- 4 -
الإمام ناصر محمد اليماني
15 - 11 - 1430 هـ
03 - 11 - 2009 مـ
10:08 مساءً
ـــــــــــــــــــــ
ظُلم الإشراك غيرُ ظُلم الخطيئة لأنّ المؤمن مُعرضٌ للابتلاء فيظلم نفسه بظلم الخطيئة ..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
ويا أيها الصافي، الحمدُ لله الذي لم يجعلني مثلكم أقول على الله ما لم أعلم، ولم أتّبع أمر الشيطان الذي أمركم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون، كمثال تأويلك بما يلي:
وأمّا حُجتك التي تُحاجني بها وهو قول الله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:124]. فهذه الآية هي من أكبر الحُجج عليكم في مُحكم الذكر يا معشر الشيعة الاثني عشر، إذ كيف تصطفون الطفل محمد بن الحسن العسكري وأنتم لا تعلمون هل هو سابق بالخيرات أم مُقتصد أم ظالم لنفسه مبين؟ وذلك لأنّ سبب اعتقادكم بأنّ المهديّ المنتظَر هو محمد بن الحسن العسكري كونكم تعتقدون أنّ أباه الحسن العسكري إمامٌ، وبما أنّ محمداً بن الحسن هو ابنه فاصطفيتموه إماماً ونسيتم فتوى الله سُبحانه إلى خليفته ورسوله إبراهيم عليه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:124]. فما يُدريكم هل هو من الظالمين لأنفسهم أم من الذين لم يوفوا بعهد الله؟ فالعلم عند الله ولستم أنتم من يعلمون الغيب.
وأما بالنسبة لبيانك لهذه الآية أنّ الله يقصد بقوله تعالى: {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، فقال الصافي إن الله يقصد بقوله: {قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} وأفتى الصافي أنه يقصد ظُلم الخطيئة، ولكني المهديّ المنتظَر الذي لا يقول على الله إلا الحقّ أفتي بالحقّ أنه يقصد أعظم الظلم في الكتاب وهو الشرك بالله، فأولئك الذين يعلم الله أنهم بربهم مُشركون فلم يطهرهم بسبب كبرهم حتى الموت حتى لا ينالوا عهده ورحمته وعفوه. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ} صدق الله العظيم [النساء:48].
إذاً إنما يقصد الله بقوله تعالى: {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:124] ؛ أي يقصد ظُلم الشرك وليس ظُلم الخطيئة، وسوف أفتي الشيعة وأهل السُّنة والجماعة كيف يعلمون الحقّ من الباطل، أي كيف تعلمون هل حقاً تنطقون على الله بتفسير كلامه في كتابه بالحقّ أم إنكم قلتم على الله ما لا تعلمون بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، فعلى سبيل المثال فتوى الصافي إنه لا ينبغي للأنبياء أن يخطئوا أبداً وأتى لنا بالبرهان حسب ظنّه برد الله على إبراهيم: {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:124]. فظن الشيعة أنه يقصد: لا ينال عهدي الخطّائين. ولذلك اعتقدوا أنّ الأنبياء والأئمة معصومون عن الخطأ عصمةً مُطلقةً حتى الموت فضلّوا وأضلّوا، ولكنك يا أيها الصافي إذا أردت أن تقدم فتوى للناس فعليك أولاً أن تعلم بأنّ لك أجرها وأجر من تبعها إلى يوم يقوم الناس لربّ العالمين إذا كانت فتوى بعلمٍ وسلطانٍ مبينٍ من محكم كتاب ربّ العالمين، ولكن عليك أن تعلم إذا كانت فتواك بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً أي إنّها تحتمل الصح وتحتمل الخطأ، فأقسم بربي: لا ينبغي لعبدٍ في الملكوت كُله أن يصيب الحقّ وهو قد قال على الله بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً؛ بل أوقع نفسه في تجارةٍ خاسرةٍ بسبب فتواه بغير علمٍ من ربّه فوقع في تجارةٍ خاسرةٍ إلى يوم القيامة وخسارته مُستمرة. تصديقاً لقول الله تعالى: {لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:25].
إذاً أمر الفتوى في تفسير كلام الله هو لَمِنْ أعظم الأجر أو من أكبر الوزر، فإذا كانت الفتوى بالحقّ بعلمٍ وسلطانٍ مبينٍ من كتاب الله ربّ العالمين فهي تجارةٌ رابحةٌ فله أجرها وأجر من تبع علمه من الأمم إلى يوم يقوم الناس لربّ العالمين، وإذا كانت فتوى بالظن الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً فسوف يحمل وزره ووزر المعين لفتواه إلى يوم يقوم الناس لربّ العالمين.
ويا أخي الصافي ويا معشر المتقين الذين لا يريدون أن يقولوا على الله ما لا يعلمون، إذا كنتم لا تريدون أن تقولوا على الله إلا الحقّ فتبيّنوا من كتاب ربكم هل قلتم على الله الحقّ أم نطقتم بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً؟ ولسوف أفتى كافة طُلاب العلم بالحقّ وأفتيكم بالحقّ يا معشر الشيعة وهو أن ترجعوا إلى الآيات المُحكمات البينات هن أمّ الكتاب يفهمها ويعلمها كلُّ ذو لسانٍ عربيٍّ مُبينٍ ثم تنظرون هل تفسيركم لقول الله تعالى: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، فاجروا التطبيق فهل لا يتصادم تفسيركم لها مع محكم كتاب الله، فعند ذلك قد علمتم إنكم لم تقولوا على الله إلا الحقّ، وذلك لأنها أصحبت آيةً محكمةً ظاهرها كباطنها إن لم تتصادم مع الآيات المحكمات، وإذا وجدتم إن تفسيركم لهذه الآية قد تناقض مع آيةٍ مُحكمةٍ في كتاب الله في فتوى العصمة عن الخطيئة فعند ذلك تعلمون أنكم قُلتم على الله غير الحقّ فتتوبون إلى الله متاباً.
وسوف نقوم الآن بالكشف عن تفسير الأخ الصافي فنقوم بعرضه على الآيات المُحكمات فإذا لم تتعارض مع أيَّةِ آيةٍ محكمة في الكتاب فلا يحقّ للمهدي المنتظَر أن ينكر تفسير الصافي فيسلم تسليماً إن وجدنا الصافي نطق بالحقّ، وما يدرينا هل نطق بالحقّ أو بالباطل فلن نستطيع أن نعلم ذلك علم اليقين حتى نقوم بعرض تفسيره لهذه الآية على الآيات المُحكمات فإذا لم نجد إنه قد أخطأ نبيّ قط فعند ذلك علمنا أن قول الله تعالى: {وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} هو آية مُحكمة ظاهرها كباطنها، وأنه يقصد لا ينال عهدي من ظلم نفسه وأخطأ في حياته. إذاً لا بد أن يكون الرسل والأئمة معصومون عن الخطأ لأنّ هذه الآية أصبحت مُحكمةً وليست مُتشابهةً إذا وجدناها لم تصطدم مع آيةٍ محكمةٍ، ولكني أشهد لله إن فيها من التشابه في كلمةٍ واحدةٍ وبسبب ذلك التشابه وقع الشيعة في الخطأ، وسوف آتيكم بموضع التشابه بالضبط وهو في كلمة {الظَّالِمِينَ}، فظنّ الشيعة أنّ الله يقصد ظُلم الخطيئة، وسبب ضلالهم هو التشابه بين {الظَّالِمِينَ} المُشركين وبين الظالمين بذنوب الخطأ، فما دامت هذه الكلمة من المُتشابهات فما يدرينا أي الظالمين يقصد؟ فهل يقصد الذين ظلموا أنفسهم بالشرك ولا يغفر الله أن يشرك به، أم إنّه يقصد ظُلم الخطيئة وخيرُ الخطائين التوابون، فإذا كنتم تتقون الله أن تقولوا عليه ما لا تعلموا فارجعوا للآيات المحكمات فإذا وجدتم في موضعٍ آخر أنّ أحد الأنبياء أخطأ خطأً واضحاً وجلياً لا شك ولا ريب وشهد الله عليه بخطأه فعند ذلك تعلمون علم اليقين إنهُ لا يقصد ظلم الخطيئة بل ظُلم الشرك، وبما إنكم وجدتم أنّ رسول الله موسى عليه الصلاة والسلام قتل وكذلك يونس أخطأ خطأً كبيراً فظنّ في ربه بغير الحقّ أن لن يقدر عليه وذلك من بعد أن أرسله إلى قومه وارتكب هذا الخطأ العظيم في حقّ ربه من بعد تكليفه بتبليغ رسالة ربه. وقال الله تعالى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿١٣٩﴾ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ﴿١٤٠﴾ فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ﴿١٤١﴾ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ ﴿١٤٢﴾ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ﴿١٤٣﴾ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤٤﴾} صدق الله العظيم [الصافات].
فانظروا لقول الله تعالى: {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ ﴿١٤٢﴾ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ﴿١٤٣﴾ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤٤﴾} صدق الله العظيم، ومن ثم تتساءلون ماذا فعل رسول الله يونس حتى يستحق هذا الجزاء، والجزاء هو أن يطيل الله في عمر الحوت وعمر يونس عليه السلام في بطن الحوت إلى يوم البعث. وارجعوا للكتاب فيفتيكم عن خطئه في حق ربه سُبحانه: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٧﴾ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴿٨٨﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].
وهذا الخطأ الكبير حدث من رسول الله يونس من بعد إرساله وتكليفه بالبلاغ لرسالة ربه إلى مائة ألف من قومه أو يزيدون، ومن ثمّ انظروا لاعتراف رسول الله يونس بظُلمه لنفسه {سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} فانظروا يا معشر الشيعة لقول رسول الله يونس {إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} ومن ثم ترجعون إلى قول الله تعالى: {وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، فوجدنا تفسيركم جاء مُتناقضاً مع آيةٍ محكمةٍ في الكتاب، ومن ثم نأتي لقصة رسول الله موسى عليه الصلاة والسلام الذي أخطأ وقتل رجلاً بغير الحقّ فأخطأ وظلم نفسه وتاب إلى ربه وأناب، وقال: {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم} صدق الله العظيم [القصص:16]. إذاً يا معشر الشيعة، قد وجدتم تفسيركم قد تناقض مع آياتٍ مُحكماتٍ فتبيّن لكم إنه لا يقصد ظلم الخطيئة بل ظُلم الإشراك بربّ العالمين.
ومن ثم نأتي لخطأ محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حين اتّخذ قراراً من ذات نفسه أن يكون كمثل الملوك الذين يكون لهم أسرى في الحروب ولم ينتظر للفتوى من ربه، فجاء جبريل عليه الصلاة والسلام بالفتوى الحقّ من ربه ويُعْلِمَ نبيه أنه أخطأ خطأً كبيراً. وقال الله تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَوْلا كِتَابٌ مِنْ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68)} صدق الله العظيم [الأنفال].
سبحان الله! ويقول الله تعالى بأن لولا رحمته التي كتب على نفسه لما جاء جبريل عليه السلام بالرد بل لكان مسّهم من ربهم عذابٌ عظيمٌ، وقال: {لَوْلا كِتَابٌ مِنْ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68)} صدق الله العظيم [الأنفال].
وهنا تبيّن لكم خطأ محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم في اتخاذ القرار الخاطئ وحدث منه ذلك من بعد تكليفه بالرسالة فتاب وأناب وغفر الله له خطأ ظلمه وظلم صحابته لأنفسهم، إنّه هو الغفور الرحيم، وعليه فقد أصبحت الآية التي يحاجُّني بها الصافي من المُتشابهات ونقطة التشابه في كلمةٍ واحدةٍ في قول الله تعالى: {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، والتشابه حدث في كلمة وهي {الظَّالِمِينَ}، فظنّ الشيعة أنّه يقصد ظُلم الخطيئة ولكن الله يقصد ظُلم الإشراك بالله. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ} صدق الله العظيم [النساء:48].
وأعلى درجات ظلم الإنسان لنفسه هو الشرك بالله. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [لقمان:13].
وظُلم الإشراك غير ظُلم الخطيئة وذلك لأنّ المؤمن مُعرضٌ للابتلاء فيخطئ ويظلم نفسه بظلم الخطيئة وليس بظلم الشرك لأنه سوف يكون داعية للناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له فلا ينبغي أن يكون الداعية مُشركاً لأنه سوف يدعو الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وظلم الإشراك غير ظُلم الخطيئة لأن ظلم الخطيئة قد يحدث حتى بعد تكليف الرسول برسالة ربه.
أفلا ترون أنكم اتّبعتم المُتشابه والذي يتناقض مع الآيات المُحكمات هُنّ أمّ الكتاب ولم يأمركم الله أن تتبعوا المُتشابه الذي لا يعلم بتأويله إلا الله وحده ويعلِّم به من يشاء من عباده؟ بل أمركم الله باتباع الآيات المُحكمات البينات هُنّ أمّ الكتاب فتهتدوا إلى صراط ٍ مستقيم، وذلك لأنكم إذا اتبعتم المُتشابه فإنكم سوف تجدون ظاهره مخالفاً لآيات الكتاب المحكمات ثم تزيغوا عن الحقّ فيضلكم المُتشابه ضلالاً بعيداً. وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أمّ الكتاب وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].
و يا أيها الصافي، إني الإمام المهديّ بعهد الله وافٍ لا أشرك به شيئاً، ولكنني كُنت كثير الخطايا والذنوب فأنبت إلى ربي فوجدت ربي غفوراً رحيماً، فاجتباني وهداني وعلمني البيان للقرآن مُحكمه ومُتشابهه، ألا والله الذي لا إله غيره لو اجتمع الأولون والآخرون الأحياء منهم والأموات أجمعين ليحاجّوا الإمام المهديّ بالقرآن العظيم لجعلني الله المُهيمن عليهم جميعاً بسُلطان العلم ولكن أكثر الناس لا يعلمون، فهل أنتم مُهتدون؟
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخو الشيعة وأهل السُّنة والجماعة؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــ