- 6 -
الإمام ناصر محمد اليماني
12 - 07 - 1429 هـ
15 - 07 - 2008 مـ
11:11 مساءً
ـــــــــــــــــــ
تأكيد المهديّ المنتظَر بأنّ أمر الرؤيا تخصّ صاحبَها، ولا يُبنى عليها حُكمٌ شرعيٌّ كمنهجٍ للأمّة ..
بسم الله الرحمن الرحيم، وبه أستعين، وأتلقى منه الوحي بالتفهيم بالبيان الحقّ للقرآن العظيم المؤيد بالسلطان البيّن من نفس القرآن العظيم، وإذا لم يؤيّدني الله بالسلطان من القرآن المُخرس لألسنة المُمترين فقد تبيَّن أنّ ناصر محمد اليماني لا يتلقى وحي التفهيم من الرحمن الرحيم بل وسوسة شيطانٍ رجيمٍ، وذلك لأنّ لكُلّ دعوى بُرهانٌ وجعل الله البُرهان لوحي التفهيم بأنْ أنطق بالبيان الحقّ للقرآن والسُّنة المحمديّة الحقّ، ثمّ أمّا بعد..
ويا علم الجهاد، إنّي أنا ناصر محمد اليماني حين أقول بأنّ الله يُعلّمني البيان الحقّ للقرآن بوحي التفهيم فإنّي أحذّر المُسلمين لكي يُصدِّقوني نظراً لقولي إنّي أتلقى البيان للقرآن بوحي التفهيم ما لم يجدوا التصديق بالحقّ آتيهم به من ذات القرآن، وذلك لأنّكم لا تنتظرون رسولاً جديداً يأتي بكتاب جديدٍ، ومن ادّعى كتاباً جديداً فسوف يكون له قول الله المُحكم لبالمرصاد في قوله المُحكم في القرآن العظيم: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب].
فلا كتابٌ جديدٌ من بعد القرآن العظيم، فهل تريدني أُصدِّقك وأكذِّب كلام ربي؟ ومن أصدق من الله قيلاً؟ فلا أعترف بكتابٍ جديدٍ يأتي من بعد القرآن رسالةً من ربّ العالمين، سواء تلقّيتُه في العلم أو في الحُلم فأنّي أُشهد الله وملائكته والصالحين من عباده بأني أكفر بكتابك جملةً وتفصيلاً وأنّه لم يوحَ إليك من الله؛ بل وسوسة شيطان رجيم يُريد أن يضلّك عن القرآن العظيم فيُضل عن طريقك الأمّة إلى غير الصراط المُستقيم، وما تشعر به يا علم الجهاد ليس إلا وَسواساً خنّاساً، وتالله لولا أنّ الله أيّدني بُسلطان العلم من القرآن تصديقاً لوحي التفهيم لأصبح مثلي مثلك يا علم الجهاد ومثل جميع المهديّين الذين توسوس لهم الشيطان في صدورهم فتوحي لبعضهم بأنّه المهدي وأنّ الذي يُكلمه في صدره أنّه روح محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- تنزّلت إلى جسده ومن ثم يقول وأنّ ذلك تصديق لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاءَ بِالْهُدَىٰ وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٨٥﴾} صدق الله العظيم [القصص].
ولكن ليس كما يزعمون؛ بل قد مضى وانقضى وعاد محمد رسول الله إلى مكة يوم الفتح المُبين من بعد خروجه من مكة وذلك هو المَعًاد إلى مكة بالنصر المُبين. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا ﴿١﴾ لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّـهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿٢﴾ وَيَنصُرَكَ اللَّـهُ نَصْرًا عَزِيزًا ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [الفتح]؛ وذلك هو المَعَاد إلى مكة منتصراً بعد أن خرج منها خائفاً يترقب، فأصدَقَه الله بميعاد النصر المُبين في يوم فتح مكة.
أما أنت يا علم الجهاد فأنا أعلم ما تريد أن تقول، فأنت تريد أن تقول بأنك حلقة وصل بين الخلق والخالق، وإنّ الذي يوسوس لك في صدرك يقول لك بأنّه الله تنزَّل إلى قلبك، أو روح القدس تنزّل إلى قلبك، وأنت لا تؤمن بتكليم الصوت من وراء الحجاب، وتزعم إنّما الصوت يشعر به الإنسان إِلهاماً في القلب ولا تسمعه الأذن، وسوف أفتيك في ذلك بالحقّ، وعليك أن تعلم بأنّ مصيدة الشيطان هي في وحي التفهيم المُذكور في القرآن العظيم، ومن ثم يوسوس في الصدر بغير الحقّ فيجعل الإنسان يظن أنّه وحيٌ من ربّ العالمين، وكيف لكم أن تُفرِّقوا بين وحي التفهيم الُملقى إلى الصدور هل هو وحيٌ من الرحمن أم وسوسةٌ من الشيطان؟ فذلك يعتمد على سُلطان العلم من القرآن العظيم خاتم الكُتب السماوية إلى العالمين، أمّا إذا لم يؤيّده الله بالسُلطان المُبين بالعلم من القرآن العظيم فعليك أن تعلم أنت وغيرك بأنّ ذلك ليس وحياً من الرحمن بل وسوسةَ شيطان ما أنزل الله بها من سُلطان، وأما كيف يتبيّن لكم شأن ناصر محمد اليماني هل ما يتلقّاه بوحي التفهيم هو من الرحمن أم من الشيطان؟ فذلك يتوقف على الإلجام لجميع عُلماء الأمّة في طاولة الحوار، فإن ألجمهم ناصر محمد اليماني بسُلطان العلم من القرآن إلجاماً وأخرس ألسنتهم بالحقّ من ذات القرآن فلكل دعوى بُرهانٌ وقد أصدقه الله بالبرهان بسلطان العلم من القرآن فيتبين أنّ ناصر محمد اليماني حقاً يتلقى الوحي بالتفهيم من ربّ العالمين بالبيان الحقّ للقرآن العظيم ليُبينه لقوم يعلمون وذلك في عصر العلم كما وعد الله بذلك في قول الله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيات وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:105].
فمن هم القوم الذي وصفهم الله بالعلم حتى إذا جاء البيان للقرآن بالعلم والمنطق فيجدونه الحق من ربهم يصدقه العلم الذي أحاطوا به في مُختلف المجالات العلميّة وتجد القوم الذي يُبيِّن لهم القرآن بالعلم والمنطق حتى يتبيّن لهم أنّه الحق تجدهم في قول الله تعالى: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [سبأ].
وذلك لأنّ ناصر محمد اليماني يُجادلهم بحقائق الآيات العلميّة في القرآن العظيم، فيجده العُلماء حقاً على الواقع الحقيقي إذا تمَّ التطبيق للبيان الحق للتصديق، ومن ثم يجدونه يُصدقه العلم والمنطق المُكتشف في القرن العشرين برغم أنّ القرآن تمّ تنزيله من قبل أن يكتشفوا ذلك بأكثر من ألف وأربعمائة سنة، ومن ثم يتبيّن لأهل العلم أنّه الحقّ.
تصديقاً لقول الله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [فصلت].
وسبقني في هذا المجال باحثون عن الحقّ ولكنهم أخطأوا وأصابوا كمثل الشيخ عبد المجيد الزنداني والذي قال: أنّ الأراضين السبع (طبقات الأرض) في باطنها. فأخطأ بذلك وعفى الله عنه إنّ ربّي غفورٌ رحيمٌ، ولكنّ ناصر محمد اليماني لا يُخطئ في حقائق البيان للآيات العلميّة في القرآن العظيم شيئاً، ولا أفصّل لهم البعض وأترك أخرى بل جميع الآيات العلميّة في القرآن العظيم جملةً وتفصيلاً، وعلى سبيل المثال فقد بيّنّا لهم حقيقة العدد الرقمي للأراضين السبع بأنّهن جميعاً من تحت أرضنا التي نعيش عليها، وأنّ هذه الأرض ذات الماء والشجر والبشر والمطر هي أمّ الكون والكوكب الرتق الذي انفتق منه السموات السبع وما بينها والأراضين السبع وما حولها، وبيّن لكم ناصر محمد اليماني بأنّ الأراضين السبع توجد جميعاً من بعد أرضنا في الفضاء السُفلي ولم آتِ بآياتٍ متشابهاتٍ في آيات التصديق بل مُحكمات بيّنات، مثال قول الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} صدق الله العظيم [الطلاق:12].
وهذه من الآيات المُحكمات الواضحات البيِّنات ويصدِّقهم العلم والمنطق على الواقع الحقيقي، وذلك لأنّ الله يقول فيها بأنّ السّماوات سبعٌ وكذلك الأرضين سبعٌ وأن القرآن يتنزّل على محمد رسول الله بينهن؛ بمعنى أنّ هذه الأرض التي نعيش عليها ليست من الأراضين السبع بل هي الكوكب الرتق الذي انفتقت منه السماوات والأرض، وأنّ أرضنا بين الأراضين السبع والسموات بمعنى أنّ الأراضين السبع من بعد أرضنا هذه التي نعيش عليها، وفي هذه الآية يكمن تصديق البشر أجمعين للمهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} صدق الله العظيم [الطلاق:12].
ولربما يودُّ علم الجهاد أو غيره أن يُقاطعني فيقول: "ولكن البشر لم يُصدقوا بعد أنّك المهديّ المنتظَر الحقّ من ربِّهم، وقد بيّنت لهم هذه الآية كما تقول على الواقع الحقيقي" . ومن ثم أردّ عليه بالحقّ مُقسماً بربّ العالمين قسماً يُصدِّقه القرآن العظيم بالعلم والمنطق أنّ جميع البشر سوف يعلمون حقيقة قول ربي: {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا}، فيقولون: {رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾} [الدخان].
وذلك هو معنى قول ربي: {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} صدق الله العظيم؛ وذلك يوم مجيء كوكب العذاب أسفل الأراضين السبع فيجعله الله عالي الأرض الأمّ، فيُمطر علي المُكذّبين بالحقّ حجارة من سجيلٍ منضود مسوّمة عند ربِّك وما هي من الظالمين ببعيد، وفي ذلك اليوم يعلم جميع الذين أظهرهم الله على أمري أنّ ناصر محمد اليماني ينطق بالحقّ وأنّ كوكب العذاب هذا هو كوكب سجيل أسفل الأراضين السبع كما بيّن لنا من القرآن العظيم وفصّله تفصيلا، ومن ثم يؤمن الناس بشأني وبالبيان الحقّ للقرآن العظيم، فينقادون لأمر الخلافة الراشدة للعالمين إلى صراطٍ مُستقيمٍ.
إنّي أعلم أنّ الذي يُكلّمك فيقول إنّه الله في العلم أو في الحُلم، أعلمُ أنّه ماردٌ شيطانٌ وليس الله، والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ، فلا تأخذك العزّة بالإثم إنّي لك لمن الناصحين.
وأما حُجّتك بأنّ الرؤيا يُبنى عليها حُكمٌ شرعيٌّ للأمّة، فإذاً عليك أن تذبح ولدك كما فعل نبيّ الله إبراهيم ثم انظر هل يفتديه الله بذبحٍ عظيمٍ كما أفتدى اسماعيل أم إنّ تلك الرؤيا تخصّ إبراهيم فحسب ولا يُبنى عليها حكمٌ شرعيّ للأمّة؟ وحتى ولو رأيت بأنّك تذبح ولدك فلذّة كبدك فلا أظنّك تفعل ذلك كما فعل إبراهيم ويعلم بأنّ رؤياه أمرٌ يخصّه من ربّ العالمين وعليه فعَلَه.
وكما بيّنّا لك من قبل بأنّ الرؤيا تخصّ صاحبها فقط، وأقسم بربّ العالمين لو كان علماء الأمّة يبنون أحكاماً شرعيّةً جديدةً في الدين تطبيقاً لرؤى النّاس في كل عصر لاقترف المُفترون آلاف الشرائع ولفسدت الأرض من جرّاء الرؤيا الشيطانيّة، وأمّا إذا كانت من الرحمن فهي لصاحبها يا علم الجهاد، وأقسم بربّ العالمين لو اعترفُ لك بغير الحقّ وأقول أنّهُ يبنى على الرؤيا أحكامٌ شرعيّة في الدين لاتّخذتني خليلاً واعترفتَ بأنّي المهديّ المنتظَر ولقلتَ: إذاً عليك يا ناصر محمد اليماني أن تستقبل العلم منّي كما أمليك فتنشره للعالمين كما أرسلتَ إليّ من قبل عبر البريد الإلكتروني وقلتَ بأنّك سوف تُصدقني شرط أن أستقبل العلم الذي سوف تُعلّمني به لأنشره في دعوتي، فتضلّ النّاس عن طريقي ضلال بعيداً! ولن أركن إليك شيئاً بإذن الله ربّ العالمين، وسوف أجاهدُك بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ جهاداً كبيراً.
وبرغم أنّي تلقيت الفتوى في شأني في الرؤيا عن طريق جدّي محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فعلمت أنّ تلك فتوى تخصّني كما كنت أنتظر ذلك من ربي أن يُفتيني في شأني، وحتى بعد أن أفتاني لم يطمئن قلبي أنّ الذي أفتاني هو جدّي حتى رأيت التصديق للرؤيا بالبيّان للقرآن، فتيقّنت أنّ الذي أفتاني هو حقاً جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، رغم أنّي قد رأيت جدّي منذ زمنٍ بعيدٍ في الثمانينات، ورأيتُ تصديق الرؤيا على الواقع الحقّ من بعد عامٍ واحدٍ، ولكنّه لم يكفِني ذلك حين أفتاني في شأني من بعد عام 2000، وحين علمتُ من خلال الرؤيا بأنّ الله سوف يؤتيني علم البيان للقرآن حتى لا يُجادلُني أحدٌ من القرآن إلا غلبته فقلتُ: الحمد لله، فذلك هو البرهان الذي جعله الله بُرهان دعوتي بالحقّ، وذلك لأنّي كيف أكلِّم النّاس فأقول: يا أيّها النّاس إنّي أنا المهديّ المنتظَر ورأيتُ ذلك في المنام، فإنّهم سوف يضحكون عليّ، وكيف لي أن أُقنعُهم بالحقّ؟ وكيف لهم أن يعلموا أنّي لم أفترِ بغير الحقّ من ربي؟ ولذلك أقول لهم لا يكونوا ساذجين فيصدقوني لأنّي قلت لهم أنّه أخبرني بذلك محمدٌ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في المنام، وعلّمتهم بأنّ الله لم يجعل الرؤيا هي الحجّة عليهم؛ بل تصديق الرؤيا بالحقّ، وأنّهم سيجدون بأنّ الإمام ناصر محمد اليماني حقاً لا يُجادله أحدٌ من القرآن إلا غلبهُ بالحقّ والسلطان المُقنع الذي لا يستطيعون أن يكذِّبوه نظراً لوضوحه الشديد، ولذلك لا تجد العُلماء يكذّبون بعلمي بل هم في حيرةٍ من أمري! فكيف يكذّبون علماً بيِّناً من القرآن العظيم؟ ويخافون أن يعترفوا أنّي المهديّ المنتظَر وأنا لست هو نظراً لفتنتهم بالاسم االمُفترى (محمد بن عبد الله)، وذلك لأنهم ينتظرون مهديّاً منتظراً بهذا الاسم، وكذلك الشيعة (محمد الحسن العسكري) وأصبح رضوان الشيعة والسُّنة غايةً لا تُدرك أبداً، ولا حاجة لي برضوانهم أجمعين، وإن استّمروا على حُجّة مُفتراةٍ بين أيديهم فإنّي لهم لبالمرصاد وسوف أجعلهم في موقفٍ محرجٍ وأقول: فلنفرض أنّه نزل في أحد الآيات المحكمات في القرآن العظيم بأنّ اسم المهديّ المنتظَر محمد ونظراً لأنّه جاء اسمك مُخالفاً لما تنزّل في الكتاب الذي بين أيدينا، لقلت لهم ما قاله جدّي محمد رسول الله للنصارى أنا محمد وأنا أحمد في الكتاب، ولم يجعل الله حُجّتي عليكم في الاسم بل في العلم، ثم أُخرس ألسنتهم بالحقّ برغم أنّ الله لم يُنزِّل من سُلطان بأنّ اسم المهديّ المنتظَر محمد؛ غير أنّي أعلم بأنّ للمهديّ المنتظَر ثلاثة أسماء وجميعهم جعلهم الله صفاتاً له وهي:
1 - المهدي: وذلك اسم يُصدّقه الله بالعلم على الواقع الحقّ فيهدي النّاس بالعلم إلى صراط العزيز الحميد.
2 - ناصر محمد: وكذلك هذا الاسم يجعله الله صفةً يصدقها المهديّ المنتظَر في دعوته بأنّ الله لم يجعله نبيّاً ولا رسولاً بل الناصر لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله سلم، برغم أنّ هذا الاسم ناصر محمد هو حقاً اسمي الذي سماني به أبتي منذ أن ولدتني أمي في عام 1389 للهجرة، ويكمن في ذلك حكمة التواطؤ لاسم جدّي عليه الصلاة والسلام محمد، وكان التواطؤ في اسمي في اسم أبي وذلك لكي يحمل الاسم الخبر وراية الأمر للمهديّ المنتظَر، تصديقاً للحديث الحقّ: [يواطئ اسمه اسمي]، حكمة بالغة ولكنّ أكثركم لا يعلمون!
وأمّا اسمي رقم ثلاثة فهو:
3 - عبد النعيم الأعظم: وكذلك جعل الله هذا الاسم صفةً لسرّ عبادتي لربّي، وذلك لأنّي لا أعبد الله بغاية الدخول الجنّة، فهل خلقني الله لغاية الجنّة حتى أحقق هذا الهدف؟ بل خلق الله الجنّة من أجلنا وخلقنا من أجله تعالى. تصديقاً لقوله الحقّ: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٥٥﴾ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ ﴿٥٧﴾ إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].
إذاً، الله خلق الجنّة من أجلنا وخلقنا من أجله، فكيف نجعل الجنّة غايتنا وهي ليست الغاية من خلقنا؟ بل الغاية عبادة رضوان نفس الربّ سبحانه وتعالى علواً كبيراً.
وأقسم بربّ العالمين أنّ رضوان نفس الله لهو نعيمٌ أكبرُ وأعظمُ من نعيم الجنّة ومن حور العين لمن عرف حقيقة رضوان نفس الربّ. تصديقاً لقول الله: {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [التوبة].
أفلا ترون بأنّ نعيم رضوان نفس الله هو حقاً نعيمٌ أعظمُ من الجنّة؟ وذلك هو حقيقة الاسم الأعظم لربّ العالمين، ولكنّ أكثركم يجهلون فيظنون أنّ لله اسماً أعظم من أسمائه الأخرى فألحدْتُم في أسماء الله، فلا فرق بين اسم النعيم الأعظم ولا اسم الله ولا اسم الرحمن فبأيِّهِم تدعون بلا تفريق.
وأمّا الذي فتن كثيراً منكم عن حقيقة اسم الله الأعظم فظنّ أنّ لله اسماً أعظم من اسمٍ نظراً لأنه يسمع أهلَ العلم يقولون (اسم الله الأعظم)، ولذلك ظنّ أنّ لله اسماً هو أكبر مما يعلم من أسماء الله الأخرى فألحد في أسماء الله، ويتمنّى لو يعلم هذا الاسم فيدعو الله فيجيبه، ونقول ويا سبحان الله! وهل الله لا يعترف باسمه الله وباسمه الرحمن! أفلا تعقلون؟ بل مثل الاسم الأعظم كمثل أي اسم من أسماء الله الحسنى، وإنّما يوصف بالأعظم أي إنّه نعيمٌ أعظم من نعيم الجنّة، وذلك هو الاسم الذي جعله الله حقيقة لرضوان نفسه على عباده. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [التوبة].
بل ويكمن في هذا الاسم الحكمة من خلق العباد ليعبدوا حقيقة رضوان نفس ربهم فيعبدون الله بغاية الرضوان عليهم فيجدون ذلك هو حقاً نعيماً ليس كمثله نعيمٌ في الوجود كُلِّه، ولكنّه نعيمُ الريحان النفسي. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].
فأما نعيمُ الرّوح والرّيحان النّفسي هو حقيقةٌ لرضوان نفس الله وحُبِّه للمُقربين من عباده، وأما جنّة النعيم فهي ماديّة يجدونها عند ربِّهم في دار القرار، وما الفائدة يا قوم من المُلك والإنسان صدرُه ضيّقٌ حرجٌ كأنّما يصّعد في السماء فيهرع للمُسكِّرات والشّهوات علّه يرتاح نفسيّاً؟ فلو يعلمون بأنّ النّعيم الأعظم يجدونه في رضوان نفس ربِّهم عليهم إذاً لاتّبعوا سبيل رضوانه، ولكن فتنهم الشيطان وأمرهم بالسوء والفحشاء والخمر والميسر وأنّ في ذلك سيجدون سعادتهم، وسرعان ما يضجرون من الخمور والمخدرات والشهوات، ومن ثم ينتحر بعضٌ منهم ثم يَهوون في نار جهنم وساءت مصيراً.
بل خلقَنا الله لنعبدَ رضوانه وليس رضوان الشيطان؛ بل رضوان الله هو النّعيم وهو الهدف الذي خُلِقنا من أجله وعنه سوف نُسألُ وعنه ألهتْكُم الحياة الدُنيا وزينتها فألهتْكُم عن الهدف الذي خلقكم الله من أجله وهو اتّباع سبيل رضوانه تعالى، وفي ذلك تجدون النّعيم الأعظم وعنه سوف تُسألون. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ﴿١﴾ حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ﴿٢﴾ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٣﴾ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٤﴾ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ﴿٥﴾ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ﴿٦﴾ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴿٧﴾ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [التكاثر].
وذلك حقيقة اسم الله الأعظم جعله حقيقةً لرضوان نفسه، تعالى علواً كبيراً! فنكون لرضوانه عابدين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].
وناصر محمد اليماني أدرك الحكمة من الخلق وحقّق الهدف الذي خُلِقنا من أجله في ذات نفس الربّ، وصدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [الإيمان يمانٍ والحكمة يمانيّة] صدق عليه الصلاة والسلام.
ويقصد بذلك المهديّ المنتظَر الذي عبد الله كما ينبغي أن يُعبد ولم يتّخذ رضوان نفس الله وسيلةً لتحقيق نعيم الجنّة، فكيف اتّخِذُ النّعيم الأعظم وسيلةً لتحقيق النّعيم الأصغر وقد خلق الله الجنّة من أجل عباده وخلقنا من أجل هدفٍ في ذاته؛ لنعبد رضوان الله تعالى؟
وأنا الخبير بالرحمن، ويا علم الجهاد عليك أن تعلم بأنّ ناصر محمد اليماني الذي نزل فيه قول الله تعالى: {الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} صدق الله العظيم [الفرقان:59]، ولذلك جاء البيان في السُّنة النّبويّة الحقّ عن الخبير بالرحمن أنّه المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: [الإيمان يمانٍ والحكمة يمانيّة] صدق عليه الصلاة والسلام. وفَرَجُ الله على الأمّة يأتي للركن اليماني من اليمن. تصديقاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:[إني أرى نَفَسُ الله يأتي من اليمن] صدق عليه الصلاة والسلام؛ وذلك لأنّ النَّفس هو الفَرَجُ للأمّة وللمُظلومين في العالمين، وفضل الله ورحمته في القرآن العظيم هو الذي يُعلِّمكم بالبيان الحقّ للقرآن ويحذّركم من اتّباع المسيح الدجال، ويعلمكم بمكانه وجنّته، وهي لله وليست له، وأنّ المسيح الكذّاب هو الشيطان بذاته، والشيطان يريد أن يقول إنّه المسيح عيسى ابن مريم ويقول إنّه الله، وما كان لابن مريم أن يقول ذلك، ولذلك يُسمّى المسيح الكذّاب وليس ابن مريم الذي لا يدّعي الربوبية، ولذلك الحكمة من تأخير المسيح عيسى ابن مريم وذلك لأنّ المسيح الدجال ينتحل شخصية ابن مريم فيدّعي الربوبية مُصدِّقاً لعقيدة النصارى ويجري التّمهيد لهذه الفتنة فمنذ أمدٍ بعيدٍ يَمكرُ.. ويمكرُ.. فنُبطِل مكرَه في عشيّةٍ وضحاها، ولولا أنّي أعلمتُكم بشأن المسيح الدجال ومكانه لفَتَنَكُم بظنِّكم أنّه ربّكم وأنّ الملكوت من تحت الثرى هي جنة المأوى، وأنّ الخبيثات في جنته هنّ الحور العين، ومن ثمّ تعبدون غير الحقّ يا معشر المسلمين.
ولكنّ المهديّ المنتظَر الذي آتاه الله البيان للقرآن هو المُنقذ لكم من فتنة المسيح الدجال؛ الشيطان الرجيم. وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].
وفي هذه الآيات بيّن الله لكم أموراً عدةً ذات أهميّة كُبرى لو كنتم تعلمون، وهي:
1 - إنّ هُناك طائفة من الذين يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله يُخادعون الله ورسوله والذين آمنوا، وإنّهم إذا خرجوا من عند محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يمكرون بأحاديث غير التي يقولها عليه الصلاة والسلام لعلكم تعملون بمكرهم.
2 - ثم بيّن الله لكم بأنّ السُّنة المحمديّة قد جاءت من عند الله كما جاء هذا القرآن العظيم.
3 - ثم علّمكم بأنّ السّنة ليست محفوظةً من التحريف.
4 - ثم أمركم أن تجعلوا القرآن هو المرجع لما اختلفتم فيه من الأحاديث النبويّة، وعلمكم أن ترجعوا للآيات المُحكمات في القرآن العظيم، فإذا كانت هذه الأحاديث من عند غير الله فإنّكم سوف تجدون بينها وبين آيات القرآن المحكمات في نفس الموضوع اختلافاً كثيراً.
5 - ثم علّمكم إنّ المُفترين على محمد رسول الله في السُّنة النّبويّة إنّما يُمهِّدون للتّصديق للشيطان وتكذيب المهديّ المنتظَر الحقّ من ربِّكم.
6 - ثم علمكم أنّ المسيح الدجال هو الشيطان وأنّ لولا فضل الله الشامل على جميع المُسلمين ببعث المهديّ المنتظَر فضل الله ورحمته لاتّبعتم الشيطان جميعاً يا معشر المُسلمين إلا قليلاً.
ويا علم الجهاد، سواء كنت شيطاناً أو ضالاً عن الحقّ بغير قصدٍ منك فاتَّبعِ الحقّ، وأقسم بالله ربّ العالمين إن لم تتّبع الحقّ إنّك لمِن الهالكين، فلا تأخذك العزّة بالإثم أخي الكريم، واتّبعني أهدك صِراطاً مُستقيماً.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
فَرَجُ الله على الأمّة، وفَضْلُ الله ورحمته للناس أجمعين إلا من أبى؛ المهديّ المنتظَر خليفة الله في الأرض من آل البيت المُطهر الإمام الناصر لمحمد رسول الله والقرآن العظيم.
الخبير بالرحمن، المُدرك للحكمة من خلق الخلائق، الناطق بالبيان الحقّ للقرآن، العبد الصغير بين يدي ربه العليّ القدير ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــ