باسم الله الحليم الحكيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و رضوانه و بركاته
ما بال بعض الإخوة يسارعون إلى محاكمة نواياي و لا يتريثون و نسوا أخلاق القرآن ؟ قال الله تعالى عز و جل : ( يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱجْتَنِبُواْ كَثِيراً مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ ٱلظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُواْ وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٌ) صدق الله العلي العظيم ، فهذا أخي alawab يجزم بغير برهان و لا علم مبين أني أصبحت للشيطان الرجيم وليا و أني منافق ، فيا أخي - و سأقول لك أخي في الله لأني أحبك في الله و إن بغضتني - بالله عليك ما دليلك أني إتخذت الشيطان اللعين وليا من دون الله ؟ ، فكيف تفتري علي هذا ؟ فهل رأيت مني ما قد تعتبره موالاة للشيطان من دون الله و أين و متى ؟ أم إنك إطلعت على سريرتي ؟ ، ثم كيف تحكم علي بالنفاق ؟ فهل أنت مطلع على طويتي لتظلمني و تقول أني أضمر غير ما أظهر و تشبهني بمن نافقوا الرسول محمد عليه الصلاة و السلام ؟ فهل نسيت أن الظلم يظلم القلب و يسود الوجوه و الصحائف ؟ ، لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، سامحك الله أخي الكريم و إعلم أني سامحتك و و الله لم يحدث طعنك ذاك في نفسي شيئا لأن ربي يعلم بما في قلبي و هو شهيد علي و أنا أعلم حقيقة أمري و صفاء نيتي . ثم إنك يا أخي الكريم تخلط بين بيعة الرسول محمد عليه الصلاة و السلام التي هي بيعة الله لأنه أتى بحجة القرآن و لم ينطق يوما عن هوى و بين بيعة ناصر محمد اليماني فهل تعصمه أنت أن لا يتحدث عن هوى ؟ أم أنك ستفتري على الله أنه قال عنه ذلك في القرآن ؟ ثم من قال لك أن البيعة لا تكون مشروطة و أنها عقد يفسخ فور المساس بأي من شروطه أم أنك لا تعرف أن العقد شريعة المتعاقدين ؟ فهل يلزم عن خلعي بيعتي لناصر محمد اليماني أني لم أعد أوالي الله ربي فمالكم كيف تحكمون ؟ و قال الله تعالى عز و جل : ( و ما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء) صدق الله العلي العظيم ، ثم إنك تحاججني بأن بيعتنا إنما كانت لله حيث تقول : " نقضت بيعتك التى هى أصلا بيعه لله على ان لاتشرك مع الله أحدا بعقيدة شفاعة العبيد بين يدى الرب المعبود أرحم الراحمين " - إقتباس من كلامك - فمن أين أتيت بأننا سنكون شفعاء للعبيد أمام ربهم الذي هو أرأف بنا من أنفسنا ! فهل قال ناصر محمد اليماني بهذا أم أنك تنعق بما لم تسمع و اختلط لديك الأمر لدرجة لم تعد تفرق فيها بين دعاء الله لتحقيق رضوانه في نفسه حبا له كما قال بذلك ناصر محمد اليماني و بين قيامك بالشفاعة التي أنكرها هو و عدت أنت لثتبتها كأنك تحب الناس أكثر من حب الله لهم و أكثر من حبك لله ، فانتبه إلى تناقضات كلامك : كيف يجتمع عدم الشرك بالله كونه إثباتا أن لا ولي إلا الله و الإعتقاد بشفاعة غير الله كأن هناك من هو ولي للعباد من دون خالقهم ! و تذكر أن لا شفاعة إطلاقا لأحد العبيد بينه و بين ربه و هذا لم يكن ناصر محمد اليماني أول من قال به بل سبقته إليه بعض الفرق الإسلامية و على رأسها المعتزلة قديما و بعض المفسرين حديثا كما إختلف العلماء من السلف بشأن الشفاعة بين موقف قائل بإثباتها المطلق و آخر قائل بإثباتها المقيد . ثم إني أنصحك أن تتمالك نفسك أخي الكريم فإني لست ممن يداهنون و سآتيك بما بصرت به بإذن الله و سأعرضه أمام أنظارك و أنظار الإخوان و الأخوات ليرد عليه ناصر محمد اليماني فإما أن يفصح و يوضح فأستيقن فأقر بخطئي و إما أن يعترف فيراجع و يصحح و يعترف بأخطائه و إما أن أحدنا ستأخذه العزة بالإثم فتكونون أنتم شهودا على الحق و على بينة من منا قد قامت عليه الحجة و أبى و استكبر فتصدقون أنفسكم لا غيركم القول .
و أخيرا أخبر ناصر محمد اليماني أن خلع بيعتي إنما مرده إلى أني مخلص لربي و ألتزم بأن أكون قواما بالقسط شهيدا لله و لو على نفسي ، لذلك فإني إن شاء الله سأجادلك بالقرآن الكريم و بمنطق العقل السليم الموافق له في جملة من القضايا حتى تعلم أني لست دعيا و حتى يتأكد لك أني لا أخاف في الله لومة لائم و حتى تستيقن أنك كما جئت بكثير من الحق قد جئت ببعض الباطل فخلطت هذا بذاك بوعي أو بدون وعي ، و سأريك غوائلك و مجانيك بإذن الله ، فلا تحكم أخي ناصر محمد اليماني - للإشارة لم أسثنيك من الأخوة في الله يوما و لا زلت أرجو لك الخير كل الخير في الدنيا و الآخرة - من قبل و تقول أني لم أفعل و لن أفعل ، و لا تطلق الأحكام المسبقة فما يدريك أن أكون على بينة من أمري ، و لا تحكم بأن أنصارك لن يتراجعوا إن رأوا الحق أبلجا و اختاروا أن ينتصروا لله لا لك و إلا وصموا أنفسهم بالنفاق و ظلموها إن جعلوا الخلق في قلوبهم و أعينهم أكبر من الله عز و جل و إنما المؤمنون أعزاء بربهم لا يتعززون بسواه و لا يخافون و لا يرجون غيره و إنما الوثوق بالخلق أكثر من الخالق من ضعف الإيمان أدعو الله أن يقدرهم على المحاقة ، أم أنك تزعم أنك تزاحم الله على علو كبيرا في علم الغيب من غير وحي منه يوحى ؟ أم أنك إطلعت منه على حكمه المكتوب في خلقه ؟ قال الله تعالى عز و جل : ( فاستقم كما أمرت ) صدق الله العلي العظيم ، ويحك فلا يغرنك بالله الغرور قال الله تعالى عز و جل : ( فإنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التي في الصدور) صدق الله العلي العظيم فتبنه ربما كان موتك اليوم أو في هذه الساعة فاحذر أن يأخذك على غرة ، و لا تنسى أن الله يمتحن بالجهل من إدعى العلم و ظن أنه لا يغلب في علمه لأنه يشبه نفسه بمن كان علمه فوق علم العالمين ، و لتكن لك في رسول الله الصادق الأمين عليه أزكى الصلوات و التسليم الذي أمر من ربه أن يشاور أصحابه في الأمر فلبى إرادته و ما اكتفى بكونه رسول الله المصطفى أقول فلتكن لك فيه الإسوة الحسنى .
و أخيرا أشكر باقي إخواني و أخواتي الكرام الأعزاء على قلبي الذين غمهم حالي فوجدت فيهم خصال المسلمين المتأدبين بالقرآن الحكيم : مواساة و صبرا و حلما و تقوى و عدلا و عفة و إيثارا و صدقا و حياءا و رحمة فهذه شجرة المحبة تربى بماء الحسنى ، بوركتم فنعم الإخوة أنتم ، باعد الله بينكم و بين أنفسكم و بين الهوى ، و زادكم الله تقوى و زادكم هدى .
اللهم اهد الكل و تب على الكل و ارحم الكل .
قال الله تعالى عز و جل : ( كونوا قوامين بالقسط شهداء لله و لو على أنفسكم أو الوالدين و الأقربين) صدق الله العلي العظيم
و قال الله تعالى عز و جل : ( فعسى أن تكرهوا شيئا و يجعل الله فيه خيرا كثيرا ) صدق الله العلي العظيم
و قال الله تعالى عز وجل : ( لله الأمر من قبل ومن بعد ) صدق الله العلي العظيم
و قال الله تعالى عز و جل : ( قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ) صدق الله العلي العظيم
و الحمد و الشكر لله رب العالمين و هو يتولى المتقين و الصالحين