم الأكبر * قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ * اضغط للبحث عن بيان للقرآن لآية تريد تأويلها الحق
    ۞ ولم يفرض الله على عبيده أن لا يرضوا حتى يكون راضياً في نفسه لهُ الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ۞
    ! هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ !
    ** إنّ الحبّ ينقسم إلى قسمين.. **
    *** هدف الشيطان في نفس الرحمن من محكم القرآن وبيان هدف الإمام المهدي في نفس الرحمن، هدفان متناقضان تماماً ***
    ۞۞۞ الحقوق لجميع المسلمين في أقطار الأرض ۞۞۞

  2. افتراضي

    =====اقتباس=====

    اقتباس المشاركة 18670 من موضوع بيان الصِّبغة؛ فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل للخلق..


    الإمام ناصر محمد اليماني
    04 - 08 - 1432 هـ
    05 - 07 - 2011 مـ
    2:36 صباحاً
    ــــــــــــــــــ



    بيان الصِّبغة؛ فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديلَ للخلق ..

    اقتباس المشاركة :
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محبة النبي: لقد فسّر العلماء الصبغة في قوله تعالى " صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة" بتفسيرين الأول هو الدين والثاني هو خلقة الله للإنسان، فأي التفسيرين أصح. أنا بحاجة ماسة إلى الإجابة على السؤال فأرجو من الإدارة تمهيد السؤال للإمام أو تزويدي بأي بيان له في تفسير الآية المذكورة.
    انتهى الاقتباس

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار وكافة أنصار الله الواحد القهار في كلِّ زمانٍ ومكانٍ إلى اليوم الآخر.
    سلامُ الله عليكم أحبّتي الأنصار السابقين الأخيار، وسلامُ الله على كافّة الزوار الباحثين عن الحقّ من كافة البشر، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المرسَلين والحمدُ لله ربِّ العالمين..

    ويا أيّها السائل عن صبغة الله التي فطر عليها عباده، ألا وإنّها فطرة الله التي فطر الناس عليها؛ على كلمة لا إله إلا الله وحده لا شريك له منذ الأزل القديم يوم بَدَأ خلقهم من طينٍ، يوم خلق الله أبانا آدم وكذلك ذريّته بدأ خلقهم من طينٍ مع أبيهم آدم، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ ﴿١٢﴾ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ﴿١٣﴾ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّـهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل يقصد الله آدم؟ بقول الله تعالى:
    {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ ﴿١٢﴾ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ﴿١٣﴾ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّـهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم والجواب: بل يقصد الإنسان من ذريّة آدم عليه الصلاة والسلام، كون ذريّة آدم تمّت بداية خلقهم مع أبيهم آدم عليه الصلاة والسلام، وقال الله تعالى: {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} صدق الله العظيم [النجم:32].

    فانظروا لبدء النشأة للإنسان المنويّ:
    {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} صدق الله العظيم؛ ولكن نشأتنا الأولى هي نشأة الإنسان المنوي، فأنطقهم الله بمنطق الفِطرة التي فطر الناس عليها، وقال لهم: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} صدق الله العظيم [الأعراف:172].

    وتلك هي صبغة الله التي فطر الناس عليها فكانوا جميعاً مؤمنين بربّهم لا يشركون به شيئاً، وهذه الأمم التي أنطقها الله كانوا بالصلب بالظهر، وأخذ الله من هذا العالم المنويّ العهد الأزلي، وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ ﴿١٧٢أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ ۖ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ﴿١٧٣وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿١٧٤} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وذلك الميثاق أعطاه لكل إنسانٍ منويٍّ في ذلك اليوم حين خاطبهم الله، وقال لهم
    {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا}. بمعنى أنّهم شهدوا أنّ الله ربّهم وخالقهم لا إله إلا هو وحده لا شريك له، وكان الإنسان المنويّ مُبصراً للهدف الذي خُلق من أجله، أن يعبد الله وحده لا شريك له. تصديقاً لقول الله تعالى: {صِبْغَةَ اللَّـهِ ۖ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ صِبْغَةً ۖ وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ ﴿١٣٨} صدق الله العظيم [البقرة]؛ أي فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل للهدف الذي خلقهم الله من أجله، وقال الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٣٠} صدق الله العظيم [الروم]؛ بمعنى أنّ الله خلقهم ليعبدوه وحده لا شريك له، تصديقاً لقول الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّـهِ} صدق الله العظيم؛ أي لا تبديل للهدف الذي خلقهم الله من أجله، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦} صدق الله العظيم [الذاريات].

    ونأتي لتذكّر الإنسان هذا العهد الأزلي يوم القيامة، وقال الله تعالى:
    {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ الذِّكْرَىٰ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [الفجر]، فيتذكّر حتى هذا العهد الأزلي القديم، ولذلك قال الإنسان المُعرِض عن ذكر ربه: {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا﴿١٢٥} صدق الله العظيم [طه]، وإنّما ذلك حين تذكّر الإنسان حتى العهد الأزلي فوجد أنّه كان مؤمناً بربّه لا يشرك به شيئاً، ولذلك قال {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا} صدق الله العظيم. أي بصيراً حين فطرة الله عند بدء الخلق، ولكن الحجّة عليه هي بعدما أقام الله عليه الحجّة من بعد أن أنجبته أمّه وبلغ رشده ثم أعرض عن ذكر ربّه، وقال الله تعالى: {مَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ ﴿١٢٤﴾ قَالَ ربّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا ﴿١٢٥﴾ قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ ﴿١٢٦﴾ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ ربّه ۚ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَىٰ ﴿١٢٧﴾} صدق الله العظيم [طه].

    ولربّما يودّ أحد السائلين أن يقاطعني فيقول: "يا أخي إنّما يقصد أنّ الإنسان كان بصيراً في هذه الحياة من بعد ولادته وبلوغ رشده فأعرض عن ذكر ربّه". ومن ثمّ يردُّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: اسمع هداك الله، فلا ينبغي أن يكون هناك أيّ تناقضٍ في كتاب الله القرآن العظيم، فانظر لقول الله تعالى:
    {وَمَن كَانَ فِي هَـٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا ﴿٧٢} صدق الله العظيم [الإسراء].

    إذاً فالمعرضون عن ذكر ربّهم قد تذكّروا عهدهم لربّهم في الأزل القديم يوم تمّ خلقهم جميعاً من طين، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ ﴿١٧٢أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ ۖ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ﴿١٧٣وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿١٧٤} صدق الله العظيم [الأعراف].

    اقتباس المشاركة :
    الكتب "تفسير البغوي" سورة طه. تفسير قوله تعالى " قال ربّ لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا "إظهار التشكيل|إخفاء التشكيل. مسألة: الجزء الخامس التحليل الموضوعي: {قال ربّ لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا ( 125 ) قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ( 126 ) وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربّه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى ( 127 )}


    ( قال ربّ لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا ) بالعين أو بصيرا بالحجّة. ( قال كذلك ) أي : كما ( أتتك آياتنا فنسيتها ) فتركتها وأعرضت عنها، ( وكذلك اليوم تنسى ) تترك في النار. قال قتادة : نسوا من الخير ولم ينسوا من العذاب. ( وكذلك ) أي وكما جزينا من أعرض عن القرآن كذلك ( نجزي من أسرف ) أشرك، [ص: 302] ( ولم يؤمن بآيات ربّه ولعذاب الآخرة أشد ) مما يعذبهم به في الدنيا والقبر، (وأبقى) وأدوم .
    انتهى الاقتباس

    وانظروا لتفسير "القدير"
    اقتباس المشاركة :
    قال ربّ لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا (في الدنيا )125 قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى (126)
    انتهى الاقتباس

    وانظروا لتفسير "القرطبي"
    اقتباس المشاركة :
    قال ربّ لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا (125)
    { قال ربّ لم حشرتني أعمى } أي بأي ذنب عاقبتني بالعمى { وقد كنت بصيرا } أي في الدنيا وكأنه يظن أنه لا ذنب له وقال ابن عباس و مجاهد: أي { لم حشرتني أعمى } عن حجتي { وقد كنت بصيرا } أي عالما بحجتي القشيري: وهو بعيد إذ ما كان للكافر حجة في الدنيا. قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى.
    انتهى الاقتباس
    ومن ثم نقول لهم غفر الله للذين فسّروا القرآن بالظنِّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً، فلو تركوا تفسير هذه الآية حتى يأتي زمن تفسيرها الحقّ حين يكتشف الناس أنّهم كانوا موجودين أُمّةً في ظهر أبيهم آدم وأخذ الله منهم العهد الأزلي، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ ﴿١٧٢أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ ۖ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ﴿١٧٣وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿١٧٤} صدق الله العظيم [الأعراف].

    ولكنّ الذين يقولون على الله ما لا يعلمون أفتوا أنّه كان بصيراً بعد أن ولدته أمُّه وبلغ رشده! وسرعان ما تُقام عليهم الحجّة أنّهم جعلوا تناقضاً في كتاب الله القرآن العظيم بسبب تفسيرهم الظنّي، كونه سوف يناقض تفسيرهم قول الله تعالى:
    {وَمَن كَانَ فِي هَـٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا ﴿٧٢} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ألا يناقض ذلك تفسيرهم أنّه بصيرٌ في الدنيا كما قال البغوي وغيره؟
    اقتباس المشاركة :
    {قال ربّ لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا [أي في الدنيا](125) قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى (126)} [طه]
    انتهى الاقتباس
    فاتّقوا الله يا معشر الذين يفسّرون كلام الله بالظنِّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً! ولكنّ الإمام المهدي يأتي لكم بالبرهان من ذات القرآن بآيات محكمات بيِّنات لعالمكم وعامة المسلمين، ويفصّل الآيات تفصيلاً بآيٍات أخرى، ولا آتيكم بشيءٍ من عندي بقول الظنّ بل بالبرهان الذي من عند الله لا شكّ ولا ريب، فمتى يا قوم سوف تميِّزون بين الحقّ والباطل؟ ألا والله لن تجدوا من يفسِّر القرآن جميعاً بالحقّ غير الإمام المهدي في كافّة علماء المسلمين وإنّا لصادقون، وبما أنّي أنطق بالحقّ في كل مرّةٍ فأغلِب الممترين وأقيم عليهم الحجّة بالحقّ حتى يهتدوا إلى الحقّ أو يُعرضوا عنه بعدما تبيَّن لهم أنّ ناصر محمد اليماني ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيم.

    وربّما يودّ أن يقاطعني الكسالى عن القراءة فيقولون ولكن بياناتك طويلة يا ناصر محمد اليماني، ولذلك لا نقرأ إلّا جزءًا من البيان ونترك الباقي، ومن ثمّ يردُّ عليهم الإمام المهدي وأقول ما أمرنا الله أن نقوله لأمثالهم:
    {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ﴿٦٧﴾ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ﴿٦٨﴾} صدق الله العظيم [ص]. ألا والله لو وجِد الشغف الشديد في قلوبكم للبحث عن الحقّ إنّكم لن تملّوا التدبّر والتفكّر في البيان الحقّ للقرآن العظيم.

    ويا قوم، إنّ الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني ليس مجرد عالم دين؛ بل خليفة الله ابتعثه الله ليفصّل لكم آياته لعلكم ترجعون إلى الحقّ وتتّقون، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿١٧٤} صدق الله العظيم [الأعراف].

    ويا أمّة الإسلام يا حُجّاج بيت الله الحرام، إلى متى سيستمر إعراضكم عن اتّباع الحقّ من ربّكم؟ وما دعوناكم إلى كتابٍ جديدٍ بل اتّباع القرآن المجيد لنهديكم إلى صراط العزيز الحميد، فهل أنتم مؤمنون بالقرآن العظيم أم أنّه طال عليكم الأمد منذ نزول القرآن فقست قلوبكم؟ وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّـهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴿١٦} صدق الله العظيم [الحديد]، وإنّما يخاطبكم الله أنتم يا مُسلمي اليوم، أيّها المؤمنون بالقرآن العظيم اليوم لكونه طال عليكم الأمد لبعث المهدي المنتظر منذ نزول القرآن العظيم كما طال على أهل الكتاب الأمد لبعث النبي الأمي منذ نزول التوراة والإنجيل فقست قلوبهم عن ذِكر ربّهم فلا تكونوا أمثالهم، فلتخشع قلوبكم للبيان الحقّ للقرآن العظيم.

    ويا عجبي الشديد فهل الأوتاد أعظم أم قلوب العبيد؟ وقال الله تعالى:
    {لَوْ أَنزَلْنَا هَـٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّـهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿٢١هُوَ اللَّـهُ الَّذِي لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۖ هُوَ الرَّحْمَـٰنُ الرَّحِيمُ ﴿٢٢هُوَ اللَّـهُ الَّذِي لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّـهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٢٣هُوَ اللَّـهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٢٤} صدق الله العظيم [الحشر].

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمد للهِ ربِّ العالمين ..
    عبد الله والخليفة في الأرض الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمن الرحيم
    ﴿ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾
    [الإسراء:٥٧] صدق الله العظيم
    ۞ خلاصة دعوة الإمام المهدي ناصر محمد ۞
    * الرحمن خلق الإنسان علمه البيان * {إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا}..* الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً * سؤال وجواب لأولي الألباب * وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ * عاجل إلى أحباب الله.. * ن والقلم وما يسطرون * نسف فتنة المسيح الدجال * كوكب النار سقر
    ۞الكتب الإلكترونية لموسوعة بيانات الإمام ناصر محمد۞ * يا حسرة على العباد.. * ردّ المهدي المنتظر إلى الذي ينكر أن رضوان الله النّعيم الأكبر * قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ * اضغط للبحث عن بيان للقرآن لآية تريد تأويلها الحق
    ۞ ولم يفرض الله على عبيده أن لا يرضوا حتى يكون راضياً في نفسه لهُ الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ۞
    ! هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ !
    ** إنّ الحبّ ينقسم إلى قسمين.. **
    *** هدف الشيطان في نفس الرحمن من محكم القرآن وبيان هدف الإمام المهدي في نفس الرحمن، هدفان متناقضان تماماً ***
    ۞۞۞ الحقوق لجميع المسلمين في أقطار الأرض ۞۞۞

  3. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 5552 من موضوع سؤال وجواب لأولي الألباب..

    ( سؤالٌ وجوابٌ لأولي الألباب )

    لماذا تُطيل البيان أيّها الإمام المهديّ ناصر مُحمد اليمانيّ؟

    ويا معشر الأنصار المُكرمين ويا معشر الزوار الباحثين عن الحقّ، اعذروا المهديّ المُنتظَر حين يطيل البيانات بالحقّ فإنه نبأ عظيم فوجب علينا أن نفصِّل الكتاب تفصيلاً، ولا ينبغي للمهدي المُنتظَر الحقّ من ربّكم أن يأتي بالتفصيل من عنده؛ بل أنزل الله إليكم الكتاب مُفصلاً، وإنما نأتيكم بالتفصيل من ذات مُحكم التنزيل من ذي القول الثقيل لعلكم تتفكرون، فكونوا من أولي الألباب من الذين يتدبرون آيات الكتاب فلا تصدقوا المُفترين الذين يقولون على الله ما لا يعلمون أنه لا يعلمُ بتأويل القرآن إلا الله فذلك افتراء على الله ولم يقل الله ذلك سُبحانه، فويلٌ للذين يقولون على الله مالا يعلمون. ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد فطاحلة عُلماء الشيعة والسنة ويقول: "مهلاً مهلاً أيّها الكذاب الأشر ولستَ المهديّ المُنتظَر مُحمد بن الحسن العسكري ولستَ المهديّ المُنتظَر مُحمد بن عبد الله فكيف تنكر قول الله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} صدق الله العظيم [آل عمران:7]".

    ومن ثمّ يردّ على كافة عُلماء الشيعة والسنة المهديّ المُنتظَر الحقّ من ربّهم ناصر مُحمد اليمانيّ وأقول؛ بل المُتشابه فقط من القرآن وهو ليس إلا بنسبة عشرة في المائة أو أقل من ذلك وأما آيات الكتاب المُحكمات التي جعلهن الله هُنّ أم الكتاب فجميعها آيات بينات ليتذكر أولوا الألباب وقال الله تعالى:
    {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].

    والإمام المهديّ لا يحاجكم إلا بالآيات المُحكمات التي يفقهها عالمكم وجاهلكم فيخرس بالحقّ ألسنتكم علكم تهتدون..
    ________________


    ما هي الكلمات التي تلقاها آدم عليه السلام ؟ وكيف تلقاها؟

    قول الله تعالى :{فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن ربّه كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} صدق الله العظيم [البقرة:37].

    وسوف تجد الكلمات المقصودة بالضبط هي في قول الله تعالى:
    {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:23].

    وأما كيف تلقى هذه الكلمات وسوف نفتيك بالحقّ أنه تلقاها بوحي التَّفهيم إلى القلب ليقولا ذلك. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ} صدق الله العظيم [الشورى:51].

    فأما البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا} صدق الله العظيم، أي ما كان للإنسان أن يكلمه الرحمن جهرةً إلا وحياً، ويقصد وحي التَّفهيم إلى القلب بالإلهام. مثال قول الله تعالى:
    {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:79].

    وأما قول الله تعالى : {أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ} صدق الله العظيم، ويقصد بوحي التكليم من وراء حجاب مثال قول الله تعالى:
    {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:164].

    وأما البيان لقول الله تعالى: {أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ} صدق الله العظيم، ويقصد جبريل المُرسل من ربّ العالمين إلى من يصطفي ويختار. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ﴿١٩﴾ ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ﴿٢٠﴾ مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ(21)} صدق الله العظيم [التكوير].

    وتبين لكم أن الوحي من الله بثلاث طرق وهي:
    1- وحي التَّفهيم مباشرةً من الرب إلى القلب.
    2- وحي التكليم من وراء حجاب.
    3- أو إرسال جبريل عليه الصلاة والسلام. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ} صدق الله العظيم [الشورى:51].
    _______________


    من هو العبد الأواب ؟

    فأنيبوا إلى ربّكم يا عباد الله ليهدي قلوبكم فإن الله يهدي القلوب المُنيبة. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴿٣١﴾ هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ﴿٣٢﴾ مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ ﴿٣٣﴾ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ﴿٣٤﴾ لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} صدق الله العظيم [ق].

    فهل تعلمون من هو الأواب ؟! إنه ذلك العبد الذي تاب إلى ربّه وأناب ليغفر الله له ذنبه فيهدي قلبه فيُكَرِّه إليه الكفر والفسوق والعصيان. وقال الله تعالى:
    {رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ ۚ إِن تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:25].

    وذلك لأن الله لا يُغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} صدق الله العظيم [الرعد:11].
    __________


    - من هو الإنسان الذي علّمه ربّه البيان؟ وهل الإنسان كلمة عمومية تُطلق على كل الناس أم هي تخُص إنساناً بعينه؟

    ويا أسد بني هاشم الذي يُجادلني بالقرآن، إليك سؤال المهديّ المُنتظَر وبما أنك تُريدُ أن تجعل ذِكْرَ الإنسان في القرآن هو بشكلٍ عامٍ فهل يمكن أن يكون يقصد الله رسوله في قول الله تعالى:
    {خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ} صدق الله العظيم [النحل:4].

    ونعلم جوابك أنه يقصد فقط الكُفار بالحقّ، ونستنتج من ذلك أن ذكر الإنسان يقصد بها التخصيص وليس العموم لأننا لو نطبقها على العموم لشمل هذا القول جميع الأنبياء والمُرسلين في قول الله تعالى:
    {خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ} صدق الله العظيم [النحل:4].

    إذاً يقصد الكافر فقط المُنكر للحقّ من ربّه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ ۖ قَالَ مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} صدق الله العظيم [يس:78].

    وكذلك قول الله تعالى: {خَلَقَ الْإِنسَانَ ﴿٣﴾ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ(4)} صدق الله العظيم [الرحمن].

    فهو لا يقصد أنه علم الناس أجمعين البيان؛ بل يقصد إنساناً واحداً علّمه البيان الشامل للقرآن العظيم فيُعلمكم بالقلم ما لم تكونوا تعلمون، وذلك لأنه يخاطبكم بالقلم الصامت بالبيان الحقّ للقرآن في عصر الحوار من قبل الظهور إلى أجلٍ مُسمى. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴿٣﴾ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿٤﴾ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ(5)} صدق الله العظيم [العلق].

    فإذا أردت أن تطبق هذه الآية على الرسول عليه الصلاة والسلام ولكنه أمّيٌّ ولم يعلّمه الله بالقلم؛ بل علمه جبريل عليه الصلاة والسلام. إذاً فمن هو الإنسان المقصود بالضبط؟ وتجد رمز الجواب في قول الله تعالى:
    {ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} صدق الله العظيم [القلم:1].

    وهُنا تجد أن الله أقسم لنبيه بحرف من حروف اسم الإنسان الذي سوف يعلمه البيان الحقّ للقرآن حتى يتبين للناس أجمعين أن مُحمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس بمجنون؛ بل جاء بالحقّ من ربّ العالمين فيتم الله بالإنسان الذي علمه البيان الشامل للقرآن فيتم الله به نوره ولو كره المُجرمون ظهوره..
    __________


    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    {وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}
    صدق الله العظيم [الأعراف:52]
    ـــــــــــــــــــ

    سـ1: فماهي الفتوى بالحقّ عن سبب دخول أهل النار في النار فهل ظلمهم الله أم إنهم ظلموا أنفسهم؟
    جـ1: وقال الله تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالحقّ ۗ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعَالَمِينَ} [آل عمران:108].

    {وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَٰكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [آل عمران:117].
    {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ} [هود:101].
    {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَٰكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [يونس:44].
    {أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ ۚ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [التوبة:70].
    {كَذَٰلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [النحل:33].
    {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:49].

    سـ2: اللهم أفتني وعبادك، فهل أمرت عبادك أن يتبعوا الدُعاة الاتّباع الأعمى أم أمرتهم أن يستخدموا عقولهم؟
    جـ2: وقال الله تعالى:
    {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:36].

    سـ3: اللهم أفتني وعبادك عن سر الهُدى للذين اهتدوا إلى الصراط المُستقيم في عصر بعث الأنبياء وفي عصر بعث المهديّ المُنتظَر؛ فهل سبب هُداهم أنهم استخدموا عقولهم أم أنك أنت من هديتهم من غير سببٍ من عند أنفسهم؟
    جـ3: قال الله تعالى: {فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ(18)} صدق الله العظيم [الزمر].

    سـ4: فبما أنك ربّي لم تهدي إلى الحقّ إلا الذين يستخدمون العقل والمنطق الفكري فهل هذا يعني أن سبب دخول أهل النارِ النار هو لأنهم لم يستخدموا عقولهم؟
    جـ4: قال الله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:179].

    سـ 5: اللهم أفتني وعبادك من هم أشَرُّ الدواب في الكتاب؟
    جـ 5: قال الله تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال:22].

    سـ6: فهل يا إله العالمين قد أدرك أهل النار عن سبب دخولهم النار أنهُ كان بسبب الإتباع الأعمى وعدم استخدام العقل؟
    جـ6: قال الله تعالى: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} صدق الله العظيم [الملك:10].

    سـ7: اللهم أفتني وعبادك، فهل لعبادك الخيرة أن يصطفوا خليفتك من دونك؟
    جـ7: قال الله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [القصص:68].

    سـ8: اللهم أفتني وعبادك، هل تهدي من تشاء أنت وتضل من تشاء أنت سُبحانك؟
    جـ8: قال الله تعالى: {أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [التوبة:70].
    {وَأَنِيبُوا إِلَىٰ ربّكم وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن ربّكم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} صدق الله العظيم [الزمر].

    سـ9: فهل هذا يعني أنك سُبحانك تهدي إليك من يُنيب إليك من عبادك طالباً الهُدى؟
    جـ9: قال الله تعالى: {اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ} صدق الله العظيم [الشورى:13].

    سـ10: اللهم أفتني وعبادك عن حُجتك على عبادك وعن حُجة عبادك عليك؟
    جـ10: قال الله تعالى: {قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ} [الأنعام:149].
    {وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿١٥٥﴾ أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ﴿١٥٦﴾ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ ۚ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن ربّكم وَهُدًى وَرَحْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام].

    سـ11: اللهم أفتني وعبادك، فهل أمرتنا أن نتبع ذكرك وأمرتنا أن نكفر بما خالف لمُحكم ذكرك المحفوظ من التحريف؟
    جـ11: قال الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} صدق الله العظيم [آل عمران:103].

    سـ12: فما هو حبلك يا إلهي الذي أمرتنا أن نعتصم به ونذر ما خالف لمُحكمه؟
    جـ12: قال الله تعالى: {يَا أيّها النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن ربّكم وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا(175)} صدق الله العظيم [النساء].

    سـ13: اللهم أفتني وعبادك، فهل للصدق برهان؟
    جـ13: قال الله تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:111]

    سـ14: فما هو البرهان لصدق الداعية يا أرحم الراحمين؟
    جـ14: قال الله تعالى: {يَا أيّها النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن ربّكم وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا(175)} صدق الله العظيم [النساء].

    سـ15: إذاً يا إلهي قد تبين لعبدك وعبادك جميعاً أنّ الحُجة الداحضة للباطل هي في آياتك البينات في مُحكم كتابك.
    جـ15: قال الله تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالحقّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٦﴾ وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴿٧﴾ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا ۖ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ(8)} صدق الله العظيم [الجاثية].

    سـ16: فهل يا إله العالمين خطابك في الذكر هو لمُحمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- بشكل خاصٍّ أم إنك تُخاطب به العالمين أجمعين؟
    جـ16: قال الله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ(18)} صدق الله العظيم [التكوير].

    سـ17: اللهم أفتني وعبادك فهل أنزلت في كتابك آياتٍ بيناتٍ للعالم والجاهل لكل ذي لسانٍ عربيٍّ مُبينٍ؟
    جـ17: قال الله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الزخرف:3].
    {وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا ۚ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ} [الرعد:37].
    {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:99].

    سـ18: فهل أمرتنا أن نتبع آياتٍ الكتاب المُحكمات البينات للعالم والجاهل وآياتٍ أخرى أمرتنا بالإيمان بها فقط؟
    جـ18: قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].

    سـ19: فهل يا إلهي أمرتنا أن ما وجدناه جاء مُخالفاً لمُحكم ذكرك أن نكفر به ونتبع ذكرك المحفوظ من التحريف القُرآن العظيم؟
    جـ19: قال الله تعالى: {إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ} صدق الله العظيم [يس:11].

    سـ20: وإذا لم يتبعوا الداعي إلى اتّباع ذكرك المحفوظ من التحريف القرآن العظيم فما هو السبيل لإقناعهم؟
    جـ20: قال الله تعالى: {إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} صدق الله العظيم [الشعراء:4].

    سـ21: فما هي هذه الآية المنتظرة يا أرحم الراحمين؟
    جـ21: قال الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ} صدق الله العظيم [الدخان:10].

    سـ22: فماذا في الدخان المبين يا أرحم الراحمين؟
    جـ22: قال الله تعالى: {يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم [الدخان:11].

    سـ23: وماذا سوف يقولون حين يرون عذاب الله في الدُخان المبين يا علام الغيوب؟
    جـ23: قال الله تعالى: {رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الدخان:12].

    سـ24: وهل سوف تكشف عنهم العذاب حتى حين ليتبعوا هذا القرآن العظيم الذين هم عنه مُعرضون؟
    جـ24: قال الله تعالى:
    {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ} صدق الله العظيم [الدخان].


    سـ25: فهل يا إله العالمين هذا القرآن هو البصيرة فقط لمن تنزل عليه مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ أم إنك جعلته كذلك بصيرةً لمن اتبع مُحمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟
    جـ25: قال الله تعالى: {قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} صدق الله العظيم [يوسف:108].

    س26: ومن كذب بالجواب من مُحكم الكتاب في هذا البيان فهل كذب مُحمداً وناصر مُحمدٍ عليهما الصلاة والسلام وجميع المؤمنين أم إنهم كذبوا بقول ربّ العالمين؟
    جـ26: قال الله تعالى: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:33].

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد عُلماء المُسلمين أو من أمتهم فيقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر مُحمد اليمانيّ، ولكننا نحن المُسلمون لن يُعذبنا الله ما دام العذاب هو بسبب الكفر بالكتاب وذلك لأننا نحن المُسلمون بالقرآن العظيم مؤمنون". ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام ناصر مُحمد اليمانيّ وأقول: إذاً فلماذا تعرضون عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله واتّباعه؟ فلبئس ما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين بأن تعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله فيما كنتم فيه تختلفون، وذلك لأنكم اتبعتم ملة طائفةٍ من أهل الكتاب حتى ردوكم من بعد إيمانكم كافرين فقلتم كمثل قولهم سمعنا وعصينا. وقال الله تعالى:
    {قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ ۚ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُم بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:93].

    وقال الله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ؛ بل يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۚ وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴿٦٤﴾ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴿٦٥﴾ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن ربّهم لَأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ۚ مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ ﴿٦٦﴾ يَا أيّها الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴿٦٧﴾ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن ربّكم ۗ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۖ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ(68)} صدق الله العظيم [المائدة].
    ـــــــــــــــــــــــ

    - ما هو وعد الله لعباده في الكتاب؟
    فيدعونه مُخلصين له الدين إذاً لأجابهم تصديقاً لوعد الله المُطلق لعبادة في مُحكم كتابه: {وَقَالَ ربّكم ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} صدق الله العظيم [غافر:60].

    - ما هو سبيل النجاة من العذاب وكشفه عنهم إذا حل بهم؟
    كما سوف تفعل أمة المهديّ المُنتظَر الذين علمهم كيف يستطيعون أن يكشفوا عذاب الله إذا حل بهم وهو أن ينيبوا إلى ربّهم فيدعونه حين وقوع العذاب فيقولون:
    {رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الدخان:12].

    ومن ثم تأتي الإجابة من الله:
    {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} صدق الله العظيم [الدخان:15].

    - ماذا ننفق وما هي أعظم صدقة؟
    ويا حبيبَ المهديّ المُنتظَر الحسين بن عُمر تذكر قول الله الواحدُ القهار في مُحكم الذكر أنه يتقبل العفو منا حتى عن شياطين البشر الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكُفر. وقال الله تعالى:
    {وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم [المائدة:13].

    وعليه فإني أشهدُ الله الواحدُ القهار أني قد عفوت عن الذي كان يُسمي نفسه الناصر للإمام ناصر مُحمد وعفوت عنه لكي يزيدني ربّي بحبه وقربه وذلك من أعظم الإحسان في الكتاب نفقة العفو. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:219].

    وليس معنى ذلك أني أستغفر الله لهم، فكيف يغفر الله لهم ما لم يغيروا ما بأنفسهم فيتوبوا إلى ربّهم، وإنما أعفو عنهم في حقي لوجه الله ليزيدني بحبه وقربه عسى الله أن يعفو عنهم فيهديهم إن ربي على كل شيءٍ قدير.

    - هل العفو دائماً أبداً من صفات الإمام ناصر مُحمد اليمانيّ في أي شيء؟
    صحيح أن الإمام المهديّ لمن أشد الناس حُلماً في العالمين ولكني من أشدُ الناس غضباً إذا انتهكت محارم الله وتمّ التعدي على حدود الله بظلم الإنسان أخيه الإنسان فوالله الذي لا إله غيره ليجدوا الإمام المهديّ ناصر مُحمد اليمانيّ شخصيةً أُخرى ذا بأسٍ شديدٍ ويضرب بيدٍ من حديد فلا أُبالي على أي جنب كان في الله مصرعي، فلا يغرنكم حلمي وإنما نعفو في الأذى والسبّ والشتم وأما أن أعفو في حدٍّ من حدود الله فهيهات هيهات.. ومن تعدى حدود الله فقد ظلم نفسه، ولكن لا يزال الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر على قدر جُهد الإمام المهديّ حسب ما مكنّي فيه ربي إلى حد الآن ولا يُكلف الله نفساً إلا وسعها تصديقاً لقول الله تعالى:
    {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} صدق الله العظيم [الحج:41].

    - أيها الإمام ناصر مُحمد اليمانيّ أفتنا في القلب وفي العقيدة الصحيحة في أمر القلب وتقلبه، وما هو المطلوب من كل عبدٍ عند الدعاء أن يعتقد؟
    البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:28].

    أي كاذبون في العقيدة وليس في القول وذلك لأنهم لم يقولوا بألسنتهم قولاً وهم ينْوون في قلوبهم العودة إلى ما كانوا يعملون حاشا لله ربّ العالمين فليس ذلك من العقل والمنطق في شيء، فكيف أنهم في نار جهنم وقودها الحجارة يصطرخون من الحريق ثم يكذبون على ربهم؟ كلا ورب العالمين أن ليس في قلوبهم أي نية للكذب على الله؛ بل إنهم يريدون فعلاً من ربّهم أن يرجعهم إلى الدُنيا ليعملوا غير الذي كانوا يعملون، وإنما عقيدتهم كاذبة فهي ليست عقيدة حقّ فلا بد لهم أن يعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه ولذلك فإن الهُدى هُدى الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال:24].

    فحذار يا معشر الأنصار أن توقنوا أنكم لن تضلوا عن الهُدى بعد أن علمتم أن البيان الحقّ للقرآن العظيم أنه بيان الإمام ناصر مُحمد اليمانيّ فإن فعلتم فسوف يزيغ الله قلوبكم حتى تعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه؛ بل الحقّ أن تقولوا يا معشر الأنصار السابقين الأخيار:
    {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ﴿٨﴾ رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ(9)} صدق الله العظيم [آل عمران].
    _____________


    س1: يا أيّها الإمام ناصر مُحمد اليمانيّ فهل تنفع التوبة والإيمان بالله لمن مات وهو من الكافرين أو لمن مات من المؤمنين وهو لم يتب إلى الله متاباً من كبائر الإثم والفواحش؟ ونرجو فتواك مُباشرةً من مُحكم القرآن العظيم.
    والجواب من الإمام المهديّ ناصر مُحمد اليمانيّ وأقول قال الله تعالى: {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ} صدق الله العظيم [النساء:127]. وإليكم الإجابة بالفتوى الحقّ من ربّ العالمين:
    {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَٰئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴿١٧﴾ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}
    صدق الله العظيم [النساء].

    سـ2: يا أيّها الإمام ناصر مُحمد اليمانيّ فهل هذا يعني أن الله قد حكم عليهم حُكماً نهائياً بالخلود في نار جهنم إلى مالا نهاية وعليهم أن يستيئسوا من رحمة الله؟
    جـ2: {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴿١٠٢﴾ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ۚ ذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ ﴿١٠٣﴾ وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَّعْدُودٍ ﴿١٠٤﴾ يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ ﴿١٠٥﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ﴿١٠٦﴾ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ(107)} صدق الله العظيم [هود].

    سـ3: يا أيّها الإمام ناصر مُحمد اليمانيّ فهل لو اعتقدنا أن الله لا ينبغي لهُ أن يغفر لهم فيرحمهم أبداً فهل هذا الاعتقاد يتعارض مع الإيمان بصفة قدرة الله المُطلقة نظراً لقول الله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ} صدق الله العظيم [هود:107]؟
    جـ3: {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} صدق الله العظيم [المائدة:40].

    سـ4: إذاً فإذا أفتينا أهل النار أنه لا يمكن أن يُخرجهم الله من النار أبداً فقد أفتيناهم باليأس المُطلق من رحمة الله وتعدينا على صفة قدرة الله المُطلقة لأن الله على كُل شيءٍ قديرٌ فعالٌ لما يُريد لا يُسئل عمَّ يفعل، ولكن فهل يمكن أن يرحمهم الله من ذات نفسه أم لا بُد من السبب أن يأتي من عند أنفسهم حتى يرحمهم ربّهم إن يشاء وهو الغفور الرحيم؟
    جـ4: {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [النمل:62].
    وقال الله تعالى: {وَقَالَ ربّكم ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} صدق الله العظيم [غافر:60].

    سـ5: مهلاً مهلاً أيّها الإمام ناصر مُحمد اليمانيّ فهل معنى هذا أن الله لا يغلق باب الدُعاء عن عبيده الكافرين في الآخرة؟
    جـ5: {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:47].

    سـ6: فهل الله استجاب دعوتهم فرحمهم وأدخلهم جنته؟
    جـ6: {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:49].
    تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقَالَ ربّكم ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} صدق الله العظيم [غافر:60].

    سـ7: ولكن أيّها الإمام ناصر مُحمد اليمانيّ أفلا تفتينا من هم هؤلاء الكفار الذين هم على الأعراف بين الجنة والنار ودعوا ربّهم أن لا يجعلهم مع أهل النار فاستجاب لهم؟ فلماذا لم يجعلهم من قبل مع أهل النار؟
    جـ7: {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15].

    سـ8: أيّها الإمام فهل هؤلاء الذين دعوا ربّهم فاستجاب لهم من الكفار الذين ماتوا قُبيل مبعث رُسل الله إلى قراهم؟
    جـ8: {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:165].

    سـ9: إذاً إن لهم حُجة على ربّهم كونهم من الذين ماتوا قبل أن يأتيهم رُسول من ربّهم كمثل والد مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو مُؤكد أنه من أهل الأعراف الذين استجاب الله دعوتهم فلم يُعذبهم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15]. والسؤال الذي يطرح نفسه هو فهل هذا يعني أن كذلك لو يدعون ربّهم الكفار الذين أقيمت عليهم الحُجة بمبعث الرُسل فهل يحق لهم أن يدعوا الله كما دعاه هؤلاء فاستجاب لهم؟
    جـ9: {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا ربّكم يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ(50)} صدق الله العظيم [غافر].

    سـ10: فأين الفتوى للكفار أصحاب النار أن يدعوا ربّهم في هذه الآية؟
    جـ10: {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} صدق الله العظيم [غافر:50].

    سـ11: فما هو البيان لقول الله: {وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} صدق الله العظيم؟ فهل هذا لأنهم يدعون غير الله ليشفعوا لهم عند ربّهم ليخفف عنهم يوم من العذاب؟
    جـ11: {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا ربّكم يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم [غافر:49].

    سـ12: إذاً ضلالهم لأنهم يدعون غير الله، فهل استجاب لهم ملائكة الرحمن المُقربين؟
    جـ12: {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ﴿١٣﴾ لَهُ دَعْوَةُ الحقّ ۖ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ ۚ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ(14)} صدق الله العظيم [الرعد].
    وقال الله تعالى: {قُلْ مَن ربّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ ۚ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا ۚ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ ۗ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ ۚ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} صدق الله العظيم [الرعد:16].

    سـ13: فما دام الملائكة لم يجرؤوا أن يلبوا دُعاء الكفار من أصحاب النار فهل يعني هذا أن ملائكة الرحمن لم يجرؤوا أن يخاطبوا ربّهم ليخفف عن أصحاب النار يوماً من العذاب برغم أنهم ملائكة الرحمن المُقربين؟ فهل يعني هذا أنه لا ينبغي لهم أن يخاطبوا ربّهم في شأن أصحاب النار ليخفف عنهم يوماً من العذاب؟
    جـ13: {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {فَمَن يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا} صدق الله العظيم [النساء:109].

    سـ14: إذاً فلا يحقُّ لعبدٍ أن يُجادل الله في عباده يوم القيامة حتى ولو يُريد أن يسأله بحقِّ رحمته؛ بل يحقُّ للعبيد أن يقولوا ما قاله رسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام: {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة:118]، بمعنى أن العبد ليس بأرحم بالعبيد من الله أرحم الراحمين؛ بل كما قال رسول الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام: {فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ۖ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [إبراهيم:36]، فليس عبدك أرحم بعبادك منك؛ بل أنت ربّهم أرحم بهم من عبدك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين، وبما أن ملائكة الرحمن المُقربين خزنة جهنم قالوا لأصحاب النار: {قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} صدق الله العظيم [غافر:50]، بمعنى أن يدعوا ربّهم لأن دُعاءهم لعبيده من دونه ليشفعوا لهم عند ربّهم الذي هو أرحم بهم من عبيده يعتبر في ضلالٍ مُبينٍ كون ذلك نُكران لصفة رحمة الله في نفسه أنهُ أرحم الراحمين فكيف يتشفعون بمن هم أدنى رحمةً من الله أرحم الراحمين، ولذلك دُعاؤهم لعبيده من دونه في ضلالٍ. ولذلك قال ملائكة الرحمن لأصحاب النار {قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} صدق الله العظيم [غافر:50]، أي فادعوا الله أرحم بكم من عبيده ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين ولم يفقه ذلك أصحاب النار.
    والسؤال الذي يطرح نفسه هو فلو دعوا ربّهم فهل يحقّ لهم أن يدعوه بأن يخرجهم فيعيدهم إلى الدُنيا ليعملوا غير الذي كانوا يعملون؟ فهل ذلك الدُعاء حُجة لهم على ربّهم فيجيبهم؟

    جـ14: {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:165].

    سـ15: إذاً فلن يجيبهم الله كون ذلك الدُعاء ليس حُجة لهم على ربّهم؛ بل الحُجة لله عليهم بعد أن أرسل إليهم رُسله فكذبوهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:165]. والسؤال الذي يطرح نفسه بالضبط هو فما هو الدُعاء الذي يكون فيه حُجةً لهم على ربّهم؟
    جـ15: {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ}، بل يقولون: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:23].

    سـ16: فهل حُجة العبيد على الربّ المعبود يوم القيامة هي رحمته التي كتب على نفسه ومن لم يؤمن بذلك فقد خسر نفسه ولن يجد له من يرحمه من بعد الله شيئاً؟
    جـ16: {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۚ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:12].

    سـ17: الآن بيِّن لنا لماذا قال الكافرون: {فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} صدق الله العظيم [الأعراف:53].
    جـ17: وذلك لأنهم من رحمة الله يائسون ويعتقدون أنه لا يوجد حلٌّ إلا أن يشفع لهم عباد الله المُقربون أو يعيدهم الله إلى الدُنيا ليعملوا غير الذي كانوا يعملون. إذاً فهم من رحمة الله يائسون ولذلك لم يسألوا ربّهم رحمته التي كتب على نفسه ويقولون إنك على كُل شيءٍ قدير. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} صدق الله العظيم [المائدة:40].
    _______________



    وسوف نجعل السائل إفتراضي بوش الأصغر والمُجيب اليماني المُنتظر


    ســ1 بوش الأصغر: يا أيها اليماني المنتظر أخبرنا من كتالوج صانع الكون كيف كان عرش الكون قبل أن يكون وبعد ما كان بكن فيكون إلى ما هو عليه الآن شرط أن لا تستنبط العلم من كُتب العلماء بل من القرآن كتالوج الصانع؟
    جـــ 1 اليماني المنتظر: قال الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأرض فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} صدق الله العظيم [هود:٧]

    الذي نبأكم في هذه الآية بأنّ السماوات والأرض كانتا قبل أن تكون رتقًا مطويّة مدكوكةً دكاً دكاً على كوكب الماء الذي تعيشون فيه ليبلوكم أيّكم أحسنُ عملاً، وكان عرش السماوات والأرض مطوياً كطيّ السّجل للكُتب في البداية مُجتمعاً على الكوكب الأمّ للسماوات السّبع وزينتها والأراضين السّبع.

    ســـ 2 بوش الأصغر: وأين هو هذا الكوكب الأمّ الذي انفتقت منه السماوات السّبع والأراضين السّبع؟ فإذا علمتنا أي الكواكب هو فقد علمتنا مركز هذا الكون العظيم، وذلك لأن هذا الكوكب هو مركز الانفجار الأعظم.
    جـــ 2 اليماني المنتظر: إنّ الكوكب الذي انفتقت منه السّماوات السّبع والأراضين السّبع هو الكوكب الذي جعل الله فيه سرّ الحياة وسرّ الحياة هو الماء، ولا حياة بدون الماء وجعل الله من الماء كلّ شيء حي. وقال الله تعالى:
    {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} صدق الله العظيم [هود:٧]

    أي رتقًا واحداً مطوياً كطي السّجل للكُتب على الأرض التي جعل فيها الماء، فهل وجدت ماء الحياة والمطر والشجر على الكواكب الأُخر يا بوش الأصغر؟ فإذا وُجِدَ الماء وُجِدَ المطرُ والشجرُ وحياة البشر، إذاً الكوكب الذي رمزه الماء في القرآن العظيم هو الكوكب الذي كان عليه عرش الملكوت الكونيّ للسماوات والأرض وهو هذا الكوكب الأرضي البحري والذي ثلاثة أرباعه بحر عظيم. وقال الله تعالى:

    {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأرض كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كلّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ}
    صدق الله العظيم [الأنبياء:30]

    ســـ 3 بوش الأصغر: فما دمت تخاطبنا من القرآن فتقول بأن مركز الانفجار للانفتاق الكونيّ للسماوات والأرض هو هذا الكوكب الذي نعيش فيه، وكذلك تقول بأن السماوات سبع والأراضين سبع فلا بُدّ أن يكون كوكبنا الأرضي بين السماوات السّبع والأراضي، ونحن نعلم بأن السّماوات فوق الأرض وتحيط بها من جميع الجوانب فلا بُد أن تكون السّبع الأراضين من تحت كوكب الأرض الأمّ؛ وذلك حتى تكون أرضنا الأمّ هي مركز الانفجار الكونيّ، فهل تستطيع أن تثبت من القرآن؛ كتالوج الرحمن بأنه يقول بأن من بعد أرضنا الأمّ سبعة أراضين طباقا؟
    جـــ 3 اليماني المنتظر: قال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأرض مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ} صدق الله العظيم [لقمان:٢٧]

    فأمّا ظاهر هذه الآية فهي تتكلم عن كلمات قُدرته تعالى كن فيكون بأن ليس لقُدرته حدود ولا نهاية حتى لو يجعل ما في الأرض من شجر أقلام لتُكتب بها كلمات قُدرات الله لنفد بحر الأرض العظيم قبل أن تنفد كلمات قدرته المُطلقة
    {كُن فَيَكُونُ}، حتى ولو يمد من بعده الأراضين السّبع بسبعة أبحرٍ ما نفدت كلمات الله، فقد علمت من خلال هذه الآية بأن من بعد الأرض الأمّ سبعة أراضين، ويُفهم ذلك بالعدد الرقمي والذي جعله الله في القرآن واضحاً وجليّاً, وذلك لأن الآية لا تتكلم عن الخصوص لبحرٍ مُحددٍ في هذه الأرض بل تتكلم عن ما يشمل وجه الأرض {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأرض مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ} أي بحر الأرض، وذلك لأن الأرض ثلاثة أرباعها بحر وربع يابسة، ثم قال {وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ} أي من بعد الأرض التي تحمل البحر والشجر والبشر فيمده من بعده أي من بعد الأرض التي تحمل البحر ويقصد بذلك الأراضين السّبع والتي توجد من بعد الأرض الكوكب الأمّ فيمدهنَّ بسبعة أبحر كمثل بحر الأرض الأمّ ما نفدت كلمات الله ولأن الله يعلم بأن من بعد هذه الأرض التي نعيش عليها سبعة أراضين ولذلك قال الله تعالى: {وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ} أي من بعد هذه الأرض ويقصد الأراضين السّبع والتي يعلم بوجودها من بعد أرضنا، ولذلك ذكر الرقم سبعة وقال بسبعة أبحر فنفهم من خلال ذلك بأن الأراضين السّبع توجد من بعد هذه الأرض منفصلة عنها بالفضاء.

    ســـ 4 بوش الأصغر: هل توجد في القرآن؛ الكتالوج للصانع الحكيم آيةٌ أكثر وضوحًا تؤكد بأن الأراضين سبعٌ والسماوات سبعٌ؟ وأنّ مواقع الأراضين السّبع توجد من بعد أرضنا إلى الأسفل، وإن أرضنا والتي جعلها الله أمّ الكون توجد بين السماوات السّبع والأراضين السّبع شرط أن تذكر هذه الآية العدد الرقمي للسماوات والأرض، ومن ثم تُبين هذه الآية بأن رقم أرضنا لم يكن من ضمن الرقم سبعة للأراضين السّبع وذلك لأنها كما تقول مركز الانفتاق للسماوات السّبع والأراضين السّبع فلا بُد أن يكون رقمها غير رقم السّبع الأراضين التي من بعدها، ومن ثم يذكر الله بأنه جعل ذلك معجزة لإثبات حقيقة القرآن المُنَّزل وكذلك تصديق البيان للإنسان الذي علَّمه الله البيان؟
    جــ 4 اليماني المنتظر:
    قال الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأرض مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكلّ شَيْءٍ عِلْمًا} صدق الله العظيم [الطلاق:١٢]

    فهذه الآية جليّةٌ وواضحةٌ ومعجزةٌ للنبيّ الأميّ بأنه حقاً كان يتلقى القرآن من لدُن حكيمٍ عليمٍ، وذلك لأن الآية تقول بأن الله خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن أي الرقم سبعة (سبعة أراضين) يتنزَّل الأمر وهو القرآن العظيم:
    {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} [الحجر:94]، يتنزل على محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بينهن؛ أي في الأرض الأمّ والتي يوجد بها محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- بل ويوجد في مركز المركز؛ أي مركز الأرض التي جعلها الله مركز الانفتاق للسماوات السّبع والأراضين السّبع، ونقطة المركز الكعبة بيت الله المعظَّم، وجميع الكواكب والنّجوم تطوف من اليمين إلى الشمال حول البيت العتيق سابحةًً ومُسبِّحةً الخالق الحكيم سبحانه عمّا يشركون وتعالى علُّواً كبيراً، فقد بيَّن القرآن بأن هذه الأرض الأمّ تخرج عن الرقم سبعة وأنها بين السماوات السّبع والأراضين السّبع لذلك قال الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأرض مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ}، إذاً السّبع الأراضين من بعد الأرض الأمّ التي نعيش عليها والتي يتنَزَّل الأمر القرآن العظيم بينهن في الأرض الأمّ إلى النَّاس كافة، فهل أنتم مؤمنون؟

    ســ 5 بوش الأصغر:
    بما أنك ذكرت لنا من القرآن كيف كانت السماوات والأرض قبل الانشقاق والانفتاق ومن ثم ذكرت لنا ما بعد الانفتاق ومركز الانفتاق للكون بأنها الأرض التي نعيش عليها، فهل لك أن تبين لنا كيف سوف تكون النهاية؟ وماهي الساعة؟
    جــ 5 اليماني المنتظر:
    إن الساعة هي الأرض التي نعيش عليها؛ وهي التي تطوي السماوات والأراضين كطي السّجل للكُتب. تصديقًا لقوله تعالى:
    {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:١٠٤]

    ســ 6 بوش الأصغر: فإذا كانت النهاية سوف تعود إلى البداية فيطويها الله كما كانت رتقاً كوكباً واحداً فلا بُدّ أن تكون مركز الجاذبية الكونيّة في هذه الأرض الأمّ التي نعيش عليها، فهل لك أن تبين لنا من القرآن بأن مركز الجاذبية الكونيّة في أرض البشر والتي لولا بأن الله يمنعها لوقعت علينا السماوات والأرض؟
    جــ 6 اليماني المنتظر: قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأرض أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} صدق الله العظيم [فاطر:٤١]

    ومعنى الزوال للسماوات السّبع والأراضين السّبع هو الوقوع على الأرض انضماماً إلى مركز الجاذبية الكونيّة في الأرض الأمّ التي يعيش عليها البشر، ولكن الله برحمته يمنعها من ذلك رحمة بالعباد لعلهم يتقون، وذلك لأن الله يمنع السماوات السّبع بزينتها والأراضين السّبع وما فيها أن تزولا إلى الأرض الأمّ مركز الجاذبية الكونيّة، وكما قلنا بأن الزوال هو الوقوع على الأرض الأمّ. وقال الله تعالى:
    {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَن تَقَعَ عَلَى الْأرض إِلَّا بِإِذْنِهِ} صدق الله العظيم [الحج:٦٥]

    ســ 7 بوش الأصغر: وكيف يكون ذلك، وماهي الساعة في حقيقتها، وليس زمن وقوعها؟
    جــ 7 اليماني المنتظَر: إن الساعة الرئيسية توجد في باطن الأرض التي نعيش عليها، فإذا أوحى لها الله تفجرت في كلّ شبرٍ على وجه الأرض فتنسف الجبال نسفاً فتكون كالعهن المنفوش. وقال الله تعالى:
    {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا ﴿١٠٥﴾ فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا ﴿١٠٦﴾ لَّا تَرَىٰ فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا ﴿١٠٧﴾}
    صدق الله العظيم [طه]

    وتبدأ بزلزالٍ عظيم لدرجة أن النَّاس لا يستطيعون أن يمشوا مُعتدلي القامة؛ بل يتمرجحون يساراً ويميناً كأنهم سُكارى وما هم بسكارى وإنما من شدة الزلزال العظيم فهم يتمرجحون يساراً ويميناً وإلى الإمام وإلى الخلف. وقال الله تعالى:

    {يَا أَيُّهَا النَّاس اتَّقُوا ربّكم إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴿١﴾ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كلّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كلّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاس سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴿٢﴾}
    صدق الله العظيم [الحج]

    وذلك لأن الأرض هي الساعة بذاتها هي التي تُزلْزَل نتيجة أسبابٍ كونيّة ومُسيرة ولكن الأرض التي نعيش عليها هي الساعة بذاتها لذلك قال تعالى:
    {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ} أي الأرض التي نعيش عليها يُسميها القرآن الساعة، كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشيةً أو ضحاها أي عشيةً أو ضُحى الساعة التي زلزلت إذا أمرها الله تجلَّت للنّاس من باطن الأرض. وقال الله تعالى:
    {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأرض زِلْزَالَهَا ﴿١﴾ وَأَخْرَجَتِ الْأرض أَثْقَالَهَا ﴿٢﴾ وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا ﴿٣﴾ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ﴿٤﴾ بِأَنَّ ربّك أَوْحَىٰ لَهَا ﴿٥﴾ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاس أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ ﴿٦﴾ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ﴿٧﴾ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴿٨﴾}
    صدق الله العظيم [الزلزلة]

    ســـ 8 بوش الأصغر: وماذا تقول عن الكوكب العاشر ( نيبيروا) والمكتشف حديثاً في عام 2005 وهل له شأن في القرآن واسم آخر؟
    جــ 8 اليماني المنتظر: أقسم بالله العلي العظيم يا بوش الأصغر بأن اليماني المنتظر لا ينبغي له الظهور حتى يحيطكم الله باكتشاف الكوكب العاشر أسفل الأراضين السّبع ويسمى في القرآن كوكب سجيلٍ فإذا لم تكتشفوه فلا أستطيع أن أبيّن لكم مركز الكون، فإن قلت لكم من بعد الأرض سبع سوف تقولوا ليس من بعدها غير ست كواكب! وإن قلت لكم بل القرآن يقول سبع، لقلتم لم نجد غير ست وأخطأ القرآن أو أنه كان مفترى! ولذلك جاءكم اليماني وبما تسمونه الكوكب العاشر على قدرٍ في الكتاب المُسَّطر في عصر الظهور.

    ســ 9 بوش الأصغر: يا من تدعي بأنك المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر هل ابتعثك الله نبياً ورسولاً إلى النَّاس أجمعين؟
    جــ 9 المهدي المنتظر: يا بوش الأصغر عليك أن تعلم بأن خاتم الأنبياء والمرسلين هو النبيّ الأميّ محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - رسول الله إلى النَّاس كافة برسالة الله القرآن العظيم، وإنما جعلني الله خليفتَه؛ الإمامَ الناصر لمحمدٍ رسول الله والقرآن العظيم فجعل في اسمي خبري وعنوان أمري ناصر محمد اليماني، ولم آتيكم بوحيٍ جديد بل بالبيان الحقّ للقرآن العظيم الذي اتّخذه النَّاس مهجوراً لكي أريكم حقائق آيات الله في القرآن العظيم على الواقع الحقيقي حتى يتبين لكم أنه الحقّ من ربّكم تصديقاً لقول الله تعالى:
    {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} صدق الله العظيم [فصلت:٥٣]
    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا} صدق الله العظيم [النمل:٩٣]

    بمعنى أنكم سوف تعرفون حقائق آيات الله في القرآن العظيم فتعرفونها على الواقع الحقيقي بلا شك أو ريب. وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ} صدق الله العظيم [غافر:٨١]

    ســ 10 بوش الأصغر: نُنكر بأن الأراضين سبعٌ بل عشرة أراضين وجدناها وآخر كوكب اكتشفناه حديثًا هو الكوكب نيبيروا، ويؤكد عُلماؤنا بوكالة ناسا الأمريكيّة بأن هذا الكوكب سوف يمرّ بجانب الأرض، وقد يتوقعون أن تواجه البشرية خطراً عظيماً يوم مرور هذا الكوكب، فهل حذَّر منه النبيّ الأميّ الذي جاء بهذا القرآن؟ فإذا كان حقًا من عند الرحمن فأتنا بالبرهان من نفس القرآن ولن نقبل منك برهاناً من غير القرآن الذي يؤمن به المسلمون أنه من عند الرحمن. وكذلك لنا شرط آخر أن يكون البرهان من القرآن واضحاً وجليّاً ومن ثم نجده حقاً على الواقع الحقيقي، وكذلك شرط آخر أن يكون هذا البرهان واضحاً وجليّاً في القرآن يفهمه كلّ من لديه علم باللغة العربية الفصحى فأتنا بالبرهان عاجلاً غير آجل إن كنت من الصادقين بأن محمداً رسول الله كان يتلقى القرآن من لدُن حكيم عليم، وكذلك نصدقك بأنك المهديّ المنتظَر خليفة الله على العالمين الذي أتانا بالبيان الحقّ للقرآن ليرينا حقائق من آيات الله في القرآن العظيم نراها حقاً على الواقع الحقيقي.

    جــ 3 المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني: أولاً عليك أن تعلم يا بوش الأصغر وجميع الكفار بالقرآن العظيم الذي جاء به محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بأنه قد حذر الكفار قبل أكثر من 1428 عام بأنهم إذا استمر التكذيب بالقرآن العظيم رسالة الله إلى النَّاس كافة بأن الله سوف يبعث على الكفار من العالمين عذاباً أليماً من كوكب العذاب فيمطر عليهم حجارةً من سجيلٍ منضودٍ مسوّمة عند ربّك وماهي من الظالمين ببعيد، وكان ردّ الكفار أن دعوا الله وأخبرنا الله بردهم في القرآن العظيم. وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ الحقّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}
    صدق الله العظيم [الأنفال:٣٢]

    وكذلك تحدّوه أن يسقط عليهم كسفَ الحجارة من السماء وأخبرنا الله بردِّهم هذا في القرآن العظيم. وقال الله تعالى:
    {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا} صدق الله العظيم [الإسراء:٩٢ ].

    ومن ثم ردَّ الله عليهم وقال تعالى:
    {أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَىٰ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأرض إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأرض أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِّنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّكلّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ} صدق الله العظيم [سبأ:٩].

    ومن ثم أكَّد الله في القرآن العظيم بأنه سوف يسقط علي الكافرين كسف الحجارة مع الدخان المبين. وقال الله تعالى:
    {وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ} صدق الله العظيم [الطور:٤٤].

    وقد بيَّن الله لنا بدعاء الكافرين على أنفسهم بأن الكسف هو قطع من الحجارة كما بيَّنا ذلك من قبل في قول الله تعالى:
    {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ الحقّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ} صدق الله العظيم [الأنفال:٣٢].

    ســ 11 بوش الأصغر: هل حدد النبيّ الأميّ موعد العذاب الذي حذَّر النَّاس منه كافةً لئن كفروا بهذا القرآن؟
    جــ 11 المهدي المنتظر: كلا لم يحدد محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - موعد العذاب كما أمره الله أن لا يُحدد لهم متى سوف يأتي هذا العذاب الموعود للكافرين. وقال الله تعالى: {قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا} صدق الله العظيم [الجن:٢٥]

    ســ 12 بوش الأصغر: وهل هذا النوع من العذاب قد أنزله الله على أحد الكافرين برسل ربّهم؟
    جــ 12 المهدي المنتظر:
    نعم قد حدث من قبل عدة مرات وآخر حدث من قبل أنزله الله على الكفار الذين كفروا برسول الله إبراهيم ولوط. وقال الله تعالى: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ ﴿٧٣﴾ فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ ﴿٧٤﴾ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ﴿٧٥﴾} صدق الله العظيم [الحجر].

    وقال تعالى:
    {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ﴿٨٢﴾ مسوّمة عِندَ ربّك وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [هود].

    ولكن الله لم يرفع قرى الكفار حتى جعل عاليها سافلها كما يقول على الله الذين لا يعلمون بل أمطر عليهم حجارة من كوكب العذاب. وقال الله تعالى:
    {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:٨٤].

    وقال تعالى:
    {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ ﴿١٧٣﴾ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ﴿١٧٤﴾ وَإِنَّ ربّك لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    فقد تبين لنا بأن الله أمطر عليهم مطر السوء بحجارةٍ مسوّمةٍ بمعنى أنها مجهزة لاختراق غلاف الأرض الجوي.

    ســ 13 بوش الأصغر: ومن أين جاءت هذه الحجارة المسوّمة؟ أي من أي كوكب أمطرت على الأرض؟
    جــ 13 المهدي المنتظر: قال الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ﴿٨٢﴾ مسوّمة عِندَ ربّك وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [هود].

    وذلك من كوكب سجيل كما يُسميه القرآن العظيم في قوله تعالى:
    {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ} صدق الله العظيم.

    ســ 14 بوش الأصغر: أين يوجد موقع كوكب سجيل هذا كما أخبركم القرآن؟
    جــ 14 المهدي المنتظر: عليك يا بوش الأصغر أن تعلم علم اليقين بأن موقع كوكب سجيل هو أسفل الأراضين السّبع، ولا أعلم بكوكبٍ من بعد كوكب سجيلٍ وذلك لأن الله يقول في القرآن العظيم أنه أسفل الكواكب الأرضيّة وذلك واضحٌ وجليٌّ في القرآن العظيم في قول الله تعالى:
    {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [هود]

    بمعنى أن أمر القدر للعذاب جاء بتوقيت مرور كوكب سجيل على الأرض، وبيَّن الله لنا بأنّ كوكب العذاب هذا كان من أسفل الأراضين ودار في فلكه المحكوم إلى ميقات القدر المحتوم للكفار فتغيَّر موقعه من الأسفل إلى الأعلى فمَرَّ فوق هذه الأرض التي نعيش عليها ليمطر على الكفار بحجارة العذاب المسوّمة، ولذلك قال الله تعالى:
    {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ﴿٨٢﴾ مسوّمة عِندَ ربّك وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [هود]، أي جعل عالي الأراضين السّبع الذي كان بسافلها.

    ســ 15 بوش الأصغر: وأين يوجد مواقع الأراضين السّبع المذكورات في القرآن؟
    جــ 15 المهدي المنتظر: توجد الأراضين السّبع من بعد هذه الأرض التي نعيش عليها إلى الأسفل، وأقرب الأراضين السّبع إلينا هو ما يسمى بالمريخ، وأسفل الأراضين السّبع هو كوكب سجيل كوكب العذاب الأليم وهو الذي تسمونه كوكب نيبيرو وكذلك تسمونه الكوكب العاشر إكس، ولكنه أحد الأراضين السّبع وأسفلها على الإطلاق وليس بعده أرض كما علّمنا الله بذلك في القرآن العظيم وبيّن لنا وفصل لنا تفصيلاً بأن الأراضين السّبع توجد من بعد هذه الأرض التي نعيش عليها وكما بيّنا لكم من قبل في الحوار الافتراضي من قبل بأن هذه الأرض التي نعيش عليها هي أمّ الكون العظيم الذي انفتق منها السماوات وما فيها من الكواكب والنّجوم، وبيّن الله لنا بأن الأراضين السّبع توجد مواقعهن من بعد أرضنا التي نعيش عليها. وقال الله تعالى:
    {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأرض مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكلّ شَيْءٍ عِلْمًا}
    صدق الله العظيم [الطلاق:١٢]

    فأمّا الأمر الذي يتنزل هو أمر القرآن العظيم من ربّ العالمين يتنزل على النبيّ الأميّ الصادق الأمين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وكان يعيش في هذه الأرض، وبيّن الله لنا بأن هذه الأرض التي نعيش عليها أن موقعها بين السماوات والأرض بمعنى أن الأراضين السّبع توجد من بعد هذه الأرض التي نعيش عليها، وبيَّن الله لنا بأن أسفل الأراضين السّبع هي كوكب العذاب وهو الذي تسمونه كوكب نيبيرو. ولذلك قال الله تعالى:
    {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ﴿٨٢﴾ مسوّمة عِندَ ربّك وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [هود].

    ســ 16 بوش الأصغر:
    ولكن علماؤنا بوكالة ناسا الأمريكيّة قد أخبرونا بهذا الكوكب وأنه سبق وأن مرَّ على الأرض وأن زاوية دورانه تميل عن الكواكب الأخرى لدرجة أنه يأتي للأرض من الأطراف أي من جهة الأقطاب من الشمال إلى الجنوب؟
    جــ 16 المهدي المنتظر: صدق علماؤكم في هذا الشأن يا بوش الأصغ, وذلك لأن الله قد أخبرنا في القرآن العظيم بأنكم سوف تعلمون ذلك، ومن ثم أكّد الله الواحد القهّار أنه سوف يغلبكم بذلك أجمعين لئن كذبتم وقُلتم من أشدُّ منا قوة وظننتم أنكم القوة التي لا تُقهر وعصيتم المهديّ المنتظَر الذي يدعو للحقّ ويهدي بالقرآن العظيم إلى صراط ــــــــــــــــ مُستقيم.

    ســ 17 بوش الأصغر: إذاً فأتنا بالآية التي تخبركم بأن الكفار سوف يرون ذلك من قبل أن يأتي وكذلك تؤكد التحدي بهذا الكوكب المدَّمر لمن أبى واستكبر وظنّ أنه المنتصر على المسلمين؟
    جــ 17 المهدي المنتظر: قال الله تعالى: {وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ ﴿٤٠﴾ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأرض نَنقُصُهَا مِنْ أطرافهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [الرعد].

    ســ 18 بوش الأصغر:
    لقد اكتشف علماؤنا بأن فلك دوران الكوكب Planet X يميل عن دوران الكواكب بزاوية مقدارها 45 درجة وبسبب هذا الميل فهو يأتي من أطراف الأرض أي من جهة الأقطاب من الشمال إلى الجنوب، فهل توجد آية أشد وضوحاً تقول بأن هذا الكوكب يأتي للأرض من الأطراف، وكذلك تؤكّد بأن الله سوف يحيطنا بعلم هذا الكوكب من قبل أن يمر على الأرض، ومن ثم تؤكد هذه الآية بأن هذا الكوكب هو آية التحدي من الله لمن أراد أن يطفئ نور الله وآية النصر والظهور لدين الإسلام على الدين كله؟
    جــ 18 المهدي المنتظر:
    وقال الله تعالى: {أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأرض نَنقُصُهَا مِنْ أطرافهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:٤٤]. بمعنى أنه سوف يهزمكم به فيدَّمركم به تدميراً. كلا لا وزر يا بوش الأصغر فلا مفر من بأس الله الواحد القهّار ولا منجى ولا ملجأ من بأس الله إلا الفرار من الله إليه سبحانه وتعالى علواً كبيراَ بالتوبة والإنابة إليه فسوف تجد لك رباً غفوراً رحيماً يا بوش الأصغر لئن تبت إلى الله فسوف يغفر الله ذنوبك حتى ولو كانت عدد مثاقيل ذرات هذا الكون العظيم فرحمة الله وسعت كل شيء شرط التوبة والإنابة إلى الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ ربّكم وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن ربّكم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٥٩﴾}
    صدق الله العظيم [الزمر]

    وكذلك يا معشر يهود لا تيأسوا من روح الله وادخلوا في الإسلام كافة، ألا ترون بأن الله كتب على نفسه الرحمة ومن يئس من رحمة الله فقد ظلم نفسه ظلماً عظيماً؟ فأسلموا تسلموا يؤتكم الله أجراً عظيماً ويهديكم صراطاً مُستقيماً، وكان الله غفوراً رحيماً، فنحن المسلمون لا نريد إلا السلامة والرحمة للعالمين، وهل ابتعث الله خاتم الأنبياء والمرسلين إلا رحمة للعالمين صلّى الله عليه وآله وسلّم؟
    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..

    وكذلك أدعو النَّاس كافة للدخول في الإسلام كافة فيدخلنا الله أجمعين في ظل رحمته، وكذلك يا معشر النّصارى تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله وحده لا شريك له فلا نعبد محمداً رسول الله من دون الله ولا تعبدون المسيح عيسى ابن مريم من دون الله ولا يتخذ بعضنا أرباباً من دون الله فتفوزوا فوزاً عظيماً.

    وكذلك يا معشر المسلمين توبوا إلى الله متاباً لعلكم تُفلحون. اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد، من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ويحكم الله بيني وبينه بالحقّ وهو سريع الحساب، فقد أعذر من أنذر يا بوش الأصغر ويا جميع الكفار والمسلمين من الذين لم يكسبوا في إيمانهم خيراً فروا من الله إليه إني لكم منه نذيرٌ مُبينٌ، فقد اقترب ما تسمونه بالكوكب العاشر جاءكم بالعذاب الأليم وسوف يجعله الله يحقق أحد شروط الساعة الكبرى ألا وهو ( طلوع الشمس من مغربها )، والله على ما أقول شهيد ووكيل.
    ولم تنتهِ عجلة الحياة بل يتحقق شرط من شروط الساعة الكبرى ألا وهو طلوع الشمس من مغربها جرَّاء كوكب العذاب الأليم، وأقسم لكم بالله العلي العظيم أني لا أنطق لكم إلا بالحقّ من هذا القرآن العظيم الذي اتّخذتموه مهجوراً، ولربّما يظن الجاهلون بأنه قد انتهت عجلة الحياة ما دام الشمس سوف تطلع من مغربها وأنها الساعة، ومن ثم نرد عليه ونقول: كلا ثم كلا؛ بل طلوع الشمس من مغربها ليس إلا شرطٌ من شروط الساعة يأتي من قبل قيام الساعة. أفلا تعقلون يا معشر المسلمين من الذين يهرفون بما لا يعرفون فحملتم القرآن في صدوركم وجعلتم جُلَّ جهدكم في الغنة والقلقة ونسيتم التدبر في القرآن العظيم كما أمركم ربّكم فأصبحتم كمثل الذين من قبلكم من أهل الكتاب فأصبحتم تحملون مالا تفهمون كمثل الحمار يحمل الأسفار ولكنه لا يعلم ما يحمل على ظهره. أفلا تعقلون؟ !ألم يأمركم الله بالتدبر والتفكر في آيات الله في القرآن العظيم؟ وقال الله تعالى:
    {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [ص:٢٩]

    وأقسم بالله العلي العظيم أنه لن يُصدّق بأمري إلا من كان له لُبٌّ مُنير وليس إمَّعة إن أحسن النَّاس وآمنوا آمن وصدق بأمري وإن أساؤوا وكفروا وأنكروا اتَّبع كفرهم أولئك سوف يحكم الله بيني وبينهم بالحقّ وهو أسرع الحاسبين، أم إنكم يا معشر المسلمين تريدون أن يظهر لكم المهديّ المنتظَر عند الركن اليماني للمُبايعة من قبل الحوار فهل هذا هو المنطق في نظركم لو كنتم تعقلون؟ فإن عصر الحوار يأتي من قبل الظهور ومن بعد التصديق يظهر المهديّ المنتظَر عند البيت العتيق أم تظنون أن العذاب لن يصيب إلا الذين ظلموا من النَّاس خاصة؟ ولكنكم أول من كفر بأمري من قبل الكفار إلا من رحم ربي منكم وأكثركم مذبذبين لا مُصدقين ولا مُكذبين من الذين أظهرهم الله على أمري إلا قليل من المُصدقين وأولئك سوف يجعلهم الله صفوة العالمين مهما كثرت ذنوبهم فلهم ربّ غفور رحيم يبدلهم حسنات ونجعلهم لمن المقربين من بعد الظهور ونجعلهم لمن الوارثين. والسلام على من اتبع الهادي إلى الصراط ــــــــــــــــ المُستقيم.
    فانظروا إلى الأراضين السّبع وأنها حقًا من بعد أرضكم بأن البيان هو الحقّ على الواقع الحقيقي Planet X ، فانظروا إلى المجموعة الشمسية للكواكب تجدون بأن السّبع الأراضين موقعهن من بعد أرضكم التي تعيشون عليها:





    وكذلك انظروا لكوكب العذاب حين مروره بجانب أرضكم:




    ســ 19 بوش الأصغر: وأين سَدُ ذي القرنيين؟ وأين يأجوج ومأجوج؟ وأين المسيح الدجال؟ وأين الأرض ذات المشرقين المذكورة في القرآن العظيم؟ أفتني بالحقّ وأفتِ جميع علماء الأمّة بالحقّ من الآيات المُحكمات في القرآن شرط أن نجد ما تنطق به من القرآن علمياً على الواقع الحقيقي بدقةٍ مُتناهيةٍ كما تنطق به بمنطق القرآن، فإن كنت من الصادقين أفتني وأفتِ جميع علماء الأمّة في العالمين؟
    جــ 19 المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر من أهل البيت المطهر الإمام ناصر محمد اليماني: قال الله تعالى: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} صدق الله العظيم [الرحمن:١٧].

    ويا معشر عٌلماء البشرية والنَّاس أجمعين فهل ترون مشرقين ومغربين على سطح أرضكم؟ ومعروفٌ جوابكم فسوف تقولون: لم نرَ غير شروق للشمس إلى جهة وغروب للشمس في الجهة المُقابلة غرباً، ونعلم أن الشمس تظهر من الشرق فتغير شروقها في جهة الشروق شيئاً فشيئاً ولكنها جهةٌ شرقيّةٌ واحدةٌ ومغاربها جهةٌ غربيّةٌ واحدةٌ، ونقول بلى معروف ذلك لدى علماء المسلمين في قوله تعالى:
    {بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ} صدق الله العظيم [المعارج:٤٠].

    ونقول أولاً: يا معشر علماء الأمّة، إنكم تعلمون بأن المشارق والمغارب هي مناطق على سطح أرضكم والدليل قول الله تعالى:
    {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأرض وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ ربّك الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:١٣٧].

    فقد تبيَّن لنا بأن المشارق والمغارب هي مناطق في الأرض في الجهة الشرقية وما يقابلها الغربية، إذاً أين المشرقين والمغربين؟ إذاً يا قوم إن المشرقين والمغربين نُقطتان على سطح الأرض في جهتين مُتقابلتين. ويا معشر علماء الأمّة إني أجد في القرآن العظيم بأن نقطتي المشرقين على سطح الأرض هما نفسهما نُقطتي المغربين بمعنى أنه وجد أرض لها مشرقين في جهتين مختلفتين متقابلتين، بمعنى أن الشمس تشرق عليها من جهة حتى إذا غربت أشرقت عليها من الجهة الأخرى في لحظة وقت الغروب يكون شروقها من الجهة الأخرى لهذه الأرض التي لا تحيطون بها علماً، وأنا لا أكلمكم من كتيباتكم بل من كتاب الله القرآن العظيم وأجد في القرآن العظيم بأن أعظم مسافة بين نقطتين على سطح أرضكم هذه هي بين نُقطتي المشرقين وهما نفسيهما المغربين كما سوف يتبين لكم ذلك على الواقع الحقيقي.

    ولربّما يود أحدكم أن يقاطعني: "وكيف عرفـت من القرآن بأن أعظم بعدٍ بين نقطتين على سطح أرضنا هذه هي المسافة بين نقطتي المشرقين؟". فنرد عليه ونقول: قال الله تعالى بأن الإنسان الذي أعرض عن ذكر الله في هذه الحياة الدنيا فإن الله تعالى يقيّض له أحد الشياطين من الجنّ فيكون لهُ قريناً، فأصبحا يعيشان روحين في جسدٍ واحدٍ، ويصدّ هذا الشيطان قرينه الإنسان عن الحقّ حتى إذا تبين له كم أضله عن الصراط المستقيم يكره الإنسان قرينه الشيطان كرهاً عظيماً ولكنهما لا يفترقان؛ بل تستمر حياتهما في جسدٍ واحدٍ وهما في العذاب مشتركان، فلا أريد أن نخرج عن الموضوع ولكن انظروا إلى تمنّي الإنسان من شدة كرهه لقرينه الشيطان عدوه اللدود والذي يعيش معه داخل جسده لذلك: قال الله تعالى:
    {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴿٣٦﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مهتدون ﴿٣٧﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴿٣٨﴾}
    صدق الله العظيم [الزخرف]

    ومن خلال ذلك نعلم علم اليقين بأن أعظم مسافة بين نُقطتين على سطح هذه الأرض هي بين المشرقين؛ إذاً يا قوم إن أرضنا ذاتُ نفقٍ عظيمٍ ومفتوحةٍ من الأطراف. وقال الله تعالى:
    {وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأرض أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَىٰ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:٣٥]

    إذاً يا قوم تبين لنا أنه يوجد هناك عالمٌ تحت الثرى. وقال الله تعالى:
    {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأرض وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ} صدق الله العظيم [طه:٦]

    وتلك هي الأرض المفروشة وليست مُسطّحةً بل مفروشةً مستويةً في مُنتهى الاستواء لدرجة أنه إذا وقف أحدكم في بوابة الأرض النفقيّة جنوباً فسوف يرى البوابة في منتهى طرف الأرض شمالاً، وذلك لأن هذه الأرض المفروشة تمتد في باطن الأرض من الشمال إلى منتهى أطراف الأرض جنوباً ومهَّدها الله تمهيداً. وقال الله تعالى:
    {وَالْأرض فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ} صدق الله العظيم [الذاريات:٤٨]

    ومعنى قوله ونعم الماهدون، فإن ذلك وصف في منتهى الدقة يَصِف لكم الأرض المفروشة بأنها مُمهّده تمهيداً في منتهى الدقة في الاستواء فليس فيها نتوء بسبب ذلك التمهيد، فإذا كانت الشمس في السماء مُقابل البوابة الجنوبية وكان أحدكم واقفاً في البوابة الشمالية فسوف ينظر إلى الشمس وهي في مشرق الأرض المفروشة من جهة الجنوب برغم أنه واقف في منتهى طرف الأرض شمالاً في البوابة الشمالية، وفي تلك الأرض يوجد يأجوج ومأجوج والمسيح الدجال، وتلك هي جنّة الله في الأرض والله على ما أقول شهيد ووكيل، وليست جنّة المأوى التي عند سدرة المُنتهى بل جنّة لله من تحت الثرى، ويريد المسيح الدجال أن يقول أنه الله وكذب وما كان لبشر أن يُكلمه الله جهرة والمسيح الدجال يُكلمكم جهرة ويقول أن لديه جنّة ونار وهي لله وليست له! ولله ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى فلا يفتنكم الشيطان يا معشر المسلمين بتلك الجنة فإن الله قد وعدكم بها في الدنيا ويرثكم باطن الأرض وظاهرها إن كنتم مؤمنين .

    وأما سدّ ذو القرنيين فيوجد في مضيق في منتصف الأرض المفروشة يقسمها إلى أرضين، ولكن سد ذا القرنيين له فتحةٌ كبرى من أعلى وليس مختم ولكنه أملس رفيعٌ فلا يستطيعون أن يظهروه لكي يقفزوا إلى عالم دون السد في الجهة المقابلة، ولكن يأجوج ومأجوج توجد لهم فتحة من الجهة الأخرى ومنفذهم من البوابة الشمالية، ولكن المسيح الدجال لا يريد أن يخرجهم إلا إذا تهدَّم سدُّ ذو القرنيين وذلك لأن البعث الأول للذين أهلكهم الله وكانوا كافرين مربوط سره بهدم سد ذي القرنيين. وقال الله تعالى:
    {وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٩٥﴾ حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كلّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ ﴿٩٦﴾}
    صدق الله العظيم [الأنبياء:٩٥].

    وقال الله تعالى في قصة ذي القرنيين:
    {قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ﴿٩٨﴾وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    ويا أيها النَّاس أقسم لكم بالله العلي العظيم ما أفتيتكم إلا بالحقّ، ويريد المسيح الدجال أن يخرج عليكم من الأرض المفروشة من باطن أرضكم في يوم البعث الأول فيستغل البعث الأول للهالكين منكم ولم يكونوا من المسلمين، ويريد أن يقول بأن ذلك يوم الخلود وأن لديه جنّة وناراً، ويقول أنه المسيح عيسى ابن مريم وأنه الله ربّ العالمين، ولكني أشهد أنه ليس المسيح عيسى ابن مريم إنه كذاب لذلك يسمى المسيح الكذاب، وما كان لابن مريم أن يقول ذلك بل سوف يكلمكم كهلاً وهو من الصالحين التّابعين للمهدي المنتظر وذلك لأن محمد رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين. وقال الله تعالى:
    {وَيُكَلِّمُ النَّاس فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ}
    صدق الله العظيم [آل‌عمران:٤٦]

    فأمّا التّكليم في المهد فقد سبق وتلك معجزة، ولكن ما هو سرّ المعجزة في أن يتكلم وهو كهلٌ؟ وذلك لأن الله سيبعثه حياً فيكلمكم كهلاً ومن الصالحين في زمن إمامه المهديّ المنتظَر فلا يدعو النَّاس إلى اتباعه بل إلى اتباع المهديّ المنتظَر فيكون من التابعين، فانظروا إلى بوابات الأرض المفروشة نفق في الأرض تجدون الحقّ على الواقع الحقيقي بالعلم والمنطق لقوم يعلمون، ولسوف نفتيكم في الأسرار الأخرى إن كنتم تعقلون، ونكتفي الآن بتوضيح مقر يأجوج ومأجوج والأرض المفروشة وسد ذي القرنيين.

    وما يلي صورة الأرض ذات المشرقين من تحت الثرى التقطتها الأقمار الصناعية بالحقّ على الواقع الحقيقي:




    هل تُقبل توبة الشياطين إذا تابوا وأنابوا إلى ربّهم من قبل موتهم؟ شرط أن تأتينا بالإجابة من القرآن..

    ويا رجلن إن الإمام المهدي ليس مثلكم يقول على الله مالم يعلم، هيهات فلن تجدني أُفتي بشيء إلا وأنا أعلم أن لدي ما يُثبت برهان بيانه من مُحكم القرآن العظيم، راسخٌ في علم الكتاب برحمةٍ من الله الذي يلهمني بالقول الفصل من الكتاب ذكرى لأولي الألباب، ونأتيكم بالبرهان المُبين من مُحكم الكتاب في لُب وقلب وذات الموضوع الحوار كمثال فتواي من أن الله يتقبل توبة الشياطين الذين تابوا إلى ربّهم بعد أن لعنهم الله وأهل الأرض والسماء في قول الله تعالى:
    {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٦﴾ أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران]


    فهل باب رحمة الله مقفول على الكافرين أثناء حدوث العذاب أو من بعد الحياة الدُنيا أم لا يزال مفتوحاً؟

    ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ بالفتوى من الله من مُحكم كتابه:
    {لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُوا خَائِبِينَ ﴿١٢٧﴾ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ(128)} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ومن ثم نعلم أن الله لم يقفل باب الرحمة في الكتاب لا في الدُنيا ولا في الآخرة ولكن المُشكلة عند الذين ضلوا عن صراط العزيز الحميد أنهم يائسون من رحمة ربّهم وذلك هو الضلال البعيد. وقال الله تعالى:
    {وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ ربّه إِلَّا الضَّالُّونَ} صدق الله العظيم [الحجر:56].

    ولكن مُشكلتهم أنهم حين يأتيهم العذاب يبلسوا من رحمة الله بعد أن تبين لهم أن رُسل ربّهم جاءتهم بالحقّ وتبين لهم أنهم هم الظالمون لأنفسهم، وسبب عدم كشف العذاب عنهم نظراً لأنهم لم يتضرعوا إلى ربّهم من بعد الإيمان أن يكشف عنهم العذاب وسبب عدم تضرعهم بالدُعاء إلى ربّهم هو لأنهم مُبلسون من رحمة الله كما يئِس إبليس من رحمة ربّه. ولذلك قال الله تعالى:
    {حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:44].


    ما هي نصيحتك لمعشر المُذنبين والذين أضلّهم الشياطين؟
    بل وما هي نصيحتك لإبليس نفسه؟


    فانظروا بالضبط لقوله
    {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ} أي بعد ما حلت عليهم لعنة الله وملائكته والناس أجمعين فليس لهم الحُجة أن ييأسوا من رحمة الله. ولذلك قال الله تعالى:
    {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٦﴾ أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ(89)}
    صدق الله العظيم [آل عمران].

    إذاً يا أيّها الناس توبوا إلى الله متاباً، فإذا كان الله سوف يغفر لشياطين الجنّ والإنس لو تابوا وأنابوا وأصلحوا من بعد أن لعنهم الله وأحل لملائكته والناس أجمعين أن يلعنوهم ومن ثم وعدهم الله لو تابوا من بعد أن حلت اللعنة عليهم فتابوا وأصلحوا فسوف يجدوا لهم رباًّ غفوراً رحيماً، فما بالكم بمن هم من دونهم؟ فمهما كان إسرافهم على أنفسهم فليعلموا أن رحمة الله وسعت كُل شيء سُبحانه وتعالى علواً كبيراً، فرحمته تسع من تاب وأناب وسأل الله بحقّ لا إله إلا هو وبحقّ رحمته التي كتب على نفسه وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسه أن يغفر له فيرفع لعنته ومقته وغضبه عن عبده فقد علم أن لهُ ربّاً غفوراً رحيماً وكان حقاً على الله أن يغفر له، إنَّ الله على كل شيء قدير إن الله لا يُخلفُ الميعاد.


    يا عباد الله الذين أسرفوا على أنفسهم، اعلموا أن الله يغفر الذنوب جميعاً، واعلموا أنه هو الغفور الرحيم لمن تاب وأناب، فأنيبوا إلى ربّكم من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون إني لكم منه نذيرٌ مُبينٌ بالبيان الحقّ للقرآن العظيم حقيقٌ لا أقول على الله إلا الحقّ.

    فانظروا يا معشر الشياطين إلى قول الله تعالى:
    {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:89].

    فلا تكذبوا بآيات الله وأنتم تعلمون؛ بل يقبل الله التوبة من قبل الموت لكافة عبيده جميعاً من الجنّ والإنس بشكل عام. تصديقاً لقول الله
    تعالى:
    {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ ربّكم وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن ربّكم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ(59)}
    صدق الله العظيم [الزمر].
    _______________


    هل يبرأ الله سنة العذاب بسنة الرحمة بسبب الدعاء؟

    ويبرأ الله المصائب في الكتاب برحمته إن الله على كُل شيءٍ قدير، وبالدُعاء يتمُّ تغيير القدر المقدور في الكتاب المسطور لو كنتم تعلمون. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} صدق الله العظيم [الحديد:22].

    وتم الانتهاء من بيان تبديل سنة العذاب في الكتاب بسنة الرحمة بسبب الدُعاء ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيّ عن بينة فإن كذبتم فسوف يكون لزاماً في أجله المُسمى. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ۖ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} صدق الله العظيم [الفرقان:77].
    ___________________



    ما هو موقف الذى يتوفاه الله من الأنصار قبل وفاة الإمام المهدى عليه الصلاة والسلام؟

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..

    سلامُ الله عليكم.. سوف يكونون كمثل النائمين من بعد الموت، ونومتهم كمثل نومة الذين ماتوا من قبل بعث الرسل فهم لم يشعروا بالحياة من بعد موتهم وكأنهم كانوا نائمين، ولم يكن عندهم خبر عن البعث لأنهم ماتوا قبل مبعث رسل الله إلى قراهم، ولذلك قالوا في يوم البعث:
    {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا} [يس:52]

    ومن ثم ردّ عليهم الذين حضروا بعث الرُسل وقالوا:
    {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} صدق الله العظيم [يس:52]

    وإنما أضرب لكم مثلاً للنائمين الذين لم يشعروا بشيء من بعد موتهم وكأنهم كانوا نائمين، وكذلك الذين حرَّموا على أنفسهم جنة ربّهم حتى يحقق لهم النّعيم الأعظم منها حتماً سوف يجعلهم الله كالنائمين، ولكني أرجو من الله أن يُطيل أعماركم جميعاً حتى يتحقق النّعيم الأعظم، وأصدُقوا الله يصدقكم.
    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    _______________


    بِــسْــمِ الــلــهِ الـرَّحْـمـنِ الـرَّحِـيـمِ
    إمامي الحبيب، ما هي الرسالة التي تود أن تُحملها للذين أظهرهم الله على أمرك ولم يُصدقوكم وتوفاهم الله من قبل ظهور المهدي المنتظر على البشر بآية العذاب سقر؟

    {إِنَّ اللَّه اِشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسهمْ وَأَمْوَالهمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّة يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيل اللَّه فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَالقرآن وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللَّه فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْز الْعَظِيم} صدق الله العظيم [التوبة:111]

    وفي هذا الآيات جعل الله الإعلان في التّوراة وفي الإنجيل وفي القرآن لكافة الإنس والجانّ بالتعامل المادي بينهم وبين ربّهم فأعلن لهم الثمن وعرف لهم المُقابل، فأما إعلان الثمن فهو قول الله تعالى:
    {إِنَّ اللَّه اِشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسهمْ وَأَمْوَالهمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّة}، وأما المطلوب منهم مقابل ذلك فهو في قول الله تعالى:
    {يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالقرآن وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:١١١]

    ومن ثم تجدون أن الله أصدقهم بالثمن مبُاشرة فور موتهم، وقال الله تعالى:

    {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ ربّهم يُرْزَقُونَ ﴿١٦٩﴾ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿١٧٠﴾ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٧١﴾}
    صدق الله العظيم [آل ‌عمران]

    ولكن المهديّ المنتظَر يعلن للأنصار وكافة البشر إعلاناً آخر في مُحكم الذكر ولكنه إعلان فضل آخر من الله وهو أنه يحبهم ويحبونه. تصديقاً لقول الله تعالى:

    {يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}
    صدق الله العظيم [المائدة:٥٤]

    ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: فكيف يرضيهم الله يوم لقاءه وذلك لأنهم لن يرضوا أبداً بجنته لأنهم لم يبيعوا أنفسهم وأموالهم مقابل ذلك بل المقابل من الله أن:
    {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} صدق الله العظيم.

    والسؤال الذي يطرح نفسه على أحباب الله: فهل سيرضون بنعيم الجنة وحورها وقصورها ومن يحبهم ويحبونه حزينٌ ومُتحسرٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم وهو يسمع عباده في النار:
    {يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} [فاطر:37]؟ ألا والله لو قالوا: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:23] لنالهم الله برحمته ولقال لهم: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} [الأعراف:49] صدق الله العظيم، فيجيبهم كما أجاب الكفار أصحاب الأعراف من الذين لم يقِم الله عليهم الحجّة ببعث الرسل وهم الذين يموتون من القرى من قبل أن يبعث الله فيهم رسولاً ولذلك ألهمهم الله أن يسألوه رحمته وأن لا يجعلهم مع القوم الظالمين المكذبين برسل ربّهم، وقال الكافرين من أصحاب الأعراف:
    {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:47]

    ومن ثم جاءت الإجابة من الله أرحم الراحمين وقال لهم:
    {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم

    وذلك تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15]، وما يريد المهديّ المنتظَر هو من أظهره الله على أمرنا ولم يصدق وتوفاه الموت من قبل التصديق وظهور المهديّ المنتظَر فإني أحمله رسالة من الإمام المهدي إلى أصحاب النار أن لا يسألوا الله الرجعة كمثل قولهم:
    {حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ﴿٩٩﴾ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ} صدق الله العظيم [المؤمنون:99-100]

    بل يقولوا:
    {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:23]

    وعليك أن تخبرهم يا من كذبت بأمرنا أن الله كتب على نفسه الرحمة فلا يسألوه الرجعة؛ بل يسألوه رحمته التي كتب على نفسه، ويقولوا:
    "اللهم إنك أرحم بنا من أمهاتنا وأنت أرحم الراحمين، فلا بد أنك حزين علينا بسبب ظلمنا لأنفسنا، اللهم نسألك بحق عظيم رحمتك التي وسعت كُل شيء أن تخرجنا من نارك برحمتك فتدخلنا جنتك برحمتك فمن ذا الذي هو أرحم بنا من ربنا الرحمن الرحيم؟".

    ولن ينكر الله صفة رحمته بعباده فسُرعان ما يأتيكم الرد من الله الرحمن الرحيم، ولكن مُشكلة أصحاب النار هو اليأس من رحمة الله، ألا وإن اليأس من رحمة الله لمن صفات إبليس، ولذلك يُسمي الله اليائسين من رحمته بالمُبلسين، وقال الله تعالى:
    {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ﴿٧٤﴾ لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ(٧٥﴾ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ(٧٦﴾} صدق الله العظيم [الزخرف]

    وقال الله تعالى:
    {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:٤٤]

    أي: فإذا هم يائسون من رحمة الله كما يئس إبليس، فلما قلدوا إبليس في اليأس من رحمة الله، وقال الله تعالى:
    {إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:٨٧]

    فانتم يا أصحاب النار لا تزالون كافرين برغم أنكم تصطرخون في نار جهنم، ولكنكم لا تزالون كافرين، وكفركم هو اليأس من رحمة الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:٨٧]

    ولذلك تلتمسون الرحمة من عبيده و هم أدنى رحمة من الله. وقال الله تعالى:
    {وَنَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ} صدق الله العظيم [الأعراف:٥٠]

    ولكنكم لا تجدونهم يرحموكم فيعطونكم؛ بل سيقولون لكم:
    {قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:٥٠]

    وكذلك يا معشر الكُفار برحمة الله أرحم الراحمين أراكم تلتمسون الرحمة من خزنة جهنم فتقولون:
    {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم [غافر:٤٩]

    فهل وجدتموهم رحموكم؟ بل قالوا:
    {قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَىٰ قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} صدق الله العظيم [غافر:٥٠]

    فانظروا لفتوى الله الحقّ
    : {وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ} صدق الله العظيم. وذلك لأنكم يائسون من رحمته وتلتمسون الرحمة من عبيده فتدعونهم أن يشفعوا لكم بين يدي الله. وقال الله تعالى:
    {يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بالحقّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:٥٣]

    ويا لعجب قولكم يا معشر الكافرين فكيف تقولون:
    {قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} ومن ثم تنطقون بالباطل فتقولون: {فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} صدق الله العظيم، ويا سبحان ربّي فوالله لم تعرفوا الحقّ بعد. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَن كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا} صدق الله العظيم [الإسراء:٧٢]

    فكيف أنكم تقرون وتعترفون بالحقّ بقولكم:
    {قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} ومن ثم تسألون الرحمة من عباده من دونه أن يشفعوا لكم بين يدي الله أرحم الراحمين بقولكم: {فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} صدق الله العظيم! فانظروا لقول الله تعالى: {قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} صدق الله العظيم، إذاً لا تزالون كُفاراً بأرحم الراحمين، وذلك هو سبب بقائكم في نار جهنم، وقال الله تعالى:
    {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:١٠٦]

    يا أيُّها الناس، ذروا الخلق وتوجهوا بقلوب مُخلصةٍ إلى الخالق الذي ليس كمثله شيء الله أرحم الراحمين، وبما أنه أرحم الراحمين ولذلك لا ينبغي أن تجدوا في أرضه وسماواته من هو أرحم بكم من الله لا في الدُنيا ولا في الآخرة، إني لكم ناصح أمين، ذروا تعظيم العبيد بغير الحقّ ولا نمنعكم من الثناء على عباد الله المُكرمين، وإنما التعظيم هو أن تجعلوا التكريم لهم حصرياً من دونكم، ولذلك لا تطمعون أن تكونوا مثلهم مُكرمين، ولذلك جعلتموهم حداً بينكم وبين الله وترجون شفاعتهم فأشركتم بالله، فكيف السبيل لنخرجكم من عبادة العبيد إلى عبادة الربّ المعبود الله أرحم الراحمين؟

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    ــــــــــــــــــــــ


    من هذا العبد الذى سيتيح له الرحمن فرصة التكلم بين يديه ويقول صوابا ؟ ومن زُمرته؟

    وقال الله تعالى: { وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِقًا } صدق الله العظيم [الكهف:52]. بل كفروا بشركهم وكانوا عليهم ضداً، تصديقاً لقول الله تعالى: { وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا ﴿٨١﴾ كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا(82)} صدق الله العظيم [مريم]

    فقد كفروا بشركهم بالله بسبب المبالغة فيهم من بعد موتهم:
    { وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩﴾ هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ } صدق الله العظيم [يونس]. حتى إذا رأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب ليعلموا أن لا ملجأ لهم من عذاب ربهم إلا إليه أن يغفر لهم برحمته ولكنهم لم يتجرأوا أن يسألوا الله ذلك وخشعت الأصوات للحي القيوم لا تسمع إلا همساً.

    وفجأةً..
    تفاجأوا بعبدٍ يأذن الله له أن يخاطب ربه فإذا هو يُزيدهم هماً بغم فيرفع عليهم قضية عند ربهم أنهم حالوا بينه وبين تحقيق النعيم الأعظم ويرفض خلافة ربه على الملكوت، ويرفض دخول جنة ربه ويحاج ربه أن يُحقق له النعيم الأعظم من نعيم جنته. فإذا بالله يقول:
    عبدي ألم أجعلك خليفة ربك الشامل من قبل على ملكوت الدُنيا؟ وها أنا أجعلك خليفة ربك على ملكوت الآخرة؟ فإذا هو يقول : أعوذُ بك ربي أن أرضى بذلك حتى تُحقق لي النعيم الأعظم من ذلك كُله. فينظر أصحاب اليمين وأصحاب الشمال والمقربون إلى هذا الرجل ومن حشرهم الله في زمرته فإذا هم يرون زمرته يضحكون بالتبسم من دهشة عباد الله الصالحين لأنهم يعلمون بحقيقة اسم الله الأعظم وهم لا يزالون في الدُنيا؛ بل حقيقة اسم الله الأعظم هي الآية التي جعلها الله في قلوبهم حتى أيقنوا بحقيقة هذا العبد. وأما سبب تبسمهم هو لأنهم يعلمون بالمقصود من طلب هذا العبد لربه بتحقيق النعيم الأعظم؛ لأنهم سمعوا هذا العبد يعتذر لربه عن الخلافة على ملكوت الجنة ويُريد أن يحقق له النعيم الأعظم، مما أدهش ذلك الخطاب من العبد إلى الرب حتى عباد الله الصالحين فقالوا: ماذا يبغي وقد جعله الله خليفته على الملكوت كُلة في الدُنيا والآخرة؟! فإذا كان الله استخلف آدم على جنة لله في الأرض، فقد جعل الله هذا العبد خليفته على جنة المأوى فأي نعيم يُريد أعظم مما أعطاه الله إياه؟ فقد أعطاه ما لم يؤتِه لعبد في الوجود كُله! فهل هذا العبد قد أصابه الغرور ويُريد أن يكون هو الرب؟! فما خطبه وماذا دهاه إذ يرفض أن يكون خليفة ربه على جنة الملكوت الأعظم ويُريد تحقيق النعيم الأعظم منها، فأي نعيم هو أعظم من جنة النعيم؟! فيا للعجب في أنفسهم من غير تكلم، بل الدهشة ظاهرة على وجوههم مما أضحك ذلك زمرة هذا العبد فتراهم مُتبسمين وهم قائمون في زمرته بين يدي ربه إذ يحاج باسمه وباسمهم ربه أن يحقق له النعيم الأعظم، ويشكو إليه الكافرين الذين حالوا بينه وبين تحقيق النعيم الأعظم فلم يُجِبه ربه بعد!! ومن ثم جثى على أرض المحشر يبكي بكاءًا مريراً ويدعو ثبوراً كثيراً ويقول:
    (( يا حسرتي على نعيمي الأعظم فلمَ خلقتني يا إلهي واظُلماه فقد ظلمني عبادك الكافرون وحالوا بيني وبين تحقيق النعيم الأعظم يا من حرَّمت الظُلم على نفسك فما ذنب عبدك يا إلهي؟ )).

    فأما الكافرون فظنوا أن يُفعل بهم فاقرة أكبر مما هم فيه بسبب هذا العبد الذي يرفع عليهم قضية إلى ربهم لم يعقلوه، وأما الصالحون فأصابتهم الدهشة من الخطاب لهذا العبد لربه برغم أنهُ القول الصواب!

    فإذا بالمُفاجأة الكُبرى تأتي من الله أرحم الراحمين فيأذن لعبده وعباده جميعاً أن يدخلوا جنته فقد صار راضياً في نفسه ليتحقق النعيم الأعظم لعبده ومن على شاكلته من زُمرته، فسمع ذلك الكافرون أن الله قد رضي في نفسه على عباده فأدخلهم جميعاً في رحمته فأذن لعبده وجميع عباده أن يدخلوا جنته، ومن ثم يتفاجأ الكافرون من أهل النار، وقالوا لذلك العبد وزمرته:
    { قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } صدق الله العظيم [سبأ:23]

    ومن ثم يتحقق النعيم الأعظم..
    فذلك شأن المهدي المُنتظر الذي تجهلون قدره ولا تحيطون بسره الذي سوف يجعل الناس أُمةً واحدةً على صراطٍ مُستقيم


    أخو البشر في الدم من حواء وآدم عبد النعيم الأعظم الإمام المهدي ناصر مُحمد اليماني.
    __________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..




    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 53012 من موضوع من أحداث ليلة القدر ومزيدٌ من أسرار الكتاب ذكرى لأولي الألباب ..

    الإمام المهديّ ناصرمحمد اليمانيّ
    5 - 9 - 1433 هـ
    24 - 7 - 2012 مـ
    06:33 صباحًا
    (بحسب التّقويم الرَّسمي لأم القُرى)
    ــــــــــــــــــ


    وليلةُ القدر التي يُظهر اللهَ فيها المهديَّ المنتظرَ، هي خيرٌ من ألفِ ليلةِ قدرٍ ولكنَّ أكثرَ الناسِ لا يعلمون ..


    { أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ
    ﴿35﴾ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴿36﴾ }

    صدق الله العظيم [القلم]



    بِسم الله الرَّحمن الرَّحيم والصَّلاة والسَّلام على جدّي محمد رسول الله وآله الاطهار وجميع أنصار الله إلى اليوم الآخر أما بعد..

    قال الله تعالى:
    { فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ }
    صدق الله العظيم [فصلت:16]

    وكم هذه الأيامِ النحساتِ على قومِ نبي الله هود عليه الصَّلاة والسَّلام وآله، والجواب في محكم الكتاب قال الله تعالى:
    { سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ }
    صدق الله العظيم [الحاقه:7]

    إذًا هذه الأيام شملت أيام الأسبوع فذكرها الله إنّها أَيامًا نَحِساتٌ، فالسؤال الذي يطرح نفسه للعقلِ والمنطق، فهل هي نحسات على نبي الله هود والذين آمنوا معه؟، والجواب: بل هي أيامُ نصرٍ وسلامٍ عليهم من ربهم، ولكنها أياماً نَحِساتٍ على أعداءِهم، وأما نبي الله هود والذين آمنوا معه فهي ليلةُ نصرٍ وسلام من الله، مَنَّ الله عليهم والذين آمنوا معه، تصديقًا لقول الله تعالى:
    { ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُور }
    صدق الله العظيم [سبأ:17]

    وقال الله تعالى:
    { قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِّنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (48) تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49) }
    صدق الله العظيم [هود]

    وكذلك ليلةُ القدرِ التي يُنْصَرُ فيها المهديُّ المنتظرُ، فهي ليلةُ نصرٍ وظهورٍ، يأمرُ اللهُ بالسَّلامِ على قومٍ؛ وليلةُ نحسٍ وهزيمةٍ على قومٍ آخرين. وقال الله تعالى:
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    { حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7) لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8) بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16) }
    صدق الله العظيم [الدخان]

    فما هو المقصود من قول الله تعالى:
    { فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) }
    صدق الله العظيم

    فانظروا لقوله تعالى:
    { فِيهَا } وذلك حدثٌ مُنْتَظَرٌ يَحدُثُ في ليلةِ قَدْرٍ ما، ومن ثم قال الله تعالى:{ أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ }..

    وما يقصد الله بقوله تعالى:
    { أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ }...؟

    والجواب في محكم الكتاب، قال الله تعالى:
    { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا }
    صدق الله العظيم [الإسراء:15]

    ولذلك، قال الله تعالى:
    { فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16) }

    صدق الله العظيم

    فما خطبُكم تَجعلوها ليلةَ سلامٍ مباركةٍ سواءً على المسلمين والمجرمين وبينهم إختلافًا كثيرًا؟، وقال الله:

    { أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ﴿35﴾ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴿36﴾ }
    صدق الله العظيم [القلم]

    وليلةُ القدْرِ التي يُظهِرُ اللهُ فيها المهديُّ المنتظرَ، هيَ خيرٌ من ألفِ ليلةِ قدر ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

    وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربِّ العالمين .

    أخُوكم الإمام المهديّ؛ ناصر محمد اليمانيّ
    _________

    [لقراءة البيان من الموسوعة]
    https://albushra-islamia.com/showthread.php?p=53009
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمن الرحيم
    ﴿ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾
    [الإسراء:٥٧] صدق الله العظيم
    ۞ خلاصة دعوة الإمام المهدي ناصر محمد ۞
    * الرحمن خلق الإنسان علمه البيان * {إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا}..* الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً * سؤال وجواب لأولي الألباب * وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ * عاجل إلى أحباب الله.. * ن والقلم وما يسطرون * نسف فتنة المسيح الدجال * كوكب النار سقر
    ۞الكتب الإلكترونية لموسوعة بيانات الإمام ناصر محمد۞ * يا حسرة على العباد.. * ردّ المهدي المنتظر إلى الذي ينكر أن رضوان الله النّعيم الأكبر * قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ * اضغط للبحث عن بيان للقرآن لآية تريد تأويلها الحق
    ۞ ولم يفرض الله على عبيده أن لا يرضوا حتى يكون راضياً في نفسه لهُ الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ۞
    ! هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ !
    ** إنّ الحبّ ينقسم إلى قسمين.. **
    *** هدف الشيطان في نفس الرحمن من محكم القرآن وبيان هدف الإمام المهدي في نفس الرحمن، هدفان متناقضان تماماً ***
    ۞۞۞ الحقوق لجميع المسلمين في أقطار الأرض ۞۞۞

  4. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 64943 من موضوع سؤال (4) إلى ناصر اليماني ( سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ )


    الإمام ناصر محمد اليماني
    25 - ذو القعدة - 1433 هـ
    11 - 10 - 2012 مـ
    02:21 صباحاً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ـــــــــــــــــــــــ


    ردّ الإمام المهديّ إلى ياسر صلاح:
    بل شياطين البشر يصدّون عن اتّباع رضوان الله بحكمةٍ ومكرٍ خبيثٍ أدهش شياطين الجنّ ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع أنصار الله الواحد القهّار في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، أمّا بعد..

    ويا حبيبي في الله ياسر صلاح، نحن لا نصف من يخالفنا الرأيَ والمعتقدَ بأنّه من شياطين البشر بل نقيم عليه الحجّة من محكم الذِّكر، فإذا كان باحثاً عن الحقّ أبصر الحقّ في محكم الذكر كما يبصر الشمس في النّهار أو ستأخذه الدهشة من بيان الإمام ناصر محمد اليماني فيخشى أن يكون هو المهديّ المنتظَر ثم يرجو تصديقه إلى حين فيتابع عن بعد ويكفنا شرّه وأذاه، وأمّا شياطين البشر الذين كرهوا رضوان الله فإنَّ الإمام المهديّ المنتظَر يعرفهم من خلال لحن القول. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ (26) فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ (27) ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (28) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ (29) وَلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ (30)} صدق الله العظيم [محمد].

    وليس من خلال لحن السبّ والشتم نعرفهم؛ بل لا نجدهم يشتمون إلا قليلاً إنّما يسبّ ويشتم الجاهلون الذين لا يعلمون وهم ليسوا من شياطين البشر؛ بل شياطين البشر يصدّون عن اتّباع رضوان الله بحكمةٍ ومكرٍ خبيثٍ أدهش شياطين الجنّ لدرجة أنَّ أولياءهم من شياطين الجنّ شكّوا في أمرهم واعتقدوا أنّهم لم يعودوا معهم كونهم يجيدون التمثيل ظاهر الأمر على أنّهم يريدون الحقّ ولا غير الحقّ فينطقون أحياناً بقول الحقّ حتى يكسبوا ثقة الذين يريدون أن يتبعوا الحقّ، ومن بعد كسب ثقتهم ومن ثم يضلّونهم في مسائل أخرى تختص بالعقيدة.

    وربّما يودّ ياسر صلاح أن يقول: "أفلا تبيّن لنا كيف اندهش شياطين الجنّ من تمثيل شياطين الإنس حتى شكّ شياطين الجنّ أنّ شياطين الإنس لم يعودوا معهم على ملّتهم في الصدّ عن اتّباع الصراط المستقيم؟". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ فأقول: نستنبط شكّ شياطين الجنّ في شياطين الإنس من خلال أخبارهم في قول الله تعالى:
    {وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14)} صدق الله العظيم [البقرة].

    فبرغم أنَّ قرناءهم في ذات أجسادهم فيروا أنّ شياطين البشر حين يجدوا المؤمنين من الذين أوتوا العلم قالوا آمنا وينطقون بين أيدهم بالحقّ حتى لا يكتشفوا أمرهم، وكذلك يعجبهم قولهم ليكسبوا بذلك ثقة قومٍ آخرين، ولكن هذا المكر أدهش شياطين الجنّ حتى شكّوا في أصحابهم. وقال الله تعالى:
    {وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىَ بَعْضٍ قَالُواْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ (76)} صدق الله العظيم [البقرة].

    ولكنهم شياطين البشر من الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والمكر قالوا لشياطين الجنّ: "إنما قلنا الحقّ أمام أهل العلم كمثل الرسول والذين أوتوا العلم معه وذلك حتى يرى قومٌ من المؤمنين أنّ قولنا أعجب رسولهم والذين أوتوا العلم منهم، ومن ثم يأخذ عنّا العلم قومٌ آخرون من الذين آمنوا حتى نخرجهم عن الصراط المستقيم". وقال شياطين البشر لشياطين الجنّ: "فاطمئنوا يا شياطين الجنّ إنّا معكم في الصدّ عن اتّباع الصراط المستقيم، وأن رأيتمونا نصدّق ظاهر الأمر فإنّما تلك طريقة خفيّة لنجاح الصدّ عن اتّباع الذكر". فهل فهمت الخبر يا ياسر؟ وذلك هو البيان لقول الله تعالى:
    {وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ(14)} صدق الله العظيم [البقرة].

    ونستنبط من ذلك شكّ شياطين الجنّ في شياطين الإنس بسبب دقّة التمثيل حين يلقَون الذين أوتوا العلم من الذين آمنوا فيتظاهرون بالإيمان والاتّباع وينطقون بسلطان العلم الحقّ ليكسبوا ثقة المؤمنين بأنّهم مؤمنون حتى اندهش شياطين الجنّ من دقّة تمثيل شياطين الإنس ومنهم أحمد عمرو، وحتى وإن رأيتم أنّه صدّق واتّبع المهديّ المنتظَر فلعلّه اتّباعٌ مؤقتٌ إلى حين وسوف يظل تحت المجهر.

    غير أنّي أشهد الله الواحد القهّار أنّي أنهى الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور أن يصفوا من يخالفهم أنّه من شياطين البشر ما لم تصدر فيه فتوى من المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني، فكن يا ياسر صلاح على ذلك النهي من الشاهدين كون من ضمن مكر شياطين البشر عدم التمييز بين الذين يُظهرون الإيمان ويبطنون الكفر وبين الباحثين عن الحقّ من العالمين.
    وهيهات هيهات تالله إنّ المهديّ المنتظَر ليعرف ما ترمون إليه يا معشر شياطين البشر من قبل أن تنطقوا به، فامكروا كيفما تشاؤون ولسوف تعلمون أنّ المهديّ المنتظَر هو الأذكى من كافة شياطين الجنّ والإنس، فكم تحاولون الصدّ عن اتّباع المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم لتطفئوا نوره ويأبى الله إلا أن يتمَّ بالمهديّ المنتظَر نوره ولو كره المجرمون ظهوره.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    عدوّ شياطين البشر المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــ
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 5618 من موضوع إنما الله الواحد القهّار مع البشر بالسمع والبصر والقُدرة المُطلقة ..


    الإمام ناصر محمد اليماني
    21 - 09 - 1430 هـ
    11 - 09 - 2009 مـ
    05:36 مساءً
    ــــــــــــــــــــ



    إنما الله الواحد القهّار مع البشر بالسمع والبصر والقُدرة المطلقة ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخي الكريم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وما رأيك أن تجعلها صلاةً واحدةً في اليوم من تلقاء نفسك؟ ثمّ انظر لردّ الله على نبيّه الذي هو خيرٌ منك صلّى الله عليه وآله وسلّم: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ ﴿٤٤﴾ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ﴿٤٥﴾ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ﴿٤٦﴾ فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [الحاقة].

    وقال الله تعالى: {قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ} صدق الله العظيم [يونس:15].

    ويا أخي الكريم: إن لَمِن أخطر الأمور على البشر جميعاً هي الفتوى في الدين بغير علمٍ من ربّ العالمين بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً؛ مغامرةً فقد يكون على صواب وقد يكون على خطأ، فمن أمركم بذلك؟ ومن كان يعلم علم اليقين بسلطان العلم البيِّن من ربّ العالمين يأتي به من كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ التي لا تُخالف لمحكم القرآن العظيم فليُفتِ، ومن لا يعلم فليقُل: (لا أعلم) وأُبشِّره بأجر مُفتٍ وكأنه أفتى، وذلك لأنه اتَّقى الله ولم يقُل على الله ما لم يعلم فذلك من أمر الشيطان وليس من أمر الرحمن، وحذَّركم الله أن تتبعوا أمر الشيطان وقال الله تعالى: {إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿١٦٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وأما ربّ العالمين إنما هو معكم بعِلمه وسمعه وبصره يرى تقلُّبكم ومثواكم أينما كنتم وما يكون من نجوى اثنين إلّا وهو ثالثهم ولا ثلاثةٍ إلّا وهو رابعهم، أيْ: إنه معهم بسمعه وبصره وعِلمه وقدرته وليس بذاته، فانظر لقول موسى مُخاطباً ربّه تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [القصص]، ثمّ انظر لردّ الله عليه: {قَالَ لَا تَخَافَا ۖ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [طه].

    إذاً؛ الله بسمعه وبصره وعِلمه وقدرته في السّماء والأرض، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَـٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَـٰهٌ} صدق الله العظيم [الزخرف:84].

    ولكنه إلهٌ واحدٌ وقال الله تعالى: {وَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ ۖ لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَـٰنُ الرَّحِيمُ ﴿١٦٣﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وإنما الله الواحد القهّار مع البشر بالسمع والبصر والقُدرة المطلقة فيقول للشيء كُن فيكون حيث يريد في الكون، وقال الله تعالى: {رَّبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴿٦٦﴾ وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ ۖ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ كَفُورًا ﴿٦٧﴾ أَفَأَمِنتُمْ أَن يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا ﴿٦٨﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ولكن ذاته سبحانه في السّماء، وقال الله تعالى: {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ﴿١٦﴾ أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ۖ فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ ﴿١٧﴾ وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الملك].

    فأين يكون في السّماء؟ قال الله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ} صدق الله العظيم [الأعراف:54].

    فما هو العرش وما حجمه؟ والجواب: إن عرشه المستوي عليه هو شجرةٌ تُحيط بالكون كُلّه من جميع جوانبه، وهي منتهى خلقه وليس منتهى قدرته في الخلق؛ بل منتهى الخلق وأقرب شيءٍ إلى ذاته، فما دونها الخلق وما بعدها الخالق، ولذلك تُسمَّى في الكتاب سدرة المُنتهى، فأمّا موقعها فهي بأفق الكون، وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ ﴿٢٣﴾ وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ ﴿٢٤﴾ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [التكوير].

    ولربما الجاهلون الذين يقولون على الله ما لا يعلمون يقولون: "إنَّ محمداً رسول الله رأى ربَّه!" سبحانه وتعالى علوّاً كبيراً! بل رأى مُعلِّمهُ جبريل عليه الصلاة والسلام نزلةً أُخرى وليس بصورة البشر؛ بل بِهَيئَته الملائكيّة كما خلقه الله حين وصلا إلى سدرة المنتهى، وكان النور يُشرق منها للملأ الأعلى في عِليِّين، ومن ثمّ تحوَّل جبريل عليه الصلاة والسلام إلى هيئته الملائكية فخرَّ لِله ساجداً فعلِم محمدٌ رسول الله أنهم قد وصلا إلى مقامهم المعلوم، فإذا بالله ينادي نبيّه من وراء الشجرة ويُرحِّب به ويخاطبه ليلةَ زيارته لربّه، وكما قلنا: إن الشجرة بالأفق المبين بمعنى أنها سدرة المنتهى وأعلى منها الخالق ودونها الخلائق. وقال الله تعالى:
    {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ﴿١﴾ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ ﴿٢﴾ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ﴿٣﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ﴿٤﴾ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ ﴿٥﴾ ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَىٰ ﴿٦﴾ وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ ﴿٧﴾ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ ﴿٨﴾ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ ﴿٩﴾ فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ ﴿١٠﴾ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ ﴿١١﴾ أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ ﴿١٢﴾ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ ﴿١٣﴾ عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ ﴿١٤﴾ عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ ﴿١٥﴾ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ ﴿١٦﴾ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ ﴿١٧﴾ لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    ولم يرَ ذات الله سبحانه؛ بل {لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [النجم]، ومنها سدرة المُنتهى وموقعها نهاية الكون وتحيط بالكون من جميع جوانبه.

    ويا عثمان إنك تؤمن أن الجنّة عرضها كعرض السّماوات والأرض ومن ثمّ تجدها في الكتاب ليست إلّا عند سدرة المُنتهى، بمعنى أن سدرة المُنتهى هي أكبر حجماً من الجنّة التي عرضها كعرض السّماوات والأرض ولذلك جعلها الله علامةً لموقع الجنّة، وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ ﴿١٣﴾ عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ ﴿١٤﴾ عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    ويا عثمان سبِّحْ الرحمنَ على العرش استوى، وسبِّحْ اسمَ ربِّك الأعلى وليس ربُّك جاثماً بين يديك غير أنك لا تراه سبحانه وتعالى علوّاً كبيراً! فلا تكن من الجاهلين وقُل ((اللهُ أكبر كبيراً)) فلا يوجد شيءٌ في خلقه سبحانه من هو أكبر منه سبحانه وتعالى علوّاً كبيراً! ليس كمثله شيءٌ وهو السميع البصير.

    فكيف لم تجعلوا فرقاً بين الرحمن والإنسان إلّا إنّ المسيح الدّجال أعور وربّكم ليس بأعور؟! فما أجهل علماءَكم الذين لا يستخدمون عقولهم شيئاً ويتّبعون أسلافهم الاتّباع الأعمى ويقولون: "هم أعلم منّا وهم أحكم منّا فلا يجوز أن نستخدم عقولنا؛ بل نتّبع ما وجدنا عليه أسلافنا من قبلنا"!

    ويا عثمان فلا تتبعهم أولئك قومٌ لا يعقلون، ولم يأمر البشرَ المهديُّ المنتظَر ويقول لهم:" اتّبعوني الاتّباع الأعمى"، فلكل دعوى برهانٌ وجعل الله برهان الإمامة والخلافة البيان الحقّ للقرآن.

    وأرى قليلاً من الإخوان قد فارقونا في رمضان، فما سبب هَجرهم لموقعنا؟ فهل هي صلوات النافلة وخلواتهم بربّهم وانقطاعهم لعبادته؟ - لكن وكذلك في موقع المهديّ المنتظَر مِنَ الذين يعملون على النسخ والنشر لهم أشدُّ أجراً عند الله بفارقٍ عظيمٍ لأنهم سينقذون البشر ويتسبّبون في هُداهم - أم إنه هَجَرَ موقعنا في شهر رمضان هذا؟ فمن الذي يأمن مكر الله؟ ولكننا لم نؤكِّد للبشر أن الصيحة في رمضان هذا فلربما هذا أو في رمضانَ آخرَ أو يستبدلها بآيةٍ أُخرى، وكلّ يومٍ هو في شأنٍ بسبب دعاء العباد، فما يُدريكم يا معشر الذين يأمنون مكر الله أن يُعذِّبكم الله اليوم (يوم الجمعة) أو الغد أو بعد ذلك أو يأتيكم الموت وأنتم لا تزالون معرضين؟ بل الصيحة لو حدثت فهي أهون من كوكب العذاب! فراجعوا بياني في هذا الشأن فلم نُؤكِّد لكم ولم نُؤكِّد للبشر إلّا إنها أدركت الشمس القمر، ولا تأمنوا مكر الله ولا تتمنّوا الهلاك للعباد وتمنَّوا لهم الهُدى، ويا معشر أحباب الرحمن هل يُرضيكم أن يُهلِك اللهُ عبادَه استجابةً لدعائِكم ثمّ يقول: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [يس]؟

    فتدبَّروا وتفكَّروا:
    {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ﴿٢٠﴾ اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٢١﴾ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٢٢﴾ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ﴿٢٣﴾ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢٤﴾ إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿٢٧﴾ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [يس].

    وأُذكِّر البشر بما وعدهم الله في القرآن العظيم، وأمّا حدث العذاب فانظروا لفتوى الله لرسوله حين سُئِل عن ذلك أن يقول: {قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الجن].

    فلا تَأمنوا مكر الله يا معشر البشر المعرِضين عن البيان الحقّ للذِّكر، فلا تستعجلوا بالسيئة قبل الحسنة خيرٌ لكم؛ اتَّبعوا الهُدى خيرٌ لكم من أن تنتظروا العذاب، وما أعلمه علمَ اليقين أنهُ نازلٌ وأنا فيكم ويَصرفه الله عمَّن يشاء ويُصيب به من يشاء، وفِرّوا إلى الله من بطشه بالتّوبة والإنابة إني لكم منه نذيرٌ مبينٌ، وأُفتيكم عن الحكمة من عدم تبيان موعد العذاب لكم لأنكم سوف تنتظرون فتُنظِرون التصديق حتى تروا العذاب الأليم ثمّ تُصدِّقون! فهذه عقولكم العفِنة المُلوَّثة يا معشر المُعرِضين عن البيان الحقّ للقرآن العظيم! وهذا لا يدلّ على ذكائكم يا معشر المنتظِرين لعذاب الله ثمّ يصدِّقون البيان الحقّ للذِّكر للمهديّ المنتظَر ناصر محمد اليمانيّ حين يرون العذاب الأليم وقال الله تعالى: {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنتُم بِهِ ۚ آلْآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    بل والله إن انتظاركم وتأخير التصديق حتى تروا العذاب يدلّ على أن عقولكم هي ذاتها عقول الكُفّار في عصر التنزيل الذين قالوا: {وَإِذْ قَالُوا اللَّـهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [الأنفال].

    فإن الذين يؤخِّرون التصديق بالحقّ من ربّهم حتى يُعذِّبهم فعقولهم كمثل عقول الذين قالوا هذا القول فهم من الأغبياء، بل أشدُّ غباءً من الحمير، ولكنّ أولي الألباب الأذكياء سوف يقولون:

    اللهم إن كان هذا هو الحقّ من عندك فبصِّرنا به من قبل أن تُعذِّبنا فتُذِلّنا وتُخزينا اللهم لا عِلم لنا إلّا ما علَّمتنا وبيدك قلوبنا، اللهم إن كان هذا هو الحقّ من عندك فبصِّرنا به وأرِنا الحقّ حقاً وأَوْزِعنا أن نشكر نعمتك علينا إذ جعلت قَدَرَ أُمّتنا في عصر المهديّ المنتظَر الذي ينتظره البشر منذُ أمدٍ بعيدٍ ليهديهم جميعاً إلى صراط العزيز الحميد، ولا تجعلنا من الكافرين بكُتب الله ورُسله حتى إذا جاءهم العذاب {قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿١٤﴾ فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    وتَضرَّعوا لله يا معشر المسلمين الذين أَشهدهم الله على بيان المهديّ المنتظَر لتبليغ البشر، وأنيبوا إلى الله الواحد القهّار وتفكَّروا لو أن ناصر محمد اليمانيّ هو المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين وأنتم لم تنصروه وأعرضتم عنه فتذكَّروا يا معشر المؤمنين كم مدى حسرتكم وحزنكم في أنفسكم لو أنكم نصرتم خليفة ربكم، ومن ثمّ تبكون بين يدي الله وتقولون:

    اللهم لا تَحرمنا نُصرةَ ناصر محمد اليمانيّ وشَدّ أزره ونشْر أمره إن كان هو حقاً المهديّ المنتظَر، اللهم فبصِّرنا بالحقّ وأَوْزِعنا أن نشكر نعمتك التي أنعمتَ علينا بقَدَر العثور على موقعه وبقَدَر القَدَر المقدور لوجوده فينا وفي جيلنا، اللهم إنك قلت وقولك الحقّ: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [إبراهيم]. اللهم فاجعلنا من الشاكرين لا من الكافرين، اللهم بصِّرنا بالصراط المستقيم ببصيرة البيان الحقّ للقرآن العظيم.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني.
    _____________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 4251 من موضوع اتّبعتم أعظم زورٍ وبهتانٍ على ربّ العالمين أنّه يؤيّد بمعجزاته المسيح الدجال ..

    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    26 - رجب - 1430 هـ
    19 - 07 - 2009 مـ
    03:04 صباحًا
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ــــــــــــــــــــ



    اتّبعتم أعظم زورٍ وبهتانٍ على ربّ العالمين أنّه يؤيّد بمعجزاته المسيح الدجال ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..

    أخي الكريم بارك الله فيك، فهل تريد أن نبدأ معك من الصِّفر؟ أفلا تتدبَّر وتتفكَّر في البيانات أو تضع كلمة بحثك فتأتيك بياناتٌ سبق فيها شرح كيفية معرفة المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم؟

    ويا أخي الكريم، إنّ ناصر محمد اليماني يقول إنه المهديّ المنتظَر وأنّ الذي أفتاه بذلك هو محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في الرؤيا الحقّ وأخبرني أنّ الله سيؤتيني علم الكتاب. إذاً أخي الكريم فإنّ لكلّ دعوى برهانٌ، فإذا كنتُ حقًّا لم أفتَرِ على الله ورسوله فحقٌّ على الله أن يؤيّدني بعلم الكتاب القرآن العظيم فأعلّمكم بما لم تكونوا تعلمون وأبيّن لكم كافة أسرار الكتاب التي خفِيت عليكم ولم يُحط بها عِلمًا علماءُ المسلمين ولا النّصارى ولا اليهود، وأعلّمكم ما لم تكونوا تعلمون، وأبيّن لكم حقائق لآيات الله في الكتاب تجدونها الحقّ على الواقع الحقيقي لو بحثتم عن تصديقها على الواقع الحقيقي مثال:

    1- حقيقة أصحاب الكهف والرَّقيم وقصّتهم وأسماؤهم ولبثهم ومكانهم بالضبط.
    2- حقيقة المسيح الكذاب وما اسمه ومَن هو وأين هو وأين مكانه بالضبط وما هي فتنته ومَن هم جيوشه.
    3- حقيقة يأجوج ومأجوج ومَن هم وأين هم بالضبط وما شأنهم وما قصتهم وكيف سيكون خروجهم ولماذا.
    4- حقيقة سدّ ذي القرنين وأين هو وكيف يدّكه الله وبماذا يجعل السبب في تهدّمه.
    5- حقيقة الأرض ذات المشرقين من جهتين متقابلتين وأين هي وما شأنها ومَن فيها ولماذا أوجدها الله ومن كان فيها خليفةً له ومَن الآن تمَلّك عليها بغير الحقّ.
    6- حقيقة الأراضين السبع وأين هنّ وما أسفلهن.
    7- حقيقة النار اللواحة للبشر وكيف يسبق الليل النهار.
    8- حقيقة الآية من قبل أن يسبق الليل النهار وهي أن تُدرك الشَّمس القمر، ولذلك لا ينبغي أن يكون غرّة رمضان لعام 1430 إلا بيوم الجمعة المباركة ليلة بلوغ المهديّ المنتظر أربعين عامًا برغم أنّه يستحيل أن تكون غرّة رمضان لعام 1430 بيوم الجمعة لدى كافة عُلماء الفَلَك لأنهم لا يعلمون أن الشَّمس أدركت القمر فاجتمعت به وقد هو هلالًا في الكسوف الشمسيّ في أول شعبان والذي لن يكون مُشاهَدًا في الجزيرة العربية وتشهده دولٌ أخرى بالشرق كمثل الصين والهند وما جاورَهم.

    ويا أخي الكريم إنّ شأن المهديّ المنتظَر عظيمٌ ولكنّكم تجهلون قدرَه ولا تُحيطون بسِرِّه، وقد جعلَه الله خليفتَه بالحقّ على كافة الأمم من جنود الله من البعوضة وما فوقها فيحشُر الله للمهديّ المنتظر جنوده لأنّ المسيح الدجال يحشر جنوده منذ أمدٍ بعيد وهو يعدّهم على مختلف الأجناس، ولذلك يحشر الله لعبده جنوده من البعوضة فما فوقها من كافة الأمم؛ ذلك خليفة الله المهديّ الذي يهدي به الله كثيرًا ويُضِلّ به كثيرًا ولن يُضل به إلا شياطين الجنّ والإنس من كلّ جنسٍ، ذلك شأن المهديّ المنتظَر الذي أنتم فيه مختلفون وتجدون سرّه في قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّـهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۖ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّـهُ بِهَـٰذَا مَثَلًا ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ﴿٢٦﴾ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ولربما يودّ أخي الكريم أن يُقاطعني فيقول: "ما دامت هذه الخلافة سيؤتيك الله إياها فلماذا لا يؤتيك الله إيّاها الآن وسوف يُصَدِّقك حتمًا جميع المسلمين والنّاس أجمعين؟". ومن ثم أردّ عليه وأقول: نعم سوف يُصَدِّقني النّاس ولكن المسلمين سوف يكونون أوّل من يكفر بالحقّ من ربّهم لو يحشر الله لعبده جنوده من كافة الأمم من البعوضة فما فوقها (كلّ شيءٍ قُبُلاً) وهم ينظرون لقالوا إنّما أنت المسيح الدجال الذي يؤتيه الله ملكوت كلّ شيء، وقال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَىٰ وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَّا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ﴿١١١﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وذلك لأنكم لا تعلمون المسيح الدجال ولا أين المسيح الدجال ولا فتنة المسيح الدجال وترون الحقّ باطِلًا والباطل حقًّا، وأضلَّت علماءكم الرواياتُ الباطلة التي تخالف مُحكَم القرآن العظيم، وجعلتم المسيح الكذاب يُحيي الموتى وجعلتم المسيح الكذاب يُمطِر السماء ويأمر الأرض فتُخرج نباتها! واتّبعتم أعظمَ زور وبهتانٍ على ربّ العالمين أنّه يؤيّد بمعجزاته المسيحَ الدجال برغم أنّ الله لا يُؤيّد بآياته إلا رُسلَه وأولياءَه.

    وأما إحياء الموتى فلا يستطيع الباطل أن يفعل ذلك وهو يدعو إلى الباطل، وتحدّى الله أن يبعث الباطلُ ميتًا واحدًا فإن فعل فقد صَدَق بدعوته للباطل. وكذلك جعلتم المسيح الدجال يُنزل المطر فينبت الشجر! وهي آيات لله ولا يفعلها سواه ولا يؤيّد بها مَن يدعو إلى غير الله، فبِئس العلماء علماؤكم وبِئس المسلمون أنتم؛ اتّخذتم هذا القرآن مهجورًا فاتّبعتم كلّ ما خالف لمُحكمِه من آيات أمّ الكتاب فتقولون إنّ فِتَن المسيح الدجال أنْ يُنَزِّل المطر ويُنبِت الشجر ويُحيي ميتًا بعد أن شطره إلى نصفين! ونسيتم أنّ هذه آيات الله، فكيف يؤيد بها من يدعو إلى سواه؟! وقال الله تعالى: {أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ ﴿٦٣﴾ أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ﴿٦٤﴾ لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ﴿٦٥﴾ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ ﴿٦٦﴾ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ﴿٦٧﴾ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ ﴿٦٨﴾ أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ ﴿٦٩﴾ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ﴿٧٠﴾ أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ ﴿٧١﴾ أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ ﴿٧٢﴾ نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ ﴿٧٣﴾ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴿٧٤﴾ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ﴿٧٥﴾ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴿٧٦﴾ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ﴿٧٧﴾ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ ﴿٧٨﴾ لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ﴿٧٩﴾ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٨٠﴾ أَفَبِهَـٰذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ﴿٨١﴾ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴿٨٢﴾ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿٨٣﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴿٨٤﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ ﴿٨٥﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾ فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴿٨٨﴾ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ﴿٨٩﴾ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿٩٠﴾ فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿٩١﴾ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ﴿٩٢﴾ فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ ﴿٩٣﴾ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ﴿٩٤﴾ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ﴿٩٥﴾ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴿٩٦﴾} صدق الله العلي العظيم [الواقعة].

    فتدبّر قول الله المُحكَم بالتّحدي الواضح للباطل أن يُحيي ميّتًا بلَغَتْ روحه الحُلقوم فيقول إن استطاع الباطل وأولياؤه أن يعيدوا إلى الميت روحَه فقد صَدَقوا بدعوتهم للباطل من دون الله إن فعلوا، وقال الله تعالى: {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿٨٣﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴿٨٤﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ ﴿٨٥﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم، فتدبَّر قول الله تعالى بالتحدي الواضح: {تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم.

    فكيف تجعلون المسيح الكذّاب صادِقًا فُيعيد روح ميتٍ شطره إلى نصفين ثم مَرّ بين الفلقتين كما تزعمون ثم نفَخ فيه فأعاد إليه الروح فكسر التحدي المُحكَم في القرآن العظيم؟ سبحان الله العظيم! وصَدَق الله وكذَب المُفترون المنافقون مِن اليهود والذين اتّبعوهم من علماء المسلمين الذين اتّخذوا هذا القرآن مهجورًا فضلّوا وأضلّوا أمّة الإسلام بأسرها، ولو لم تزالوا على الهُدى لما جاء قَدَر المهديّ المنتظَر ليهديكم إلى الصراط المستقيم، ولكنّه للأسف لم يبقَ من الإسلام إلا اسمه كجنسيةٍ تنتمون إليها، ومِن القرآن إلا رسمه بين أيديكم ومهما جادلتكم بمُحكَمِه فسوف تُعرِضون عنه فتأتوني بكل ما خالف لمُحكَم القرآن العظيم من روايات الباطل المُفترى، ولن يتّبع الحقّ إلّا أولو الألباب منكم حتى تروا آية العذاب الأليم ومن ثم تظلّ أعناقكم للحقّ خاضعةً.

    وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _____________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمن الرحيم
    ﴿ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾
    [الإسراء:٥٧] صدق الله العظيم
    ۞ خلاصة دعوة الإمام المهدي ناصر محمد ۞
    * الرحمن خلق الإنسان علمه البيان * {إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا}..* الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً * سؤال وجواب لأولي الألباب * وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ * عاجل إلى أحباب الله.. * ن والقلم وما يسطرون * نسف فتنة المسيح الدجال * كوكب النار سقر
    ۞الكتب الإلكترونية لموسوعة بيانات الإمام ناصر محمد۞ * يا حسرة على العباد.. * ردّ المهدي المنتظر إلى الذي ينكر أن رضوان الله النّعيم الأكبر * قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ * اضغط للبحث عن بيان للقرآن لآية تريد تأويلها الحق
    ۞ ولم يفرض الله على عبيده أن لا يرضوا حتى يكون راضياً في نفسه لهُ الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ۞
    ! هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ !
    ** إنّ الحبّ ينقسم إلى قسمين.. **
    *** هدف الشيطان في نفس الرحمن من محكم القرآن وبيان هدف الإمام المهدي في نفس الرحمن، هدفان متناقضان تماماً ***
    ۞۞۞ الحقوق لجميع المسلمين في أقطار الأرض ۞۞۞

  5. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 219 من موضوع من الإمام المهدي المُنتظر إلى كافة مُفتيي الديار في جميع الأقطار

    Englishفارسى Español Deutsh Italiano Melayu Türk Français

    الإمام ناصر محمد اليماني
    22 - 11 - 1430 هـ
    10 - 11- 2009 مـ
    09:00 مساءً
    ـــــــــــــــــــــ


    من الإمام المهديّ المُنتظَر إلى كافة مُفتيي الديار في جميع الأقطار ..


    [ لا تَكْتُبُوا عَنِّي شيئاً سوى القرآن، وَمَنْ كَتَبَ غَيْرَ الْقرآن فَلْيَمْحُهُ ]
    صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم


    من الإمام المهديّ المُنتظَر إلى كافّة مُفتي الديار في جميع الأقطار وإلى كافة خُطباء المنابر في بيوت الله وإلى جميع المسلمين والنّاس أجمعين، والسلام على من اتَّبع الهُدى من العالمين، إنَّكم تؤمنون جميعًا بقول الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} صدق الله العظيم [الحشر:7].

    وها هي قد تبيّنت لكم جميعًا الحكمة من حديث محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:
    [ لا تَكْتُبُوا عَنِّي شيئاً سوى القرآن، وَمَنْ كَتَبَ غَيْرَ الْقرآن فَلْيَمْحُهُ ] صدق عليه الصلاة والسلام.

    وذلك لأنّه يَخشى أن تُعرِضوا عن كتاب الله القرآن العظيم فتتّبعوا كتاب الطّاغوت الشيطان الرجيم، ولكنّكم خالفتم أمر رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فكتبتم الأحاديث النبويّة، وها هو المهديّ المُنتظَر يدعوكم إلى اتِّباع كتاب الله القرآن العظيم ليحكُم بينكم منه فيما كنتم فيه تختلفون فإذا أنتم عنه معرضون .

    ويا معشر علماء الأمّة تعالوا لنفتيكم بالحقّ لماذا نهاكم محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن تكتبوا عنه أحاديث السنّة النبويّة، وقال عليه الصلاة والسلام:
    [لا تَكْتُبُوا عَنِّي شيئاً سوى القرآن، وَمَنْ كَتَبَ غَيْرَ الْقرآن فَلْيَمْحُهُ] صدق عليه الصلاة والسلام. فهل تدرون ما السبب؟ وذلك لأنّ الله علّمه أنه توجد طائفةٌ مِن صحابة رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - يُظهِرون الإيمان ويُبطِنون الكفر والمَكر ليطفئوا نور الله عن طريق أحاديث السُّنة النّبويّة فيضلّوا المسلمين عن طريق الأحاديث المُفتراة في السُّنة النّبويّة حتى يردّوهم من بعد إيمانهم بهذا القرآن العظيم كافرين، وبما أنّ الله عَلَّم رسولَه بمكر أعدائه وأنهم يُبيِّتون أحاديثَ ليُلقوا بها بين أحاديث السُّنة النّبويّة عن الرسول كذبًا فيُضِلّوا المسلمين ضلالًا بعيدًا فيذروا كتاب الله ويستمسكوا بالأحاديث وأكثرها مُفتراة، وقال الله تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّ‌سُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْ‌سَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقرآن ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرً‌ا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وهذه فتوى بالحقّ أن الله أمَرَكم أن تتّبعوا كتابه. تصديقًا لقول الله تعالى:
    {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْـزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبعوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:155].

    وتصديقًا لقول الله تعالى:
    {إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبع الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ} صدق الله العظيم [يس:11].

    ويا معشر المُعرِضين من الأحزاب عن الدعوة إلى اتِّباع كتاب الله والاحتكام إليه، فما تريدونني أن أبشِّركم به وأنتم مُعرضون عن الدعوة إلى الاحتكام إلى كتاب الله؟ فتعالوا لننظر الحُكم من الله على الأحزاب المُعرضين عن كتاب الله، وقال الله تعالى:
    {أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً ۚ أُولَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ ۚ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ ۚ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٧} صدق الله العظيم [هود].

    وقال الله تعالى:
    {إِنَّ هَذَا الْقرآن يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} صدق الله العظيم [الإسراء:9].

    وقال الله تعالى:
    {حم ﴿١تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴿٢كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٣بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴿٤وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ ﴿٥} صدق الله العظيم [فصلت].

    وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقرآن وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (٢٦) فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (٢٧) ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النّار لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (٢٨)} صدق الله العظيم [فصلت].

    وقال الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ‎﴿٤١﴾‏ لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ‎﴿٤٢﴾‏ مَّا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ ‎﴿٤٣﴾‏ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ۖ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ۗ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُولَٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ ‎﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

    ويا معشر علماء الأمّة حقيقٌ لا أقول على الله إلا الحقّ، وإني أدعوكم إلى الله ليحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون في الدّين. تصديقًا لقول الله تعالى:
    {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ ربّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} صدق الله العظيم [الشورى:10].

    وما على المهديّ المُنتظَر إلا أن يستنبِط لكم حُكم الله من مُحكَم كتابه المُفصَّل القرآن العظيم إن كنتم به مؤمنين. تصديقًا لقول الله تعالى:
    {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

    وقال الله تعالى:
    {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ ۚ وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:105].

    وقال الله تعالى:
    {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ۚ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّـهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ﴿١٥يَهْدِي بِهِ اللَّـهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٦} صدق الله العظيم [المائدة].

    وقال الله تعالى:
    {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّـهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٤٨وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴿٤٩} صدق الله العظيم [المائدة].

    وقال الله تعالى:
    {وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿١٥٥أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ﴿١٥٦أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ ۚ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿١٥٧} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وقال الله تعالى:
    {كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿٢اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم} صدق الله العظيم [الأعراف:2-3].

    وقال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:52].

    وقال الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:170].

    وقال الله تعالى:
    {قُلْ يَا أَيُّهَا النّاس قَدْ جَاءكُمُ الحقّ مِن ربّكم فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ} صدق الله العظيم [يونس:108].

    وقال الله تعالى:
    {أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً ۚ أُولَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ ۚ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ ۚ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٧} صدق الله العظيم [هود].

    وقال الله تعالى:
    {وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا ۚ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ} صدق الله العظيم [الرعد:37].

    وقال الله تعالى:
    {إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} صدق الله العظيم [الإسراء:9].

    وقال الله تعالى:
    {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿٩٢وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٩٣} صدق الله العظيم [النمل].

    وقال الله تعالى:
    {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقرآن لأنّذِرَكُم بِهِ} صدق الله العظيم [الأنعام:19].

    وقال الله تعالى: {كَذَٰلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ﴿٢٠٠﴾ لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴿٢٠١﴾ فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿٢٠٢﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    وقال الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ۗ أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ۖ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ‎﴿٤٠﴾‏ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ‎﴿٤١﴾‏ لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ‎﴿٤٢﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

    و قال الله تعالى:
    {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} صدق الله العظيم [فصلت:44].

    وقال الله تعالى:
    {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ‎﴿٦﴾‏ وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ‎﴿٧﴾‏ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا ۖ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ‎﴿٨﴾‏ وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ‎﴿٩﴾‏ مِّن وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ ۖ وَلَا يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ‎﴿١٠﴾‏ هَٰذَا هُدًى ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ ‎﴿١١﴾} صدق الله العظيم [الجاثية].

    وقال الله تعالى:
    {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى} صدق الله العظيم [طه:134].

    وقال الله تعالى:
    {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ اتَّبعوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} صدق الله العظيم [لقمان:21].

    وقال الله تعالى:
    {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ اتَّبعوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُون} صدق الله العظيم [البقرة:170].

    وقال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} صدق الله العظيم [النساء:136].

    وقال الله تعالى:
    {أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ ۚ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:157].

    وقال الله تعالى:
    {الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [التوبة:97].

    وقال الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۖ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ} صدق الله العظيم [يونس:20].

    وقال الله تعالى:
    {إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} صدق الله العظيم [الشعراء:4].

    و قال الله تعالى:
    {فَارْ‌تَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النّاس ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّ‌بَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الدخان].

    و قال الله تعالى:
    {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦} صدق الله العظيم [الدخان].

    وقال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَّيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ ﴿٥٨} صدق الله العظيم [الروم].

    وقال الله تعالى:
    {تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴿٢كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٣بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴿٤} صدق الله العظيم [فصلت].

    ويا معشر علماء المسلمين على مُختلَف شيَعهم وفرقهم ها أنتم وقعتم في المحذور، وها هي قد تبيّنت لكم الحكمة لماذا نهاكم محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه و آله وسلم - من كتابة الأحاديث النبويّة، وذلك لأنّه يخشى أن تذروا كتاب الله فتتَّبعوا ما يخالف لكتاب الله من الأحاديث المُفتراة فتَهلَكوا.


    ويا أمّة الإسلام، والله الذي لا إله غيره إنّه لن يغني عنكم علماؤكم من الله شيئًا لئن اتَّبعتموهم وأعرضتم مثلهم عن دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، وذلك لأنّي لا أخاطبكم إلا بخطاب الله إليكم فإذا أنتم كمثل أهل الكتاب المُعرضين عن الدعوة إلى كتاب الله القرآن العظيم ليحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون، وقال الله تعالى:
    {إِنَّ هَذَا الْقرآن يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} صدق الله العظيم [النمل:76].

    ولكن فريقًا منهم أعرضوا عن الدعوة إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم، وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثمّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:23].

    و قال الله تعالى:
    {وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:101].

    أفلا ترون أنّكم قد أصبحتم مثلهم فنبذتم كتاب الله وراء ظهوركم و كأنَّكم لا تعلمون بنداء المهديّ المنتظَر إلى الاحتكام إلى كتاب الله ليحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون؟ والحُكم لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين.

    وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ..
    خليفةُ الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _______________

    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]



    الإمام ناصر محمد اليماني
    25 - 11 - 1430 هـ
    13 - 11 - 2009 مـ
    02:52 صبـاحـاً
    ــــــــــــــــــ


    السُّنة هي بيانٌ لبعض آيات الكتاب ويتوارثها الناس عمليّاً..

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخي الكريم حبيب قلبي أبا محمد الكعبي، بارك الله فيك وثبّتك وجميع الأنصار السابقين الأخيار على الصراط المُستقيم، وبالنسبة للحديث الحقّ:
    [إني تارك فيكم ما أن تمسكتم به لا تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسُنتي]


    ألا وإن السُّنة هي بيانٌ لبعض آيات الكتاب ويتوارثها الناس عملياً لأن بيانها يكون عملياً للناس جميعاً، ألا والله لو التزموا بأمر مُحمدٍ رسولِ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بعدم كتابة الأحاديث لما استطاع شياطين البشر أن يضلوهم شيئاً لأنّ السُّنة سوف يتوارثونها عمليّاً فيصبح معروفاً لدى المُسلمين كيف يُصلّون، كيف يزكّون، وكيف يصومون، وكيف يحجّون، فيتوارثون ذلك عمليّاً بالتطبيق من جيلٍ إلى جيلٍ بالوراثة العمليّة، ولكنهم حين خالفوا أمر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فكتبوا الأحاديث من بعد وفاة الرسول - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بسنين كثيرة ومن ثم حانت الفرصة لأعداء الله فيما كانوا يُبيِّتون من الأحاديث ليصدّوا الناس عن الصراط المُستقيم بأحاديث لم يقُلها مُحمدٌ رسولُ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - حتى أخرجوهم عن السنة العمليَّة إلى السُّنة المقروءة فاتّبع عُلماء الأمَّة السنةَ المُحرفةَ وهم لا يعلمون فضلّوا وأضلّوا إلا من رحم ربي.

    وبالنسبة لنَهي مُحمدٍ رسولِ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - عن كتابة أحاديث السُّنة فالسبب لأنّ الله علَّمه أنه يوجد طائفة يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر يُبيِّتون أحاديث عن النّبيّ غير التي يقولها النّبيّ عليه الصلاة والسلام وآله يريدون أن يُضلّوا المُسلمين ضلالاً بعيداً عن طريق أحاديث السُّنة النَّبويَّة. وقال الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ} صدق الله العظيم [النساء:81].

    ولذلك أراد مُحمدٌ رسولُ الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أن يُجنِّب المُسلمين من فتنة شياطين البشر الذين يُظهرون الإيمان ويبطنون الكُفر ولذلك أمر المُسلمين بعدم كتابة الأحاديث وبهذا يضمن أنّ شياطين البشر لا ولن يستطيعوا فتنتهم عن طريق الأحاديث المُفتراة في السُّنة النَّبويَّة فجعل السُّنة هي التطبيق العملي يتوارثه المُسلمون من جيلٍ إلى جيل والقرآن محفوظ من التحريف، ولكنهم خالفوا أمر الله ورسوله وكتبوا الأحاديث ثم تسنت الفرصة لشياطين البشر بوضع الأحاديث التي كانوا يبيتونها من قبل، ثم ردوا المُسلمين من بعد إيمانهم كافرين.

    وها أنتم ترون أنّ ناصر مُحمد اليماني كم ينادي الليل والنهار عبر جهاز الأخبار: يا معشر البشر اتبعوا الذكر المحفوظ من التحريف؛ رسالة الله إلى الناس كافةً. فإذا أول من يتصدى للمهديّ المُنتظَر هم المُسلمون وقالوا: "بل أنت كذابٌ أشرٌ ولستَ المهديّ المُنتظَر، فكيف تأمرنا أن نتبع الذكر ونترك سنة مُحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟". ثم ردّ عليهم المهديّ المُنتظَر وقال: أعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين؛ بل أنا المهديّ المُنتظَر مُستمسكٌ بكتاب الله و بسنّة رسوله الحقّ، وإنما أكفر بما خالف لمُحكم القرآن في السُّنة النَّبويَّة حسب فتوى الله في مُحكم كتابه أن ما خالف لمُحكم القرآن من أحاديث السُّنة فإن ذلك الحديث من عند غير الله أي من عند الشيطان الرجيم، وذلك لأنّ القرآن وسنّة البيان هما جميعاً من الرحمن ولا ينبغي لسنّة البيان أن تخالف لمُحكم القرآن، ألا وإنّ في القرآن الفرقان بين الحقّ والباطل ولكن عُلماء الأمَّة إلى حدّ الساعة لصدور ردي هذا وهم لا يزالون مُعرضين عن دعوة المهديّ المُنتظَر إلى الاحتكام إلى كتاب الله، وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنهم يعلمون أني سوف أخالفهم في كثيرٍ ممّا هم عليه ولذلك لم تُعجبهم دعوة المهديّ المُنتظَر إلى اتباع الذكر والاحتكام إليه! أفلا يعلمون أني مُكلفٌ ببيان القرآن كما كان يبينُه مُحمدٌ رسولُ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - للناس فأعيدُ المُسلمين إلى منهاج النبوة الأولى كما لو كان المُسلمون في عصر مُحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ وإنا لصادقون.

    وأنا المهديّ المُنتظَر أؤمن بالقرآن وبسنة البيان وآتيكم بالبرهان لسنة البيان من ذات القرآن، ألا والله الذي لا إله غيره لو استجاب عُلماء الأمَّة لدعوة الاحتكام إلى الكتاب لوجدوا العجب العُجاب بالحقِّ وكأنّ القرآن تنزّل اليوم عليهم لأنهم فهموه وعقلوه وعلموه ولكن أكثر الناس لا يشكرون.

    فيا أمّة المهديّ المُنتظَر في عصره وقدره المقدور في الكتاب المسطور لقد منّ الله عليكم أن بعث المهديّ المُنتظَر في جيلكم في هذه الأُمّة أفلا تكونوا من الشاكرين؟

    ويا أمّة الإسلام كيف إن المهديّ المُنتظَر يُفتيكم أنه لا يجوز لكم أن تُفتوا بالاجتهاد بغير علمٍ ثم يفتري هو على الله ويقول إنّه المهديّ المُنتظَر ما لم يكن هو حقاً المهديّ المُنتظَر إذا وجدتم أنّ الله قد أيده بسلطان العلم؟ فكيف تجتمع النور والظُلمات يا قوم أفلا تعقلون؟

    ألا والله إن الإنترنت نعمةٌ من الله كُبرى، فدعوة المهديّ المُنتظَر وحجته مكتوبة تُقرأ الليل والنهار خيرٌ من أن ألقي إليكم البيان فيسمعه من سمعه ويذهب سُدىً؛ بل بيانٌ محفوظٌ يُقرأ الليل والنهار من جميع الأقطار، وبرغم أنه وفد إلينا آلاف من البشر فاطلعوا ولا يزالون يطلعون على البيان الحقّ للذكر في موقع المهديّ المُنتظَر فيبلّغون به بعضهم بعضاً ولكن للأسف لم يوقنوا أنّ ناصر مُحمد اليماني هو حقاً المهديّ المُنتظَر! بمعنى أنهم لم يصدقوا ولم يكذبوا فلا يزال الكثير في ريبهم يترددون هل هذا هو حقاً المهديّ المُنتظَر أم إنه كذاب أشر؟ ولكن المهديّ المُنتظَر سوف يقول لكم في أنفسكم قولاً بليغاً:
    يا أحبابي في حُب الله يا جميع المُسلمين والمُسلمات، إنني والله أحبكم في الله وذليلٌ عليكم فلا تخشوا قسوتي في بعض البيانات إنما أريد أن أزجركم من الظُلمات إلى النور، وأما القول البليغ هو أن تختلوا بأنفسكم مع ربكم وحده لا شريك فتُناجون الله في مكان لا يسمع مُناجاتكم سواه ثم تتضرعوا إلى الله فتقولوا:

    (اللهم إنك أنت الحقّ ووعدك الحقّ فاكتبنا مع الشاهدين، اللهم إنك تعلم وعبادك لا يعلمون ولا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العزيز الحكيم، اللهم إن كنت تعلم أنّ المهديّ المُنتظَر هو حقاً ناصر مُحمد اليماني فلا تجعله حسرةً على عبدك (أو أمَتك)، فأندم أني لم أكن من أتباعه وأنصاره السابقين الأخيار، اللهم فبصِّرني ببيانه للكتاب حتى أعلم أنه ينطق بالحقِّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيم، اللهم إن كان يدعو إلى الحقّ والحقّ هو معه اللهم فاهدِ قلبي إلى اتباع الحقّ بحقّ القول الحقّ لا إله إلا الله مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.)

    ثم يستمر بالتضرع حتى يخشع قلبه وتسيل عيناه من الدمع فيشعر في نفسه حُبّاً عظيماً لناصر مُحمد اليماني، وتلك علامة التقوى للإمام ناصر مُحمد اليماني أنه يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مُستقيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا ﴿٩٦﴾ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا(97)} صدق الله العظيم [مريم].

    وقد رأيت أخي عبد الله ابن عبد العزيز ينصحكم من الحسد، وصدق الرجل فإن بعض الباحثين عن الحقّ ما بحث عن المهديّ المُنتظَر إلا لأنه يظنّ أنه لربما هو المهديّ المُنتظَر حتى إذا عثر على الحقّ فقد ينزغه الشيطان بحسدٍ في نفسه فلا يُريد أن يتبيّن له أنّ ناصر مُحمد اليماني هو المهديّ المُنتظَر ويتمنى أن لا يكون ناصر مُحمد اليماني هو المهديّ المُنتظَر لكي يستمر الأمل عنده أنه هو المهديّ المُنتظَر.
    ويا سُبحان الله فهل تعبدون منصب المهديّ المُنتظَر أم تعبدون الله يا معشر الباحثين عن الحقّ! ألا ليتني جُنديٌّ مجهولٌ في سبيل ربّي فلا يهمني شأن منصب المهديّ المُنتظَر، ويا قوم فما تريدون بالزينة والمُلك؟ ألا والله لو تعلمون المُتعة في حُبّ الله والتنافس على قربه وحبه لنبذتم ملكوت الدُنيا والآخرة وراء ظهوركم ولن ترضوا بغير حُبّ الله وقربه ونعيم رضوان نفسه بديلاً أبداً.

    ويا معشر المُسلمين هل تُريدون أن يحببكم الله؟ فكونوا طيبين تعفون عن من ظلمكم، وتعطون من أعطاكم، وتعطون من حرمكم، وتدرأون السيئة بالحسنة تكونون حقاً عُظماء في نظر البشر، ثم يشهد الله لكم الخالق العظيم أنكم لعلى خُلقٍ عظيمٍ، وتلك أخلاق الأنبياء والمُقربين من عباد الله أولئك هم عباد الرحمن الذين لا يستكبرون ويمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً.

    فلتكن حياتكم من أجل الله، ألا والله إن الذين لا يعيشون من أجل الله إنهم لم يعرفوا الله ولم يقدّروه حقّ قدره. وما تريدون بهذه الحياة ومتاعها؟ فاتبعوني تستمتعون بالنعيم الأعظم من نعيم ملكوت الدنيا والأعظم من ملكوت الجنة التي عرضها السماوات والأرض والله على ما أقول شهيد ووكيل لو يحببكم الله، ولن يحببكم الله حتى تتبعوا دعوة الحقّ من ربكم فتعبدون الله كما ينبغي أن يُعبد فتذرون تعظيم عباده فتُشمرون لتُنافسوا المهديّ المُنتظَر وكافة الأنبياء والمُرسلين في حُب الله وقربه بالمسارعة في الخيرات فتكونون لله خاشعين، فما أجمل الحسد في المسارعة في الخيرات فيشعر الحاسد بالحسد الجميل حين يرى أخاه الذي لديه المال يسارع بالخيرات في التقرب إلى ربّه ثم يبكي فيقول:

    (يا رب إنك تعلم أني لا أحسد الناس على الدُنيا ولكني أحسد الناس فيك على التقرب إليك بحلال أموالهم، اللهم فافتح علينا أبواب فضلك ورحمتك وثبتني على التنافس في حُبك وقربك فأنت ربّي وأنا عبدك أعبد حُبك وقُربك حتى ترضى، ألا وإن النعيم الأعظم هو في رضوانك وفي حبك وقربك، فكم أنت جميل يا إلهي فما أجمل صفاتك يا أرحم الراحمين)

    و يا أيها الناس اتقوا ربكم فاعبدوه وذروا تعظيم عباده جميعاً من حملة العرش الثمانية إلى البعوضة جميع عباد الله ما
    يَدبُّ أو يطير فإنهم عبيدٌ لله أمثالكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ ربّهم يُحْشَرُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:38].

    وإنما الرُسل والأنبياء عبيدٌ لله أمثالكم لا يتفوقون عليكم بمثقال ذرةٍ من الحقّ في ذات الله؛ بل هو ربكم جميعاً، ولكن مُشكلة البشر حين يرون الله يكرّم أحد البشر فبدل أن ينافسوه لكي ينالوا التكريم من ربّهم مثله فإنهم يتخذون الطريق المعوج فيعمدون إلى هذا العبد الذي كرّمه الله فيتمسحون بقبره و يتوسلون به قربة إلى ربّهم ليشفع لهم عنده فضلّوا عن سواء السبيل.

    ويا أيها الناس إني المهديّ المُنتظَر لا أقول لكم إنّ ربّي الله هو لي وحدي حصريّاً فلا ينبغي لكم أن تنافسوني في حُبّ الله وقربه، ألا والله لو أفتيكم بذلك لما أغنى عني من في السماوات والأرض من الله شيئاً فأكون من المُعذبين وأعوذُ بالله أن أقول ما ليس لي بحقّ؛ بل اعبدوا الله ربّي وربّكم، وأشهدُ الله وجعلني عليكم شهيداً ما دمت فيكم فاشهدوا على دعوتي بالحقِّ، وإنما أنا بشرٌ مثلكم ولي في الله مالكم وشأن المهديّ المُنتظَر كشأن الأنبياء والمُرسلين وليس نبيّاً ولا رسولاً ولكن الله كرّمه تكريماً فجعل من الرُسل له وزراء وإن هذا لهو التكريم العظيم ولن يزيدني إلا ذُلاً بين يدي الله، وأدعوكم إلى عبادة الله كما ينبغي أن يُعبد فانطلقوا وراء المهديّ المُنتظَر نحو الله، فليحاول أحدكم أن يَجُرَّ المهديّ المُنتظَر بقميصه من دُبرٍ ليسبقَه إلى الله إن استطاع بالمسارعة بالخيرات والتعبد في حبّ الله وقربه فيعبد الله وحده لا شريك له فلا يُعظِّم المهديّ المُنتظَر فيفضله على الله.

    ولربّما يودّ أحدكم أن يقاطعني: "وكيف أن نفضّل المهديّ المُنتظَر على الله! ونعوذ بالله من ذلك". ومن ثم أردّ عليكم بالحقِّ وأقول :إنكم حين تفضلون المهديّ المُنتظَر أن يكون هو أحبّ إلى الله منكم فقد فضلتم المهديّ المُنتظَر على الله! ثم لا يغني عنكم المهديّ المُنتظَر من الله شيئاً. فيا أيها الأنصار السابقين الأخيار استجيبوا لله ليحيي قلوبكم فاستجيبوا لأمر الله في مُحكم كتابه:
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:21]، و {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} صدق الله العظيم [المائدة:35].

    وإنما الأنبياء والمُرسلين عبادٌ أمثالكم لهم في الله ما لكم فنافسوهم في حب الله وقربه، أفلا ترون إنهم يتنافسون على حُب الله وقربه ولم يُفضِّلوا بعضهم بعضاً لأنهم يعلمون أنه لا يجوز لهم أن يُفضِّلوا بعضهم بعضاً إلى الله؛ بل يتنافسون أيّهم أقرب إلى الربّ، فإن فضلت أحداً سواك فإنك لمن المشركين، فانظروا هل فضّل بعضُهم بعضاً؟ والتفضيل بيد الله وليس بأيدي البشر وما عليهم إلا أن يتنافسوا على حُب الله وقربه أيهم أقرب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۘ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ ۖ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ۚ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَٰكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} صدق الله العظيم [البقرة:253].

    وقال الله تعالى:
    {رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ ۖ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ ۚ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا ﴿٥٤﴾ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ ۖ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ﴿٥٥﴾ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾ وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا(58)} صدق الله العظيم [الإسراء].

    إذاً يا قوم، إنّ أمر التنافس في حُبّ الله وقربه لم يجعله الله حصريّاً على الأنبياء والمُرسلين، فلا تشركوا بالله إني لكم لمن الناصحين فاتّبعوا الأنبياء والمُرسلين فتنافسوا جميعاً عباد الله إلى الله أيُّكم أحبّ وأقرب، فلا تجعلوا الله حصرياً لرسلِه ليتنافسوا عليه وحدهم أيّهم أقرب، أفلا ترون فتوى الله في شأن الأنبياء والمُرسلين:
    {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} تنفيذاً لأمر الله في مُحكم كتابه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} صدق الله العظيم؟

    اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد.. فاشهدوا بالحقِّ يا معشر الأنصار السابقين الأخيار أنّ المهديّ المُنتظَر قد بلَّغ الأمانة فحطم الحاجز الذي افتراه المُعَظِّمونَ لعبادِ الله المُبالِغون ونسوا التعظيم لربّهم فضلوا عن سواء السبيل.

    يا أيها الناس قدِّروا ربّكم حقّ قدره إن كنتم إياه تعبدون، فلا تلوموني يا معشر الأنصار وكافة الزوار حين تجدوني أجيبكم فأزيدكم علماً بل أكرر عليكم التذكير في حقّ العبوديّة للرب سُبحانه فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر مُحمد اليماني.
    _______________

    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 51032 من موضوع من المهديّ المنتظَر إلى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وكافة قادات العرب وعلماء المسلمين..



    - 7 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    26 - 04 - 1432 هـ
    01 - 04 - 2011 مـ
    12:51 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــــــ


    ويا عجبي من أمّةٍ تُدعى إلى كتابها القرآن العظيم فيعرضون عن الدَّاعي إلى الاحتكام إلى كتاب الله !


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين والتابعين الحقّ إلى يوم الدين..

    ويا عجبي من أمّةٍ تُدعى إلى كتابها القرآن العظيم فيعرضون عن الداعي إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم! ولئن سألتهم فهل تؤمنون بكتاب الله القرآن العظيم أنه الحقّ من ربّ العالمين؟ لقالوا جميعاً وبلسانٍ واحدٍ اللهم نعم، ولئن سألتهم وهل تؤمنون أنه الكتاب الوحيد المحفوظ من التحريف والتزييف إلى يوم الدين؟ لقالوا اللهم نعم، ولئن سألتهم وهل القرآن العظيم هو رسالة الله إلى الناس كافة في العالمين؟ لقالوا اللهم نعم، ولئن سألتهم وهل أخبركم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن فيه حكم ما بينكم فيما كنتم فيه تختلفون؟ لقالوا اللهم نعم، ولئن قلت لهم وما هو دليلكم من أحاديث السُّنة النّبويّة؟ لقالوا قال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [ألا إنها ستكون ‏ ‏فتنة ‏ ‏فقيل وما المخرج منها يا رسول الله قال كتاب الله فيه نبأ ما كان قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو ‏ ‏الفصل ‏ ‏ليس بالهزل من تركه من جبار ‏ ‏قصمه ‏ ‏الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضلَّه الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو الذي لا ‏ ‏تزيغ ‏ ‏به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا يشبع منه العلماء ولا ‏ ‏يخلق ‏ ‏على كثرة ‏ ‏الرد ‏ ‏ولا تنقضي عجائبه هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: {إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به} من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم] صدق عليه الصلاة والسلام.

    ومن ثم يقول لكم الإمام المهديّ المنتظَر: إذاً يا علماء الأمّة وعامتهم لماذا لا تجيبون دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم وقد أضلّتكم الفتن فأدركتم زمن بعث الإمام المهديّ المنتظَر؟ وها هو يدعوكم إلى الاحتكام إلى محكم الذكر المحفوظ من التحريف القرآن العظيم لحقن دماء المُسلمين من هذه الفتنة الصماء العمياء التي تموج بالمنطقة العربيّة كموج البحار تجوب الأقطار.

    وقال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [ستكونُ فتنٌ يُصبِح الرجل فيها مؤمنًا ويُمسِي كافرًا، إلاَّ مَن أحياه الله بالعلم].

    [كيف تصنَعُ في فتنةٍ تَثُور في أقطار الأرض كأنها صَياصِي].


    وقال عليه الصلاة والسلام:
    [تكونُ فتنةٌ تعوج فيها عُقول الرجال حتى ما تَكاد ترى فيها رجُلاً عاقِلاً].

    وقال عليه الصلاة والسلام:
    [ثم تكونُ فتنةٌ لا تكون بعدها جماعة؛ تُرفَع الأصوات، وتَشخَص فيها الأبصار، وتُذهَل فيها العقول، فلا تَكادُ ترى فيها رجلاً عاقلاً].

    وقال عليه الصلاة والسلام:
    [ستكونُ فتنةٌ عَمياء بَكماء صمَّاء، مَن أشرَفَ لها استشرفَتْ له، وإشرافُ اللسان فيها كوقْع السَّيف].

    وقال عليه الصلاة والسلام:
    [تأتيكم أربعُ فتن؛ فالرابعة الصمَّاء العمياء المطبقة، تعرك فيها الأمَّة بالبَلاء عرْك الأديم حتى يُنكَر فيها المعروفُ ويُعرَف فيها المنكرُ، تموتُ فيها قلوبهم كما تموتُ أبدانهم]، وفي رواية: [والرابعة صمَّاء عمياء مُطبِقة تمورُ كمور موج البحر، حتى لا يجد أحدٌ من الناس منها ملجأً].

    ووقد أضلّتكم الفتنة الرابعة الصماء العمياء تمورُ بالبشر كمَورِ موج البحر، فأحدكم مع الحاكم والآخر مع المحكوم وآخرين أصحاب المواقف المزدوجة مع هذا وذاك في آنٍ واحدٍ وذلك حالكم في الفتنة الصماء العمياء، وقال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [والفتنة الرابعة يَصِيرون إلى الكُفر؛ مع هذا مرَّة، ومع هذا مرَّة، بلا إمامٍ ولا جماعة فتؤدِّ إلى ذَهاب السُّلطان وقِتال الناس بعضهم بعضًا] صدق عليه الصلاة والسلام.

    فاتّقوا الله يا عباد الله! فقد ابتعث الله عبده وخليفته الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني في زمن الاختلاف الأكبر بين الشعوب والحكام في زمن الفتنة الصماء العمياء تَدَعُ الحليم فيها حيراناً ينضم إلى مَنْ؟ فاتقوا الله وأجيبوا داعي الله للاحتكام إلى كتاب الله ليحكم بينكم وما على الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلا أن يستنبط لكم حكم الله من محكم كتابه فيما كنتم فيه تختلفون، وأنفي تعدديّة الأحزاب المذهبيّة وأنفي التعدديّة بالأحزاب السياسيّة، فكونوا حزب الله الواحد ودستوراً واحداً فلكم إلهٌ واحدٌ سبحانه وتعالى علواً كبيراً، فأجيبوا دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم ولا تكونوا أوّل كافرٍ به يا معشر المسلمين وأنتم به مؤمنون فبئس ما يأمركم به إيمانكم أن تعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم أفلا تعقلون! أليس فيكم رجلٌ رشيدٌ ولو واحد يا هيئة عُلماء اليمن يأتي لحوار الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني؟ فهو بينكم في صنعاء، وهو فرج الله عليكم، ورحمةٌ لكم يا أهل اليمن ولجميع المُسلمين. فلماذا أنتم عن رحمة الله معرضون، أفلا تتقون؟ فما هي حجتكم على الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إن كنتم صادقين؟ فهل دعاكم إلى عبادة غير الله حتى تكفروا بدعوته وهل دعاكم إلى الاحتكام إلى غير كتاب الله وسنّة رسوله حتى تعرضوا عنه فتنكروا عليه؟ ولكنكم لتعلمون حقيقة دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أنه يدعوكم والناس أجمعين إلى عبادة الله وحده لا شريك له وينذركم بالقرآن العظيم أن ليس لكم من دون الله وليٌّ ولا شفيعٌ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَأَنْذِرْ بِهِ الّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إلى رَبهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِي وَلا شَفِيعٌ لَعَلّهُمْ يَتّقُونَ} [الأنعام:51].

    وقال الله تعالى:
    {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [السجدة:4].

    وأدعوكم إلى الرجوع إلى كتاب الله القرآن العظيم وسنّة رسوله الحقّ التي لا تخالف لمحكم القرآن العظيم كون ما خالف لمحكم القرآن في سنة البيان فهو حديثٌ مفترى من عند غير الله أي من عند الشيطان أفلا تعقلون؟ فكيف السبيل لإنقاذكم من هذه الفتنة الصماء العمياء البكماء تدع الحليم فيها حيراناً؟ فكيف تريدون يا أهل اليمن أن يذهب الرئيس علي عبد الله صالح من السلطة من قبل تسليم القيادة إلى الذي سيحكم البلاد فينقذ العباد من الفساد ويحقن دماء المسلمين ويوحّد صفّهم ويجمع شملهم لتقوى شوكتهم ويؤلّف الله بين قلوبهم فيصبحوا بنعمة الله إخواناً؟ ولا تظنّوا أنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فرحاً بكرسي السلطان على العالمين، كلا وربّ السماوات والأرض إنّ كرسي المُلك على العالمين لَهَمٌّ وغَمُّ عظيمٌ في قلب الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّ كرسي الخلافة من ارتقى إليه فليعلم أنّه مسؤولٌ بين يدي الله عن الذين استخلفه الله عليهم، ألا والله الذي لا إله غيره ولا يعبد سواه أنّه لولا أنّ الإمام المهديّ مجبرٌ على قبول الخلافة لأشفقت منها ولأبيت أن أحملها كما أشفقت منها السماوات والأرض وأبين أن يحملنها وقد خاب من قَبِلَها وهو فرحٌ بها مسرورٌ ويرى نفسه فرحاً فخوراً، أفلا يعلم أنه مسؤولٌ يوم النشور يوم يقوم الناس لله الوحد القهّار؟ وقد خاب من حمل ظلماً. فبالله عليكم أليس أهون لناصر محمد اليماني أن يكون مسؤولاً بين يدي ربِّه فقط عن نفسه أهون من أن يكون مسؤولاً عن العالمين؟ فيا عجبي من قوم يتناحرون على الملك والسلطان ويعرضون عن داعي الاحتكام إلى القرآن ومنهم من يصفه بالجنون! بل هو الإنسان الذي علمه الرحمن البيان الحقّ للقرآن.

    أما آن لكم يا معشر اليمانيين وكافة المسلمين أن تجيبوا داعي الاحتكام إلى القرآن؟ فمن يصرف عنكم عذاب الرحمن يا معشر المعرضين الرافضين أن يكون الرحمن هو الحَكَم بينهم فيما كنتم فيه تختلفون؟ فهل على الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلا أن يستنبط لكم حكم الرحمن بينكم من محكم القرآن، أفلا تتقون؟ فكيف السبيل لإنقاذكم وكيف السبيل لهداكم، فما خطبكم وماذا دهاكم يا معشر هيئة علماء اليمن؟ أليس فيكم رجلٌ رشيدٌ يأتي لحوار الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني هل ينطق بالحقّ أم كان من اللاعبين؟

    ويا قوم إنّي أرى في موقع (حشد نت) رجلاً يفتري باسم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وما يلي رسالته المفتراة يقول فيها ما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    2011-03-30 23:16
    17
    الاسم : ناصر محمد اليماني
    موضوع التعليق : الصراحه انا استسلم
    بصراحه انا حاولت اني اكون مشهور واستخدمت كل الطرق والوسائل لاكن محاولاتي كلها بائت بالفشل الذريع اخواني انا اسف لاني كذبت عليكم وعلى كل الناس وفي كل المواقع والمنتديات وكما قلت اني قد فشلت فشلآ ذريعأ ولا يسعني الا ان اطلب منكم السماح لاني راحل ولكن ليس ببعيد
    وستكون رحلتي الى مستشفى الامراض النفسيه والعقليه وادعو لى بالشفاء العاجل....اخوكم ناصر محمد اليماني
    انتهى الاقتباس
    اِنتهى الافتراء.

    ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا أيها المفتري علينا إن كنت من شياطين البشر تفتري بمعرف المهديّ المنتظَر لتصدّ دعوة الاحتكام إلى الذكر فإن عليك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين فقد غضب الله عليك ولعنك وأعدّ لك عذاباً عظيماً، وإن كنت من الجاهلين فحسبي الله أن يغفر لك هذا الافتراء علينا بغير الحقّ، أفلا تستحي من ربّك الذي يراك حين تفتري علينا ما لم نقله؟ فويلٌ لك من ربّ العالمين وويلٌ للمُعرضين عن داعي الاحتكام إلى القرآن العظيم. وقال الله تعالى:
    {تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بالحقّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّـهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٦﴾ وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴿٧﴾ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّـهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٨﴾} [الجاثية].

    وقال الله تعالى:
    {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿٦﴾ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّىٰ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٧﴾} [لقمان].

    وقال الله تعالى:
    {اللَّـهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّـهِ ۚذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    ولربما تجدون من البشر التي لا تتفكر من يصدّق أنّ الذي كتب ذلك الاعتذار عن فشل الإشهار أنّه ذاته المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني كون من البشر أناس والله لا فرق بينهم وبين البقر التي لا تتفكر شيئاً، فهل معقول أن يكون ناصر محمد اليماني من الجاهلين وقد زاده الله بسطةً في علم البيان الحقّ للقرآن العظيم؟ ولسوف يحكم الله بيني وبين المُفتري بالحقّ وهو أسرع الحاسبين فلن يعجز الله هرباً إن كان من الشياطين، وإن كان من المسلمين فوالله أنّه من الذين لا يخافون الله ولا يتّقونه، وأقول صبرٌ جميلٌ على الجاهلين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    خليفة الله وعبده؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 4519 من موضوع أحسن القصص - (نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن...)

    قال الله تعالى فى محكم الكتاب:
    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّ‌حْمَـٰنِ الرَّ‌حِيمِ
    {الر‌ ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿١﴾ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْ‌آنًا عَرَ‌بِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٢﴾ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـٰذَا الْقُرْ‌آنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [يوسف]

    أتشرف بأن أضع أمام أعينكم ماخطه الإمام ناصر محمد اليماني بعلم القلم الصامت.

    _____________



    يا إمام الهدى كلمنا عن قصة نبيّ الله آدم عليه الصلاة والسلام ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخي السائل والسائلة، لقد سبق عرض خلافة الملكوت على السموات والأرض والجبال فأبينَ أن يحملنَها وأشفقنَ منها لأنّها مسؤوليةٌ كُبرى سوف يسألهم الله عنها، فخشيت السموات والأرض والجبال من حمل هذه الأمانة الكُبرى فهي أعظمُ مسؤوليةٍ في الكتاب، ثُمّ عرضها الله على آدم من بعد خلقه فقبلها وحملها حُبّاً في المُلك وليس طمعاً في تحقيق اسم الله الأعظم الذي جعل الله فيه السرّ من خلق آدم وزوجته، وخلق الملكوت كُلِّه ليعبدوا نعيم رضوان الله ولذلك خلقهم ليعبدوا نعيم رضوان الله، ولكن آدم وزوجته يجهلان حقيقة اسم الله الأعظم الذي جعله الله صفةً لرضوانه على عباده
    (( النّعيم الأعظم من نعيم ملكوت الدُنيا والآخرة ))

    و قبِل آدم أمانة الخلافة على الجنّ والملائكة والإنس من ذُريته طمعاً في المُلك ولذلك جعل الله فتنته بسبب حُبّه للمُلك، ولولا حُبّه للمُلك لما استطاع إبليس فتنته هو وزوجته، ولم يأكل آدم وزوجته من الشجرة إلّا حين كذب عليهما إبليس وقال:
    {يَا آدم هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ} صدق الله العظيم [طه:120].

    قال:
    {مَا نَهَاكُمَا ربّكما عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ﴿20﴾ وَقَاسمهمَا إنّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ﴿21﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وكذّب عدو الله اللعين، ونظراً لحُبّ آدم وزوجته للمُلك والنّعيم الذي جعلهما الله مُستخلَفَين فيه، أكلا من الشجرة ليدوم مُلكهما فيكونا فيه من الخالدَين تصديقاً منهما بقسم إبليس أنّ الله ما نهاهما عن هذه الشجرة التي نهاهما الله عن الأكل منها إلّا لأنّهما إذا أكلا مِنها لن يشيخا ولن يموتا ثُمّ يكونا في هذا المُلك الذي هم فيه لمن الخالدين،
    فعصى آدم ربّه فغوى نظراً لجهله بحقيقة اسم الله الأعظم الذي يوجد فيه سرّ خلقهما هو وزوجته. ويوجد في حقيقة اسم الله الأعظم سرّ خلق الملكوت كُلِّه، ولم يعلما أنّ رضوان الله لهو النّعيم الأعظم من ملكوت الدُنيا والآخرة، ولكن من عَبَدَ الله كما ينبغي أن يُعبد وحقّق الهدف من خلقه آتاه الله ملكوت الآخرة والأولى. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَمْ للْإنسانِ مَا تَمَنَّىٰ ﴿24﴾ فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَىٰ ﴿25﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    ومالك المُلك هو الله وحده. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ أنّك عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿26﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    المُفتي بعِلم الكتاب خليفةُ الله عبد النّعيم الأعظم؛ الإمام المهديّ ناصر مُحمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــ


    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمن الرحيم
    ﴿ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾
    [الإسراء:٥٧] صدق الله العظيم
    ۞ خلاصة دعوة الإمام المهدي ناصر محمد ۞
    * الرحمن خلق الإنسان علمه البيان * {إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا}..* الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً * سؤال وجواب لأولي الألباب * وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ * عاجل إلى أحباب الله.. * ن والقلم وما يسطرون * نسف فتنة المسيح الدجال * كوكب النار سقر
    ۞الكتب الإلكترونية لموسوعة بيانات الإمام ناصر محمد۞ * يا حسرة على العباد.. * ردّ المهدي المنتظر إلى الذي ينكر أن رضوان الله النّعيم الأكبر * قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ * اضغط للبحث عن بيان للقرآن لآية تريد تأويلها الحق
    ۞ ولم يفرض الله على عبيده أن لا يرضوا حتى يكون راضياً في نفسه لهُ الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ۞
    ! هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ !
    ** إنّ الحبّ ينقسم إلى قسمين.. **
    *** هدف الشيطان في نفس الرحمن من محكم القرآن وبيان هدف الإمام المهدي في نفس الرحمن، هدفان متناقضان تماماً ***
    ۞۞۞ الحقوق لجميع المسلمين في أقطار الأرض ۞۞۞

  6. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 4320 من موضوع لَسْتُ بمجنونٍ لا أعي ما أقول، ولستُ جاهلًا أقول على اللهِ ما لا أعلَم ..

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    22 - رجب - 1431 هـ
    04 - 07 - 2010 مـ
    11:53 مسـاءً
    (بحسب التّقويم الرّسميّ لأم القُرى)

    [لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
    https://albushra-islamia.com/showthread.php?p=1250
    ________



    لَسْتُ بمجنونٍ لا أعي ما أقول، ولستُ جاهلًا أقول على اللهِ ما لا أعلَم ..


    بِسم الله الرَّحمن الرَّحيم، وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربِّ العالمين..

    سلامُ الله عليكم ورحمتهُ وبركاته، ولا تثريب عليك فبَلِّغ القَوم بِاسم (الإمام ناصر محمد اليمانيّ) حتى إذا حضروا إلى موقعنا وتدبَّروا البيان الحقّ للذِّكر فسوف يتبيَّن لِأُولي الألباب أنّ الإمام ناصر محمد اليمانيّ هو حقًّا المهديّ المنتظَر، فَلِكُلّ دعوى برهانٌ، وجعل الله بُرهان الإمام المهديّ أن زاده الله عليهم بسطةً في عِلم كتاب الله القرآن العظيم، والعِلم نور، فكيف يجتمع النّور والظلمات؟! فكيف أقول أنّي الإمام المهديّ ما لم أعلم مِن الله أنّي الإمام المهديّ؟!

    ويا أخي الكريم فَلنفترض أنّ ناصر محمد اليمانيّ ليس هو المهديّ المنتظَر مِن بعد أن اتَّبَعه المسلمون، فهل يرون أنفسهم قد ضلّوا عن الصراط المُستقيم بسبب أنّهم استجابوا لدعوة الإمام ناصر محمد اليمانيّ الذي يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له على بصيرةٍ من ربّه وإلى تَوَحُّد أمّة الإسلام الذين فرّقوا دينهم شيعًا ثم فشلوا وذهبت ريحهم كما هو حالهم اليوم؟ أفلا يعقلون؟!

    ويا أخي الكريم، ذَكِّر الذين لا يعلمون بقول مؤمن آل فرعون الحَكيم في قول الله تعالى: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّـهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ۖ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} صدق الله العظيم [سورة غافر:28].

    فانظروا لقول مؤمن آل فرعون الحَكيم: {وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ۖ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} صدق الله العظيم، وكذلك الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ الذي يحاجّكم بالآيات البيّنات: {وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ}. ولكن المُشكِلة هي لو كان ناصر محمد اليمانيّ لَمِن الصادقين {وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} صدق الله العظيم.

    ويا أخي الكريم، إنّي لستُ بمجنون لا أعي ما أقول ولستُ جاهلًا أقول على الله ما لا أعلم بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئًا، ولم يبعثني الله بكتابٍ جديدٍ ولا وحيٍ جديدٍ، وإنّما زادني بسطةً في عِلم البيان الحقّ للقرآن لكي أُعَلِّم عُلماء الأُمَّة النَّاموس لِكَشف الأحاديث المَدسوسة بأن يجعلوا الله هو الحَكَم؛ تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} صدق الله العظيم [سورة المائدة:50].

    ومن ثمَّ أفتاكم الله أين تجدون حُكمه الحقّ فيما كنتم فيه تختلفون وأنّه في كلام الله المحفوظ من التحريف القرآن العظيم، وقال الله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿١١٤﴾ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿١١٥﴾ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿١١٦﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنعام].

    إذًا يا مُسلمين؛ يا أيّها المُعرِضون عن دعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم فإنَّكم لم تُعرِضوا عن ذات ناصر محمد اليمانيّ وإنَّما هو بَشَرٌ مِثلكم؛ بل أنتم مُعرِضون عن الله فأبيتم أن يكون الله هو الحَكَم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون في دينكم، وما على عبده الإمام ناصر محمد اليمانيّ إلَّا أن يأتيكم بحُكْم الله من مُحكَم كتابه القرآن العظيم تصديقًا لقول الله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} صدق الله العظيم.

    فما بال القوم لا يفقهون قولًا ولا يهتدون سبيلًا؟! وإنَّما دعوتُهم إلى الله ليحَكُم بينهم وما دعوتُهم إلى نفسي لأحكُم بينهم مِن ذات نفسي، وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].

    فلرُبَّما يقول الذين لا يعلمون: "إنَّما هذه الآية تخصّ المُعرِضين مِن أهل الكتاب عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله"، ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام ناصر محمد اليمانيّ وأقول: ألم تجدوا فريقًا مِنهم أعرضوا؟ فَلِمَ تحذون حذوَهم وتُعرضون عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله مثلهم؟ فهل اتَّبعتم مِلَّتهم؟! أفلا تعقِلون؟ وقال الله تعالى: {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [سورة المائدة].

    فأيّ مهديٍّ ينتظرون مِن بعد الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ الذي يدعوهم إلى عبادة الله وحُكمه الحقّ؟! فما بعد الحقّ إلَّا الضلال، وقال الله تعالى: {فَذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ ۖ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ ﴿٣٢﴾ كَذَٰلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [سورة يونس].

    فيا عجبي منكم يا معشر علماء الأمّة! ألستُم مُسلِمين؟ لئن كنتم مُسلِمين فَلِمَ لم تجيبوا دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم؟! وقال الله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ﴿٧٨﴾ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۖ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ ﴿٧٩﴾ إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ﴿٨٠﴾ وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ ۖ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ ﴿٨١﴾ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [سورة النمل].

    ولكن للأسف لَم يبقَ من الإسلام إلَّا اسمه ومِن القرآن إلَّا رسمه المحفوظ من التحريف بين أيديكم وأنتم عنه مُعرِضون، فبأيّ حديثٍ ينتظرون أن يحاجّهم به المهديّ المنتظَر الذي له ينتظرون؟ فهل سوف يُحاجّهم بغير حديث الله؟! وقال الله تعالى: {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّـهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [سورة الجاثية:6].

    ألا والله لو تعَمَّر فيهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ عُمْر دعوة نوحٍ للكافرين (ألف سنة إلَّا خمسين عامًا) لَما رضيتُ بغير الله حكمًا، وقال الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} صدق الله العظيم [سورة المائدة:50].

    إنَّا لله وإنَّا إليه لراجعون، اللهم اغفِر لهم فإنَّهم لا يعلمون، فصَبْرٌ جَميلٌ.

    وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربِّ العالَمين..
    أخُوكمُ الإمام المهديّ ناصر مُحَمَّد اليمانيّ.
    _____________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمن الرحيم
    ﴿ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾
    [الإسراء:٥٧] صدق الله العظيم
    ۞ خلاصة دعوة الإمام المهدي ناصر محمد ۞
    * الرحمن خلق الإنسان علمه البيان * {إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا}..* الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً * سؤال وجواب لأولي الألباب * وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ * عاجل إلى أحباب الله.. * ن والقلم وما يسطرون * نسف فتنة المسيح الدجال * كوكب النار سقر
    ۞الكتب الإلكترونية لموسوعة بيانات الإمام ناصر محمد۞ * يا حسرة على العباد.. * ردّ المهدي المنتظر إلى الذي ينكر أن رضوان الله النّعيم الأكبر * قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ * اضغط للبحث عن بيان للقرآن لآية تريد تأويلها الحق
    ۞ ولم يفرض الله على عبيده أن لا يرضوا حتى يكون راضياً في نفسه لهُ الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ۞
    ! هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ !
    ** إنّ الحبّ ينقسم إلى قسمين.. **
    *** هدف الشيطان في نفس الرحمن من محكم القرآن وبيان هدف الإمام المهدي في نفس الرحمن، هدفان متناقضان تماماً ***
    ۞۞۞ الحقوق لجميع المسلمين في أقطار الأرض ۞۞۞

  7. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 118 من موضوع سؤال الإمام إلى الأنصار وضيوف طاولة الحوار وكافة علماء الأمّة: لماذا تسمّى الدرجة العالية الرفيعة بالجنة بالوسيلة؟



    الإمام ناصر محمد اليماني
    21 - 10 - 1430 هـ
    10 - 10 - 2009 مـ
    01:08 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    سؤال الإمام إلى الأنصار وضيوف طاولة الحوار وكافة علماء الأمّة:
    لماذا تسمّى الدرجة العالية الرفيعة بالجنة بالوسيلة؟



    بسم الله الرحمن الرحيم، والصّلاة والسلام على جدّي النّبيّ الأمّي خاتم الأنبياء والمرسلين وآله التّوابين المتطهِّرين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدّين..

    إخواني الأنصار السابقين الأخيار وكافة الزوار ضيوف طاولة الحوار وكافة علماء الأمّة، لقد أخبركم الله بتنافس عبيده المقربين جميعاً على درجة الوسيلة وهي أرفع درجةٍ في جنّات النّعيم وأقرب درجةٍ إلى ذات الرحمن لأنها في قمة جنّة النّعيم ومُلتصقة بعرشه العظيم سبحانه ولا ينبغي إلا أن تكون لعبدٍ واحدٍ من عباد الله أجمعين فيكون أقرب عبدٍ إلى ذات الرحمن فليس بينها وبين ذات الرحمن سبحانه إلا الحجاب. وقال الله تعالى:
    {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أَقْرَبُ} صدق الله العظيم [الإسراء:٥٧].

    وذلك لأنّ الفائز بها سوف يكون هو العبد الأقرب إلى الرحمن من عبيد الله جميعاً، وعرَّفها لكم محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- وقال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [الوسيلة درجة عند الله ليس فوقها درجة، فسلوا الله الوسيلة] صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    وقال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [سلوا الله الوسيلة، فإنها منزلة في الجنّة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو] صدق رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    والسؤال الموجّه إلى كافة الأنصار السابقين الأخيار وإلى كافة الزوار ضيوف طاولة الحوار الباحثين عن الحقّ وإلى كافة علماء أمّة الإسلام هو: لقد تمّ تعريف الدرجة العالية الرفيعة بالجنة في مُحكم كتاب الله وفي سنَّة رسوله الحقّ باسم: ((الوسيلة)) والسؤال هو لمَ تُسمى
    ((الوسيلة))؟ ثم نُكرر السؤال مرةً ثانية ونقول: لماذا تُسمى ((الوسيلة))؟ ونكرر السؤال مرةً ثالثة ونقول: لماذا تُسمى ((الوسيلة))؟ ألا وإنها لن تُنال جنّة النّعيم جميعاً إلا بنعيم رضوان الله فمن اتَّبع رضوان الله أدخله جنته ومن لم يتبع رضوان الله أحبط عمله وأدخله ناره. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} صدق الله العظيم [آل‌ عمران:١٧٤].

    والبيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} صدق الله العظيم، ويقصد نعيم جنّته لمن اتَّبع رضوانه، وأمّا أصحاب النَّار فكرهوا رضوان الله فأحبط أعمالهم وأدخلهم النّار. وقال الله تعالى: {ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتّبعوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} صدق الله العظيم [محمد:٢٨].

    والسؤال الآخر: فهل وجدتم في مُحكم كتاب الله أنّ نعيم الجنّة جميعاً هو أكبر من نعيم رضوان الله على عباده؟ والجواب تجدونه في مُحكم الكتاب. وقال الله تعالى:
    {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ‎﴿٧٢﴾‏} صدق الله العظيم [التوبة:٧٢].

    وحين أفتاكم المهديّ المنتظَر عن كافة المقربين أنهم تنافسوا على ربّهم فاتخذوا رضوان ربّهم وهو النّعيم الأعظم وسيلةً لتحقيق الوسيلة النّعيم الأصغر؛ الدرجة العالية الرفيعة في الجنّة، ولم يضلّوا عن الصراط المستقيم؛ بل عبدوا الله وحده لا شريك له، وأنا على ذلك لمن الشاهدين واتَّبعتهم في عبادة الله وحده ولم أشرك به شيئاً فاستوينا في الإخلاص لله جميع عباد الله المُخلصين. ألا لله الدّين الخالص.

    وأما فتوى الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني حين أفتى بأن كافة عباد الله المقربين المُتنافسين على ربّهم بالفوز بالدرجة العالية الرفيعة قد أخطأوا الوسيلة فلم أنطق إلا بالحقّ، وإنا لصادقون. وإذا أعداء الله والذين لا يعلمون يستنبطون هذه الفتوى الحقّ من بياني وأرادوا أن يحاجّوا أنصاري بها ليقيموا عليهم الحجّة ويقولون: "أفلا ترون أنّ إمامكم المزعوم ناصر محمد اليماني يقول أنّ كافة عباد الله المقربين من الأنبياء والمرسلين والصالحين المُتنافسين على ربّهم قد أخطأوا الوسيلة! أفلا ترون أنهُ قد ضلّ عن اتِّباع الصراط المستقيم؟". ثم لا يجد الأنصار الإجابة على الذين يصدون عن الحقّ صدوداً، ثم يزيدهم الإمام المهديّ علماً بإذن الله ويردّ على المُمترين الإمامُ المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم وأقول: ألم يبيّن الله لكم ورسوله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أنّ اسم الدرجة العالية الرفيعة
    ((الوسيلة))؟ وقال الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أَقْرَبُ} صدق الله العظيم [الإسراء:٥٧].

    وقال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [الوسيلة درجة عند الله ليس فوقها درجة، فسلوا الله الوسيلة] صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وأهله وسلم.

    وقال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [سلوا الله الوسيلة، فإنها منزلة في الجنّة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو] صدق رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    وهنا يكمن سرّ الإمام المهديّ الذي بشّركم به محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- وقال:
    [أبشركم بالمهدي]، وذلك لأنه يهدي إلى حقيقة اسم الله الأعظم (النعيم الأعظم) وفصّلناه من مُحكم الكتاب تفصيلاً، فمن ذا الذي يُحاجني في حقيقة اسم الله الأعظم إلا هيمنت عليه بسلطان العلم المُلجم من القرآن المحكم وإنا لصادقون.

    ولقد رأيت محمداً رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ليلة الجمعة التي انقضت من بعد صلاة فجر يوم الجمعة، وقال لي عليه الصلاة والسلام في الرؤيا الحقّ للمرة الثالثة:
    {وَقُلِ الحقّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} صدق الله العظيم [الكهف:٢٩].

    ثم ذكَّرني بوعد الله بالحقّ أنه لا يحاجني جاهلٌ أو عالِم إلا ألجمته بالعلم من مُحكم القرآن العظيم حتى يؤمن بالقرآن العظيم أو يكفر ولا خيار لهم، وذلك لأنّني أحياناً أضطر للمراوغة خشية الفتنة للأنصار السابقين الأخيار، وأخفي شيئاً من العلم المُلجم ولكن بيني وبين عبيد الله هو شيء واحدٌ لا أحيد عنه شيئاً ولا أبدّلهُ أبداً وهي الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له كما ينبغي أن يُعبد لتحقيق الهدف من خلقهم، ألا والله ما تحقق الهدف الذي خلقهم الله من أجله حتى يبعث الله الإمام المهديّ لتحقيق الهدف الحقّ من خلقهم، وأشهدُ الله أني من المُستجيبين لدعوة كافة الأنبياء والمرسلين إلى عبادة الله وحده لا شريك له، غير أن الإمام المهديّ لا يتخذ النّعيم الأعظم وسيلة لتحقيق الوسيلة، وأقسم بالله الذي لا إله غيره ولا معبود سواه أنني لن أتراجع عن الاستمساك بدعوتي الحقّ حتى لو كفر بدعوتي كافة عبيد الله في السماوات والأرض.

    ويا معشر أولي الألباب، إني أدعو كافة عباد الله أن يقدِّروا الله حقّ قدره فهو العزيز الحكيم المُتكبر جعل عبادته في الكتاب مُقابل الأجر المادي بيعٌ وشراءٌ. وقال الله تعالى:
    {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ} صدق الله العظيم [التوبة:١١١].

    ووعد عباده الذين عبدوه فاتبعوا رضوانه بجنته ومن كره رضوانه من عباده وعده بناره فأصبح البيع والشراء جبرياًّ في الكتاب إما أن يبيعوا أنفسهم وأموالهم بمُقابل الثمن المادي جنّة النّعيم خالدِين فيها وإن أبوا فالنار مثواهم وبئس المصير، ولكن الإمام المهديّ الذي آتاه الله علم الكتاب رفض الدرجة العالية الرفيعة في الجنّة والتي تُسمى في الكتاب بالوسيلة.

    وأقص عليكم بعض قصص الإمام المهديّ من قبل أن يؤتيه الله علم الكتاب، وهاجر إلى ربّه في ليلٍ مُظلمٍ إلى شِعْبٍ بعيدٍ عن قريته ليجأرَ بصوتٍ مُرتفع والدموع تتدفق من عينيه حتى تبللت لحيته ثم تبلل صدره بالدمع وهو يجأر إلى ربّه ويقول:
    "يا رب لقد أمرت عبادك أن يعبدوك فيبيعوا لك أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنّة ولكنّ عبدك يقولها لك بصراحة إنّي أرفض نعيمّ جنتك مهما بلغ ومهما كان ومهما يكون ومهما تُضاعف جنّة النّعيم حتى لو ضاعفتها لعبدك عِداد مثاقيل ذرّات هذا الكون العظيم؛ بل إنّي أرفض ملكوتك أجمعين مُقابل عبادتك سبحانك، أُفٍّ لملكوت الدُّنيا وأُفٍّ لملكوت الآخرة وأُفٍّ لجنّتك التي عرضها كعرض السماوات والأرض، وأقسم بعزّتك وجلالك أنّك لا تستطيع أن تفتِنَني عن النّعيم الأعظم من ملكوت الدُّنيا والآخرة بعدما علمتُه في نفسي أنّهُ نعيم رضوانك، ولن أكتفي بنعيم رضوانك على عبدك بل أعبدك حتى تكون أنت راضياً في نفسك، فكيف يستطيع عبدك أن يستمتع بالنعيم والحور العين وأنت لست براضٍ في نفسك بسبب ظُلم عبادك لأنفسهم؟ وإنّي أشهدك ربّي أني حرّمت على نفسي جنّة النّعيم حتى يتحقق لي النّعيم الأعظم منها حتى تكون أنت راضياً في نفسك لا مُتحسراً ولا غضبان، ولكن يا إلهي لقد حال بيني وبين تحقيق نعيم رضوانك الكامل كثيرٌ من عبادك، فلمَ خلقتني يا إلهي؟ فعبدك يعبد نعيم رضوان نفسك وأرى الذين عبدوك وأسكنتهم جنّتك قد رضوا بها فرحين بما آتاهم الله من فضله! فيا عجبي منهم كيف يهنَأون بالنّعيم والحور العين وأحبّ شيءٍ إلى أنفسِهم حزينٌ وغير راضٍ في نفسه بسبب ظُلم عباده لأنفسهم، ويقول:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ‎﴿٣٠﴾‏ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ‎﴿٣١﴾‏ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ‎﴿٣٢﴾‏} صدق الله العظيم [يس].

    ثم أكرر هذه الآية في المُناجاة لربّي في شِعبٍ بعيدٍ عن النّاس في ليلٍ مُظلمٍ وكان صوتي له صدًى كبيرٍ في ذلك الشِّعب البعيد، وهكذا كنت أذهب في سكون الليل إلى ذلك الشِّعب فأصلّي على صخرةٍ، فكم أحببتها في الله، ألا والله العظيم في بعض الليالي فإنّ دمع عيناي من شدّة غزارته يسيل على الصّخرة إلى جوانبها في سجودي من قطرات الدمع، وليس مبالغةً بغير الحقّ ولا يهمّني أن تعلموا ذلك، ولكنّي أريدكم أن تعلموا كم حاججْتُ ربّي في تحقيق النّعيم الأعظم، ولذلك خلقكم.

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار، تدبروا هذه الآيات:
    سورة الأنعام:
    {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأرض مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:٦].

    {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ ﴿٤٢﴾ فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٤٣﴾ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كلّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴿٤٤﴾ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ربّ العالمين ﴿٤٥﴾}
    صدق الله العظيم [الأنعام].

    سورة الأعراف:
    {وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ ﴿٤﴾ فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نبيّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ ﴿٩٤﴾ ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّىٰ عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿٩٥﴾ وَلَوْ أنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرض وَلَٰكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿٩٦﴾ أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ ﴿٩٧﴾ أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ ﴿٩٨﴾ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٩٩﴾ أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأرض مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴿١٠٠﴾ تِلْكَ الْقُرَىٰ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالبيّنات فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ الْكَافِرِينَ ﴿١٠١﴾ وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ ﴿١٠٢﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    سورة الأنفال:
    {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ} صدق الله العظيم [الأنفال:٥٢].

    {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ ربّهم فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وكلّ كَانُوا ظَالِمِينَ}
    صدق الله العظيم [الأنفال:٥٤].

    سورة التوبة:
    {كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنيا وَالْآخِرَةِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٦٩﴾ أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالبيّنات فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

    سورة يونس:
    {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالبيّنات وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ} صدق الله العظيم [يونس:١٣].

    سورة هود:
    {ذَٰلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَىٰ نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ ﴿١٠٠﴾ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ ربّك وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ ﴿١٠١﴾ وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ ربّك إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴿١٠٢﴾} صدق الله العظيم [هود].

    سورة إبراهيم:
    {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ ۛ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ ۛ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ ۚ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ‎﴿٩﴾‏ ۞ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ قَالُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ‎﴿١٠﴾‏ قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ‎﴿١١﴾‏ وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا ۚ وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَا آذَيْتُمُونَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ‎﴿١٢﴾‏ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۖ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ ‎﴿١٣﴾‏ وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ ‎﴿١٤﴾‏ وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ‎﴿١٥﴾‏ مِّن وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَىٰ مِن مَّاءٍ صَدِيدٍ ‎﴿١٦﴾‏ يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ ۖ وَمِن وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ ‎﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [إبراهيم].

    سورة الحجر:
    {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ ﴿١٠﴾ وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [الحجر].

    سورة النحل:
    {قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:٢٦]

    {تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم [النحل:٦٣].

    سورة الإسراء:
    {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَىٰ بِربّك بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا} صدق الله العظيم [الإسراء:١٧].

    سورة مريم:
    {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا} صدق الله العظيم [مريم: ٧٤].

    {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا} صدق الله العظيم [مريم: ٩٨].

    سورة طه:
    {أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنْ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَىٰ} صدق الله العظيم [طه:١٢٨].

    سورة الأنبياء:
    {وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كانت ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْماً آخَرِينَ (11) فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ (12) لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (13) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14) فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ (15)} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    سورة الحج:
    {فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ} صدق الله العظيم [الحج:٤٥].

    {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ} صدق الله العظيم [الحج:٤٨].

    سورة المؤمنون:
    {ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا آخَرِينَ ﴿٤٢﴾ مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ ﴿٤٣﴾ ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَىٰ كلّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    سورة النور:
    {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} صدق الله العظيم [النور:٣٤].

    سورة الفرقان:
    {وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَٰلِكَ كَثِيرًا ﴿٣٨﴾ وَكُلًّا ضَرَبْنَا له الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا ﴿٣٩﴾ وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    سورة القصص:
    {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ} صدق الله العظيم [القصص: ٥٨].

    سورة العنكبوت:
    {وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تبيّن لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ ﴿٣٨﴾ وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَىٰ بِالبيّنات فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأرض وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ ﴿٣٩﴾ فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأرض وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت].

    سورة السجدة:
    {أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنْ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ} صدق الله العظيم [السجدة:٢٦].

    سورة سبأ:
    {وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} صدق الله العظيم [سبأ:٤٥].

    سورة الصافات:
    {وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ ﴿٧١﴾ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ ﴿٧٢﴾ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ ﴿٧٣﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    سورة ص:
    {كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ} صدق الله العظيم [ص:٣].

    سورة الزمر:
    {كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ ﴿٢٥﴾ فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنيا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    سورة غافر:
    {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كلّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الحقّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ} صدق الله العظيم [غافر:٥].

    سورة فصلت:
    {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} صدق الله العظيم [فصلت:١٣].

    سورة الزخرف:
    {وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نبيّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٧﴾ فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَىٰ مَثَلُ الْأَوَّلِينَ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    سورة الدخان:
    {أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ} صدق الله العظيم [الدخان:٣٧].

    سورة الأحقاف:
    {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَىٰ وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿٢٧﴾ فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَٰلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [الأحقاف].

    سورة محمد:
    {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ} صدق الله العظيم [محمد:١٣].

    سورة ق:
    {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ ﴿٣٦﴾ إِنْ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَنْ كَانَ له قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [ق].

    سورة النجم:
    {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَىٰ ﴿٥٠﴾ وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَىٰ ﴿٥١﴾ وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَىٰ ﴿٥٢﴾ وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَىٰ ﴿٥٣﴾ فَغَشَّاهَا مَا غَشَّىٰ ﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    سورة القمر:
    {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ ﴿٤﴾ حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [القمر].

    {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} صدق الله العظيم [القمر:٥١].

    سورة التغابن:
    {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم [التغابن:٥].

    سورة الطلاق:
    {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرسله فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا ﴿٨﴾ فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الطلاق].

    ولكن الإمام المهديّ وجد الرحمن الرحيم يقول في نفسه:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ‎﴿٣٠﴾‏ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ‎﴿٣١﴾‏ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ‎﴿٣٢﴾‏} صدق الله العظيم [يس].

    فيا عجبي من الذين رضوا بالنعيم والحور العين وأحبّ شيءٍ إلى أنفسهم مُتحسرٌ على عباده وغضبان أسِفاً على عباده الذين ظلموا أنفسهم وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون ويسمع الله تحسرهم على أنفسهم من بعد هلاكهم. وقال الله تعالى:
    {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ أنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كنت لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    ثمّ يردّ الله عليهم في نفسه فيقول:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ‎﴿٣٠﴾‏ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ‎﴿٣١﴾‏ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ‎﴿٣٢﴾‏} صدق الله العظيم [يس].

    فيا من كان الله أحبّ شيء إلى أنفسهم، بالله عليكم كيف تريدون أنْ تستمتعوا بالنعيم والحور العين وقد أخبرتكم عن حال الرحمن ربّي وربكم الله أرحم الراحمين؟ فيا عباد الله المقربين يا من تحبّون الله كيف تهنأون بالحور العين وجنّات النّعيم؟ وحتى جدّي محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ينافس المقربين ليفوز بالوسيلة وهي الدرجة العالية الرفيعة والسبب أنه لا يعلم بحال من هو أرحم بعباده من محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- الذي كاد أن يذهب نفسه حسراتٍ على عباد الله فإذا كان هذا حاله، فكيف بحال الذي على العرش استوى من هو أرحم من محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- الله أرحم الراحمين؟ ولذلك قال الله تعالى:
    {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرض وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} صدق الله العظيم [الفرقان:٥٩].

    ولذلك رفض الإمام المهديّ الدرجة العالية الرفيعة والتي تُسمى
    ((الوسيلة)) فاتّخذها وسيلة لتحقيق النّعيم الأعظم منها ليكون الله راضياً في نفسه ولذلك خلقني ربّي لأعبد نعيم رضوانه فلن أرضى حتى يكون الله راضياً في نفسه، وكيف يكون راضياً في نفسه؟ وذلك حتى يدخل عباده في رحمته، ويا سبحان الله العظيم! فبرغم أنّ جميع الأنبياء والمرسلين والمقرّبين قد علموا أنّ اسم الدرجة العالية ((الوسيلة)) ثمّ لم يتفكروا لِمَ سماها الله ((الوسيلة))؟ وأفتيكم بالحقّ وذلك لأنها ليست الغاية من خلقنا بل خلقنا الله لنعبد النّعيم الأعظم منها ذلك نعيم رضوان الله على عباده أجمعين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الجنّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:٥٦].

    ولم يخلقهم ليتّخذوا رضوان الله النّعيم الأعظم وسيلة لتحقيق الوسيلة برغم أنّهم لم يُشركوا بالله شيئاً ولن يحاسبهم الله على ذلك لأنّه العزيز المُتكبر ولذلك جعل العبادة بالمُقابل. وقال الله تعالى:
    {لَوْ أَنْزَلْنَا هَٰذَا القرآن عَلَىٰ جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿٢١﴾ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ ﴿٢٢﴾ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سبحان اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٢٣﴾ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ له الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ يُسَبِّحُ له مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرض وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [الحشر].

    فانظروا لتعريف اسم (العزيز) والذي قمنا تكبيره في هذه الآيات فأمّا الأول:
    {الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ} وتلك صفة عزّةِ علوِّ سلطانه وقوته وجبروته وكبريائه في الدُّنيا والآخرة سبحانه. تصديقاً لقول الله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا} [فاطر:10].

    ثم نأتي لقوله تعالى في نفس الموضع فكرر الاسم
    {الْعَزِيزُ} وقال: {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} صدق الله العظيم، ويقصد بذلك عزّة نفسه سبحانه، ولذلك لم يفرض على عباده فرضاً جبريّاً أن يعبدوه حُباً في ذاته وطمعاً في رضوانه سبُحانه ولكن عزّة نفسه تمنعه من أن يفرض عليهم نفسه ليعبدوه طمعاً في حبه وقربه ونعيم رضوان نفسه برغم أنّ نعيم رضوان نفسه لهو أعظم من نعيم جنته ولكن صفة عزة نفسه تأبى أن يفرض عليهم نفسه؛ بل اشتراهم لعبادته بالمادة. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} صدق الله العظيم [التوبة:١١١].

    ولكن سبحان الله العظيم! ومن أكرم من الله؟ فإنّ الذي سوف يعبد الله حُبّاً في ذاته وطمعاً في حبّه وقربه ويأبى جنّته حتى يكون ربّه راضياً في نفسه فذلك تمنى الفوز بربه فعبده كما ينبغي أن يعبد لا طمعاً في ملكوت الدُّنيا ولا الآخرة ثم كان الله أكرم من عبده الإمام المهديّ وسوف يؤتيه الله ملكوت الدُّنيا والآخرة. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّىٰ ﴿٢٤﴾ فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَىٰ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    ولم أنسَ أن أجيب عليك أيها السائل الذي قلت:
    اقتباس المشاركة :
    يَا أيُّها الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فإذا كنت أنفقت درجتك التي وهبك الله إياها في علم الكتاب لجدك محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- فأين مكانك بالجنة؟
    انتهى الاقتباس
    ثم أردّ عليك بالحقّ وأقول: "بالنسبة لي فقد أنفقتُها لجدّي من بعد البشرى والأمر لله من قبل ومن بعد ولا يهمني أمرها شيئاً، وإنما اتخذتُها وسيلةً لتحقيق الغاية التي خلقنا الله من أجلها جميعاً حتى يكون الله راضياً في نفسه وذلك هو النّعيم الأعظم من الوسيلة، فكيف أتّخذ النّعيم الأعظم وسيلةً لتحقيق النّعيم الأصغر؟ بل اتَّخذت الدرجة العالية الرفيعة وسيلةً لتحقيق الغاية حتى يكون الله راضياً في نفسه، ولذلك تُسمى ((الوسيلة)) أي الوسيلة لتحقيق الغاية فهل ترونني على ضلالٍ مُبين؟

    ألا والله الذي لا إله غيره ولا معبود سواه لا ينكر هذا المزيد من التفصيل عن حقيقة الوسيلة والغاية إلا المؤمنون المشركون بالله أنبياءَه ورسله من الذين حرّموا التنافس على حبّ الله وقربه وجعلوه حصرياً لعباده المقربين من الأنبياء والمرسلين، وهم عبادٌ لله أمثالكم لهم في الله ما لكم، فهم بشر مثلكم قد منَّ الله عليهم، وكذلك يجزي الله المُحسنين، ولم يجعل الله التنافس على ربّهم لهم حصرياً من دون المؤمنين؛ بل هم عبادٌ لله مؤمنون أمثالكم. وقال الله تعالى:
    {وَنَادَيْنَاهُ أنْ يَا إِبْرَاهِيمُ ﴿١٠٤﴾ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    وقال الله تعالى:
    {سَلَامٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ ﴿٧٩﴾ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٠﴾ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [الصافات]. ولم يحصر الله التكريم عليهم فقط سبحانه بل أفتاكم سبحانه. وقال الله تعالى: {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم.

    ألا وإنّ الدرجة العالية الرفيعة -المُتنافسين عليها- فإن منها تتفجر عين الرحيق المختوم ليشرب بها المقربون. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ ﴿١٨﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ ﴿١٩﴾ كِتَابٌ مَرْقُومٌ ﴿٢٠﴾ يَشْهَدُهُ الْمقربونَ ﴿٢١﴾ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ﴿٢٢﴾ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ ﴿٢٣﴾ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النّعيم ﴿٢٤﴾ يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ ﴿٢٥﴾ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [المطففين].

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم خليفة الله عبد النّعيم الأعظم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _______________

    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]
    https://albushra-islamia.com/showthread.php?p=110798
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 4188 من موضوع ردّ الإمام على الأخت السائلة: فتدبَّري العَشر الآيات الأولى من سورة الكهف تجدين فيهنّ سرّ المسيح عيسى ابن مريم الحقّ مع أصحاب الكهف ..

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    29 - صفر - 1430 هـ
    24 - 02 - 2009 مـ
    09:17 مساءً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://albushra-islamia.com/showthread.php?p=633
    ــــــــــــــــــــ



    ردّ الإمام على الأخت السائلة:
    فتدبَّري العَشر الآيات الأولى من سورة الكهف تجدين فيهنّ سرّ المسيح عيسى ابن مريم الحقّ مع أصحاب الكهف؛

    المسيح عيسى ابن مريم رفع الله روحه وطَهَّر جسده ..



    بِسْمِ الله الرَّحمـنِ الرَّ‌حيم، وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربِّ العالمين، وبعد..

    أختي الكريمة إنّ الله سبحانه ذَكَر الرّفع والتطهير، فأمّا الرّفع فهو لروح ابن مريم رفعه الله إليه، وأمّا التطهير فطَهَّر الملائكة جسده وجعلوه بأمرٍ من الله في تابوت السكينة مع أصحاب الكهف وهو الرّقيم المُضاف إليهم (يكونون من آيات الله عجبًا)، ويظنّ النّصارى أنّ اليهود صَلَبوه وما لهم به من علمٍ ولا لآبائهم، ثم بيَّن الله لكم أنَّه الرقيم المُضاف إلى أصحاب الكهف وجعله الله ضمن العَشر الآيات الأولى من سورة الكهف وجاء التوضيح في الآية التاسعة:
    {
    أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الكهف]؛ لِمَن أراد أن يُعصَم مِن فتنة الدجّال فيُصَدِّق أن المسيح عيسى ابن مريم هو الرقم المضاف إلى أصحاب الكهف، وذلك لأنّ المسيح الكذّاب سيأتي فيقول إنّه المسيح عيسى إبن مريم، ويقول إنّه الله وما كان لابن مريم أن يقول ذلك؛ بل هو كذّابٌ وليس المسيح عيسى إبن مريم عليه السلام الحقّ الذي لا يدّعي الربوبيّة، ولذلك يُسمّى المسيح الكذّاب.

    فتدبَّري العَشر آياتٍ الأولى من سورة الكهف تجدي فيهنّ سرّ المسيح عيسى ابن مريم الحقّ مع أصحاب الكهف وأنه الرّقيم المُضاف إلى أصحاب الكهف، وقال الله تعالى:
    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّ‌حْمَـٰنِ الرَّ‌حِيمِ
    {الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ﴿١﴾ قَيِّمًا لِّيُنذِرَ‌ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ‌ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرً‌ا حَسَنًا ﴿٢﴾ مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا ﴿٣﴾ وَيُنذِرَ‌ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّـهُ وَلَدًا ﴿٤﴾ مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَ‌تْ كَلِمَةً تَخْرُ‌جُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ﴿٥﴾ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِ‌هِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَـٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ﴿٦﴾ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْ‌ضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴿٧﴾ وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُ‌زًا ﴿٨﴾ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّ‌قِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ﴿٩﴾}
    صدق الله العظيم [الكهف].

    وإذا تدبَّرتِ هذه العَشر الآيات الأولى من سورة الكهف تَجدي حقيقة المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، ومن ثمّ تكوني في مأمنٍ من فتنة المسيح الكذّاب الذي يريد أن يفتري أنه هو المسيح عيسى ابن مريم ويقول أنه الله وذلك حتّى يُصَدِّقه ويتَّبعه الذين قالوا إنّ الله هو المسيح عيسى ابن مريم بغير الحقّ.

    ومن ثمّ يتبيّن لكُم الحِكمة من التدبّر والحفظ للعشر الآيات الأولى من سورة الكهف وذلك لكي تفرّقوا بين المسيح عيسى ابن مريم الحقّ وبين المسيح عيسى ابن مريم الكذّاب.


    وأمّا رفعه فلم يقُل الله أنّه رفع جسده؛ بل أفتاكم الله أنّه توفّاه ورفع روحه إليه، وأمّا جسده فطهّرته الملائكة ولم يمسّه اليهود بسوء، وقال الله تعالى: {
    إِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} صدق الله العظيم [آل عمران:55].

    فأمّا قوله تعالى:
    {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ}، ويقصد نَفْس ابن مريم عليه الصلاة والسلام، وذلك لأنّ الأنفُس تُرفَع عِند النوم أو عِند التوَفِّي. قال الله تعالى: {
    اللَّـهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى} صدق الله العظيم [الزمر:42]، وسوف يُرسِل الله نفس ابن مريم إلى الجسد في القَدَر المَقدور ليبعثه الله فيُكَلِّمكم، وأمّا الجسد فطهّرته الملائكة وأُضيفَ إلى أصحاب الكهف وهو الرّقيم وكما قلنا أن قوله تعالى: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} إن ذلك يخصّ نَفْسَ المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام.

    وأمّا قوله تعالى:
    {وَمُطَهِّرُكَ مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا}، أي مُطَهِّر الجسد مِن الذين كفروا فلا يمسّونه بسوءٍ، وقامت الملائكة بغسله ووضعه في تابوت السكينة ووضعوه في الكهف؛ وهو ليس في فجوة أهل الكهف؛ بل في قُبَةٍ بداخل الكهف في مكانٍ طاهرٍ، فلا عَجَب من الحقّ أختي الكريمة.

    وبعد وقوع القول سوف يبعثه الله فيكلِّمكم كهلًا كما وعدكم الله بذلك، ولكن أكثر النّاس لا يعلمون،
    وإنّما الدابّة إنسانٌ يكلمهم كهلًا وهو المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام وعلى أمّه الصدّيقة القدّيسة وعلى محمدٍ وآله الطيّبين والتَّابعين للحقّ في كل زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين.

    وسلامٌ على المُرسَلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 20541 من موضوع فتوى الإمام المهدي ناصر محمد اليماني عن كيفية التمييز بين المحكم والمتشابه في القرآن الكريم، ويليه بيان إضافي وبُشرى للأنصار في التنافس أيهم أقرب إلى الله..

    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    19 - 9 - 1432 هـ
    19 - 8 - 2011 مـ
    7:22 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
    https://albushra-islamia.com/showthread.php?p=20540
    ــــــــــــــــــــ


    فتوى الإمام المهدي ناصر محمد اليماني عن كيفيّة التمييز بين المُحكم والمتشابه في القرآن الكريم
    ويليه بيانٌ إضافي وبُشرى للأنصار في التنافس أيُّهم أقرب إلى الله..



    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجميع أمّة الإسلام في كل زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته معشر الأنصار وجميع المسلمين، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المرسَلين والحمدُ للهِ ربِّ العالمين، أما بعد..

    إنّ الإمام المهدي ليؤيّد مشورة "بالقرآن نحيا" كون الله لم يُنزّل هذا القرآن العظيم إلى الناس إلا لكي يتدبّروا في آياته تدبّر العقل والمنطق ومن ثم يُبصر الحقّ أولو الألباب المتفكرة، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٢٩} صدق الله العظيم [ص]، حتى إذا أبصر الباحثُ عن الحقَّ المبين في محكم كتاب الله بسلطانٍ مبينٍ فمن ثم يُعلِّم الناس مما علّمه الله من بعد أن توصّل في بحثه في الكتاب عن الفتوى بالبصيرة الحقّ لا شك ولا ريب، ولكن على الذين يتدبّرون القرآن أن يحذِّروا اتِّباع ظاهر كلمات المتشابه منه كون له تأويلٌ غير ظاهرٍ لا يعلمه إلا الله والراسخون في علم الكتاب الذين يحيطون بآيات الكتاب محكمه ومتشابهه ولسوف أفتيكم بالحقِّ عن كيفيّة التمييز بين المحكم والمتشابه في القرآن، فإنّكم سوف تجدون في ظاهر الكثير من المتشابه ما يخالف للعقل والمنطق كون له تأويلٌ غير ظاهرٍ، مثال قول الله تعالى: {فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ} صدق الله العظيم [البقرة:54]، فكيف يكون خيراً لكم عند بارئكم أن يقتل الإنسان نفسه؟ فهذا مخالفٌ للعقل والمنطق! ومن ثم تنظرون للفتوى البيّنة في محكم كتاب الله، فهل يجوز للإنسان أن يقتل نفسه؟ ومن ثمّ تجدون الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴿٢٩وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرًا ﴿٣٠} صدق الله العظيم [النساء].

    وقال الله تعالى:
    {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلَّا بِالْحَقِّ} صدق الله العظيم [الاسراء:33]، فتجدون أنّ الله حرَّم عليكم قتل أنفسكم وحرَّم عليكم قتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحقّ، ومن ثمّ نعود مرةً أخرى لقول الله تعالى: {فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ} صدق الله العظيم [البقرة:54]، ومن ثمّ نعلم علم اليقين أنّ هذه الآية يوجد فيها من كلمات التشابه وهي بالضبط في كلمة {فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ}، والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل يقصد أنّ كل واحدٍ من بني إسرائيل يقوم بقتل نفسه حتى يتوب الله عليه؟ ولكن هذا محرَّم في محكم كتاب الله! وإذا عدنا إلى العقل والمنطق فسوف نجد فتوى العقل والمنطق تقول لا بد أنّ الله يقصد بقوله تعالى: {فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ} صدق الله العظيم؛ وأنّه يأمر المجاهدين بقتال وقتل المفسدين منهم في الأرض الذين يشاقّون الله ورسوله ويريدون أن يطفِئُوا نور الله ويعتدوا على الناس بغير الحقّ، تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴿٣٣} صدق الله العظيم [المائدة].

    أي يقتل بعضهم بعضاً، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّـهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ‌ فِيهَا اسْمُ اللَّـهِ كَثِيرً‌ا ۗ وَلَيَنصُرَ‌نَّ اللَّـهُ مَن يَنصُرُ‌هُ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿٤٠﴾ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْ‌ضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُ‌وا بِالْمَعْرُ‌وفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ‌ ۗ وَلِلَّـهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ‌ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [الحج].

    ولربّما يودّ أحد أحبتي الأنصار أولوا الأبصار الذين لا يتَّبعون الإمام المهدي ناصر محمد الاتّباع الأعمى أن يقاطعني فيقول: "ولكن يا إمامي نريد منك البرهان المبين بأنّ الله يقصد في مواضعٍ في الكتاب بقوله أنفسكم أي بعضكم بعضاً، فأتِنا بالبرهان المبين من محكم القرآن العظيم". ومن ثمّ يرد عليه الإمام المهدي وأقول: فما ظنّك يا حبيبي في الله بقول الله تعالى:
    {وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} صدق الله العظيم [الحجرات:11]؟

    ومعلومٌ جواب أيّ عالِمٍ أو من عامّة المسلمين فإنّه سيقول: إنّ في هذا الموضع يقصد الله تعالى بقوله
    {وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ}أي لا يلمز بعضكم بعضاً، ومن ثم نقول وكذلك المقصود بقول الله تعالى:{فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ}صدق الله العظيم، فهو يقصد دَفْعُ بعضهم ببعضٍ، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّـهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ‌ فِيهَا اسْمُ اللَّـهِ كَثِيرً‌ا ۗ وَلَيَنصُرَ‌نَّ اللَّـهُ مَن يَنصُرُ‌هُ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿٤٠﴾ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْ‌ضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُ‌وا بِالْمَعْرُ‌وفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ‌ ۗ وَلِلَّـهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ‌ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [الحج].

    وقال الله تعالى:
    {وَمَا أَرْ‌سَلْنَا مِن رَّ‌سُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّـهِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُ‌وا اللَّـهَ وَاسْتَغْفَرَ‌ لَهُمُ الرَّ‌سُولُ لَوَجَدُوا اللَّـهَ تَوَّابًا رَّ‌حِيمًا ﴿٦٤﴾ فَلَا وَرَ‌بِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ‌ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَ‌جًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿٦٥﴾ وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُ‌جُوا مِن دِيَارِ‌كُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ۖ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرً‌ا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ﴿٦٦﴾ وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرً‌ا عَظِيمًا ﴿٦٧﴾ وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَ‌اطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿٦٨﴾ وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَالرَّ‌سُولَ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَ‌فِيقًا ﴿٦٩﴾ ذَٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ عَلِيمًا ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ولكنّكم تجدون تأويل قول الله تعالى:
    {فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ} صدق الله العظيم في كتب الذين يقولون على الله ما لا يعلمون خزعبلاتٍ ما أنزل الله بها من سلطان، وجاءوا بتفسيرٍ ما أنزل الله به من سلطان وخالفوا لمحكم آيات الكتاب واتَّبعوا المتشابه من القرآن كون في قلوبهم زيغ عن الحقّ المحكم في الكتاب، فانظروا إلى تفسير هذه الآية بالباطل الذي ما أنزل الله به من سلطان كما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    بسم الله الرحمن الرحيم
    تفسير القرطبي
    {فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِ‌ئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ‌ لَّكُمْ عِندَ بَارِ‌ئِكُمْ}
    لَمَّا قَالَ لَهُمْ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ قَالُوا كَيْف ؟ قَالَ " فَاقْتُلُوا أَنْفُسكُمْ " قَالَ أَرْبَاب الْخَوَاطِر ذَلِّلُوهَا بِالطَّاعَاتِ وَكُفُّوهَا عَنْ الشَّهَوَات وَالصَّحِيح أَنَّهُ قَتْل عَلَى الْحَقِيقَة هُنَا , وَالْقَتْل إِمَاتَة الْحَرَكَة وَقَتَلْت الْخَمْر كَسَرْت شِدَّتهَا بِالْمَاءِ قَالَ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة التَّوْبَة نِعْمَة مِنْ اللَّه أَنْعَمَ اللَّه بِهَا عَلَى هَذِهِ الْأُمَّة دُون غَيْرهَا مِنْ الْأُمَم وَكَانَتْ تَوْبَة بَنِي إِسْرَائِيل الْقَتْل وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّهُ لَمْ يُؤْمَر كُلّ وَاحِد مِنْ عَبَدَة الْعِجْل بِأَنْ يَقْتُل نَفْسه بِيَدِهِ قَالَ الزُّهْرِيّ لَمَّا قِيلَ لَهُمْ " فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسكُمْ " قَامُوا صَفَّيْنِ وَقَتَلَ بَعْضهمْ بَعْضًا حَتَّى قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا فَكَانَ ذَلِكَ شَهَادَة لِلْمَقْتُولِ وَتَوْبَة لِلْحَيِّ عَلَى مَا تَقَدَّمَ , وَقَالَ بَعْض الْمُفَسِّرِينَ : أَرْسَلَ اللَّه عَلَيْهِمْ ظَلَامًا فَفَعَلُوا ذَلِكَ وَقِيلَ : وَقَفَ الَّذِينَ عَبَدُوا الْعِجْل صَفًّا وَدَخَلَ الَّذِينَ لَمْ يَعْبُدُوهُ عَلَيْهِمْ بِالسِّلَاحِ فَقَتَلُوهُمْ وَقِيلَ قَامَ السَّبْعُونَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَ مُوسَى فَقَتَلُوا - إِذْ لَمْ يَعْبُدُوا الْعِجْل - مَنْ عَبَدَ الْعِجْل وَيُرْوَى أَنَّ يُوشَع بْن نُون خَرَجَ عَلَيْهِمْ وَهُمْ مُحْتَبُونَ فَقَالَ مَلْعُون مَنْ حَلَّ حَبْوَته أَوْ مَدَّ طَرَفه إِلَى قَاتِله أَوْ اِتَّقَاهُ بِيَدٍ أَوْ رِجْل فَمَا حَلَّ أَحَد مِنْهُمْ حَبْوَته حَتَّى قُتِلَ مِنْهُمْ يَعْنِي مَنْ قُتِلَ , وَأَقْبَلَ الرَّجُل يَقْتُل مَنْ يَلِيهِ ذِكْره النَّحَّاس وَغَيْره , وَإِنَّمَا عُوقِبَ الَّذِينَ لَمْ يَعْبُدُوا الْعِجْل بِقَتْلِ أَنْفُسهمْ عَلَى الْقَوْل الْأَوَّل ; لِأَنَّهُمْ لَمْ يُغَيِّرُوا الْمُنْكَر حِين عَبَدُوهُ , وَإِنَّمَا اِعْتَزَلُوا وَكَانَ الْوَاجِب عَلَيْهِمْ أَنْ يُقَاتِلُوا مَنْ عَبَدَهُ , وَهَذِهِ سُنَّة اللَّه فِي عِبَاده إِذَا فَشَا الْمُنْكَر , وَلَمْ يُغَيَّر عُوقِبَ الْجَمِيع رَوَى جَرِير قَالَ قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَا مِنْ قَوْم يَعْمَل فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي هُمْ أَعَزّ مِنْهُمْ وَأَمْنَع لَا يُغَيِّرُونَ إِلَّا عَمَّهُمْ اللَّه بِعِقَابٍ ) أَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ فِي سُنَنه , وَسَيَأْتِي الْكَلَام فِي هَذَا الْمَعْنَى إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى فَلَمَّا اِسْتَحَرَّ فِيهِمْ الْقَتْل , وَبَلَغَ سَبْعِينَ أَلْفًا عَفَا اللَّه عَنْهُمْ قَالَهُ اِبْن عَبَّاس وَعَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا , وَإِنَّمَا رَفَعَ اللَّه عَنْهُمْ الْقَتْل لِأَنَّهُمْ أَعْطَوْا الْمَجْهُود فِي قَتْل أَنْفُسهمْ فَمَا أَنْعَمَ اللَّه عَلَى هَذِهِ الْأُمَّة نِعْمَة بَعْد الْإِسْلَام هِيَ أَفْضَل مِنْ التَّوْبَة.
    انتهى الاقتباس
    انتهى التفسير الباطل.

    ومن ثمّ نقول: يا عباد الله المسلمين، إنّ ناموس التّوبة في الكتاب ناموسٌ واحدٌ، فهل وجدتم في جميع الكتب السماويّة منذ أنْ خلق الله آدم التوبة فقط لأمّة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكما تزعمون أنّ ناموس التوبة فيما قبل القرآن هي أن يقتل التائب نفسه حتى يتوب الله عليه؟ فتلك فِرْيَة ما أنزل الله بها من سلطان! وسبقت لنا عدّة بيانات من قبل لبيان قول الله تعالى: {فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ} صدق الله العظيم. فاتقوا الله ولا تُفتوا الناس إلا بالحقِّ ولا تقولوا لهم على الله ما لا تعلمون.

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد أحبّتي من أنصاري فيقول: "يا أيها الإمام المهدي، عرِّف لي الاجتهاد وأوجز في تعريفه" ومن ثم أقول للأنصار وكافّة الباحثين عن الحق: إنّ الاجتهاد هو البحث عن الحقّ حتى يهديه الله إلى البحث المؤيّد ببصيرة العلم والسلطان المبين، ومن ثم يدعو الى الله على بصيرةٍ، تصديقاً لقوله: {
    قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨} صدق الله العظيم [يوسف].

    ويا أحبّتي الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور إنّ الله لم يمنع الناس من تدبّر آيات القرآن العظيم، وخيرُكم من تعلّم القرآن وعلّمه، ولكنّ الله حرَّم عليكم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون، ولكن تدبّروا وتفكّروا في بيان الإمام المهدي باحثين فيه عن الحقّ حتى تتوصّلوا إلى الحقّ بعلمٍ وسلطانٍ مبينٍ، وإذا لم تجدوا الجواب في أحد بيانات الإمام المهدي فوجب علينا بإذن الله أن نزيدكم فنأتيكم بالقول الفصل وما هو بالهزل بإذن الله من محكم كتاب الله القرآن العظيم.

    وما يلي بيانٌ إضافيٌّ وبُشرى للأنصار وهو من أهم مواضيع الكتاب، فهل يرضى أحدكم أن يكون الإمام المهدي ناصر محمد اليماني هو أحبّ إلى الله منه وأقرب إلى الربّ؟ فإن قال كلٌّ من الأنصار:

    "لن يرضى أيّ من أنصار المهديّ المنتظَر أن يكون المهديّ المنتظَر ناصر محمد هو أحبّ إلى الله وأقرب، كوننا نعلم أنّ لنا من الحقّ في الله ما للإمام المهدي ناصر محمد كونه ليس ولد الله سبحانه حتى يكون هو أولى بالله من أتباعه؛ سبحان الله العظيم! وبما أنّنا نعتقد أنّ الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني ليس إلا عبدٌ من عبيد الله الصالحين حتى ولو جعله الله الإمام لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليهم الصلاة والسلام فلا يزال عبداً من عبيد الله الصالحين ولنا من الحقّ في ذات الله ما للإمام المهديّ المنتظَر وما للمسيح عيسى ابن مريم وما لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليهم وآلهم وسلم تسليماً، فقد علمنا بالصراط المستقيم إلى الربّ هو التنافس بين كافة العبيد في الملكوت إلى الربّ المعبود أيُّهم أقرب تصديقاً لقول الله تعالى: {
    أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وكلّ إنسانٍ يحجز درجته إلى ربّه في حبّه وقربه على حسب سعيه في هذه الحياة، تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَرَ‌أَيْتَ الَّذِي تَوَلَّىٰ ﴿٣٣﴾ وَأَعْطَىٰ قَلِيلًا وَأَكْدَىٰ ﴿٣٤﴾ أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَ‌ىٰ ﴿٣٥﴾ أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَىٰ ﴿٣٦﴾ وَإِبْرَ‌اهِيمَ الَّذِي وَفَّىٰ ﴿٣٧﴾ أَلَّا تَزِرُ‌ وَازِرَ‌ةٌ وِزْرَ‌ أُخْرَ‌ىٰ ﴿٣٨﴾ وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ ﴿٣٩﴾ وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَ‌ىٰ ﴿٤٠﴾ ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    وعلمنا من خلال ذلك أنّ التمنّي لا يفيد من غير السعي إلى تحقيق أمنيته بالعمل للوصول إلى أمنيته، ولذلك قال الله تعالى: {وَالْعَصْرِ‌ ﴿١﴾ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ‌ ﴿٢﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بالحقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ‌ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [العصر]".

    ومن ثم يردّ عليكم الإمام المهديّ فأقول: فهكذا قد نجوتم من الشرك بالله جميعاً، وأما بالنسبة لدرجات الحبّ والقرب من الله فكلٌّ على حسب جهده بالتنافس إلى ربّه.

    وما نريد قوله لأحبّتي الأنصار: فلنفرض أنّ أحدكم فاز بأعلى درجةٍ في حبّ الله وقربه ثم جعله الله خليفته على الملكوت كلّه، فهل تحقّق هدفه؟ فإن قال أحدكم: "نعم أيّها الإمام لقد تحقّق الهدف لمن فاز بأعلى درجةٍ في حبّ الله وقربه ثم جعله الله خليفته على الملكوت كله، فماذا يبغي من بعد ذلك؟ فذلك هو الفوز الأعظم في الكتاب، ألم يتنافس على ذلك كافة أنبياء الله ورسله وكلٌّ منهم يريد أن يكون صاحب تلك الدرجة العالية الرفيعة إلى ذي العرش بأعلى جنات النعيم التي يسمّيها الإمام المهدي طيرمانة الجنة كونها أعلى غرفة في جنات النعيم، كون الجنة التي عرضها السماوات والأرض إنّما هي غرفة كُبرى عرضها كعرض السماوات والأرض، تصديقاً لقول الله تعالى: {أُولَـٰئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْ‌فَةَ بِمَا صَبَرُ‌وا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا ﴿٧٥﴾ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّ‌ا وَمُقَامًا ﴿٧٦﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    وداخل غرفة الجنة غرفٌ مبنيّة من فوقها غرفٌ، تصديقاً لقول الله تعالى: {
    لَـٰكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} صدق الله العظيم [الزمر:20].

    وأعلى غرفة ملتصقة بعرش الربّ العلي العظيم، وتلك الغرفة بُنيت للعبد الأحبّ والأقرب إلى الربّ من بين عبيده جميعاً، وجعله الله عبداً مجهولاً لكي يتمّ التنافس بين كافة العبيد في الملكوت إلى الربّ المعبود أيّهم أحبّ وأقرب إلى الربّ ليفوز بها، وجعل الله صاحبها عبداً مجهولاً حتى يخرجهم الله من دائرة الشرك بالله لئن تمّ التنافس بين العبيد إلى الربّ المعبود أيّهم أحبّ وأقرب، وفي ذلك تتجلّى حكمة الله من إخفاء صاحب الدرجة العالية الرفيعة صاحب طيرمانة الجنة التي عرضها السماوات والارض.

    ولكنّي الإمام المهدي أقسمُ بالله العظيم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم إنّه ليوجد في أنصار المهديّ المنتظَر رجالٌ لو ينال أحدهم أعلى درجةٍ في حبّ الله وقربه ويفوز بطيرمانة جنة الله الكُبرى ثمّ يجعله الله خليفته على الملكوت كلّه ومن ثم يقول له ربّه: فهل رضيتَ يا عبد ربّك؟ ومن ثم يقول هذا العبد: "هيهات هيهات أن يرضى عبدك يا إلهي حتى ترضى" ومِن ثمّ يقول له الربّ: فلو لم أرضَ عنك وأحببتك لما وصلتَ إلى هذه الدرجة العالية الرفيعة إلى ربّك، ومن ثم يقول: "هيهات هيهات أن يرضى عبدُك حتى ترضى، فما أبغي بالمُلك والملكوت؟ وكيف أكون فيه فرحاً مسروراً وأحبّ شيء إلى نفسي متحسّرٌ وحزين؟ اللهم إنّي أعوذ بك أن أرضى بشيء حتى ترضى" ومن ثمّ يقول له الربّ سبحانه: فهل تتنازل عمّا أوتيت من ربّك من الملك والملكوت إلى من تريد من عبادي مقابل تحقيق رضوان نفس ربك؟ ثم يكون جوابه: "رضيتُ ربّي بكل سرور وليس في قلبي مثقال ذرةٍ من الحسرة على الملكوت شيئاً ما دمت سوف تحقِّق لعبدك النعيم الأعظم من ذلك كله فترضى" ومن ثم يقول له ربّه: حتى ولو جعلتك في أسفل غرفةٍ في غرف عبادي المقربين؟ فيقول: "رضيتُ ربّي ما دام في ذلك تحقيق النعيم الأعظم من نعيم جنتك" ومن ثم يقول له الرب: حتى ولو أنزلتك إلى أسفل غرفة من غرف أصحاب اليمين؟ ومن ثم يقول: "رضيتُ ربّي ما دام في ذلك تحقيق النعيم الأعظم من جنّتك فترضى" ومن ثم يقول له الربّ: حتى ولو أخرجتك لتسكن على الأعراف فلا أجعلك في الجنة ولا في النار؟ ثم يقول ذلك العبد: "رضيتُ ربّي ما دام في ذلك تحقيق النعيم الأعظم من جنات النعيم فترضى".

    وأقسم بالله العظيم أنّ هذا الردّ على الربّ ليس فقط يكون جواب الإمام المهديّ المنتظَر إلى ربّه بل جواب كافّة الوافدين من المتّقين الذين تمّ حشرهم إلى ربّهم كوفدٍ مكرّم بين يدي الربّ ومنهم أنصار المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور، ومنهم أبٌ وزوجته وولده وآخرين من ذات الأسرة في طريق الهدى حسب الفتوى بالحقّ، والعجب في أمرهم أنّهم قد أضحكوا الله من مواقفهم لغيرتهم من بعضهم بعضاً على ربّهم فهم على ذلك من الشاهدين، ألا والله ما عمري رأيتهم على الواقع في حياتي بعين اليقين ولكنّهم يعلمون أنّي أنطق بالحقّ.

    وكذلك من ذلك الوفد المكرّم إلى الرحمن نساءٌ ورجالٌ من أنصار المهديّ المنتظَر الذي سوف يشاهد عبيد الله منهم العجب حين عروض الربّ عليهم لتحقيق وعد الله لهم أن يرضيهم، تصديقاً لقول الله تعالى: {
    وَرَضُوا عَنْهُ} صدق الله العظيم [المائدة:119] .

    ومِن عباد الله من رضوا بما آتاهم الله من جنّات النعيم فكانوا بذلك فرحين مسرورين ومنهم الشهداء في سبيل الله، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَ‌بِّهِمْ يُرْ‌زَقُونَ ﴿١٦٩﴾ فَرِ‌حِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُ‌ونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿١٧٠﴾ يَسْتَبْشِرُ‌ونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّـهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ‌ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٧١﴾} صدق الله العظيم [آل عمران]، ورضوا بذلك تصديقاً لقول الله تعالى: {رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ} صدق الله العظيم [المائدة:119].

    ولكنّ قوم يحبهم ويحبونه اسْتَغلّوا وعد الله أن يرضي عباده المتقين، ومن أوفى بوعده من الله فأبوا أن ترضى أنفسهم حتى يكون ربّهم راضياً في نفسه، فأولئك قال لي محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الرؤيا الحق:
    [وإنهم ليعلمون بأنفسهم الآن كونهم يعلمون بما في أنفسهم وربّهم يعلم بهم إنه بعباده خبيراً بصيراً، ولذلك خلقهم ليعبدوا رضوان ربهم غاية قلوبهم، فما أعظم قدرهم وما أرفع مكانتهم عند ربهم يغبطهم الأنبياء والشهداء وهم ليسوا بأنبياء ولا شهداء كونهم لا يطمعون لحرب الكفار ليقتلوهم حتى يدخل أعداؤهم النار، ولا يطمعون أن يقتلهم الكفار ليكونوا شهداء إلا أن يجبروا على ذلك لقتل وقتال الكفار؛ بل يطمعون من ربهم أن يهدي الناس إليه فيجعلهم أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيم، وسبب إصرارهم على ذلك هو سرّ هدفهم في نفس الله. فلا تهن أيها الإمام المهدي ولا تحزن ولا تظنّ أنصارك المخلصين لربهم وهنوا وما استكانوا عن الدعوة إلى ما تدعوا إليه فإنك لا تعلم بما يفعلون الليل والنهار لتبليغ البيان الحقّ للذكر إلى كافة البشر ويلقون من الاستهزاء ما لا يلقاه الإمام المهديّ المنتظَر فيسخر الجاهلون منهم وتأخذهم الدهشة فيقولون وكيف صدّق هؤلاء القوم أنّ المهديّ المنتظَر هو ناصر محمد اليماني مع أن اسمه ناصر محمد وليس ما كانوا يزعمون من أسماء لديهم للمهدي المنتظر. أولئك قوم لا يتفكرون فهل يريدون أن يبعث الله المهديّ المنتظَر رسولاً جديداً من ربّ العالمين أم يبعث الله الإمام المهدي ناصر محمد خاتم الأنبياء والمرسلين حتى يحاجهم بما كان يحاجهم به محمد رسول الله خاتم الأنبياء والمُرسلين حتى يتم الله بعبده نوره على العالمين ولكن أكثر الناس لا يشكرون].

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمد للهِ ربِّ العالمين ..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    _____________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 246283 من موضوع فتوى الإمام المهدي ناصر محمد اليماني عن كيفية التمييز بين المحكم والمتشابه في القرآن الكريم، ويليه بيان إضافي وبُشرى للأنصار في التنافس أيهم أقرب إلى الله..

    - 2 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    24 - 1 - 1430 هـ
    21 - 1 - 2009 مـ
    11:57 مساءً
    ــــــــــــــــــ



    بيان التّمييز بين آيات القرآن المحكمات أمّ الكتاب عن المتشابهات ..

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، والصلاة والسلام على رسوله الأمين وخاتم النبيين وآله الطاهرين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدّين، وبعد..
    يا معشر الأنصار كونوا شهداء على نسيم وكافة علماء السُّنة وقولُهم هو نفس قول نسيم، ونقتبس لكم من بيانه هذا القول:
    اقتباس المشاركة :
    (ولا يعلم تفسير الكتاب الا الله وما جعله الله لغير رسوله سيدنا محمد يفسره ويفصله ليس كما يشتهي في نفسه بل كما يحب الله ان يفسره ولا يعلم تأويله الا الله)
    انتهى الاقتباس
    وهذا القول ليس قول نسيم وحده؛ بل قول كافة علماء السُّنة متفقين عليه بأنَّ القرآن لا يعلمُ تأويله إلا الله، وبما أنَّ السُّنة جاءت بياناً للقرآن فقالوا حسبنا ما وجدناه في سنّة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولذلك يُسمّون أنفسهم بأهل السُّنة. وإني أدعوهم لنحتكم إلى القرآن العظيم فإن صدق قولهم بالحقّ بأنَّ القرآن لا يعلمُ تأويله إلا الله ولذلك يستمسكون بالسّنة وحدها سواء اتفقت مع القرآن أو اختلفت فقد صدقوا، وإن لم يقل الله إنه لا يعلم بتأويل القرآن إلا هو فقد كذبوا على ربّهم، ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً؟ ذلك لأنّ الله لم يقل ذلك أنه لا يعلمُ بتأويل القرآن إلا هو؛ بل المتشابه فقط. ولم يجعل الله آيات الكتاب المتشابهات الحجّة عليكم نظراً لأنه لا يعلمُ بتأويله إلا هو سبحانه، ولكن الله جعل عليكم الحجّة آيات القرآن المحكمات هُنّ أمّ الكتاب الذي أمركم الله أن تتبعوا آيات القرآن المحكمات وأن لا تتبعوا ظاهر المتشابه من القرآن والذي لا يعلم بتأويله إلا الله، ولم يجعله الله الحجّة عليكم بل حجّة الله عليكم هي آيات القرآن المحكمات هُنّ أمّ الكتاب، فأمّا الذين في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ الواضح والمُحكم فسوف ينبذهنّ وراء ظهره فيتّبع المتشابه ابتغاء البرهان لأحاديث الفتنة وابتغاء تأويله ولا يعلم بتأويل المتشابه من القرآن إلا الله، ويُعلِّمه لمن يشاء من عباده. ولم يجعل الله متشابه القرآن هو الحجّة عليكم أبداً بل آياته المحكمات الواضحات هُنّ أمّ الكتاب، ومن زاغ عن محكم القرآن واتّبع المتشابه ففي قلبه زيغٌ عن الحقّ المُحكم البيِّن. وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧} صدق الله العظيم [آل عمران].

    فكيف تحرِّفون الكَلِمَ عن مواضعه وتقولون إنه لا يعلم تأويل القرآن إلا الله؟ وذلك لكي تتمسكوا بالسُّنة وحدها وحسبكم ذلك سواءً اتفقت مع محكم القرآن أو اختلفت! ولا ترجعون للقرآن إلا لتفسير الآيات المتشابهات والتي لم يجعلها الله الحجّة عليكم بل آياته المحكمات أمّ الكتاب وليست المتشابهات التي لا يعلمُ بتأويلهنّ إلا الله، وذلك لأنّ الآيات المتشابهات تختلف في ظاهرها عمّا جاء في آيات القرآن المُحكمات، فإذا تركتم المُحكم واتّبعتم المتشابه هلكتم وفي قلوبكم زيغٌ عن الحقّ البيِّن في آيات أمّ الكتاب، أفلا تعقلون؟

    ويا معشر الباحثين عن الحقّ، إني الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم وسوف أفصّل لكم بإذن الله كيف تعلمون آيات القرآن المحكمات التي جعلهنّ الله أمّ الكتاب وأمركم باتّباعهنّ، وأمركم بالإيمان بالمتشابه الذي لا يعلمُ تأويله إلا الله، وكلٌّ من عند ربنا مُحكمه ومتشابهه وسنّة رسوله الحقّ، وأمركم الله بالاستمساك بمُحكم القرآن وسنة محمد رسول الله الحقّ التي لا تخالف لمحكم القرآن، ولم يأمركم الله بنَبذ سُنة نبيّه وراء ظهوركم بل أمركم بالاستمساك بمحكم القرآن والسُّنة النّبويّة إلا ما خالف لمُحكم القرآن العظيم، وعلّمكم الله أنَّ ما خالف لمُحكم القرآن العظيم فإن ذلك من عند غير الله، ولكنكم تفترون على الله يا معشر السُّنة والشيعة، وتقولون يا معشر أهل السُّنة إنَّ القرآن لا يعلم تأويله إلا الله ومحمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وإنّ حسبكم الاستمساك بالسُّنة النّبويّة لأنها جاءت بياناً للقرآن، وقال معشر الشيعة إن القرآن لا يعلمُ بتأويله إلا الله ورسوله والراسخون في العلم عترة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأن حسبهم ما ورد عن آل البيت وعن رسول الله، ولذلك ضللتم يا معشر السُّنة والشيعة عن سواء السبيل، وذلك لأن الله لم يعدكم بحفظ أحاديث محمدٍ رسول الله من التحريف والتزييف، فكيف بأحاديث أئمة آل البيت؟

    وأُقسم بالله الواحد القهّار الذي يُدرك الأبصار ولا تُدركه الأبصار لأخرسنَّ ألسنتكم بمُحكم القرآن العظيم عمّا جاء في آياته المحكمات أمّ الكتاب حتى لا تجدوا في صدوركم حرجاً مما قضيتُ بينكم بالحقّ وتُسلموا تسليماً إن كنتم مؤمنين، وأمّا إذا تركتم الآيات المحكمات أمّ الكتاب فاتّبعتم المتشابه من القرآن فقد هلكتم لأنّ أعداء الله سوف يضعون لكم أحاديثَ تتشابه بالضبط مع ظاهر هذه الآيات التي لا يعلمُ تأويلها إلا الله ولم يجعلها الله حجّته عليكم؛ بل أنتم لم ترجعوا أصلاً للقرآن إلا إلى آياته المتشابهات نظراً لأنهنّ أعجبنكم؛ لأنهنّ تشابهن في ظاهرهنّ للمُفترى الذي بين أيدِيكُم.

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار وكافة الباحثين عن الحقّ، إني الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم سوف أعرّف لكم كيف تُميّزون آيات القرآن المحكمات أمّ الكتاب عن آياته المتشابهات، فإنكم سوف تجدون بينهن اختلافاً وليس في آيات الله اختلافٌ شيئاً، وإنما الآيات المتشابهات تخالف لمحكم القرآن في ظاهرهنّ وتأويلهنّ غير ما جاء في لفظهن الظاهري، ولذلك لا يعلم تأويل المتشابه إلا الله.

    ولسوف أضرب لكم على ذلك مثلاً في عقيدة رؤية الله وآتي بالآيات المحكمات في هذا الشأن ومن ثمّ آتيكم بالمتشابهات اللاتي تخالف للمحكمات في ظاهرهنّ ولكن تأويلهنّ غير ما جاء في ظاهرهنّ لو كنتم تعلمون، ونبدأ بالآيات المحكمات في نفي العقيدة برؤية الله جهرةً:
    1- وقال الله تعالى: {بَدِيعُ السموات وَالأرض ۖ أَنَّىٰ يَكُونُ له وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن له صَاحِبَةٌ ۖ وَخَلَقَ كلّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ بِكلّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١٠١﴾ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ ربّكم ۖ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ خَالِقُ كلّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كلّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ ۖ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    2 - قال الله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٤٣} صدق الله العظيم [الأعراف].

    3 - وكذلك بيّن الله أنه ما كان لبشر أن يُكلِّمَه الله جهرةً. وقال الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّـهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴿٥١} صدق الله العظيم [الشورى].

    4 - وكذلك بيّن الله إنه لا يُكلّم النّاس يوم القيامة جهرةً بل من وراء حجابٍ، وبيّن لكم حجابه يوم القيامة أنه يُكلم النّاس من وراء الغمام وهو حجاب الربّ سبحانه. وقال الله تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّـهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ ۚ وَإِلَى اللَّـهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴿٢١٠} صدق الله العظيم [البقرة].

    ومن ثمّ نأتي الآن للآيات المتشابهات في هذا الشأن ولكننا سوف نجدهنّ عكس المُحكم في ظاهرهنّ غير أن تأويلهنّ غير ما جاء في التشابه اللغوي في ظاهرهن.

    1 - قال الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَ‌ةٌ ﴿٢٢إِلَىٰ ربّها نَاظِرَ‌ةٌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

    2 - قال الله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن ربّهم يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ﴿١٥﴾ ثمّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [المطففين].

    فأمّا المُحكم فهو محكمٌ وجعله الله واضحاً بيِّناً يتكلم عن العقيدة برؤية الله بالنفي المُطلق في نفس وقلب الموضوع ظاهرهنّ كباطنهنّ لا يزيغ عمّا جاء فيهنّ إلا من في قلبه زيغٌ عن الحقّ فيتبع المتشابه الذي يخالف للمحكم في ظاهره، ولكن تأويله غير ظاهره ولذلك لا اختلاف ولا تناقض في القرآن العظيم، وإنّي على بيان الآيات المتشابهات لقديرٌ بإذن الله العلي القدير من يُعلّمني بذلك، ولكني أعلم أنّ الحجّة قد جعلها الله في المُحكم الذي أغناه الله عن تأويل ناصر محمد، فلا يزيغ عن محكم القرآن إلا من كان في قلبه زيغٌ فيتبع المتشابه الذي يخالف عن المُحكم في ظاهره ويختلف في تأويله، فأمّا المُحكم فلا ترونه يحتاج لبيانٍ، ولكني سوف آتيكم بالبيان للمتشابه وذلك لكي أبيّن لكم أنه لا تناقض في القرآن كما يزعم الكافرون بالقرآن العظيم.

    1 - قال الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَ‌ةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ ربّها نَاظِرَ‌ةٌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

    والتشابه اللفظي
    {نَاظِرَةٌ}، ولكن الله يقصد الانتظار لرحمة الله وليس النظر إلى ذات الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۖ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۖ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٥٤} صدق الله العظيم [الأنعام].

    بمعنى أنهم منتظرون لرحمة الله،
    وذلك لأنّ التأويل الحقّ لناظرة هو منتظرة، ولذلك قالت ملكة سبأ: {وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ ﴿٣٥} صدق الله العظيم [النمل].

    وليس ذلك قياساً وإنما لفهم كلمة ناظرة؛ هل بالإمكان أن تأتي بمعنى منتظرة؟ وذلك لأنه لا ينبغي أن يكون هناك تناقضاً بين القرآن العظيم فلا بدّ أنّ بيانها غير لفظها الظاهري المختلف مع المحكم ولكنه لا يخالفه في التأويل، فتبيّن لكم أنّ الوجوه الصالحة الناظرة إلى رحمة الله وليست ناظرة إلى ذات الله سبحانه وتعالى علواً كبيراً، وانظروا إلى الوجوه الأخرى فتجدون أنها لا تنتظر لرحمة الله بل تظنّ أن يُفعل بها فاقرة. وقال الله تعالى:
    {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ ﴿٢٤تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ ﴿٢٥} صدق الله العظيم [القيامة].

    إذاً وجوهٌ ظنُّها في الله أن ينالها برحمته فهي ناظرةٌ لرحمة ربها، وأمّا الباسرة فظنُّها في الله أنه سوف يفعل بها فاقرة، فما السبب وذلك لأنّ الباسرة محجوبةٌ عن معرفة ربّها أنّه أرحم الراحمين، ولا يزال حجابهم عن معرفة الحقّ على قلوبهم.
    تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَن كَانَ فِي هَـٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    أولئك قلوبهم محجوبةٌ عن معرفة ربّهم وما قدروه حقّ قدره ولذلك يسألون ملائكته؛ خزنة جهنّم من دونه. وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗوَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠} صدق الله العظيم [غافر].


    فانظروا للتعليق الحقّ على دُعائهم من ربّهم وهو قوله تعالى:
    {وَمَا دعاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} صدق الله العظيم، وذلك لأنهم يدعون غير الله فيلتمسون الرحمة عند عباده الذين هم أدنى رحمةٍ من أرحم الراحمين ولذلك لم يجدوها، ولكن انظروا للذين دعوا ربّهم من أهل الأعراف فاستجاب لهم. وقال الله تعالى: {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٤٧} [الأعراف]، ومن ثمّ انظروا لردِّ الله عليهم: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ ﴿٤٩} صدق الله العظيم [الأعراف].

    إذاً يا إخواني إنما الحجاب على القلب، وهذا الحجاب هو ذاته الذي كان على قلوبهم في الدُّنيا عن معرفة ربّهم. وقال الله تعالى:
    {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا ﴿٤٥} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وذلك لأنّ الذين لا يعلمون سوف يتَّبعون هذه الآية. قال الله تعالى:
    {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ﴿١٥ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ ﴿١٦} صدق الله العظيم [المطففين].

    فَيُظَنُّ أنَّ الصالحين ليس بينهم وبين ربّهم حجاب ولذلك يُشاهدونه، وإنما الحجاب عن ربّهم للكافرين ومن ثمّ يستدل بهذه الآية المتشابهة:
    {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن ربّهم يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ﴿١٥﴾ ثمّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم، فيتبع المتشابه ويذر المُحكم في هذا الشأن.

    ولكني أبشّركم برؤية نور الله من وراء الغمام يوم القيامة. وقال الله تعالى:
    {وَأَشْرَ‌قَتِ الأرض بِنُورِ‌ ربّها وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بالحقّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿٦٩﴾ وَوُفِّيَتْ كلّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    ولكن هذا النور يشعُّ من وجه الله من وراء الغمام. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا ﴿٢٥الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَـٰنِ ۚ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا ﴿٢٦وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ﴿٢٧} صدق الله العظيم [الفرقان].

    وما هو الغمام الذي تشقق به السماوات؟ وإليكم الفتوى الحقّ أنه حجاب وجه الله سبحانه وتعالى علواً كبيراً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّـهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ ۚ وَإِلَى اللَّـهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴿٢١٠} صدق الله العظيم [البقرة].

    إذاً يا معشر علماء الأمّة إني أُحذركم كما حذَّركم الله أن تتبعوا المتشابه من القرآن الذي لا يعلم تأويله إلا الله ويُعلّم به من يشاء وتذرون المُحكم الواضح والبيّن من آيات أمّ الكتاب وهُنّ حجّة الله عليكم لو كنتم تعلمون. ومن اتّبع المتشابه والذي لا يعلمُ تأويله إلا الله ويذر المُحكم الواضح والبيّن من آيات أمّ الكتاب فليعلم أنّ في قلبه زيغٌ عن الحقّ وقد ضلّ عن سواء السبيل، وذلك لأنّ المُفترين سوف يستغلون الآيات المتشابهات فيأتون بأحاديثَ تتشابه مع المتشابهة في ظاهرها بالضبط، إذاً أين التأويل؟ وذلك لأنّ من المفروض أن الحديث يأتي ليفسرها لنا كمثل قول الله تعالى:
    {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴿٢٢إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴿٢٣} صدق الله العظيم [القيامة]، ومن ثمّ يوضع حديثٌ بمكرٍ وافتراءٍ عن محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أنه قال:
    اقتباس المشاركة :
    [ سوف ترونَ ربّكم يوم القيامة جلياً كما ترون البدر لا تُضامون في رؤيته ]
    انتهى الاقتباس
    ومن ثمّ يزعم الجاهلون أنّ هذا الحديث جاء تأويلاً لقوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴿٢٢إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴿٢٣} صدق الله العظيم، إذاً أين التأويل؟ فإذا حكمنا على ظاهرها فسوف نتَّبع هذا الحديث المتشابه مع ظاهرها بالضبط، ولكن المُحكم لكم لبالمرصاد لأنه يأتي يتكلم في نفس الموضوع وينفي هذا الحديث جُملةً وتفصيلاً ويختلف معه اختلافاً كثيراً، وإنما لجأوا للقرآن للمتشابه فقط وليس للمُحكم بل أعجبهم من القرآن المتشابه فيبتغونه برهاناً لحديث الفتنة ويبتغون هذا الحديث تأويلاً لهذه الآية المتشابهة. ولذلك قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ولكني أُشهدُ الله إني أدعوكم وأحاجّكم بمُحكم القرآن العظيم والذي لم يجعله الله بحاجة للتأويل؛ واضحٌ وبيِّنٌ ظاهره كباطنه، فهل أنتم مُتّبعون؟ وإن ظللتم تتبعون ما خالف لمُحكم القرآن من السُّنة يا معشر علماء السُّنة فلن تجدوا لكم من دون الله ولياً ولا نصيراً بعد أن جاءكم التفصيل من ربكم، وكذلك أنتم يا معشر علماء الشيعة فإن ظللتم تتبعون لما يخالف من روايات العترة عن محكم القرآن فلن تجدوا لكم من دون الله ولياً ولا نصيراً.

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار والباحثين عن الحقيقة بلّغوا بياني هذا لمعشر السُّنة والشيعة لعلهم يتقون، وبشّروهم أنَّ الله قد ابتعث الإمام المهديّ إليهم بالبيان الحقّ للقرآن العظيم ويُحاجِجهم بمُحكم القرآن العظيم ويحكم بينهم في جميع ما كانوا فيه يختلفون، فيستنبط الحكم الحقّ بينهم من محكم القرآن وعداً علينا بالحقّ بإذن الله ربّ العالمين؛ المُعلِّم لعبده ونعم المُعلِّم ونعم المولى ونعم النّصير، وأخبروهم إنَّ مذهب آبائي شافعيٌّ سُنّيٌّ، ولكني أعلن الكفر بالتعدديّة المذهبيّة جُملةً وتفصيلاً مستمسكاً بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ ومن أتباع محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولا أعلمُ بنبيٍّ ولا رسولٍ من بعد محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - حتى أكون من أتباعه، ولذلك جعل الله في اسمي خبري وعنوان أمري
    (ناصر محمد)، ولذلك تَرون اسمي في رايتي لأنّ الله جعل في اسمي حقيقةً لأمري ناصراً لما جاءكم به محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وفي ذلك تكمن حكمة التواطؤ للاسم محمدٍ في اسمي في اسم أبي، وذلك لأني لستُ مُبتدعاً بل مُتّبِعاً لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأدعو على بصيرةٍ من ربّي وهي ذاتها بصيرة محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨} صدق الله العظيم [يوسف].

    ويا نسيم، أرجو من الله أن يهديك إلى الصراط المستقيم فتكون من السابقين الأنصار الذين صدّقوا بالبيان الحقّ للقرآن صفوة البشريّة وخير البريّة الذين صدَّقوا في عصر الحوار من قبل ظهور المهديّ المنتظَر على كافة البشر بكوكب سقر في ليلةٍ وهم صاغرون.
    وسلام الله عليك يا نسيم ورحمةٌ من لدنه وبركاته، وأستحلفك بالله أن لا تُصدّقني حرجاً مني ما لم ترَ أنّ ناصر محمد اليماني ينطقُ بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ، وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

    الإمام المبين الداعي إلى الصراط المستقيم الذليل على المؤمنين العزيز على الكافرين ناصر محمد اليماني.
    ______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمن الرحيم
    ﴿ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾
    [الإسراء:٥٧] صدق الله العظيم
    ۞ خلاصة دعوة الإمام المهدي ناصر محمد ۞
    * الرحمن خلق الإنسان علمه البيان * {إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا}..* الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً * سؤال وجواب لأولي الألباب * وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ * عاجل إلى أحباب الله.. * ن والقلم وما يسطرون * نسف فتنة المسيح الدجال * كوكب النار سقر
    ۞الكتب الإلكترونية لموسوعة بيانات الإمام ناصر محمد۞ * يا حسرة على العباد.. * ردّ المهدي المنتظر إلى الذي ينكر أن رضوان الله النّعيم الأكبر * قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ * اضغط للبحث عن بيان للقرآن لآية تريد تأويلها الحق
    ۞ ولم يفرض الله على عبيده أن لا يرضوا حتى يكون راضياً في نفسه لهُ الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ۞
    ! هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ !
    ** إنّ الحبّ ينقسم إلى قسمين.. **
    *** هدف الشيطان في نفس الرحمن من محكم القرآن وبيان هدف الإمام المهدي في نفس الرحمن، هدفان متناقضان تماماً ***
    ۞۞۞ الحقوق لجميع المسلمين في أقطار الأرض ۞۞۞

  8. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 91964 من موضوع دخول الجنة أو النار إنما يعتمد على التوبة حتى ولو كانت ذنوبه بعدد مثاقيل ذرات هذا الكون العظيم..



    الإمام ناصر محمد اليماني
    14 - 01 - 1431 هـ
    30 - 12 - 2009 مـ
    11:17 مساءً
    ــــــــــــــــــــ



    دخول الجنة أو النار إنما يعتمد على التوبة حتى ولو كانت ذنوبه بعدد مثاقيل ذرات هذا الكون العظيم..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامُ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخي في دين الله بارك الله فيك فقد ألقيت إلى الإمام المهدي بسؤالٍ ومن ثم أجبت على نفسك بالحقّ الذي لا شك ولا ريب فيه لأنك أتيت بالإجابة من محكم كتاب الله في قول الله تعالى:
    {وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٨٠﴾ بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} صدق الله العظيم [آل‌عمران:١٨٥].

    وذلك لأن دخول الجنة أو النار إنما يعتمد على التوبة فحتى ولو كانت ذنوبه بعدد مثاقيل ذرات هذا الكون العظيم ومن ثم تاب إلى الله متاباً مخلصاً له الدين قبل أن يرى الموت غفر الله له ما تقدم من ذنبه وأدخله جنته
    ، فإن جاءه الموت وهو من التوّابين دخل الجنة، وإن جاء الموت وهو من الخطّائين دخل النار وجعل الله ما سبق من عمله هباءً منثوراً لو كان من الصالحين من قبل ذلك ثم أدركه الموت وهو مُحاط بخطيئته فقد ارتد عن توبته، حتى لو كان يعبد الله ألف عامٍ وارتدَّ عن توبته إلى الخطائين فلا قبول لعبادة ألف عامٍ ما دام قد أحاطت به الخطيئة فأدركه الموت وهو من الخاطئين وليس من التوابين، وإن عصى الله ألف عامٍ وتاب إلى ربه قبل أن يرى الموت حتى ولو بيومٍ واحدٍ غفر الله له ما تقدم من ذنبه وأدخله جنته. تصديقاً لقول لله تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَٰئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴿١٧﴾ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    والبيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ} صدق الله العظيم [النساء]، فلا يقصد الجهالة أنه لا يعلم أنه ذنب بل كان أعمى البصيرة، ومن كان أعمى البصيرة فهو من الجاهلين.

    وأما البيان لقول الله تعالى:
    {ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ}، أي قبل أن يرى ملائكة الموت الذين يضربون وجوههم وأدبارهم ليخرجوا أرواحهم، فحين تأتي الملائكة الذين كانوا عن يمينه وشماله فيكون واحدٌ بين يديه والآخر من خلفه فيضربوا وجوههم وأدبارهم فيقولون أخرجوا أنفسكم، فيقول إني تبت الآن، فلن يقبل الله توبته لأنه قد جاءه الموت وهو ليس من التوّابين وأحاطت به خطيئته. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَٰئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴿١٧﴾ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وليس أنّ العذاب أنه يدخل النار على قدر ذنبه ثم يخرج منها؛ بل الحكم لمن دخل النار بالخلود. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بالحقّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ﴿٦٨﴾ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ﴿٦٩﴾ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿٧٠﴾ وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا ﴿٧١﴾} صدق الله العظيم [الفرقان]

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 4446 من موضوع بصيرة الإمام المهديّ كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ ..


    الإمام ناصر محمد اليماني
    28 - 02 - 1431 هـ
    12 - 03 - 2010 مـ
    10:59 مساءً
    ـــــــــــــــــــ



    بصيرة الإمام المهديّ كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ ..

    {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:7]، وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [حملة القرآن المخصوصون برحمة الله، الملبسون نور الله، المعلمون كلام الله، المقربون عند الله، من والاهم فقد والى الله، ومن عاداهم فقد عادى الله] صدق عليه الصلاة والسلام.

    قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [أهل القرآن هم أولياء الله وخاصته] صدق عليه الصلاة والسلام.

    قال الله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [الشورى].

    قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [إذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار، وهو الدليل على خير سبيل، وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وهو الفصل ليس بالهزل، وله ظاهر وباطن، فظاهره حكم باطنه] صدق عليه الصلاة والسلام.

    قال الله تعالى: {إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [يس].

    قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [لا يعذب الله قلباً وعى القرآن فاتّبعه] صدق عليه الصلاة والسلام.

    قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع آخرين] صدق عليه الصلاة والسلام.

    قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده] صدق عليه الصلاة والسلام.

    قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [القرآن شافع مشفع وماحِل مصدَّق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه قاده إلى النّار] صدق عليه الصلاة والسلام.

    قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [من قرأ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيه غير أنه لا يوحى إليه، لا ينبغي لصاحب القرآن أن يجد مع من يجد، ولا يجهل مع من يجهل وفي جوفه كلام الله] صدق عليه الصلاة والسلام.

    قال الله تعالى: {وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً ۚ كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَىٰ إِلَىٰ كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [الجاثية].

    قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [يؤتى يوم القيامة بالقرآن، وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا] صدق عليه الصلاة والسلام.

    قال الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} صدق الله العظيم [آل عمران:103].

    قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [ألا إنها ستكون فتنة فقيل و ما المخرج منها يا رسول الله قال كتاب الله فيه نبأ ما كان قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم] صدق عليه الصلاة والسلام.

    قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [إني تارك فيكم، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض فاعتصموا بحبل الله ولا تفرقوا] صدق عليه الصلاة والسلام.

    من خليفة الله الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلى علماء المسلمين وأمّتهم، فلمَ أنتم معرضون عن دعوة الإمام ناصر محمد اليماني؟ فهل ترونه مبتدعاً بدعوتكم إلى الاحتكام إلى كتاب القرآن العظيم واتّباعه والكفر بما خالف لمحكم القرآن العظيم سواء يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السُّنة النبويّة نظراً لأنّ الله لم يعدكم بحفظهم من التحريف؟ فأيُّ مهديٍّ تنتظرون ليتبع أهواءكم؟ إذاً لمَ بعثني الله إليكم ما دمت سأتبع أهواءكم، فكيف أستطيع أن أحكم بينكم بالحقّ ما لم أهيمن عليكم بمحكم كتاب الله القرآن العظيم؟

    ويا عجبي منكم ومن عقيدتكم الحقّ والباطل! فأمّا عقيدتكم الحقّ فهو إيمانكم إن الإمام المهديّ المنتظر هو خليفة الله في الأرض، وأما عجبي فهو من عقيدتكم الباطل إذ تزعمون أنكم أنتم من يصطفي خليفة الله!

    ولربّما يودّ أن يقاطعني طائفة منكم فيقولون: "نحن لم نقل أننا نحن من نصطفيه وإنما نعرف أنّه هو الإمام المهديّ ومن ثم نعرّفه على نفسه أنه هو الإمام المهديّ، وحتى ولو أنكر فنُكرهه على البيعة". ومن ثم يقول لكم الإمام المهديّ: فهل عندكم سلطان بهذا من كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ أنكم أنتم من يصطفي خليفة الله من بين البشر فيُعرِّفونه بنفسه في قدره المقدور؟ فما يدريكم يا قوم إنه هو المهديّ المنتظَر إذا كان هو لا يعلم أنه هو المهديّ المنتظَر؟ فكيف علمتم أنتم أنّه المهديّ المنتظَر أفلا تعقلون؟ فما هو السبيل لإنقاذكم يا قوم أفلا تتقون؟ وتالله إني أصبحت لفي حيرةٍ من علمائكم وأمّتكم فهل أنتم مسلمون حقاً؟ ولكن الله قال في محكم كتابه: {إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ} صدق الله العظيم [النمل:81].

    فما خطبكم يا قوم وماذا دهاكم أم إنكم لفي حيرةٍ من الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني؟ فأقول لكم: وكذلك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني لفي حيرةٍ منكم، ولكني بيّنت لكم الحيرة منكم فلماذا لا تُبيِّنون لي الحيرة لديكم في شأن الإمام ناصر محمد اليماني؟ فما هو الذي أشكل عليكم ولم يتبيّن لكم في دعوة الإمام ناصر محمد اليماني وذلك حتى نزيدكم علماً وتفصيلاً مما علّمني ربّي فلن أعلم الغيب وما يدريني بما في أنفسكم فما خطبكم صامتون يا معشر علماء الأمّة؟ أم إنكم تنتظرون كوكب العذاب حتى يتبيّن لكم هل ناصر محمد اليماني ينطق بالحقّ؟ ويا عجبي من أمركم ولكني أحاجّكم بما أنتم به مؤمنون من قبل أن يبعث الله إليكم الإمام ناصر محمد اليماني، وذلك لأنّ جميع المسلمين يؤمنون بالقرآن العظيم. ويا قوم ليس من الحكمة في شيء أن تُنظِروا إيمانكم حتى يأتيكم عذاب يوم الظُلّة إنّه كان عذاب يومٍ عظيمٍ، وأخشى أن يصيبكم كما أصاب المعرضين عن ذكر ربّهم ممن كانوا من قبلكم من الأمم، فكيف السبيل لإنقاذكم يا معشر علماء المسلمين وأمّتهم؟ ويا قوم إنّ كوكب العذاب آتٍ لا محالة وإنما نريد إنقاذكم، ويا قوم والله الذي لا إله غيره أن كوكب العذاب آتٍ في عصري وعصركم وجيلي وجيلكم وزماني وزمانكم والإمام المهديّ المنتظر فيكم وأنصاره وإنما ينجّينا الله برحمته كما أنجى الذين من قبلنا من أولياء الله الذين اتّبعوا الحقّ من ربّهم، ولا أدري ما الله فاعل بكم فتوبوا إلى الله متاباً واتّبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربّكم في محكم القرآن العظيم وسنّة رسوله الحقّ، وإنما ننهاكم عمّا خالف لمحكم القرآن العظيم، ونفتيكم أنّ ما خالف محكم القرآن فإنه من عند غير الله أي من عند الشيطان الرجيم على لسان أوليائه الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، فكيف اتّبعتم ما يخالف لمحكم كتاب الله وتحسبون أنكم مهتدون؟ فكيف يهتدي من اتّبع ما خالف محكم كتاب الله أفلا تعقلون؟ ولو تدبّرتم كتاب الله لوجدتم أنكم مخالفون لكثيرٍ من محكم كتاب الله لو كنتم تتقون الله وتدبرتم محكم القرآن العظيم.

    ولم يبعثني الله إليكم بكتابٍ جديدٍ وإنما لنعيدكم إلى منهاج النبوّة الأولى فنجعلكم على صراطٍ مستقيمٍ فتتبعوا كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ فإنهما نورٌ على نورٍ، ولا ينبغي لأحاديث البيان أن تخالف محكمَ القرآن أفلا تتفكرون؟ وإنما أعظكم بواحدةٍ أن تتفكروا سوياً أو فرادى في منطق ناصر محمد اليماني وفي سلطان علمه وفي صميم دعوته وبصيرته التي يستند عليها فهل تجدونها قولاً على الله بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً أم إنه يدعو إلى سبيل الله على بصيرةٍ من ربّه؟ ومن ثم تفكرون في بصيرته هل هي بصيرةٌ جديدةٌ أم إنّها هي ذاتها بصيرة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    أفلا تتفكرون في القول الحقّ: {أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}، أم إنّكم تنتظرون مهديّاً منتظَراً مبتدِعاً وليس مُتَّبِعاً أفلا تعقلون؟ ويا قوم إني أشهدكم أني لا ولن أتّبع أهواءكم ما دمت حياً بل أتبع قول الله وقول رسوله الحقّ ولا أفرّق بين الله ورسوله فأتّبع قولاً في السنّة يخالف لقول الله في محكم كتابه إذاً فليس قول رسوله ما دام قد تخالف مع قول الله أفلا تتقون؟ وما ينبغي للحقّ أن يتبع أهواءكم.

    ويا قوم، إنما أعظكم وأقول لكم في أنفسكم قولاً بليغ الحكمة فحتى تعلموا فهل لا تزالون على الحقّ، فلن تعلموا ذلك حتى تتدبروا كتاب الله القرآن العظيم فتنظروا في آياته المحكمات لعالِمكم وجاهلكم، فتنظروا هل ما أنتم عليه يخالف لأحد آيات أمّ الكتاب في القرآن العظيم، ومن ثم تتركوا ما يخالف لمحكم القرآن، ومن ثم تعتصموا بمحكم القرآن العظيم، واعلموا أن ما خالف لمحكم القرآن فهو باطل مفترًى، فكيف تتبعوا الباطل المفترى وكيف ترضى بذلك قلوبكم أفلا تُبصرون؟ اللهم قد أفتيت وعلمتهم بالبيان الحقّ اللهم فاشهد.

    وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين ..
    أخو المسلمين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _____________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 10212 من موضوع ما الفرق بين القضاء والقدر؟

    الإمام ناصر محمد اليماني
    26 - 12 - 1431 هـ
    03 - 12 - 2010 مـ
    09:58 مساءً
    ـــــــــــــــــــ




    بيان المهديّ المنتظَر عن القضاء والقدر من محكم الذِّكر..

    بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمُرسلين وآلهم الطيبين الطاهرين من أولهم إلى خاتمهم جدي محمد رسول الله وكافة المُسلمين التابعين للحقّ إلى يوم الدين..

    وهذا بيان الإمام المهديّ إلى القدريّين الذين يقولون على الله ما لا يعلمون فيزعمون أنّ ارتكاب الفاحشة وأعمال السوء قدرٌ من الله، فيقول: "قدّر الله عليه أن يرتكب فاحشة". والجواب من محكم الكتاب: قال الله تعالى:
    {وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّـهُ أَمَرَ‌نَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَأْمُرُ‌ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٢٨﴾ قُلْ أَمَرَ‌ رَ‌بِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ﴿٢٩﴾ فَرِ‌يقًا هَدَىٰ وَفَرِ‌يقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ اللَّـهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وقال الله تعالى:
    {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:90].

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد عُلماء القدريين فيقول: "مهلاً يا ناصر محمد اليماني ألم يقل الله تعالى:
    {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:49]، ويقصد بذلك أعمال السوء في الكتاب المبين الخاص بربّ العالمين".

    ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لاَ أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلاَ الْحَقَّ، ولسوف أفتيكم عن القضاء والقدر، ألا وإنّ القدر هو تقدير أحكامٍ من الربّ في الكتاب بسبب علمه بما سوف يعمله عبيده، ويعلم علام الغيوب أعمالكم فكتب ما سوف تفعلون، وليس أنّ عِلْمَه السوء هو القضاء والقدر، سبحان ربّ العالمين! بل القضاء والقدر هي الأحكام التي حكم بها على أصحاب فعل السوء، ويعلم علّام الغيوب أنّ عبده فلان سوف يفعل من السوء كذا وكذا، ثم كتب ذلك في علم الغيب عنده في الكتاب المبين كتاب علام الغيوب، ثم قدّر حكمه على عبده من غير ظلمٍ؛ بل بسبب علمه ما سوف يفعله عبدُه من السوء الذي علِمَه من قبل أن يخلق عبدَه، وليس أنّ الله قدّر عليه عمل السوء؛ بل عَلِمَ الله ما سوف يعْمَلُهُ عبادُه من السوء ثم دوّنه في كتابه ثم قدّر الأحكام عليهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون. ولكنّ الله جعل فارقاً زمنياً بين علمه بحدث السوء وبين القضاء والقدر، فجعل هناك فارقاً زمنياً ما يشاء قبل أن يصيبه بحكم القضاء بقدرٍ مقدورٍ، وذلك لعله يستغفر ويتوب قبل مجيء قدر القضاء لحكمه بالمصيبة. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال:33].

    كون العبد لو عمل سوءً ثم استغفر وتاب وأناب إلى الربّ ليغفر ذنبه ويهدي قلبه فلن يصيبه الله بحكم القضاء والقدر عليه بالمصيبة؛ بل سوف يبرئ الله حكم المصيبة المقدرة في الكتاب فلا تصيبه بسبب توبته من بعد فعل السوء، فيبدِّلها بحكم حسنة العفو والمغفرة على عبده بسبب أنّه أناب من قبل أن يأتي القدر الزمني لقضاء حكمه على عبده بالمصيبة في نفسه أو أي مصيبة مادية يقدرها عليه فلن تصيبه، فيمر قدرها المقدور في الكتاب المسطور فلا يتحقق من المصيبة شيء، والسبب كون الله أبرأها من الكتاب بسبب أن عبدَه من بعد أن فعل السوء استغفر الله وتاب وأناب فتاب الله عن الخطّائين الذين تابوا وأنابوا وقالوا:
    {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:286].

    ومن ثم يغفر الله لهم خطأهم، ويغفر الله لهم ما عملوه من السوء كونهم استغفروا الله وأنابوا إليه وتابوا من قبل أن يأتي القضاء والقدر عليهم بحكم المصيبة الحقّ من غير ظلمٍ، ولم يأتِ القضاء والقدر إلا وقد أبرأ الله حكمه حتى لا يصيبهم به كون القضاء والقدر لن يصيبهم بالمصيبة في أنفسهم أو في أموالهم إلا إذا جاء قدر قضائها وهم لم يستغفروا ربهم ويتوبوا إليه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} صدق الله العظيم [الحديد:22].

    وتلك المصيبة هي المقصودة بالقضاء والقدر في الكتاب، وهي أحكام الله بالمصائب على عبيده بالحقّ من غير ظلمٍ بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور، ولكن سبحان ربي الذي من رحمته جعل هناك فارقاً زمنياً بين السوء الذي سيرتكبه عبدُه وبين الحكم عليه بمصيبة ما، وجعل فارقاً زمنياً في الكتاب للقضاء بحكم المصيبة عليه إلى قدرٍ مقدورٍ. وأغلب القضاء والقدر هي أحكام عليهم بالمصائب بسبب ذنوبهم لعلهم يرجعون دون المصيبة الكبرى بالعذاب الأكبر، كون الله لو يصيب الناس بالعذاب الأكبر فور ذنوبهم إذاً لأهلكهم فور الانتهاء من عمل السوء، كون الله لو يأخذ كلّ عبد بما كسب فور ذنبه إذاً لما ترك على الأرض من دابةٍ كونه لا يوجد أحد معصوم من الخطأ أبداً غير الله سبحانه وتعالى علواً كبيراً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً (57) وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلاً (58)} صدق الله العظيم [الكهف].

    ولكن الله يُمهل عبادَه ويقدّر لمن يشاء منهم بمصائب في أموالهم أو مرضٍ بأنفسهم لعلهم يرجعون إلى ربّهم فيتوبون إليه قبل أن يأتي قدر القضاء بالحكم عليهم بالهلاك، وعلى سبيل المثال: علِم الله أنّ عبده فلان سوف يفعل من السوء كذا وكذا في يوم كذا وكذا في الساعة الفلانية، ثم يكتب الله ذلك في علم غيبه لعمل هذا العبد، ومن ثم يكتب عليه حكمه بقضائه وقدره بمصيبة كذا، ولكنه لا يجعل قدر حكمه الزمني فور زمن فعل ارتكاب فعل السوء إذ لا يزال يريد أن يمهل عبده فيجعله الحكم بالمصيبة بقدرٍ من بعد ذلك بما يشاء الله، وتلك فرصة زمنيّة من ربّ العالمين لعل عبده يستغفر ويتوب وينيب من قبل أن يأتي قدر القضاء عليه بحكم المصيبة. ولكن الذين لا يعلمون خلطوا بين علم الله بأعمال عباده وبين القضاء والقدر فليتقوا الله ولا يقولوا على الله ما لا يعلمون كون الله لا يأتي منه إلا الخير، وأما المصيبة فهي بسبب ما قدمته أيديهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {ذَلِكَ بِمَا قَدّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاّمٍ لّلْعَبِيدِ} صدق الله العظيم [آل عمران:182].
    {مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ} صدق الله العظيم [النساء:79].

    ولربّما يودّ أحد الذين يُؤَوِّلُونَ كلام الله من عند أنفسهم أن يقاطعني فيقول: "مهلاً يا ناصر محمد اليماني، إنما يكتب الله عمل السوء في الكتاب عند الحدث. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الّذِينَ قَالُوَاْ إِنّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَآءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ} صدق الله العظيم [آل عمران:181]". ثم يزعم أنه قد حاجَّ الإمام ناصر محمد اليماني بآيةٍ محكمةٍ بيّنةٍ، ثم يقول: "وكيف لا تكون آية محكمة وفتوى داحضة تفتي أنّ الله لا يكتب قولَ وفعلَ السوء للعبيد إلا من بعد ما يُحدثون فِعلاً أو قولَ السوء؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {لّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الّذِينَ قَالُوَاْ إِنّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَآءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ} صدق الله العظيم." ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: سبحان الله العظيم علام الغيوب فهو لا يقصد كتابة السوء في كتابه المبين؛ بل يقصد في كتاب المَلَك عتيد فهو لا يكتب السوء فيه إلا من بعد حدث فعل السوء. تصديقاً لقول الله تعالى: {ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد} صدق الله العظيم [ق:18].

    كون رقيب كاتب الحسنات وعتيد كاتب السيئات لا يعلمون ما سوف تفعلون؛ بل يعلمون ما تفعلون حين الفعل ثم يكتبونه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {كَلا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)}صدق الله العظيم [الانفطار]. ومن ثم يقومون بكتابة السوء من بعد الفعل، أو كتابة القول من بعد القول. تصديقاً لقول الله تعالى: {لّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الّذِينَ قَالُوَاْ إِنّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَآءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ} صدق الله العظيم، {ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد} صدق الله العظيم، {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)} صدق الله العظيم.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 381 من موضوع ألا وإنّ من أعظم النفقات في الكتاب هي صدقة العفو عن النّاس ..


    - 1 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    17 - جمادى الأولى - 1430 هـ
    12 - 05 - 2009 مـ
    10:21 مساءً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ــــــــــــــــــــ


    ألا وإنّ من أعظم النفقات في الكتاب هي صدقة العفو عن النّاس ..
    فهل ترى في دعوة أخيك الإمام ناصر محمد اليماني باطلًا وزورًا وبهتانًا كبيرًا؟



    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

    ويا أخا المهديِّ المنتظَر في الدّين من مصر، إني المهديّ المنتظَر ( بتاع الله ) عبدًا لحبه وقربه ونعيم رضوان نفسه، وأدعوك أن تكون ( بتاع الله ) وليس ( بتاع الشيطان الرجيم )، فاستجب للدّاعي إلى الصراط المستقيم فمن خلال ردّك هذا يدلُّ على أنّك لا تضرب لله ركعةً وأنك هاجرٌ ربَّك ومُقاطعُه بعدم إقامة الصلاة وعدم ذكره، ولذلك أراك أعمى البصيرة في ظُلماتٍ بعضها فوق بعضٍ كظُلماتٍ في بحرٍ لُجِّيٍّ يغشاه موجٌ من فوقه موجٌ من فوقه سحابٌ، وبعث الله المهديَّ المنتظَر ليخرجك من الظُلمات إلى النّور بنور البيان الحقّ للقرآن فأهديك إلى صراط الرّحمن فتُنافس عبيدَه في حبّه وقربه ونعيم رضوان نفسه في زمنٍ ارتدَّ فيه المسلمون عن دينهم الحقّ في القرآن العظيم وتركوا الله لأنبيائه ورُسله ليتنافسوا على ربّهم أيّهم أقرب، وأريدك أن تكون من القوم الذين قال الله عنهم في محكم كتابه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    فهل ترى في دعوة أخيك الإمام ناصر محمد اليماني باطلًا وزورًا وبهتانًا كبيرًا حتى تُكذِّبَني وتَغضبَ مني وتستهزئَ بي؟ عفا الله عنك وغفر لك وهداك.

    وإني المهديّ المنتظَر أشكر كافة أعضاء إدارة المنتديات وعلى رأسهم الحسين بن عمر بالصبر عليكم وعدم حظركم عن موقعنا وذلك لأن من المفروض أن يكون موقع المهديّ المنتظَر يتميَّز بشيءٍ لا يوجد في كافة مواقع علماء الأمّة في الإنترنت العالميّة وهو الصبر على السفهاء والعفو عنهم ومُحاجَّتهم بالحقّ معذرةً إلى ربّكم ولعلهم يتقون.

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار إنَّما المهديّ المنتظَر يدعو إلى حُبِّ الله فأُعلِّمكم كيف يحبُّكم الله؛ وهو أن تكظِموا غيظَكم في صدوركم من أجل الله فتعفوا عن النّاس من أجل الله؛ ألا وإنَّ من أعظم النفقات في الكتاب هي صدقة العفو عن النّاس.
    تصديقًا لقول الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} صدق الله العظيم [البقرة:219].

    وذلك لأنَّه سأَل سائلٌ محمدًا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ما هي أحبُّ النفقاتِ إلى نفس الله؟ فأَتاهُ الجوابُ من الله في محكم كتابه القرآن العظيم: {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم، وذلك لأنَّهم سأَلوا عن أحبِّ النفقاتِ إلى نفس الله فأفتاهم الله بالحقّ وذلك لمن يريد أن يفوز بمحبة الله. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم [آل عمران:134].

    فاعفوا عن النّاس واكظموا غيظَكم يا معشر المُستجيبين إلى سبيل حُبِّ الله الذي يدعوكم إليه المهديُّ المنتظَر حتى تكونوا من القوم الذين قال الله عنهم في محكم كتابه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم.

    أفلا أدلُّكم على صدقةٍ هي من أكبر الصدقات في الكتاب غير أنَّه يملكُها غنيُّكم وفقيرُكم ومسكينُكم؟ ألا وإنَها صدقةُ العفو، فإذا آوى إلى فراشه فأراد أن يتذكَّر ما قَدَّم لغدٍ عند ربّه فتذكَّرَ ما أنفق هذا اليوم قربةً إلى ربّه، فإذا لا يملك فيقول:
    "يا ربِّ إني لا أملك إلَّا أن أعفو عمَّن قد أساء إليَّ أو آذاني في هذه الحياة، اللهم إني أُشهدك أني قد عفوت عن عبادك لأجلك، اللهم فأنت أكرمُ من عبدك، اللهم فاهدِهم من أجل عبدك ووعدُك الحقُّ وأنت أرحم الراحمين".

    ثم يردُّ الله عليه ردًّا يسمعهُ حملة عرشه ومَن حوله وهو يقول:
    "هيهات هيهات.. فلست أكرم من ربّك، ويا ملائكتي إنِّي أُشهدكم ونفسي أنِّي قد عفوتُ عن عبدي فلان وغفرت له وأحببته وقرَّبته فما ينبغي له أن يكون أكرم من ربّه".

    أولئك هم أَتْباع المهديِّ المنتظَر أحباب الله ربّ العالمين صلّى اللهُ عليهم وملائكتُه ومحمدٌ رسول الله والمهديُّ المنتظَر ونُسلِّمُ تسليمًا، قد أخرجهم الله من الظُّلمات إلى النّور وشرح الله صدورهم بنور رضوانه، أولئك هم صفوة البشريّة وخير البريّة الكاظمين الغيظ والعافين عن النّاس والله يحبّ المُحسنين، إن كنتم تحبُّون الله فاتَّبِعوا ما يحبُّه الله ويرضاه كما علَّمكم به في محكم كتابه القرآن العظيم يُحبِبْكم الله وتفوزوا فوزًا عظيمًا ويهديَكم بالقرآن صراطًا مستقيمًا ويكرِمكم الله تكريمًا فيورثكم من لدنهُ مُلكًا عظيماً في الدنيا والآخرة ويغفر لكم ما تقدَّم من ذنوبكم وما تأخَّر وكان الله غفورًا رحيمًا، وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

    أخوكم خليفة الله عليكم الذليل على المؤمنين؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _____________

    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]
    https://albushra-islamia.com/showthread.php?p=5416
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 382 من موضوع ألا وإنّ من أعظم النفقات في الكتاب هي صدقة العفو عن النّاس ..

    - 2 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    19 - ذو الحجة - 1430 هـ
    06 - 12 - 2009 مـ
    09:42 مساءً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )

    ـــــــــــــــــــــ



    من اعتصم بنور الله القرآن العظيم فقد اهتدى إلى الصراط المستقيم ..


    بسم الله الرَّحمن الرَّحيم، والصَّلاة والسَّلام على خاتم الأنبياء والمُرسَلين وآله التّوابين المتطهّرين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدّين..

    أخي محمد المسلم السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأمّا الإجابة على سؤالك عن الأنصار السابقين الأخيار وهم الذين صدَّقوا المهديَّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور بالفتح المبين من ربِّ العالمين ليلة يسبق الليل النّهار بسبب مرور كوكب العذاب ( كوكب سقر ) وهو بما يسمُّونه الكوكب العاشر نيبيرو ( Nibiru Planet X )، والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ، وقد خاب من افترى على الله كذبًا.

    ويا أخي الكريم والله الذي لا إله غيره لن يتّبع المهديَّ المنتظَر فيُصَدِّق بالبيان الحقّ للذكر إلَّا من كان يعقِل وليس الإمَّعات الذين لا يعقلون فيتّبعون الذين من قبلهم الاتّباع الأعمى من غير تفكّرٍ في سلطان علمهم الذي وجدوا آباءهم عليه هل هو حقًّا من عند الرحمن أم مفترىً من الشيطان ما أنزل الله به من سلطانٍ، وكيف تعلم أنّه مفترىً من الشيطان؟ فالأمر بسيطٌ إذا كنت مؤمنًا بالقرآن العظيم البرهان من ربّ العالمين المحفوظ من التحريف إلى يوم الدّين رسالة الله إلى الإنس والجنّ أجمعين فعليك الاعتصام بمُحكَمه فهو حبل الله من اعتصم به هُدي إلى صراطٍ مستقيم، وليس معنى ذلك أنّ المهديَّ المنتظَر لا يأمركم إلا بالاعتصام بالقرآن العظيم؛ بل وبسُنّة رسوله الحقّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، وإنَّما نأمركم بالكفر بما خالف مُحكمَ كتابِ الله في أحاديث السُّنة النبويّة، فلئِن وجدتَ منها قد جاء مخالفًا لمحكم كتاب الله فاعلم أنّ ذلك الحديث في السُنّة مفترىً على نبيِّه وأنّه قد جاء من عند الطاغوت الشيطان الرجيم ولذلك سوف تَجدُ بينه وبين محكم كتاب الله اختلافًا كثيرًا.

    وأضرب لك على ذلك مثلًا، فإنّ المسلمين يزعمون أنّ الباطل المسيح الدجال يُحيي الموتى فيقطع رجلًا إلى نصفين فيمرُّ بين الفلقتين ثم يُعيد إليه روحه فيبعثه حيًّا، وأعلمُ أنَّك من أصحاب هذه العقيدة أخي محمد، ولكن! والله لو تُرجِع هذه الرواية إلى عقلك فسوف يقول لك هذا مستحيلٌ فكيف الله يؤيِّد بمُعجزات آيات التصديق أولياءَه وأعداءَه؟! فإذًا كيف يتبيّن للناس الحقُّ من الباطل؟ سبحان الله وتعالى علوًّا كبيرًا! فإذا رجعت إلى كتاب الله لكي تنظر ما يقول الله في هذه المسألة، فسوف تجد النفي المطلق، وقال الله تعالى: {قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [سبأ].

    وهذه فتوىً مُحكَمةٌ في كتاب الله القرآن العربيِّ المبين أنّ الباطل لا يَخْلُق ولا يُرجِع الرّوحَ إلى الجسد من بعد موتها أبدًا، ثم تَجدُ أنّ الله يتحدَّى الباطل ويقول لئِن أعاد الروحَ إلى الجسد من بعد خروجها فقد صدَق أهلُ الباطل في شركهم بالله وكفرهم أنه لا إله إلا الله فأصبح الحقُّ هو معهم إن أرجعوا الروح إلى جسدها من بعد خروجها وهم يدعون الباطل من دونه، ثم تحدّاهم في محكم كتابه أن يفعلوا ذلك وقال لئِن فعلوا ذلك وأرجعوا الروح إلى جسدها من بعد خروجها فقد صدقوا في دعوتهم الباطلة من دون الله، وقال الله في محكم كتابه متحدِّيًا بالحق: {أَفَبِهَـٰذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ﴿٨١﴾ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴿٨٢﴾ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿٨٣﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴿٨٤﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ ﴿٨٥﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].

    فانظر للتحدِّي الجليِّ من العليِّ العظيم: {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿٨٣﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴿٨٤﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ ﴿٨٥﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم، إذًا الباطلُ لن يستطيعَ أن يفعل ذلك.

    ولربما يقول أحد المفترين الذين لا يعقلون: "بل أيَّده الله فتنةً للناس". ثم نردّ عليه: فهل هذا قولٌ يقبله العقل والمنطق؟ فكيف يؤيِّده الله فيُكَذِّب تحدِّيَه في محكم كتابه للباطل وأتباعه؟! سبحان الله العظيم وتعالى عمّا يفترون علوًّا كبيرًا، إذًا فما هو الغرض من هذا الافتراء؟

    ثم يجيبك عليه المهديُّ المنتظَر: وذلك لكي تكفروا بما جاء في محكم كتاب الله فيردّوكم من بعد إيمانكم كافرين بما أنزل الله في محكم هذا القرآن العظيم فلا يبقى إلا رسمُه المحفوظ بين أيديكم، وقد نجحوا منذ زمنٍ بعيد وأنتم اتّبعتم الذين من قبلكم يا معشر المسلمين الاتّباع الأعمى من غير تدَبُّرٍ ولا تفَكُّرٍ هل ما وجدتم عليه آباءَكم من قبلكم هو الحقُّ أم إن الشياطين قد ضلّلوهم عن الصراط المستقيم؟ ولذلك بعث الله المهديَّ المنتظَر ليهديَ المسلمين من بعد ضلالهم فيعيدهم إلى منهاج النبوة الأولى، وليس لي شرطٌ عليهم إلا شرطٌ واحدٌ فقط وهو أن يؤمنوا بهذا القرآن العظيم الذي بين أيديهم كتاب الله المحفوظ من التحريف ذِكْر الله لهم وذِكْر العالمين الإنس والجنّ أجمعين حجّة الله عليهم فيتَّبعونه إن كانوا يخافون الله ربّ العالمين، وقال الله تعالى: {إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [يس].

    وذلك لأنه حبل الله ذو العروة الوثقى لا انفصام لها من اعتصم بنور الله فقد اهتدى إلى الصراط المستقيم، وذلك لأنّ القرآن العظيم هو البرهان الحقّ من ربّكم. تصديقًا لقول الله تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ۖ هَـٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي} صدق الله العظيم [الأنبياء:24].

    وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    إذًا يا أخي الكريم محمد المسلم قد تبيّن لك أنّ حبل الله الذي أمرنا الله أنْ نعتصم به ونكفر بما خالفه قد تبيّن لك أنّ حبل الله هو حقًّا القرآن العظيم لا شكَّ ولا ريبَ، وقال الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} صدق الله العظيم [آل عمران:103].

    ولكن المسلمين تفرَّقوا فاختلفوا وفشلوا فذهبت ريحهم كما هو حالهم، وذلك لأنهم لم يعتصموا بكتاب الله القرآن العظيم بل نبذوه جميعًا وراء ظهورهم بحجّة أنه لا يعلم تأويله إلا الله ثم اتّبعوا أهواءهم فضلَّلهم الشيطان ضلالًا بعيدًا، أفلا ترى أنّ المهديَّ المنتظَر يدعو علماء المسلمين إلى الاحتكام إلى كتاب الله طيلةَ خمسِ سنواتٍ وهم لا يزالون معرضين عن دعوة المهديّ المنتظَر إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم؟ وذلك لأنهم للحقّ كارهون فهم يريدون مهديًّا منتظَرًا يأتي مُتّبعًا لأهوائهم فيؤيّد الشيعة فينضمّ إليهم ويقول لهم أنتم على الحقّ أنتم الطائفة الناجيّة، ولكنه يعلم أنهم قد أشركوا بالله ربّ العالمين فهم يدعون آل بيت رسول الله من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون، وبرغم أنِّي المهديّ المنتظَر الإمام الثاني عشر من آل البيت المُطهَّر ولكن لا ينبغي للحقّ من ربّهم أن يَتّبِع أهواءَهم، وقد اصطفى الشيعة الاثني عشر مهديَّهم المنتظَر قبل أكثر من ألف سنة، ويا سبحان الله العظيم! فما ينبغي للمهديّ المنتظَر أن تلده أمُّه قبل قدره المقدور في الكتاب المسطور وما ينبغي للشيعة الاثني عشر أن يصطفوا المهديّ المنتظَر خليفة الله من دونه، سبحان الله العظيم فلا يشرك في حُكمه أحدًا! فلا يحقّ لهم أن يصطفوا خليفة الله من دونه فقد ضلّت الشيعة الاثني عشر ضلالًا كبيرًا ودخلوا سردابًا مظلمًا وقد جاء قدر بعث المهديّ المنتظَر بأمر الله الواحد القهّار وظهر البدر، ولكني أقسمُ بالله الواحد القهّار أنَّ الشيعة الاثني عشر لن يصدّقوا المهديّ المنتظَر حتى يخرجوا من السرداب المُظلِم ليشاهدوا البدر فقد ظهر؛ بل صار وسط السماء، ولكن كيف يُشاهِد البدرَ وسط السماء من كان في سردابٍ مظلمٍ؟! وأما السُّنة والجماعة وما أدراك ما السُّنة والجماعة، فقالوا: "بل كذَبتم يا معشر الشيعة الاثني عشر بل نحن من نصطفي المهديَّ المنتظَر في قدره المقدور في الكتاب المسطور، ومن قال أنّه المهديّ المنتظَر من قبل أن نقول له أنّه هو المهديّ المنتظَر فإنه كذّابٌ أشِرٌ وليس المهديَّ المنتظَر"، ثم يزعمون أنَّهم على الحقّ والشيعة الاثني عشر على الباطل!، ومثلهم كمثل اليهود والنّصارى وهم ليسوا على شيءٍ لا الشيعة الاثني عشر ولا أهل السُّنة والجماعة، فما أشبههم باليهود والنّصارى الذين اختلفوا في دينهم، وقال الله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ} صدق الله العظيم [البقرة:113].

    ولكنهم ليسوا على شيءٍ كلهم لا اليهود ولا النّصارى لأنهم لم يقيموا التوراة والإنجيل بل اتّبعوا أهواءهم، وقال الله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ} صدق الله العظيم [المائدة:68].

    وكذلك الشيعة والسُّنة كلهم ليسوا على شيءٍ وذلك لأنَّهم لم يقيموا هذا القرآن العظيم بل نبذوه وراء ظُهورهم واتبعوا أهواءهم وما خالف لمحكم كتاب الله من عند الطاغوت ويحسبون أنهم على شيءٍ، وهم كلهم ليسوا على شيءٍ حتى يقيموا هذا القرآن العظيم فيجيبوا دعوة المهديّ المنتظَر الذي يدعوهم إلى الإحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم إن كانوا به مؤمنين وإن أعرضوا فالحُكم لله وهو أسرع الحاسبين.

    ويا أيّها المسلم محمد كُن من الأنصار السابقين الأخيار وهم الذين صدَّقوا المهديّ المنتظَر فاتَّبعوا البيان الحقّ للذكر فشَدّوا أزْرَ المهديّ المنتظَر ونصروه في عصر الحوار من قبل الظهور بالفتح المبين بعذابٍ من الله من كوكب العذاب سقر اللواحة للبشر ليلة يسبق الليل النّهار ليلة ظُهور المهديِّ المنتظَر في ليلةٍ واحدةٍ على كافة البشر، فيُظهِر الله خليفته عليهم بالحقّ في ليلة وهم صاغرون.

    وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني.
    ____________


    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    19 - ذو الحجة - 1430 هـ
    06 - 12 - 2009 مـ
    09:59 مساءً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ـــــــــــــــــــ



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ومعذرةً أيّها المصريُّ الذي كتب معرفه ( كلامك سخيف )، فوالله لا أعلم أيَّ عضوٍ من أعضاء مجلس الإدارة قام بحذفك بالمرّة، وحتى ولو كان معه حقٌّ في حذفك فإنَّ المهديَّ المنتظر لم يأمر بحذفك لأنَّك وعدت أنَّك سوف تحاجِجُ بعلمٍ وسلطانٍ منيرٍ ولو أنَّه لا يبدو لي ذلك غير البَطِّيخ وهو مبلغك من العلم في السبّ والشتم والاستهزاء.

    ويا أخي الكريم احترم النّاس يحترموك وإن كنت شديدًا على أيٍّ منهم فكن شديدًا بالحقّ بمنطق العلم والسلطان المبين من محكم كتاب الرحمن، وعلى كلّ حالٍ إذا شئت أن تسجِّل مرةً أخرى وحتى ولو بنفس المُعرّف فسوف أقوم بنفسي بتفعيل عضويتك لننظر هل حقًّا لديك الحجّة؟ ولو أنَّ يقيني في أنْ تكون عالمًا بنسبة صفر في المائة، ولكن معذرةً إلى ربّي وربِّك ولعلك تتَّقي الله فتتَّبع التذكرة فلا تكن من الكفرة الفجرة أو من الذين هم عن التذكرة معرضين: {كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ ﴿٥٠﴾ فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ ﴿٥١﴾} [المدثر].

    وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ______________

    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]
    https://albushra-islamia.com/showthread.php?p=5417
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 19499 من موضوع صرخة المهدي المنتظر إلى خطباء المنابر ومفتي الديار أن يستجيبوا لدعوة الحوار من قبل الظهور قبل أن يسبق الليل النهار..


    الإمام ناصر محمد اليماني
    24 - 08 - 1432 هـ
    25 - 07 - 2011 مـ
    08:03 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
    https://albushra-islamia.com/showthread.php?p=19495
    ــــــــــــــــــــ



    صرخة المهدي المنتظر إلى خطباء المنابر ومفتي الديار أن يستجيبوا لدعوة الحوار من قبل الظهور قبل أن يسبق الليل النهار ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكافة آل بيته الأخيار وجميع أنصار الله الواحد القهار إلى اليوم الآخر، أمّا بعد..

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبّتي الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، فلا يزال المهدي المنتظَر يتوصّاكم وجميع أمّة الإسلام بعدم الاتِّباع الأعمى لأيٍّ من أئِمتكم وعلمائكم خطباء المنابرِ ومفتي الديارِ مهما كانت ثقتكم فيهم أنّهم لا ينطقون إلا بالحقّ في دين الله، هيهات هيهات..

    فلم يجعل الله برهان الداعية إلى الله ثقتكم فيه بأنّه لا ينطق إلا بالحقّ، أو أنّه ذو مسبحةٍ طويلةٍ، أو أنّ لسانه رطبٌ بذكر الله، أو أنّ له دجلة طويلة إلى الأقدام، أو أنّه ذو لحيةٍ ووجهٌ رضيٍ! بل لكلّ دعوى برهانٌ فأمر دين الله لم يتأسّس على هذه المواصفات الظاهرة؛ بل الدعوة إلى الله وتعريف الناس بدين الله تأسّست على بصيرة العلم الحقّ من ربّ العالمين.
    تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨} صدق الله العظيم [يوسف].

    ويا طُلّاب العلم في دين الله من خطباء المنابر في بيوت الله الذين يَنْفِرون لطلب العلم في دين الله ليرجعوا إلى قومهم لينيروا دربهم، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴿١٢٢} صدق الله العظيم [التوبة]، فقد أمركم الله بعدم الاتِّباع الأعمى لمن يعلِّمكم بعلوم دين الله كونكم لو تتعلمون غير الحقّ من مُعلّمكم ومن ثمّ ترجعون بذلك العلم إلى قومكم فلن تنيروا لهم سبيل الله؛ بل سوف تزيدونهم ضلالاً إلى ضلالهم وعمًى إلى عماهم، ومن ثم تتحمّلوا وزر من اتَّبع علومكم الغير الحقّ إلى يوم القيامة، تصديقاً لقول الله تعالى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۙ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ﴿٢٥} صدق الله العظيم [النحل]، كون زَلَّة عالِمٍ تكون سبب زلَّة عالَمٌ بأسره! فاتّقوا الله يا طلبة العلم، ولكنَّ الذين تعلَّموا العلم الحقّ من ربّهم الذي لا يحتمل الشك فيه أنّه من عند الله لا شكّ ولا ريب، فأولئك لهم أجرهم وأجر من اتَّبعهم إلى يوم القيامة، وأولئك من المكرّمين بين يدي الله.

    ولربّما يودّ أحد طلبة العلم من خطباء المنابر أن يقاطع المهدي المنتظر فيقول: يا ناصر محمد إنّنا نؤسِّس عقيدة الاتّباع على الثقات الذين تمّ نقل العلم عنهم أنّهم ثُقات صادقين، ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول:
    لا تنفع الثقة وحدها ما لم يأتِ بالبرهان بسلطانِ العلم من ربّه، تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة:111].

    وقال الله تعالى:
    {قُل هاتوا بُرهانَكُم هـذا ذِكرُ مَن مَعِيَ وَذِكرُ مَن قَبلي بَل أَكثَرُهُم لا يَعلَمونَ الحَقَّ فَهُم مُعرِضونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:24].

    ولربما يودّ أن يقاطعني أحد علماء المسلمين من أصحاب الاتّباع الأعمى فيقول: "سبقت فتوانا عن الذين جاءنا العلم عن طريقهم أنّهم صادقون ثقات، ولذلك نقول أنّ ذلك الحديث أو التفسير ورد عن أناس ثُقاتٍ لا يكذبون، ولذلك اقتفينا أثرهم وعلَّمنا الناس ما ورد عنهم من العلم أنّه عن الرسول"، ومن ثم يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأكرّر الفتوى بالحقّ: إنّ تَلَقّي العلم من المُعلم لم يتأسّس على أنّه ثقة من الصادقين فلن تغني عنكم ثقتكم فيهم من الله شيئاً، وسوف يحملون وزركم وأنتم تحملون وزر من اتّبعكم واقتدى بهديكم إلى يوم القيامة.

    ولربّما يودّ أن يقاطعني عالِمٌ آخر فيقول: "يا ناصر محمد، لا تخيفنا حتى لا نجرؤ أن نفتي في مسألةٍ في دين الله خشية أن تكون خطأ، وبما أنّك تقول أنّ الله لم يَبْنِ أساس الاتباع على الثقات فعلى أيّ أساسٍ أمرنا الله في اقتفاء أثر السلف من بعد الخلف؟"، ومن ثم يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: أمركم الله أن تقتفوا أثرهم بعلمٍ وسلطانٍ منير من ربّهم، بشرط أن يكون علمهم تخضع له العقول وتُسلّم تسليماً أنّه العلم الحقّ من ربّ العالمين لا شكّ ولا ريب، كون العقل المتفكّر في سلطان علم الداعية إذا كان سلطان العلم هو من عند الله لا شكّ ولا ريب فحتماً يجد عقله يخضع لذلك العلم ويرى أنّه علمٌ من عند الله لا شكّ ولا ريب، كون العلم الحقّ والعقل لا يمكن أن يختلفا ولا غِنى لأحدهما عن الآخر، فالعقل لا ينفع وحده إذا لم يستند إلى سلطان العلم المقنع من الربّ، كون سلطان العلم إذا كان من عند غير الله فسوف تجدون عقولكم لا تقتنع به، وكذلك قلوبكم ليست مطمئنةً لذلك من بعد التفكّر والتدبّر في سلطان علم الداعية إذا كان من عند غير الله مفترى، وعلى هذا الأساس يبني عليه طالب العلم بعدم الاتّباع الأعمى.

    وأمركم الله أن تستخدموا عقولكم فتتفكّروا في سلطان علم ذلك الداعية هل تقبل سلطان علمه عقولُكم وتطمئِن إليه قلوبكم؟ كونهم إن أضلَّكم الذين يقولون على الله ما لا يعلمون فسوف يسألكم الله عن عقولكم كيف تتّبعوهم اتِّباع الأعمى من قبل التفكّر والتدبّر في سلطان علم الداعية؟ وذلك تنفيذاً لأمر الله إلى طلبة العلم في قوله تعالى:
    {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿٣٦} صدق الله العظيم [الإسراء].

    كون سبب ضلال الأمم هو الاتِّباع الأعمى لأسلافهم كونهم لم يتفكّروا فيما وجدوا عليه آباءهم بل اقتفوا أثرهم من غير تدبّرٍ ولا تفكّر بعقولهم، بل قالوا لأنبيائهم:
    {أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِّن قَبْلِهِ فَهُم بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ ﴿٢١بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ ﴿٢٢وَكَذَٰلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ ﴿٢٣ قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَىٰ مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ ۖ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ ﴿٢٤فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴿٢٥} صدق الله العظيم [الزخرف].

    ولربما يودّ أن يقاطعني أحد الباحثين عن الحقّ فيقول: "فهل تبيَّن للأمم الذين ضلوا جميعاً سببَ ضلالهم عن اتِّباع الحق من ربّهم؟"، ومن ثم يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: اللهم نعم لقد تَبيَّن للأمم الضالة أنّ سبب ضلالهم عن الصراط المستقيم هو الاتِّباع الأعمى لأسلافهم من غير تفكّرٍ ولا تدبّر، ولذلك قالوا جميعاً بلسانٍ واحدٍ جميعاً: أنّ سبب ضلالهم هو الاتباع الأعمى وعدم استخدام العقل لِما وجدوا عليه آباءهم وعدم المقارنة بالعقل بين سلطان علم أسلافهم وسلطان علم الداعية الجديد إليهم من ربّهم الذي يقول لهم:
    {مَا هَـٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ﴿٥٢﴾ قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ ﴿٥٣﴾ قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٥٤﴾ قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ ﴿٥٥﴾ قَالَ بَل رَّ‌بُّكُمْ رَ‌بُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ الَّذِي فَطَرَ‌هُنَّ وَأَنَا عَلَىٰ ذَٰلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    ولكن للأسف ما كان جواب أصحاب الاتِّباع الأعمى إلا أن قال أكابر القوم لأقوامهم احذروا اتِّباع أنبياء الله الذين جعلوا الآلهة إلهاً واحداً، بل نالهم العَجَب الشديد من الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وقال الله تعالى:
    {وَعَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ ۖ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَـٰذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ﴿٤أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَـٰهًا وَاحِدًا ۖ إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ﴿٥وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ ۖ إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ ﴿٦مَا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ ﴿٧أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا ۚ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي ۖ بَل لَّمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ﴿٨} صدق الله العظيم [ص].

    واتَّبع الضعفاء من أقوام الذين استكبروا منهم وأطاعوهم وحاربوا معهم دعوة الحقّ من ربّهم فأضلّوهم عن اتِّباع داعي الحق من ربّهم ولم يُغنوا عنهم من الله شيئاً يوم القيامة، وقال الله تعالى: {وَبَرَزُوا لِلَّـهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّـهِ مِن شَيْءٍ ۚ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّـهُ لَهَدَيْنَاكُمْ ۖ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ ﴿٢١} صدق الله العظيم [ابراهيم].

    ومن ثم تراجعوا فيما بينهم عن السبب الرئيسي عن ضلال كبرائهم وضعفائهم عن اتّباع الحقّ من ربّهم فتبيّن لهم جميعاً أنّه الاتّباع الأعمى لأسلافهم وعدم المقارنة بين ما وجدوا عليه آباءهم وبين سلطان علم الداعية الحقّ من ربّهم، وقال الله تعالى:
    {وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿٦إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ ﴿٧تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ۖ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ ﴿٨قَالُوا بَلَىٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّـهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ ﴿٩وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١٠} صدق الله العظيم [الملك]. إذاً فيا أحبّتي في الله قد تبيَّن لكم حجّة الله عليكم لو ضلَلْتم عن الصراط المستقيم أنّه عدم التفكر بالعقل والمنطق في سلطان علم الداعية الجديد وسلطان علم أسلافكم.

    وأشهدُكم وأُشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أنّني الإمام المهدي ناصر محمد أُمرتُ أن أُحاجّكم بسلطان العلم الحقّ من ربّ العالمين، وقد جعل الله شهدائي عليكم عقولكم كونكم لو تقومون بالمقارنة بين سلطان علم الإمام ناصر محمد اليماني وبين سلطان علم أسلافكم من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون لوجدتم أنّ عقولكم في ذات أنفسكم تشهدُ بيني وبينكم بالحقّ فتقول لكم أنّ الحقّ هو مع الإمام ناصر محمد اليماني لا شكّ ولا ريب، وأتحدّى في هذه المسألة وإنّا لصادقون، ولسوف أضرب لكم على ذلك مثلاً من تفاسير الذين يُضِلّونكم بغير علمٍ عن بيان قول الله تعالى:
    {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿١٠٦} صدق الله العظيم [البقرة].

    وإلى تفاسير أكابر علمائكم من أسلافكم من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون إلا قليلاً، وكما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    قال ابن أبي طلحة، عن ابن عباس: ( ما ننسخ من آية ) ما نبدل من آية.
    وقال ابن جريج، عن مجاهد: ( ما ننسخ من آية ) أي: ما نمح من آية.
    وقال ابن أبي نجيح، عن مجاهد: ( ما ننسخ من آية ) قال: نثبت خطها ونبدل حكمها. حدث به عن أصحاب عبد الله بن مسعود.
    وقال ابن أبي حاتم: وروي عن أبي العالية، ومحمد بن كعب القرظي، نحو ذلك.
    وقال الضحاك: ( ما ننسخ من آية ) ما ننسك.
    وقال عطاء: أما ( ما ننسخ ) فما نترك من القرآن.
    وقال ابن أبي حاتم: يعني : ترك فلم ينزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
    وقال السدي : ( ما ننسخ من آية ) نسخها: قبضها.
    وقال ابن أبي حاتم: يعني: قبضها: رفعها، مثل قوله: الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة. وقوله: "لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى لهما ثالثا"
    انتهى الاقتباس

    ومن ثم نأتي لبيان الإمام المهدي ناصر محمد اليماني الذي لا يقول على الله بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً، قال الله تعالى:
    {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿١٠٦} صدق الله العظيم [البقرة].

    وإلى البيان الحق:
    {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ} وحتى تعلموا البيان المقصود بقوله تعالى {نَنسَخْ} فلا بدّ لكم أولاً أن ترجعوا إلى لغتكم العربية الأصل كون المعنى المراد من الكلمة {نَنسَخْ} لا بدّ لكم أن تجدونها في لغتكم كون الكتاب لا بدّ أن يتنزَّل بلغة القوم الذي ينتمي إليهم النبي المرسل، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} صدق الله العظيم [ابراهيم:4]. وبما أنّ محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم نبيٌّ عربيٌّ فعليكم أولاً النظر إلى المعنى لكلمة {نَنسَخْ} وحتماً سوف تجدون أنّ المعنى لكلمة {نَنسَخْ} في اللغة العربية لا يختلف عليها اثنان من أصحاب اللغة العربيّة الفصحى، أنَّ المعنى: النسخُ، هو النسخ من شيء فيكون صورةً له طبق الأصل، ولكنّ الإمام المهدي لا يعتمد في سلطان علمه أن يأتي به فقط من قاموس اللغة العربية، بل كذلك يأتيكم بالبرهان المبين من محكم كتاب الله القرآن العظيم، كون اللغة العربية كذلك ليست محفوظة من التحريف لولا أنّها لغة القرآن العظيم، وبما أنّ القرآن محفوظ من التحريف ولذلك تم حفظ قاموس اللغة العربية من التحريف كونه قرآنٌ عربيٌّ مُبين، فإذا كان فعلاً المعنى المراد من كلمة {نَنسَخْ} أي ننسخ من شيء صورة له طبق الأصل فكذلك لا بدّ أن نجد ذلك المعنى هو كذلك المقصود في القرآن العظيم.

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فمن أين تمّ نسخ القرآن العظيم بأمر الله على لسان رسوله جبريل إلى محمد رسول الله إلى الناس كافة؟ والجواب تجدونه في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {بَلْ هُوَ قُرْ‌آنٌ مَّجِيدٌ ﴿٢١﴾ فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ ﴿٢٢﴾} صدق الله العظيم [البروج].

    وسؤال آخر: فأين يوجد هذا اللوح المحفوظ الذي يُعتبر الكتاب الأمّ الذي تمّ نسخ القرآن العظيم منه؟ وتجدون الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْ‌آنًا عَرَ‌بِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٣﴾ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    وسؤال آخر: فهل تمّ نسخه وتنزيله إلى محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جُملةً واحدةً؟ والجواب في محكم الكتاب قال الله تعالى:
    {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖوَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ﴿٣٢} صدق الله العظيم [الفرقان]، والمقصود هنا بالترتيل أي شيئاً فشيئاً ولم يتم نسخه وتنزيله جملةً واحدة.

    - ونأتي الآن للبيان الحقّ لقول الله تعالى {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ}؛ أي ما ننسخ من آيةٍ من الكتاب الأمّ ليأتي بها جبريل إلى محمدٍ رسول الله صلى الله عليهم وسلم تسليماً، وتكون الآية صورةً طبقَ الأصل للآية في اللوح المحفوظ، وذلك هو البيان لقول الله تعالى {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ} أي يتم نسخها من اللوح المحفوظ على لسان جبريل إلى محمد رسول الله صلى الله عليهم وسلم.

    - ونأتي لقول الله تعالى {أَوْ نُنسِهَا} أي نؤخِّرها؛ بمعنى أنّه يؤخِّر الآية المُحكمة إلى أجل قريب فتنزل الآية تحمل حكماً مؤقّتاً قابلاً للبدل حين يشاء الله.

    - ومن ثم نأتي لبيان قول الله تعالى {نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا} صدق الله العظيم، وهذا النوع من الآيات دائماً يأتي بدلاً لآيةٍ قبْلها في قلْبِ وذات الموضوع، فتقوم بتبديل حكم الآية التي من قبلها ويبقى لفظ الآية في الكتاب ولا يؤخذ بحكمها بل نأخذ بحكم الآية البدل عنها، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ ۙ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿١٠١} صدق الله العظيم [النحل].

    ودائماً الآياتُ البدل تأتي لتغيير حكم الآية التي تنزّلت من قبلها في ذات الموضوع، غير أنّ الحكم في الآية الجديدة البدل يكون من أخفٍّ إلى أثقلٍ مثال قول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} صدق الله العظيم [النساء:43]. ومن ثم جاءت آية البدل بتحريمه واجتناب صنعه وشربه كما يجتنبون عبادة الطاغوت، والاجتناب من أكبر أنواع التحريم في الكتاب، تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٩٠إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ﴿٩١} صدق الله العظيم [المائدة].

    ولربما يودّ أحد الذين يقولون على الله ما لا يعلمون أن يقاطعني فيقول:
    "إنّما قال فاجتنبوه والاجتناب لا يقصد به التحريم"، ومن ثم يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: فما ظنّك بمن يعبد الأصنام والطاغوت فهل ذلك محرّمٌ على المؤمنين؟ ومعلوم جوابه فسوف يقول: "بل ذلك شركٌ وهو من أعظم الظلم في الكتاب للنفس؛ بل الأشدّ حرمة في الكتاب الشّركُ بالله". ومن ثم يقول له الإمام ناصر محمد: ولكنّك يا رجل قد نفيتَ حرمة الشّرك بالله بنفيك أنّ الاجتناب لا يقصد به التحريم المطلق! ومن ثم نقول لك يا من تقول على الله ما لم تعلم: إنّ الاجتناب لهو من أشد أنواع التحريم في الكتاب، ولذلك قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّـهِ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ} صدق الله العظيم [الزمر:17]، أفلا ترى أنّ الاجتناب هو التحريم الأعظم في محكم الكتاب؟ فاتّقوا الله يا أولي الألباب.

    والآيات التي تمّ تبديل حكمها في آيةٍ جديدةٍ فيبقى لفظ الحكم في الآية الأولى ولا يؤخذ به شيئاً؛ بل يتمّ تطبيق الحكم البدَل مكان الحكم الأول، وتسمّى الآيات التي تمّ تبديلها بـ ( الآيات المُبدّلات )، وأما الآية التي جاءت بدلاً عنها فتسمّى في الكتاب ( آيات البدل ) ويصح تسميتهنّ جميعاً ( بالبَدل والمُبدّل ) بدلاً عن تسميتكم لهن ( بالناسخ والمنسوخ ) الذي ما أنزل الله بهذا الاسم من سلطان كون النسخ هو من اللوح المحفوظ صورة طبق الأصل .. أفلا تتفكّرون؟

    ومن ثم نأتي للبيان الحق لقول الله تعالى
    {أَوْ مِثْلِهَا} صدق الله العظيم، وهنا يتمّ تنزيل حكمٍ جديدٍ للآية السابقة في قلب وذات الموضوع غير أنّ الحكم الجديد لا يكون بدلاً للحكم الأول بل يضيف الله في ذلك الموضوع حُكماً آخر للتخفيف ليصبحا حكمين اثنين للتخفيف، وتلك الأحكام دائماً تأتي من أثقلٍ إلى أخف وهي من أغلب الآيات المحكمات كونها جاءت للتخفيف فقط وليس للتبديل، كمثل قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ۚ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ۚ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ ﴿٦٥} صدق الله العظيم [الأنفال].

    ومن ثمّ تمّ تنزيل حكمٍ إضافيٍّ في الآية من باب التخفيف بسبب ضعف اليقين لدى قوم آخرين، وقال الله تعالى:
    {الْآنَ خَفَّفَ اللَّـهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا ۚ فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ۚ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴿٦٦} صدق الله العظيم [الأنفال].

    وكما قلنا: أنّ الآيات الإضافية إلى آيات أخرى في قلب وذات الموضوع دائماً تحمل حكماً جديداً إضافيّاً للتخفيف، ودائماً تأتي من أثقل إلى أخف في الكتاب، مثال قول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ ۚ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١٢} صدق الله العظيم [المجادلة].

    ومن ثم تجدون آيةً أخرى تنزَّلت بحكم إضافيّ في قول الله تعالى:
    {أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ ۚفَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّـهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَرَسُولَهُ ۚ وَاللَّـهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿١٣} صدق الله العظيم [المجادلة].

    فهل وجدتم أنّ الآية الثانية جاءت لنفي حكم الآية الأولى؟ بل جاءت بحكمٍ آخر فيجعل للآية حكمين اثنين للتخفيف، فيؤخذ بأحدهما ويختلفان في الأجر، وذلك هو البيان الحق لقول الله تعالى
    {أَوْ مِثْلِهَا} صدق الله العظيم؛ أي أنه يأتي بآيةٍ في قلب وذات الموضوع ولكنّها تحمل حكماً أخفّ من حكم الآية الأولى، غير أنّ هذه الآية ذات الحكم الأخف لم تأتِ بدلاً؛ بل بحكمٍ إضافيٍّ للتخفيف، فيؤخذ بأحد الحكمين الاثنين للآيتين، وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى {أَوْ مِثْلِهَا} صدق الله العظيم.

    ويا هيئة علماء المملكة العربيّة السعوديّة لقد عجبتُ من هذا البيان عن الناسخ والمنسوخ لديكم! فقد نفيتُم آياتٍ محكماتٍ من آيات أمّ الكتاب وأنتم لا تعلمون، وعلى سبيل المثال لو أنّ أحدكم كان في البحر أو البرّ في مكان خلاء فأدركه وقت الصلاة ثمّ توضّأ وأراد الصلاة ولكنّه لا يعلم أين اتجاه القبلة بالضبط، فلا يعلم هل المسجد الحرام هو إلى الشرق منه أم إلى الغرب منه، فما الحكم في ذلك؟ فهل حكم الله عليه أن يُصلّي شرقاً أم غرباً بأيّ اتّجاه فلا تثريب عليه ما دام لم يعلم أين اتجاه القبلة؟ أم إنّ الله حكم عليه أن لا يصلّي حتى يعلم أين اتجاه شطر المسجد الحرام؟ ومن ثم ننظر لحكم الله بالحقّ في هذه المسألة ومن ثم نجد حكم الله المحكم في انتظارنا في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {وَلِلَّـهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿١١٥} صدق الله العظيم [البقرة].

    ولكنّي أرى في مُجمَّع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وبيان الناسخ والمنسوخ أنّكم تقولون أنّ الآية في قول الله تعالى:
    {وَلِلَّـهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿١١٥} صدق الله العظيم، أنه قد تمّ نسخها بقول الله تعالى: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} صدق الله العظيم [البقرة:144].

    ولكنّي الإمام المهدي أفتي بالحقّ أنّ هاتين الآيتين من آيات أمّ الكتاب المحكمات البيِّنات ويأخذ بأحدهم في حالة عدم القدرة على معرفة القبلة، غير أنّي أفتي بالحقّ أنّ الآية في قول الله تعالى:
    {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} صدق الله العظيم، قد جاءت بدلاً لتبديل القبلة من شطر المسجد الأقصى إلى شطر المسجد الحرام، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ ۗ وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم [البقرة:143].

    ولكنّي أجد الفتوى بمُجمَّع الملك فهد أن قول الله تعالى:
    {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} صدق الله العظيم، ومن ثمّ يقولون أنّها جاءت بدل لقول الله تعالى {وَلِلَّـهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿١١٥} صدق الله العظيم، وتجدون فتاوى باطلة كثيرة على هذا الرابط ولا أعلم هل تعلم هيئة كبار العلماء بذلك أم أنّهم لا يعلمون بما وجدناه في هذا الرابط؟

    http://qurancomplex.gov.sa/Display.asp?section=1&l=arb&f=nwasekh158&trans=&print=1


    وما نريد قوله يا علماء أمّة الإسلام هو لو تقارنوا بين بيان الإمام المهدي للقرآن العظيم وبين تفسير كثير من المفسرين لوجدتم عقولكم تقف مع الحقّ لا شكّ ولا ريب، وبما أنّ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني ينطق بالحقّ فحتماً ستجدون عقولكم تقف إلى جانب الإمام المهدي شاهدةً على بيانه عقولُكم أنّه الحقّ لا شك ولا ريب، ألا وإنّ الحقّ هو الأحقُّ بالاتّباع إن كنتم تعقلون، وكذلك الأعجب من ذلك أنّي أجد فتوى أنّ قول الله تعالى:
    اقتباس المشاركة :
    الآية المنسوخة: فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ (البقرة:109) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ
    الآية المنسوخة: فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلا بَلِيغًا (النساء:63) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
    الآية المنسوخة: فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ (النساء:81) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
    الآية المنسوخة: وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ (النساء:92) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
    الآية المنسوخة: وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ (الأنعام:68) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
    الآية المنسوخة: وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ (الأنعام:68) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
    الآية المنسوخة: وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا (الأنفال:61) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
    الآية المنسوخة: فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (حجر:85) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
    الآية المنسوخة: وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (النحل:125) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
    الآية المنسوخة: فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ (الم السجدة:30) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
    الآية المنسوخة: وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (الزمر:41) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
    الآية المنسوخة: فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (الزخرف:89) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
    الآية المنسوخة: قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ (الجاثية:14) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
    الآية المنسوخة: وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ (ق:45) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
    الآية المنسوخة: فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ (الذاريات:54) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
    الآية المنسوخة: فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا (النجم:29) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
    الآية المنسوخة: إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ (الممتحنة:10) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
    الآية المنسوخة: وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلا (المزمل:10) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
    انتهى الاقتباس
    انتهى

    ومن ثم يردّ عليكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: والله الذي لا إله غيره أنّي لفي عجبٍ شديدٍ ممّا وجدتُ في ذلك الرابط من نفي آياتٍ كثيرةٍ في محكم القرآن العظيم من أحكامها المنزّلة بالحقّ وقالوا أنّه تمّ نسخها جميعاً بقول الله تعالى:
    {
    فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ} [التوبة:5]. ويا ويحكم من الله فقد نفيتُم أحكاماً في الكتاب في آياتٍ محكماتٍ من آيات أمّ الكتاب البيِّنات؛ بل هنَّ من آيات أمّ الكتاب ومن ثم تزعمون أنّه تمّ نسخها بقول الله تعالى: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ} [التوبة:5]! وإنّكم لكاذبون يا من تعتقدون بذلك في كافة المذاهب والفرق الإسلامية. وأقسم بربِّ العالمين لو تلينوا للحوار مع الإمام المهدي ناصر محمد اليماني لتجدوا أنفسكم أنّكم قد ضلَلْتم تماماً عمَّا أنزل الله إليكم في محكم كتابه، ولكنّكم لن تتجرأوا لحوار ناصر محمد اليماني كونكم تعلمون أنّه لا قِبَلَ لكم به شيئاً، كون سلاحه هو محكم القرآن العظيم فبِئس العلماء من كانوا على شاكلتكم ضلّوا وأضلّوا كثيراً من الأمم.

    ألا والله إنّي لفي حزنٍ عظيمٍ لا يعلم به إلا الله كوني أراكم من المعذّبين لو لم تتوبوا إلى ربّكم فتتّبعوا الداعي إلى الله على بصيرةٍ من ربّه سلطان العلم بمحكم القرآن العظيم، ويا أسفي على أمّة الإسلام وعلى علمائهم كأسف يعقوب على يوسف، فقد ضاعوا عن الحقّ وأضاعوا أمّتهم من بعدهم وفرّقوا دينهم شيعاً وأحزاباً وكل حزبٍ بما لديهم فرحون، وكلٌّ منهم يزعم أنّه على شيء وهم ليسوا على شيء جميعاً حتى يقيموا ما أنزل الله إليهم في محكم القرآن العظيم.

    آهٍ آهٍ آه يا قوم، فكم افتريتم على الله ما لم يقله، فمن يُجِركم من عذاب الله؛ من يجركم من عذاب الله؟ وما أهون عليكم أن تقولوا على الله جُزافاً بالظنّ، وما كان قول أهداكم سبيلاً إلا أن يقول:
    "فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان"! ويزعم أنّه قد برأت ذمّته بهذا القول من بعد الفتوى الباطل.

    ولكنّي الإمام المهدي ناصر محمد اليماني أعدُكم وعداً غير مكذوب أنّي لن أفتيكم في مسألة من كتاب الله ومن ثم أقول والله أعلم فإن أخطأت فمن نفسي والشيطان! وأعوذُ بالله أن أتتبع أمر الشيطان فأقول على الله ما لم أعلم علم اليقين، بل أفتيكم بالحقّ وأقول ومن ثم أقول: أقسم بالله العظيم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم أنّي لن أفتيكم من القرآن العظيم إلا بالحقّ من ربّ العالمين لا شك ولا ريب، فكيف السبيل لإنقاذكم يا أمّة الإسلام؟ فإذا كنتم تنتظرون التصديق من علمائكم فأقسمُ بالله العظيم من يحيي العظام وهي رميمٌ أنّ كثيراً منهم ليفتونكم بفتاوى من عند الشيطان الرجيم ويحسبون أنّهم مهتدون وقد أضلّوا أنفسَهم وأضلوا أمّتهم. استفتوا عقولَكم واتحدّاكم أن تجدوا أنّ عقولكم لم تجدوها إلى جانب الإمام المهدي ناصر محمد اليماني، فهل أخذتكم العزّة بالإثم؟ فمن يُجِركم من بأس من الله شديد من كوكب العذاب على الأبواب؟

    ويا هيئة كبار العلماء بالمملكة العربيّة السعوديّة لا نريد ظلمكم بغير الحقّ، ولكنّي أقول: فهل تعلمون عمَّا في ذلك الرابط من نفيِّ أحكامٍ كثيرةٍ في محكم القرآن العظيم أنه تمَّ نسخها بقول الله تعالى:
    {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ}؟ ولكن سبق منّي بيان لهذه الآية بالحقّ وتمَّ إرساله إليكم عن طريق الدكتور طارق السويدان وسليمان العلوان، بل وجاء الردُّ من سليمان العلوان على لسان طارق السويدان أنّكم سوف تردّون على كافة البيان للقرآن الذي يحاجّ به الإمام ناصر محمد اليماني حتى تثبتوا أنّه على باطل! ومن ثم نقول لكم ولكن انقضى شهران أو أكثر ولم تستطيعوا أن تثبتوا حتى في مسألةٍ واحدةٍ في بيانات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني أنّه على ضلالٍ مبينٍ! وإلى متى ننتظركم؟ ولماذا لم تفتوا الرئيس علي عبد الله صالح الذي في دياركم للعلاج أن يعود لتسليم القيادة للإمام المهدي لينقذ الشعب اليماني من التهلُكة بإذن الله؟ ولكنّي لا أرى أنّ علي عبد الله صالح سوف يهتدي إلى الحقّ لو يسألكم فسوف تزيدوه ضلالاً إلى ضلاله وعمًى إلى عماه عن الحقّ المبين، فلا خير فيكم ولا في علماء اليمن ولا خير في كافة علماء المسلمين لا لأنفسهم ولا لأمّتهم، إلا من رحم ربّي منهم ممّن أظهرهم الله على أمرنا فصدَّقوا واتَّبعوا من كافة علماء المسلمين. ألا والله أنّي لا أخشى على المسلمين فتنةَ المسيح الكذّاب عن الحقّ ولكنّي أخشى عليهم فتنة علمائهم أن يفتنوهم عن اتّباع الحقّ من ربّهم حتى يأتي وعد الله وهم لا يشعرون.

    ويا أسفي على أمّةٍ أجد علماءهم لا يزيدونهم إلا عمًى وظمأً! ويا عجبي الشديد من الذين أظهرهم الله على أمرنا فاقتنعت بالبيان الحقّ عقولُهم وقالوا إنّ ناصر محمد اليماني ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيم ولكنّنا نخشى أن نتّبعه ونستجيب لدعوته وهو ليس المهدي المنتظر بل مجدّدٌ للدين، ومن ثمّ يردُّ عليهم المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني وأقول: فيا عجبي الشديد منكم أيَّها الجاهلون، فهل تعبدون المهدي المنتظر أم تعبدون الله الواحد القهار؟ والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فهل ينبغي لله أن يحاسبكم على استجابة الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له على نهج كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، أفلا تعقلون؟ ولم نجبركم على أن تعتقدوا أنّ ناصر محمد اليماني هو المهدي المنتظر بل سوف نقبل بيعتكم على إعلاء كلمة الله واتّباع الحق من ربّكم.

    وأما هل ناصر محمد اليماني هو المهدي المنتظر أم مجدّدٌ للدّين أم كذابٌ أشِر؟ فأقول لكم: إن كنت كاذباً فعليَّ كذبي ولن يعذّبكم الله شيئاً كونكم استجبتم لدعوة أقرَّتها عقولكم واطمأنت إليها قلوبكم؛ بل سوف يحاسب الله ناصر محمد اليماني وحده على ادِّعاء شخصية المهدي المنتظر لو لم يكن هو المهدي المنتظر، ألا والله لن يحاسب الله على ادِّعاء شخصية المهدي المنتظر إلا الذي يقول للناس أنّه المهدي المنتظر وهو ليس المهدي المنتظر، فأين تذهبون؟ أم تريدون إيذاء المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني؟ ومن ثم أقول لكم ولكافة أعداء الله في مشارق الأرض ومغاربها
    {
    فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ} [هود:55]، ولسوف تعلمون أيّ منقلب تنقلبون.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمد للِه ربِّ العالمين ..
    أخو علماء الأمّة من يكشف به الله الغُمّة ويزيل به الظلمة؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 1411 من موضوع الصلوات خمسٌ وليست ثلاثاً يا معشر القُرآنيّين ..

    الإمام ناصر محمد اليماني
    02 - 05 - 1431 هـ
    16 - 04 - 2010 مـ
    01:51 صباحاً
    ــــــــــــــــــــ



    { وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ }
    صدق الله العظيـــم ..



    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين أجمعين ولا اُفرّق بين أحدٍ من رُسله حنيفاً مُسلماً وما أنا من المُشركين..
    السلام عليكم يا معشر الأنصار السابقين الأخيار، وسلام ُالله على كافة الزوار لطاولة الحوار الباحثين عن الحقّ ولا يُريدون غير الحقّ والحقّ أحقّ أن يُتبع..

    ويا (بنور القُرآني)، أهلاً وسهلاً بك في طاولة الحوار العالميّة لكافة الذين فرَّقوا دينهم شيعاً وكُل حزبٍ بما لديهم فرحون.
    ويا معشر القُرآنيين، لقد ظنّ كثيرٌ من الناس أنّ الإمام ناصر مُحمد اليماني قُرآنيٌّ ولستُ منكم في شيء، وسبب ظنّهم هو حين وجدوا أني أدعو الناس إلى اتّباع القرآن والاحتكام إليه ولذلك فظنّوا إن المهديّ المُنتظَر ناصر مُحمد اليماني من القُرآنيين وأنا لستُ منهم في شيء، ولم يجعلني الله أنتمي لأيّة طائفة من المذاهب الإسلاميّة الذين فرَّقوا دينهم شيعاً وكُلّ حزبٍ بما لديهم فرحون. وأعوذُ بالله أن أكون من الذين فرَّقوا دينهم شيعاً بل حنيفاً مُسلماً وما أنا من المُشركين ولم يجعلني الله من المُعذبين. وقال الله تعالى:
    {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿105﴾}صدق الله العظيم [آل عمران].. وذلك لأنهم خالفوا لأمر الله في مُحكم كتابه: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} صدق الله العظيم [آل عمران:103].

    وما هو حبل الله؟ والجواب تجدوه في مُحكم الكتاب إنّهُ القُرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿174﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿175﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ولكن يا معشر القُرآنيّين، إنّما الاعتصام بحبل الله القُرآن العظيم هو الكفر بما خالف لمُحكم القرآن سواء يكون في السُّنة النبويّة أو في الإنجيل أو في التوراة، ولكنّكم تقولون على الله غير الحقّ، فلم ينهَكم الله عن اتّباع سُنة مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أفلا تعلمون أنّ أحاديث السُّنة النبويّة هي من عند الله كما القرآن من عند الله؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ﴿17﴾ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴿18﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿19﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

    غير إنّ الله لم يعِدُكم بحفظ سُنة البيان؛ بل وعدكم بحفظ القرآن من التحريف، وأما أحاديث سُنة البيان فقد أفتاكم الله إن ما كان منها من عند غير الله فإنكم سوف تجدون بين الحديث المُفترى وبين مُحكم القرآن اختلافاً كثيراً لأن الحقّ والباطل نقيضان مُختلفان، وبما إنّ القرآن محفوظ من التحريف، ولذلك جعله الله المرجع لأحاديث البيان في السُّنة النبويّة وما كان من الأحاديث ليس من عند الله فسوف تجدون بينه وبين مُحكم القرآن العظيم اختلافاً كثيراً، وقال الله تعالى:
    {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿80﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿81﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿82﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وفي هذه الآيات المُحكمات يبيّن الله لكم أنّ أحاديث السُّنة النبويّة الحقّ هي من عند الله، ومن ثُمّ أفتاكم أنّها ليست محفوظة من التحريف والتزييف، وأمركم الله إنّ ما اختلفتم فيه منها أن تحتكموا إلى آيات الكتاب المُحكمات البيّنات هُنّ أمّ الكتاب، وما كان من الأحاديث في السُّنة النبويّة مُفترًى من عند غير الله فسوف تجدون بينه وبين مُحكم القرآن اختلافاً وتناقضاً كثيراً، وبناءً على ذلك أدعو الذين فرَّقوا دينهم شيعاً إلى اتّباع كتاب الله وسُنَّة رسوله الحقّ وما خالف في السُّنة النبويّة لمُحكم القُرآن فإني آمر المُسلمين أن يعتصموا بحبل الله القُرآن العظيم وما خالف لمُحكمه فهو من عند شيطانٍ رجيم سواء يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السُّنة النبويّة.

    ويا معشر القُرآنيين إنّي أنا الإمام المُبين المهديّ للعالمين إلى صراط العزيز الحميد على بصيرةٍ من ربي القُرآن المجيد ومُذكرٌ بالقُرآن من يخاف وعيد، ومُنذرٌ الناس المعرضين ببأسٍ من الله شديد.

    ويا معشر القُرآنيين حقيقٌ لا أقول على الله إلّا الحقّ إنّما الصلوات خمس صلواتٍ مفروضاتٍ إحداهُنّ الصلاة الأُحاديّة وهي الوسطى وهي صلاة الفجر، واثنتين قبلها واثنتين بعدها، ولكنّ أكثركم يقولون على الله ما لا يعلمون. ويا معشر القُرآنيين لقد غرّكم ذكر الصلوات في كثيرٍ من آيات الكتاب في أول النهار وآخره، ونسيتم قول الله تعالى:
    {فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ ﴿130﴾} صدق الله العظيم [طه].

    وإلى البيان الحقّ:
    {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ} صدق الله العظيم، وتلك هي صلاة الفجر، وأما قول الله تعالى: {وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} صدق الله العظيم، وتلك هي صلاة العصر، وأما قول الله تعالى: {وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ} صدق الله العظيم، وتلك هي صلاة المغرب والعشاء من الشفق إلى الغسق، وأما قول الله تعالى: {وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ} صدق الله العظيم، وتلك هي صلاة الظهر في مُلتقى طُرفي نهار الغدو ونهار العشي. تصديقاً لقول الله تعالى:{فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴿17﴾ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ﴿18﴾} صدق الله العظيم [الروم].

    وإلى البيان الحقّ:
    {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ} صدق الله العظيم، وتلك هي أول الصلوات وهي صلاة المغرب في أول الليل ويليها صلاة العشاء، وأما قول الله تعالى: {وَحِينَ تُصْبِحُونَ} صدق الله العظيم، وتلك هي الصلاة الأُحادية وهي صلاة الفجر وهي الصلاة الوسطى، وأما قول الله تعالى: {وَعَشِيًّا} صدق الله العظيم، وتلك هي صلاة العصر وذلك لأن العشي غير العشاء. وقال الله تعالى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ ۚ نِعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴿30﴾ إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ﴿31﴾ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ﴿32﴾ رُدُّوهَا عَلَيَّ ۖ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ ﴿33﴾}صدق الله العظيم [ص].

    ويتبيّن لكم إنّ العشي هو قبل غروب الشمس، وذلك ميقات صلاة العصر. ولذلك قال الله تعالى:
    {إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ﴿31﴾ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ﴿32﴾ رُدُّوهَا عَلَيَّ ۖ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ ﴿33﴾} صدق الله العظيم [ص].

    وفاتت عليه صلاة العصر وانقضى وقتها وهو مشغول بعرض الخيول، وانتهى وقتها بتواري الشمس وراء الحجاب وكيف يصلي العصر بعد أن توارت الشمس وراء الحجاب فقد دخلت صلاة المغرب، ولذلك قال الله تعالى:
    {فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ﴿32﴾} صدق الله العظيم [ص].

    وتبيّن لكم يا معشر القُرآنيين إنّ العشي هو ميقات صلاة العصر. لذلك قال الله تعالى:
    {وَعَشِيًّا} صدق الله العظيم، وتلك هي صلاة العصر، وينتهي ميقاتها بتواري الشمس وراء الحجاب، وأما قول الله تعالى: {وَحِينَ تُظْهِرُونَ} صدق الله العظيم، وتلك هي صلاة الظهر.

    ويا معشر القُرآنيين، ما كان للحقّ أن يتبع أهواءكم، ويا معشر الشيعة والسُّنة ما كان للحقّ أن يتّبع أهواءكم، وإنّما أنا حَكَمٌ بينكم فيما كنتم فيه تختلفون. ولا نزال ندّخر التفاصيل للصلوات المفروضات ولا نزال نأمر أنصاري أن يصلّوا معكم ويسجدون لله معكم، فلا نُريد أن نزيدكم فرقةً إلى تفرّقكم، ولا نُريد أن نُشتت جماعاتكم، ولا نُريد أن نكون فرقةً جديدةً بينكم، بل نُريد جمع شتاتكم وتوحيد صفّكم لتقوى شوكتكم ويعود مجدكم ويقوم عزكم إن كنتم تعقلون، ألا وإنّ الصلاة لهي أيسر مما أنتم عليه؛ فبُشرى للمؤمنين.

    ولا نزال مُنتظرين لأحد مُفتي دياركم أو أحد خُطباء منابركم المشهورين فإذا لم يجدني الأنصار قد هيّمنت عليهم بالحقّ فلستُ المهديّ المُنتظَر فذلك بيني وبينكم، ولا نزال ندّخر الكثير من السُلطان المُبين في مُحكم الذكر ولسوف نُسيطر عليهم بالحقّ وإنا لصادقون، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.

    ويا أيها العضو (بنور)، أهلاً وسهلاً بك في طاولة الحوار فإنّي أراكم تخلطون بين صلاة النافلة وصلاة الفرض أفلا تتقون؟ ألا وإنّ ميقات الصلاة الجبرية ميقاتٌ معلوم، وميقات الصلاة النافلة الطوعية تجدونه مُطلقاً وليس معلوماً، وسوف تجدون في مُحكم الكتاب أنّ صلاة النافلة ليس لها ميقاتٌ معلوم، وأما الصلوات الفرضية الجبريّة فلها ميقاتٌ معلوم في مُحكم الكتاب، ولكن أخانا هداه الله لم يفرّق بين صلوات النافلة الطوعيّة وبين الفرضيّة! ألم تجد أنّ النافلة ليس لها ميقاتٌ معلوم؟ وقال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ﴿1﴾ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿2﴾ نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ﴿3﴾ أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴿4﴾} صدق الله العظيم [المزمل].

    وإنما تلك هي صلاة النافلة الليلية. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا ﴿79﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    بل نافلة الليل السرّيّة لهي أشدُّ وطأً على القلب لمن ذكر الله خالياً ففاضت عيناه تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ﴿6﴾}صدق الله العظيم [المزمل].

    وكذلك بيّن الله لكم أن صلاة النافلة الطوعيّة ليس لها ميقاتٌٍ معلومٌ، بل تكون ليلاً في أي وقتٍ من الليل أو نهاراً في أي وقتٍ من النهار لمن يشاء صلاة النافلة. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ﴿6﴾ إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا ﴿7﴾} صدق الله العظيم [المزمل]، وهي فرديّة ولذلك قال الله تعالى: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا ﴿8﴾} صدق الله العظيم [المزمل].

    وأما صلوات الفرض فتجدون لها ميقاتاً معلوماً بقول الله تعالى:
    {حِينَ} وذلك تحديد ميقاتٌ معلوم للتسبيح في صلاة الفرض، ولذلك قال الله تعالى:{فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴿17﴾} صدق الله العظيم [الروم].

    وكما قلنا إنّ البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ} صدق الله العظيم، وتلك هي الصلاة الأولى وهي صلاة المغرب ويليها العشاء، وأما قول الله تعالى: {وَحِينَ تُصْبِحُونَ} صدق الله العظيم، وتلك صلاة الفجر وذلك لأنّ الصلوات المفروضات لهن ميقاتٌ معلومٌ وليس مُطلق كميقات صلاة النافلة في أي وقتٍ من الليل أو النهار، بل ميقات الصلوات المفروضات كتابٌ موقوت. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا ﴿103﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وأما ميقات صلوات النافلة فتجده مُطلقاً وليس معلوماً، ولذلك قال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ﴿1﴾ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿2﴾ نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ﴿3﴾ أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴿4﴾} صدق الله العظيم [المزمل].

    فما خطبكم يا معشر القُرآنيّين تخلطون بين الآيات لصلوات النافلة وآيات صلوات الفرض، أفلا تتقون؟ ويا معشر عُلماء الأُمة من خُطباء المنابر المشهورين ومُفتي الديار، أليس فيكم رجُلٌ رشيد شُجاع لا يخاف في الله لومة لائم فيقوم بتنزيل صورةً له مع اسمه الثلاثي ومن ثم نتحرّى من حقيقة شخصيّته لكي نكمل بيان الصلوات المفروضات؟

    ولربما يودّ أحد الباحثين عن الحقّ أن يقاطعني فيقول: قال الله تعالى:
    {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَىٰ ﴿5﴾ فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ ﴿6﴾ وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ ﴿7﴾ وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَىٰ ﴿8﴾ وَهُوَ يَخْشَىٰ ﴿9﴾ فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ ﴿10﴾} صدق الله العظيم [عبس]. ومن ثُمّ يردّ عليه المهديّ المُنتظَر بالجواب المُختصر ونقول: إنّما الصلوات المفروضات خمس صلوات لكُل صلاة ركعتان أحدهن الصلاة الأُحادية وهي الصلاة الوسطى وهي صلاة الفجر، وقبلها فرضان لا يفترقان جمع تقديم أو جمع تأخير، وبعدها فرضان لا يفترقان جمع تقديمٍ أو جمع تأخيرٍ في سفرٍ أو في حضرٍ. وإذا لم يُهيمن عليكم المهديّ المُنتظَر من مُحكم الذكر فلستُ المهديّ المُنتظَر.

    فاشهدوا بالحقّ يا معشر الأنصار السابقين الأخيار ، ولم يجعلني الله من الشيعة الاثني عشر ألدّ أعداء المهديّ المُنتظَر الحقّ من ربهم. ولم يجعلني الله من أهل السنة المُعرضين عن المهديّ المُنتظَر الحقّ من ربهم، ولم يجعلني الله من القُرآنيّين الذين يقولون على الله ما لا يعلمون ويخلطوا بين آيات صلاة النافلة الطوعيّة وآيات الفرض الجبريّة، وإني أراك تقسم يا بنور ولكن الله لن يبرّ قسمك لأنّه قسمٌ بالباطل من غير علمٍ ولا سُلطان.

    ويا بنور إنّي المهديّ المُنتظَر أقول لك قولاً بليغاً بالحقّ اتّقِ الله ولا تقُل على الله ما لا تعلم ومن ثُمّ يجعل الله لك فُرقاناً فتبصر نور البيان، أما حين يراك الله تجازف ولا تُبالي فتقول على الله ما لا تعلم علم اليقين إنّه الحقّ من ربّك فلن يجعل الله لك فُرقاناً ولن تبصر نور البيان. أفلا تعلم أنّ القسم بالرحمن لا يزال يحتاج إلى بُرهان؟ أم تُريد أن تجعل السُلطان هو القسم؟ هيهات هيهات .. إذاً لأصبح الشياطين هم أئمة المُسلمين لكثرة قسمهم بالباطل وهم يعلمون أنّهم على الباطل. وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿14﴾ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿15﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿16﴾ لَّن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿17﴾ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ ۖ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ ﴿18﴾ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿19﴾} صدق الله العظيم [المجادلة].

    فإذا لم تتّبعوا الحقّ يا معشر الشيعة والسُّنة فسوف تضيّعون صلاةً مفروضةً في يوم الجمعة وهي صلاة الظهر، ولكنّ الله يعلم إنّه أذن لكم أن تصلوا الظُهر والعصر جمع تقديم أو جمع تأخير، وذلك حتى تصلوا الظُهر والعصر في يوم الجمعة جمع تأخير نظراً لأنّه أُحلّ في ميقات صلاة الظُهر صلاة الجمعة الواجبة، ولكن لا ينبغي لصلاة الواجبة أن تحلّ محل الفرض الجبري أفلا تتقون؟ وكذلك الحكمة من الجمع بين الصلوات وذلك حتى تستطيعوا في رمضان أن تجمعوا صلاة المغرب مع صلاة العشاء جمع تأخير، وذلك لأنّكم صائمون وجائعون تُريدون أن تأكلوا وتشربوا ولذلك أحلّ الله لكم أن تجمعوا صلاة المغرب مع صلاة العشاء وما جعل عليكم في الدين من حرج، وكذلك الحكمة من جمع صلاة الظُهر بالعصر جمع تأخير أو جمع تقديم وذلك حتى لا تضيعوا صلاةً مفروضةً في يوم الجمعة. ويا عجبي منكم يا إخواني فكيف إنّكم تضيّعون صلاة الظُهر في يوم الجمعة في الحضر مع إنّكم تقيمونها في السفر أليس ذلك شيءٌ عجاب! أفلا تتفكرون؟

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    الإمام المهديّ بالقُرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد عبد النعيم الأعظم؛ ناصر مُحمد اليماني.
    _______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 47654 من موضوع ( بيانات الإمام في أحكام الوضوء والصلاة وميقاتها )


    - 3 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    06 - 11 - 1430 هـ
    25 - 10 - 2009 مـ
    02:30 صباحاً
    ـــــــــــــــ


    رد المهدي على إغلاق منتدى الحوار في موقع الدكتور محمد العريفي..


    اقتباس المشاركة :
    بسم الله الرحمن الرحيم
    و الصلاة و السلام على جميع المرسلين
    و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم
    إمامنا المهدي المنتظر خليفة الله على الارض
    إنظر إمامنا المؤيد بالنصر العظيم من الله تعالى و لو كره المشركون كيف أقفل موقع الدكتور محمد العريفي منتداه بعد أن تم فيه نشر بيانك العظيم فهذا إن دل على شيء فهو يدل على أنك المهدي المنتظر الحق من ربه و لذلك خاف المنافقون أعداء الله و أولياء الشياطين من نشر بيان الحق في منتدياتهم ..

    (رابط للعريفي قديم لا يعمل)
    حسبنا الله تعالى و نعم الوكيل
    انتهى الاقتباس

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين النبيّ الأميّ مُحمد صلى الله عليه وآله وسلم والتابعين للحقّ إلى يوم الدين..
    وسلامُ الله على أخي الكريم الدكتور مُحمد العريفي ورحمة الله وبركاته، وأصدقني الله الرؤيا الحقّ بالحقّ إنّهُ لن يُحاجِجني أحدٌ من القرآن العظيم إلا غلبته بالحقّ.
    ويا سُبحان الله، فلم ندخل بعد في تفصيل الصلوات من محكم القرآن بالعلم المُلجم والمُهيمن بالحقّ! ولعل الدكتور العريفي اطّلع على هذا فأُحرج حرجاً شديداً، فإن قال إنهُ باطل فهو يرى أنه لن يستطيع لأنه لم يجد ولو نقطة واحدة من الباطل في بيان ناصر محمد اليماني، وإن ترك بياني في موقعه فقد خشي الآخرين وخشي على منصبه ومن ثم قرر إغلاق المُنتدى إلا الرئيسية لموقعه، وحتى لا أظلمُ الدكتور مُحمد العريفي أقول: الله أعلم هل اطّلع على البيان أم لا! ولكنّي لا أظنّ أنّ الإدارة سوف تغلق المنتدى من غير الرجوع إلى الدكتور محمد العريفي، وحين الرجوع إلى الدكتور فلا بُدّ أن يسألهم عن السبب وسوف يخبرونه لا شكّ ولا ريب، ومن ثم يطلب البيان لينظر ما فيه ومن ثم اتخذ قراره. غير إنّ الظنّ لا يُغني من الحقّ شيئاً فلا أستطيع أن أقول إنّ هذا ما حدث لديهم، فمن المفروض أن يفتونا عن سبب إغلاق المنتدى بأسره عدا موقع الدكتور الرئيسي، ولماذا لم يتمّ إغلاق منتدى واحد فقط من الموقع وهو الذي كان فيه بيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني!

    ولكن لماذا يا دكتور هذا التصرف منك، فضيلتكم؟ فقد كنت أظنّ فيك خيراً كثيراً ولا نزال نُحبك في الله نظراً لأسلوبك الدعوي وطيبة قلبك؟
    ولكن يا أخي الكريم إنّ الحقّ أحقّ أن يُتبع، ألا والله إنّهُ لا يزال لدينا التفصيل المُقنع والمُلجم لأيّ عالم من مُحكم القرآن العظيم عن تفصيل الصلوات وبرهان الركعتين وكيفية الصلوات وما تقولون في جميع حركاتها ومواقيت الأذان والإقامة ثم نُفصّلها من كتاب الله تفصيلاً.

    وأشهدُ الله إنّي على استعداد تام بإذن الله لمواجهة عُلماء الأمّة جميعاً بسُلطان العلم المُلجم في تفصيل الصلوات والركعات، ولكن العجيب في الأمر أن تلجمهم من أول بيانٍ ولم نقل بعد إلا اثنين من عشرة في شأن بيان الصلاة من القرآن العظيم فما خُفي كان أعظم وأشدّ تفصيلاً، ولكنّي مُحتاطٌ به لمواجهة من أنكر هذا البيان وتوقّعت ضجةً من كافة عُلماء المُسلمين نظراً لأنّ الصلاة ركنٌ من أركان الدين فلا يجوز لهم السكوت عن ناصر محمد اليماني إن كان على ضلالٍ مُبين، ألا والله لو كنت مكان أحدهم فسمعت شخصاً يدعي إنّه المهديّ المُنتظَر وفتح له موقع حوار وصار لديه أنصار لما سكتُّ عنه شيئاً لأجبتُ طلبه للحوار واشترطت بيني وبينه الاحترام في الحوار وعدم السبِّ والشتم فنجعل الحُجّة بيني وبينه هي حُجّة العلم، حتى إذا اتّفقنا فسوف أشهد عليه أنصاره ومن ثم أبدأ بقيام الحُجّة عليه، فإن قام بحذفي خسر أنصاره وكافة أتباعه لأنّهم سوف يقولون: لماذا لم تُلجم الرجل بعلم أهدى من علمه؟ وإن استمر الحوار أقمت عليه الحجّة بالحقّ وأنقذتُ أنصاره من أن يضلهم عن سواء السبيل وأجري على الله فأهزمه بالحقّ في عقر داره، هذا لو كنت أحد العلماء المشهورين لما تكبّرتُ ولرأيت إنّه من الواجب عليّ الذود عن حياض الدين وإنقاذ المُسلمين من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون.

    و لربما يتكلم الشيطان على لسان أحد الناصحين بغير الحقّ فيقول: "فلا تحاوره لأنك سوف تشهره". ومن ثمّ أردّ عليه وأقول: بل سوف أحاوره فأشهره بأنّه على ضلالٍ مُبينٍ فأخسِّره أنصاره و أتباعه فأذره وحيداً فريداً فلا يتّبعه أحد من بعد أن أُلجمه بسلطان العلم، وهذا لو كنت مكان أحد عُلمائكم أو أحد مُفتي دياركم.

    ويا أخي مُحمد العريفي وكافة عُلماء الأمّة وكافة المُسلمين، فهل تعلمون ما هي مُصيبة الذين أهلكهم الله من قبلكم؟ إنّهُ والله العظيم أنّه كان سبب إهلاكهم هو الاتّباع الأعمى لأسلافهم الذين من قبلهم. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فما يُدريك عن سلفك هذا الذي اقتفيت أثره فنهجت نهجه فهل هو حقاً كان على الهُدى؟ فما يُدريك حتى تمنحه ثقتك وقد جعل الله لكم عقولاً تفكرون بها؟ وما ضلّ من استخدم فكره ولن يستطيع أن يضله أحدٌ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿3﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    فهذه فتوى تجدونها في محكم الكتاب تدعوكم إلى التفكّر من قبل التكذيب ومن قبل الاتّباع، فلربما الداعية ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مُستقيم، ولربما أنّ الداعية ضالٌ ومُضلٌ فأضّل نفسه وأمّته غير إنه لا يجوز الحكم عليه من قبل الاستماع إلى منطقه وسُلطان علمه ثم التفكر بالعقل والمنطق في قوله هل يقبله العقل والمنطق فيخضع لقوله دون أي اعتراض نظراً لأنّه شيء يقبله العقل والمنطق؟ إذاً لا بُدَّ من التفكر من قبل اتخاذ القرار؛ موعظة التفكر من قبل اتخاذ القرار لم يقلها لكم المهديّ المنتظَر بل الله هو من أفتاكم بذلك في وعظ المُعرضين عن الحقّ في معرض كتابه فدعاهم إلى استخدام الفكر من قبل اتخاذ القرار. وقال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ} صدق الله العظيم [سبأ:46].

    وهذه قاعدة وناموس في الكتاب بالدعوة إلى التفكر من قبل اتخاذ القرار بالاتّباع من أوّل نبيّ مبعوثٍ إلى خاتمهم، فانظروا لنبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى:
    {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّـهِ فَعَلَى اللَّـهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنظِرُونِ ﴿71﴾ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّـهِ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿72﴾ فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ ﴿73﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    فانظروا لقول قومه الذين لم يأخذوا بنصيحة نبيّ الله بالتفكّر بل اتخذوا القرار سريعاً من غير تفكّر في منطق دعوته وما يدعوهم إليه، وقالوا:

    {قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴿
    32﴾ قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ اللَّـهُ إِن شَاءَ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ﴿33﴾} صدق الله العظيم [هود].

    فللأسف قرارهم كان عليهم غُمّة لأنهم لم يتفكّروا في دعوته وسلطان علمه شيئاً؛ بل استدلوا على كذبه حسب زعمهم إنّه لم يتّبعه إلا الذين هم أراذلهم بادئ الأمر ولم يصدقه الكُبار والشخصيات المُحترمة في نظرهم، فأعرضوا عن دعوة الحقّ من ربهم فأغرقهم الله وأدخلهم نار جهنم، ومن ثم قالوا كمثل قول أصحابهم من بعدهم:
    {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} صدق الله العظيم [الملك:10].

    ويا سُبحان الله العظيم الآن تقولون:
    {لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} صدق الله العظيم! ألم يدعوكم رسل الله إلى التفكّر والتدبّر وعدم اتخاذ القرار من قبل التدبر بالعقل والمنطق هل ينطق الداعية بالحقّ ويهدي إلى صراط مُستقيم؟ ويا إخواني المُسلمين هل تعلمون ما يقصدون من قولهم {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} صدق الله العظيم؟ فذلك اعتراف منهم أنّهم كالأنعام والبقر التي لا تتفكّر فاتّبعت الاتّباع الأعمى. وقال الله تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً} صدق الله العظيم [الفرقان:44].

    وذلك لأنّ الإنسان عاقلٌ ولكن الذي جعلهم كالأنعام هو عدم التفكّر باستخدام العقل وذلك لأنّ الأنعام لا تتفكر، فإذا كان الإنسان لا يتفكّر فهو كالأنعام، وحقيقة إنّ المهديّ المُنتظَر يرى كثيراً من عُلماء الشيعة الاثنى عشر وكثيراً من عُلماء السُّنة كالبقر التي لا تتفكّر مع احترامي للدكتور مُحمد العُريفي فإنّه لم ينكر أمرنا ولربما لم يطلع عليه فربما إنّ المُشرف هو من اتخذ القرار من غير تفكّر والله أعلم، وكان من المفروض أن يخبرونا عن السبب وليس قفل منتداهم لأنّهم لم يجدوا ما يطعنوا فيه في بيان ناصر محمد اليماني المُخالف لما هم عليه سنة وشيعة وكافة المذاهب الإسلاميّة.

    والسؤال الذي يطرح نفسه لكافة المُسلمين: فإذا كان عُلماؤكم قد ضلّوا عن سواء السبيل فهل ترون أنهم مُنقذيكم من العذاب الأليم؟ كلا وربّي لا يغنوا عنكم من بأس الله شيئاً لأنّكم قد علمتم أنّ ناصر محمد اليماني هو حقاً المُهيمن على كافة عُلماء الأمّة من الذين أظهرهم الله على شأني.

    ولربّما الجاهلون يقولون: "إنّ العلماء لا يعلمون بدعوة الإمام ناصر محمد اليماني فهم مشغولون بأمور أخرى ولو علموا به لأفتوا الناس من زمن إنّ هذا كذاب أشِر وليس المهديّ المنتظَر ولكنهم لا يعلمون من الأمر شيء". ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر وأقول: بل والله إنّهم ليعلمون عن الإمام ناصر محمد اليماني ولكنهم يهربون، وها أنت قد علمت بنفسك فلماذا تمّ قفل منتدى الدكتور العريفي إلا هرباً من الحوار وليس تكبراً منه، ولكن مُشكلتهم أنّهم لم يوقنوا أنّ المهديّ المنتظَر هو حقاً ناصر محمد اليماني ولذلك تجدهم يهربون من الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني خشية أن تصيبهم لعنة الله إن كذّبوا بالمهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم، وكذلك يخشون أن يُصدقوا ناصر محمد اليماني وهو ليس المهديّ المنتظَر. فهذا هو سرّ الهروب فلا يزالون في ريبهم يترددون حتى يروا العذاب الأليم.

    ومن ثم أقول لهم يا عُلماء الأمّة إذا لم يكن المهديّ المنتظَر هو حقاً ناصر محمد اليماني فمن عساه يكون ناصر محمد اليماني؟ فلربّما يودّ أن يقاطعني الشيطان على لسان أحد أوليائه فيقول: "بل أنت المسيح الدجال". ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني ونقول: وهل المسيح الدجال سوف يدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له أم إنّه سوف يقول أنا ربكم الأعلى؟ ومن ثم يقاطع الشيطان مرةً أخرى على لسان الإنسان فيقول: "إن المسيح الدجال حسب الروايات يدّعي الصلاح بادئ الأمر ومن ثم يدعي الربوبية". ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني: إنّ هذه من ضمن روايات الشيطان حتى يصدّونكم عن الحقّ صدوداً، والمُتهم بريء حتى تثبت إدانته، فإذا ثبت يوماً ما إنّ ناصر محمد اليماني قال أنا ربكم الأعلى أو دعاكم إلى عبادة غير الله فعند ذلك قد جعل الله لكم سمعاً وبصراً فالعنوه لعناً كبيراً، ولكني أخشى عليكم لعنة الله لأني أدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، فإذا أحدٌ من الشيعة الاثنى عشر من يلعن ناصر محمد اليماني لعناً كبيراً بغير الحقّ؛ بل عدواناً وظُلماً ومنهم من يقول: "أخبرني ما اسمي و ما اسم أبي وأمي؟ وأخبرني متى سوف أردّ عليك و في أي يوم وفي أي ساعة؟ فإنّ المهدي المنتظر مُحمد بن الحسن العسكري روحي له الفداء يعيش في عالمنا فيحيط بكُلّ شيء علماً فهو يرعانا من كثير من المصائب"! ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظر وأقول: والله الذي لا إله غيره ولا معبودَ سواه إنّك لمن المُشركين بالله ومن أشرّ الدواب الصُمّ البُكم الذين لا يعقلون، ومن قال لكم إن المهديّ المنتظَر يعلمُ الغيب؟ ومن قال لكم إنّ المهديّ المنتظَر قد أحاط بكُلّ شيء علماً ويعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون؟ فمن عساه يكون مهديّكم هذا إلا عبداً من عبيد الله كمثلكم وإنما يزيده الله بسطةً عليكم بعلم الكتاب الذي بين أيديكم وأحاجكم به. فما أشبه قولك أيها الشيعي بقول الكفار من قبل، فانظر لما يقولون لأنبيائهم وانظر لردّ أنبيائهم عليهم بالحقّ رداً واحداً موحداً، وقال الله تعالى:
    {قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُون} صدق الله العظيم [الأنعام:50].

    ولربما يعجب بكلامي هذا عالِمٌ سُنّي أو أحدُ أتباعهم فيقول: "صدقت يا ناصر محمد اليماني في هذه الفتوى الحقّ في شأن الشيعة الضالين". ومن ثمّ يُردّ عليه المهديّ المنتظَر: ألا والله ما أنتم منهم ببعيد فجميعكم بقرٌ لا تتفكّرون شيئاً، فقد صَدَّقتُم يا معشر السُّنة أنّ المسيح الدجال يقول يا سماء أمطري فتمطر ويا أرض أنبتي فتنبت ثم يقطع رجلاً إلى نصفين فيمر بين الفلقتين ثم يبعثه من بعد موته، فصارت هذه عقيدة لديكم ولم تتفكروا فترجعوا إلى محكم كتاب الله العزيز ما يقول في شأن هذه العقيدة، وسوف تجدون بين الحقّ والباطل اختلافاً كثيراً. وقال الله تعالى:
    {قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} صدق الله العظيم [سبأ:49].

    بل سوف تجدون التحدي في مُحكم القرآن العظيم، فيقول الله لئِن استطاع الباطل الذي من دون الله أن يرجع الروح إلى الجسد فقد صدقوا في دعوتهم من دون الله. وقال الله تعالى:
    {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ﴿75﴾ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴿76﴾إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ﴿77﴾ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ ﴿78﴾ لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ﴿79﴾ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴿80﴾ أَفَبِهَـٰذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ﴿81﴾ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴿82﴾ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿83﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴿84﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ ﴿85﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿86﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿87﴾ فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴿88﴾ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ﴿89﴾ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿90﴾ فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿91﴾ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ﴿92﴾ فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ ﴿93﴾ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ﴿94﴾ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ﴿95﴾ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴿96﴾ } صدق الله العظيم [الواقعة].

    سُبحانك ربي عمّا يعتقد عُلماء السُّنة والشيعة علوَّاً كبيراً! فكيف يا قوم تكفرون بتحدِّي الله للباطل في محكم كتابه فتعتقدون بعكس تحدّي الله تماماً وذلك لأنّ التحدّي واضحٌ وجليٌّ في قول الله تعالى:
    {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿83﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴿84﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ ﴿85﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿86﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿87﴾} صدق الله العظيم؟

    و لكنّكم تعتقدون كسْرَ هذا التحدي في مُحكم الكتاب فتقولون القول الباطل بأنّ المسيح الدجال سوف يقطع رجُلاً إلى نصفين حتى يزهق روحه ومن ثم يمرّ بين الفلقتين ومن ثمّ يبعثه فيُرجع إليه روحه مع إنّه يدّعي الربوبيّة! ويا سبحان الله العظيم! اللهم إنّي صدّقتك وصدّقتُ نبيّك وكذبتُ الشيعة الاثنى عشر وروايات السُّنة الباطلة وأفركها بنعل قدمي مُستمسكاً بكتاب الله العزيز الذي اتخذوه مهجوراً، فأين عقولكم يا علماء الشيعة والسُّنة؟ فوالله لو لم تزالوا على الهُدى لما ابتعثني الله لهدايتكم والناس أجمعين بالقرآن العظيم إلى صراط العزيز الحميد، أفلا تتقون؟

    ويا قوم، إنما أعظكم بواحدةٍ وهو أن تلبّوا دعوة ناصر محمد اليماني إلى طاولة الحوار سواء كان هو حقاً المهديّ المُنتظَر أو شيطانٌ أشِرٌ، ثم نحتكم إلى كتاب الله لا أقول مُتشابهه لأني إن حاججتكم من المُتشابه فلا حُجة لي عليكم، فلم يجعل الله حُجّته عليكم إلا في مُحكم القرآن في آياته البيّنات لعالمكم و جاهلكم حتى لا تكون لكم الحُجّة على الله، ولكنكم لا تريدون الاحتكام إلى كتاب الله نظراً لأنه سوف يخالف كثيراً من مُعتقداتكم الباطلة، ومن ثم أقول لكم والله الذي لا إله غيره لا ولن أتنازل عن حُجّة الله عليكم بالحقّ كتاب الله المحفوظ من التحريف لو عمّر الله المهديّ المنتظر للحوار وعمّركم خمسين ألف سنة لما تزحزحتُ عن كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ التي لا تخالف لمحكم كتاب الله وما عندي غير ذلك، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وسوف يحكمُ الله بيننا بالحقّ وهو أسرع الحاسبين.

    فهل تعلمون يا معشر الذين لا يعقلون أنّ الحوار عبر الإنترنت لهو أشدّ وسيلةٍ لإقامة الحُجّة عليكم؟ وذلك لأنّي لو كنت أحاوركم جهرةً لقاطعتم كلامي بكلام الباطل وجادلتم به جدالاً كبيراً، ولكن هيهات هيهات.. والله الذي لا إله غيره قسمُ العبد البار لأن أجبتُم دعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم لأخرسن ألسنتكم يا علماء الشيعة والسُّنة وكافة الفرق الذين فرقوا دينهم شيعاً، ثم أهيمن عليكم بسلطان العلم فألجمكم بالحقّ إلجاماً من مُحكم كتاب الله القرآن العظيم، فأجاهدكم به جهاداً كبيراً حتى تؤمنوا بكتاب الله القرآن العظيم فتسلموا تسليماً.

    و لربّما يودّ أحد عُلماء السُّنة أن يقول: "فهل تظننا لا نؤمن بكتاب الله القرآن العظيم؟". ومن ثم نُرد عليهم: فلماذا تهربون منه وعنه تُعرضون؟ أفلم يُفتِكم المهديّ المنتظَر بأنّ الفصل فيما بينكم هو حصرياً في كتاب الله؟ بل أفتاكم الله بذلك في محكم كتابه كثيراً ثم بيّن الله لكم على لسان رسوله مُحمد -صلى الله عليه وآله وسلم- كما بيّن لكم في هذا الحديث الحقّ الذي اتفقتم عليه جميعاً ثم آمنتم بكافة مصادره ثم أعرضتم عن دعوة الحقّ من ربكم إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم للفصل فيما بينكم بالحقّ. وقال محُمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    9188 -
    ألا إنها ستكون فتنة ، فقلت : ما المخرج منها يا رسول الله ؟ قال : كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم ، وهو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، وهو حبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم . هو الذي لا يزيغ به الأهواء ، ولا تلتبس به الألسنة ، ولا يشبع منه العلماء ، ولا يخلق عن كثرة الرد ، ولا تنقضي عجائبه . هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا : { إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به } . من قال به صدق ، ومن عمل به أجر ، ومن حكم به عدل ، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم . خذها إليك يا أعور
    الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: إسناده مجهول وفي الحارث [الأعور] مقال - المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2906

    20669 -
    ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الفتن فقلنا يا رسول الله ما المخرج منها قال كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وفصل ما بينكم وخبر ما بعدكم وهو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي لا تلتبس به الألسن ولا تزيغ به الأهواء ولا يخلق عن كثرة الرد ولا يشبع منه العلماء ولا تنقضي عجائبه وهو الذي لم يتناه الجن إذ سمعته أن قالوا { إنا سمعنا قرآنا عجبا } من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن اعتصم به هدي إلى صراط مستقيم
    الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: [فيه] شعيب بن صفوان عامة ما يرويه لا يتابع عليه - المحدث: ابن عدي - المصدر: الكامل في الضعفاء - الصفحة أو الرقم: 5/8


    130800 -
    ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الفتن ، فقلنا : ما المخرج منها ؟ قال : كتاب الله عز وجل ، فيه نبأ ما قبلكم وفصل ما بينكم وخبر ما بعدكم ، وهو الفصل ليس بالهزل ، من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي لا تلتبس به الألسن ولا تزيغ به الأهواء ولا يخلق عن كثرة الرد ، ولا يشبع منه العلماء ولا تنقضي عجائبه ، وهو الذي لم يتناه الجن إذ سمعته أن قالوا : { إنا سمعنا قرآنا عجبا } من قال به صدق ، ومن حكم به عدل ، ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم
    الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: [فيه] شعيب بن صفوان لا يتابع عليه - المحدث: ابن القيسراني - المصدر: ذخيرة الحفاظ - الصفحة أو الرقم: 3/1348

    15603 -
    ألا إنها ستكون فتنة فقلت ما المخرج منها يا رسول الله قال كتاب الله فيه نبأ ما كان قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا { إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به } من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم
    الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: لا ينبغي أن يعول عليه - المحدث: ابن العربي - المصدر: عارضة الأحوذي - الصفحة أو الرقم: 6/43

    78 -
    إنها ستكون فتن ، قلت : فما المخرج منها يا رسول الله ؟ فقال : كتاب الله ، فيه نبأ ما قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم ، هو الفصل ليس بالهزل ، من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، وهو حبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا تختلف به الآراء ، ولا تلتبس به الألسن ، ولا يخلق عن كثرة الرد ، ولا تنقضي عجائبه ، ولا يشبع منه العلماء ، من قال به صدق ، ومن حكم به عدل ، ومن عمل به أجر ، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم
    الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: [له] طرق - المحدث: ابن تيمية - المصدر: درء التعارض - الصفحة أو الرقم: 5/268

    6031 -
    إنها ستكون فتنة . فقلت : فما المخرج منها يا رسول الله ؟ قال : كتاب الله ، فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم ، هو الفصل ليس بالهزل ، من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم ، هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق عن كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا { إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به } [ الجن / 1 ] من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم
    الراوي: علي - خلاصة الدرجة: مشهور من رواية الحارث الأعور وقد تكلموا فيه وقصارى هذا الحديث أن يكون من كلام أمير المؤمنين علي وقد وهم بعضهم في رفعه وهو كلام حسن صحيح - المحدث: ابن كثير - المصدر: فضائل القرآن - الصفحة أو الرقم: 45

    143619 -
    أتاني جبريل عليه السلام فقال : يا محمد إن أمتك مختلفة بعدك قال : فقلت له : فأين المخرج يا جبريل قال : فقال : كتاب الله تعالى به يقصم الله كل جبار ومن اعتصم به نجا ومن تركه هلك مرتين قول فصل وليس بالهزل لا تختلقه الألسن ولا تفنى أعاجيبه فيه نبأ ما كان قبلكم وفصل ما بينكم وخبر ما هو كائن بعدكم
    الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: إسناده ضعيف جدا - المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 2/89

    42319 -
    ألا إنها ستكون فتنة . فقلت : ما المخرج منها يا رسول الله ؟ قال : كتاب الله ، فيه نبأ ما كان قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم ، هو الفصل ليس بالهزل ، من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله . . الحديث
    الراوي: الحارث - خلاصة الدرجة: ضعيف - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم: 6393

    95994 -
    أتاني جبريل فقال : يا محمد ! إن أمتك مختلفة بعدك ، قال : فقلت له : فأين المخرج يا جبريل ؟ قال : فقال : كتاب الله تعالى ، به يقصم الله كل جبار ، من اعتصم به نجا ، و من تركه هلك ، مرتين ، قول فصل ، و ليس بالهزل ، لاتختلقه الألسن ، و لا تفنى أعاجيبه ، فيه نبأ ما كان قبلكم ، فصل ما بينكم و خبر ما هو كائن بعدكم
    الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: ضعيف جداً - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم: 1776

    94685 -
    إنها ستكون فتن قلت : فما المخرج منها يا رسول الله ؟ قال : كتاب الله ، فيه نبأ ما قبلكم ، وخير ما بعدكم ، وحكم مابينكم ، هو الفصل، ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، وهو حبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، وهو الذي لا تزيع به الأهواء ، ولا تلتبس به الألسن ، ولا تنقضي عجائبه ، ولا تشبع منه العلماء ، من قال به صدق ، ومن عمل به أجر ، ومن حكم به عدل ، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم
    الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: إسناده ضعيف - المحدث: الألباني - المصدر: شرح الطحاوية - الصفحة أو الرقم: 71

    90259 -
    أتاني جبريل ، فقال : يا محمد ! إن الأمة مفتونة بعدك ، قلت له : فما المخرج يا جبريل . قال : كتاب الله ، فيه نبأ ما قبلكم ، و خبر ما بعدكم ، و حكم ما بينكم ، و هو حبل الله المتين ، و هو الصراط المستقيم ، و هو قول فصل ، ليس بالهزل ، إن هذا القرآن لا يليه من جبار فيعمل بغيره ، إلا قصمه الله ، و لا يبتغي علما سواه إلا أضله الله ، و لا يخلق عن رده ، و هو الذي لا تفنى عجائبه ، من يقل به يصدق ، و من يحكم به يعدل ، و من يعمل به يؤجر ، و من يقسم به يقسط
    الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: ضعيف - المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف الجامع - الصفحة أو الرقم: 74

    83464 -
    إنها ستكون فتنة ، قيل : فما المخرج منها ؟ قال : كتاب الله ، فيه نبأ من قبلكم ، وخبر من بعدكم ، وحكم ما بينكم، هو الفصل ، ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تشبع منه العلماء، ولا تلتبس به الألسن، ولا يخلق عن الرد، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تفته الجن إذ سمعته عن أن قالوا: ( إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد ) من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أجر، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم
    الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: ضعيف جداً - المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف الجامع - الصفحة أو الرقم: 2081

    36882 -
    مررت في المسجد ، فإذا الناس يخوضون في الأحاديث ، فدخلت على علي ، فقلت : يا أمير المؤمنين ! ألا ترى أن الناس قد خاضوا في الأحاديث ؟ ! قال : و قد فعلوها ؟ قلت : نعم ! قال أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ألا إنها ستكون فتنة ، فقلت : ما المخرج منها يا رسول الله ؟ قال : كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم ، وهو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، وهو حبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم . هو الذي لا يزيغ به الأهواء ، ولا تلتبس به الألسنة ، ولا يشبع منه العلماء ، ولا يخلق عن كثرة الرد ، ولا تنقضي عجائبه . هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا : { إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به } . من قال به صدق ، ومن عمل به أجر ، ومن حكم به عدل ، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم . خذها إليك يا أعور
    الراوي: الحارث - خلاصة الدرجة: ضعيف - المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف الترمذي - الصفحة أو الرقم:
    2906

    99779 -
    ألا إنها ستكون فتنة ، فقلت : ما المخرج منها يا رسول الله ؟ ! قال : كتاب الله : فيه نبأ ما قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم ، هو الفصل ، ليس بالهزل ، من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، وهو حبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا تلتبس به الألسنة ، ولا يشبع منه العلماء ، ولا يخلق عن كثرة الرد ، ولا تنقضي عجائبه ، هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا : { إنا سمعنا قرآنا عجبا . يهدي إلى الرشد فآمنا به } ، من قال به صدق ، ومن عمل به أجر ، ومن حكم به عدل ، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم
    الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: مخرج في "السلسلة الضعيفة" - المحدث: الألباني - المصدر: مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 2080

    198020 -
    إن هذا القرآن مأدبة الله فاقبلوا مأدبته ما استطعتم إن هذا القرآن حبل الله والنور المبين والشفاء النافع عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه لا يزيغ فيستعتب ولا يعوج فيقوم ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق من كثرة الرد اتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته كل حرف عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف
    الراوي: عبدالله بن مسعود - خلاصة الدرجة: [فيه] إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص - المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 2/302

    88138 -
    إن هذا القر آن مأدبة الله فاقبلوا من مأدبته ما استطعتم
    الراوي: عبدالله بن مسعود - خلاصة الدرجة: ضعيف - المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف الجامع - الصفحة أو الرقم: 2024

    80467 -
    إن هذا القرآن مأدبة الله ، فاقبلوا مأدبته ما استطعتم ، إن هذا القرآن حبل الله ، والنور المبين ، والشفاء النافع ، عصمة لمن تمسك به ، ونجاة لمن اتبعه ، لا يزيغ فيستعتب ، ولا يعوج فيقوم ، ولا تنقضي عجائبه ، ولا يخلق من كثرة الرد ، اتلوه ؛ فإن الله يأجركم على تلاوته كل حرف عشر حسنات ، أما إني لا أقول لكم : ( ألم ) حرف ، ولكن ألف ولام وميم
    الراوي: عبدالله بن مسعود - خلاصة الدرجة: ضعيف - المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف الترغيب - الصفحة أو الرقم: 867

    207092 -
    دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث بطوله إلى أن قال : قلت يا رسول الله أوصني . قال : أوصيك بتقوى الله ، فإنها زين لأمرك كله . قلت : يا رسول الله زدني قال : عليك بتلاوة القرآن وذكر الله عز وجل ، فإنه ذكر لك في السماء ، ونور لك في الأرض . قلت : يا رسول الله زدني ، قال : عليك بطول الصمت ، فإنه مطردة للشيطان ، وعون لك على أمر دينك . قلت : زدني ، قال : إياك وكثرة الضحك ، فإنه يميت القلب ، ويذهب بنور الوجه . قلت : زدني ، قال : قل الحق ، وإن كان مرا . قلت : زدني ، قال : لا تخف في الله لومة لائم ، قلت : زدني . قال : ليحجزك عن الناس ما تعلم من نفسك
    الراوي: أبو ذر الغفاري - خلاصة الدرجة: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما] - المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 4/23
    ________________

    فيا قوم، لا أقول لكم إلا ما قاله نبيّ الله نوحٍ عليه الصلاة والسلام لقومه:
    {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ} صدق الله العظيم [هود:28].

    ألا والله العظيم إنّي لفي عجبٍ شديدٍ من علمائكم فاستبشرنا بالدكتور محمد العريفي إذ وجدنا بيان الصلاة منشوراً في موقعه فقلنا هذا شيخٌ لا يخاف في الله لومة لائم تبين له الحقّ فاتَّبعه، فإذا هو يغلق مُنتداه فيولّي مُدبراً ولم يُعقّب حتى لا يحاوره الإمام المهديّ في موقعه! ولكننا قد أقمنا عليك الحجّة يا شيخ محمد العريفي حتى ولو أقفلت مُنتداك فلن ينفعك بين يدي الله إن فررت من الحوار مع المهديّ المُنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني، والله المُستعان..

    فيا معشر الأنصار لا تهنوا ولا تحزنوا في النشر والتبليغ معذرةً لكم بين يدي ربكم أنكم بلغتم. وقال الله تعالى:
    {وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:164].

    فما بالي أرى بعض الأنصار بمجرد ما يجد أنّ أصحاب المواقع يحذفون مشاركاته أو يحظرونه فيصاب بالإحباط فيتراجع عن التبليغ فحَزِنَ ووَهَنَ! وليسوا أولئك من أولي العزم. وتذكروا قول الله:
    {وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم. وأنتم كذلك معذرة إلى ربكم أنكم بلّغتم وما وهنتم وما استكنتم عن التبليغ ليلاً نهاراً، فكم أجر المُبلغين عند الله عظيمٌ لإنقاذ الأمّة من العذاب الأليم القادم من كوكب جهنم!

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
    أخو المؤمنين بالقرآن العظيم الإمام المهديّ؛ ناصر محمد اليماني.
    _______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..





    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 47656 من موضوع ( بيانات الإمام في أحكام الوضوء والصلاة وميقاتها )



    - 5 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    02 - 02 - 1430 هـ
    28 - 01 - 2009 مـ
    12:01 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ


    { إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ }



    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    {إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً} [الأحزاب:56].

    {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴿
    180﴾ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ﴿181﴾ وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿182﴾}
    صدق الله العظيم [الصافات].

    ويا مُشبب، إنّي المهديّ المُنتظَر أنذر البشر بالذكر المحفوظ من التحريف ولن يتّبعني إلا الذين يتّبعون الذكر المحفوظ من التحريف رسالةً من الله إلى كافة البشر لمن شاء منهم أن يستقيم، فأهدي بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد وإنا لصادقون، فأبيّنه للبشر كما كان يبيّنه مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأعيد المُسلمين إلى منهاج النبوّة الأولى كما بيّنه رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بمنتهى الحقّ والصدق، ولا ينبغي لي أن أعلّم الناس البيان بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً، فإن استجابوا إلى دعوة الاحتكام للذكر فحتماً ستجدونني أهيمن عليهم بسلطان العلم المُحكم من ذات القرآن حتى لا يعرض عن الذكر المحفوظ من التحريف إلا الذين قالوا سمعنا وعصينا ويزعمون أنّهم مؤمنون به ومن ثم يعرضون كأمثال بعض أهل الكتاب فلبئس ما يأمرهم به إيمانهم. وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴿60﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا ﴿61﴾ فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّـهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا ﴿62﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    أفلا تعلمون ما هو المقصود من قول الله تعالى:
    {يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا}؟ وتلك أحكام جاءت من عند غير الله من عند الطاغوت تُخالف لحكم الله في مُحكم كتابه، وذلك لأنّ مُحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يدعوهم إلى الاحتكام إلى كتاب الله ليحكم بينهم منه فيما كانوا فيه يختلفون ولكنّهم أعرضوا. وقال الله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} صدق الله العظيم [النمل:76].

    ولكنّهم أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم. وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:23].

    وكذلك المهديّ المُنتظَر يدعو المُسلمين الذين اختلفوا في دينهم إلى كتاب الله ليستنبط لهم حُكم الله بينهم فيما كانوا فيه يختلفون، ولا ينبغي لي أن أحكم بينهم اجتهاداً مني من رأسي من ذات نفسي وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين فليس لي من الأمر شيء بل الحكم لله ولا يُشرك في حُكمه أحداً، وإنّما أستنبط للمُختلفين في الدين حُكم الله بينهم فيما كانوا فيه يختلفون فآتيهم به من مُحكم القرآن العظيم الكتاب الذي تنزّل مُجملاً ومُفصّلاً، قرآناً وفرقاناً؛ بمعنى أنّ الله هو الحكم وليس مُحمدٌ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ولا المهديّ المُنتظَر، فالحُكم لله وليس لنا من الأمر شيء. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} صدق الله العظيم [الشورى:10].

    وإنّما نستنبط لهم حُكم الله بينهم من القرآن العظيم الذي جعل الله فيه قرآناً وفرقاناً وفصّله تفصيلاً، ولا ينبغي لي أن أقبل الاحتكام إلى ما جاء مُخالفاً لحكم الله من عند غير الله من عند الطاغوت، ولا ولن أرضى بغير الله حكماً بالحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

    وحين حكمتُ بينهم في عدد الصلوات والركعات إنّما نستنبط لهم حُكم الله من كتابه العزيز، وإنّما الصلوات لذكر اسم الله ولهُ مائة اسم سُبحانه، فأراد الله أن تكون عدد الركعات المفروضات على المُسلمين مائة ركعة في خمسين صلاة، وذلك حتى تكون في كُلّ صلاة مفروضة ركعتين، وإذا صليّتم في الليلة واليوم خمسين صلاة وفي كُلّ صلاةٍ ركعتين لذكر اسم الله أصبح إجمالي الركعات مائة ركعة، وذلك حتى تُعادل بعدد أسماء الله الحُسنى دونما زيادةٍ أو نُقصانٍ في صلاة الركعات المفروضة جبرياً، فأثبتنا أنّ جدي مُحمد -صلى الله عليه وآله وسلم- ليلة الإسراء به إلى ربه قد أمره بخمسين صلاةٍ في الليلة واليوم، فتكون صلاتهم خالصةً لله وحده لا شريك له شرط أن تُعادل الركعات بعدد أسماء الله الحُسنى سُبحانه.

    وقال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ} صدق الله العظيم [الأعراف:180].

    غير إنّ الله لم يشترط علينا أن ندعوه في صلاتنا بجميع أسمائه الحُسنى. تصديقاً لقول الله تعالى في سورة الإسراء:
    {قُلِ ادْعُوا اللَّـهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَـٰنَ ۖ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا ﴿110﴾ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ ۖ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ﴿111﴾} صدق الله العظيم.

    ثم عَلِمْنا علم اليقين أنّ الله فرض على نبيّه خمسين صلاة في الليلة واليوم، وإنّه جعل إجمالي الركعات المفروضات تساوي عدد أسماء الله الحُسنى دون زيادةٍ أو نُقصانٍ في الركعات المفروضات جبرياً في صلوات الفرض الجبري وليس لكم خيار فمن لم يؤدِّ ما فرض الله عليه فمصيره في النار.

    والحمدُ لله الذي خفّف علينا من خمسين صلاة إلى خمس صلوات مفروضات، وقد يقول قائل: "ولماذا لا تكون ست صلوات مفروضات أو سبع أو عشر، فما هي الحكمة من أن يكون خمس صلوات مفروضات؟" ثم نرد عليه بالحقّ: لو جعلهنّ أكثر من ذلك لاختل العدد في أسمائه سُبحانه، وذلك لأنّه تم تخفيفهن إلى خمسٍ لكي يجعل الصلاة بعشر أمثالها فتعود خمسين صلاة في كتاب الله في الأجر، كذلك لتعود الركعات إلى مائة ركعة تساوي عدد أسماء الله الحُسنى.

    ولم أفتِ بأنّ الركعات مائة ركعة من غير علمٍ وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين، وهذا من ضمن البرهان لحقيقة اسم الله الأعظم إنّهُ حقاً لله مائة اسم وتعلمون منها 99 اسماً وزاد الله الإمام المهديّ المنتظَر بالبيان لاسمه الأعظم وفصلناه تفصيلاً. ألا والله لا يحاجّني في اسم الله الأعظم إلا الذين لم يعرفوا حقيقة اسم الله الأعظم وذلك لأنّ اسم الله الأعظم جعل الله فيه سرّ الحكمة من خلق عباده. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}صدق الله العظيم [الذايات:56].

    وإنّما عبادة الله هو أن تتّبعوا رضوانه وتذروا ما يسخطه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّهِ كَمَن بَاء بِسَخْطٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} صدق الله العظيم [آل عمران:162].

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل خلقنا الله من أجل الفوز بنعيم الجنة والحور العين؟ والجواب: كلا فلم يجعل الله الحكمة من خلقنا لكي يدخل عباده جنّته وآخرين ناره، بل الحكمة من خلقنا هي لنعبد نعيم رضوان الله على عباده وسوف نجد نعيم رضوان الله علينا هو حتماً لا شك ولا ريب هو النعيم الأعظم من جنته. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:72].

    ولكنّي أقسمُ بالله العظيم لا ولن يُكذّب بحقيقة اسم الله الأعظم إلا الذين لم يعرفوا قط حقيقة نعيم رضوان الله عليهم فقد جعل الله لهُ آية في أنفسهم لا ولن يعرفها إلا الذين استمتعوا بنعيم رضوانه ومن ثم يشهدون أنّه حقاً النعيم الأعظم من نعيم جنته؛ بل لا يجدون في أنفسهم مجالاً للمُقارنة شيئاً بينه وبين أي نعيمٍ آخر، فكم يتمنّون لو أنّهم يستطيعون أن يمكثوا بتلك الحال بين يدي ربهم ما تبقى من حياتهم ولكنّهم لن يستطيعوا، وإنّما ذلك لكي يعلموا الحكمة من خلقهم فيدركوا أنّ نعيم رضوانه عليهم لهو حقاً النعيم الأعظم ولذلك جعله الله سراً فلم يُنبئكم رُسله إلا بتسعة وتسعين اسماً ثم جعل الله اسمه الأعظم سراً بين العبد والربّ حتى لا يدركه إلا من عرف حقيقة رضوان ربه والذي تتجلّى فيه الحكمة من خلق عباده، وإنّما نُبيّنه من الكتاب لكي تعلموا أنّ لله مائة اسم، وأفتيتكم في حقيقة اسم الله الأعظم بأنّه ليس بأعظم من أسمائه الحُسنى سُبحانه، فلا فرق بين أسماء الله الحُسنى فهي جميعاً للواحد الأحد لا إله غيره وإنّما يوصف اسمه الأعظم بالأعظم لأنّكم حقاً سوف تجدونه نعيماَ أعظم من نعيم جنته. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:72].

    وذلك لأنّ اسم الله الأعظم جعل الله فيه صفة رضوانه على عباده فإذا اتَّبعوا رضوان الله أدركوا الحكمة من خلقهم، وإن أعرضوا عن رضوان الله عذبهم عذاباً أليماً في الدُنيا وفي الآخرة، وذلك لأنّها تتجلّى فيه الحكمة من خلقهم فإذا ألهتهم عنه الحياة الدُنيا فعنهُ سوف تُسأَلون. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ﴿1﴾ حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ﴿2﴾ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿3﴾ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿4﴾ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ﴿5﴾ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ﴿6﴾ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴿7﴾ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴿8﴾} صدق الله العظيم [التكاثر].

    فما هو النعيم الذي سوف يُسألون عنه؟ ألا وإنّه النّعيم الذي ألهاهم عنّه التكاثرُ في الحياة الدنيا فرضوا بها واطمأنّوا إليها ونسوا الله فنسيهم وعذّبهم عذاباً عظيماً، وذلك لأنّهم أعرضوا عن النعيم الذي هو أعظم من نعيم الدُنيا وأكبر من نعيم الآخرة، والله هو الرحمن وهو النعيم وجعل النعيم صفةً لرضوان نفسه على عباده يعلمه الذين اتّبعوا رضوانه ثم يمدّهم بروحٍ منه تغشى أنفسهم ثم تطمئن قلوبهم فتخشع قلوبهم فتدمع أعينهم مما عرفوا من عظمة الحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ} صدق الله العظيم [المائدة:83].

    والحقّ هو الله وما دونه باطل، وليس إنّ الله تنزّل إلى أنفسهم سُبحانه وإنّما روحٌ وريحانٌ في أنفسهم جعله الله نوراً للبصيرة فيُبصرون عظمة الحقّ والحقّ هو الله، والذين كانت قلوبهم تعمى عن الحقّ في الحياة الدُنيا فهم كذلك عُميان عن الحقّ يوم يقوم الناس لربّ العالمين، ولن تجدهم يدعون الحقّ لأنّهم لم يعرفوا الحقّ في هذه الحياة. وقال الله تعالى:
    {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلا} صدق الله العظيم [الإسراء:72].

    بمعنى من كان في هذه أعمى عن الحقّ فهو كذلك يوم القيامة أعمى عن الحقّ، وإنّما القرآن العظيم يدعو إلى الحقّ فيهديهم إلى صراط العزيز الحميد. وقال الله تعالى:
    {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ﴿1﴾ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۙ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ﴿2﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّـهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ﴿3﴾}صدق الله العظيم [محمد].

    ألا وإنّ الحقّ هو اتِّباع رضوان الله والذين اتّبعوا الباطل نالوا سخطاً من الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّهِ كَمَن بَاء بِسَخْطٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} صدق الله العظيم [آل عمران:162].

    وتعالوا لتعلموا حقيقة قول الله تعالى:
    {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} صدق الله العظيم [الإسراء:72]، بمعنى أنّه من كان أعمى عن الحقّ في هذه الحياة فهو كذلك يوم القيامة أعمى برغم أنّهم قالوا: {قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} صدق الله العظيم [الأعراف:53].

    فما هو الحقّ الذي جاء به جميع الأنبياء والمُرسلين؟ والجواب قال الله تعالى:
    {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}صدق الله العظيم [الأنبياء:25].

    فبعد الاعتراف بكلمة التوحيد إنّه لا إله إلا الله وحده لا شريك له فبقي معنى "كيف نعبد الله؟"
    وقال الله تعالى: {أَفَمَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّهِ كَمَن بَاء بِسَخْطٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ و َبِئْسَ الْمَصِيرُ} صدق الله العظيم، ولذلك تجدون الإمام المهديّ يدعوكم إلى عبادة رضوان الله حتى تبصروا الحقّ ولذلك خلقكم. وقال الله تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ} صدق الله العظيم [الأعراف:53].

    فهل ترونهم عرفوا الحقّ؟ كلا وربي، ولو عرفوا الحقّ لما قالوا:
    {فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ} صدق الله العظيم، وصدق ربي بقوله الحقّ: {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} صدق الله العظيم.

    ويا من يُحاجِجُني في عدد الركعات هل تؤمن إنّ لله مائة اسم ولذلك أمركم بخمسين صلاة وفي كُل صلاة ركعتين فرضاً جبريّاً لتصبح عدد الركعات تساوي عدد أسماء الله الحسنى في كتابه؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلِ ادْعُوا اللَّـهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَـٰنَ ۖ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا ﴿110﴾ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ ۖ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ﴿111﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    فإن أبيتَ فسوف أوجّه لك هذا السؤال ولكافة من يريد اتّباع الحقّ: فهل وجدتم أنّ صلاة القصر في مُحكم الكتاب يقصد بها الصلاة الأصل المفروضة في الكتاب؟ أم إنّه يقصد بها صلاة القصر في السفر أن تقصروها إلى ركعة؟ وقال الله تعالى:
    {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا ﴿101﴾وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ ۗ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَىٰ أَن تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ ۖ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا ﴿102﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وخلاصة القول فلنحتكم إلى كتاب الله فإذا وجدنا إن الأمر صدر بقصر صلاة السفر من ركعتين إلى ركعة فقد صدق عُلماؤكم وكذب المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني، وإن وجدنا أنّ الأمر صدر بقصر الصلاة الأصل المفروضة في كتاب الله من ركعتين إلى ركعة فقد صدق المهديّ المنتظَر وكذب الذين يقولون على الله ما لا يعلمون. وقال الله تعالى:
    {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا ﴿101﴾وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ ۗ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَىٰ أَن تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ ۖ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا ﴿102﴾} صدق الله العظيم.

    فهل الأمر وجدتموه قصر القصر، أي قصر صلاة القصر من ركعتين إلى ركعة؟ فهل فهمت الخبر يا مُشبِّب ما المقصود في مُحكم الكتاب؟ هل وجدت الأمر بقصر القصر؟ وذلك لأنّهم يقصرون صلاة القصر في السفر من ركعتين إلى ركعة فسمّوها صلاة الخوف، فأصبح الأمر قصر القصر، وحرفوا أمر الله المُحكم في كتابه فلم يأمرهم الله بقصر القصر، وذلك لأنهم يصلون صلاة القصر في السفر، وقالوا: تُقصر الصلاة الرباعية من أربع ركعات إلى ركعتين، ومن ثم قصروا صلاة القصر إلى ركعة واحدة فسموها صلاة الخوف، وحرّفوا أمر الله وهو أمر مُحكم واضح وبيّن لعالمكم ولجاهلكم بأن القصر في الأصل هو في الصلاة المفروضة من ركعتين (وهي الأصل) إلى ركعة. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا ﴿101﴾وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ ۗ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَىٰ أَن تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ ۖ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا ﴿102﴾} صدق الله العظيم.

    ولكنّي يا مُشبب القحطاني قد صدقتُك في شيءٍ واحدٍ هو إنّك حقاً لستَ بعالم؛ بل من الذين لا يعلمون، وقد تمّ نشر هذا البيان في كثيرٍ من المنتديات الإسلاميّة وإلى مُفتيي الديار فلم يتجرَّأ أحدٌ للطعن فيه أو يصفني بأنّني على الضلال ولكنّهم في حيرةٍ من الأمر.

    و اعلمْ يا مُشبب أنه يوجد في كُلّ ركعتين تشهد أوسط وتشهد أخير، فأمّا التشهد الأول فهو بعد إتمام الركعة الأولى يجلس الإمام في التشهد الأوسط، فإذا قام سلّم الجماعة في صلاة القصر، ومن ثم تأتي طائفة لم يصلّوا ذلك الفرض فيُصلّوا مع الإمام الركعة الثانية ثم التشهد الأخير ثم التسليم فيسلموا، فقسّم الله الصلاة إلى نصفين، وعدَل سُبحانه، فلم يزد الجماعة الثانية عن الجماعة الأولى بشيء من ذكر الصلاة لا في التكبير ولا في القراءة ولا في التشهد، كلا ولكن أكثركم لا يعلمون.

    ولو قد حضر لدينا أحد مُفتي الديار لكي يتمّ تفصيل صلاة الحضر لعلمت علم اليقين إنّ الصلاة حقاً ركعتين يا مُشبب، لكن عليكم أن تعلموا إنّنا إذا فصلنا بيان الصلوات في الحضر فإنهُ سوف تصبح عليكم في صلاة الحضر أمراً مفروضاً فلا خيار لي ولا خيار لكم، وليس لنا من الأمر شيء، وهيهات هيهات.. فلن أعلمكم يا معشر الأنصار بالحقّ ومن ثم أقول لكم أعرضوا عنه فلا تتبعوه حتى يصدقني علماؤكم. هيهات هيهات.. فالحقّ أحقّ أن يُتبع، وإنّما حتى أقيم الحجّة عليهم بالحقّ فتعلمون بأنّي أخرستُ ألسنتهم بالمنطق الحقّ فلم يستطيعوا أن يطعنوا في الحقّ شيئاً لكي أُعلّم المُسلمين إنّه لا يجوز التعصب في الدين فكلٌ يتبع عالِماً فيتعصب معه؛ بل من كان هو الغالب بالسلطان من بين جميع عُلماء الأمّة فعلى الآخرين اتّباعه هو وترك علماءهم الذين لم يهيمنوا عليه بالعلم والسلطان، ولم أجدهم أنكروه ولكنهم يولّون الأدبار.. فمن ذا الذي حضر إلى المنبر الحُرّ طاولة الحوار للمهديّ المنتظَر
    (موقع الإمام ناصر مُحمد اليماني) ليُهيمن على المهديّ المنتظَر بعلمٍ أهدى من سُلطان علمه وأصدقُ قيلاً؟ ويا سُبحان الله العظيم، فهذه حقيقة الرؤيا الحقّ: [وما حاجك أحد من القرآن إلا غلبته].

    ويا عُلماء أمّة الإسلام، اتّقوا الله واحضروا إلى طاولة الحوار لكي يتمّ تفصيل الصلاة في الحضر فنُفصّلها تفصيلاً فتزدادون علماً لأنّكم حاصرتموني أن أرد على السائلين في كثيرٍ من مسائل الصلاة، وذلك لأنّ البيان الحقّ للقرآن كالبُنيان يشدُّ بعضهُ بعضاً، ومن ثم توقنون أنّ الركعات حقاً هي ركعتين لا شكّ ولا ريب، فلماذا لا تجيبون داعي الله بالاحتكام إلى كتابه؟ فما خطبكم؟ وماذا دهاكم؟ فإذا كنتم ترون ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مُبينٍ أفلا تخشون على المُسلمين أن يُضلّهم ناصر محمد اليماني إذا كنتم تروننا على ضلالٍ مُبينٍ؟ أفلا يهمكم أمر المُسلمين أم أنّكم تخافون أنّ الحقوق لدينا ليست بمحفوظة؟ ونعوذُ بالله أن نكون من الجاهلين المُفترين، وعليها أمان الله من التغيير وأحذِّر جميع طاقم الإدارة من حذف بيانات العلماء الآخرين وإنّما نقوم بحذف بيانات الشياطين، فلا يزال المهديّ المنتظر مُنتظِراً لمُفتيي الديار للحضور إلى طاولة الحوار للاحتكام للذِّكر المحفوظ من التحريف رسالة الله الواحدُ القهار إلى كافة البشر.

    ويا معشر الأنصار، فليستمر التبليغ إلى كافة مُفتي الديار ومواقع خطباء المُنابر وكافة المواقع الإسلاميّة العالميّة باكتساحٍ شديدٍ معذرة إلى ربِّكم ولعلّهم يتّقون، وقد أقسم الله بالمُلقيات ذكراً عُذراً أو نُذراً تكريماً لهم من ربهم في كُلّ زمانٍ ومكانٍ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا ﴿5﴾ عُذْرًا أَوْ نُذْرًا ﴿6﴾} صدق الله العظيم [المرسلات].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا ﴿1﴾ فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا ﴿2﴾ وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا ﴿3فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا ﴿4﴾ فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا ﴿5﴾ عُذْرًا أَوْ نُذْرًا ﴿6﴾ إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ ﴿7﴾ فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ ﴿8﴾ وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ ﴿9﴾ وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ ﴿10﴾ وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ ﴿11﴾ لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ ﴿12﴾ لِيَوْمِ الْفَصْلِ ﴿13﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ ﴿14﴾ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ﴿15﴾} صدق الله العظيم [المرسلات].

    وإلى البيان
    {فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا}: وتلك هي الأنفس التي تُفرق بين الحقّ والباطل ومن ثمّ تلقي بالتبليغ للقرآن ذكراً للعالمين. تصديقاً لقول الله تعالى:{فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا ﴿5﴾ عُذْرًا أَوْ نُذْرًا ﴿6﴾ إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ ﴿7﴾ فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ ﴿8﴾ وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ ﴿9﴾ وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ ﴿10﴾ وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ ﴿11﴾ لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ ﴿12﴾ لِيَوْمِ الْفَصْلِ ﴿13﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ ﴿14﴾ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ﴿15﴾} صدق الله العظيم.

    فما هو البيان لقول الله تعالى:
    {فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا ﴿5﴾ عُذْرًا أَوْ نُذْرًا ﴿6﴾}: أي معذرةً إلى ربِّكم أنّكم بلَّغتم فأنذرتم الناس بذكر ربَّهم رسالة الله إليهم كافة نذيراً للبشر لمن شاء منهم أن يتقدّم أو يتأخر.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخو المؤمنين بالقرآن العظيم الإمام المهديّ؛ ناصر محمد اليماني.
    _____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 103318 من موضوع من أسرار الكتاب المكنون لنشأة الكون ..

    - 9 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    26 - 09 - 1431 هـ
    04 - 09 - 2010 مـ
    11:54 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ


    بيان حقيقة الكتاب المُبين الذي فيه مفاتيح الغيب ويخصّ علّام الغيوب ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين جدّي النبيّ الأميّ الأمين وآله الأطهار والسابقين الأنصار في الأوّلين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدّين..

    أحبتي في الله، إنّه يوجد كتابٌ يُسمَّى (الكتاب المبين) خلقه الله من بعد العرش العظيم؛ بل هو أوّل شيءٍ خلقه اللهُ والقلمَ من بعد عرشه العظيم، فأمر القلم أن يكتب فنطق القلم وقال: وما أكتب؟ قال: اكتب شيئاً ليس كمثله شيءٌ ولا قبله شيءٌ: ((اللَّـه النّعيم الأعظم))

    ، ثمّ كتب الذي ما هو دون ذات الله سبحانه سدرة المُنتهى العرش العظيم، ثمّ كتب ما هو دون سدرة المُنتهى وهي جنّة المأوى عرضها كعرض السماوات والأرض، ثمّ الذي يليه ثمّ الذي يليه ثمّ كتب ما كان وما سيكون من الأحداث الصُغرى والكُبرى إلى يوم الدّين تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ثمّ استنسخ فيه علم غيب؛ أعمال عبيده أجمعين، تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [يس].


    وذلك لأنّ أصحاب النّار جميعاً سيَرفعُ كُلُّ واحدٍ منهم قضيةً على ما كتبه عليه الملك عتيدٌ فيُنكرون جميعاً ما عملوه من السوء ويبدأون في الإنكار من بعد موتهم مباشرةً ويوم القيامة وقال الله تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ ۖ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ ۚ بَلَىٰ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [النحل].


    والإنكار منهم حدث مباشرةً من بعد موتهم حين توفاهم المَلَكُ عتيدٌ ومساعده المَلَكُ رقيبٌ فأنكروا جميع أعمال السوء التي كتبها عليهم الملك عتيدٌ وقالوا: {مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ} . ومن ثمّ ردّ عليهم المَلَك عتيدٌ والشاهد على براءته من الإفك الملك رقيبٌ ردّوا على المُنكرين لأعمال السوء التي كتبها الملك عتيدٌ وقالوا: {بَلَىٰ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم.


    بمعنى أنّهم ردُّوا الحُكم إلى علّام الغيوب الذي عَلِمَ المُستقدِمين من عباده وعَلِم المستأخِرين وعَلِم بما سوف يعملون في عِلم الغيب من قبل أن يخلقهم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ ﴿٢٣﴾ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [الحجر].


    حتى إذا جاءوا ربَّهم يوم الدّين وهم السائق وخصمه والشاهد، فأمّا السائق فهو الملك عتيدٌ يسوق خصمه الإنسان إلى الله ليحكم بينهما هل ظلم عتيدٌ الإنسانَ في شيءٍ وكَتب عليه ما لم يفعل ؟ وأمّا الشاهد فهو الملك رقيبٌ كونه كان حاضراً حين فَعَل الإنسانُ السوءَ غير أنّه ليس مُكلَّفاً بكتابة أعمال السوء ولذلك أصبح دوره شاهداً بالحقّ، ولكنّ الإنسان من الذين ظلموا أنفسهم ينكر ما كتبه عليه الملك عتيدٌ من السوء وكذلك يطعن في شهادة الشاهد الملك رقيب، ومن ثمّ يُخرج الله الكتاب المُبين كتاب عِلم الغيب الذي يخصه سبحانه وتعالى علواً كبيراً وقال الله تعالى: {هَـٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [الجاثية].


    وبما أن العبيد أصحاب أعمال السوء يعلمون أنّ الملك عتيداً وشاهده رقيباً لم يظلموهم شيئاً حتى إذا وَضع اللهُ كتابَه تنزّل من ذات العرش لكي تتمّ المُطابقة بين ما فيه من علم الغيب للأعمال وبين ما في كتاب الملَك عتيد، وبما أنّ أصحاب أعمال السوء يعلمون أنّ الحفظة لم يظلموهم شيئاً ولذلك فهم مشفقون في أنفسهم مما فيه وقال الله تعالى: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [الكهف].


    وإنّما قال المُجرمون ذلك في أنفسهم ولم تنطق به ألسنتهم بل قالوا في أنفسهم: {يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا}، ولكنهم لم يجدوا غير الاستمرار في الإنكار بأنّهم لم يعملوا شيئاً من السوء فيحلفون بالله للهِ ظناً منهم أنّ الذي كتب ذلك الكتاب المُبين إنّما هو مَلَكٌ آخرُ كمثل الملَك عتيد، فلم يعلموا أنّ الذي كتب الكتاب المُبين أنّه الله علّام الغيوب الذي علِم بما سوف يفعلون من السوء من قبل أن يفعلوه، وبما أنّهم لا يعلمون أنّ الكتاب المبين يخصّ الله فطعنوا في صحته وحلفوا لله بالله وقال الله تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّـهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ ۖ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [المجادلة].


    ومن ثمّ يزداد غضب الله عليهم فيَختِم على أفواههم لتتكلَّم أيديهم وأرجلهم وجلودهم بما كانوا يعملون وقال الله تعالى: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿٦٥﴾} صدق الله العظيم [يس].


    ومن بعد أن تشهد عليهم أطرافهم فهُنا يئسوا أنّهم يستطيعون الاستمرار في الإنكار، ثمّ يُطلِق الله أفواههم لكي يُخاطبوا أيديهم وأرجلهم وجلودهم وقال الله تعالى: {وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا ۖ قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّـهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٢١﴾} صدق الله العظيم [فصلت].


    ومن ثمّ خاطبهم الله تعالى وقال علّام الغيوب: {وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَـٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّـهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٢٢﴾} صدق الله العظيم [فصلت].


    ومن ثمّ يَصدر الأمر من الله الواحد القهّار إلى الملَكين الموكلين بالإنسان من البداية إلى النهاية وهم رقيبٌ وعتيدٌ، ثمّ يقول الله للملَك عتيدٍ والملَك رقيبٍ: {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ﴿٢٤﴾ مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ ﴿٢٥﴾ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [ق].


    ولكن الشيطان لا يزال في جسد ذلك الإنسان فهما روحان في جسدٍ واحدٍ وهم في العذاب مشتركون، ففزع الشيطان قرين الإنسان حين سمع الرحمن أصدر الأمر إلى الملكين عتيد ورقيب: {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ﴿٢٤﴾ مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ ﴿٢٥﴾ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم.


    ومن ثمّ نطق الشيطان قرين ذلك الإنسان مُحاولاً تبرئة نفسه وقال الله تعالى: {قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَـٰكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ﴿٢٧﴾ قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ ﴿٢٨﴾ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ﴿٢٩﴾ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ ﴿٣٠﴾ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴿٣١﴾ هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ﴿٣٢﴾ مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ ﴿٣٣﴾ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ﴿٣٤﴾ لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴿٣٥﴾ وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِن مَّحِيصٍ ﴿٣٦﴾ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [ق].


    ومن ثمّ يقول الإنسان لقرينه الشيطان الذي أضلَّه عن الصراط المستقيم في الحياة الدنيا: {قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ} صدق الله العظيم [الزخرف:38].


    وذلك لأنّه مسٌّ في جسده متلازمان فهما في العذاب مشتركان، ولا نقصد مسوس المرضى الذين يُمرِضهم الشياطين الذين ابتلاهم الله من المؤمنين فلا نقصد هذا النوع من المسّ؛ بل يقصد الله مسّ الإيقاض بسبب الغفلة، ولا نقصد به مسوس المرضى على الإطلاق من المؤمنين الذين تؤذيهم مسوس الشياطين بل نقصد مسّ إيقاض، وهو الشيطان الذي يقيّضه الله للإنسان الذي يُعرِض عن ذِكره فيعيش في غفلةٍ عن ذِكر ربّه وقال الله تعالى: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴿٣٦﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٧﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].


    ولذلك قال الإنسان لقرينه الشيطان : {قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ}.


    وقال الله تعالى: {إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [ق].


    اللهم قد بيَّنت اللهم فاشهد، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    مُعلِّم البيان الحقّ للقرآن بالقرآن؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ____________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 7064 من موضوع القرآن رسالةٌ شاملةٌ للثقلين ويحوي مفاتيح الغيب كلها من الأحداث العظمى الهامّة من البداية إلى النهاية ..

    - 3 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    04 - 05 - 1426 هـ
    11 - 06 - 2005 مـ
    ـــــــــــــــــــــ



    {وَعِبَادُ الرَّحْمَـٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} صدق الله العظيم ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    {وَعِبَادُ الرَّحْمَـٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴿٦٣} صدق الله العظيم [الفرقان]، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أجمعين، أما بعد..

    لقد كنتُ في البلاد وليس لدينا في البادية إنترنيت، لذلك تأخّر ردّي على الذي وصف خطاباتي بالخزعبلات فأقول: عفى الله عنك أخي العزيز فهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟

    إنما يتذكّر أُولو الألباب، فمن تدبّر خطابي وهو يريد أن يفهم قال: ربّ زدني علماً، كان حقاً على الله أن يجعل له فرقاناً، وذلك نورُ روحٍ من الله تهبط إلى القلب ذلك عقل مطّور ومجهرٌ مُكَبِّرٌ يرى به مثاقيل الذرة من الذنوب كأعظم الجبال، وصار له قلب يعقل ويُميّز الحقّ من الباطل.

    وذلك هو معنى قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّـهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا} صدق الله العظيم [الأنفال:29]، ذلك هو نور البصيرة في قلوب المؤمنين، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نورٍ: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴿٤٦} [الحج].

    هل يستوي الأعمى والبصير والظلمات والنور والظلّ والحرور؟ وما أنت بمسمع من في القبور، فما خطبك يا رجل هل تريد أن تدحض الحقّ بالباطل وتجادل في الله بغير علمٍ ولا هُدًى ولا كتابٍ منير؟ وأنا لم أُنكر أحاديث رسول الله بل أُنكر ما خالف القرآن جملةً وتفصيلاً، فأقول هذا ليس عن رسول الله فلا ينبغي لأحاديث رسول الله أن تخالف حقائق هذا القرآن العظيم؛ بل تزيده بياناً وتوضيحاً لتبين للناس ما نُزِّل إليهم؛ بل وجدتُ تناقضاً بين الأحاديث نفسها وما كان لرسول الله أن يقول حديثين متناقضين، بل وجدت تناقضاً في أحاديث مشهورة لدى المسلمين، وأذكر اثنين منها من أحاديث الشفاعة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    [يا فاطمة بنت محمد اعملي فلا أُغني عنك من الله شيئاً] صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    ولكنّي وجدت له نقيضاً حديثاً آخراً في الشفاعة طويلاً قال:
    [أنا لها أنا لها]! فكيف لنا أخي العزيز أن نعرف أيُّهم حقّ وأيّهم باطل مفترًى؟ هلّم إلي لأعلمك الحقّ منهم إن كنت تريد الحقّ ولا ينبغي لي أن أقول هذا حقّ وهذا باطل بالظنِّ فالظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً؛ بل أحتضن الحديث إليّ مع راويه وإذا كان من عند غير الله فسوف أجد بينه وبين القرآن اختلافاً كثيراً، ولأنّي من أولي الأمر منكم تعال لأستنبط لك من القرآن أيّهم الحقّ من هذين الحديثين المتواترين تقريباً، فما وجدته زاد القرآن توضيحاً فهو عن رسول الله، ثم عليك أن تعلم أني لا أحكم بالقياس بل سوف أستنبط لك آيةً في نفس الموضوع لا تحيد عنه قيد شعرة. قال تعالى:
    {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وقال تعالى:
    {لِيَقْطَعَ طَرَ‌فًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُوا خَائِبِينَ ﴿١٢٧﴾ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ‌ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ﴿١٢٨﴾ وَلِلَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْ‌ضِ ۚ يَغْفِرُ‌ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿١٢٩﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وحين نزل جبريل بهذه الآية على رسول الله وهو في مجلسه الموقر بين صحابته ثم نادى محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - على مسمع من صحابته المكرمين، فقال:
    [يا فاطمة بنت محمد]، فقالت من وراء الحجاب: "لبيك أبتي"، قال: [اعملي فلا أُغني عنك من الله شيئاً] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

    فهو يريد أن يُسمع الصحابة أنه لا يستطيع أن يشفع لابنته فكيف يشفع لأمّته؟ بل يريد اليهود أن نُبالغ في رسول الله بغير الحقّ كما بالغت النّصارى في المسيح ابن مريم، بل الشفاعة لله جميعاً وسرها عظيم لا يعلم بسرّ الشفاعة إلا عبد واحد فقط من عباد الله وهو الذي يحيطه الله بالوسيلة، وإنّما رسول الله قال: وأرجو أن يكون أنا. فهذا العبد لا يعرفه حتى رسول الله لذلك قال: أرجو أن يكون أنا، فهذا العبد مجهولٌ لا يعلم بسرّه إلا الحي القيوم. وقال تعالى:
    {يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّ‌حْمَـٰنُ وَرَ‌ضِيَ لَهُ قَوْلًا ﴿١٠٩﴾ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ﴿١١٠﴾ وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا ﴿١١١﴾} صدق الله العظيم [طه].

    وإنّ الله لا يقصد نفسه بقوله ولا يحيطون به علماً؛ بل هذا العبد الذي أذن له الرحمن ورضي لهُ قولاً، فهذا شأن الله يأذن لمن يشاء وما كان لعبدٍ أن يتجرأ بين يدي الله فيقول شفِّعني، بل خشعت الأصوات للحي القيوم لا تسمعُ إلا همساً، فهنا وجدنا الحديث الحقّ قد توافق مع ما جاء في القرآن، أما الباطل فقد وجدناه اختلف مع القرآن ومع الحديث الحقّ عن رسول الله في أمر الشفاعة، فيا عجبي لأمّةٍ تروي أحاديث متناقضة، ولو تدبّروا القرآن لاستطاعوا أن يُميِّزوا بين الحقّ والباطل، وسوف يجدون بين القرآن وبين الحديث الذي من عند غير الله اختلافاً كثيراً، ومعنى قوله (من عند غير الله)؛ أي اليهود وأولياؤهم الشياطين الذين جاءوا إلى رسول الله. قال الله تعالى:
    {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَ‌سُولُ اللَّـهِ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَ‌سُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].

    وقد أضلّوا المسلمين عن طريق الحديث حتى ردّوهم من بعد إيمانهم كافرين أولئك هم الفريق الذي حذّر الله منهم المسلمين. وقال تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِ‌يقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُ‌دُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِ‌ينَ ﴿١٠٠﴾ وَكَيْفَ تَكْفُرُ‌ونَ وَأَنتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّـهِ وَفِيكُمْ رَ‌سُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّـهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٠١﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وقال تعالى:
    {أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقُرْ‌آنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختلافا كَثِيرً‌ا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ‌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَ‌دُّوهُ إِلَى الرَّ‌سُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ‌ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ومعنى قوله:
    {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ‌ مِّنَ الْأَمْنِ} أي حديث عن رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فمن أطاع الله ورسوله يأتي يوم القيامة آمناً من عذاب الله.

    ومعنى قوله:
    {أَوِ الْخَوْفِ} وهو من أطاع اليهود الشياطين يأتي خائفاً يوم القيامة بل أفئدتهم هواء من الخوف.

    ومعنى قوله:
    {أَذَاعُوا بِهِ} وهو اختلاف المسلمين في هذا الحديث الوارد عن رسول الله، فطائفة تقول إنّه عن رسول الله والأخرى تنكره وأنه ليس من رسول الله.

    ومعنى قوله:
    {وَلَوْ رَ‌دُّوهُ إِلَى الرَّ‌سُولِ} أي إلى أحاديث رسول الله هل يختلف هذا الحديث معها في شيء.

    ومعنى قوله:
    {وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ‌ مِنْهُمْ} وهم الراسخون في العلم الذين يؤتيهم الله علم الكتاب فيستطيعون أن يستنبطوا الحكم من آيات القرآن الحكيم فيجدوا في القرآن ما يخالف هذا الحديث إنْ كان من عند غير الله ورسوله، أو يستنبطوا آياتٍ تتفق مع هذا الحديث فتصبح برهاناً بأن هذا الحديث من عند الله ورسوله.

    ومعنى قوله:
    {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} فهنا البشرى الكبرى بالمنقذ للناس أجمعين من الشيطان الرجيم فلا يتّبعه إلا أولياؤه الذين يعلمون أنّهُ الشيطان الرجيم ويكفرون بالحقّ وهم يعلمون أنه الحقّ وهم للحقّ كارهون أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون، وقد جاء الحقّ ولكن أكثركم لا يعلمون يجادلون بالباطل ليُدحضوا به الحقّ وهم لا يعلمون، ومن أصدق من الله قيلاً؟ فبأي حديثٍ بعده يؤمنون؟

    وإذا وقف القمر أمام الشمس في الكسوف القادم في أول رمضان (1426) فسوف تعلمون من أكون وتلك آية من ربّ العالمين لعلكم تؤمنون بالحقّ، وإنّ اكثركم للحقّ كارهون. وما يدريني بأنّ القمر سوف يقف أمام الشمس بل ذلك هو معنى قوله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ‌ إِلَىٰ رَ‌بِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا ﴿٤٥﴾ ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرً‌ا ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    وهذه الآية نزلت بعد كسوف الشمس في عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وكان رسول الله لأول مرة يُشاهد كسوف الشمس فقال تعالى مخاطباً نبيّه:
    {أَلَمْ تَرَ‌ إِلَىٰ رَ‌بِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ} ومعروف أنّ الظلّ هو ظلّ الشيء الذي يحجب ضوء الشمس وهو القمر، فكانت مكة في مخروط ظلّ القمر في ذلك الكسوف ثم قال: {وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا} وذلك تثبيت القمر أمام الشمس عند مروره مطابقاً لها حتى إذا حجب ضوء الشمس فيرى أهل مكة وما جاورها القمر يحجب ضوء الشمس، ثم يثبته الله بقدرته كن فيكون، ومعنى قوله: {ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا} وذلك لأنّ الشمس كشفت القمر للناس لأنه مرّ أمامها فحجب ضوءها فدلّ على مرور القمر أمام الشمس، ثمّ يسكن أمام الشمس حتى تظلّ مكة وما جاورها في مخروط الظلّ إلى ما شاء الله من الوقت، {ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرً‌ا} وهنا تخضع أعناق الجبابرة وهم صاغرون.

    فبالله عليكم يا معشر المسلمين كيف أخبركم من أكون وقد حرّمتم علي أن أعرّفكم بنفسي، ولو عرّفتكم بنفسي لكذبتموني، وإن توعدكم الله بالعذاب سوف تقولون سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين، فيا عجبي لأمركم! وهل ينفع الإيمان حين نزول العذاب لذلك سوف يعرفكم بشخصيتي بينكم الشمس والقمر إن كنت حقاً من الصادقين، والحمد لله الذي جعل اسمي صفتي وخبري فيغنيني عن التعريف، وجزى الله هذا المنتدى بخير ما جزى به عباده الصالحين فإن كنت كاذباً فعلي كذبي.

    يا أيها الناس لا آمركم إلا ما أمركم به محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وجميع
    النَّبِيِّينَ من ربّهم أن تعبدوا الله وحده لا شريك له لعلكم تفلحون، وما يؤمن أكثركم إلا وهم بربّهم مشركون، فما لكم لا ترجون لله وقاراً وقد خلقكم أطواراً وفضلكم على كثيرٍ من الخلائق تفضيلاً، وكان الإنسان لربه ظهيراً.

    وأوصيكم بكتاب الله وسنّة رسوله إلا ما اختلف منها مع القرآن فاستمسكوا بالقرآن ومن أصدق من الله قيلاً؟ ولا حاجة لي بنصركم بل الله هو من ينصرني ويظهرني ولو كره المشركون، إنَّ الله لا يُخلف الميعاد، إنّ الله مُتمّ نوره ولو كره المشركون:
    {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّـهُ ۖ وَاللَّـهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴿٣٠‏} [الأنفال].

    وأرجو أن يضاف هذا الخطاب إلى ما سلف وأنا مسافرٌ إلى البادية إن شاء الله، وسوف نلتقي قريباً بإذن الله، فلننتظر شهادة الشمس والقمر بإذن الله في أول رمضان (1426) الموافق (2005) في عامكم هذا بإذن الله، فلا تقولوا أنت فلان بل ننتظر القمر والشمس بإذن الله، وليست المُعجزة معرفة ميعاد الكسوف فأنتم تعلمون ميعاد الكسوف والخسوف بالدقيقة والثانية بل المُعجزة في توقف القمر أمام قرص الشمس وأنتم تشهدون، ولسوف تشهدون ما تشهدون ولله الأمر من قبل ومن بعد، والله على كلّ شيء قدير، والسلام على من اتّبع الهدى.

    أخوكم في الله المحب لأولياء الله وخاتم خلفاء الله أجمعين الناصر لخاتم النَّبيّين؛ ناصر محمد اليماني ..
    ___________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 5426 من موضوع الرّدود على من يصف نفسه بـ ( حب الله ورسوله ) .. ( لم يفتِه الله لحكمةٍ هي في صالحه ونُصرةً له، وإنّما ابتعثني الله لإثبات مصداقيّة محمّد رسول الله .. )


    - 1 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    30 - صفر - 1430 هـ
    25 - 02 - 2009 مـ
    01:42 صباحًا
    ( حسب التوقيت الرسمي لأمّ القرى )
    ـــــــــــــــــــــ



    الرّدود على من يصف نفسه بـ ( حب الله ورسوله ) ..
    لم يفتِه الله لحكمةٍ هي في صالحه ونُصرةً له، وإنّما ابتعثني الله لإثبات مصداقيّة محمّد رسول الله ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسَلين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدّين، وبعد ..

    أخي الكريم يا من تصف نفسك أنّك تُحبّ الله ورسوله. قال الله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ} صدق الله العظيم [آل عمران:31].

    وإنّما يأتي المهديّ المنتظَر يدعو النّاس إلى اتِّباع كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، بمعنى أنّ المهديّ المنتظَر يبتعثه الله ناصرًا لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وفي ذلك تكمن الحكمة من التواطؤ في اسمي للاسم (محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ولم يقُل عليه الصلاة والسلام اسمه اسمي واسم أبيه اسمُ أبي؛ بل الحديث الحقّ: [يواطئ اسمه اسمي].

    أخي الكريم إنّ في التواطؤ لَحكمةٌ بالغةٌ بإذن الله، ولذلك لا ينبغي أن يكون اسم المهديّ المنتظَر(محمد) فتذهب الحكمة من التواطؤ؛ بل التواطؤ للاسم (محمد) يأتي في اسم المهديّ (ناصر محمد)، وجعلَ الله التواطؤ للاسم (محمد) في اسمي في اسم أبي (ناصر محمد)، وذلك حتّى يحمل الاسم الخَبَر وراية الأمر (ناصر محمّد)، وذلك لأنّ الله لم يجعلني نبيًّا ولا رسولًا، بل ابتعثني نُصرةً لما جاء به محمدٌ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ليجعلني ناصرًا لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وبذلك تقتضي الحكمةُ من التواطؤ لاسم محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في اسم المهدي (ناصر محمد) ليكون ناصرًا لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فيحمل الاسم الخبر.

    أما بالنسبة لكتمان عِلم أصحاب الكهف عن رسوله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وذلك لتكون معجزةً للتصديق حتى لا يُقال وَجَدَهُم محمدٌ رسول الله في كهفهم، وذلك لأنّهم موجودون في عصره في كهفهم، ولذلك لم يُفتِه الله لحكمةٍ هي في صالحه ونُصرةً له، وإنّما ابتعثني الله لإثبات مصداقيّة محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وأنّه حقًّا تلقّى القرآن من لدُن حكيمٍ عليمٍ، وجعلهم الله من أحد أشراط السّاعة الكُبرى. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ ۖ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا ۖ رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ ۚ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا ﴿٢١﴾ سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا ﴿٢٢﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    والدّليل أنّ الله لم يُحِط رسوله بعدّتهم وقصّتهم هو قول الله تعالى: {وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا} صدق الله العظيم، أي لا يستفتي فيهم من أهل الكتاب أحدًا، وقد جاء بيان سرِّهم والكذب حباله قصيرة، فلماذا لا تُوجَّه رسالةٌ من هيئة كبار العلماء إلى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح فيقولون له أنّه يوجد رجلٌ يُدعى ناصر محمد اليماني ويدَّعي أنّه الإمام المهديّ، ويخبر بتابوت السكينة وأنّ فيه جسد المسيح عيسى ابن مريم وحوله أصحاب الكهف ثلاثة ورابعهم كلبُهم، وورقِهِم في جيوبهم عملةٌ قديمةٌ، وكلبهم باسطٌ ذراعيه بالوصيد، أجسامهم عمالقةٌ ضخمةٌ كأنّهم أعجاز نخلٍ، مَثَلُ أجسادهم كمثل أجساد قوم عادٍ زادهم الله في الخلق بسطةً؟ وتطلب هيئة كبار العلماء من الحكومة اليمنيّة أن تكشف لهم حقيقة المدعو ناصر محمد اليماني هل جاء بالحقّ أم كان من اللاعبين؟ والكذب حباله قصيرة.. وأنّه يقول: إنّهم في اليمن في محافظة ذمار في قرية الأقمر بكهفٍ بجانب قرية الأقمر على مقربةٍ من البيوت؛ على مقربةٍ من بيت رجل يُدعى محمد سعد، وفتحة الكهف شمال غرب. فليهدموا البناء الذي بتجويف الكهف الخارجي ثمّ يقومون بهدم الجانب الأيسر منه ومن ثمّ تنكشف لهم فجوة أصحاب الكهف فيطّلعون عليهم، ولا داعي للفرار منهم بعد أن وصفنا لكم ضخامة أجسادهم، وذلك لأنّهم من الأمم الأولى كمثل قوم نوحٍ وعادٍ من الذين زادهم الله بسطةً في الخلق على الأمم من بعدهم؛ بل كانوا يتعمّرون أكثر من ألفي سنة، وليس أطول واحدٍ في العالم إلا كطول ساق أحدهم. فإذا لم تجد الحكومة اليمنيّة ما يقوله ناصر محمد اليماني حقًّا على الواقع الحقيقي فعند ذلك تصفني بالكذّاب وبالدجّال وبكل ما تُريد يا من تزعم أنّك تحبّ الله ورسوله وإنّك للحقّ لمن الكارهين، ولو كنتَ من أهل العلم والحكمة لما حكمت علينا بأنّي كذّاب ودجّال من قبل أن تحاورني، بل ردّك الأول علينا بوصفنا بالكذب والدجل وأنت لم تحاورنا بعد حتى يتبيّن لك أمرنا، إذًا أنت لم تستمع القول إلى آخر ما عندي في النقطة التي نتحاور فيها وبعد الاستماع إلى علومي في ذلك الشأن ومن ثمّ تحكم علينا من بعد انتهاء الحوار، إذًا ما دمت حكمت علينا من قبل الحوار فأنا سوف أحكم عليك أنت بالحقّ أنّك لست من أولي الألباب من الّذين قال الله عنهم في محكم الكتاب: {فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    ولكن المُستعجلين دائماً يتسرّعون في الحكم بغير الحقّ، بل من قبل الحوار تجدهم يصدرون فتواهم بالحكم بغير الحقّ من قبل الحوار، فهل لأنّي قلتُ إنّ علم أصحاب الكهف اختصّ الله به الإمام المهديّ ليثبت حقيقة الرسالة التي أتى بها خاتم الأنبياء والمُرسَلين فسوف تحرقون الأرض أنت وأمثالك! فكيف تقول أنّك أعلم من محمدٍ رسول الله؟ قاتلكم الله أنى تؤفكون. إذًا لماذا رضيتُم أن يكون الإمام المهديّ إمامًا لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ فهل تُحَقِّرون من شأنه وتبالغون في محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وتفرِّقون بين رسُل الله؟ وأنا أولى منكم بمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بالحُبّ والقُرب والاتّباع والنُصرة لكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ.

    أمّا أنتم، فأقسمُ بربي لو آتيكم بألف دليلٍ من مُحكم القرآن العظيم لعمدتم إلى ما يُخالفه من أحاديث اليهود وقبيله الشيطان الرجيم فتُجادلون بالباطل لتدحضوا به الحقّ، وسوف أقول لك يا هذا إن كنت ترى نفسك كفؤًا للإمام المهديّ فلا تكن جبانًا، فليستمر الحوار نقطةً نقطةً، فإمّا أن تُثبت أنّ ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مبينٍ فتنقذ النّاس من ضلاله ولك أجرٌ عظيم عند الله شرط أن نحتكم إلى كتاب الله أولًا فإذا لم نجد فمن سنّة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله سلّم.

    وأمّا أصحاب الكهف فأنا لم أقُل أنّهم اِثنان وهذا من أوّل افتراءاتك علينا بغير الحقّ، وذلك لأنّك قرأت البيان بتكبّرٍ وغرورٍ فلم تتبيّن ما قال ناصر محمد اليماني في شأنهم، فلم أقُل أنّهم اثنان بل هم ثلاثةٌ ورابعهم كلبهم، وليس هذا القول رجمًا بالغيب بل الرجم بالغيب الأقوال التي قيلت من قبل. وهم من قوم رسول الله إلياس وإخوته الفتية الذين صدّقوا بشأنه؛ إدريس واليسع، فجعلهم الله وزراء رسول الله إلياس.

    ويا أخي، الحمدُ لله أنّ الله سوف يبعثهم في عصري وعصركم ولكن بعد مجيء كوكب العذاب فمن ثمّ يبعث الله الرقيم وأصحاب الكهف، وإنّما أريد أن تعثروا عليهم لعلّكم توقنون، ولن يتمّ استخراجهم من مكانهم إلى أجلهم المسمى قريبًا، وإنّما قلنا تصويرهم عبر القنوات الفضائيّة ونقل صورهم للعالمين حتى حين بعثهم لعلكم توقنون بالحقّ.

    ويا سبحان الله! أتجادلُني في شيءٍ ملموسٍ؟ والكذب حباله قصيرة... ولكن هذا أمر لا يتمّ عن طريق عدّة أشخاص، بل لا بُدّ أن تُكلِّف الحكومة اليمنيّة لجنة لتقصي الحقيقة مؤيّدة بأطقمٍ مُسلَّحةٍ، وأمّا مجموعات من النّاس فلن ينجح الأمر وسوف يجدون قومًا لا يُفرِّقون بين الحمير والبعير ولا بين الحقّ والباطل ولن يرضخوا إلا لأطقمٍ مُسلَّحةٍ ولجنةٍ على مسمع ومرأى، وهكذا يتمّ كشف الحقيقة للناس، وأمّا سبب منعهم هو لأنّهم يظنون أنّ الباحث أو جماعة البحث سوف ينهبون كنوزهم ولذلك يمنعون ولا يصدقون بهذا الأمر شيئًا، إذًا الحلّ هو في يد هيئة كبار العلماء يطلبون ذلك من الحكومة اليمنيّة وهي سوف تُنَفِّذ طلبهم، ويقولون نريد أن نعلم علم اليقين هل الإمام ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظر أم كذابٌ أشِرٌ؟ وإن أبيتُم لا هذه ولا هذه فلا صدّقتم ولا اهتمَمْتُم ولا بحثتُم عن الحقّ وأعرضتم واستكبرتم فسوف يُظهرني الله عليكم بكوكب سقر - وهو ذاته الكوكب العاشر لوّاحة للبشر من حينٍ إلى آخر - في ليلةٍ وأنتم صاغرون، فافتح هذا الرابط أخي الكريم.

    وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربّ العالمين.


    اقتباس المشاركة 5434 من موضوع إلى كلّ مؤمنٍ بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ ..


    - 3 -
    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    23 - صفر - 1430 هـ
    18 - 02 - 2009 مـ
    10:15 مساءً
    ( حسب التوقيت الرسمي لأم القرى )

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://albushra-islamia.com/showthread.php?p=462
    ــــــــــــــــــــــ


    إلى كلِّ مؤمنٍ بالقُرآن العظيم ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسَلين محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم والتّابعين للحقّ إلى يوم الدّين، وبعد..

    يا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة من الذين فرّقوا دينهم شيعًا وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون، ويا معشر أتباعهم من المسلمين، إنّي الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أوجّه إلى جميع المسلمين سؤالًا أريد الإجابة عليه عاجلًا، وهو:

    هل تؤمنون بالقرآن العظيم الذكر المحفوظ من التحريف رسالة من الله خاصةً إلى كلّ إنسانٍ منذ مَبعَث محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلى يوم الدّين؟ ومعنى قولي خاصةً إلى كل إنسانٍ هو تصديقٌ لقول الله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [التكوير].

    ويا أمّة الإسلام لقد ابتعثني الله إليكم فاصطفاني خليفةً لَكُم لأحكم بما أنزل الله على محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولم يجعلني نبيًّا ولا رسولًا؛ بل ابتعثني ناصرًا لدعوة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولذلك واطأ اسم محمد في اسمي ( ناصر محمد )، وجعل قدر التواطؤ للاسم محمد في اسمي في اسم أبي وذلك لكي يكون في اسمي خبر ما جئتكم به ( ناصر محمد ) أفلا تتّقون؟

    ويا معشر المسلمين لم يجعل الله الحجّة عليكم في تصديق علمائكم بل جعل الله الحجّة عليكم الآيات المحكمات البيِّنات أمّ الكتاب في القرآن العظيم يفقههنّ ويفهمهنّ ويعلمهنّ كلّ ذي لسانٍ عربيٍ مبينٍ، لا يزيغُ عنهن إلا هالكٌ ظالمٌ لنفسه.

    وسوف أقوم بوضع السؤال ثمّ بوضع الجواب من الله مباشرةً بآياتٍ مُحكَماتٍ بيّناتٍ، فمن كذَّب بهنّ فقد كذَّب بكلام الله وأهلك نفسه.

    ســ 1 : هل القرآن رسالةٌ شاملةٌ لكافة قرى البشريّة إلى يوم الدّين؟
    جــ 1 : قال الله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّـهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿١٥٨﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وقال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [سبأ].

    ســ 2 : وهل يمكن أن يعذِّب الله النّاس من غير إقامة الحجّة ببعث الرسل؟
    جــ 2 : قال الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15].

    ســ 3 : وهل إذا كذّبت كافة قرى البشريّة بذكرهم القرآن العظيم رسالة الله الشاملة إليهم أجمعين فهل سوف يعذِّب كافة قرى العالمين؟
    جــ 3 : قال الله تعالى: {وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ســ 4 : ما دام العذاب قبل يوم القيامة فهل هذا شرطٌ من أشراط السّاعة الكبرى؟ وبمَ سوف يُعذبهم؟
    جــ 4 : قال الله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ ﴿٢٧﴾ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ ﴿٢٨﴾ لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ ﴿٢٩﴾ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ﴿٣٠﴾ وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ۙ وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ۙ وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ ۙ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّـهُ بِهَـٰذَا مَثَلًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّـهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ ﴿٣١﴾ كَلَّا وَالْقَمَرِ ﴿٣٢﴾ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ﴿٣٣﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ﴿٣٤﴾ إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ ﴿٣٥﴾ نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ ﴿٣٦﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [المدثر].

    ســ 5 : وهل نار الله سقر هي اللوّاحة للبشر من عصرٍ إلى آخر؟ وذلك لأنّ معنى لوّاحة للبشر أي أنّها تظهر لهم من عصرٍ إلى آخر، فهل كوكب العذاب الذي تُنذر النّاس به هو كوكب النّار؟ بمعنى هل سوف يهلك الكفار بالبيان الحقّ للذكر بكوكب النّار سقر؟ بمعنى هل هو العذاب الذي وعد الله به الكُفار قبل يوم القيامة أي قبل أن يدخلوا فيها فسوف يهلكهم الله بها قبل يوم القيامة؟ وهل لديك دليلٌ قطعي لا يحتمل الشكّ لمن كان يؤمن بالقرآن العظيم فتأتينا به من محكم القرآن يفهمه كلّ مؤمن بالقرآن العظيم فيعلمون أنّ كوكب العذاب هو كوكب النّار يمرّ على البشر قبل يوم القيامة؟
    جــ 5 : قال الله تعالى: {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ ۚ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴿٣٧﴾ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٣٩﴾ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    {بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم.
    {بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم.
    {بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم.

    ويا أمّة الإسلام يا حُجّاج بيت الله الحرام من الذين مَنَّ اللهُ عليهم بعلم الإنترنت العالميّة فاستخدموه كما يحبّه الله ويرضاه لنشر دينهم وبلاغِ أمرهم وتعليم أمّتهم، إنّما خاطبناكم مباشرةً من كلام الله ولم آتِ بشيءٍ من عندي حتى إذا كذّبتم فقد كذّبتم بالقرآن العظيم.

    ولربّما يودّ أحد أهل العقول المفكرين أن يقول: "يا ناصر محمد اليماني يا من تزعم إنّك الإمام المهديّ المنتظَر وتخوّفنا بكوكب النّار وتقول أنّه قادمٌ فيمرّ من جانب الأرض فيهلك الله به قرى ويعذِّب أخرى فيُظهِر الله به المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني على كافة البشر، وبما أنّك تقول أنّك المهديّ المنتظَر موجودٌ معنا وهو أنت في هذا العصر وتخوّفنا بكوكب سقر اللوّاحة للبشر في هذا العصر، فالحمدُ لله أصبح من السهل أن نكشف حقيقة أمرك بتطبيق بيانك للتصديق على الواقع الحقيقي لأنّ هذه الأمّة أمّة علميّة أحاطهم الله بكثيرٍ من العلوم ومن غزو الفضاء وليسوا جُهلاء كالأمم الأولى، بمعنى أنّك لا ولن تستطيع أن تُدَجِّلَ علينا يا ناصر محمد اليماني، وذلك لأنّه من السهل أن نكشف حقيقة ما تقول بالتطبيق لبيانك للقرآن العظيم بالتصديق بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي، فنسأل روّاد الفضاء وعلماء الفلك ونقول لهم: يا روّاد الفضاء بوكالة ناسا الأميركيّة والصين والروس والهند وجميع غزاة الفضاء وعلماء الكون هل تعلمون بقدوم كوكبٍ من نارٍ يقترب من الأرض في عصرنا هذا؟ فإن وجدنا الجواب نعم فعند ذلك حصحص الحقّ وعلمنا أنّ ما تقوله هو الحقّ من ربّك لأنّك لم تخاطبنا من كتيّبات البشر بل بالبيان الحقّ للذكر من ذات الذكر القرآن العظيم. تصديقًا لقول الله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} صدق الله العظيم [فصلت:53]".

    ناصر محمد اليماني حاضرٌ وأنا مُنتظرٌ لردِّ الباحثين عن حقيقة البيان الحقّ علميًّا، وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    {تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّـهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [الجاثية].

    {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٢٨﴾ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٩﴾ قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لَّا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [سبأ].

    أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    _____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 110795 من موضوع السبب الحقيقي للإشراك بالله وسرّ الشفاعة ..

    - 14 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    19 - 10 - 1430 هـ
    08 - 10 - 2009 مـ
    11:39 مساءً
    ـــــــــــــــــــــــ


    الردّ على محمود من القرآن المجيد بالبيان الحقّ لكلمة التّوحيد ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وأفضلهم وأعلمهم وأحبّهم إلى الله وأقربّهم محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله التوّابين المتطهِّرين وسلم تسليماً، وبعد..

    يا محمود، بيني وبينك القرآن المجيد الذي جاء به محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأدعو النّاس إلى عبادة الله وحده لا شريك له على بصيرةٍ من ربّي. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} صدق الله العظيم [يوسف:١٠٨].

    وأمر الله عبده ورسوله أن يُجاهدهم بالبصيرة الحقّ إلى الهدى جهاداً كبيراً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} صدق الله العظيم [الفرقان:٥٢].

    والسؤال الذي يطرح نفسه: ما هي البصيرة التي أمر الله مُحمداً عبده ورسوله أن يُحاجج بها الكُفار؟ والجواب من مُحكم الكتاب. قال الله تعالى:
    {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ} صدق الله العظيم [النمل:٩٢].

    والسؤال الآخر: وهل أمرهم محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يجعلوا الوسيلة حصرياً لهُ من دونهم وحرَّم عليهم أن يُنافسوه وجميع عباد الله المُكرمين في حبّ الله وقربه؟ والجواب: قال الله تعالى على لسان رسوله في القرآن المحفوظ من التحريف:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:٣٥].

    والسؤال: ما هو الهدف في القلب لابتغاء الوسيلة إلى الربّ؟ والجواب ليتنافس العبيد على الربّ المعبود أيّهم أحبّ وأقرب.

    مُقاطعة: فما هو سلطان العلم المُحكم من الكتاب على هذه الفتوى الكُبرى؟ والجواب بسلطان العلم من الكتاب لهذه الفتوى الكُبرى "تنافس العبيد إلى المعبود" هي قول الله تعالى:
    {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} صدق الله العظيم [الإسراء:٥٧].

    وما الذي يرجوه الأنبياءُ والمؤمنون برسل ربهم المُكرمين من التنافس على الربّ؟ والجواب من مُحكم الكتاب قال الله تعالى:
    {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} صدق الله العظيم [الإسراء:٥٧].

    والسؤال الآخر: وما هي رحمته التي يرجوها من ربّهم رُسل الله ومن اتّبعهم فآمن بدعوتهم؟ والجواب من محكم الكتاب قال الله تعالى:
    {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [الفتح].

    والسؤال: فهل رضي الله عنهم ورضوا عنه؟ والجواب من مُحكم الكتاب قال الله تعالى:
    {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:١٠٠].

    وما هو هدف الأنبياء ومن آمن بدعوتهم واتبعهم ممن يعبدون رضوان الله، فما يرجون من ذلك؟ والجواب من مُحكم الكتاب قال الله تعالى:
    {تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا} صدق الله العظيم [الفتح:٢٩].

    سؤال: وما هو فضل الله الذي عرّفهم به؟ والجواب من محكم الكتاب قال الله تعالى:
    {وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ} صدق الله العظيم [محمد:٦].

    وما هو التعريف لجنَّته في الكتاب؟ والجواب من محكم الكتاب قال الله تعالى:
    {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ} صدق الله العظيم [الرعد:٣٥].

    وقال تعالى:
    {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} صدق الله العظيم [محمد:١٥].

    وقال تعالى:
    {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:٢٥].

    وقال تعالى:
    {وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا ﴿١٤﴾ وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا ﴿١٥﴾ قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا ﴿١٦﴾ وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا ﴿١٧﴾ عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّىٰ سَلْسَبِيلًا ﴿١٨﴾ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا ﴿١٩﴾ وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا ﴿٢٠﴾} صدق الله العظيم [الإنسان].

    وقال تعالى:
    {فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ ﴿١٠﴾ لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً ﴿١١﴾ فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ ﴿١٢﴾ فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ ﴿١٣﴾ وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ ﴿١٤﴾ وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ ﴿١٥﴾ وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الغاشية].

    وقال تعالى:
    {يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ} صدق الله العظيم [فاطر:٣٣].

    وقال تعالى:
    {عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا} صدق الله العظيم [الإنسان:٢١].

    وقال تعالى:
    {مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ} صدق الله العظيم [الرحمن:٧٦].

    وقال تعالى:
    {مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا} صدق الله العظيم [الإنسان:١٣].

    وقال تعالى:
    {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ﴿٥١﴾ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴿٥٢﴾ يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ ﴿٥٣﴾ كَذَٰلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ﴿٥٤﴾ يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ ﴿٥٥﴾} صدق الله العظيم [الدخان].

    وقال تعالى:
    {يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} صدق الله العظيم [الزخرف:٧١].

    وقال تعالى:
    {فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ ﴿٥٦﴾ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿٥٧﴾ كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم [الرحمن].

    وقال تعالى:
    {فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ ﴿٧٠﴾ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿٧١﴾ حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [الرحمن].

    وقال تعالى:
    {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [السجدة:١٧].

    وقال تعالى:
    {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} صدق الله العظيم [يونس:٢٦].

    مهلاً مهلاً وما هو الزائد على جنات النعيم؟ والجواب من محكم الكتاب؛ قال الله تعالى:
    {تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا} صدق الله العظيم [الفتح:٢٩].

    إذاً، النعيم الذي يزيد على جنّة النّعيم هو نعيم رضوان الله عليهم. السائل يقول: مهلاً مهلاً وكيف يكون نعيم رضوانه على عباده، فهل هو نعيم روحيٌّ في قلوبهم أم نعيمٌ ماديٌّ؟ والجواب من مُحكم الكتاب: بل هو نعيم رضوان الربّ روحٌ يلقيها في القلب. وقال الله تعالى:
    {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴿٨٨﴾ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].

    سؤال يطرح نفسه: فهل نعيمُ الجنّة أكبر أم نعيم رضوان الله على عباده؟ والجواب من مُحكم الكتاب:
    {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:٧٢].

    وعن النعيم الأعظم سوف يُسألون لأنّ فيه سرّ الحكمة من خلقهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ﴿١﴾ حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ﴿٢﴾ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٣﴾ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٤﴾ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ﴿٥﴾ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ﴿٦﴾ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴿٧﴾ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [التكاثر].

    سؤال آخر: وماهو سرّ الحكمة من خلق الله لعباده هل لكي يدخلهم جنته أو يعذبهم بناره؟ والجواب من مُحكم الكتاب قال الله تعالى:
    {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:٥٦].

    {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} صدق الله العظيم [النحل:٣٦].

    {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ}
    صدق الله العظيم [الإسراء:٢٣].

    {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} صدق الله العظيم [النساء:٣٦].

    سؤال هام. قال الله تعالى:
    {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا} صدق الله العظيم [الحديد:20].

    وقال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} صدق الله العظيم [المنافقون:٩].

    وقال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} صدق الله العظيم [فاطر:٥].

    والسؤال هو فإذا ألهَتهُم الحياة الدُنيا عن الحكمة من خلقهم حتى قُضي أجلهم، فماذا سوف يسألهم الله عنه يوم لقائه؟ والجواب من مُحكم الكتاب:
    {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ﴿١﴾ حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ﴿٢﴾ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٣﴾ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٤﴾ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ﴿٥﴾ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ﴿٦﴾ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴿٧﴾ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [التكاثر]. الآن تبيّن للناس الحكمة من خلقهم فيقتضي سرّ الحكمة من خلقهم في النّعيم الذي ألهاهُم عنه التّكاثر في الحياة الدُنيا وزينتها، فعن النّعيم الذي ألهاهم عنه التكاثر في الحياة الدُنيا سوف يُسألون لأنّه الحكمة من خلقهم في هذه الحياة كما بيّنتُ للناس من الكتاب.

    والسؤال الهام: فهل نعيم رضوان الله هو حقاً أكبر من جنة النّعيم التي وعدهم بها؟ والجواب من مُحكم الكتاب قال الله تعالى:
    {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:٧٢].

    إذاً ذلك النّعيم الذي يزيد على نعيم الجنّة هو نعيم رضوان الرحمن. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} صدق الله العظيم [يونس:٢٦].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ﴿٣٤﴾ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [ق].

    فقد تبيّن أنّ المزيد هو ليس رؤية الله كما يقولون على الله الذين لا يعلمون بل النّعيم الزائد هو نعيم زائد على جنة النّعيم بل هو أعظمُ وأكبر منها وهو نعيم رضوان الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:٧٢].

    إذاً يا ناصر محمد اليماني علِّمني ما هي الدرجة العاليّة في الجنة التي يرجو كُلّ عبدٍ من عباد الله من الأنبياء والصالحين الربانيين أن يكون هو صاحبها؟ والجواب من مُحكم الكتاب إنّ الجنة التي وعد الله بها المُتّقون هي غُرفة واحدة عرضها السماوات والأرض. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴿٦٣﴾ وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ﴿٦٤﴾ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا ﴿٦٥﴾ إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ﴿٦٦﴾ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا ﴿٦٧﴾ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بالحقّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ﴿٦٨﴾ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ﴿٦٩﴾ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴿٧٠﴾ وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا ﴿٧١﴾ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ﴿٧٢﴾ وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا ﴿٧٣﴾ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴿٧٤﴾ أُولَٰئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا ﴿٧٥﴾ خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ﴿٧٦﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    إذاً الجنة التي عرضها السماوات والأرض تتكون من غُرفةٍ كُبرى وداخلها غُرف مبنيّة من فوقها غُرف. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ} صدق الله العظيم [الزمر:٢٠].

    وأعلى غُرفة فيها مُلتصقة بعرش الرحمن ولا ينبغي إلا أن تكون لعبدٍ واحدٍ من عباد الله سواءً يكون من عباد الله الصالحين أو من الأنبياء والمُرسلين، فأيُّهم أقرب إلى الله يسكنها وعليها يتنافسون أيُّهم أقرب إلى الله لكي يفوزوا بها، وكُلّ عبد من عباد الرحمن الربانيين يرجو أن يكون هو ذلك العبد. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} صدق الله العظيم [الإسراء].

    فابتغوا إلى ربِّهم الوسيلة أيُّهم أقرب حتى يكون صاحب تلك الغرفة العالية في قمة الجنّة؛ بل هي طيرمانة الجنّة التي عرضها السماوات والارض، فظنّ سليمان أنّ الوسيلة هي الجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمة الله في الأرض وادخال الناس في الإسلام طوعاً أو كرها وهم صاغرون، ولذلك قال:
    {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} صدق الله العظيم [ص:٣٥].

    وحين علم أنهُ يُعبد غير الله في سبأ كتب إليهم وقال:
    {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ﴿٣٠﴾ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    وحين أرسلت له ملكة سبأ بهديةٍ أطناناً من الذهب الخالص، قال:
    {فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ ﴿٣٦﴾ ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    وأراد أن يقطع السبيل على الآخرين من عباد الرحمن فيفوز هو بالدرجة العالية الرفيعة ولكنّ الله آتاه ملكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعده من أهل بيته فمَلَكَ الجنّ والطير والريح فكيف يستطيعون أن يرثوها من بعده؟ فأما درجة الغرفة العالية في الجنة فلم ينَلها هو وآتاه الله من غرف الأنبياء دونها ولم يضيع الله أجره ولكنه لم يدرك الوسيلة الحقّ.

    وهكذا يبحث عباد الله المُقربون عن الوسيلة الحقّ ليفوزوا بالدرجة العالية الرفيعة في الجنة كما عرّفناها لكم من محكم الكتاب إنها أعلى الغرف المبنيّة في جنات النعيم؛ بل هي طيرمانة مبنيّة في قمة جنة النعيم سقفها عرش الرحمن مباشرةً وليس بينها وبين ذات الرحمن إلا الحجاب، ولذلك يتنافس عليها كافة عباد الله المُقربون. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} صدق الله العظيم [الإسراء:٥٧].

    إذاً يا أيها الإمام ناصر محمد اليماني فمن الذي فاز بها من عباد الله؟ ثمّ يردّ عليكم الإمام المهديّ إلى النعيم الأعظم ناصر محمد اليماني وأقول: فاز بها في علم الكتاب الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني كما بشّره بذلك مُحمدٌ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حين قابله في الرؤيا الحقّ، ثم بشره مُحمدٌ رسول الله بها بإذن الله ثم أهداها لجدّه قُربةً إلى ربه كوسيلة إلى الرحمن لتحقيق النعيم الأعظم منها فيكون الله راضياً في نفسه، وأعوذُ بالله أن أرضى بها وأنا أعلم ما يقوله الرحمن في نفسه بسبب ظُلم عباده لأنفسهم:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    مهلاً مهلاً، ومتى يقول الله ذلك في نفسه؟ والجواب من محكم الكتاب حين يُهلكهم بسبب تكذيبهم لرسل ربهم. وقال الله تعالى:
    {وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ﴿١٣﴾ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ ﴿١٤﴾ قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ﴿١٦﴾ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧﴾ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾ قَالُوا طَائِرُكُم مَّعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ ﴿١٩﴾ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ﴿٢٠﴾ اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٢١﴾ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴿٢٢﴾ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ﴿٢٣﴾ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴿٢٤﴾ إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿٢٧﴾وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    ولن يتحقق النعيم الأعظم فيكون الله راضياً في نفسه على عباده حتى يدخل الناس في رحمته فيجعلهم أمّةً واحدةً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [يونس:٩٩].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:٤٨].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿١١٨﴾ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿١١٩﴾} صدق الله العظيم [هود].

    مهلاً مهلاً أيها الإمام ناصر محمد اليماني، فهل خلقهم الله للاختلاف؟ ألم يقل الله تعالى:
    {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿١١٨﴾ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿١١٩﴾} صدق الله العظيم [هود].

    الجواب من مُحكم الكتاب لم يخلقهم الله للاختلاف. وقال الله تعالى:
    {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:٥٦].

    إذاً أيّها الإمام فما يقصد بقوله تعالى:
    {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} صدق الله العظيم [هود:١١٨].

    والجواب من محكم الكتاب:
    {فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:٣٠].

    إذاً أيّها الإمام، فلماذا يقول الله تعالى:
    {إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم، وذلك صاحب الهدف الأعظم عبد النّعيم الأعظم من جنات النّعيم الذي لم يتّخذ النّعيم الأعظم وسيلة لتحقيق النّعيم الأصغر الدرجة العالية الرفيعة في جنة النّعيم؛ بل اتّخذ الدرجة العالية الرفيعة في جنة النعيم وسيلة لتحقيق النعيم الأعظم فأنفقها لجدّه قُربة إلى ربه لتحقيق النعيم الأعظم منها وهو أن يكون الله راضياً في نفسه، وكيف يكون راضياً في نفسه؟ وذلك حتى يجعل الناس كُلهم أجمعين أمّةً واحدةً على صراطٍ مُستقيم.

    مهلاً مهلاً أيُّها الإمام وهل تقصد أنّ الله خلقهم من أجل المهدي؟ والجواب أعوذُ بالله من غضب الله وما أنا إلا عبد من عباد الله الصالحين بل يقصد بقوله:
    {إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم، أي إنّ الله رحم الإمام المهديّ بتحقيق الهدف الذي خلقهم الله من أجله ليتحقق نعيم الإمام المهديّ الأعظم من جنات النعيم وهو أن يكون الله راضياً في نفسه، وكيف يكون راضياً في نفسه؟ وذلك حتى يجعل الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مُستقيمٍ يعبدون الله وحده لا يشركون به شيئاً.

    أفلا ترى يا محمود أنّك ظلمت الإمام المهديّ ظُلماً عظيماً؟ وها نحن قد أكرمناك بهذا البيان العظيم إن شئت الهدى كمحاولةٍ أخيرةٍ لإنقاذك إن لم تكن من شياطين البشر، وأقمنا عليك الحجّة بالحقّ وتثبيتاً للأنصار السابقين الأخيار الذين زلزلتهم يا محمود زلزالاً شديداً إلا قليلاً منهم، وكيف لا يغضب الله عليك يا محمود والفتنة عن الحقّ لهي أشدُّ عند الله إثماً من القتل في الكتاب أن تفتن المؤمن عن الحقّ يا محمود؟ فساعةً تخاطب بخطاب الأنثى وساعة بخطاب الذكر! ولا يهمّني تكون ذكراً أم أنثى؛ بل يهمني أن تهتدي إلى صراط مستقيم فتعبد الله وحده لا شريك فلا تفضِّل الإمام المهديّ في حبِّ الله وقربه ولا أحداً من أنبياء الله ورسله، فهل وجدت يا محمود أن أحداً من الأنبياء الذي فَّضل الله بعضهم على بعض، فهل وجدت الأدنى تفضيلاً قد فضّل الذي فضّلهم الله عليه أن يكون أقرب منه إلى ربه؟ والجواب: كلا ثم كلا بل يتنافسون على ربّهم أيّهم أقرب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} صدق الله العظيم [الإسراء:٥٧].

    ولكن للأسف إن أكثر الناس لا يؤمنون، وكذلك للأسف إن القليل الذين آمنوا لا يؤمن أكثرهم إلا وهم مشركون بربهم عباده المُقرّبين. وقال الله تعالى:
    {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:١٠٦].

    ويا معشر المُسلمين والناس أجمعين، كيف يكون على الضلال الإمام المهديّ الذي يدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له؟ فهل إذا اتّبعتموني ترون أنّكم قد ضللتم عن الصراط المُستقيم بعبادة الله وحده لا شريك له. أفلا تتّقون يا معشر المُسلمين المؤمنين بالقرآن العظيم؟ فهل أحاجّكم إلا بالقرآن العربي المُبين لعالمكم وجاهلكم؟ ولكن مُشكلتكم هي إنكم ترفضون أن تعبدوا الله وحده فتتنافسوا على حُبه وقربه كما أمركم الله في مُحكم كتابه في قول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:٣٥].

    بمعنى أن تبتغوا إلى ربكم الوسيلة أيُّكم أحب وأقرب. تصديقا لقول الله تعالى:
    {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} صدق الله العظيم [الإسراء:٥٧].

    ألا والله لو يسأل الإمام المهديّ أكبر فطحول من علماء النصارى، وأقول: فهل ترى أنّه يجوز لك أن تُنافس رسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وعلى أمّه وآل عمران وسلم في حبِّ الله وقربه؟ لزأرَ في وجه المهديّ المنتظَر، وقال: "كيف تُريدني أن أُنافس ولد الله في حبِّ الله وقربه؛ بل ولد الله أولى بأبيه مني؛ بل أنا أعبد المسيح عيسى ابن مريم قربة إلى الله لأنه ولد الله ليقربني إلى ربي". ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: سبحان الله العظيم عمَّا يشركون وتعالى علوَّاً كبيراً!

    وكذلك لو أسأل أكبر فطحول من علماء أمّة الإسلام الأميين التّابعين لجدّي النّبيّ الأمّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: هل ترون أنّهُ ينبغي لكم أن تُنافسوا محمداً رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- في حبِّ الله وقربه؟ كذلك سوف يزأر علينا بصوت مُرتفع: "وكيف تُريدني أن أُنافس محمداً رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- خاتم النبيّين شفيعنا بين يدي الله يوم الدّين؟ فاذهب أيها المجنون". ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ: فهل تعبد الله أم تعبد محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ ثمّ يردّ علينا: "بل أعبد الله وحده لا شريك له". ثم يسأله الإمام المهديّ مرة أخرى ويقول: وهل تُحب محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أكثر أم الله؟ ثمّ يردّ علينا: "بل أحبّ الله أكثر من محمدٍ عبده ورسوله". ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ: ألا والله لو كنت تُحبّ الله أكثر من حُبّك لمحمدٍ عبده ورسوله لأخذتك الغيرة على ربّك من شدّة حُبك لربّك ولنافست كافة الأنبياء والمرسلين في حبِّ الله وقربه، ألا والله لو لم تزالوا على الهُدى لما ابتعث الله الإمام المهديّ ليهديكم إلى صراط العزيز الحميد بالبيان الحقّ للقرآن المجيد، اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد.

    وسلامُ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    خليفة الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..




    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 56977 من موضوع الرد على (المحترف): أصحاب الأخدود هم الملك تُبَّعٍ وقومه، وهو أحد ملوك اليمن الجبابرة بعث الله إليه نبياً فكذّبوه..

    -2-
    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــــــة الأصليِّة للبيـــــــــــــــان ]
    https://albushra-islamia.com/showthread.php?p=56962

    الإمام ناصر محمد اليماني
    03 - 10 - 1433 هـ
    21 - 08 - 2012 مـ
    09:38 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    ردّ الإمام المهديّ من المصحف غير المزيّف ولا المحرّف إلى (المحترف) ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله وآلهم الطيبين والتابعين الحقّ إلى يوم الدين، أمّا بعد..

    ويا أيها المحترف، إنّ الإمام المهديّ لم يظلمك شيئاً حين ظننت أنك جئتنا لتجادلنا في عذاب القبر كونك وضعت سؤالاً واحداً متكرراً نسخٌ ولصقٌ عدة مرات عن آيات في سورة التكاثر
    {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ‌ ﴿١﴾ حَتَّىٰ زُرْ‌تُمُ الْمَقَابِرَ‌ ﴿٢﴾}، وبما أنّ أصحاب عقيدة عذاب القبر في حفرة السوءة قد تأسست عقيدتهم على فهمهم لهذه السورة ويستدلون بأحاديث الفتنة الموضوعة في أنّ العذاب من بعد الموت في حفرة السوءة، فانظر قولهم كما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    (القول في تأويل قوله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه: ( ألهاكم التكاثر (1) حتى زرتم المقابر (2) كلا سوف تعلمون (3) ثم كلا سوف تعلمون (4) كلا لو تعلمون علم اليقين (5) لترون الجحيم (6) ثم لترونها عين اليقين (7) ثم لتسألن يومئذ عن النعيم (8) ). يقول تعالى ذكره: ألهاكم أيها الناس المباهاة بكثرة المال والعدد عن طاعة ربكم ، وعما ينجيكم من سخطه عليكم. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
    ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر) قال: كانوا يقولون: نحن أكثر من بني فلان، ونحن أعد من بني فلان، وهم كل يوم يتساقطون إلى آخرهم، والله ما زالوا كذلك حتى صاروا من أهل القبور كلهم.
    حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة (ألهاكم التكاثر) قالوا: نحن أكثر من بني فلان، وبنو فلان أكثر من بني فلان، ألهاهم ذلك حتى ماتوا ضلالا. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم كلام يدل على أن معناه التكاثر بالمال.
    ذكر الخبر بذلك: حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن هشام الدستوائي، عن قتادة، عن [ص:580] مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن أبيه أنه انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يقرأ: (ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر) قال: "ابن آدم، ليس لك من مال إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت".
    حدثنا محمد بن خلف العسقلاني، قال: ثنا آدم، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، عن أبي بن كعب، قال: كنا نرى أن هذا الحديث من القرآن: "لو أن لابن آدم واديين من مال، لتمنى واديا ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ثم يتوب الله على من تاب" حتى نزلت هذه السورة: (ألهاكم التكاثر) إلى آخرها. وقوله صلى الله عليه وسلم بعقب قراءته "ألهاكم" ليس لك من مالك إلا كذا وكذا، ينبئ أن معنى ذلك عنده: ألهاكم التكاثر: المال. وقوله: (حتى زرتم المقابر) يعني: حتى صرتم إلى المقابر فدفنتم فيها; وفي هذا دليل على صحة القول بعذاب القبر؛ لأن الله تعالى ذكره، أخبر عن هؤلاء القوم الذين ألهاهم التكاثر، أنهم سيعلمون ما يلقون إذا هم زاروا القبور وعيدا منه لهم وتهددا. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
    ذكر من قال ذلك: حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن عطية، عن قيس، عن حجاج، عن المنهال، عن زر، عن علي، قال: كنا نشك في عذاب القبر، حتى نزلت هذه الآية: (ألهاكم التكاثر)... إلى (كلا سوف تعلمون) في عذاب القبر.
    حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام بن سلم، عن عنبسة، عن ابن أبي ليلى، عن المنهال، عن زر، عن علي، قال: نزلت (ألهاكم التكاثر) في عذاب القبر.
    حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن عمرو، عن الحجاج، عن المنهال بن عمرو، عن زر، عن علي، قال: ما زلنا نشك في عذاب القبر، حتى نزلت: (ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر). وقوله: (كلا سوف تعلمون) يعني تعالى ذكره بقوله: كلا ما هكذا ينبغي أن تفعلوا، أن يلهيكم التكاثر. وقوله: (سوف تعلمون) يقول جل ثناؤه: سوف تعلمون إذا زرتم المقابر، أيها الذين ألهاهم التكاثر، غب فعلكم، واشتغالكم بالتكاثر في الدنيا عن طاعة الله ربكم. [ص:581]. وقوله: ( ثم كلا سوف تعلمون ) يقول: ثم ما هكذا ينبغي أن تفعلوا أن يلهيكم التكاثر بالأموال، وكثرة العدد، سوف تعلمون إذا زرتم المقابر، ما تلقون إذا أنتم زرتموها، من مكروه اشتغالكم عن طاعة ربكم بالتكاثر. وكرر قوله: (كلا سوف تعلمون) مرتين؛ لأن العرب إذا أرادت التغليظ في التخويف والتهديد كرروا الكلمة مرتين.
    وروي عن الضحاك في ذلك ما حدثنا به ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن أبي سنان، عن ثابت، عن الضحاك (كلا سوف تعلمون) قال: الكفار (ثم كلا سوف تعلمون) قال: المؤمنون. وكذلك كان يقرأها. وقوله: (كلا لو تعلمون علم اليقين) يقول تعالى ذكره: ما هكذا ينبغي أن تفعلوا، أن يلهيكم التكاثر أيها الناس، لو تعلمون أيها الناس علما يقينا، أن الله باعثكم يوم القيامة من بعد مماتكم من قبوركم ما ألهاكم التكاثر عن طاعة الله ربكم، ولسارعتم إلى عبادته، والانتهاء إلى أمره ونهيه، ورفض الدنيا إشفاقا على أنفسكم من عقوبته. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
    ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (كلا لو تعلمون علم اليقين) كنا نحدث أن علم اليقين: أن يعلم أن الله باعثه بعد الموت. وقوله: ( لترون الجحيم ) اختلفت القراء في قراءة ذلك; فقرأته قراء الأمصار: (لترون الجحيم) بفتح التاء من (لترون) في الحرفين كليهما، وقرأ ذلك الكسائي بضم التاء من الأولى، وفتحها من الثانية. والصواب عندنا في ذلك الفتح فيهما كليهما؛ لإجماع الحجة عليه. وإذا كان ذلك كذلك، فتأويل الكلام: لترون أيها المشركون جهنم يوم القيامة، ثم لترونها عيانا لا تغيبون عنها.
    حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: (ثم لترونها عين اليقين) يعني: أهل الشرك. وقوله: (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم) يقول: ثم ليسألنكم الله عز وجل عن النعيم الذي كنتم فيه في الدنيا: ماذا عملتم فيه، من أين وصلتم إليه، وفيم أصبتموه، وماذا عملتم به. [ص:582]. واختلف أهل التأويل في ذلك النعيم ما هو؟ فقال بعضهم : هو الأمن والصحة.
    ذكر من قال ذلك: حدثني عباد بن يعقوب، قال: ثنا محمد بن سليمان، عن ابن أبي ليلى، عن الشعبي، عن ابن مسعود، في قوله: (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم) قال: الأمن والصحة.
    حدثنا أبو كريب، قال: ثنا حفص، عن ابن أبي ليلى، عن الشعبي، عن عبد الله، مثله.
    حدثني علي بن سعيد الكندي، قال: ثنا محمد بن مروان، عن ليث، عن مجاهد (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم) قال: الأمن والصحة.
    حدثنا ابن بشار، قال: ثنا أبو عاصم. قال: ثنا سفيان، قال: بلغني في قوله: (لتسألن يومئذ عن النعيم) قال: الأمن والصحة.
    حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن إسماعيل بن عياش، عن عبد العزيز بن عبد الله، قال: سمعت الشعبي يقول: النعيم المسئول عنه يوم القيامة: الأمن والصحة. قال: ثنا مهران، عن خالد الزيات، عن ابن أبي ليلى، عن عامر الشعبي، عن ابن مسعود، مثله. قال: ثنا مهران، عن سفيان (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم) قال: الأمن والصحة. وقال آخرون: بل معنى ذلك: ثم ليسئلن يومئذ عما أنعم الله به عليهم مما وهب لهم من السمع والبصر وصحة البدن.
    ذكر من قال ذلك: حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، في قوله: (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم) قال: النعيم: صحة الأبدان والأسماع والأبصار، قال: يسأل الله العباد فيم استعملوها، وهو أعلم بذلك منهم، وهو قوله: (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا).
    حدثني إسماعيل بن موسى الفزاري، قال: أخبرنا عمر بن شاكر، عن الحسن قال: كان يقول في قوله: (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم) قال: السمع والبصر، وصحة البدن. [ص:583]. وقال آخرون: هو العافية.
    ذكر من قال ذلك: حدثني عباد بن يعقوب، قال: ثنا نوح بن دراج، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم) قال: العافية. وقال آخرون: بل عني بذلك: بعض ما يطعمه الإنسان، أو يشربه.
    ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن بشار، قال ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن بكير بن عتيق، قال: رأيت سعيد بن جبير أتي بشربة عسل، فشربها، وقال: هذا النعيم الذي تسألون عنه.
    حدثني علي بن سهل الرملي، قال: ثنا الحسن بن بلال، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: أتانا النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما، فأطعمناهم رطبا، وسقيناهم ماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا من النعيم الذي تسألون عنه".
    حدثنا جابر بن الكردي، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: أتانا النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر نحوه.
    حدثني الحسن بن علي الصدائي، قال: ثنا الوليد بن القاسم، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: بينما أبو بكر وعمر رضي الله عنهما جالسان؛ إذ جاء النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "ما أجلسكما هاهنا؟" قالا: الجوع. قال: "والذي بعثني بالحق ما أخرجني غيره" فانطلقوا حتى أتوا بيت رجل من الأنصار، فاستقبلتهم المرأة، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: "أين فلان؟" فقالت: ذهب يستعذب لنا ماء، فجاء صاحبهم يحمل قربته، فقال: مرحبا، ما زار العباد شيء أفضل من شيء زارني اليوم، فعلق قربته بكرب نخلة، وانطلق فجاءهم بعذق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا كنت اجتنيت؟" فقال: أحببت أن [ص:584] تكونوا الذين تختارون على أعينكم، ثم أخذ الشفرة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إياك والحلوب" فذبح لهم يومئذ، فأكلوا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لتسألن عن هذا يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع، فلم ترجعوا حتى أصبتم هذا، فهذا من النعيم".
    حدثنا أبو كريب، قال: ثنا يحيى بن أبي بكير، قال ثنا شيبان بن عبد الرحمن، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر: "انطلقوا بنا إلى أبي الهيثم بن التيهان الأنصاري"، فانطلق بهم إلى ظل حديقته، فبسط لهم بساطا، ثم انطلق إلى نخلة، فجاء بقنو، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فهلا تنقيت لنا من رطبه؟" فقال: أردت أن تخيروا من رطبه وبسره، فأكلوا وشربوا من الماء; فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "هذا والذي نفسي بيده من النعيم، الذي أنتم فيه مسئولون عنه يوم القيامة، هذا الظل البارد، والرطب البارد، عليه الماء البارد".
    حدثني صالح بن مسمار المروزي، قال: ثنا آدم بن أبي إياس، قال: ثنا شيبان، قال: ثنا عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحوه، إلا أنه قال في حديثه: "ظل بارد، ورطب بارد، وماء بارد".
    حدثنا علي بن عيسى البزاز، قال: ثنا سعيد بن سليمان، عن حشرج بن نباتة، قال: ثنا أبو بصيرة عن أبي عسيب، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم حتى دخل حائطا لبعض الأنصار، فقال لصاحب الحائط: "أطعمنا بسرا" فجاء بعذق فوضعه، فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ثم دعا بماء بارد فشرب، فقال: "لتسألن عن هذا يوم القيامة" فأخذ عمر العذق، فضرب به الأرض حتى تناثر البسر، ثم قال: يا رسول الله، إنا لمسئولون عن هذا؟ قال: "نعم، إلا من كسرة يسد بها جوعة، أو حجر يدخل فيه من الحر والقر".
    حدثني سعيد بن عمرو السكوني، قال: ثنا بقية، عن حشرج بن نباتة، قال: حدثني أبو بصيرة، عن أبي عسيب مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: مر بي النبي صلى الله عليه وسلم، فدعاني وخرجت ومعه أبو بكر وعمر [ص:585] رضي الله عنهما، فدخل حائطا لبعض الأنصار، فأتي ببسر عذق منه، فوضع بين يديه، فأكل هو وأصحابه، ثم دعا بماء بارد، فشرب، ثم قال: "لتسألن عن هذا يوم القيامة" فقال عمر: عن هذا يوم القيامة؟ فقال: "نعم، إلا من ثلاثة: خرقة كف بها عورته، أو كسرة سد بها جوعتة، أو جحر يدخل فيه من الحر والقر".
    حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن الجريري، عن أبي بصيرة، قال: أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وناس من أصحابه أكلة من خبز شعير لم ينخل بلحم سمين، ثم شربوا من جدول، فقال: "هذا كله من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة".
    حدثنا مجاهد بن موسى، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا محمد بن عمرو، عن صفوان بن سليم، عن محمد بن محمود بن لبيد، قال: "لما نزلت (ألهاكم التكاثر) فقرأها حتى بلغ: (لتسألن يومئذ عن النعيم) قالوا: يا رسول الله، عن أي النعيم نسأل، وإنما هو الأسودان: الماء، والتمر، وسيوفنا على عواتقنا، والعدو حاضر! قال: "إن ذلك سيكون".
    حدثني يعقوب بن إبراهيم والحسين بن علي الصدائي، قالا ثنا شبابة بن سوار، قال: ثني عبد الله بن العلاء أبو رزين الشامي، قال: ثنا الضحاك بن عرزم، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من النعيم أن يقال له: ألم نصح لك جسمك، وترو من الماء البارد"؟
    حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، قال: ثنا ليث، عن مجاهد، قال: قال أبو معمر عبد الله بن سخبرة: ما أصبح أحد بالكوفة إلا ناعما، إن أهونهم عيشا الذي يأكل خبز البر، ويشرب ماء الفرات، ويستظل من الظل، وذلك من النعيم.
    حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن إسماعيل بن عياش، عن عبد الرحمن بن الحارث التميمي، عن ثابت البناني، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "النعيم: المسئول عنه يوم القيامة: كسرة تقويه، وماء يرويه، وثوب يواريه". قال: ثنا مهران، عن إسماعيل بن عياش، عن بشر بن عبد الله بن بشار، قال: سمعت بعض أهل يمن يقول: سمعت أبا أمامة يقول: النعيم المسئول عنه يوم القيامة: خبز البر، والماء العذب.
    قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن بكير بن عتيق العامري، قال: أتي سعيد [ص:586] بن جبير بشربة عسل، فقال: أما إن هذا النعيم الذي نسأل عنه يوم القيامة (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم).
    حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن بكير بن عتيق، عن سعيد بن جبير، أنه أتي بشربة عسل، فقال: هذا من النعيم الذي تسألون عنه. وقال آخرون: ذلك كل ما التذه الإنسان في الدنيا من شيء.
    ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله: (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم) قال: عن كل شيء من لذة الدنيا.
    حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم) إن الله عز وجل سائل كل عبد عما استودعه من نعمه وحقه.
    حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ) قال: إن الله تعالى ذكره سائل كل ذي نعمة فيما أنعم عليه. وكان الحسن وقتادة يقولان: ثلاث لا يسأل عنهن ابن آدم، وما خلاهن فيه المسألة والحساب إلا ما شاء الله: كسوة يواري بها سوءته، وكسرة يشد بها صلبه، وبيت يظله. والصواب من القول في ذلك: أن يقال: إن الله أخبر أنه سائل هؤلاء القوم عن النعيم، ولم يخصص في خبره أنه سائلهم عن نوع من النعيم دون نوع، بل عم بالخبر في ذلك عن الجميع، فهو سائلهم كما قال عن جميع النعيم، لا عن بعض دون بعض.)
    انتهى الاقتباس
    انتهــى التفسير الباطل..

    وإلى بيان الإمام المهديّ، حقيق لا أقول على الله إلا الحقّ، أمّا بعد..
    {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ‌ ﴿١﴾ حَتَّىٰ زُرْ‌تُمُ الْمَقَابِرَ‌ ﴿٢﴾} [التكاثر]. والسؤال الذي يطرح نفسه: فما هو التكاثر، وعن ماذا ألهاهم؟ ونأتي أولاً بالبيان الحقّ من محكم الكتاب عن المقصود بالتكاثر، ويقصد به السعيُ وراء تكاثر الأموال وزينة الحياة الدنيا من النساء والأولاد، فألهتهم الحياة الدنيا عن الهدف الذي خلقهم الله من أجله. وتجدون البرهان في قول الله تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (20)} صدق الله العظيم [الحديد].

    والبيان الحقّ لقوله تعالى:
    {أَلْهَاكُمُ} أي: ألهتهم زينة الحياة الدنيا عن تحقيق الحكمة من خلقهم فلم يذكروا الله فيتمتعوا بنعيم رضوانه. وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} صدق الله العظيم [المنافقون:9].

    ولكنه قد ألهاهم التكاثر عن النّعيم الأعظم من زينة الحياة الدنيا حتى أدركهم الموت، ولا يَعي تعريف الإمام المهديّ للنّعيم الأعظم إلا قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه فهم يعلمون بما في أنفسهم، وعلى كل حالٍ لا نطيل عليك حتى لا تملّ وأقلّ الناس علماً الملول الكسول، ومن ثم نأتي لسؤال المحترف عن قول الله تعالى:
    {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ﴿٨﴾ بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [التكوير].

    وهي الطفلة البريئة التي يدسُّونها في التراب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِذَا بُشِّرَ‌ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ﴿٥٨﴾ يَتَوَارَ‌ىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ‌ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَ‌ابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [النحل].

    وأما البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ(9)} صدق الله العظيم [البروج].

    فأمّا المؤمنون فهم أتباع أحدِ الأنبياء من الذين أُخفيت قصصهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ} صدق الله العظيم [غافر:78].

    ومن الذين لم يذكر الله قصّتَهم كمثل قصة أصحاب الكهف وقومهم بالتفصيل، وكذلك قصّة أصحاب الأخدود، غير
    إننا نعلمها في أسرار القرآن العظيم أنّ أصحاب الأخدود هم الملك تُبَّعٍ وقومه، وهو أحد ملوك اليمن الجبابرة بعث الله إليه نبياً فكذّبوه فكانوا أشدّ بطشاً في البلاد، وحفروا لأتباع النّبيّ أخدوداً وملأوه بالجحيم، وكانوا يقذفون بمن آمن واتَّبع نبيَّهم في نار الجحيم.

    ولربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد، وهل قوم تُبَّعٍ أهلكهم الله كما أهلك فرعون وقومه؟". ومن ثمّ نردّ عليه من محكم الكتاب ونقول:
    {أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (37)} صدق الله العظيم [الدخان].

    فأهلكه الله وقومه وأورث ذلك النّبيّ مُلْكَ تُبَّعٍ الحِمْيَري، وكان مُلْكاً كبيراً ومالاً وفيراً، ولا أعلم أن المَلِك تُبَّعٍ اليماني أسلم كما يعتقد الذين يقولون على الله ما لا يعلمون؛ بل المَلِك تُبَّعٍ وقومه من الذين كذّبوا برسل ربهم فحقّ وعيد. وقال الله تعالى:
    {وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ} صدق الله العظيم [ق:14].

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد الذين يتَّبعون الأحاديث المخالفة لمحكم القرآن العظيم فيقول: إليك الأحاديث عن النّبيّ في شأن تُبَّعٍ:
    اقتباس المشاركة :
    التحليل الموضوعي
    4674 حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني ومخلد بن خالد الشعيري المعنى قال حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ابن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أدري أتبع لعين هو أم لا وما أدري أعزير نبي هو أم لا
    الحاشية رقم:1
    (ما أدري أتبع لعين هو أم لا): هذا قبل أن يوحى إليه شأن تبع. وقد روى أحمد من حديث سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا تبعا فإنه كان قد أسلم وروى الطبراني من حديث ابن عباس مثله. وروى ابن مردويه من حديث أبي هريرة مثله كذا في مرقاة الصعود (وما أدري أعزير نبي هو أم لا): قال الحافظ أبو الفضل العراقي في أماليه في رواية الحاكم في المستدرك بدله وما أدري ذا القرنين نبيا كان أم لا وزاد فيه وما أدري الحدود كفارات لأهلها أم لا ورويناه بتمامه بذكر تبع وعزير وذي القرنين والحدود في تفسير ابن مردويه من رواية محمد بن أبي السري عن عبد الرزاق قال ثم أعلم الله نبيه أن الحدود كفارات وأن تبعا أسلم. كذا في مرقاة الصعود.
    وقال الحافظ ابن كثير في تفسير سورة الدخان: أخرج ابن عساكر في تاريخه من طريق عبد الرزاق عن معمر عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة رضي الله [ص:336] عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أدري الحدود طهارة لأهلها أو لا، ولا أدري تبع لعينا كان أم لا، ولا أدري ذو القرنين نبيا كان أم ملكا وقال غيره عزيرا كان نبيا أم لا كذا رواه ابن أبي حاتم عن محمد بن حماد الظهراني عن عبد الرزاق. قال الدارقطني: تفرد به عبد الرزاق. ثم روى ابن عساكر من طريق محمد بن كريب عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا عزير لا أدري أنبيا أم لا، ولا أدري ألعن تبعا أم لا ثم أورد ما جاء في النهي عن سبه ولعنته. وقال قتادة: ذكر لنا أن كعبا كان يقول في تبع الرجل الصالح ذم الله تعالى قومه ولم يذمه. قال وكانت عائشة رضي الله عنها تقول "لا تسبوا تبعا فإنه قد كان رجلا صالحا". وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة حدثنا صفوان حدثنا الوليد حدثنا عبد الله بن لهيعة عن أبي زرعة يعني عمرو بن جابر الحضرمي قال سمعت سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا تبعا فإنه قد كان أسلم ورواه الإمام أحمد في مسنده عن حسن بن موسى عن ابن لهيعة به. وقال الطبراني حدثنا أحمد بن علي الأبار حدثنا أحمد بن محمد بن أبي برزة حدثنا مؤمل بن إسماعيل حدثنا سفيان عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تسبوا تبعا فإنه قد أسلم. وقال عبد الرزاق أيضا أخبرنا معمر عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أدري تبع نبيا كان أم غير نبي وتقدم بهذا السند من رواية ابن أبي حاتم كما أورده ابن عساكر لا أدري تبع كان لعينا أم لا. ورواه ابن عساكر من طريق زكريا بن يحيى المدني عن عكرمة عن ابن عباس موقوفا. وقال عبد الرزاق أخبرنا عمران أبو الهذيل أخبرني تميم بن عبد الرحمن قال: قال عطاء بن أبي رباح لا تسبوا تبعا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن سبه انتهى كلامه والحديث سكت عنه المنذري
    انتهى الاقتباس
    اِنـتهـى..

    ومن ثم يردّ عليهم الإمام المهديّ ونقول لهم: اتقوا الله فكيف لا يعلم محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هل تُبَّعٍ كان مَلكاً كافراً أم مسلماً! ومرةً أخرى يقول فلا أعلم تُبَّعٍ أسلم أم لا! ما لكم تتّبعون ما يخالف للعقل والمنطق أفلا تعقلون؟ فانظروا للروايتين:
    اقتباس المشاركة :
    (ثم روى ابن عساكر من طريق محمد بن كريب عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا عزير لا أدري أنبيا أم لا، ولا أدري ألعن تبعا أم لا)وحديث آخر يقول: (حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني ومخلد بن خالد الشعيري المعنى قال حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ابن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أدري أتبع لعين هو أم لا وما أدري أعزير نبي هو أم لا).
    انتهى الاقتباس
    اِنتهى الافتراء
    ومن ثم نفتيهم بالحقّ من محكم كتاب الله ونقول: كلٌ كذب الرسل تُبَّعٌ وقومُه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ} صدق الله العظيم [ق:14].

    وهنا فتوى من الله عن الأمم المكذِّبة ومنهم تُبَّعٍ وقومه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ} صدق الله العظيم [ق:14]، ويعلم الله بما سوف تزعمون، ولذلك قال الله تعالى: {وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ} صدق الله العظيم [ق:14].

    ورغم أنه قد أفتى بتكذيبهم قُبَيل ذكرهم. وقال الله تعالى:
    {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّ‌سِّ وَثَمُودُ ﴿١٢﴾ وَعَادٌ وَفِرْ‌عَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ ﴿١٣﴾ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّ‌سُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [ق].

    فانظروا لقول الله تعالى:
    {كَذَّبَتْ}، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فلماذا ذكر أنهم مكذِّبين مرتين في نفس الموضع؟ والجواب إنّما يقصد في التأكيد الأخير أي المَلك تُبَّعٍ وقومه، كون الله علم بما سوف تزعمون، ولذلك قال الله تعالى: {وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ} صدق الله العظيم [ق:14].

    وإنما تُبَّعٍ من قومه وجميعهم كافرون، ومثله كمثل فرعون. وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ نَادَىٰ رَ‌بُّكَ مُوسَىٰ أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿١٠﴾ قَوْمَ فِرْ‌عَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    والسؤال الذي يطرح نفسه أليس فرعون كان كافراً، أم إنّ قومه فقط كافرون؟ ويا للعجب فكم زيّفوا التاريخ القديم بما لم ينزّل الله به من سلطان، وكتبوا أساطيراً عن الملك تُبَّعٍ اليماني، ولسوف نُفتيكم في شأنه بالحقّ:
    إنّما هو أحد ملوك حِمْيَر وكان أبوه مَلِكاً من قبله، وكانت تأتي له ذريةَ بناتٍ، وحين جاءه مولودٌ ذكرٌ -وهو الذكر الوحيد- اجتمع بمجلسه الاستشاري مع أعيان البلاد، وقال: لقد جاءني مولودٌ لطالما انتظرته كثيراً وأريد أن أسمّيه اسماً يليق بابن الملك شرط أن يملأ الفم. فقال أحدهم: (دُبا)، فأمر بسجنه. وقال آخر: بل اسمه تُبَّعْ ونحن أتباعه وجنده، فأعطاه الملك جائزةً ثمينةً ومنصباً في الدولة، وعاش تُبَّع مدللاً ولم يربيه أبوه التربية الحسنة، وما عاقبه قط على أي خطأ يرتكبه منذ الصغر، وطلع باغٍ طاغٍ وعالٍ في الأرض ومن المفسدين في الأرض، والمَلِك تُبَّع أشدّ كفراً من بين الملوك كمثل فرعون، فأطاعه قومه وما هداهم إلى سبيل الرشاد.

    وبالعقل والمنطق فلو أسلم لآتاه الله أجره وأجر قومه كونهم سوف يسلمون وراءه جميعاً سواء ظاهر الأمر خوفاً منه أو يسلمون ظاهراً وباطناً، والمهم أنّه لو أسلم الملك تُبَّعٍ الحميري اليماني لأسلم وراءه قومه جميعاً. فما لكم كيف تحكمون! أفلا تتفكرون؟ فلكم أضلّكم المؤرِّخون بأساطيرَ من عند أنفسهم ما أنزل الله بها من سلطانٍ، ومنهم أفَّاكين كاذبين كمثل الذي افترى الملحمة الشعرية لتُبِّعٍ اليماني وسمّاها بالملحمة الكبرى من البداية إلى النّهاية، وكأنَّ الملك تُبَّع علّام الغيوب، وأخطأ فيها اسم الإمام المهديّ ناصر محمد. وإليكم القصيدة المفتراة من بعد الأحداث كما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    يـقـول التـبـع المـلـك اليـمـانـي لهيب النـار تشعـل فـي فـؤادي
    أمـيـر كـلـيـب يـافــارس ربـيـعـة ويـا حامـي النسـا يــوم الـطـراد
    اريدالـيـوم ان اعلـمـك شـيـئـا لتـعـرف حــال أخـبـار الـعـبـادي
    فموسـى كـان فـي الدنيـا نبـيـا لــه الـتــوراة أعـطــت لـلـرشـاد
    وداوود النـبـي قــد جــاء بـعــده يبـشـر بالـزبـور اهـــل الـفـسـاد
    وعيسـى ابـن مريـم جــاء ايـضـا بانجيـل الـخـلاص لـكـي يـنـادي
    نبي لم يكـن فـي النـاس مثلـه لان الله اخــــتــــاره يــــفـــــادي
    فـكــم مـيــت بكـلـمـتـه اقــامــا ومسقـوم شـفـاه مــن الـوسـاد
    وعـنـدي قــد تـبـيـن بالـمـلاحـم بـأنـك قـاتـلــي دون الــعــبـــادي
    وبـعـده شـاعــر تـنــزل علـيـكـم وتفتـك بيـن قيـس فــي الـبـلاد
    وانــت بـرمـح جـسـاس تـطـعـن وعـبـدي يذبـحـك بـيـن الـجـمـاد
    وتكتب فـي دمائك علـى البلاطـة لمـن بعـدك لتشتيـت الاعــادي
    وياتـي الـزيـر ابولـيـل المهلـهـل فيصلي الحرب في كل البـلادي
    ويـقـهــر كــــل جــبـــار عـنــيــد بضرب السيـف فـي يـوم الجـلاد
    وتـاخــذ الجلـيـلـة لـــك قـريـنــة وتـحــظــى بـالـمـسـرةوالـمـراد
    ويظـهـر لــك غــلام بـعـد مـوتـك يسمـى الـجـرو قـهـار الاعــادي
    يقتل علـى يـده جسـاس خالـه وامـــا الـزيــر تقـتـلـه الاعــــادي
    وسيـف ذو يـزن بعـدك سيظهـر وتصحبه السعادة فـي العبـادي
    ويبـقـى ملـكـه سبـعـون عـامــا وبعـد ذلـك يطـوي فــي الـوهـاد
    ويظـهـر لــه ولــد يـدعـى بـدمـر شديـد الـبـاس مـرفـوع العـمـاد
    فيملـك فـي بـلاد الشـام بـعـده يجيـب الـمء مـن اقصـى الـبـلاد
    وبـعـده يـظـهـر الـمـدعـو بعـنـتـر يهيـن الـضـد فــي يــوم الـطـراد
    وبـعـده يظـهـر الـهـادي مـحـمـد يقـيـم الـديـن مــا بـيــن الـعـبـاد
    وأصحابـه مـعـه عـشـرة كـوامـل كــرام الـنـاس ســـادات الـبــلاد
    أبـوبـكـر وسـعــد مـــع سـعـيــد وطلـحـة والـزبـيـر ابـــن الـجـيـاد
    وعـثـمـان مـــع عــمــر وعــلــي وعامر مع حسين اهـل الرشـاد
    يموت الهاشمي ويصيـر خليفـة عـلـى الأحـكـام بـعـده بالـعـبـاد
    ابــو بـكـر يـمـوت بـلـسـع حـيــه وبـعــده عـمــر يـقـتـل بـالـطـراد
    على بالسيف يرديه ابـن ملجـم يتيـمـا انتـشـى بـيـن الـــولادي
    ولايـعــرف لــــه قــبــر مـحـقــق علـى وجـه الثـرى بـيـن العـبـاد
    وتختلـف الصحابـة علـى الحكـم ويحكـمـهـا حـسـيـن بـالـبـوادي
    وبـعـده بنوأمـيـة ســوف تحـكـموا ولـهــم مـعـاويـة ابـــن وهــــاد
    ومن بعـده بنـي العبـاس تحكـم سنـيـن كثـيـرة بـيــن الـعـبـادي
    وبـعـده الـخـوارج ســوف تظـهـر يـثـيــرون الـفـواحــش والـعـنــاد
    يقيموا الشر فـي كـل الأراضـي ويـمـلـوا الأرض طـــراً بالـفـسـاد
    وتظهـر فـي بــلاد السروعصـبـة فيـصـد جيـشـاً غــرب الـبــلادي
    هــلال وعـامــر مـــن آل قـيــس يـزيـدوا حــرب حمـيـر مــع ايـــاد
    حـسـن أميـرهـم فـخـر الـبـرايـا وبـعـده ذيـــاب قـهــار الاعـــادي
    وأبـو زيــد ابــن عـنـه لـيـث أروع شديـد البـاس فـي يـوم الطـراد
    يـطـوفــون الــبــلاد فيمـلـكوهـا ويسـبـون الـعـدا أهـــل الـعـنـاد
    ويمحـون العجـم مـن كـل طــاغ بــارمـــاح واســـيـــاف حــــــداد
    وقـبــرص والـجـزائــر يمـلـكـوهـا وبـدريـس الخـزاعـي والاعـــادي
    كـذا فرمنـد فــي مـصـر العـذيـة ستـخـرب دورهــا بـيــن الـبــلاد
    وبعـده يظـهـر الاشـطـان ظـالـم خبيـث الاصـل مـن قـوم شــداد
    بـنــو أيـــوب تـظـهـر بـعــد مـنــه يقيمون الدين مـن بعـد الفسـاد
    ويظهـر ابــن عثـمـان المسـاعـد بـأرض الشـرق ويحـكـم بالعـبـاد
    ملوك الارض تخشى من لقاهم لان جيـوشـهـم مـثــل الــجــراد
    عـداد ملوكهـم عشـرة وعشـرة وتـسـعـة بـعـدهـم دون أزديــــاد
    ويظـهـر تمرلـنـك مــن الاعـجـام وجنكـيـز خـــان مـــن الاعـــادي
    ويظـهـر فـارســاً يـــدع قطـيـعـة فعـشـر سنـيـن يظـلـم بالعـبـاد
    ويـظـهـر بـعــده الـدجــال حـقــاً فتتبـعـه الــورى أهــل الفـسـاد
    بطرف الارض مـن شـرق وغـرب ويفـعـل معـجـزات فـــي الـبــلاد
    ويظهـرضـده الـمـهـدي سـريـعـاًويـسـطـع نـــوره فـــي الـعـبــاد
    وبـعــده دابـــة تـظـهـر سـريـعــاً فتفـعـل معـجـزات فــي الـبــلاد
    ونـار مـن عـدن تظـهـر وتسـطـع فتشكوا الناس من هـول النكـاد
    وبعده الشمس تظهر من مغيب وتــزداد الخـلايـق فــي الفـسـاد
    ويـاجــوج ومـــا جـــوج جـمـيـعـاً تـحـيـط رجـالـهـم كـــل الــبــلاد
    فـلا نهـر الفـرات لهـم سيجـري ولاسيـحـون والـدجـلـه الـمــداد
    وتـغـشـى الارضـمـوتـاً ياكـلـيـبـاً وجـوع وقـتـل فــي كــل العـبـاد
    ونــيـــران تــعـــم الارض طــــــراً على أعلـى الجبـال وكـل وادي
    وبـعـده ينغـلـق بــاب الـمـراحـم وبـــاب الـشــر يـفـتـح بـارتـصــاد
    فـــلا يـصـعـد ولايـاتــي جــــواب فــذاك الـوقـت يحـتـرق الـعـبـاد
    ونـيـران ستظـهـر مـــن جـهـنـم وينفـخ ريـح مــن اقـصـى الـبـلاد
    يموت الخلق منه وليـس يبقـ ىسـوى الرحـمـن خــلاق العـبـاد
    فعنـدي الجفـر قـد أخبـر مؤطـد بــمــا أخـبـرتـكــم دون ازديـــــاد
    واسـمـع ياأمـيـر كـلـيـب مـنــي حقائـق قصتـي وافـهـم مــرادي
    وماعلمـت مـن حالـي وضعفـي أجرنـي ياملـك واطـلـق قـيـادي
    واعـلــم يـاأمـيـر أنـــي عتـيـقـك مدى عمري إلـى يـوم المعـادي
    ـــــــــــــــــــــــ
    انتهى الاقتباس
    اِنتهى

    بل هي مُفتراةٌ من بعد الأحداث، وقد يزعم المفتري أنّه وجدها مكتوبةً في قطعة أثريّة، وتلك من الأساطير فذروها واتّبعوا المهديّ المنتظَر الذي يرشدكم بمحكم الذِّكر القرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد إني لكم ناصحٌ أمينٌ.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 90292 من موضوع الرد على الأخت أمّة الرحمن: فلا تربطي إيمانكِ بأمري بإيمان الناس فتكوني إمعةً إن أحسن الناس أحسنتِ وإن أساءوا أسأتِ ..

    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    21 - 06 - 1428 هـ
    07 - 07 - 2007 مـ
    12:32 صـباحاً
    ـــــــــــــــــــــــ


    الرد على الأخت أمّة الرحمن: فلا تربطي إيمانكِ بأمري بإيمان الناس فتكوني إمعةً إن أحسن الناس أحسنتِ وإن أساءوا أسأتِ ..


    اقتباس المشاركة :
    حبيبة الرحمن
    07-03-2007, 10:25 pm
    أريد أن أعلم !!!
    دخلتَ إلى منتدىً أشترك به ، وأدخلتَ كلماتك المُتكررة في كلِّ منتدى ، وبعد عدة ساعات حُذفت مُشاركتك من منتداي ، فمن أنت ؟ من أنت حتى يهاب الجميع الرد عليك؟ إن كنتَ حقاً المهديّ المنتظَر فلم تحاول إقناعنا عبر النت ، لن تستفيد شيئاً اذهب إلى محطَّات التلفاز وأخبرهم بما يجول في خاطرك وألجمهم بمحاوراتك البحتة ، ألجمهم بمناوراتك وإن أجمع علماء الدين والفقهاء أنك المهدي وقتها سيصدقك الجميع أنتظر ردك
    انتهى الاقتباس
    بسم الله الرحمن الرحيم ، وسلام ٌعلى المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين في الأولين وفي الآخرين وفي الملَإِ الأعلى إلى يوم الدين، ثمّ أمّا بعد..

    أختي أمة الرحمن، وأرجو من الله أن تكوني حقاً (حبيبة الرحمن) كما تُسمين نفسكِ، ولسوف أُعلمك بشيءٍ فتعلمين من خلاله هل أنتِ حبيبة الرحمن حقاً؟ أي هل الله يُحبّك؟ فإن كنتِ تحبين الله فاتبعي الحقّ يحببكِ الله ويغفر لك ذنوبكِ ويقبل عملكِ ويصلح بالكِ ولا تتّبعي السُّبل فتفرّق بك عن السبيل الحقّ والحقّ واحدٌ وطريق الحقّ واحدٌ، فهل بعد الحقّ إلا الضلال؟ وأنصحك أن لا تربطي إيمانك بأمري حتى إذا صدّقني علماء الأمّة ولم يجعل الله حُجته عليكِ بأنكِ لا تُصدقين بالحقّ حتى تنظري هل صدقني الكثير وكذبني القليل، بل دائما الحقّ لا يُصدقهُ بادئ الرأي إلا القليل صفوة من عباد الله الأخيار، والكثير من الناس يكونون مُنكرين للحقّ حين يأتيهم. وقال الله تعالى:
    {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ} صدق الله العظيم [الأنعام:116].

    فلا تربطي إيمانكِ بأمري بإيمان الناس فتكوني إمّعةً إن أحسن الناس أحسنتِ وإن أساءوا أسأتِ فلن يُغنوا عنكِ من الله شيئاً؛ بل كوني من أولي الألباب الذين قال الله عنهم:
    {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر:18].

    ومن خلال هذه الآية تعلمين بأنّ الله يدعوكِ أن تستخدمي عقلك فتكونين من الباحثين عن الحقيقة فتنظرين إلى بيان ناصر اليماني الذي يقول بأنّه هو المهديّ المنتظَر وتنظرين إلى بيان القُرآن من أصحاب التفاسير بالظنّ اجتهاداً منهم ومن ثم يقول: "هذا والله أعلمُ قد أكون مُخطئاً وقد أكون مُصيباً". فأقول: سبحان الله! وهل تعلم بأنك حين تقول إن تأويل هذه الآية كذا وكذا بأنك تُنبئ الناس بالمعنى لكلام الله والمقصود في نفس الله من قوله؟ فإذا لم يكن ذلك في نفس الله فقد أصبحت تقول على الله غير الحق، فما هو موقفك بين يدي الله أيها العالم الذي يقول على الله ما لا يعلم؟ وأُحذِّر جميع عُلماء المُسلمين من تأويل كلام الله بالّظن والاجتهاد وذلك من أمر الشيطان وليس من أمر الرحمن. وقال الله تعالى:
    {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿168﴾إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿169﴾} [البقرة].

    بل حُرّم ذلك على المؤمنين. وقال الله تعالى:
    {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الحقّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الأعراف:33].

    فلو تنظرين يا أمة الرحمن بين البيان للقُرآن ذي البُرهان والسلطان من نفس القُرآن وبين البيان للقرآن بالظنّ والاجتهاد الذي ما أنزل الله به من سُلطان فلسوف تجدين بأنّ الفرق كما الفرق بين الحقّ والباطل ويُدرك ذلك أهل اللُب والبصيرة الذين يتدبرون آيات ربهم، أما أن يذكركِ أحد علماء الأمّة بتأويل آية ما في القُرآن العظيم فتَخُرِّي لهذا التأويل الذي لم يأتِ لهُ المُفسر بالبرهان الواضح والبين من القُرآن فإذا كنتِ طالبة علم فسوف يضلك هذا المُفسر عن الصراط المُستقيم، بل أمرك الله أن لا تَخرّي إلا للحقّ حتى تدعي إلى سبيل ربك على علمٍ وبصيرةٍ فلا تكوني عمياء فتتبعي التفسير من غير تفكيرٍ فيضلك عن سبيل الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا} [الفرقان:73].

    بل انظري هل هذا التأويل حقّ وله بُرهان واضح من القرآن أم أنّهُ قولٌ بالظنّ؟ فاعلمي بأنّ الظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الحقّ شيئاً} صدق الله العظيم [يونس:36].

    وقد يودّ أحدٌ أن يُقاطعني فيقول: "إن الله يُخاطب الكفار بقوله:
    {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا}". فنقول: كلا إنما يُخاطب من آمن بالله فيذكِّرهم بما حرّم الله عليهم، ولا أجد في القرآن العظيم بأنّ الخَرَّ هو الكُفر؛ بل هو السجود، ويُخاطب بالذات علماء الأمّة أن لا يخرّوا للتفاسير فيعلِّمون بها المُسلمين وعامتهم ظناً منهم أنه تفسيرٌ حقٌّ.
    ولكن وهل إذا كان باطلاً أيها العالم فإنك تُعلم الناس باطلاً وليس الحقّ بسبب أنك خَرَرْت لتفسيرٍ بدون تفكيرٍ وكأنّ ذلك المُفسر لا ينطقُ عن الهوى وما قاله حقّ؟ كلا فلا تكون أعمى أصمّاً فلا تستخدم عقلك؛ هل لهذا التأويل برهانٌ واضحٌ من القُرآن حتى أعلمُ الناس به أم أنهُ معدوم البُرهان والسُلطان؟ وهنا تعلم بأنه من أمر الشيطان أن تقول على الله ما لا تعلم فتجتنبه.

    وتدبروا قول الله تعالى مرةً أخرى تجدوه يُخاطبكم أنتم يا معشر المؤمنين. قال تعالى:
    {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بالحقّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ﴿68﴾يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ﴿69﴾إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿70﴾وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا ﴿71﴾وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ﴿72﴾وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا ﴿73﴾وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴿74﴾أُولَٰئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا ﴿75﴾خَالِدِينَ فِيهَا ۚ حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ﴿76﴾قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ۖ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا ﴿77﴾} صدق الله العظيم [الفرقان]، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.

    وأما سؤال أمة الرحمن: لماذا لا أظهر لعلماء الأمّة للحوار فألجمهم؟ والجواب على أختي الطيبة المُباركة الباحثة عن الحقيقة، وقالت: أريد أن أعلم، فنقول لها قول الله
    {ن وَالْقَلَمِ} وأنا {ن} أدعو الناس بالقلم قبل الظهور وليس بالتكليم المُباشر حتى إذا صدّقوا بأمري ظهرتُ لهم للمُبايعة عند الرُكن اليماني، أم تظنين بأنّ المهديّ يظهر للناس عند الرُكن اليماني فيقول: أنا المهدي فيقولون على الرحب والسعة فيقومون لمُبايعته! بل سوف ينقضون عليه ليبسطوه أرضاً فيقيه الله ما مكروا ثم يُدمرهم تدميراً، إذاً الحكمة ما ترين بأني أفعله؛ أخاطبهم عبر هذا الجهاز العالميّ وتلقّيتُ ذلك الأمر من ربّي في رؤيا، والرؤيا يخُص حُكمها صاحبَها ولا يُبنى عليها حُكمٌ شرعيٌّ للمُسلمين لأنّ فلان رأى رؤيا وكفى بالمرء أن يوعظ في منامه، ولا ينبغي لي الظهور إلا عند الرُكن اليماني إلا في حالةٍ واحدةٍ، إذا أحد زُعماء الأمّة قال اظهر لاستلام الراية فلا ينبغي لي الاختفاء حتى ولو كان يكذب علينا ويريد لي السوء فما يدريني بصدقه وكذبه ولكني أعلم الحقّ لقوله تعالى: {وَإِن يُرِيدُوا أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ} [الأنفال:62].

    وأما استغرابكِ من علماء الأمّة لماذا هم صامتون من الذين اطّلعوا على أمري في المُنتديات الإسلاميّة فلا هم كذّبوا ولا هم صدّقوا فاسأليهم هم لعلهم يأتونكِ بالجواب فنستفيد ونعلم ما السبب! وليست المُغامرة لمن اتّبع الداعي إلى الصراط المُستقيم بعلم وهُدًى وكتاب مُنير؛ بل المُغامرة لمن اتّبع الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، فإذا كان باطلاً فقد هوى وإذا كان حقاً فقد نجى، إذاً هذه هي المُغامرة وليس دخولكِ مُوقعنا مُغامرةً بل باحثةً عن الحقيقة واستمعي القول واتّبعي أحسنه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    أخوكِ الإمام ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 90293 من موضوع الرد على الأخت أمّة الرحمن: فلا تربطي إيمانكِ بأمري بإيمان الناس فتكوني إمعةً إن أحسن الناس أحسنتِ وإن أساءوا أسأتِ ..

    - 2 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    22 - 06 - 1428 هـ
    07 - 07 - 2007 مـ
    10:16 مسـاءً
    ـــــــــــــــــــــــ



    يا أمَة الرحمن قد جعل الله بُرهان الإمامة في القرآن ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، أمّا بعد..
    يا أمة الله، إذا كُنتِ طالبة علمٍ فتدبري جميع خطاباتي تعلمين الكثير ولا يزال لدينا الأكثر، وإذا مررتِ بموضوع لم تفهميه فسوف نزيدك علماً بإذن الله ولك منا البُرهان والسُلطان من حديث الرحمن وكفى به بُرهاناً. تصديقاً لقوله الله تعالى:
    {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [المرسلات:50].

    ثم اعلمي بأنّ التواريخ حسب يوم وشهر السّنة الشمسيّة في ذات الشمس، فلا تظني بأنّ اليوم الذي أُنذر الناس منه قد انقضى؛ بل نحن فيه منذ غرّة هلال ربيع الأول بالقمر لعام 1426 هجريّة الموافق الجُمعة ثمانية إبريل 2005، ولا نزال في هذا اليوم الشمسيّ فلا تفتنك التواريخ التي لا تحيطين بها علماً! فإذا وجدتِ لديك اللهفة لطلب العلم فسوف تفهمين البيان الحقّ للقرآن وتؤمنين بأنه حقاً الشمس والقمر بحسبان ويعتمد عليها تاريخ القرآن وأسراره في البيان من نفس القرآن، ولا ينبغي لي أن أستنبط البيان الحقّ للقرآن من غير القرآن، وأضرب لك على ذلك مثلاً سؤال افتراضي منكِ:

    ســ - أمة الرحمان: هل خلقنا الله لنحبّه فنعبده كما ينبغي أن يُعبد؟ أم أنّهُ خلقنا من أجل نِعَم الدُنيا؟ أم أنّه خلقنا من أجل أن يُدخلنا جنّةٌ عرضها السموات والأرض؟ أم أنّه خلقنا ليلقي بنا في نار جهنم؟

    جــ - إليك الجواب من الكتاب بالقول الفصل وما هو بالهزل يفهمه أهل العقول، وكوني كمريم البتول فتبتّلي إلى ربك تبتيلاً واذكري الله كثيراً وتقربي إليه بصالح الأعمال رغبةً في رضوان نفسه، ولا تتخذي رضوان الله وسيلةً لتحقيق الغاية الجنةَ (النعيمَ الأصغر)! فإذا كنت تحبين الله وأحبّك الله وقربّك فسوف تكتشفين نعيماً أكبر من الجنة التي عرضها كعرض السموات والأرض وليس نعيماً مادياً؛ بل هو أكبر من نعيم المُلك والملكوت كُله؛ وذلك هو اسم الله الأعظم؛ حقيقة رضوان نفس الله على عباده، وقد بيَّن الله في القُرآن بأنّ نعيم رضوان نفسه تعالى على عباده هو النعيم الأعظم من الجنة. وقال الله تعالى:
    {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} ‏صدق الله العظيم [التوبه:72].

    فهل علمتِ يا أختي بأنّ رضوان الله نعيمٌ أعظم من الجنة وذلك هو اسم الله الأعظم، ولكن للأسف فإنّ كثيراً من الذين لا يعلمون يظنّون بأنّ اسم الله الأعظم أنّه اسم أكبر من أسمائه الحُسنى التسعة وتسعين اسمٍ! فلا يجوز ذلك؛ بل ذلك إلحادٌ في أسماء الله وجميعها لله الواحد القهار، فكيف يكون اسماً أعظمَ من اسم وهو واحدٌ أحدٌ؟ ولكن للأسف بعض العُلماء ظنّ بأن الاسم الأعظم أنّه أعظم من أسماء الله الأخرى سبحانه وتعالى علواً كبيراً، وسبب ظنّهم بذلك ما جاء في الحديث (اسم الله الأعظم) فظنوا أنّهُ اسماً أعظمَ من أسمائِه الأخرى؛ بل يقصد بالأعظم أي أنهُ نعيمٌ أعظم من نعيم الجنة كما أثبتنا ذلك من القُرآن العظيم الذي ذكر بأنّ رضوان الله على عباده أعظم من نعيم الجنة، وذلك في قول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} ‏صدق الله العظيم، أي وربي إنّه نعيم أعظم من نعيم الجنة، ولذلك خلقكم يا معشر الإنس والجنّ وذلك هو النعيم الذي سوف تُسألون عنهُ يا من ألهاكم عنه التكاثر حتى زُرتم المقابر. تصديقاً لقول الله تعالى: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ﴿1﴾حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ﴿2﴾كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿3﴾ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿4﴾كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ﴿5﴾لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ﴿6﴾ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴿7﴾ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيم﴿8﴾} صدق الله العظيم [التكاثر].

    وذلك النعيم الذي سوف يحاسبكم عليه الله هو الهدف الذي خلقكم من أجله لتعبدوا ربّكم فتبتغون إليه الوسيلة لرضوان نفسه عليكم وتلك هي العبادة الحقّ، ولم أجد في القرآن العظيم بأنّ الله خلقكم من أجل نعيم الدُنيا ولا من أجل نعيم الآخرة؛ بل أجد في القُرآن العظيم بأنّ الله خلق نعمهُ ونعيمه في الدُنيا والأخرة من أجلكم وخلقكم من أجله تعالى. تصديقاً لقوله تعالى:
    {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:56].

    فكيف يظنّ الذين يقولون على الله ما لا يعلمون بأنّ النعيم الذي سوف يسألهم الله عنه أنّهُ نِعَمُ الدُنيا؟ فهل هم التهوا عنها؟ بل هي ألهتهم عن النعيم الحقّ الهدف الذي خُلقوا من أجله فألهاهم التكاثر بزينة الحياة الدنيا عنهُ وعن الشيء الذي التهوا عنه سوف يُسألون، فهل أوجدكم الله في هذه الحياة إلا ليبلوكم أيكم أحسن عملاً؛ عبادة لله ربّ العالمين؟ فكم قتلتم القُرآن تقتيلاً يا من تقولون التأويل بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً! فكيف تلهيكم الدنيا ثم يسألكم عنها؟ وهل خلقكم من أجل الدُنيا وكأنها الغاية التي خلقكم الله من أجلها ولأنكم التهيتم عنها سوف يسألكم؟! بل هي التي غرّتكم وألهتكم عن الحقّ لو كنتم تعلمون، فاعلموا بأنّ الله سوف يسألكم عن الشيء الذي ألهاكم عنه التكاثر. وهو ما جاء في قوله تعالى:
    {وَمَاخَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم.

    واسم الله الأعظم هو ( النعيــــم الأعظـــــم ) وذلك هو حقيقة لرضوان نفس ربكم عليكم فيمدّكم بروح منه وذلك رضوان نفسه عليكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [المجادلة].

    بل ذلك هو الروح والريحان في القُرآن العظيم وليس نعيماً مادياً بل نعيمٌ روحي، ريحان القلوب ونعيمها الأعظم حُبّ الله وقُربه ينال بحُبه وقربه أحبابه وهم عباده المُقربون. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89) وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91) وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94) إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95) فَسَبِّحْ بِاسم رَبِّكَ الْعَظِيمِ (96)} صدق الله العظيم [الواقعة].

    وأقسم بالله العلي العظيم إذا كنتِ من أحباب الرحمن حقاً كما تُسمين نفسكِ فلن تُكذِّبي بأمري أبداً، وإن لم تكوني حبيبة الرحمن حقاً فسوف تكذبين أو تكوني مُذبذبةً لا تكذبين ولا تُصدقين فلن يفقه هذا الخطاب إلا من علِم بحقيقة الروح والريحان وليس ذلك نعيماً مادياً؛ بل هو نعيمٌ أعظم من جنة النعيم لذلك ذكره الله قبل جنة النعيم المادية أعظم الجنان نعيماً وهو أعظم منها في القلب المؤمن، و
    أكرر ليس اسم الله الأعظم نعيماً مادياً بل روح ريحان القلوب نعيمها الأعظم. وقال الله تعالى: {فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ(89)} صدق الله العظيم، إذاً ليس نعيماً مادياً بل نعيمٌ في القلوب انعكاساً لرضوان نفس ربهم عليهم، بل ذلك هو المزيد المذكور في القرآن العظيم في قوله تعالى: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴿31﴾هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ﴿32﴾مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ ﴿33﴾ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ﴿34﴾لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴿35﴾} صدق الله العظيم [ق].

    ولا أظن حُبّ الله والمادة يجتمعان في قلوب عباده أبداً، فإمّا أن تعبد الله لأنك تحبه أو تعبده لتتخذ رضوان نفسه وسيلةً لكي يقيك من ناره ويدخلك جنته، ولكنك اتخذت النعيم الأعظم وسيلةً لتحقيق النعيم الأصغر منه وسوف تنال رضوان الله ولكنكم لا تنالون حبه،
    والحبّ هو أعلى درجات الرضوان لو كنتم تعلمون.

    ولم يجعلني الله شافعيّاً ولا زيديّاً ولا شيعيّاً ولا حنبليّاً ولا مالكيّاً ولا أنتمي لأيّ مذهبٍ فأنحاز إليه وأتلقى العلم من كُتيبات أئمته؛ بل أخاطبكم من حديث ربي وربكم أم تريدونني آتي بحديثٍ غيره من كُتيباتكم؟ فبأي حديثٍ بعده تؤمنون يا معشر المُسلمين؟ فهل أنتم مُصدقون؟ ما لم فإني أبشركم بعذابِ يومٍ عقيمٍ، وأقسم بالله العلي العظيم بأنّ أعظم كُفرٍ في الكتاب هو الكُفر بالمهديّ المنتظَر، فهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنه يُبيّن للناس حقيقة اسم الله الأعظم، السر الذي خلقهم الله من أجله فهو يدعوهم ليعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد ومن كفر بأمره فقد كفر بحقيقة رضوان الله في نفسه على عباده، ومن كفر بحقيقة رضوان الله فقد نال غضب الله ومقته، فهل يستويان مثلا من نال غضب من الله ممن نال حبه وقربه ورضوان نفسه؟.

    فما خطبكم يا معشر المسلمين لا تُصدقونني؟ فهل ترونني أدعوكم إلى ضلالةٍ ولا أهديكم إلى صراط العزيز الحميد؟ فسوف يحكم الله بيني وبينكم، فهل ترون أمَة الرحمن قد ربطت إيمانها بأمري بإيمانكم بشأني؟ إذاً جميع المسلمين في ذمتكم يا علماء الأمّة صدقوني، ما لم فلا تلوموا إلا أنفسكم، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.

    أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني مواليد 1969 مـ
    ـــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمن الرحيم
    ﴿ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾
    [الإسراء:٥٧] صدق الله العظيم
    ۞ خلاصة دعوة الإمام المهدي ناصر محمد ۞
    * الرحمن خلق الإنسان علمه البيان * {إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا}..* الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً * سؤال وجواب لأولي الألباب * وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ * عاجل إلى أحباب الله.. * ن والقلم وما يسطرون * نسف فتنة المسيح الدجال * كوكب النار سقر
    ۞الكتب الإلكترونية لموسوعة بيانات الإمام ناصر محمد۞ * يا حسرة على العباد.. * ردّ المهدي المنتظر إلى الذي ينكر أن رضوان الله النّعيم الأكبر * قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ * اضغط للبحث عن بيان للقرآن لآية تريد تأويلها الحق
    ۞ ولم يفرض الله على عبيده أن لا يرضوا حتى يكون راضياً في نفسه لهُ الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ۞
    ! هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ !
    ** إنّ الحبّ ينقسم إلى قسمين.. **
    *** هدف الشيطان في نفس الرحمن من محكم القرآن وبيان هدف الإمام المهدي في نفس الرحمن، هدفان متناقضان تماماً ***
    ۞۞۞ الحقوق لجميع المسلمين في أقطار الأرض ۞۞۞

  9. افتراضي

    اقتباس المشاركة 14477 من موضوع ردّ الإمام المهديّ من محكم الكتاب إلى الملحدين بوجود الله ..


    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    27 - 05 - 1432 هـ
    30 - 04 - 2011 مـ
    05:09 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
    https://albushra-islamia.com/showthread.php?p=14444
    ــــــــــــــــــــ



    ردّ الإمام المهديّ من محكم الكتاب إلى الملحدين بوجود الله ..

    بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله الأطهار وجميع أنصار الله الواحد القهار من جنوده في السماوات والأرض، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..

    ويا أخي الكريم، بارك الله فيك إنما أُمرت أن أُجادلكم بكلام الله فوعدني ربي أن يزيدني بسطةً في علم البيان الحقّ للقرآن على من يجادلني من القرآن العظيم حتى أقيم عليه حجّة العلم والسلطان من محكم القرآن، شرطٌ علينا أن يكون السلطان بيّناً من الرحمن في محكم القرآن تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَّوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} صدق الله العظيم [الكهف:15].

    إذاً سلطان العلم لا بدّ أن يكون بَيّناً للعلماء والعامة من الناس كون الدعوة إلى اتِّباع الحقّ دعوةً عامةً للجميع. ويا أخي الكريم وإن جادلتك بسلطان العلم من القرآن فسوف آتيك بأدلةٍ مقنعةٍ لكلّ ذي عقلٍ يتفكر. ولربما السيد كاظم يود أن يقاطعني فيقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني إنما أردنا أن تخاطبنا من خارج القرآن لإقناع الملحدين بربهم لكونهم لا يؤمنون بالله وينكرون وجوده وكذلك ينكرون هذا القرآن فكيف السبيل لإقناعهم؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: نخاطبهم من القرآن العظيم بالآيات التي تخاطب العقل والمنطق حتى نقيم عليهم الحجّة منه بالحقّ.

    ومن ثم نأتي إلى سؤال السيد كاظم إذ يقول ما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    ارجو اعلامنا في بيان اثبات وجود الخالق بأدله جديده تختلف عن ما ذكر بالكتب والأحاديث ومختصرة ومقبولة لكل طبقات الناس
    انتهى الاقتباس
    ومن ثم نأتي إلى الرد بالبرهان من محكم القرآن من الرحمن مباشرةً بخطاب الله إلى كل إنسانٍ عاقلٍ بقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ﴿٦الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ﴿٧فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴿٨} صدق الله العظيم [الإنفطار]، وبما أنّ الإنسان لم يرَ ربه ولذلك جعل الله البصيرة على الإنسان على وجود الربّ هو خلق الإنسان، ولذلك قال الله تعالى: {الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ﴿٧فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴿٨} صدق الله العظيم [الإنفطار].

    بمعنى أنَّ الإنسانَ على نفسه بصيرةٌ على وجود الرب تصديقاً لقول الله تعالى:
    {بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَ‌ةٌ ﴿١٤﴾ وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَ‌هُ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

    كون الله تعالى يفتي في محكم القرآن إنَّ لكل فعلٍ فاعلاً، فلا بدّ أن يكون هناك شيءٌ خلق الإنسان لكون الإنسان لم يخلق نفسه؛ إذاً لكل فعلٍ فاعلٌ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ ۚ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ ﴿٣٣فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ ﴿٣٤أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ﴿٣٥أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۚ بَل لَّا يُوقِنُونَ ﴿٣٦أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ ﴿٣٧} صدق الله العظيم [الطور].

    وهذه أسئلةٌ ملقاةٌ من الربّ إلى الإنسان الملحد كما يلي:

    1 - {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ} وجواب الإنسان العاقل سيقول: كلا، بل لكلّ فعلٍ فاعلٌ فلا بدّ أنه يوجد هناك شيءٌ خلقني.

    2 -
    {أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} وجواب الإنسان العاقل سيقول: كلا، فلم أخلق نفسي.

    3 - {أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} وجواب الإنسان العاقل سيقول: كلا، فلم أخلق السموات والأرض.

    4 - {أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ} وجواب الإنسان العاقل: كلا، ليست لديَّ خزائن كل شيءٍ ولستُ المسيطر على ملكوت السماوات والأرض ولست المتحكم في حركة الشمس والقمر والليل والنهار. ومن ثم ينظر إلى ما حوله من مخلوقات الله الدالة على وجوده تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ﴿١٠٥} صدق الله العظيم [يوسف].

    كون التفكّر فيما حوله من خلق الله يزيده يقيناً على وجود الربّ سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً لكون دعوة التأمل في السماوات والأرض تأتي باليقين إلى قلب الإنسان العاقل ولذلك قال الله تعالى:
    {أَفَلَا يَنظُرُ‌ونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ﴿١٧﴾ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُ‌فِعَتْ ﴿١٨﴾ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ ﴿١٩﴾ وَإِلَى الْأَرْ‌ضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ﴿٢٠﴾ فَذَكِّرْ‌ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ‌ ﴿٢١﴾} صدق الله العظيم [الغاشية].

    إذاً فالإنسان العاقل يستطيع أن يوقن وجود ربه من خلال خلق الإنسانِ نفسِه وخلق ما حوله من السموات والأرض وما فيهما من خلق الله ومن ثم يرجع إلى عقله لطلب الفتوى: هل من المعقول أن يخلق الله هذا باطلاً سبحانه؟ فلا بدّ أن يكون له حكمةٌ عظيمةٌ من خلق الخلق. فيُدرِك ذلك أولو الألباب المتفكّرون الذين توصّلوا إلى معرفة وجود ربهم بالعقل والمنطق وأدركت عقولهم أنَّ ذلك الخالق الذي خلقهم هو المستحقّ لعبادتهم من دون خلقه كونه الذي خلقهم ولذلك فهو الأولى بعبادتهم، وهذا ما توصّل إليه أبونا إبراهيم عليه الصلاة والسلام بتفكير العقل والمنطق كونه لم يقتنع بعبادة قومه للأصنام وأراد أن يبحث له عن إلهٍ أسمى من الأصنام التي صنعوها بأيديهم وقال الله تعالى:
    {وَكَذَٰلِكَ نُرِ‌ي إِبْرَ‌اهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴿٧٥﴾ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَ‌أَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَـٰذَا رَ‌بِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴿٧٦﴾ فَلَمَّا رَ‌أَى الْقَمَرَ‌ بَازِغًا قَالَ هَـٰذَا رَ‌بِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَ‌بِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴿٧٧﴾ فَلَمَّا رَ‌أَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَ‌بِّي هَـٰذَا أَكْبَرُ‌ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِ‌يءٌ مِّمَّا تُشْرِ‌كُونَ ﴿٧٨﴾ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ‌ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِ‌كِينَ ﴿٧٩﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فذلك هو الاجتهاد للبحث عن سبيل الحقّ بالعقل والمنطق، وبما أنّ الباحث عن الحقّ أبونا إبراهيم عليه الصلاة والسلام لم يقتنع بعبادة الكواكب والقمر المنير فأصاب قلبَه الحزنُ لكونه يريد أن يهتدي إلى سبيل الحقّ الذي يستحقّ العبادة ولكن عقله لم يقتنع بعبادة الكواكب لكون عقله يفتيه أنّ الخالق هو الأحقّ بالعبادة ولذلك قال:
    {فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} صدق الله العظيم، ومن ثم نظر بنظرة التأمل إلى الشمس {فَلَمَّا رَ‌أَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَ‌بِّي هَـٰذَا أَكْبَرُ‌ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِ‌يءٌ مِّمَّا تُشْرِ‌كُونَ ﴿٧٨﴾ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ‌ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِ‌كِينَ ﴿٧٩﴾} صدق الله العظيم.

    وتوصّل إلى ذلك الباحث عن الحقّ نبيّ الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام إلى الحقّ بادئ الأمر بالعقل والمنطق لكونه يرى أنَّ الذي فطر السماوات والأرض هو الأحقّ بعبادة عبيده وليس الحقّ أن يعبدَ العبيدُ العبيدَ؛ بل الأحقّ بالعبادة هو خالق العبيد فهو الربّ المعبود، ومن ثم ابتعث الله إليه رسوله جبريل عليه الصلاة والسلام فأوحى إليه ما أوحاه الله إلى رسوله جبريل ليوحيه إلى خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام فقال له:
    {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:124].

    ومن ثم بدأ يحاجّ قومه بالعقل والمنطق ويدعوهم إلى عبادة الله وحده وقال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ ﴿٥١إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَـٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ﴿٥٢قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ ﴿٥٣قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٥٤قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ ﴿٥٥قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَىٰ ذَٰلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ﴿٥٦} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل نبيّ الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام قام بدعوة قومه إلى عبادة الكواكب والشمس والقمر اجتهاداً منه؟ والجواب: كلا، كونه لا يزال مجتهداً لم يقتنع بعبادتهم؛ كونه لا يزال مجتهداً يبحث عن الحقّ حتى إذا هداه الله إلى الحقّ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٦٩} صدق الله العظيم [العنكبوت].

    ومن ثم يتبيّن لعلماء الأمّة ما هو الاجتهاد بالضبط، وهو : البحث عن الحقّ بالعقل والمنطق حتى إذا هداه الله إلى الحقّ فوجده على بصيرةٍ من ربه ومن ثم يدعو الناس إلى سبيل الله على بصيرةٍ، ولكن للأسف أن تعريف علماء الأمّة للاجتهاد كان من الأسباب الرئيسية لضلالهم عن الصراط المستقيم لكونهم يفتون المسلمين بفتاوى النسبية في % وليست مضمونة 100%، ولذلك يقول العالِم المفتي من بعد فتواه: "والله أعلم فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان" ويقول: "إنما أنا مجتهد" ويزعمون أنَّ هذا هو تعريف الاجتهاد! ومن ثم يفتيهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بتعريف الاجتهاد بالحقّ وأقول:

    ليس الاجتهاد أن تقولوا على الله ما لا تعلمون علم اليقين أنه الحقّ من ربّ العالمين؛ بل الاجتهاد يطلق على الباحث عن الحقّ حتى يجده بعلمٍ وسلطانٍ بيِّنٍ من ربّ العالمين ومن ثم يدعو الناس على بصيرةٍ من ربه.

    وبما أن خليل الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام يوم لا يزال مجتهداً لم يدعُ قومَه إلى عبادة أحد الكواكب كون عقله ليس مقتنعاً أصلاً بعبادتهم من دون الله ولذلك قال الله تعالى:
    {فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَ‌بِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:77].

    حتى إذا آتاه الله العلم من عنده بالبصيرة الحقّ المقنعة للعقل والمنطق، ولذلك يدعو أباه إلى سبيل ربّه على بصيرة العلم الحقّ الذي لا يحتمل الشك، ولذلك قال خليل الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام لأبيه:
    {يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَ‌اطًا سَوِيًّا ﴿٤٣﴾ يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّ‌حْمَـٰنِ عَصِيًّا ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [مريم].

    ولكن للأسف الشديد إنَّ علماء المسلمين لا يهتمّون بالعقل والمنطق ولا بتدبّر آيات القرآن العظيم؛ بل يدرسون سِنيناً في كتيّبات البشر؛ كتاب فلان بن فلان وكتاب فلان بن فلان ليحفظوا ما في تلك الكتب والمؤلفات دونما يستخدمون عقولهم لِما وجدوه فيها، وكأنّ أولئك المؤلفين في نظرهم أنبياءٌ مرسلون من ربّ العالمين! وكل حزبٍ بما لديهم من العلم فرحون ويزعمون أنَّ ما لديهم عن أئمّتهم هو الحقّ والآخرون على باطل.

    ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ وأقول: إنّ سلطان العلم للحكم الفصل ينبغي أن يكون من محكم القرآن وليس من منطق فلان بن فلان أفلا تتقون؟ فكم أضللتم أنفسكم وأضللتم أمّتكم باتّباع لهو الحديث الفارغ من الحقّ فضللتم عن سبيل الله، ولكني الإمام المهديّ أتحدّى بسلطان العلم المباشر من الرحمن آتيكم به من محكم القرآن بآياتٍ بينِّاتٍ لعلماء المسلمين وعامتهم لكلّ ذي لسانٍ عربيٍّ مبينٍ وأولو الألباب ممّن أظهرهم الله على أمرنا لمن الشاهدين.

    ويا معشر هيئة كبار العلماء بالمملكة العربيّة السعوديّة، ويا معشر هيئة علماء اليمن وجميع علماء المسلمين والنصارى واليهود: إن دعوة الإمام المهديّ هي عامةٌ إلى الناس جميعاً فلم يجعلني الله إماماً فقط للمسلمين بل للناس أجمعين لمن أراد أن يتبع الحقّ منهم فأدعوهم على بصيرةٍ من الله بالبيان الحقّ للقرآن العظيم ولن أستطيع أن أُهيمن عليهم لو نحتكم إلى كتيّباتهم التي أَفنوا أعمارهم في دراستها حتى ألْهَتْهم دراسة الكتب في مكتباتهم عن دراسة كتاب الله القرآن العظيم وتدبّر آياته ولم يحفظه الله من التحريف عبثاً بل ليدّبّروا آياته ويتّبعوا الحقّ من ربهم تصديقاً لقول الله تعالى:
    {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٢٩} صدق الله العظيم [ص].

    ولم يحفظه الله من التحريف عبثاً بل لتتّبعوه، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿١٥٥} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ولربّما يودّ فضيلة الشيخ السيد كاظم أو فضيلة الشيخ سلمان العلوان أو فضيلة الشيخ طارق السويدان أن يقاطعوني فيقول أحدهم: "فهل هذا يعني أنك يا ناصر محمد اليماني لن تتّبع ما وجدنا عليه آباءنا على نهج كتاب بحار الأنوار عن أئمة آل البيت؟"، ويقول آخر: "فهل هذا يعني يا ناصر محمد اليماني أنك لن تتّبع ما وجدنا عليه آباءنا على نهج كتاب البخاري ومُسلم وغيرهم من كتب أئمة الأمة؟ فلماذا لم يكتشف السلف ما اكتشفته أنت من الضلال حسب زعمك أنك ترانا على ضلالٍ مبينٍ في كثيرٍ من العقائد؟ كونك تنكر شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود، وتنكر عذاب القبر، وتنكر حدّ الرجم للزاني المتزوج، وتنكر رؤية الله جهرةً، وتنكر زواج المتعة، وتنكر معجزات الله التي يؤيّد بها المسيح الكذاب، وتنكر مسائلَ كثيرةً وجدنا عليها آباءنا! فإنك كذابٌ أشِرٌ ولست المهديّ المنتظر." ومن ثمّ يردّ عليكم المهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم وأقول:
    {قُلْ آللَّـهُ أَذِنَ لَكُمْ ۖ أَمْ عَلَى اللَّـهِ تَفْتَرُونَ} صدق الله العظيم [يونس:59].

    ولكني أحاجّكم بما أمركم به الله وآتيكم بالبرهان من محكم القرآن بآياتٍ بيِّناتٍ لعلماء المسلمين وعامتهم؛ فحين أُنكر شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود ومن ثم آتيكم بالبرهان الحقّ للبيان على تلك الفتوى من محكم القرآن وأقول قال الله تعالى:
    {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وحين أُنكر حدّ الرجم للزاني المتزوج؛ ومن ثم آتيكم بالبرهان المبين لحدّ الزانيات المحصنات الحُرّات نستنبطه من خلال حدّ الأمَة بقول الله تعالى:
    {فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم [النساء:25].

    وحين أُنكر عذاب القبر أنه على الروح من دون الجسد في النار في ذات النار التي وعد الله بها الكفار ومن ثم نأتيكم بالبرهان المبين عن موقع الكفار من بعد الموت وقبل البعث أنهم في كوكبٍ يدور من حول أرض البشر مثله كمثل الشمس تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَ‌ىٰ رِ‌جَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَ‌ارِ‌ ﴿٦٢﴾ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِ‌يًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ‌ ﴿٦٣﴾ إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ‌ ﴿٦٤﴾ قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ‌ ۖ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلَّا اللَّـهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ‌ ﴿٦٥﴾ رَ‌بُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ‌ ﴿٦٦﴾ قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ﴿٦٧﴾ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِ‌ضُونَ ﴿٦٨﴾ مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [ص]. فكيف يكون القبر ملأً أعلى الأرض؟ بل النار هي في كوكبٍ آخرَ تدور من حول أرضكم وقد اقترب مرورها فتلفح وجوه المكذِّبين منكم.

    ولربّما يودّ أن يقاطعني فضيلة الشيخ العلوان ويقول: "مهلاً مهلاً يا من يزعم أنه المهديّ المنتظَر، فكيف تقول إنّ الله سوف يهلك الكفار المكذِّبين بالذِّكر بنار الله سقر فتأتيهم بغتةً وهم لا يزالون في الدنيا من قبل الآخرة؟"، ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني بالردّ المباشر نستنبطه لهم من محكم الذِّكر في قول الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ‌ وَلَا عَن ظُهُورِ‌هِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُ‌ونَ ﴿٣٩﴾ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَ‌دَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُ‌ونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    ولربّما يودّ فضيلة الشيخ طارق أن يقول: "وهل سوف تلوح للناظرين من البشر بالفضاء وهم لا يزالون في الحياة الدنيا؟"، ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر وأقول: قال الله تعالى:
    {وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ ﴿٢٧لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ ﴿٢٨لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ ﴿٢٩} صدق الله العظيم [المدثر].

    ومن ثم يقاطعني طارق مرةً أخرى فيقول: "وما يقصد الله بقوله
    {لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ} صدق الله العظيم؟". ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر وأقول: بمعنى أنها تظهر للبشر فتمرّ على أرضهم من حينٍ إلى آخرَ بعد أمدٍ بعيد، وأقرب المرورات لكوكب سقر هو في عصر بعث المهديّ المنتظَر ليلة مرور كوكب سقر ليلة يسبق الليل النهار فاتقوا الله يا أولي الأبصار! أفلا تعلمون أنّ مرورها الأقرب هو شرطٌ من أشراط الساعة الكبرى بعد أن تدرك الشمس القمر في أوّل الشهر فيسبِّب انتفاخ الأهلّة فترونه في ليلته الأولى وعمره ليلتان؟ وأَقسمَ الله بشرط الساعة في القمر على حقيقة مرور كوكب سقر كون مرورها الأكبر هو أحد اشراط الساعة الكُبَر ليلة يسبق الليل النهار بسبب مرور كوكب سقر تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ ﴿٣١كَلَّا وَالْقَمَرِ ﴿٣٢وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ﴿٣٣وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ﴿٣٤إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ ﴿٣٥نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ ﴿٣٦لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ﴿٣٧} صدق الله العظيم [المدثر].

    قبل مجيء الوعد بالفتح الأكبر في عصر بعث المهديّ المنتظَر تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٨قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٢٩فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ ﴿٣٠} صدق الله العظيم [السجدة].

    وذلكم هو الفتح بين الكافرين بالذِّكر والمؤمنين بالذِّكر يحدث ليلة مرور كوكب النار، فالفرار الفرار إلى الله الواحد القهار تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ‌ وَلَا عَن ظُهُورِ‌هِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُ‌ونَ ﴿٣٩﴾ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَ‌دَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُ‌ونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    وإنما كتبنا في هذا البيان رؤوس أقلامٍ لبياناتٍ أخرى فخّاً لكم لعلكم تتجرّأون على الحوار بظنّكم أنكم سوف تُهيمنون على الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فترون أمره بسيطاً ومن ثم نُهيمن عليكم بسلطان العلم الحقّ ونُعلِّمكم ما لم تكونوا تعلمون لا أنتم ولا آباؤكم الأولون، أفلا تتقون؟

    فهُبّوا إلى طاولة الحوار للمهديّ المنتظَر
    (موقع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني منتديات البشرى الإسلاميّة) وقولوا: "سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ، فإن هيمنتَ علينا بسلطان العلم من محكم القرآن فقد زادك الله بسطةً في علم البيان الحقّ للقرآن وجعلك للناس إماماً كريماً لتهديهم بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد، وإن لم تفعل وهيمن عليك علماء الأمّة أو أحدهم من محكم القرآن ولو في مسألةٍ واحدةٍ فقد تبيَّن لعلماء المسلمين وأمّتهم أنّك كذابٌ أشِرٌ ولست المهديّ المنتظَر، وعلى جميع الأنصار ممّن تبعك في جميع الأقطار لدول البشر أن يتراجعوا عن اتِّباعك لو غلبك أحد علماء الأمّة ولو في مسألةٍ واحدةٍ فقط فقد حكمتَ على نفسك بنفسك بقولك أنه لا يجادلك عالِم من القرآن إلا غلبتَه"، ومن ثمّ يردّ عليهم ناصر محمد وأقول: ذلك بيني وبينكم يا خطباء المنابر ومفتي الديار في جميع الأقطار لدول البشر ويشهد عليه الله الواحد القهار و كافة الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور يعلمُ خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وتالله لا أبالغ بغير الحقّ بالنثر ولا نقول لكم الشعر بل نجادلكم بالبيان الحقّ للذِّكر فنستنبط لكم البرهان من محكم القرآن ولم نأتِكم بوحيٍ جديدٍ؛ بل لنعيدكم إلى منهاج النبوّة الأولى حتى تكونوا على ما كان عليه محمدٌ رسول الله والذين معه كانوا على كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ كانوا يتّبعون قرآنه وبيانه.

    ولربّما يودّ سليمان العلوان أن يقاطعني فيقول: "عجبٌ أمرك يا ناصر محمد اليماني! فأحياناً وكأنك لا تؤمن بأحاديث البيان في السُّنة النّبويّة مطلقاً وتدعو إلى اتِّباع القرآن والاعتصام به وأحياناً أخرى تدعونا إلى اتّباع كتاب الله وسنة رسوله!". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا فضيلة الشيخ سلمان العلوان حفظك الله، إنما أُناديكم باتّباع كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، إلا حين تجدون في سنة البيان ما يخالف لمحكم القرآن فاتّبعوا القرآن واعتصموا به وذروا ما يخالف لمحكم القرآن في سنّة البيان لكون ذلك الحديث المخالف لمحكم القرآن جاءكم من عند غير الرحمن؛ بل من عند الشيطان على لسان أوليائه من شياطين البشر من الذين يُظهِرون الإيمان ويُبطِنون الكفر والمكر ليصدّوا البشر عن اتّباع الذِّكر عن طريق علم الحديث، فلا تتّبعوا الشيطان إني لكم ناصحٌ أمينٌ.

    و يا سلمان، إن كنتَ تريد أن يُبصِّرك الله بالحقّ فأنِب إلى ربِّك ليهدي قلبك ولا تكن مع الذين كرِهوا ما أنزل الله كونَه مخالفاً لأهوائهم فأحبط أعمالهم لأنّ منهم من يسعى الليل والنهار ليطفئ نور الذِّكر على البشر ويأبى الله إلا أن يُتمّ نوره ببعث المهديّ المنتظَر ولو كره المجرمون ظهوره.

    وسلام ٌعلى المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    اقتباس المشاركة 311001 من موضوع تدبّروا البيان تلو البيان ليزيدكم يقيناً وهدىً ويستقوي نور قلوبكم وبصيرتكم، ولا تهجروا البيانات فيضمحل نور صدروكم ويضعف يقينكم شيئاً فشيئاً حتى ينطفِئ ..


    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    05 - 08 - 2011 مـ
    06 - 09 - 1432 هـ
    09:31 صباحاً
    بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
    https://albushra-islamia.com/showthread.php?p=19918
    ــــــــــــــــــ


    تدبّروا البيان تلو البيان ليزيدكم يقيناً وهدىً ويستقوي نور قلوبكم وبصيرتكم، ولا تهجروا البيانات فيضمحل نور صدروكم ويضعف يقينكم شيئاً فشيئاً حتى ينطفِئ ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله الأطهار وجميع أنصار الله الواحد القهار وأسلم تسليماً..

    ويا أحبتي الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فلتطمئن قلوبكم على الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فنحن بأعين الله التي لا تنام، ونزور الموقع بين الحين والآخر ولكن بدون كتابة مشاركات إلى حين، كوني مشغولٌ بأمور لدينا لا تحيطون بها علماً، فلا تهنوا ولا تحزنوا فإن الله مظهركم والإمام المهدي على العالمين بحوله وقوته، إنّ الله بالغ أمره، وعلى الله فتوكلوا وثقوا في الله ثقةً مطلقةً فبيده مقاليد الأمور يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.

    ولا تهنوا في التبليغ بالبيان الحقّ للقرآن العظيم إلى العالمين بكل حيلةٍ ووسيلةٍ، واصبروا وصابروا ورابطوا في التبليغ، معذرةً إلى ربكم ولعلهم يتقون.

    وما قيل لكم إلا ما قيل لأنصار الأنبياء وكذلك يقال لأنصار الإمام المهديّ أنهم الأرذلون وأنهم الجاهلون وأنهم لضالون وأنّ إمامهم الذي يتّبعونه لمجنون!! وفي الأخير يتبيّن للمستهزئين أنهم هم الذين لا يعقلون، ومن ثم يقولون كمثل قول أصحابهم:
    {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١٠} صدق الله العظيم [الملك].

    ومن ثم نقول للذين لا يعقلون ولا يتفكّرون: استخدموا عقولكم من قبل الاتّباع والحكم على الداعية، ألا والله لئن استخدمتم عقولكم فتدبّرتم وتفكّرتم في البيان الحقّ للقرآن للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فإنّ عقولكم لا تجد إلا أن تسلّم للحقّ تسليماً، فتقول لكم أنّ ناصر محمد اليماني ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ لا شكّ ولا ريب. ولكن أكثر الناس كالأنعام لا يتفكّرون، ويحكمون على الداعية من قبل الاستماع والتدبر والتفكّر في سلطان علمه ما دام يرونه يخالفهم فيرونه على ضلالٍ مبينٍ ولا يسمحون لأنفسهم بالتفكّر والتدبر في سلطان علمه، هل يخاطبهم بالحقّ أم كان من اللاعبين؟ وهل منطقه منطق مجنونٍ أم منطق عاقلٍ يهدي إلى الرشد إلى صراطٍ مستقيم؟

    ويا أحبتي في الله الأنصار السابقين الأخيار اصبروا على الأذى من قومٍ لا يعلمون حتى يحصحص الحقّ للعالمين، ولسوف يأتيهم النبأ العظيم وهم في غفلةٍ ساهون وأكثرهم مستهزؤون وأكثر الناس لا يعلمون. ولا تعجلوا على الناس بالعذاب ونرجو من الله أن يرحمهم فيهديهم إلى الصراط المستقيم، وما أجمل الصبر من أجل تحقيق رضوان الله في نفسه على عباده فذلك منتهى هدف الإمام المهديّ وهدفكم ولن يتحقق حتى يجعل الله الناس أمّةً واحدةً على صراط ٍمستقيمٍ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [يونس:99]، واعلموا أنّ الله على كلّ شيءٍ قدير.

    رضي الله عنكم وأرضاكم أحبتي الأنصار السابقين الأخيار أحباب الله ربّ العالمين، فلا تهنوا ولا تحزنوا فأنتم الأعلون في العالمين بإذن الله، فلا يفتنكم الذين لا يوقنون فإن وعد الله حقّ ولكن أكثر الناس لا يعلمون، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..

    وأرجو أن تقبلوا اعتذار الإمام المهديّ عن قلّة مشاركاتي هذه الأيام في الموقع فلدينا أمور مشغولون بها هنا وهناك، وكذلك نسعى لإقناع قوم آخرين، فلا تهجروا موقع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بحجّة انشغال الإمام المهديّ عن موقعه، فإنكم لا تعبدون المهديّ المنتظَر بل تعبدون ربّ المهديّ المنتظَر وربّكم الله الواحد القهار.


    ألا والله إنّ تدبّر البيان تلو البيان الحقّ للقرآن ليزيدكم يقيناً إلى يقينكم وهدىً إلى هداكم ويستقوي نور قلوبكم وبصيرتكم، ولكن حين تهجرون بيانات الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فسوف يضمحل نور صدروكم ويضعف يقينكم شيئاً فشيئاً حتى ينطفِئ، فكونوا من الشاكرين.

    وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين ..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    اقتباس المشاركة 51474 من موضوع ( ردود الإمام على الذي سجَّل في طاولة الحوار بثوب الأنثى علم الجهاد والمباهلة بالحقّ ) ..

    - 16 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    26 - 06 - 1430 هـ
    20 - 06 - 2009 مـ
    12:53 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ


    عقيدتنا الاعتصام بمحكم القرآن العظيم والكُفر بافترائِكم في أحاديث الفتنة الموضوعة ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين من أرسله الله بالقرآن العظيم رحمةً للإنس والجنّ أجمعين النبيّ الأمي الأمين أكرم الأنبياء والمُرسلين مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

    السلام عليكم يا معشر الأنصار السابقين الأخيار وكافة المُسلمين المؤمنين بآيات ربهم في القرآن العظيم اللاتي أحاجّهم بها في القرآن العظيم، ولن يُصدقُ المهديّ المنتظَر من العالمين بالبيان الحقّ للقرآن العظيم إلا المُسلمون من الذين قال الله عنهم في مُحكم كتابه القرآن العظيم:
    {وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (81)} صدق الله العظيم [النمل].

    أولئك من المؤمنين الذين قال الله عنهم في مُحكم كتابه القرآن العظيم:
    {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4)} صدق الله العظيم [الأنفال].

    وأنا المهديّ المنتظَر ناصر محمد أُذكِّر بالقرآن من يخاف وعيد. تصديقاً لأمر الله في مُحكم القرآن العظيم:
    {فَذَكِّرْ بِالْقرآن مَن يَخَافُ وَعِيدِ} صدق الله العظيم [ق:45].

    ويا معشر المُسلمين، أما آن لكم أن تخشع قلوبكم لذكر الله القرآن العظيم حجّة الله عليكم إنْ كنتم به مؤمنون؟ أم إنّه طال الأمد والانتظار للمهديّ المنتظَر الإنسان الذي يُعلمه الله البيان للقرآن فقست قلوبُكم؟ وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [الحديد:16]. فلماذا لا توقنون بالبيان الحقّ للكتاب الذي فيه ذكركم وذكر من كان قبلكم القرآن العظيم كتاب الله الجامع لكُتب الأنبياء والمُرسلين والمُهيمن عليهم أجمعين الذي أدعوكم للاحتكام إلى مُحكمه إن كنتم به مؤمنون؟

    ويا معشر عُلماء المُسلمين لقد أخرجكم أمثال المُسلمة -الذَكَر في طاولة الحوار في ثوب الأنثى كمثل الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكُفر- عن الصراط المُستقيم، فردُّوكم من بعد إيمانكم كافرين بالحقّ الذي علّمكم الله به في القرآن العظيم. وبيَّن الله لكم آياته المُحكمات فُصِّلت من لَدُن حكيم عليم، وعلَّمكم الله بناموس آياته في الكتاب اللاتي جعلهنَّ الله حقائق لقُدرته وآيات التصديق لوجوده لتخشوا ربكم بالغيب، وعلَّمكم الله أنه يؤيد بآياته الدالة على قُدرته لعبيده الذين يدعون الناس إلى عبادة الله وحده.

    وأنا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم أفتي بأنّ أعظمَ كفرٍ بآيات الله في الكتاب أن تتّبعوا افتراء المُنافقين بأنّ الله يؤيد بآياته الدالة على وحدانيَّته وقدرته فيؤيّد بها حِيَل الافتراء إلى ألدّ أعداء الله ورُسله والناس أجمعين للمسيح الكذاب الشيطان الرجيم فتنة للناس، وكأنّ الله يرضى لعباده الكُفر سُبحانه وتعالى علواً كبيراً!

    وأنا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم أُفتي أنّ عُلماء المُسلمين إلا من رحم ربّي منهم قد كفروا بجميع آيات الله بمحكم القرآن العظيم، واتّبعوا أحاديث الفتنة للمسيح الدجال ففُتِنوا عن الحقّ الذي أنزله الله في مُحكم القرآن العظيم، ولم يجعل الله حُجّته عليكم آيات القرآن المُتشابهات التي لا يعلمُ بتأويلهن إلا الله؛ بل جعل الله حُجّته عليكم في آيات الكتاب المُحكمات هُنّ أمّ الكتاب جعلهن الله آيات بيِّنات لعالمكم وجاهلكم لكُل ذي لسانٍ عربيٍّ منكم، فمن اتّبع ما خالفهم فقد كفر بمُحكم القرآن العظيم ثم لا يجد لهُ من دون الله ولياً ولا نصيراً وسوف آتيكم بشيءٍ منها للتّذكير بما علّمناكم من قبل ثم أثبت أنكم قد أصبحتم بمحكم كتاب الله كافرين. وقال الله تعالى:
    {قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} صدق الله العظيم [سبأ:49].

    فلا يُبدِئ الخلق ثم يُعيده للحياة من بعد الموت إلا الله ربّ العالمين وحده لا شريك له. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} صدق الله العظيم [الروم:11].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلِ اللّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ}صدق الله العظيم [يونس:34].

    وهذه الآيات جعلهن الله من آيات أمّ الكتاب البيِّنات لا يزيغ عما جاء فيهنّ إلا من كان في قلبه زيغٌ عن الحقّ فينبذهنّ وراء ظهره فيتبع أحاديث الفتنة التي تُخالف الحقّ الذي أنزله الله في مُحكم كتابه. ومن ثم آتيكم الآن بالبُرهان أن المُفترين قد ردوكم من بعد إيمانكم كافرين بما أنزل الله في مُحكم القرآن العظيم فاعتقدتم أنّ الباطل المسيح الكذاب يعيد مخلوق من بعد موته! وأنتم تعلمون أنّ المسيح الكذَّاب سيدّعي الربوبية فيقول إنه الله ربّ العالمين. سُبحان الله عما يصفون! ومن ثم تعتقدون إنهُ يأتي بالبُرهان لدعوته بأنهُ إلهكم الذي يُبدئ الخلق ثم يعيده فتعتقدون أنهُ سوف يقتل رجلاً فيشطره إلى نصفين فيمرّ بين الفلقتين ثُم يعيد إليه روحه من بعد موته، فأثبت دعوته بأنه الله الذي يُبدئ الخلق ثم يعيده المُحيي للنفس من بعد موتها، وهذه عقيدة كُفر مُخالفةٌ لما أنزل الله في مُحكم كتابه الذي أفتاكم أنّ الباطل لا يستطيع أن يأتي بآيةٍ واحدةٍ فقط من آيات الله الدالة على قدرته ووحدانيته وألوهيته سُبحانه وتعالى علواً كبيراً! ونبذتم يا عُلماء المُسلمين وأتباعهم مُحكم كتاب الله وراء ظهوركم فاتّبعتم الأحاديث وروايات الفتنة من عند غير الله فردّكم الذين يُظهرون الإيمان ويُبطِنون الكُفر من بعد إيمانكم بهذا القرآن العظيم كافرين بما أنزل الله في مُحكم آياته بعقيدتِكم أنّ الباطل يحيي النفس من بعد موتها برغم أنّ الله ينفي ذلك في جميع آيات القرآن المُحكمات أن يستطيع أن يفعل ذلك الباطل الذي يدعون من دونه، وتحدى الله في محكم القرآن العظيم من الذين يكذبون بحديث ربهم في القرآن العظيم ويدعون الباطل من دونه أن يعيدوا الروح لمن مات بين يديهم فإن استطاعوا فقد صدّقوا بدعوتهم للباطل من دون الله. وقال الله تعالى:
    {أَفَبِهَـٰذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ ﴿٨١ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴿٨٢ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿٨٣ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ ﴿٨٤وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَـٰكِنْ لَا تُبْصِرُونَ﴿٨٥ فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦ تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].

    ولكن عُلماء المُسلمين كذّبوا بتحدّي ربِّهم واتّبعوا أحاديث المُفترين وقالوا إنّ المسيح الكذاب الذي يدّعي الربوبية إنه يعيد روح مقتولٍ بين يديه شَطَرَهُ إلى نصفين ثم يعيد روحه إلى جسده فيقوم حيَّاً! فكذبتم بتحدي الله في القرآن العظيم للباطل أن يفعل ذلك. فأي كفر بعد هذا الكُفر أن تتبعوا لما خالف عن تحدي الله لأهل الباطل في مُحكم القرآن العظيم أن يعيدوا روح الميت من بعد خروجها ونبذتم كتاب الله وراء ظهوركم واتَّبعتم أحاديث الفتنة الموضوعة فردّوكم من بعد إيمانكم كافرين بآيات الله في القرآن العظيم الدّالة على وحدانيته وقُدرته يتفرد بها الذي يبدئ الخلق ثم يعيده، و لا يستطيع أن يفعلها الباطل أجمعون من الجنّ والإنس ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً ونصيراً فلا يستطيعوا أن يعيدوا روح إنسان من بعد موته، وإن صدقوا وكسروا هذا التحدي فأعادوا روح إنسان من بعد أن تبلغ روحه الحلقوم مُغادِرة لجسده فإن فعلوا فقد صدقوا في دعوتهم للباطل من دونه سُبحانه وتعالى علواً كبيراً. وقال الله تعالى:
    {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿٨٣ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ ﴿٨٤وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَـٰكِنْ لَا تُبْصِرُونَ﴿٨٥ فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦ تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].

    فهل تعلمون ما هو البيان لقول الله تعالى:
    {فَلَوْلا إِنْ كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ}؟ أي غير مُدينين بتكذيب هذا القرآن العظيم من عند ربّ العالمين. وقال الله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ﴿٧٥ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴿٧٦﴾إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ﴿٧٧ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ ﴿٧٨ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ﴿٧٩ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٨٠ أَفَبِهَـٰذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ ﴿٨١ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴿٨٢ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿٨٣ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ ﴿٨٤وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَـٰكِنْ لَا تُبْصِرُونَ﴿٨٥ فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦ تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم.

    أفلا ترون إنكم قد كفرتم بالقرآن العظيم فاتّبعتم أحاديث فريقٍ من المؤمنين من أهل الكتاب يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكُفر ويقولون طاعة لله ولرسوله ثم يُبيِّتون أحاديث ورواياتٍ غير التي يقولها عليه الصلاة والسلام في السُّنة النبويّة فاتّبعتم افتراءهم فردّوكم من بعد إيمانِكم كافرين بمُحكم آيات الله في القرآن العظيم. وقال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آَيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (101)} صدق الله العظيم [آل عمران].

    فتذكّروا قول الله تعالى:
    {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آَيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (101)} صدق الله العظيم؛ أي كيف تكفرون وأنتم تُتلى عليكم آيات الله المُحكمة في القرآن العظيم وفيكم رسوله الذي جاء بهذا القرآن من لدن حكيمٍ عليمٍ؟
    ولكنهم لم يستطيعوا فتنتَهم ذلك الزمان واستطاعوا فتنةَ المُسلمين في زمن جمع الأحاديث، فكيف تتبعون أحاديث وروايات فريقٍ من المؤمنين من أهل الكتاب ظاهر الأمر ويُبطنون الكُفر والمكر ضدّ كتاب الله الذكر المحفوظ من التحريف، وقد علّمكم الله إنّ الباطل المُفترى على الله ورسوله في أحاديث السُّنة النبويّة حتماً تجدون بينه وبين مُحكم القرآن العظيم اختلافاً كثيراً ذلك لأنّ الباطل دائما يأتي مُعاكساً للحقّ جُملةً وتفصيلاً، وبما أنّ أحاديث السُّنة النبويّة من عند الله إلا أنّ الله لم يَعِدُكم بحفظها من التحريف والتزييف. وقال الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ ٱلَّذِي تَقُولُ وَٱللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلاً (81) أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرَآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلاَفاً كَثِيراً(82)} صدق الله العظيم [النساء] ؛ أي لو كان الحديث في السُّنة النبويّة مُفترى جاء من عند غير الله فعلَّمكم الله أن تتدبّروا القرآن وسوف تجدون بينه وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراَ.

    وأما المُسلمة فأقسمُ بالله العظيم أني لم أدعُها للمُباهلة إلا أنّي أعلمُ أنّها ذكر في طاولة الحوار بثوب الأنثى وأعلمُ أنّها تُظهر الإيمان وتُبطن الكُفر، وأعلمُ أنّها تعلم علم اليقين أنّ ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر الحقّ وهي للحقّ لمن الكارهين، وأعلمُ أنّها من الذين قال الله عنهم في محكم كتابه:
    {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10)} صدق الله العظيم [البقرة]، ومن الذين قال الله عنهم: {وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ (16)}صدق الله العظيم [البقرة].

    وأولئك هم من ألدّ الخصام وأخطرهم على الدين وفتنة المُسلمين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ ألدّ الْخِصَامِ} صدق الله العظيم [البقرة:204].

    وأقسمُ بالله العظيم ما دعوتها للمُباهلة إلا لأني أعلمُ إنّما جاء ليفتِنكم عن اتِّباع الحقّ من ربكم وإنّه لا يريد الخير لكم ولا للإسلام والمُسلمين وهدفه يُريد أن يُناظرني في أشياء إن تُبْدَ لكم تَسُؤكم كمثل أن يُحاجَّ المهديّ المنتظَر في درجته العلميّة حتى إذا بيَّنت لكم الدرجة العلميّة لصاحب علم الكتاب ثم يسُؤكم كما سوف يسوء النصارى؛ إذ كيف يجعل الله المهديّ المنتظَر إماماً للمسيح عيسى ابن مريم الذي بالغوا في شأنه بغير الحقّ أنّه ولد الله ثم يتفاجَؤون أنّ الله جعله من الصالحين التابعين للإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني ثم يزدادون كُفراً ونفوراً كبيراً حتى ولو ظهر المسيح عيسى ابن مريم فسينكرونه بعد أن بالغوا في أمره بغير الحقّ ثم ينكرونه بحجّة أنّه ليس المسيح عيسى ابن مريم الذي له ينتظرون، فكيف يتّبع رجلٌ صالح من المُسلمين ثم ينكرونه ثم يطمس على وجوههم الباطنة التي هي قلوبهم فيردّها على أدبارها فيتّبعون المسيح الكذاب الذي سيقول إنّه المسيح عيسى ابن مريم ويقول إنّهُ الله ربّ العالمين حسب عقيدتهم، ويذرون المسيح الحقّ عيسى ابن مريم -صلى الله عليه وآله وسلم- الذي يقول: "إنّي عبد الله ورسوله إلى بني إسرائيل من قبل، وأرجعني الله لأكون من الصالحين التابعين للمهديّ المنتظَر المُكرم الذي آتاه الله علم الكتاب ليُعلِّمكم لماذا يسمى الطاغوت بالمسيح الكذاب ويعلِّمكم أنّ المسيح الكذاب لن يقول لكم إنّه المسيح الكذاب بل يقول لكم إنّه المسيح عيسى ابن مريم فيدّعي الربوبيّة بغير الحقّ، ولذلك قدَّر الله عودتي إليكم لأقول لكم صدَقَ المهديّ المنتظَر الحقّ من ربِّكم، فأنا المسيح عيسى ابن مريم الحقّ من ربَّكم، عبد الله ورسوله إلى بني إسرائيل من قبل وأمرني الله أن أكون من الشاهدين بالحقّ ومن الصالحين التابعين للمهديّ المنتظَر الحقّ من ربِّكم لأشدُدَ أزرهُ، وجعلني الله لهُ وزيراً لنُقاتل المسيح الكذَّاب الذي يريد أن يفتنكم أنتم والنصارى عن الحقّ من ربِّكم ويقول إنّهُ المسيح عيسى ابن مريم فينتحل شخصيتي، ولذلك قدَّر الله الحكمة من عودتي وأنا المسيح عيسى ابن مريم عبد الله ورسوله وأنا من المُسلمين ومن الصالحين التابعين.

    ويا معشر المُسلمين، أعلمُ أنّ هذا سوف يسوء النّصارى وقد يكون سبب فتنتِهم فيطمس الله على وجوههم الباطنة التي هي قلوبهم فيردها على أدبارها فلا يتّبعون المسيح عيسى ابن مريم الحق من ربِّهم الذي أعلن إنّه من الصالحين التابعين للمهديّ المنتظَر، ألا والله لو يأذن لي الله لجعلتُ المسيح عيسى ابن مريم إماماً للمهديّ المنتظَر فلا أكون إلا جُندياً من جنوده ضدّ المسيح الكذّاب المُفتري عليه وعلى الله بغير الحقّ لكي انقذ النّصارى من الفتنة فلا يطمس الله قلوبهم فيردّها على أدبارِها فيتّبعون المسيح الكذاب بسبب إنّ المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وآله وسلم أعلن إنّه من الصالحين التابعين للمهديّ المنتظَر ويخصّ النصارى التحذير الأول في الشطر الأول من الآية (47) في سورة النساء في قول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آَمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا}، ويخصّ اليهود الشطر الثاني من الآية (47) في سورة النساء: {أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (47)} صدق الله العظيم.

    ويوجد فرق بين الطَّمس والمسخ، فأمّا الطمس فهو طمس القلوب المؤمنة بالمسيح عيسى ابن مريم لدرجة المُبالغة في شأنه وأمّه بغير الحقّ حتى إذا قال المسيح عيسى ابن مريم إنّ الله جعله وزيراً للمهديّ المنتظَر ثم لا يتّبعون الحقّ، وسبب فتنتهم أنّ المهديّ المنتظَر يقول إن المسيح عيسى ابن مريم جعله الله له وزيراً من الصّالحين التّابعين ثم يكفر النصارى بذلك حتى ولو ظهر المسيح عيسى ابن مريم لأنكروه! فكيف يكون من التابعين للمهديّ المنتظَر وهو نبيٌ ورسولٌ بل ولد الله حسب زعمهم! وآخرون يقولون بل هو الله ذاته سُبحانه وتعالى علواً كبيراً.

    وكذلك أنتم يا معشر المُسلمين قد ترضون أن يكون المهديّ المنتظَر إماماً للمسيح عيسى ابن مريم وترضون أن يكون المهديّ المنتظَر أعلمُ من المسيح عيسى ابن مريم ولكنكم تأبون أن يكون المهديّ المنتظَر أعلمُ من محمدٍ رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم؛ بل يسوْءُكم ذلك كثيراً ولا تثريب عليكم ولا آمركم أن تعتقدوا إنّ المهديّ المنتظَر أعلم من محمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فلا يهمني ذلك في شيءٍ ولو يبعث الله جدي محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لرضيتُ أن أكون خادم شراك نعل جدّي عليه أفضل الصلاة والتسليم، وسلوا المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام عن الإمام المهديّ ناصر محمد يوم تلقونَه فيُفتيكم بالحقّ فلا أعلمَ من المسيح عيسى ابن مريم في جميع الانبياء والمُرسلين إلا محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقال الله عن علم المسيح عيسى ابن مريم؛ قال تعالى:
    {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ} صدق الله العظيم [آل عمران:48].

    ثم يجعله الله بقدر مقدورٍ في الكتاب المسطور وزيراً لمن هو أعلمُ منه، وأما المُسلمة فأنا أعلمُ ما تُريد فإنها تُريد فتنتكم عن الحقّ من ربكم وإنما دعوناها للمُباهلة وعلمناكم من قبل أنها لا ولن تجيب المُباهلة لأنه يعلم إنّه أولا ليس أنثى ويعلمُ إنّه لذَكَر يصدّ عن البيان الحقّ للذكر، ويعلمُ إنّه للحقّ لمن الكارهين، ويعلمُ علم اليقين أنّ المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين قد تبيّن له أنّه الإمام ناصر محمد اليماني ولذلك لا ولن يجيب طلب المُباهلة وأنتم تعلمون من الذي دائماً تجدوه يفرّ إذا طُلبتُ منه المُباهلة! ذلك هو راية الجهاد ذلك هو علم الشيطان الرجيم الذي صنعوا موقعاً كمسجد ضرار للمهديّين الذين اعترتهم مسوس الشياطين في كُل عصرٍ فتوسوس لكلٍ منهم بالمهديّة وتجدونه لن يُحدِّد لهم أيَّهُم المهديّ فيهم؛ بل يُريد أن يجمعهم في موقعه ويعدهم أنّه سوف يختار المهديّ المنتظَر الحقّ من بينهم حين يأذن الله له فيُسلمه الراية! حسبي الله عليه ونعم الوكيل، وأقسمُ بالله العظيم إنّهُ لمن المُعذبين ومن اتّبعه والحُكم لله وهو أسرع الحاسبين.

    ولربما انتقدني كثيرٌ منكم بسبب غِلظتي على المُسلمة فيقول: وماذا يُغضِبُ ناصر محمد اليماني من المُسلمة ولكنّي أعلمُ من الله ما لا تعلمون، وسُرعان ما يبيّن الله لي بيانات الشياطين وما ترمي إليه وماذا يريدون وكم حاولت أن أستفزّ المُسلمة لكي تتجرأ للمُباهلة لأنه قد جاء عصر المسخ إلى خنازير لكي يجعلها الله نَكالاً لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمُتقين ولكنّي أعلمُ إنّها لن تُجيب! من رضي أن يكون أنثى وهو ذكر شيطان أشر وألد أعداء الله ورسوله والمهديّ المنتظَر، وأقسمُ بالله الواحدُ القهار إنّها لو تجيب طلب المُباهلة إن الله سوف يحكمُ بيننا بالحقّ وهو أسرع الحاسبين ولكنّها تُريد أن تستمر بالمُناظرة حسب زعمها ليس إلا لتضييع وقت المهديّ المنتظَر فبدل أن يُعلّم المُسلمين كُل يوم بياناً يحوي كثيراً من العلم الحقّ تُريد أن تختصر ذلك إلى علم موضوعٍ واحدٍ فتجعل المهديّ المنتظَر يخوض في موضوعٍ واحدٍ؛ بياناً تلو الآخر مُكرراً ذلك حتى لا يبيِّن للناس أكثر من البيان الحقّ للذكر، ولذلك لن تجدوها تعترف بالحقّ حتى لا ننتقل إلى موضوع آخر، وهذا هو هدف المُسلمة من الاستمرار في المُناظرة لأنها تعلم إنّها لن تعترف بالحق مما يجبر ناصر محمد اليماني يجلس؛ يكرر لها موضوعاً واحداً، وترى أن ذلك أهون مما يعلم الناس علماً أكثر وهي تعلم أنّها لن تستطيع أن تُلجم ناصر محمد اليماني ولكنّها تُريد أن يجلس في الموضوع الواحد شهراً لو أمكن لها ذلك حتى تُضيِّع وقته فلا يبيِّن للناس أكثر من البيان الحقّ للذِّكر.

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار لا يضرُّكم من ضلَّ إذا اهتديتم، فاعتصموا بحبل الله القرآن العظيم واكفروا بما خالف لمحكم القرآن العظيم لعلكم تُفلحون.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــ
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    اقتباس المشاركة 3893 من موضوع سلسلة حوارات بين الإمام المهديّ والمدعو طريد حول الإمامة وفتوى وحي التفهيم ..


    ( سلسلة حوارات بين الإمام المهديّ والمدعو طريد حول الإمامة وفتوى وحي التفهيم )

    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    26 - محرّم - 1430 هـ
    23 - 01 - 2009 مـ
    08:02 مساءً
    ـــــــــــــــــــــ



    ما هي أدلّتك على أنّك إمامٌ؟ ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيّبين الطاهرين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدين، وبعد..

    ســ 1 : السؤال الأول ماذا يعني لك إمام؟
    جــ 1 : أخي الكريم جعلني الله إماماً للمتّقين أدعو إلى الله على بصيرةٍ منه كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ، وجعلني الله للمتقين إماماً، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} صدق الله العظيم [الفرقان:74].

    ســ 2 : ما هي أدلتك على أنّك إمامٌ؟
    جــ 2 : أدلّتي على أنّ الله جعلني للناس إماماً أن زادني بسطةً في العلم على كافة علماء الأمّة فلا يجادلني عالِم من القرآن إلا أقمت عليه الحجّة من مُحكم القرآن حتى يُسلّم تسليماً، وبسطة العلم جعلها الله برهان الخلافة من أول خليفة آدم إلى خاتم خلفاء الله أجمعين الإمام المهديّ الحقّ من ربّ العالمين، وبما أنّ الله اصطفى آدم خليفةً في الأرض ولذلك زاده بسطةً في العلم على الملائكة الذين كانت لهم نظرةً أخرى في اصطفاء آدم، ومن ثمّ أقام الله عليهم الحجّة فعلّم آدم الأسماء كُلها ثمّ قال لملائكته: {فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ} صدق الله العظيم [البقرة:31-32-33].

    وهنا ثبتت خلافة آدم فإنّ الله زاده بسطةً في العلم على الملائكة أجمعين ليجعل الله ذلك برهان الخلافة والمُلك، والله هو مالك الملك يؤتي مُلكه من يشاء ولا يحقّ للملائكة ولا للجنّ ولا للإنس إلا السمع والطاعة لخليفة ربّهم، ولا يجوز لأحدٍ أن يختار خليفة الله من دونه حتى ولو كان من الأنبياء فلا يجوز له لأنّ الذي يختصّ باصطفاء خليفة الله هو مالك المُلك الذي يؤتي ملكه من يشاء، وانظر لطالوت خليفة الله في بني إسرائيل فإنّ نبيّهم ليس هو من اختاره حين قالوا لنبيٍّ لهم أن يولّي عليهم قائداً يقودهم في سبيل الله، وقال الله تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّـهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّـهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٤٧﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ومن ثمّ نعلم من خلال هذه الآيات المُحكمات أنّ شأن اصطفاء الخليفة يختصّ به مالك الملك الذي يؤتي ملكه من يشاء، وكذلك علّم الله النّاس كيف يعلمون خليفة الله عليهم وهو أنّ الله سوف يؤيّده ببرهان الخلافة عليهم فيزيد من اصطفاه عليهم ملكاً أن يزيده بسطةً في العلم عليهم أجمعين وذلك لكي يحكم بينهم بما أنزل الله كما يُعلّمه الله، وإذا كان الإمام ناصر محمد اليماني هو حقاً خليفة الله في الأرض اصطفاه الله ربّ العالمين فحتماً لا بُدّ أن يزيده بسطةً في العلم على كافّة علماء المسلمين حتى يحكم بينهم في جميع ما كانوا فيه يختلفون بسلطان العلم من كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ.

    ســ 3 : ومن نصَّبك إماماً؟
    جــ 3 : نصَّبني الله مالك الملك الذي يؤتي ملكه من يشاء تصديقاً لناموس الخلافة في الكتاب في قول الله تعالى: {قَالَ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّـهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [البقرة:247].

    ســ 4 : ماذا يعني يمانيّ وكيف يمكنك اثبات أنّك يمانيٌّ؟
    جــ 4 : يماني من اليمن كما مصري من مصر أو فلسطيني من فلسطين، وأما إثبات أنيّ يمانيٌّ لأنّي يمانيٌّ من اليمن وفي اليمن، وأبي يمانيّ وجدّي يمانيّ وسيدي يمانيّ كابراً عن كابرٍ.

    ســ 5 : ماذا يعني لك المهديّ؟
    جــ 5 : أي إنّني أدعو على صراطٍ مستقيم، وأهدي المسلمين إلى الحقّ في جميع ما كانوا فيه يختلفون، وأهدي النّاس أجمعين إلى الحقّ فأدلّهم عليه بالحقّ بسلطان العلم من ربّ العالمين من مُحكم القرآن العظيم.

    ســ 6 : ومن الذي هداك؟
    جــ 6 : هداني ربّي الذي اصطفاني وجعلني بآياته من الموقنين، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [السجدة].

    ســ 7 : وكيف اهتديت؟
    جــ 7 : اهتديت للحقّ بعد أن كنت باحثاً عن الحقّ وتمنّيت اتّباع الحقّ لأنّي لا أريد غير الحقّ فهداني الحقّ إليه، تصديقاً لوعده بالحقّ في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت].

    ســ 8 : وكيف تثبت بأنّك الامام المهديّ الثاني عشر، ومَن هو الإمام الذي سبقك وأخبر عنك وعن قدومك؟
    جــ 8 : إنّي لم أكن أعلم عن شأن الأئِمّة شيئاً وكنت لا أملك من العلم إلا كعامّة النّاس من المسلمين ولست من العلماء، وذات ليلة رأيت أنّي في مركز عشرةٍ من الرجال وكانوا على شكلٍ دائريٍّ، ومن ثمّ قلت لهم دلّوني على الإمام علي بن أبي طالب، ومن ثمّ تراجع أحدهم كان أمام وجهي خطوةً إلى الخلف ثمّ خطوةً إلى الجنب وقال: ذلك الإمام علي بن أبي طالب وكان خارج دائرة العشرة، ومن ثمّ انطلقت نحوه وأمسكت يده بِيَدَي الاثنتين وقلت له: دُلّني على محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ومن ثمّ أخذني إلى عمود يتوسط الغرفة التي كنّا فيها وإذا بمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم جالساً بجانبه ومُتّكِئاً بظهره إلى العمود، ومن ثمّ جثمت عليه وجعلت وجهي في عنقه وقبّلته قُبلاتٍ عديدةٍ وجلست إلى جانبه وأفتاني في شأني، ولكنّ محمداّ رسول الله يعلم أنّ الرؤيا تُخصّ صاحبها ولكنّه قال: [وما جادلك أحد من القرآن إلا غلبتَه]. انتهت الرؤيا بالحقّ.

    وعلمتُ من خلال الرؤيا أنّ العشرة الذين كانوا يحيطون بي بشكل دائريٍّ إنّما هم أئِمّة آل البيت من ذُريّة الإمام علي بن أبي طالب، وأمّا الإمام خليفة الله من بعد رسوله فكان خارج دائرة العشرة فأصبح تعدادهم أحد عشر إماماً من آل البيت، وعلمتُ أنّني الإمام الثاني عشر من آل البيت من ذُريّة الإمام علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام، وكنّا جميعاً نحن ومحمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في بيتٍ بشكل غرفةٍ واحدةٍ كبيرةٍ والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ.

    غير إنّي أحذّرك أيّها السائل أن تُصدّق بأنّي المهديّ المُنتظَر الإمام الثاني عشر من آل البيت المطهّر ما لم تجد التصديق للرؤيا بالحقّ على الواقع الحقيقي بأنّ الله زادني بسطةً في العلم بالبيان الحقّ للذِّكر فلا يُجادلني عالِمٌ من القرآن إلا غلبتُه بسلطان العلم الحقّ المُقنع الذي لا يستطيع أن يُجادل فيه شيئاً فيُسلّمُ تسليماً إن كان يؤمن بالقرآن العظيم، وذلك لأنّ محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لي في الرؤيا إنّه لن يُجادلني أحدٌ من القرآن إلا غلبتُه، بمعنى أنّه لن يُجادلني عالِمٌ من القرآن إلا غلبتُه بسلطان العلم، والحَكَمُ طاولةُ الحوار بسلطان العلم بالبيان الحقّ للذكر، فهل من مُدَّكِر ومُصدّقٌ أنّي الإمام المهديّ المُنتظَر الإمام الثاني عشر من آل البيت المطهّر؟ ولم يُعلّمني الله ورسوله بأسمائهم لأنّ أسماءهم لا تهم؛ بل الحكمة في تبيان عددهم وذلك لكي أعلم أنّي الإمام الثاني عشر من آل البيت المطهّر، ولو وُجدوا لما وسعهم إلا أن يَتَّبِعوني جميعاً، وفوق كُلّ ذي علمٍ عليم.

    ســ 9 : أنا موحِّد لله عزّ وجل وأشهد أن لا إله إلا الله فهل يتوجب علي الإيمان بك؟ ولماذا؟
    جــ 9 : بلى الإيمان بشأني ودعوتي حقٌّ مفروضٌ وشرط لكم علينا بالحقّ أن تجدوا أنّ الله أصدقني الرؤيا بالحقّ فزادني على كافة علماء المسلمين بسطة بالبيان الحقّ للذِّكر لكي ألمَّ شملَهم وأجبرَ كسرهم وأحكمَ بينهم بالحقّ في جميع ما كانوا فيه يختلفون لتكون كلمة الله هي العليا ويتمّ الله بعبده نوره ولو كره المجرمون ظُهوره، ومن أعرض عن الحقّ بعد ما تبيّن له أنّ ناصر محمد اليماني هو حقّاً جعل الله اسمه خبره وعنوان وراية أمره وأنّه يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ؛ ومن أعرض عن الحقّ بعدما تبيّن له العلم فالحُكم لله وهو أسرع الحاسبين.

    ســ 10 : ما هو الفارق بينك وبين المهديّين الآخرين؟
    جــ 10 : كُلّ من يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ بعلمٍ وسلطانٍ فهو مهديٌّ إلى صراطٍ مستقيمٍ سواء الرسل والأنبياء والخلفاء حتى محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مهديٌّ إلى الحقّ لأنّه يهدي إليه بعلمٍ وسلطانٍ من الحقّ والحقّ هو الله، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} صدق الله العظيم [الشورى:52].

    وكذلك كافة الذين اصطفاهم الله أئِمّة للناس من ذُريّة آدم مهديّون إلى صراطٍ مستقيمٍ، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [السجدة]. ولذلك أنا الإمام الثاني عشر المهديّ المُنتظَر من أهل البيت المطهّر خاتم خُلفاء الله أجمعين، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..

    أخوك الإمام المهديّ إلى الحقّ وإلى صراطٍ مستقيمٍ الناصر لما جاء به محمدٌ رسول الله رحمة للعالمين ناصر محمد اليماني.
    ________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    اقتباس المشاركة 6537 من موضوع الرد على الطيب المكي: { قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ } صدق الله العظيم ..

    - 3 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    14 - 01 - 1431 هـ
    31 - 12 - 2009 مـ
    02:58 صباحاً
    ــــــــــــــــــــ



    الردّ على الطيب من محكم الكتاب، فهل يتذكر إلا أُولُو الألباب ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسَلين جدّي محمد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم والتابعين للحقّ إلى يوم الدين..

    قال الله تعالى:
    {
    كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٢٩} صدق الله العظيم [ص]. فمن هم أُولُو الألباب؟ ألا إنّهم أصحاب الفكر والتدبّر، ولم أجد في كتاب الله أنّه اهتدى إلى الحقّ من عباده إلا أُولُو الألباب. تصديقاً لقول الله تعالى: {‏‏فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    فمن هم أصحاب الفكر والتّدبّر؟ وهم الذين لا يتّبعون الاتّباع الأعمى ولا يحْكُمون على الدّاعية من قبل التّدبّر والتفكّر في سلطان علمه هل يقبله العقل والمنطق؟ فإذا قبِله العقل والمنطق فهذا يعني أنّه من عند الرحمن، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴿٤٦‏} صدق الله العظيم [الحج].

    ولكن مشكلة الذين ضلُّوا عن الحقّ واتّبعوا الباطل هو أنّهم لا يستخدمون عقولهم، وقد أدركوا خطأهم بأنّ سبب ضلالهم هو الاتّباع الأعمى وعدم استخدام العقل ولكن للأسف لم يدركوا سبب ضلالهم أنّه كان بسبب عدم استخدام عقولهم إلا بعد فوات الأوان، ولذلك قالوا:
    {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} صدق الله العظيم [الملك:10].

    إذاً الذين هداهم الله هم فقط أُولُو الألباب وهم أصحاب العقول المُتفكّرة والمُتدبّرة فيتفكّرون في قول الدّاعية هل هو قول مُنزَّل من ربّهم؟ ومن ثم يتّبعون أحسنه، تصديقاً لقول الله تعالى‏:
    {فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم، وما يقصد الله بقوله تعالى: {يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} وذلك القول المُنزّل من ربّهم في مُحكم آيات الكتاب، تصديقاً لقول الله تعالى: {
    وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٥٩} صدق الله العظيم [الزمر].

    ويا أيّها الطيّب، إن كنت عالِماً طالباً للعلم فالتزم بما أوصاك الله به فقد نهاك الله عن الاتّباع الأعمى وأمرك أن تستخدم عقلك الذي ميّز الله به الإنسان عن الحيوان، فانظر إلى أمر الله إلى طالب العلم في محكم كتاب الله:
    {
    وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿٣٦} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ونخرج الآن بنتيجة الأمم جميعاً، فتبيّن لنا من هم الذين اهتدوا إلى الصراط المستقيم، ومن هم الذين ضلُّوا عن الصراط المستقيم؟ والجواب تجده في محكم الكتاب أنّه لم يهتدِ إلى الحقّ إلا أُولُو الألباب أصحاب الفكر والتدبر، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم.

    وأما الذين ضلُّوا عن الصراط المستقيم فهم الذين لا يستخدمون عقولهم وأدركوا خطأهم بعد فوات الأوان، ولذلك قالوا:
    {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} صدق الله العظيم.

    فتعال لكي نستخدم العقل فيما تُحاجّني به أخي الكريم، وأراك تقول إنّ المهديّ المنتظَر لا يعلم أنّه المهديّ المنتظَر؛ بل أهل العلم يعلمون أنّه المهديّ المنتظَر فيقومون بتعريفه على نفسه أنّه المهديّ المنتظَر، وإن أنكر أجبروه على البيعة وهو مُكرَه! فتعال لنُحَكِّم العقل والمنطق في هذه الرواية هل يقبلها العقل والمنطق؟ وما يلي جواب عقل أيّ إنسان عاقل إذا تفكّر وتدبّر فسوف يفتيه عقله ويقول له: أولاً إنّ المهديّ المنتظَر لا بد له أن يكون عالماً كبيراً من أكبر علماء الأمّة في عصره على الإطلاق وذلك لكي يستطيع أن يحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون فيوحّد صفّهم ويجمع شملهم، والسؤال الذي يطرح نفسه بالعقل هو: إذا كان هذا المهدي لم يعلم أنّهُ المهديّ، فكيف عَلِم أصحاب العلم أنّه هو المهديّ؟ مع إنّه ينبغي أن يكون هو أعلم منهم ولكنّهم أصبحوا هم الأعلم منه، ولذلك أفتوه أنّه المهديّ المنتظَر، فكيف تركب هذه يا أُولي الألباب؟ أليس من المفروض أن يكون الإمام المهديّ هو الأعلم فيعلم أنّه المهديّ المنتظَر قبل أن يُعلِّمَه علماء الأمّة أنّه المهديّ المنتظَر؟
    والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فما يدري علماء الأمّة أنّه المهديّ المنتظَر، فهل لأنّه أقنى الأنف كما يزعمون؟ ولكنّنا سوف نجد مليون أقنى الأنف، أم لأنّه واسع الجّبهة؟ فما أكثر الصلعان في هذا الزمان بسبب داء القشرة، أفلا تعقلون يا معشر علماء الأمّة؟ فلا تكونوا من أشرّ الدّواب الذين لا يعقلون ولذلك لا يهتدون سبيلاً، وقال الله تعالى:
    {
    إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّـهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴿٢٢} صدق الله العظيم [الأنفال].

    وأما خير الدواب فهم أُولُو الألباب، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن ربّك الحقّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [الرعد:19].

    ويا أيها الطيّب، اتّقِ الله أخي الكريم وكُن طيّباً من أولي الألباب، واعلم أنّ البرهان للإمام المصطفى من رَبّ العالمين هو أن يزيده الله بسطةً في العلم على كافة علماء الأمّة، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    قَالَ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ} صدق الله العظيم [البقرة:247].

    واعلم أنّ هذه الآية نزلت في الإمام طالوت عليه الصلاة والسلام ليُعلّمكم الله الناموس الحقّ في الكتاب أنّه هو من يصطفي أئِمّتكم بالحقّ فيزيدهم عليكم بسطةً في العلم، حتى إذا علمتم أنّ الله زاده عليكم بسطةً في العلم المُلجم بالحقّ والمُقنِع للعقل والمنطق من محكم كتاب الله، ومن ثم تعلمون أنّ الله قد جعله خليفة لكم وإماماً كريماً ليهديكم إلى الصراط المستقيم فيحكم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون فيوحّد صفّكم ويجمع شملكم لتقوى شوكتكم.

    ويا أيّها الطيّب الكريم، بارك الله فيك وهداك وأراك الحقّ حقاً وثبّتك على الصراط المستقيم إنّ ربّي غفور رحيم، فإن قلت لك اتّقِ الله في الإمام المهدي الحقّ من ربّك ولا تصفه بما ليس فيه بأنّه يفسر القرآن على هواه فأقسم بربّ العالمين أنّك افتريت على المهديّ المنتظَر خليفة الله لأنّك تعلم أنّه لا يفسّر القرآن على هواه حاشا لله؛ بل أفسر القرآن بالبيان فآتيكم بالسلطان من ذات القرآن كلام الرحمن وليس بياناً بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً.

    ويا أخي الكريم كن صادقاً مع الله ومع نفسك ومع الآخرين حتى يصدّقك الآخرون فأنت أصلاً لا تُريد أن أحاجّك بكتاب الله؛ القرآن العظيم، وتأمرني أن أتّبع السُّنّة وحدها بحجّة أنّها جاءت بياناً للقرآن وانتهى الأمر، وتقول إنّ الذين قبلنا يعلمون كُلَّ آية متى نزلت وفيمن أُنزلت فحسبنا ما وجدنا عليه السلف الصالح وإنّا على آثارهم مهتدون وبسنّتهم مُستمسكون فنعض عليها بالأسنان ونتشبث فيها بالأظافر، ثم يُلقي إليك المهديّ المنتظَر سؤالاً وأقول: فلماذا حفظ الله الذِّكر من التّحريف إلى يوم الدين؟ أليس لكي نتّبع كتاب الله القرآن العظيم فنعتصم بمحكمه ونكفر بما خالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم لأنّ كتاب الله هو المحفوظ من التحريف لذلك جعله الله الحجّة علينا لئِن زِغنا عن الصراط المُستقيم، وقال الله تعالى:
    {
    وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿١٥٥أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ﴿١٥٦أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ ۚ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿١٥٧} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ويا أيّها الطيّب، بعث الله الإمام المهديّ فزاده الله عليكم بسطةً في علم الكتاب ليجعلني المهيمن بسلطان العلم من محكم القرآن العظيم على كافّة علماء المسلمين والنَّصارى واليهود فهل تُريدني أن أجعل لكم ولهم علينا سلطاناً فأدعوهم إلى الاحتكام إلى السُّنّة النّبويّة؟ إذاً لما استطعت أن ألجم عالماً ولا جاهلاً لأنّه يستطيع أن يطعن في الرّواية أو الحديث فيقول إنّها مُفتراة ما أنزل الله بها من سلطان، ومن ثم يقول لي أُقسم أنّها من عند الله، ثم أقول مثل ما تقولون الله أعلم فهذا ما وجدنا عليه أسلافنا في العلم والأحكام! ولكنّي حين آتيكم بسلطان العلم من مُحكم كتاب الله القرآن العظيم الذي يعلم كافة علماء المسلمين والنَّصارى واليهود أنّه قرآنٌ عظيمٌ كتاب الله المحفوظ من التحريف، ولذلك تجدونه نسخةً واحدةً في العالمين، ومن ثم أجعلكم بين خيارين اثنين: إما أن تتّبعوا كتاب الله بتطبيق أحكام الله، وإما أن تُعرضوا عن كتاب الله فيعذّبكم الله عذاباً نُكراً مع الكفّار بالقرآن العظيم، فبئس ما يأمركم به إيمانكم أن تؤمنوا بالقرآن العظيم بأنّه كتاب الرحمن المحفوظ من التّحريف ثم لا تُجيبون داعي الاحتكام إلى كتاب الله فلبئس ما يأمركم به إيمانكم لو كنتم تعقلون.

    ويا أيّها الطيب، إنّي لا أكفر بأحاديث السُّنة النبويّة الحقّ لأنّها لا تأتي مخالفةً لناموس الكتاب في شيء، وإنّ رواياتكم التي تُحاجّوني بها أنّكم أنتم مَن يصطفي المهديّ المنتظَر في قدره المقدور في الكتاب المسطور مخالفة للعقل والمنطق، فما يُدريكم أيّاً من الناس المهديّ المنتظَر حتى تصطفونه من بين البشر؟ وما يُدريكم بقدره المقدور في الكتاب المسطور، فهل أنتم أعلم أم الله الذي يصطفي خليفته في الأرض فيزيده عليكم بسطةً في العلم كما اصطفى الله خليفته آدم عليه الصلاة والسلام خليفته في الأرض فزاده بسطةً في العلم على من استخلفه عليهم حتى صار خليفة الله آدم هو المُعلّم لهم لِما لم يكونوا يعلمون، وجعل الله آدم وملائكته المقرّبين عليه وعليهم الصلاة والسلام في ساحة الاختبار العلميّ لكي يعلم عباده برهان الخلافة والإمامة في كُلّ زمانٍ ومكانٍ أنّ مَن اصطفاه الرحمن أنّه يزيده بسطةً في العلم على كافّة مَن استخلفه عليهم ولذلك لم يأمر الله ملائكته بالسجود لخليفة الله المصطفى آدم إلا بعد أن أثبت خليفة الله آدم أنّ الذي اصطفاه قد زاده بسطةً في العلم، وقال الله تعالى:
    {
    وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ} صدق الله العظيم [البقرة: من الآية 31 إلى 33].

    وهنا أثبت آدم أنّ الذي اصطفاه الله قد زاده بسطةً في العلم عليهم، ومن بعد إقامة الحجّة جاء الأمر الإلهيّ إلى ملائكة الرحمن:
    {
    وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٣٤} صدق الله العظيم [البقرة].

    ولكنّي لم آتِ بالتأويل من رأسي بالظنّ؛ بل هذا مرتبٌ في الكتاب ومفصّلٌ لأولي الألباب فتدبّر وتفكّر، وقال الله تعالى:
    {
    وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٣٤} صدق الله العظيم.

    إذاً خليفة الله في الأرض يكون المختصّ بشأن اختياره في قدره المقدور وبعثه إلى البشر هو الله مالك الملك يؤتي ملكه من يشاء، وحين أتيتك ببرهان الإمامة في قصّة الإمام طالوت لُمتَني وقلت إنّ هذه الآية نزلت في طالوت، ويا سبحان الله العظيم! وهل تظنّ أنّني غبيّ لا أعلم أنّها جاءت في قصة الإمام طالوت! وإنّما استنبطنا لكم ناموس الإمامة والخلافة بأنّها ليست من شأنكم فتصطفون من تشاءون والله يعلم وأنتم لا تعلمون، ولا ينبغي لكم أن تصطفوا خليفة الله من دونه ولا ينبغي للأنبياء أن يصطفوا خليفة الله من دونه الذي جعله الله إماماً للأمّة من بعد نبيّه، بل الله هو من يصطفي ويختار، مالك الملك يؤتي ملكه من يشاء. ولذلك تجدون كذلك ناموس الخلافة والإمامة في قصّة نبيّ بني إسرائيل من بعد موسى لتعلموا أنّ الله هو من يصطفي الخليفة والإمام للأمة فيزيده عليهم بسطةً في العلم:
    {
    أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ۖ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ۖ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴿٢٤٦وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّـهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّـهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٤٧} صدق الله العظيم [البقرة].

    وهذا هو الناموس في شأن اصطفاء خليفة الله والإمام منذ القِدم من عصر خليفة الله آدم إلى خاتم خلفاء الله أجمعين خليفة الله في الأرض الإمام المهديّ المنتظَر، فلا ينبغي لملائكة الرحمن المُقرّبين والجنّ والإنس أجمعين أن يصطفوا خليفة الله في الأرض، الإمام المهديّ مِن دون الله سبحانه، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّـهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم.

    فبالله عليكم، فهل الإمام طالوت عليه الصلاة والسلام هو أرفع شأناً من خليفة الله الإمام المهديّ؟ فلماذا تجدون في الكتاب أنّ الله هو من اصطفاه على بني إسرائيل وزاده بسطةً في العلم ومن ثم تحقّرون من شأن خليفة الله الإمام المهديّ المنتظَر بأنّكم أنتم من يصطفيه ويختاره في قدره المقدور؟ ويا عجبي من أمركم! فكيف ينبغي لكم أن تصطفوا خليفة الله الإمام المهديّ الذي جعله الله إماماً لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، ولذلك قال الله تعالى:
    {
    وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴿٤٦} صدق الله العظيم [آل عمران].

    فأما مُعجزة التكليم في المهد فقد مضت وانقضت، وأما تكليم ابن مريم وهو كهل فيكون من الصالحين التابعين فذلك في عصر بعث المهديّ المنتظَر إن كنتم تتّقون، فكيف تصطفون خليفة الله من دونه الذي جعله الله الإمام لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام أفلا تتفكّرون؟

    ويا أيّها الطيّب المحترم، لقد جاء بعث المهديّ المنتظَر وإنّا لصادقون ولكل دعوى برهان، ولكنّ المهديّ المنتظَر يدعو اليهود والنَّصارى والمسلمين إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم المحفوظ من التحريف إلى يوم الدين، وللأسف إنّ أوّل من كفر بدعوة المهديّ المنتظَر إلى الاحتكام إلى الذِّكر القرآن العظيم هم المسلمون، فتدبّر وتفكّر في ما يلي وفكِّر وحكِّم عقلك وقرِّر، وما يلي اقتباس من أحد البيانات المؤيّدة بسلطان العلم المُلجم بآيات محكمات بيّنات لعالِمكم وجاهلكم إنّ القرآن هو المرجع والحكم فيما كنتم فيه تختلفون في التوراة أو في الإنجيل أو في السُّنة النّبويّة، فليس الأمر هيِّناً بل هذا شأن المهديّ المنتظَر الذي تنتظرونه منذ أمدٍ بعيدٍ ليبعثه الله ليهديَكم والناس أجمعين إلى الصراط المُستقيم، فلا تلوموني على التّطويل بل حقّاً علينا أن نقيم عليكم الحُجّة بسلطان العلم حتى تُسلِّموا للحقِّ تسليماً معذرةً إلى ربّكم ولعلّكم تتّقون قبل أن يأتيكم العذاب الأليم فأدرأ الحُجّة بالحجّة الأفصح والأوضح.

    يا أيها الطيب المبارك، فإذا ألجمت الإمام ناصر محمد اليمانيّ بعلمٍ أهدى من علمه وأصدق قيلاً وأقوم سبيلاً فلن تأخذني العزّة بالإثم وسوف تجدُني أسلٍّم للحقِّ تسليماً، فلا ينبغي لمن يتقي الله حقّ تُقاته أن تأخذه العزة بالإثم إن تبيّن له إنّه على باطل والحقّ مع من يجادله بعلمٍ وسلطانٍ من الرحمن، فتدبّر سلطان المهديّ المنتظَر بالحقّ بأنّ القرآن هو المرجِع والحكم فيما اختلف فيه اليهود والنَّصارى والمسلمون ولذلك جعل الله المهديّ المنتظَر هو المهيمن عليهم أجمعين بسلطان العلم من محكم القرآن العظيم، فتدبّر سلطان البيان أنّ القرآن هو حقّاً الحَكَم والمرجِع فيما كنتم فيه تختلفون.

    وما يلي اقتباس من أهم البيانات في طاولة الحوار العالميّة لبيان القرآن العظيم :

    ألا والله الذي لا إله غيره لو يُلقي إلى أهل العلم منكم المهديُّ المنتظر بسؤالٍ وأقول: أخبروني هل تنتظرون المهديّ المنتظَر يبعثه الله إليكم نبيّاً جديداً؟ فإنّه سوف يكون جوابكم واحداً موحداً وكأنّكم تنطقون بلسانٍ واحدٍ فتقولون: "كلا ثم كلا يا من تزعم أنّك المهديّ المنتظَر فلن يبعث الله المهديّ المنتظَر نبيّاً جديداً، سبحانه! فيُناقض كلامه المحفوظ من التحريف في قوله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب]، ولذلك نحن ننتظر المهديّ المنتظَر ناصر محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم".

    ثم أُلقي إليكم بسؤالٍ آخر وأقول: وما تقصدون بأنّكم تنتظرون المهديّ المنتظَر ناصر محمد؟ سيكون جوابكم واحداً موحداً فتقولون: "نقصد إنّ الله لن يبعث المهديّ المنتظَر نبيّاً جديداً بكتابٍ جديدٍ بل يبعثه الله ناصراً لمحمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فلا ينبغي له أن يحاججنا إلا بما جاء به محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم".

    ومن ثم يقول لكم المهديّ المنتظَر ناصر محمد: والله الذي لا إله غيره ولا معبوداً سواه، إنّي المهديّ المنتظَر ناصر محمد وقد جعل الله في اسمي خبري وراية أمري (ناصر محمد)، وجعل الله اسمي بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور منذ أن كنت في المهد صبيّاً (ناصر محمد)، وجاء قدر التواطؤ في اسمي للاسم محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في اسم أبي (ناصر محمد)، وبذلك تقتضي الحكمة من التواطؤ للاسم محمد في اسم المهديّ المنتظَر ناصر محمد لكي يحمل الاسم الخبر وراية الأمر، وذلك لأنّ الله لم يبعث المهديّ المنتظَر بكتابٍ جديدٍ لأنّه لا نبيّ مبعوث من بعد خاتم الأنبياء والمرسلين محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بل بعثني الله ناصراً لمحمدٍ صلّى الله عليه و آله وسلم، فأدعوكم والنّاسَ أجمعين إلى الاستمساك بما جاء به محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأدعوكم إلى ما دعاكم إليه جَديّ محمدٍ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلى لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأحاجُّكم بما حاجج النّاس به جَديّ محمدٍ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - القرآن العظيم، وأدعوكم إلى الاحتكام إليه في جميع ما كنتم فيه تختلفون فأستنبط لكم حُكم الله الحقّ من مُحكم كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل لتحريفه من بين يديه في عصر محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولا من خلفه من بعد مماته، وحفظه الله من التحريف ليكون المرجع لعلماء الدّين فيما كانوا فيه يختلفون، ولذلك أدعوكم إلى الله ليحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، وما على المهديّ المنتظَر ناصر محمد إلا أن يستنبط لكم حُكم الله الحقّ من مُحكم كتابه فيما كنتم فيه تختلفون بشرط تطبيق النّاموس لكشف الأحاديث المدسوسة والمحرّفة في السُّنة النّبويّة، وذلك لأنّ أحاديث السُّنة النَّبويّة جاءت كذلك من عند الله لتزيد القرآن بياناً على لسان محمدٍ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولكنّ الله أفتاكم في مُحكم كتابه أنّه لم يعِدكم بحفظ الأحاديث من التحريف والتزييف في السُّنة النَّبويّة ولذلك أمركم الله بتطبيق النّاموس في الكتاب لكشف الأحاديث المدسوسة والمكذوبة في السُّنة النّبويّة، وعلّمكم الله في مُحكم كتابه العزيز أنّ ما وجدتم من الأحاديث النَّبويّة جاء مخالفاً لمُحكم القرآن العظيم فأفتاكم الله أنّ ذلك الحديث في السُّنة النَّبويّة المُخالف لمُحكم القرآن جاء من عند غير الله ورسوله بل من عند الشيطان ليصدّكم عن الصراط المستقيم عن طريق المؤمنين من صحابة رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - من الذين جاءوا إلى بينَ يديّ محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وقالوا: "نشهدُ أن لا إله إلا الله ونشهدُ أن محمداً رسول الله" فأظهروا الإيمان وأبطنوا الكُفر ليكونوا من رواة الحديث فصدّوا عن سبيل الله. وقال الله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].

    ومن ثم علّمكم الله كيفيّة صدّهم عن سبيل الله وبيّن لكم في مُحكم كتابه طريقة مكرهم وبيّن لكم عن سبب إيمانهم ظاهر الأمر ليكونوا من رواة الأحاديث النَّبويّة فيصدّوا المسلمين عن طريق السُّنة التي لم يعِدهم الله بحفظها من التحريف ولذلك يقولون طاعةٌ لله ولرسوله ويحضرون مجالس أحاديث البيان في السُّنة النَّبويّة ليكونوا من رواة الحديث. وقال الله تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وفي هذه الآيات المحكمات بيّن الله لكم البيان الحقّ لقول الله تعالى: {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].

    فعلّمكم عن طريقة صدّهم كما قال تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ} صدق الله العظيم [النساء:81].

    فعلّم الله رسولَه والمؤمنين في محكم القرآن العظيم عن مكرهم؛ الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والمكر. وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ} صدق الله العظيم [النساء:81].

    ولكنّ الله لم يأمر نبيّه بكشف أمرهم وطردهم بل أمر الله نبيّه وقال: {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا} صدق الله العظيم [النساء:81].

    ثم بيّن الله الحكمة من عدم طردهم لينظر مَنْ الذين سوف يستمسكون بكلام الله ومَنْ الذين سوف يُعرضون عن كلام الله المحفوظ القرآن العظيم ثم يذرونه وراء ظُهورهم فيستمسكون بكلام الشيطان الرجيم الذي يجدون بينه وبين مُحكم القرآن العظيم اختلافاً كثيراً، وذلك لأنّ الله علمكم بالنّاموس لكشف الأحاديث المُفتراة في السُّنة النَّبويّة فعلّمكم الله أنّ ما ذاع الخلاف فيه بينكم في شأن الأحاديث النَّبويّة فأمركم أن تحتكموا إلى مُحكم القرآن، فإذا كان هذا الحديث في السُّنة النَّبويّة وقد جاء من عند غير الله فسوف تجدون بينه وبين محكم القرآن العظيم اختلافاً كثيراً لأنّ الحقّ والباطل دائماً نقيضان مختلفان، ولذلك جعل الله القرآن هو المرجع والحكم فيما اختلفتم فيه من أحاديث السُّنة النّبويّة. وقال الله تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم.

    وإذا جاء المؤمنين أمرٌ من الأمن؛ أي من عند الله ورسوله، لأنّ من أطاع الله ورسوله فله الأمن من عذاب الله في الدُّنيا ويأتي يوم القيامة آمِناً، تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ۗ أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ۖ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿٤٠﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ﴿٤١﴾ لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴿٤٢﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

    وأمّا قوله: أو من الخوف، فذلك من عند غير الله ولن يجد من يُؤمِّنَهُ من عذاب الله من اتّبع ما خالف أمر الله ورسوله.

    وأمّا قول الله تعالى:
    {أَذَاعُوا بِهِ وأولئك علماء الأمّة من رواة الحديث، فطائفةٌ تقول إنّ هذا الحديث حقّ من عند الله ورسوله وأخرى تُنكره وتأتي بحديثٍ مخالف لهُ، ثم حكم الله بينهم أن يحتكموا إلى رسوله إن كان لا يزال بينهم أو إلى أولي الأمر منهم من أئمة المسلمين الذين يأتيهم علم البيان للقرآن العظيم من الذين أمرهم الله بطاعتهم من بعد رسوله فيأتونهم بحُكم الله بينهم فيما كانوا فيه يختلفون فيستنبطون لهم حُكم الله بينهم من محكم كتابه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [الشورى].

    وما على أولي الأمر منكم إلا أن يستنبطوا لكم حُكم الله بينكم من مُحكم كتابه فيما كنتم فيه تختلفون؛ بمعنى إنّ الله هو الحكم بين المختلفين، وإنّما الأنبياء والأئمة الحقّ يأتوكم بحُكم الله من مُحكم كتابه فيما كنتم فيه تختلفون. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

    وها هو المهديّ المنتظَر قد حضر في قدره المقدور في الكتاب المسطور في زمن اختلاف علماء المسلمين وتفرّقهم إلى شيعٍ وأحزابٍ وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وأشهدُ أنّ محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأشهدُ أنّي المهديّ المنتظَر ناصر محمد أدعوكم إلى الاحتكام إلى كتاب الله فيما كنتم فيه تختلفون يا معشر علماء المسلمين والنّصارى واليهود، فقد جعل الله القرآن العظيم هو المهيمن والمرجع لكم فيما كنتم فيه تختلفون، وما خالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم سواء كان في السُّنة النَّبويّة أو في التّوراة أو في الإنجيل فاعلموا أنّ ما خالف محكم القرآن فيهما جميعاً أنه قد جاء من عند غير الله؛ من عند الشيطان الرجيم، ولذلك حتماً تجدون بين الباطل ومحكم الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه اختلافاً كثيراً إن كنتم بالقرآن العظيم مؤمنين، فقد جعله الله المرجع الحقّ فيما كنتم فيه تختلفون يا معشر النّصارى واليهود والمسلمين، ولم يجعل الله المهديّ المنتظَر مُبتدعاً بل مُتَّبِعاً لدعوة محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلى الاحتكام إلى كتاب الله فيما كنتم فيه تختلفون يا معشر المسلمين من الأمّيّين والنّصارى واليهود، وذلك لأنّ نبيّ الله موسى وعيسى وجميع الأنبياء يدعون إلى الإسلام. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّـهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّـهِ فَإِنَّ اللَّـهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وتصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّـهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴿٨٣﴾ قُلْ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴿٨٤﴾ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٨٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّـهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٤٨﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    والبرهان على دعوة نبيّ الله موسى لفرعون وبني إسرائيل أنّه كان يدعوهم إلى الإسلام والذين اتّبعوا نبيّ الله موسى من بني إسرائيل الأوّلين كانوا يسمَّون بالمسلمين وذلك لأنّ نبيّ الله موسى كان يدعو إلى الإسلام ولذلك قال فرعون حين أدركه الغرق: قال الله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} صدق الله العظيم [يونس:90].

    وذلك لأنّ الله ابتعث رسوله موسى - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ليدعو آل فرعون وبني إسرائيل إلى الدّين الإسلامي الحنيف، وكذلك ابتعث الله رسوله داوود ونبيّه سليمان ليدعو النّاس إلى الإسلام ولذلك جاء في خطاب نبيّ الله سليمان لملكة سبأ وقومها. قال الله تعالى: {إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴿٣٠﴾ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    وكذلك ابتعث الله عبده ورسوله المسيح عيسى ابن مريم - صلّى الله عليه وعلى أمِّه وآل عمران المكرمين وسلّم تسليماً كثيراً - ليدعو بني إسرائيل إلى الإسلام ولذلك يُسمّى من اتّبع نبيّ الله عيسى بالمسلمين. وقال الله تعالى: {وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ۚ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُونِ ﴿٥٠﴾ إِنَّ اللَّـهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۗ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴿٥١﴾ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّـهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّـهِ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴿٥٢﴾ رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وبما إنّي الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم مُصدِّقاً لما بين يديّ من التّوراة والإنجيل والقرآن أدعوكم إلى ما دعاكم إليه نبيّ الله موسى و داوود وسليمان والمسيح عيسى ابن مريم ومحمد رسول الله - صلّى الله عليهم أجمعين وسلّم تسليماً كثيراً - إلى الدّين الإسلامي الحنيف، ومن يبتغِ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه وهو في الآخرة لمن الخاسرين. وأدعوكم إلى أن نتّفق على كلمة سواءٍ بيننا وبينكم أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له فلا نعبد سواه؛ فلا ندعو موسى ولا عُزير ولا المسيح عيسى بن مريم ولا محمد من دون الله، صلّى الله عليهم وأوليائهم وسلّم تسليماً كثيراً، وأقول لكم ما أمرنا الله أن نقوله لكم في مُحكم القرآن العظيم: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّـهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ويا معشر المسلمين الأمّيّين من أتباع محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فكم حذّركم الله يا معشر الشيعة والسُّنة أن تتّبعوا الأحاديث والروايات المُفتراة على نبيّه من عند الطاغوت على لسان أوليائه المنافقين بين صحابة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فكانوا يظهرون الإيمان ليحسبوهم منهم وما هم منهم بل صحابة الشيطان الرجيم مدسوسين بين صحابة رسول الله الحقّ، فكم اتّبعتم كثيراً من افترائهم يا معشر علماء السُّنة والشيعة وأفتوكم أنّكم أنتم من يصطفي خليفة الله في قدره المقدور في الكتاب المسطور، وإنّكم وإنّهم لكاذبون! وما كان لملائكة الرحمن المقربين الحقّ أن يصطفوا خليفة الله في الأرض فكيف يكون لكم أنتم الحقّ يا معشر علماء الشيعة والسُّنة؟ فأمّا الشيعة فاصطفوه قبل أكثر من ألف سنةٍ وآتوه الحُكم صبيّاً! وأمّا السُّنة فحرّموا على المهديّ المنتظَر إذا حضر أن يقول لهم أنّه المهديّ المنتظَر خليفة الله الذي اصطفاه الله عليهم وزاده بسطةً في علم الكتاب وجعله حكماً بينهم بالحقّ فيما كانوا فيه يختلفون فيدعوهم للاحتكام إلى الذِّكر المحفوظ من التحريف! وما كان جواب من أظهرهم الله على شأني من الشيعة والسُّنة في طاولة الحوار العالميّة إلا أن يقولوا :"إنّك كذابٌ أشِرٌ ولست المهديّ المنتظَر، بل نحن من نصطفي المهديّ المنتظَر من بين البشر فنجبره على البيعة وهو صاغر". ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم وأقول:

    أقسمُ بالله العظيم الرحمن على العرش استوى إنّكم لفي عصر الحوار للمهديّ المنتظَر من قبل الظهور بقدر مقدور في الكتاب المسطور قبل مرور كوكب سقر،
    {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة:111] واصطفوا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم إن كنتم صادقين شرط أن تؤتوه علم الكتاب ظاهره وباطنه حتى يستطيع أن يحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، فلا تجادلونه من القرآن إلا غلبكم بالحقّ إن كنتم صادقين، وإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فإنّي المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم لم يصطفِني جبريل ولا ميكائيل ولا السُّنة ولا الشيعة بل اصطفاني خليفةً لله في الأرض الذي اصطفى خليفته آدم، إنّه الله مالك الملك يؤتي مُلكه من يشاء، فلستم أنتم من تُقسِّمون رحمة الله يا معشر الشيعة والسُّنة الذين أضلتهم الأحاديث المُفتراة والروايات ضلالاً كبيراً واستمسكتم بها وهي من عند غير الله بل من عند الطاغوت، ومثلكم كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت أفلا تتقون؟ بل أمركم الله أن تعتصموا بالعروة الوثقى المحفوظة من التحريف القرآن العظيم الذي أدعوكم للاحتكام إليه الحقّ من ربّكم ولكنّكم للحقّ كارهون، فما أشبهكم باليهود يا معشر الشيعة والسُّنة، فهل أدلّكم متى لا يعجبكم الاحتكام إلى القرآن العظيم؟ وذلك حين تجدون مسألةً أنها مخالفةٌ لأهوائكم، ولكن حين يكون الحقّ لكم فتأتون إليه مُذعنين وتجادلون به، ولكن حين يخالف في موضع آخر لأهوائكم فعند ذلك تعرضون عنه وتقولون لا يعلم تأويله إلا الله فحسبنا ما وجدنا عليه أسلافنا عن أئمة آل البيت كما يقول الشيعة أو عن صحابة رسول الله كما يقول السُّنة والجماعة. ومن ثمّ يردّ عليكم المهديّ المنتظَر وأقول: ولكن حين يكون الحقّ معكم في مسألةٍ ما فتأتي آيةٌ تكون برهاناً لما معكم فلماذا تأتون إليه مُذعنين فلا تقولون لا يعلم تأويله إلا الله؟ ولكن حين تأتي آيةٌ مُحكمةٌ بيِّنةٌ ظاهرها وباطنها مخالفة لما معكم فعند ذلك تُعرضون فتقولون لا يعلم تأويلها إلا الله! ومن ثم أقيم الحجّة عليكم بالحقّ وأقول: أليست هذه خصلةٌ في طائفةٍ من الصحابة اليهود يا معشر السُّنة والشيعة فلماذا اتّبعتم صفتهم هذه؟ وقال الله تعالى: {لَّقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ ۚ وَاللَّـهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٤٦﴾ وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا أُولَـٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ﴿٤٧﴾ وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٤٨﴾ وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ ﴿٤٩﴾ أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ ۚ بَلْ أُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٥٠﴾ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [النور].

    ويا معشر الشيعة والسُّنة وجميع المذاهب الإسلاميّة، فهل أنتم مسلمون أم يهودٌ معرضون عن الدعوة والاحتكام إلى كتاب الله؟ فكم سألتكم لماذا لا تجيبون دعوة الاحتكام إلى الكتاب فلم تردوا بالجواب، ومن ثم أقيم الحُجّة عليكم بالحقّ أن المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم جعله الله مُتبِعاً وليس مُبتدِعاً، فهل دعا محمدٌ رسول الله المختلفين في دينهم من أهل الكتاب إلى كتاب الله القرآن العظيم أم إنّ ناصر محمد اليماني مُبتدعٌ وليس مُتّبعاً كما يزعم إنّ الله ابتعثه ناصراً لمحمدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ ولكنّي من الصادقين، ولأنّي من الصادقين مُتبعٌ لمحمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولستُ مُبتدعاً وآتيكم بالبرهان من مُحكم القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:111]، إذاً لكُل دعوى برهان إن كنتم تعقلون.

    ومن ثم أوجّه إليكم سؤالاً آخراً أريد الإجابة عليه من أحاديث السُّنة النَّبويّة الحقّ، فهل أخبرَكم محمدٌ رسول الله كما علمه الله أنّكم سوف تختلفون كما اختلف أهل الكتاب؟ وجوابكم معلوم وسوف تقولون: "قال محمد رسول الله - صلّى الله عليه و آله وسلّم - الذي لا ينطق عن الهوى: [افترقت اليهود على إحدى و سبعين فرقة، وافترقت النّصارى على اثنتين و سبعين فرقة، وستفترق أمتي على ثلاث و سبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة] صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم".

    ومن ثم أقول لكم: نعم إنّ الاختلاف واردٌ بين جميع المسلمين في كافة أمم الأنبياء من أولهم إلى خاتمهم النبيّ الأميّ محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، فكلّ أمّة يتّبعون نبيّهم فيهديهم إلى الصراط المستقيم فيتركهم وهم على الصراط المستقيم، ولكنّ الله جعل لكُل نبيّ عدواً شياطين الجنّ والإنس يضلّونهم من بعد ذلك بالتزوير على الله ورسله من تأليف الشيطان الأكبر الطاغوت. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١١٢﴾ وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ ﴿١١٣﴾ أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿١١٤﴾ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿١١٥﴾ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿١١٦﴾ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿١١٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ومن ثم يوجّه المهديّ المنتظَر سؤالاً آخراً: أفلا تُفتوني حين يبعث الله النبيّ من بعد اختلاف أمّة النبيّ الذي من قبله فإلى ماذا يدعوهم للاحتكام إليه، فهل يدعوهم إلى الاحتكام إلى الطاغوت أم يدعوهم إلى الاحتكام إلى الله وحده وليس على نبيّه المبعوث إلا أن يستنبط لهم حُكم الله الحقّ من مُحكم الكتاب الذي أنزله الله عليه؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّـهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۖ فَهَدَى اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّـهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٢١٣﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وهكذا الاختلاف مستمرٌ بين الأمم من أتباع الرُسل حتى وصل الأمر إلى أهل الكتاب فتركهم أنبياؤهم على الصراط المستقيم، ثم تقوم شياطين الجنّ والإنس بتطبيق المكر المستمر بوحي من الطاغوت الأكبر إبليس إلى شياطين الجنّ ليوحوا إلى أوليائهم من شياطين الإنس بكذا وكذا افتراءً على الله ورُسله ليكون ضدّ الحقّ الذي أتى من عند الله على لسان أنبيائه، ثم أخرجوا أهل الكتاب عن الحقّ وفرقوا دينهم شيعاً، ونبذوا كتاب الله التّوراة والإنجيل وراء ظهورهم، واتّبعوا الافتراء الذي أتى من عند غير الله بل من عند الطاغوت الشيطان الرجيم، فأخرج الشياطينُ المسلمين من أهل الكتاب عن الصراط المستقيم، ومن ثم ابتعث الله خاتم الأنبياء والمرسلين النبيّ الأميّ الأمين بكتاب الله القرآن العظيم موسوعة كُتب الأنبياء والمرسلين. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ۖ هَـٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي ۗ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ ۖ فَهُم مُّعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:24].

    ومن ثم أمر الله نبيّه بتطبيق النّاموس للحُكم في الاختلاف أن يجعلوا الله حكماً بينهم فيأمر نبيّه أن يستنبط لهم الحُكم الحقّ من مُحكم كتابه فيما كانوا فيه يختلفون، ومن ثم قام محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بتطبيق النّاموس بدعوة المختلفين إلى كتاب الله ليحكم بينهم لأنّ الله هو الحكم بين المختلفين وإنّما يستنبط لهم الأنبياء حكم الله بينهم بالحقّ من مُحكم كتابه. تصديقاً لقول الله تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّـهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۖ فَهَدَى اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّـهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٢١٣﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    إذاً تبين لكم أنّ الله هو الحكم وما على محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - والمهديّ المنتظَر إلا أن نستنبط حُكم الله بين المختلفين من مُحكم كتابه ذلك لأنّ الله هو الحكم بينهم.
    تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

    ومن ثم طبّق محمدٌ رسول الله النّاموس لجميع الأنبياء والمهديّ المنتظَر بدعوة المختلفين إلى كتاب الله ليحكم بينهم، فمن أعرض عن الاحتكام إلى كتاب الله فقد كفر بما أُنزل على محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وقال الله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّـهُ ۚ وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وقال الله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ۚ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّـهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾ يَهْدِي بِهِ اللَّـهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    وقال الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّـهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٤٨﴾ وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    وقال الله تعالى: {وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿١٥٥﴾ أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ﴿١٥٦﴾ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ ۚ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿١٥٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وقال الله تعالى: {كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾ اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم} صدق الله العظيم [الأعراف:2-3].

    وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ﴿١٧٠﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وقال الله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۖ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ ﴿١٠٨﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    وقال الله تعالى: {أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً ۚ أُولَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ ۚ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ ۚ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [هود].

    وقال الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا ۚ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّـهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [الرعد].

    وقال الله تعالى: {إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وقال الله تعالى: {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿٩٢﴾ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٩٣﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    وقال الله تعالى: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً ۖ قُلِ اللَّـهُ ۖ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ۚ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَـٰذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ} صدق الله العظيم [الأنعام:19].

    وقال الله تعالى: {كَذَٰلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ﴿٢٠٠﴾ لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴿٢٠١﴾ فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿٢٠٢﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    وقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ۗ أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ۖ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿٤٠﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ﴿٤١﴾ لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴿٤٢﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

    وقال الله تعالى: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُولَـٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} صدق الله العظيم [فصلت:44].

    وقال الله تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّـهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٦﴾ وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴿٧﴾ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّـهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا ۖ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٨﴾ وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿٩﴾ مِّن وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ ۖ وَلَا يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ أَوْلِيَاءَ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠﴾ هَـٰذَا هُدًى ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [الجاثيه].

    وقال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَىٰ ﴿١٣٤﴾} صدق الله العظيم [طه].

    وقال الله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّـهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۚ أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ ﴿٢١﴾} صدق الله العظيم [لقمان].

    وقال الله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّـهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴿١٧٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴿١٣٦﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وقال الله تعالى: {أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ ۚ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿١٥٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وقال الله تعالى: {الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٩٧﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

    وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۖ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّـهِ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ ﴿٢٠﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    و قال الله تعالى: {إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    و قال الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الدخان].

    و قال الله تعالى: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الدخان].

    وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَّيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم [الروم].

    وقال الله تعالى: {تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴿٢﴾ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٣﴾ بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

    فلماذا تعرضون عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله يا معشر علماء المسلمين إن كنتم به مؤمنين، فلماذا تعرضون عن دعوة الاحتكام إليه إن كنتم صادقين؟

    فأجيبوا داعي الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فيما كنتم فيه تختلفون، وسوف تعلمون أنّه لا يحقّ لملائكة الرحمن المقربين أن يصطفوا خليفة الله، فكيف يحقُّ لكم أنتم يا معشر الشيعة الاثني عشر! أفلا تتقون؟

    وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ___________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمن الرحيم
    ﴿ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾
    [الإسراء:٥٧] صدق الله العظيم
    ۞ خلاصة دعوة الإمام المهدي ناصر محمد ۞
    * الرحمن خلق الإنسان علمه البيان * {إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا}..* الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً * سؤال وجواب لأولي الألباب * وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ * عاجل إلى أحباب الله.. * ن والقلم وما يسطرون * نسف فتنة المسيح الدجال * كوكب النار سقر
    ۞الكتب الإلكترونية لموسوعة بيانات الإمام ناصر محمد۞ * يا حسرة على العباد.. * ردّ المهدي المنتظر إلى الذي ينكر أن رضوان الله النّعيم الأكبر * قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ * اضغط للبحث عن بيان للقرآن لآية تريد تأويلها الحق
    ۞ ولم يفرض الله على عبيده أن لا يرضوا حتى يكون راضياً في نفسه لهُ الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ۞
    ! هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ !
    ** إنّ الحبّ ينقسم إلى قسمين.. **
    *** هدف الشيطان في نفس الرحمن من محكم القرآن وبيان هدف الإمام المهدي في نفس الرحمن، هدفان متناقضان تماماً ***
    ۞۞۞ الحقوق لجميع المسلمين في أقطار الأرض ۞۞۞

  10. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 202327 من موضوع من الإمام المهديّ المنتظَر إلى كافة البشر المسلم منهم والكافر، فكونوا من أولي الألباب فاسمعوا القول من قبل أن تحكموا ثم اتّبعوا أحسنه ..

    [لمتابعة رابط المشاركـــــــــــــة الأصليّة للبيــــــــــــــان ]
    https://albushra-islamia.com/showthread.php?p=202314

    الإمام ناصر محمد اليماني
    24 - 11 - 1436 هـ
    08 - 09 - 2015 مـ
    09:43 مساءً
    ــــــــــــــــــــــ



    من الإمام المهديّ المنتظَر إلى كافة البشر المسلم منهم والكافر، فكونوا من أولي الألباب فاسمعوا القول من قبل أن تحكموا ثم اتّبعوا أحسنه
    ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافّة الأنبياء والمرسلين من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجميع المؤمنين في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعد..

    يا معشر البشر، إنّي الإمام المهديّ المنتظَر خليفة الله عليكم بالحقّ وأبشّركم بأنّ الله أيّدني بأعظم آيةٍ في الكتاب على الإطلاق وهي حقيقة اسم الله الأعظم يتنزّل في قلوبكم، ولا ولن يعلم علم اليقين بأنّي المهديّ المنتظَر لا شكّ ولا ريب إلا الذين تنزّلت حقيقة اسم الله الأعظم في قلوبهم، وأولئك هم القوم الذين وعد الله بهم في محكم كتابه في قول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ(54)} صدق الله العظيم [المائدة].

    ومن كان من قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه فأُقسم بربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم أنّهم لن يرضوا بمَلكوت ربِّهم في الآخرة حتى يكون ربّهم راضياً في نفسه لا متحسراً ولا حزيناً.

    وربّما يودّ أحد علماء الأمّة أن يقول: "اتّقِ الله يا من يدّعي أنّه المهديّ المنتظَر! فكيف تصف حال الله بالحسرة على الذين ظلموا أنفسهم؟". فمن ثمّ يردّ الإمام المهديّ على السائلين وأقول: "إنّما الحسرة في نفس الله لا ولن تحدث حتى تحدث الحسرة في أنفسهم على ما فرّطوا في جنب ربّهم بعد أن أهلكهم الله وذاقوا وبال أمرهم وأذاقهم الله العذاب الأليم، وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون، ولكن لا تنسوا صفة الرحمة في نفس الله أرحم الراحمين.

    وتعال أيها الشيخ الفاضل لنضرب لك مثلاً، فلو أنّ ولدك عصى أمرك طيلة عمره حتى الموت فمُتَّ من بعده فوجدته يوم القيامة يصطرخ في نار جهنم نادماً ومتحسّراً على ما فرّط في جنب ربّه وأبيه فكيف يكون حالك أيها الأب الرحيم؟ فوالله لن تهنأ بجنات النعيم والحور العين وأنت تسمع وليدك يصطرخ في نار جهنم بعد أن علمت أنّه نادمٌ ندماً شديداً على عصيان ربّه وأبيه، فهيا أجبني كيف سيكون حالك أيها الأب الرحيم؟ فتفكّر قليلاً وتصوّر الموقف حتى تستشعر الرحمة في قلبك على وليدك، فمن ثمّ تتفكّر فتقول: "إذا كان هذا ما سيكون حالي عليه فكيف بحال من هو أرحم بعباده من عبده الله أرحم الراحمين؟ فهل يا ترى هو كذلك متحسرٌ وحزينُ؟ فهل تستطيع أن تخبرنا عن حال الله أرحم الراحمين أيّها الإمام المهديّ، فهل هو حقاً سوف يكون مُتحسراً وحزيناً على عباده الذين ظلموا أنفسهم فأهلكهم فأصبحوا نادمين على ما فرّطوا في جنب ربهم؟". فمن ثمّ يردّ على السائلين المهديّ المنتظَر وأقول: وما يدريني بما في نفس ربي؟! وإنّما علمت بحسرة الله من الخبر الربّاني الذي أنزله الله في محكم كتابه ليخبر عباده عن حاله أنّه متحسرٌ على عباده الذين أهلكهم الله فتحسّروا على ما فرّطوا جنب ربهم، والحمد لله الذي أنزل إليكم الخبر عن حال الله أرحم الراحمين في محكم كتابه في قول الله تعالى:
    {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    فيا إخوة المهديّ المنتظَر في الدم كافة البشر من حواء وآدم، فمن كان منكم يؤمن أنّ الله حقاً أرحم الراحمين فليسأل عقله يُجيبه بالحقّ أنّ الله إذا كان حقاً أرحم الراحمين فبما أنّ عبيده قد أصبحوا نادمين ومتحسّرين على ما فرّطوا في جنب ربّهم فإذا كان هذا حالهم فكيف بحال الله أرحم الراحمين!

    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "ولماذا لا يرحمهم الله ما دام متحسراً عليهم؟". فمن ثم نردّ على السائلين بالحقّ ونقول: ذلك لكونهم لا يزالون يظلمون أنفسهم باليأس والقنوط من رحمة ربهم، وقالوا:
    {سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ ﴿٢١﴾} [إبراهيم]، ومنهم من يبحث عن الشفعاء ليشفع له بين يدي ربه فيقول: {فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} [الأعراف]، وآخرون يطلبون الرّجعة ليعملوا غير الذي كانوا يعملون، وللأسف لم يسألوا الله رحمته ظنّاً منهم أنّ الله لا يدخلنهم جنته إلا بأعمالهم؛ بل هي الأعمال الصالحة مجردُ سببٍ لرحمة الله، ولكنّهم لم يقدروا ربهم حقّ قدره!

    وعلى كل حالٍ نعود إلى حقيقة قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه؛ أولئك بما أنّهم حقاً يحبّون ربَّهم أكثر شيءٍ في الوجود وهو ربّ الوجود أحبّ شيء إلى أنفسهم، وبما أنّهم علموا بعظيم حسرة الله على عباده الذين ظلموا أنفسهم فهنا يقول قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه: "فما دام قد تبيّن لنا أنّ ربّنا متحسرٌ وحزينٌ، فماذا نبغي من جنّات النعيم وربنا متحسرٌ وحزينٌ؟ فوربّ السماء والأرض ربّ الملكوت كله لا ولن نرضى حتى يكون ربنا راضياً في نفسه لا متحسراً ولا حزيناً فسُحقاً لجنّات النعيم أجمعين إذا لم يتحقّق النعيم الأعظم من جنات النعيم؛ ذلكم رضوان الله على عباده". فمن ثم يعلمون حقيقة بيان قول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم [التوبة].

    ألا والله الذي لا إله غيره ولا معبودَ سواه إنّ من كان من قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه فإنّهم ليرون تأويل هذه الآية الآن في قلوبهم أنّ رضوان نفس ربهم على عباده هو حقاً النعيم الأعظم من نعيم جنته فيقولون: "فكيف نسعد بجنات النعيم وربنا أحبّ شيءٍ إلى أنفسنا متحسرٌ وحزينٌ؟". ولذلك نُكرِّر القسم بالحقّ قسم المهديّ المنتظَر بالله الواحد القهّار ليس قسم كافرٍ ولا فاجرٍ:
    إنّ ربّهم لن يُرضيهم بملكوت جنّات النعيم يوم القيامة حتى يرضى ربّهم في نفسه لا مُتحسراً ولا حزيناً.

    وربّما يودّ أحد علماء المسلمين أن يقول: "يا أيها المهديّ المنتظَر، أليس الله على كلّ شيءٍ قديرٍ؟ فهذا يعني أنّ الله قادرٌ على إرضائهم كونه على كلّ شيءٍ قدير". فمن ثمّ يردّ المهديّ المنتظَر على كافة السائلين وأقول: اللهم نعم إنّي مؤمنٌ أنّ قدرة الله لا حدود لها، ولكنّي أشهد لله شهادة الحقّ اليقين أنّ إصرار قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه على تحقيق النعيم الأعظم كذلك لا حدود لإصرارهم كما قدرة الله لا حدود لها! فهل فقهتم الخبر؟ فما أعظم ندم الذين أعثرهم الله على دعوة المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور ولم يكونوا من التّابعين فيفوتهم أعظم تكريمٍ يوم يقوم الناس لربّ العالمين كون قوم يحبّهم الله ويحبّونه هم الوفد المكرمون الذين لم يتمّ حشرهم إلى جنات النعيم ولا إلى نار الجحيم؛ بل تمّ حشرهم إلى الرحمن وفداً كونهم رفضوا الدخول في جنّات النعيم ويريدون من ربّهم أن يُحقق لهم النعيم الأعظم من جنات النعيم فيرضى. وكيف يكون راضياً ما لم يُدخل عباده المتحسِّرين على ما فرّطوا في جنب ربهم في رحمته فيرضى؟ حتى إذا جاءت الشفاعة من الربّ فشفعت لعباده رحمتُه في نفسه فيأمر بإخراجهم من نار الجحيم وإدخالهم في جنات أهل اليمين، فمن ثم يقول النادمون للوفد المكرّمين: "ماذا قال ربكم؟". قالوا: "الحقّ، وهو العلي الكبير". تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلاَ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} صدق الله العظيم [سبأ:23].

    وليس أنّ الذين أذِن الله لهم بالخطاب خاطبوا ربّهم في شأن عباده، إذ لا ينبغي لهم أن يشفعوا للعبيد بين يدي الربّ المعبود، وإنّما جعلهم الله السبب في تحقيق الشفاعة في نفس الله كونهم خاطبوا ربّهم أن يحقق لهم النعيم الأعظم فيرضى. ولكنّ ربّهم لن يرضى في نفسه حتى يدخل عباده في رحمته فيرضى. فلا تدعوا مع الله أحداً لا في الدنيا ولا في الآخرة فلا وسيط بين الربّ وعبده،
    {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:60].

    فكونوا من الشاكرين، وشَحَنَّا بهذا البيان النورانيّ قلوب قومٍ يحبّهم الله ويحبونه، فذكّر فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين.

    فبلغوا هذا البيان أحبتي الأنصار السابقين الأخيار، فلا تَهِنوا ولا تستكينوا في شدّ أزر إمامِكم وتعزيره والدعوة إلى الله على بصيرةٍ من ربكم، فقد بعثكم الله وإمامكم رحمةً للعالمين.

    ألا وإنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأنصاره حريصون على تحقيق السلام العالميّ بين شعوب البشر وإلى تحقيق التعايش السلميّ بين المسلم والكافر، ونأذن بحرية العقيدة فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وما علينا إلا البلاغ بالبيان الحقّ للكتاب فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، ذلكم ما أمر الله به رُسله والمهديّ المنتظَر أنّه لا إكراه في الدين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} صدق الله العظيم [الكهف:29].

    ولذلك جعل الله النار لمن كفر والجنة لمن شكر وما على الرسل إلا البلاغ المبين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمن الرحيم
    ﴿ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾
    [الإسراء:٥٧] صدق الله العظيم
    ۞ خلاصة دعوة الإمام المهدي ناصر محمد ۞
    * الرحمن خلق الإنسان علمه البيان * {إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا}..* الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً * سؤال وجواب لأولي الألباب * وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ * عاجل إلى أحباب الله.. * ن والقلم وما يسطرون * نسف فتنة المسيح الدجال * كوكب النار سقر
    ۞الكتب الإلكترونية لموسوعة بيانات الإمام ناصر محمد۞ * يا حسرة على العباد.. * ردّ المهدي المنتظر إلى الذي ينكر أن رضوان الله النّعيم الأكبر * قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ * اضغط للبحث عن بيان للقرآن لآية تريد تأويلها الحق
    ۞ ولم يفرض الله على عبيده أن لا يرضوا حتى يكون راضياً في نفسه لهُ الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ۞
    ! هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ !
    ** إنّ الحبّ ينقسم إلى قسمين.. **
    *** هدف الشيطان في نفس الرحمن من محكم القرآن وبيان هدف الإمام المهدي في نفس الرحمن، هدفان متناقضان تماماً ***
    ۞۞۞ الحقوق لجميع المسلمين في أقطار الأرض ۞۞۞

المواضيع المتشابهه
  1. مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 11-04-2023, 03:04 PM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 30-11-2019, 11:27 PM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-07-2014, 06:24 PM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14-02-2014, 05:39 AM
  5. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13-02-2014, 05:02 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •