- 18 -
الإمام ناصر محمد اليماني
11 - 01 - 1432 هـ
17 - 12 - 2010 مـ
12:10 صباحاً
ـــــــــــــــــــــ
{ فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ }
صدق الله العظيــــــم ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى جميع الأنصار السابقين الأخيار من قبل التمكين والفتح المُبين في الأولين وفي الآخرين، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
من الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلى عُلماء المُسلمين وأمّتهم الذين يعقلون، حقيق لا أقول على الله إلا الحقّ، فإنّي الإمام المهديّ المنتظَر الذي يهدي بالقُرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد ولم يجعلني الله من الأنبياء والمُرسلين بل جعل الله في اسمي خبري وراية أمري، ولذلك واطأ الاسم الخبر (ناصر محمد)، فذلك هو اسم المهديّ المنتظَر الذي فيه تمترون.
ولربّما يودّ أحد عُلماء الإخوان السُنَّة أن يقول: "بل اسم المهديّ المنتظَر هو مُحمد بن عبد الله"، ولئن سأله الإمام المهديّ، فأقول له: لماذا تعتقد أنّ اسم المهديّ المنتظَر هو محمد بن عبد الله؟ لقال: "وذلك تصديقاً لحديث محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن فتوى اسم المهديّ المنتظَر، وقال: [يُواطِئُ اسْمُه اسْمِي]، فهذا يعني أنّ اسم المهديّ المنتظَر لا بد أن يأتي مُطابقاً لاسم النبيّ كون المقصود بالتواطؤ هو التطابق ولذلك لا بد أن يكون اسم المهديّ المنتظَر هو محمد بن عبد الله"، ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر ناصر محمد وأقول: أفتِني أيّها الأستاذ في اللغة العربية، فهل يمكن أن نقول:
تطابق محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر الصّدّيق عليه الصلاة والسلام على الهجرة إلى يثرب؟
ومن ثم حتماً سوف يردّ علينا أستاذ اللغة العربيّة فيقول بل الصح هو أن نقول:
تواطأ محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر الصديق عليه الصلاة والسلام على الهجرة إلى يثرب.
ومن ثم يقيم عليه الإمام المهديّ ناصرُ محمد الحجّة بالحقّ وأقول: أفلا ترى أنّ التواطؤ لا يعني التطابق بل التواطؤ يعني التوافق؟ وبما أنّ التوافق هو من مرادفات التواطؤ ولذلك يصح أن نقول:
توافق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر الصديق عليه الصلاة والسلام على الهجرة إلى يثرب.
فما لكم كيف تحكمون؟ إذاً التواطؤ للاسم محمد إنّما يوافق في اسم الإمام المهديّ (ناصر محمد)، وجعل الله التوافق في الاسم محمد في اسم أبي لكي يحمل اسْمي وخبري وراية أمري كوني لم يبتعثني الله رسولاً جديداً بكتابٍ جديدٍ بل ابتعثني الله (ناصرَ محمدٍ) ليجعل في اسمي خبري، ولذلك أحاجّكم بما كان يحاجِج الناسَ به محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القُرآن العظيم، وأدعو عُلماء المُسلمين والنصارى واليهود إلى الاحتكام إلى القُرآن العظيم حتى نستنبط لكم حُكم الله بينكم من محكم كتابه فيما كنتم فيه تختلفون، حتى تجدوا الإمام المهديّ ناصر محمد هو حقاً المُهيمن على عُلماء المُسلمين والنصارى واليهود بسُلطان العلم من محكم كتاب الله القرآن العظيم، فإن لم أفعل فلستُ المهديّ المنتظَر ناصر محمد كون الاسم لن يغني عن العلم شيئاً، أفلا تتقون؟ أم تريدون أن تجعلوا الحجّة هي حصرياً في الاسم ثم تجعلون الحجّة للنصارى فيقولون لكم: "فما هو اسم نبيكم منذ أن كان في المهد صبياً؟". وحتماً سوف تقولون: "سُمِّي منذ أن كان في المهد صبياً محمداً"، ثم يردون عليكم فيقولون: "ولكن اسم النبي الذي بشَّر به نبيّ الله عيسى عليه الصلاة والسلام هو (أحمد) وليس (محمد)"، ثم يقيمون عليكم الحجّة بالباطل لو تجعلون الحجّة حصرياً في الاسم كونكم قوم تجهلون، ولكنّ النصارى الذين آمنوا في عصر بعث محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يكونوا يحاجّونه في الاسم كونهم يعلمون أنّ للأنبياء أكثر من اسم كمثل نبيّ الله يعقوب فهم يعلمون أنّه هو ذاته إسرائيل، ولذلك لم يستطيعوا أن يحاجونه بحجة اختلاف الاسم بل استمعوا إلى آيات الله، وقالوا: {وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (105) وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا (106) قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (109)} صدق الله العظيم [الإسراء].
فهل تعلمون المقصود من قولهم: {وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا} صدق الله العظيم؛ ويقصدون وعد الله في محكم الإنجيل في قول الله تعالى: {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} صدق الله العظيم. فعَلِمَ الذين آمنوا من النصارى أنّ نبيّ الله أحمد هو ذاته نبيّ الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم والحكمة من ذلك أن جعل الله لمن يشاء من أنبيائه أكثر من اسم حتى يعلم عُلماء اليهود والنصارى والمُسلمين أنّ الله لم يجعل الحجّة في الاسم بل هي في سُلطان العلم من ربّ العالمين ولكنّكم قوم تجهلون.
ويا عُلماء أمّة الإسلام، والله الذي لا إله غيره أنّي الإمام المهديّ المنتظَر، ألا والله لو لم يُفتِني ربِّي حتى بكلمة "المنتظَر" وقال الإمام المهديّ لما تجرّأت أن أضيف "المنتظَر" اتّباعاً لأهوائكم، أفلا تتفكرون؟ ولم يجعل الله حجّتي عليكم في الاسم ولا في حُلم المنام بل حُجّتي عليكم هي سُلطان العلم آتيكم به من محكم القُرآن العظيم إن كنتم به مؤمنون، أم إنّكم تنتظرون المهديّ المنتظَر يبعثه الله ليدعو عُلماء المُسلمين وعلماء النصارى وعُلماء اليهود إلى الاحتكام إلى كتاب البخاري ومُسلمٍ أو كتاب بحار الأنوار؟ فاتّقوا الله يا أولي الألباب.
وأقسمُ بربّ العالمين أنّه لا ولن يتبع الحقّ من ربِّهم في كافة الأمم الأولين والآخرين إلا أولو الألباب من جميع الأمم، فمن هم أولو الألباب؟ أولئك الذين يحكِّمون العقل والمنطق فلا يحكمون على الداعية من قبل أن يستمعوا إلى قوله ويتدبروا في منطقه هل يقبله العلم والمنطق، فإن تقبّلت مَنـْطِقـَه عُقولـُهم فقد علموا أنّه ليس بمجنون وأنّه ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مُستقيم، وأولئك هم الذين هداهم من عباده من كافة الأمم سواء في عصر بعث الأنبياء أو عصر بعث المهديّ المنتظَر، كون الله لم يبعث أنبياء إلى قوم عُلماء بالدين؛ بل إلى قوم لا يعلمون من علوم الدين شيئاً ولا يستخدمون عقولهم في التفكر فيما وجدوا عليه آباءهم من قبلهم بل اتَّبعوهم الاتِّباع الأعمى من غير تفكرٍ ولا تدبّرٍ لِما وجدوا عليه آباءهم هل يقبله العقل والمنطق، فأما الذين استجابوا لدعوة الأنبياء إلى استخدام العقل وتفكّروا فيما وجدوا عليه آباءهم وفيما يقول لهم أنبياؤهم فإذا عقولهم تقول لهم كما قالت عقول قوم إبراهيم حين قالوا لنبي الله إبراهيم: {قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63)} صدق الله العظيم [الأنبياء].
وإنّما يريد نبيّ الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام أن يقيم عليهم حجّة العقل والمنطق فيجبرهم على التفكير حتى يردوا على نبيّ إبراهيم بالجواب المقنع للعقل والمنطق إن استطاعوا كونه يعلم أنّ عقولهم إذا استخدموها للتفكير حتماً سوف تنكر عليهم ذلك فتفتي أنّ الحقّ هو مع نبيّ الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام وحتى يتفكّروا برد العقل والمنطق. قال لهم نبيّ الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام: {فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63) فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَٰؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ (65)} صدق الله العظيم [الأنبياء].
وهنا أقام نبيّ الله إبراهيم على قومه حجّة العقل والمنطق حين عجزوا عن الرد المقنع للعقل والمنطق. فقال: {قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (67)} صدق الله العظيم [الأنبياء].
وتلك هي حجّة العقل والمنطق التي آتاها الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام على قومه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [الأنعام:83].
إذاً حجة الله على عباده هي حجة العقل والمنطق الفكري فمن لا يتفكر فهو كالأنعام التي لا تتفكر، ولذلك قال الله تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} صدق الله العظيم [الفرقان:44].
ولذلك لم يهدِ الله من عباده إلا أولي الألباب الذين يستمعون القول من الداعية إلى الله من قبل أن يحكموا عليه؛ بل يستمعون القول من قبل الحكم ويتفكرون فيه هل يوافق للعقل والمنطق الفكري ثم يتّبعون أحسن قولاً للداعية الذي يدعو إلى الله على بصيرةٍ من ربه وأولئك هم الذين هدى الله من عباده في كل زمانٍ ومكانٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18)} صدق الله العظيم [الزمر].وأولئك هم أصحاب الجنة.
وأما أصحاب النار فقد تبيّن لهم ضلالهم عن الصراط المستقيم كونهم كانوا يحكمون على الداعية من قبل أن يستمعوا إلى القول المُنزل عليه؛ بل لا يسمحون لأنفسهم أن يتفكّروا في حجّة الدَّاعية عليهم ولذلك تجدون الفتوى من أهل النار أنّ سبب ضلالهم عن الحقّ من ربهم كونهم لم يستخدموا عقولهم شيئاً فيما تنزل من ربهم. وقال الله تعالى: {كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَىٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10)} صدق الله العظيم [الملك].
إذاً يا قوم إنّ السبب الرئيسي لدخول الجنّ والإنس النار هو عدم استخدام العقل، ولذلك قال الله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:179].
ولكن الذين فرحوا بما عندهم من العلم الباطل من افتراء الطاغوت ولم يتفكّروا فيما أُنزل إليهم من ربّهم وقد وجدوها مُضادةً لما لديهم ومن ثم لا يتبعوها واستهزأوا بالداعية الحقّ من ربّهم، أولئك مصيرهم أن يهلكهم الله وهم على ضلالٍ مبينٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّـهِ تُنكِرُونَ ﴿٨١﴾ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿٨٢﴾ فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٨٣﴾ فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّـهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ ﴿٨٤﴾ فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّـهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ ﴿٨٥﴾} صدق الله العظيم [غافر].
ويا عُلماء الإسلام وأمّتهم، ما ظنّكم بالإمام المهديّ ناصر محمد اليماني؟ فهل يقبل العقل والمنطق أن يفتري أنّه هو المهديّ المنتظَر وأنتم تعلمون أنّه ليس من الجاهلين بل من أعلمكم بكتاب الله القُرآن العظيم؟ فلِمَ تُعرضون عن دعوة الحقّ من ربكم أن نحتكم إلى كتاب الله القُرآن العظيم؟ ألا والله الذي لا إله غيره لو تسألوا عقولكم بالتفكّر: "فهل المهديّ المنتظَر إذا حضر في قدره المقدور في الكتاب المسطور فهل سوف يدعو علماء المُسلمين والنصارى واليهود إلى الاحتكام إلى كتاب البخاري ومُسلم أو كتاب بحار الأنوار؟". إنّها سوف تـُجيبُكم عقولـُكم فتقول بل سوف يدعو إلى كتاب الله الذِّكر المحفوظ من التحريف والتزييف ذكر الله إلى العالمين لمن شاء منهم أن يستقيم، وتقول لكم: ولا نظنه سوف ينكر ما كان حقاً في كتاب البخاري ومُسلم كون فيهم من الأحاديث الحقّ ولكنه حتماً سوف يُنكر ما خالف فيهما لمحكم الذِّكر بل حتى التوراة والإنجيل لن ينكر فيها إلا ما جاء مُخالفاً لمحكم الذِّكر كون كتاب الله القرآن العظيم هو الكتاب الذي ضمِنه الله من التحريف والتزييف على مرِّ العصور ولذلك تجدونه نسخةً واحدةً في العالمين لم تختلف فيه كلمةٌ واحدةٌ، فهذا جواب العقل والمنطق إن كنتم تعقلون.
ويا معشر عُلماء الأمّة، اتّقوا الله فأمّتكم في ذمّتكم إن اهتديتم اهتدوا وإن كذّبتم كذبوا، ولا ولن تغنوا عنهم من الله شيئاً لو تبيّن لهم أنّ الحق الذي يقبله العقل والمنطق هو مع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ومن ثم يتبعونكم؛ أولئك قوم لا يعقلون بل إمّعات كون الإمام المهديّ يحاجِج الناس بآيات الكتاب المحكمات لعالمكم وجاهلكم حتى لا تكون لكم الحجّة على خليفة الله أنّه لم يبيّن لكم آيات الكتاب، فاتّقوا الله يا أولي الألباب فلا تتّبعوا عُلماءكم الذين إن سألتموهم فقلتم لهم يوجد رجل في الإنترنت العالميّة يُدْعَى ناصر محمد اليماني يقول أنّه المهديّ المنتظَر ويفتي أنّ الذي أفتاه أنّه هو المهديّ المنتظَر هو محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الرؤيا الحقّ، وقال أنّه قال له محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [كان مني حرثك وعلي بذرك أهدى الرايات رايتك وأعظم الغايات غايتك وما جادلك أحدٌ من القُرآن إلا غلبتـَه].
فأمّا أشرّ علماء تحت سقف السماء وأضل عُلماء المنابر فسوف يقول: احذر أيها السائل أن تتّبع هذا الشخص! فقد ثبت عن النبي ظهور المهديّين الكذابين في آخر الزمان وناصر محمد اليماني هو منهم لا شكّ ولا ريب فالمكتوب بائن من عنوانه كون اسمه ناصر محمد ولكن المهديّ المنتظَر اسمه (محمد بن عبد الله) إذا كان عالماً سُنـِّيّاً أو يقول (محمد بن الحسن العسكري) إذا كان عالماً شيعياً، وأما أفضل عُلماء تحت سقف السماء فسوف يقول للسائل: "يا بُنـَيّ لا أستطيع أن أفتيك في هذا الشخص المدعو ناصر محمد اليماني حتى أتدبر حُجته وسلطان علمه فأحاجِجه من كتاب الله، فإن أقام علينا الحجّة الداحضة للجدل فغلبني بسلطان العلم وغيري من عُلماء المُسلمين فعند ذلك سوف يتبيّن لنا أمرُه ويتبيّن لنا أنّ الذي أفتاه أنّه المهديّ المنتظَر هو حقاً محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي لا يتمثل به الشيطان في الرؤيا الصالحة، وبما أن الرؤيا لم يجعلها الله الحجّة علينا حتى يصدقه الله الرؤيا على الواقع الحقيقي فنجد أنّه حقاً لا يحاجّه أحدٌ من القرآن إلا غلبَه بسلطان العلم من محكم كتاب الله كون حجّة الاسم لو تمسكنا بها وتركنا حجّة العلم فنحنُ بذلك نقيم الحجّة على أنفسنا للمُبطلين كون محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يأتِ اسمه أحمد بل قدر الله أن يكون اسمه محمداً صلى الله عليه وآله وسلم لولا أنّ الله أفتانا أنّ أحمد هو ذاته محمد صلى الله عليه وآله وسلم وإنّما يريد الله أن يُعلّمنا درساً أنّ الحجّة هي ليست في الاسم بل في سلطان العلم كون الأسماء تتشابه، فلن يغني الاسم ما لم يؤيّد الله الداعية بسلطان العلم الداحض للجدل، فأمهلني أيها السائل حتى أتدبر قول الرجل وسلطان علمه حتى لا نحكم عليه أنه على ضلالٍ مبينٍ ظُلماً فنظلم أنفسنا ظُلماً عظيماً لو كان هو حقًا المهديّ المنتظَر يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ"، فإن قال أحد العلماء هذا القول لأحد السائلين فأشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين أنّه بمجرد ما يأتي فيطلع على بيان الإمام المهديّ للقرآن بالقُرآن أنّه سوف يُسلّم للحقّ تسليماً فيرفعه في الدرجات العُلى ويجعله الله من وزراء الإمام المهديّ المُكرمين رغم أنف الإمام المهديّ كونه سوف يكون سبب هدى قوم آخرين أولئك هم العلماء الحقّ الذين يخشون ربهم بالحقّ أصحاب العقل والمنطق. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} صدق الله العظيم. [فاطر:28].
ومن لا يعقل فهو ليس من العُلماء الحقّ كونه من الذين يتبعون ما ليس لهم به علمٍ من غير أن يستخدموا عقولهم بالتفكّر فيما وجدوا عليه أسلافهم الذين من قبلهم وقد حذّرهم الله أن يقتفوا ما ليس لهم به علمٌ أنه الحقّ من ربهم وأمرهم الله أن يستخدموا عقولهم التي أنعم بها الله عليهم. وقال الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء: 36].
ولذلك تجدون الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يفتي أنصاره بالحقّ ويقول: يا أحبتي الأنصار السابقين الأخيار إيّاكم ثم إيّاكم لئن وجدتم أحد عُلماء الأمّة قد أقام الحجّة على ناصر محمد اليماني في إحدى مسائل الكتاب فتجدون أنّ حجة ذلك العالم هي الأقوى والأوضح والأشدّ بياناً من حجّة ناصر محمد اليماني أن تأخذكم العزّة بالإثم؛ بل قولوا: صدقت أيها العالم الجليل وأخطأ الإمام ناصر محمد اليماني. فلا يجوز لكم التعصب الأعمى كون التعصب الأعمى هو سبب ضلال كثيرٍ من الفرق الضالة كونكم تجدونهم متعصبين لمذهبهم ومتعصبين مع عُلمائهم التعصب الأعمى دون أن يتفكّروا في حجّة الذي يحاجِج عُلماءهم؛ بل يقِفون إلى جانب عُلمائهم ولو استطاعوا الوصول إلى خصم علمائهم لقتلوه، أولئك أشرّ الدواب في محكم الكتاب كونهم لا يستخدمون عقولهم شيئاً للتفكر والتمييز بين حجج عُلماء مذهبهم وحجج من يخالف لعلماء مذهبهم، أولئك قومٌ لا يعقلون بل أشرّ الدواب في محكم الكتاب تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ (20) وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ (21) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ (23) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25)} صدق الله العظيم [الأنفال].
كأمثال أبو حمزة محمود المصري فهو من الذين قال الله عنهم: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ (21) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ (23)} صدق الله العظيم. فحتى ولو أسمعه الله وفقهه البيان الحقّ للقرآن بالقرآن لما اتَّبعه لأخذته العزّة بالإثم إلا أن يتّقِ الله ويطهّر قلبه من الكبر عن الحقّ من ربه، فما أصغرك يا محمود يوم يُهين الله الذين استكبروا عن آياته ولا تفتح لهم الجنان لا بعد موتهم ولا يوم يقوم الناس لربّ العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:40].
ويا أيها الحسين بن عُمر رئيس مجلس إدارة طاولة الحوار المُكرم، فاحذر مكر أبي حمزة المصري الذي يريد أن يوقع العداوة والبغضاء بينك وبين الأنصار فيقتحم معرفاتهم ويجعل في معرفاتهم ما يجعلك تشكّ أنّهم ذاته أبو حمزة محمود المصري لتشابه التشفير حتى نظلمهم بغير الحقّ، كلا ثم كلا يا حبيبي في الله فمن ضمن الأعضاء التي رفعت بهم إلينا أنّه مشكوك فيهم رجل؛ أقسمُ بالله الواحد القهار أنّه لمن الوزراء المكرمين في العالمين في دولة المهديّ المنتظَر الكُبرى، وأشهدُ لله شهادة الحق اليقين شهادةً أسأل عنها يوم يقوم الناس لربّ العالمين أنه لمن أحباب الله ربّ العالمين، وأنه لمن عباد الله المُقربين، وأنه لمن عباد الله المُخلصين من أولي الألباب من خير الدواب الذين اتّبعوا البيان الحقّ للكتاب؛ من خيار البشرية وخير البرية؛ من الربانيين المُخلصين في عبادتهم لربهم غفر الله ذنبهم وتقبل الله توبتهم وأحبهم وقربهم ورفعهم مكاناً عليّاً؛ من الذين يغبطهم الأنبياء والشهداء لمكانتهم من ربهم؛ من الذين يتمّ حشرهم من ضمن الوفد المُكرمين إلى الرحمن وفداً وليسوا بأنبياء ولا شهداء، فلا تؤذيني في وزرائي يا حبيبي في الله الوزير المُكرم الحُسين بن عُمر رئيس طاقم إدارة طاولة الحوار العالميّة:
(موقع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني)
فما دام تبيّن لنا أنّ أحد المرفوع بهم أنّه مظلومٌ فلا بدّ أن يكون كذلك أبو بكر المغربي من المظلومين بسبب مكر أبو حمزة المصري ألدّ أعداء المهديّ المنتظَر من بعد الشيطان الرجيم، ولكن في القلب صبرٌ لأبي حمزة محمود المصري كونه جُزء من هدفي إلى ربي، فصبرٌ جميلٌ أحبتي الأنصار السابقين الأخيار على إيذاء البشر، فاكظموا غيظكم من أجل الله، أفلا يستحق الله أن نصبر على عباده من أجله علّه يهديهم إلى الحقّ من أجلنا فيجعل الله الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ؟ إنّ ربي سميع عليم. فما أجمل العفو من أجل الله وما أجمل الحُلم من أجل الله كون الله عفوّاً يحبّ العفو والغفران من عباد الرحمن الذين قال الله عنهم في محكم القُرآن:
{وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} صدق الله العظيم [الشورى:37].
{الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران:134].
{فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [المائدة:13].
{وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور:22].
{وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التغابن:14].
صدق الله العظيم.
ويا أحبتي الأنصار السابقين الأخيار يا صفوة البشريّة وخير البريّة، من كانوا على شاكلة الإمام المهديّ أفلا تعلمون لماذا اتخذ الله إبراهيم خليلاً؟ وذلك بسبب أنهُ حليمٌ أوَّاهٌ منيبٌ قال تعالى: {فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} صدق الله العظيم [ابراهيم:36].
ولذلك شهد الله لنبيّه إبراهيم بالحُلم العظيم. وقال الله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ} صدق الله العظيم، وبسبب حُلم إبراهيم الحليم عن عباد الله اتَّخذه الله خليلاً. وقال الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} صدق الله العظيم [النساء:125].
ويا أحبتي الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، أفلا تحبون أن تكونوا أخلّاءَ الله وأحباءَه صفوة البشرية وخير البرية؟ فتّصدّقوا.. واعلموا أنّ من أحب الصدقات إلى الرب في الكتاب هي صدقة العفو. تصديقاً لقول الله تعالى: {ويَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} صدق الله العظيم [البقرة:219]. وتلك هي أخلاق الأنبياء والمهديّ المنتظَر فاتّبعونا نهدِكم صراطاً سوياً.
وأما أبو حمزة محمود المصري الذي يريدُ مباهلة المهديّ المنتظَر فنقول له: لئن أجبت المُباهلة يا محمود فسوف يجعلها الإمام المهديّ عليه حصريّاً إن كان من الظالمين كونك جُزءًا من هدف الإمام المهدي، وإنما أخوّفك بالمُباهلة لعلك تخشى، وبرغم أنّك تخشى من لعنة الله وغضبه ولكنّها تأخذك العزّة بالإثم يا محمود! فاتّقِ الله ربّ الوجود فإنك تُعادي الإمام المهديّ بالقُرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد، فلِما لا تخاف وعيداً يا محمود؟ فهل قلبك من حديدٍ أم إنّك يوم تقف على النار سوف تكون بطلاً صنديداً يوم يقال: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ}؟ صدق الله العظيم [ق:30].
وقال الله تعالى: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ} صدق الله العظيم [ق:45].
فاتّقِ الله ذا البأس الشديد يا محمود أبا حمزة! لقد آذيت الحسين بن عُمر أذًى كبيراً وآذيت أنصار المهديّ المنتظَر أذًى كبيراً وتسبّبت في أذيّتهم من غير قصد من الحسين بن عمر كونك تمكر بمعرّفاتهم وتستغل علمك في الكمبيوتر لِما يُغضب الله! أفلا تعلم أنّك حين تقترف سوءًا فتقذف به بريئاً أنّ ذلك بهتانٌ وإثمٌ كبيرٌ؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} صدق الله العظيم [النساء:112].
فأين التقوى يا محمود، وأين مخافة الله وأنت تزعم أنّك من عُلماء السُّنة والجماعة؟ فهل هذه تصرفات عالِم دين يا محمود؟ فإنّي لك ناصحٌ أمينٌ، فإذا لم تتّبع الإمام ناصر محمد اليماني وفي قلبك شكٌّ أن لا يكون المهديّ المنتظَر فأضعف الإيمان قل الله أعلم، فلا تًعادِ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فتُعلن عليه الحرب فيُعلن الله عليك الحرب يا محمود، ولكنّي الإمام المهديّ أتوسّل إلى الله أن لا يعلن الحرب عليك بل أن يهديَك فذلك خيرٌ للإمام المهديّ من أن يعلن الله الحرب عليك في نفسك وفي والديك ومالك وذريّتك كونك جُزءًا من هدف الإمام المهدي، فساعدني على إنقاذ نفسك من النار ساعدك الله على ما يحبّه لك ويرضاه إنّ ربي سميع الدُعاء.
وسلامٌ على عباده الذين اصطفى والتابعين الأخيار في الأولين وفي الآخرين وفي الملإ الأعلى إلى يوم الدين.
أخوكم الذليل بين أيديكم خليفة الله عليكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
____________