بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله النعيم الأعظم بسم الله الكريم الأكرم بسم الله العليم الأعلم بسم الله الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين من خليفته النبي أدم إلى خليفته النبي والرسول الخاتم وأسلم تسليما كثيرا وأصلي وأسلم على إمام الأنبياء وقائد الأتقياء الماذون له باالخطاب الناطق بالقول الصواب صاحب علم الكتاب الناصر لدين محمد الإمام والخليفة الخاتم الإمام ناصر محمد اليماني وأل بيته أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ويا أيتها الباحثة عن الحق أرجو أن يتسع صدركم للبحث وتقبل الرد على تسائُلكم ما دام لا يخالف العقل والمنطق لديكم وليكون شاهدنا عليكم وحجة الله عليكم هي عقولكم التي إن رأت الحق فلن تنكره وسترون عقولكم تتقبله وتصدقه تصديقاً لقول الله تعالى:{فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ (64)} صدق الله العظيم [الأنبياء].
فأنظري أختي الباحثة إلى الأية ثم تفكري وتدبري فإنك سترين بأن أولئك القوم الذين رجعوا إلى أنفسهم أفتتهم عقولهم بأنهم هم الظالمون لأن عقولهم تقبلت الحق فلم تنكره لذلك شهدت عليهم عقولهم بأنهم هم الظالمون لأن العقول لا تعمى إن رأت الحق وستقبله وتعترف به ولكن تعمى القلوب التي في الصدور تصديقاً لقول الله تعالى:{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)} صدق الله العظيم [الحج].
لذلك فإن الله قد أفتاكم في محكم كتابه بأن عقولكم هي الحجة عليكم لتعلموا منه الحق من الباطل فتكون شاهدة عليكم بالحق إلا إن تأخذكم العزة بالإثم فترفضون فتوى عقولكم عليكم بالحق فعند ذلك تكون قلوبكم قد أصابها العمى فردتكم عن الحق بعد أن شهدت به عقولكم فاتبعتم بذلك قلوبكم ولم تسلموا لحكم العقل والمنطق فلذلك فإنك سترى الفتوى من الله عن بيان ذلك وكيف تكون العقول هي الحجة لأنها ستشهد بالحق فقال تعالى على لسان أهل النار:{وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10)} صدق الله العظيم [الملك].
فنظر إلى هؤلاء القوم كيف إتضحت لهم الحجة التي كانت تشهد بها عقولهم فأبوا أن يعترفوا بالحق وذلك الذي أتاهم الله به على لسان رسله لينذرونهم ولكنهم أبو فتوى عقولهم عليهم بالحق وكذبوا وذلك فتوى قول الله تعالى:{قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9)} صدق الله العظيم [الملك].
ثم عادوا ليتحسروا على شهادة عقولهم التي أبو إتباعها لأنها لا تنطق إلا بالحق لذلك قالوا:{وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10)} ثم إعترفوا بذنبهم فقال لهم الله تعالى:{فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11)} فلو إتبعوا فتوى عقولهم بالحق ولكنهم أخذتهم العزة بالإثم بعد أن شهدت عليهم عقولهم فضرب الله لنا مثلاً بذلك في قوم نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام فقد أتاه الله حجته على قومه في قوله تعالى:{وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّك حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83)} صدق الله العظيم [الأنعام].
وتلك الحجة هي حجة العقل وهي نفس المشكلة التي يصاب بها كافة العباد ثم ننظر إلى نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام كيف خاطب قومه عند تكسيره أصنامهم ثم أراد أن يلزمهم الحجة التي أتاه الله إياها فجعلها شاهدة بالحق عليهم (وإن أبى صاحبها أن ينطق بها) ثم جعلهم يتفكروا ويتدبروا في إلهتهم التي عكفوا على عبادتها حتى إذا أفتتهم عقولهم بالحق بعد التدبر والتفكر وذلك معنى قوله تعالى:{فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ (64)} ثم تضعهم تلك الحجة في حقيقة الفعل على الواقع الحقيقي فتشهد عليهم بصدق دعوى نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام ثم تأخذهم العزة بالإثم على ذلك فيأبوا أن ينطقوا بما عقلوه وابو أن يستجبوا لنداء العقل والمنطق حتى قالوا حرقوه وأنصروا ألهتكم إن كنتم فاعلين وتلك هي فتوى الله في قوله تعالى:{فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلَّا كَبِيراً لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58) قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61) قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ (63) فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلَا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (67) قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ (68)} صدق الله العظيم [الأنبياء].
ثم يأتي بيان الله لتلك الحجة بالحق فيخبرنا الله عن قوم نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام وكيف يعبدون أصناماً لا تضر ولا تنفع ولاتملك لهم من أمرهم شيئا إلا أنهم إقتفوا أبائهم ففعلوا ما كانوا يفعلون ولم يتبعوا فتوى عقولهم التي شهدت عليهم بالحق وأتَّبعوا من كان قبلهم الإتباع الأعمى وقد جعل الله لهم عقول مَيَّزَهُم بها عن سائر مخلوقاته لتفتيهم بالحق عن الحق والباطل ليسيروا ورائها فلا يقتفون مالا تقبله عقولهم وتنكره تصديقاً لقول الله تعالى:{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً (36)} صدق الله العظيم [الإسراء].
لذلك يُصْدِقَنَا الله القول الحق في تلك الحجة التي أُقيمت على قوم نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام بعد إن ألزمهم إياها فأعترفوا بها لولا أن أخذتهم العزة باالإثم ليقتفوا مالا يعلمون ويعبدون من دون الله مالا ينفعهم ولا يضرهم وتلك هي فتوى الله في قصة قوم نبي الله إبراهيم في قوله تعالى:{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70) قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71) قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73) قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74) قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83)} صدق الله العظيم [الشعراء].
ويا أيتها الأخت في الله أهلاً ومرحباً بك أختاً كريمة عزيزة في دين الله فإن كنت تريدين الحق فاعلمي أن حجة الله علينا هي عقولنا ولا شيئ غيرها فهل رأيت شخصاً اصم يقود قوماً أم أنه يتبعهم وهل رأيت مجنوناً يكلم العامة ويكلمونه وهل رأيت صبياً مكلفا...؟؟
إذاً عليك أن تعلمي أن القلم رفع عن ثلاث [عن الصبي حتى يكبر وعن النائم حتى يستيقظ وعن المجنون حتى يقول يعقل]
ولما ذا رفع التكليف عن هؤلاء الثلاثة وذلك لذهاب العقل عنهم فهل لو كانوا يعقلون كان سيرفع عنهم التكليف؟؟ ولكن لماذا رفع التكليف عنهم فهم غير محاسبين؟؟
وذلك لأن الحجة عليهم في إيصال التكليف هي العقل فبدونه تنعدم الحجة عليهم ولا تقوم.
ولو فرضنا أن شخصاً قد بلغ الحلم أو السن القانونية وهو بكامل عقله فهل تراه تحت طائلة القانون أم لا ؟؟
وهذا قانون وضعي من وضع البشر فما بالنا بقانون أرحم الر احمين القانون الإلهي الذي يكرم العقل البشري ويجعله الحجة عليهم قال تعالى:{وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (59)} صدق الله العظيم [النور].
ثم لننظر إلى الحكم الإلهي في إلزام الحجة على البشر حين يصلون سن التميز وهو البلوغ الذي يصير فيه الشخص عاقلاً فيستطيع التصرف بأي شيئ دون إفراط أو تفريط قال تعالى:{وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً (34)} صدق الله العظيم [الإسراء].
وبم أن العقل هو الحجة التي بها يصبح الشخص مكلفاً ومسؤلاً أمام الله وأمام الناس عن أفعاله وأقواله وتصرفاته بحيت تترتب نتائجها عليه صحيحها وباطلها فتلصق به المسؤلية في تلك النتائج بأي حكم صدر عليه ولو أن ذلك الشخص إنعدمت أهليته ولم يبلغ سناً المسؤلية بإنعدام عقله أو ذهابه فقد خرج بذلك من نتائج أفعاله وأقواله وتصرفاته فيصير ممن رفع عنهم القلم في الحديث الحق:[ 3432 - أخبرنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا حماد بن سلمة عن حماد عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : رفع القلم عن ثلاث عن النائم حتى يستيقظ وعن الصغير حتى يكبر وعن المجنون حتى يعقل أو يفيق ] صدق رسول الله.
ثم لو رجَعنا إلى الوراء قليلاً ثم تقدمنا إلى النهاية بيوم الحشر والحساب للكافرين حين تشهد عليهم جلودهم بعد أن يطبق الله على أفواههم ماذا يقول لهم الله بعد شهادة جلودهم إن الله يخاطبهم فيقول:{وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ (22)} صدق الله العظيم [فصلت].
فكيف يستتر أولئك أصحاب المعاصي والذنوب وأسماعهم وأبصارهم تشهد عليهم بأفعالهم وستنكر ما يقومون به من معاصي فهي لا تقبل من أصحابها أن يمارسوها وهم يعلمون بذلك فهي تفتيهم بقبح الفعل الذي سيقدمون عليه ثم يأبون قبول تلك الشهادة من عقولهم فتقام عليهم الحجة عند الله بذلك فتأتي شاهدةً عليهم وذلك قول الله تعالى:{حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20)} صدق الله العظيم [فصلت].
ثم يا أختي الكريمة في الله إنظري إلى قول الله تعالى:{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ (10) وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (11) كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (12) لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ (13) وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ (15)} صدق الله العظيم [الحجر].
مع كل هذه الأيات التي تأتيهم وتكذيبهم لرسل ربهم حتى لو فتح الله عليهم باباً من السماء فظلوا فيه يعرجون ماذا هم فاعلون هل هم متبعون الحق الذي تشهد به عقولهم بعد إن رأو وعلموا بما علموا من الأيات البينات؟؟
إنهم يرجعون الحجة في عدم التصديق والقبول هي على ذهاب عقولهم بقولهم:{لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ (15)} لأنهم يعلمون أنه لا حجة على من ذهب عقله بسحرٍ أو غيره ولكنهم كاذبون.
ويأ أيتها الأخت في الله فإن العقل هو الحجة على البشر لإلزامهم التشريع الإلهي وليست قلوبهم فالقلوب قد يصيبها العمى لكن الأبصار لا تعمى وإن عميت فقد ذهبت وإن ذهبت فيكون من الثلاثة الأصناف الذي رفع الله عنهم القلم لذلك قال تعالى:{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)} صدق الله العظيم [الحج].
وحاشا لله أن نكون نحن وأنتم من أولئك ولكني أريد الإحاطة بالموضوع من كل الجوانب حتى إذا إنتهينا حكمت علينا عقولنا بالحق فلولا عقولنا لما إهتدينا إلى الحق الذي ضل بعضنا يبحث عنه ردحاً من الزمن حتى إذا وصل إليه وقبله عقله عاد ليتسائل فيقول إن هذه حجة يتقبلها عقلي ولكن القلب غير مطمئن لها فكيف في من سبقنا هل يعقل أن نتركهم ونحن قد تبعناهم سنين عديدة ثم يجيب علينا الله تعالى بفتوى إلاهية قائلاً لنا:{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ (170)} صدق الله العظيم [البقرة].
ثم يأتي الحكم الفصل من الله أرحم الراحمين ومالك الملك في حجة العقل وهي التي أتاها الله لنبيه إبراهيم عليه الصلاة والسلام على قومه قال تعالى:{وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ (83)} [الأنعام] وهي حجة الله علينا في هذا الدين الحنيف قال تعالى:{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً (36)} [الإسراء] وهي حجة الله للعالمين على السواء قال تعالى:{إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ (22)} [الأنفال].
لذلك بعد إلزام الناس تلك الحجة وبعد أن تقبلقها عقولهم وتستيقنها أنفسهم ثم يجحدوا بها قال تعالى:{فَلَمَّا جَاءتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ (13) وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14)} صدق الله العظيم [النمل].
لذلك فإنك أخي الباحث الكريم فإنها إن عُمِيت الأبصار فكيف يُلزم بتلك الحجة البينة من كان لها كاره قال تعالى:{قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيَ وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (28)} صدق الله العظيم [هود].
لذلك فالعُمى لايهتدوا عن ضلا لتهم فلا يسمع الحق إلا من يؤمن بالأيات فهم مسلمون قال تعالى:{وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ (81)} صدق الله العظيم [النمل].
ولذلك فإن مشكلة قومنا هي مشكلة قوم نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام وهي عدم اليقين التام بعد العلم بالحجة وقبول العقل لها مع شهادة عقولهم بذلك في قوله تعالى:{فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ (64)} صدق الله العظيم [الأنبياء].
ثم يأتي حكم الله تعالى في القول الفصل بيننا وبين الناس في عدم اليقين بأيات الله تعالى التي تعرض عليهم وتقبلها عقولهم وتشهد بها إلا انهم ما يزالون في ريب يترددون فيخرج الله لنا دابة من الأرض تكلم الناس أنهم كانوا بأياتنا لا يوقنون:{وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (82)} صدق الله العظيم [النمل].
وإني أنصح كل الباحثين والزوار ممن أفتتهم عقوله بصدق الحجة وقبولها ولكن قلوبهم مازالت لم تطمئن لذلك أن يناجوا الله في جوف الليل في الظلمات ثم يبتهلوا إليه ويسألوه برحمته التي كتبها على نفسه وعظيم نعيم رضوان نفسه أن يلين قلوبهم للحق فتخشع له فإذا ذرفت عيونهم فليحمدوا الله الذي هداهم إلى الحق برحمته وليستمروا في مناجاته والإبتهال إليه ولايصرفوا الحجة التي قبلتها عقولهم فينكرونها بحجة عدم إطمئنان القلب لها لأن العقول لا تفتي كذبا ولكن القلوب هي التي تحيد عن الحق إذا علمته ثم ليثبتوا على ما هم عليه ويسألوا الثبات من أرحم الراحمين وليزدادوا بكل حجة وبينة ثباتاً ويقينا.
ويا أيتها الأخت في الله إن من كان قبلنا فحكمهم على الله ممن توافهم الله فتلك أمة قد خلت فلن يحاسبنا الله على أعمالهم وما لنا ولهم هل كانوا على الحق أو كانوا على الباطل قال الله تعالى:{تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (141)} صدق الله العظيم [البقرة].
ثم وما أدرنا ماذا كانوا يفعلون قال الله تعالى:{قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (112) إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (113)} صدق الله العظيم [الشعراء].
أما من هم في عصرنا وأدركوا معنا المهدي المنتظر الحق وعلموا به ولم يتبعوه كذلك هؤلاء سيفصل الله بيننا وبينهم
ثم يا أيتها الأخت الكريمة هذا إقتباس من سؤالك عن القرون الأولى:
ويا أيتها السائلة الكريمة إني سائلك سؤلاً علمياً فأجيبيني عليه؟؟
بما أن الله قد قسم الناس إلى أمم وعصور من إدم إلى قيام الساعة وجعل لكل منكم شرعة ومنهاجا قال تعالى:{لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً (48)} صدق الله العظيم [المائدة].
ولا يعني هذا بأن كل أمة كانت تختلف طريقة عبادتها لله أو أننا ندعو إلى ما يخالف من سبق لأن دعوة الإمام المهدي هي دعوة جميع الأنبياء والمرسلين قال تعالى:{شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ (13)} صدق الله العظيم [الشورى].
ونتبع هدى جميع الأنبياء والمرسلين قال تعالى:{أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ (90)} صدق الله العظيم [الأنعام].
فلماذا لم يصل من كان قبلنا بعلومهم إلى الفضاء هل كانوا أغبياء ولماذا لم يحيطوا بتلك العلوم ؟
إن نظرنا إلى حكم العقل والمنظق فإننا سنرى بأن من سبقنا من الأمم كان منهجهم الذي يسيرون عليه كاملاً ولكنه كان يفتقد أنذاك للوسائل التي تجعلهم يصلوا إلى كل تلك العلوم فكانوا يحيطون بذلك المنهج بقد ما لديهم من الوسائل التي تنتطبق عليه فلم يعلموا بكيفية خلق السماوات والأرض وأنهما كانتا رتقا وذلك لعدم تمكنهم من الإحاطة العلمية به التي نعلم بها نحن في هذا الوقت فلو بين لهم رسول الله تلك الأيات في ذلك الزمن ما كانوا مصدقين له لإستحالته لديهم بنقص الوسائل لذلك كان الله يخاطبهم بما هم به يعلمون قال تعالى:{أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17)} صدق الله العظيم [الغاشية].
فبدأ الله بخطابه إليهم عن كيفية خلْق الإبل فذلك ماكان مبلغهم من العلم فكانت تجارتهم وأموالهم كلها هي الإبل ولذلك فإن الله يدعوهم للتفكر في خلقها.
ثم يعفي الله سبحانه وتعالى نبيه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيان تلك الأيات التي لم يحيطوا بها علماً ووعد الله رسوله ببيانها لقوم أخرون يحيطون بها علما في قوله تعالى:{وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (105)} صدق الله العظيم [الأنعام].
ثم كان الله ينهي المؤمنين بأن يسألوا عن بعض الأيات حتى لا يسؤهم بيانها فعفى الله عن بيانها قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (101)} صدق الله العظيم [المائدة].
وذلك العفو عن بيان تلك الأيات هولعدم إحاطة المؤمنين بها على الواقع الحقيقي ثم إن علموا بيانها فهل سيأمنوا بها قال تعالى:{قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَافِرِينَ (102)} صدق الله العظيم [المائدة].
لذلك أيتها الباحثة الكريمة فإنك ستجد الخطاب في كتاب الله تعالى للأمم يتدرج فيهم بحسب قُبول العقل والمنطق له فسترى في الأيات التالية كيف خاطب الله من قبلنا للتفكر في خلق الإبل لأن ذلك مبلغعم من العلم وسيقبله لعقل والمنطق ثم تدرج الخطاب إلى خلق السماوات والأرض والجبال وذلك لقوماً أخرين وهم نحن بعث المهدي المنتظر لأن العقل والمنطق لدينا سيقبل ذلك العلم وذلك فتوى الله تعالى في قوله:{أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20)} صدق الله العظيم [الغاشية].
وذلك لأن الله قد أحاطنا بعلم ذلك فجاء القرأن ليبين لنا تلك الأسرار التي أحطنا بها علما حتى نعلم أن القرأن حق أنزل من لدن حكيم خبير والذي أتى به رسول من رب العالمين ثم يبين الله لنا أيات خلق السماوات والأرض بعد بعد أن علمها الذين كفروا على الواقع الحقيقي بنظرية الإنفجار العظيم قال تعالى:{أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30)} صدق الله العظيم [الأنبياء].
ثم يتوعد الله بعد أن يريهم أياته بقوله أفلا يؤمنون بعذابه إن كذبوا بعد إن أراهم الله أياته حقيقةً على الواقع الحقيقي قال تعالى:{فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ (21) لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ (22) إِلَّا مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (24)} صدق الله العظيم [الغاشية].
ونقتبس لكم من بيان صاحب علم الكتاب ما يخص بيان هذه الأيات منها الأرض السابعة وهو كوكب سقر :
ولذلك فإن الله يبين لنا أياته حتى نعرفه فنأمن ونصدق قال تعالى:{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53)} صدق الله العظيم [فصلت].
وقال تعالى:{وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ (81)} صدق الله العظيم [غافر].
ثم نصل إلى تسائل الباحثة الكريمة وبعد أن عرفنا كيف تدرج القرأن في بيان أياته بحسب العقل والمنطق لدى كل أمة فخاطبهم على قدر ما تستوعبه عقولهم ثم نقول هل من كان قبلنا ممن سبقنا من الأمم وصولوا إلى النعيم الأعظم الذي أحاط الله به الإمام المهدي المنتظر خليفة أخر الزمان ولماذا؟
فإن الجواب سيكون بالنفي طبعاً حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم بتحسر الله في نفسه على من يهلك الله من العباد فكان الله يعاتب رسوله لتحسره على قومه بقوله:{طه (1) مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2)} صدق الله العظيم [طه].
ومرة أخرى في قوله تعالى:{فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً (6)} صدق الله العظيم [الكهف].
وثالثة في قوله تعالى:{طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3)} صدق الله العظيم [الشعراء].
ثم رابعة في قوله تعالى:{فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (8)} صدق الله العظيم [فاطر].
ثم يصل العتاب الإلهي لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم إلى أن وصفه الله تعالى بأن لا يكون من الجاهلين في قوله:{وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّمَاء فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35)} صدق الله العظيم [الأنعام].
فلماذا يصف الله تعالى خاتم أنبيائه بذلك وهو أرحم الخلق عليه الصلاة والسلام وذلك لعدم علمه بما في نفس الله من حسرة هي أشد من حسرة الأم على ولدها فيقوله الله بقول خفي في نفسه لا يعلمه أحد قال تعالى:{يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون (30)} صدق الله العظيم [يس].
فهل لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أرحم الخلق يعلم بتحسر الله في نفسه سيتحسر على العباد وهو يعلم بأن الله أشد حسرة؟
لذلك إختص الله بهذا النعيم عبده وخليفته الإمام المهدي الخبير بالرحمن في قوله تعالى:{الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً (59)} صدق الله العظيم [الفرقان].
وهذا إقتباس من بيان صاحب علم الكتاب عن حسرة الله كما يلي:
ثم أيتها الباحثة هذا مقتبس أخير من سؤالك كما يلي:
فاعلمي أيتها الباحثة بأننا مادمنا نعبد الله ونأتيه بقلوب خالصة من الشرك فإنه متقبل ذلك منا وما دمنا قد علمنا الحق أين يكون فلنتبعه وليس صحيح ما يقوله إقتباسك هذا بأن نتبع أفكار الإمام وكلامه فقط لأن ما تقرأينه من بيانات الإمام عليه الصلاة والسلام ليست أفكاره وليس كلامه بل هو كلام رب العالمين وبيان القرأن بالقرأن بالعلم والسلطان يتلقاه الإمام المهدي عن طريق وحي التفهيم من الرب إلى القلب مباشرة فليس نبياً ولا رسول ولم يأتي بكتاب جديد بل يدعو الناس إلى ما دعاهم إليه جده محمد رسول الله فإن أعرضوا وكذبوا فهم لا يكذبونه ولكنهم يكذبون رسول الله وكتاب الله قال تعالى:{قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ (33)} صدق الله العظيم [الأنعام].
ونصل إلى نهاية تسائلك وها قد تبين لكم الحق فإن كنتم تريدون الحق فإنه الحق والحق أحق أن يتبع اللهم فقهني في الدين وزدني علماً ويقين واجعلني من عبادك المتقين وأحشرنا مع الوفد المكرمين واجعلني من المقربين اللهم لن أرضى حتى ترضى اللهم لك الحمد أن هديتنا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ولله الحمد والمنة وله الحمد في الأخرة والأوله وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.
أخوكم الفقير إلى الله الذليل عليكم حواري الأنصار .